نعم، إنها دراسة نقدية حول رواية "شفرة دافنشي" للمبدع العالمي "دان براون" ، و التي تتناول موضوع لاهوت و ناسوت السيد المسيح، و من ثم إحتمالية زواجه من القديسة مريم المجدلية، و وجود نسل له منها، كما تناقش مدى أصالة الفكر الديني المسيحي و ما هو قديم فيه و ما هو مستحدث، كل هذا في إطار قصصي شديد التشويق.
تحاول القوى البرجماتية لبعض رجال الدين أن تمنع هذه النظرة المختلفة للقصص الديني المسيحي من الوصول للقارىء و المشاهد العربي، و برغم أن موضوع الكتاب ذاته ليس بالجديد، فرموز دافنشي و إنتمائه لبعض الجمعيات السرية ليست بالجديدة، و التاريخ الحقيقي لفرسان الهيكل ليس بالكشف الحديث، و كذلك الخلاف في مسألة اللاهوت و الناسوت في شخص السيد المسيح و مسألة زواجه من مريم المجدلية ، يمثل الفكر الغنوصي في خلاف قديم قدم المسيحية نفسها، إلا أن الجهد الرائع للمؤلف في جمع المادة التاريخية و تحقيقها، ثم وضع المادة التاريخية في إطار روائي يصل إلى درجة إستثنائية من الحرفية، يجعل هذا الكتاب أقرب لعقول و نفوس الشباب، و من هنا كان تميزه، و من هنا كان خطره من وجهة نظر الفاتيكان و كرازة الإسكندرية و من هنا كانت فائدته من وجهة نظرنا المتواضعة، إنه حجر يلقى في مياه التابوهات الراكدة للعقيدة المسيحية، و لذلك يراه بعض رجال الكهنوت حجراً يلقى على رؤوسهم. و ينسى الكهنوت فيما ينسى، أن التاريخ المسيحي و الفكر المسيحي ليسا مملوكين لهم، و لكن للبشرية جمعاء، و من حق كل مبدع أن يتناولهما بما يراه، و لن يمس ذلك أبداً بإيمان المؤمنين، أولاً لأن الإيمان محله القلب، و ثانياً لأن التناول النقدي للفكر الديني بدأ منذ قرن من الزمان و لم يؤثر ذلك علينا و ما زلنا مؤمنين.
بالأمس فقط تقرر منع عرض فيلم " دافنشي كود" أو "شيفرة دافنشي" في دور العرض المصرية ، و سحب الكتاب من المكتبات، كما أصدر الفاتيكان نداءً لكل مؤمن مسيحي بالإمتناع عن قراءة الكتاب أو حضور الفيلم ... و اليوم قررت أن أعد هذا التحقيق المدعم بالصور لرواية "دان براون" و المترجمة من قبل الدار العربية للعلوم. حرصاً على تعظيم الفائدة من قراءة الكتاب، و زيادة إتساع أفق شبابنا حتى نصل إلى قبول فكر الآخر و إن إختلفنا معه، و سخريةً من القصور الفكري لبعض رجال الدين، ممن يرفضون فهم حقيقة عصر الإتصالات، و حقيقة أن منع النشر و العرض أسطورة قديمة مثل الكثير من أساطيرهم التي يدمجونها دمجاً مع أديان السماء، و قد يتبادر إلى الذهن أنه من الغريب أن يقوم المحقق بتحقيق رواية، و لكن من الواضح وضوح النهار أن "دان براون" في روايته هذه و رواياته السابقة لا يكتب أبداً مجرد رواية، و لكنه يثير إشكالية فكرية في قالب روائي جذاب للقاريء المعاصر، و لما كثرت الكتابات الكنسية المباشرة و غير المباشرة في الغرب كرد من الفاتيكان على الكتاب الأسطوري الإنتشار، متهمة إياه بالأسطورية و الخرافة و إذاعة نظرية المؤامرة، و لما كان من المتوقع أن تكثر الردود المماثلة و الغير حيادية في عالمنا العربي الذي ذهب إلى خطوة أبعد من كنائس الغرب فضغط لمنع الكتاب و الفيلم بقوة القهر الحكومي، حاولت بجهدي المتواضع هنا أن أحقق الكتاب تحقيقا أدعي أنه غير مغرض، و ذلك على قدر جهدي و أدواتي المتاحة ، تحقيقاً لا يحركه تعصب مثل تعصب رجال الدين الذين يواجهون الكتاب بعداء أشبه بكونه عداءً شخصياً، و لا يدفعه تجديفٌ كتجديف المتضامنين مع "دان براون" لما في فكره من مقاربة لفكرهم الإلحادي.
و لعل أعجب ردود الفعل على الكتاب كانت ردود الأفعال من التيار المتأسلم في بلادنا العربية، و الذي لم يخفي سعادته بالكتاب و حماسه له، و يبدو أنهم قرأوا عن الرواية و لم يقرؤوها، فلقد تحمسوا للفكرة العامة المتداولة في الصحف عن الكتاب، و التي تركز على تناوله للقصص الديني المسيحي و دفعه ببشرية المسيح و بقصة زواجه، و التي تناقض - من وجهة نظرهم- الفكر الديني المسيحي و تؤيد الفكر الإسلامي في مسألة ناسوت المسيح. و لو أنهم قرأوا الرواية ، و لو أنهم يفقهون، لبدا لهم الفكر الإلحادي واضحاً جلياً بين سطور "دان براون" ، و الدفع الأساسي للرواية هو أن أديان السماء هي تنويعات على أوتار أديان وثنية قديمة، وأنوه هنا لأمر هام، أنا لا أشترك مع "دان براون" في الكثير من رؤاه، و لكني أحترم جهده و عمله الرائع، و أشترك معه تماماً في كراهيتى لظلام الخرافة الذي يسبغه رجال الدين من كل الأديان لتحقيق مصالح لا علاقة لها بالسماء، فيشوهون بذلك الوجه الجميل لأديان السماء.
ملحوظة: الفصول غير الوارد تحقيق لها في كتابنا هي فصول حبكة درامية لم نجد فيها قضايا خلافية أو أطروحات تاريخية تستلزم التحقيق.
تحاول القوى البرجماتية لبعض رجال الدين أن تمنع هذه النظرة المختلفة للقصص الديني المسيحي من الوصول للقارىء و المشاهد العربي، و برغم أن موضوع الكتاب ذاته ليس بالجديد، فرموز دافنشي و إنتمائه لبعض الجمعيات السرية ليست بالجديدة، و التاريخ الحقيقي لفرسان الهيكل ليس بالكشف الحديث، و كذلك الخلاف في مسألة اللاهوت و الناسوت في شخص السيد المسيح و مسألة زواجه من مريم المجدلية ، يمثل الفكر الغنوصي في خلاف قديم قدم المسيحية نفسها، إلا أن الجهد الرائع للمؤلف في جمع المادة التاريخية و تحقيقها، ثم وضع المادة التاريخية في إطار روائي يصل إلى درجة إستثنائية من الحرفية، يجعل هذا الكتاب أقرب لعقول و نفوس الشباب، و من هنا كان تميزه، و من هنا كان خطره من وجهة نظر الفاتيكان و كرازة الإسكندرية و من هنا كانت فائدته من وجهة نظرنا المتواضعة، إنه حجر يلقى في مياه التابوهات الراكدة للعقيدة المسيحية، و لذلك يراه بعض رجال الكهنوت حجراً يلقى على رؤوسهم. و ينسى الكهنوت فيما ينسى، أن التاريخ المسيحي و الفكر المسيحي ليسا مملوكين لهم، و لكن للبشرية جمعاء، و من حق كل مبدع أن يتناولهما بما يراه، و لن يمس ذلك أبداً بإيمان المؤمنين، أولاً لأن الإيمان محله القلب، و ثانياً لأن التناول النقدي للفكر الديني بدأ منذ قرن من الزمان و لم يؤثر ذلك علينا و ما زلنا مؤمنين.
بالأمس فقط تقرر منع عرض فيلم " دافنشي كود" أو "شيفرة دافنشي" في دور العرض المصرية ، و سحب الكتاب من المكتبات، كما أصدر الفاتيكان نداءً لكل مؤمن مسيحي بالإمتناع عن قراءة الكتاب أو حضور الفيلم ... و اليوم قررت أن أعد هذا التحقيق المدعم بالصور لرواية "دان براون" و المترجمة من قبل الدار العربية للعلوم. حرصاً على تعظيم الفائدة من قراءة الكتاب، و زيادة إتساع أفق شبابنا حتى نصل إلى قبول فكر الآخر و إن إختلفنا معه، و سخريةً من القصور الفكري لبعض رجال الدين، ممن يرفضون فهم حقيقة عصر الإتصالات، و حقيقة أن منع النشر و العرض أسطورة قديمة مثل الكثير من أساطيرهم التي يدمجونها دمجاً مع أديان السماء، و قد يتبادر إلى الذهن أنه من الغريب أن يقوم المحقق بتحقيق رواية، و لكن من الواضح وضوح النهار أن "دان براون" في روايته هذه و رواياته السابقة لا يكتب أبداً مجرد رواية، و لكنه يثير إشكالية فكرية في قالب روائي جذاب للقاريء المعاصر، و لما كثرت الكتابات الكنسية المباشرة و غير المباشرة في الغرب كرد من الفاتيكان على الكتاب الأسطوري الإنتشار، متهمة إياه بالأسطورية و الخرافة و إذاعة نظرية المؤامرة، و لما كان من المتوقع أن تكثر الردود المماثلة و الغير حيادية في عالمنا العربي الذي ذهب إلى خطوة أبعد من كنائس الغرب فضغط لمنع الكتاب و الفيلم بقوة القهر الحكومي، حاولت بجهدي المتواضع هنا أن أحقق الكتاب تحقيقا أدعي أنه غير مغرض، و ذلك على قدر جهدي و أدواتي المتاحة ، تحقيقاً لا يحركه تعصب مثل تعصب رجال الدين الذين يواجهون الكتاب بعداء أشبه بكونه عداءً شخصياً، و لا يدفعه تجديفٌ كتجديف المتضامنين مع "دان براون" لما في فكره من مقاربة لفكرهم الإلحادي.
و لعل أعجب ردود الفعل على الكتاب كانت ردود الأفعال من التيار المتأسلم في بلادنا العربية، و الذي لم يخفي سعادته بالكتاب و حماسه له، و يبدو أنهم قرأوا عن الرواية و لم يقرؤوها، فلقد تحمسوا للفكرة العامة المتداولة في الصحف عن الكتاب، و التي تركز على تناوله للقصص الديني المسيحي و دفعه ببشرية المسيح و بقصة زواجه، و التي تناقض - من وجهة نظرهم- الفكر الديني المسيحي و تؤيد الفكر الإسلامي في مسألة ناسوت المسيح. و لو أنهم قرأوا الرواية ، و لو أنهم يفقهون، لبدا لهم الفكر الإلحادي واضحاً جلياً بين سطور "دان براون" ، و الدفع الأساسي للرواية هو أن أديان السماء هي تنويعات على أوتار أديان وثنية قديمة، وأنوه هنا لأمر هام، أنا لا أشترك مع "دان براون" في الكثير من رؤاه، و لكني أحترم جهده و عمله الرائع، و أشترك معه تماماً في كراهيتى لظلام الخرافة الذي يسبغه رجال الدين من كل الأديان لتحقيق مصالح لا علاقة لها بالسماء، فيشوهون بذلك الوجه الجميل لأديان السماء.
ملحوظة: الفصول غير الوارد تحقيق لها في كتابنا هي فصول حبكة درامية لم نجد فيها قضايا خلافية أو أطروحات تاريخية تستلزم التحقيق.
من كتابنا "محاكمة دافنشي"، جميع الحقوق محفوظة
3 comments:
اخي العزيز
تعجز كلماتي عن شكرك.
حقاً لقد أذهلتني
بارك الله فيك.
أخي العزيز Emil
شكرا جزيلا يا صديقي على زيارتك و تعليقك المشجع، و أرجو أن أسمع رأيك في العمل ككل و أرحب بنقاش أي نقطة فيه
بارك الله فيك و لك و عليك يا عزيزي
سيدي ها انا مرة اخر اقرأ من جديد حول شيفرة دافنشي حيت اني اشعر انني اريد ان ادقق في تفاصيلها مرة اخري مقدرة لكل أبداعك
Post a Comment