هل كان هناك ملك فرنسي إحتل القدس حوالي عام 1099 م؟؟ نعم ، و قد قاد هذا الملك "جودفري دي بويون" مع غيره من أمراء أوروبا الحملة الصليبية الأولى على المشرق، و قد رفض بعد فتحه القدس أن يتوج ملكاً على المدينة التي صلب بها المسيح، و اتخذ لنفسه لقب "حامي القبر المقدس" ، و قد حارب الجيش المصري و رده عن عسقلان، و في عام 1100 م استطاع "جودفري" أن يبسط سيطرته على عسقلان و الجليل الغربي و يافا و قيصرية. و قد مات بينما كان يعد لغزوة إستباقية لمصر، و يقول البعض أنه أصيب بسهم أثناء حصاره للجليل الغربي، كما قال البعض أن أمير قيصرية سممه.
و هل هناك ما يشير الى ارتباطه بأخوية سيون؟
توجد الكثير من الروابط بين "جودفري" و فرسان الهيكل ، أولاً من حيث التقارب الزمني ، فالمراجع تؤيد ظهور فرسان الهيكل في أورشليم ما بين عام 1096م - 1118م ، و هو توقيت قريب من فتح "جودفري" لأورشليم ، و الفاصل الزمني قد يبرر إنشاء الأخوية ثم إنبثاق الفرسان عنها بعد ذلك كجناح مسلح لها، و معتقدات فرسان الهيكل كما توردها المراجع هي أنهم يؤمنون بأن المسيح أنجب ثلاثة أبناء من القديسة مريم المجدلية، و بأنها فرت بعد الصليب إلى بلاد الغال (فرنسا) و تزاوج هذا النسل المقدس مع العائلة المالكة في فرنسا و نتج عن هذا الزواج النبلاء المورفينجيون، و الفرسان يؤمنون بواجبهم المقدس في الدفاع عن هذه السلالة الملكية. و أعتقد أنه حان الوقت لنأخذ فكرة وافية عن تاريخ فرسان الهيكل
فرسان الهيكل الإسم الرسمي أو الأول لفرسان الهيكل هو "المحاربين الفقراء خدام المسيح و هيكل سليمان" و قد عرفوا بعد ذلك إختصاراً بفرسان المعبد أو فرسان الهيكل، و الثابت في المراجع التاريخية أن هذه الجماعة نشأت حوالي عام 1096م بعد الحملة الصليبية الأولى، بهدف حماية الحجيج الذي تدفق على أورشليم بعد إنتصار الحملة الصليبية الأولى، و قد تميزوا بأنهم رهبان مقاتلين، و تميزت ملابسهم بحبل على الوسط و صليب أحمر فوق القلب مباشرة أو في منتصف الصدر. و قد إبتكروا نواة النظام البنكي كما قال "براون" في روايته، و بعد إعتراف الكنيسة بهم و تبنيها لهم عام 1128م ذاع صيتهم و زادت قوتهم و نفوذهم، و بلغ تعدادهم في ذروة قوتهم عشرات الآلاف من الفرسان الرهبان المدربين و المجهزين بأفضل الأسلحة كوحدات قتالية عالية الكفاءة، و إنهالت عليهم أموال التبرعات من الفاتيكان و غيرها، و أنشأوا العديد من القلاع في أوروبا و كذلك في الأراضي المقدسة.
ثم بدأ نجمهم في الهبوط السريع مع توالي الهزائم عليهم في الشرق، و طردهم التدريجي من مدنهم و قلاعهم، في الوقت ذاته الذي فرض فيه أمراء أوروبا الضرائب الفادحة عليهم، حتى عام 1307م حين شن "فيليب الرابع" ملك فرنسا عليهم حملة إعتقال و إعدام موسعة، ثم مارس ضغطه على الفاتيكان لحل الجماعة رسمياً، و مع الإضطهاد الغريب و غير المبرر، كثرت التفسيرات التي تبين صعود و هبوط فرسان المعبد
هل كان في ذلك الوقت معبد يقال له معبد هيرودوت، و هل قام الفرسان بحفريات أسفله؟ الترجمة العربية غير دقيقة للرواية، فالمعبد هو معبد "هيرود" ، و الذي بناه "هيرود العظيم" كتوسعة لهيكل سليمان. أما الإجابة عن الشق الثاني من السؤال فهي الأهم، و الإجابة هي نعم، ففي عام 1860 قامت بعثة من المهندسين العسكريين البريطانيين بعمل حفريات بحثية في جبل الهيكل، حيث اكتشفت أنفاق سفلية تحتوي على رسوم و أيقونات لفرسان الهيكل ، و تقع أسفل هيكل هيرود السابق. و لقد كان هذا الكشف وثيق الصلة بجماعة الماسون الأحرار و نشأتها، و التي تعتبر الحفاظ على سر فرسان الهيكل مهمتها الاساسية
و هل كان مكانهم بالفعل في جبل الهيكل؟
نعم، فقد أجابهم الملك "بالدوين الثاني" ملك أورشليم إلى طلبهم بالإقامة في جزأ محدد من جبل الهيكل كما تورد الموسوعة البريطانية في تاريخهم
ما مدى دقة المعلومات الواردة عن كونهم بذرة النظام البنكي الحديث و عن القوة و الصلاحيات التي أعطتها لهم الكنيسة؟
المعلومات مطابقة للتاريخ الموثق لفرسان الهيكل في المراجع الكبرى لتاريخ أوروبا العصور الوسطى، حيث كان من السهل للمسافر أن يودع أمواله في أحد أديرة او قلاع فرسان الهيكل في مدينة من المدن أو على طريق تجاري، و يتسلم صكاً بذلك، و يكون له أن يسترد هذه الأموال من أية دير يحدده من أديرة الفرسان و قلاعهم المنتشرة بأوروبا و الأرض المقدسة في الشرق.
و كيف كانت نهايتهم؟
بدأ الاضمحلال التاريخي لهم بعد معركة حطين و انتصار المسلمين و استعادتهم بعدها للأراضي المقدسة، و قد تم القضاء عليهم بالتعاون بين "فيليب الرابع" ملك فرنسا و البابا "كليمنت الخامس" كما أوردت الرواية
و ماذا يقول التاريخ عن سر قوتهم أو السانجريل الذي يورده الكتاب؟
فكرة وجود نسل للمسيح قديمة قدم المسيحية ذاتها و لا يبتدعها "دان براون" و لا كتاب "الكأس المقدسة و الدم المقدس" كما يقول البعض. و هناك جماعات مسيحية تؤمن بهذه الفكرة و تحاول إثبات نسب هذا النسل للمسيح بكافة السبل، و سيلي شرح ذلك مفصلا في فصل لاحق
خلاصة تحقيق الفصل
1. لا يكاد يقوم خلاف حول الطبيعة السرية التي تحيط بفرسان الهيكل و الاشارات المتعددة إلى نفوذهم السري و إنهيارهم السريع، و هناك العديد من النظريات التي تفسر ذلك، و منها نظريات مرتبطة بالفعل بنسل المسيح و حماية قبر المجدلية و الوثيقة "كيو" التي خطها المسيح بيده
2. كذلك لا يرقى شك لقيامهم بحفريات أسفل جبل الهيكل لمدة عشر سنوات تقريبا أثناء الحروب الصليبية
3. علاقتهم بأخوية سيون غير مؤكدة و كذلك علاقة الملك "جودفري" بالسر الذي بحثوا عنه غير مؤكدة تاريخياً
No comments:
Post a Comment