30.1.09

صوت مصر

بين الماضي والحاضر


21.1.09

حصاد الهشيم


ذات يوم كتب "صلاح جاهين" بعد جريمة صهيون في بحر البقر قصيدة دامية، هي "الدرس انتهى" لكن المجازر لم تستمر، لأن القائد الذي كان يشعر بمسئوليته عن كل طفل وكل عامل ممن ماتوا تحت ركام بحر البقر ومصنع أبي زعبل قبل بالهدنة حتى يكمل بناء حائط الصواريخ الذي يوفر الأمن للجبهة الداخلية قبل استئناف مهمة تحرير الأرض .. لقد تورعت عن نقد حماس خلال الحرب حتى لا نكفيهم لساننا اذا لم نستطع أن نكفيهم الرصاص المصبوب من آلة الحرب الصهيونية عليهم، لكن الآن وبعد أن هدأ الأوار، يمكننا أن نعلق في نقاط على هذه المأساة فنقول
  • حذار من الأثر المخدر للضلالات التي تقول لكم أنكم انتصرتم بصمودكم، أي صمود؟ صمود قطيع الأغنام أمام ذئب يختار كل يوم فريسته؟ فيفترسها هنيئا مريئا دون أن يشاك شوكة واحدة سوى بمب العيد؟ هذا صمود أشبه بصمود هيروشيما، وحديثكم عن الصمود يعطي اسرائيل شرفا لا تستحقه، ما حدث في غزة لم يكن حربا بل مجزرة، آلة حرب مجنونة تغتال أمة عزلاء محاصرة وجائعة، لقد انتهت المجزرة لسبب اقتصادي يخص اسرائيل لا أكثر ولا أقل، فقد أصبحت طلعة الطيران تكلف أكثر مما يمكن لهذه المقاتلات أن تدكه من أهداف، واسرائيل لا تمارس حربا طويلة أبدا لتركيبتها العسكرية والاقتصادية
  • لقد خسرت المقاومة حماس يوم أصبحت حكومة منتخبة، وكان الأولى أن تبقى المقاومة مقاومة والسياسيون سياسيون حتى يمكنهم معا اللعب مع صهيون قاتلة الأنبياء، حين صارت حماس حكومة منتخبة أصبحت صواريخها اعلان حرب يبرر لاسرائيل جريمتها أمام العالم، لأنها لم تعد ميليشيا مقاومة وحسب
  • لا توجد حركة مقاومة تخسر كل يوم علاقات كما تفعل حماس، احرصوا على علاقاتكم الخارجية يا سادة وإلا لن تحققوا شيئا، اشكروا من يمد لكم نصف يده أو ربعها حتى يمدها غدا كاملة، وتغاضوا عمن جبن عن الدعم حتى لا تخلقوا جبهة رفض عربية أمامكم فضلا عن جبهة الرفض العالمية
  • محمود عباس أبومازن لا يجدي الكلام عنه أو معه، فلا كلام مع الأموات

أما عن نتاج المعركة .. عن حصاد الهشيم .. فنقول ما قاله عمنا "جاهين" رحمه الله في زمن غير الزمان ولرجال غير الرجال



18.1.09

توقف حمام الدم في غزة



تراجيديا تنتهي بلا معقول

انتهت التراجيديا الدامية ضبابية المشهد في غزة، مجزرة عسكرية ومدنية غبية لم تحقق أي شيء خلاف الدمار والخراب، تنتهي ولم يتغير في الوضع السياسي أي شيء، كان هدف حماس من كسر التهدئة هو كسر الحصار الخانق عليها، وكان هدف الرد الصهيوني البشع في دمويته وجنونه تأديب حماس لتعرف كما تقول يديعوت أحرونوت أن ثمن اثارة الذعر في مستوطنات جنوب اسرائيل بصواريخ عديمة الفعالية سيكون عاليا جدا من الدم الفلسطيني، وكذلك كان يهدف لإثارة السكان في غزة ضد حماس، وكما فشلت حماس في كسر الحصار فشلت اسرائيل في القضاء على الترسانة الصاروخية الهزيلة لدى حماس وفي تقليب الفلسطينيين عليها، فهي معركة يحيطها الفشل ودم الصغار وأرواح الشيوخ والنساء بلا أدنى مبرر وبلا أدنى نتيجة، معركة الكل فيها خاسر، وما خسرناه من روحنا المعنوية فيها كان كثيرا، فلا يوجد عربي لم يشعر بالهوان والعجز أمام حمام الدم المنهال بلا قدرة عربية على رد فعل مؤثر

حيرني التعاطف الشعبي البليد، والتعليقات شديدة التسطيح، أين كنتم طوال الأعوام الثلاثين الماضية يا سادة؟ لماذا تتعجبون من عدم قدرة مصر على اظهار الاحتجاج حتى بطرد السفير أو غيره؟ ألستم أنتم من هلل وطبل لقرد كامب ديفيد في دولته؟ لماذا تسخطون لعدم تدخل مصر لمؤازرة فلسطين؟ ألستم أنتم من تمصمصون الشفاه على ما فقدناه من ثروة في اليمن وتكررون أساطيرا بلا أساس حولها؟ ولماذا تعجبون من تصدير الغاز؟ أين كنتم حين وقعت الكويز؟ لقد كانت التعليقات الشعبية أشبه بتعليقات شعب بقاله خمسة وتلاتين سنة بايت برة! هم يضحك وهم يبكي


ذكرتني المأساة بقصيدة لعبد الرحمن الأبنودي، كتبها في رثاء صديقه ناجي العلي الذي اغتالته الموساد لتوقف ريشته المسلولة على صهيون وأذنابها، و منها اخترت لكم بعض المقاطع المؤلمة، لنغنيها سويا في تتر نهاية المجزرة الكئيبة لحد الموت

أماية ... وأنتي بترحي بالرّحي .. على مفارق ضحى
وحدك وبتعدّدي على كل حاجة حلوة مفقودة
ما تنسينيش يا أمة في عدُّودة
عدّودة من أقدم خيوط سودا في توب الحزن
لا تولولي فيها ولا تهللي
وحطي فبها اسم واحد مات
كان صاحبي يا أمه .. واسمه: ناجي العلي
يا قبر ناجي العلي .. وينك يا قبر
يا قبر معجون بشوك مطلي بصبر
الموت بقرّب عليك يرتد خوف
وإذا ما خافش الموت يرتد جبر
يا قبر ناجي العلي يا دي الضريح
كان ميِّتك للأسف وطني صريح
تحتك فتى ناضر القلب غض
كان قلبه أرض مخيّمات الصفيح
الأرض متغربة والحلم ملْكْ
خريطة شبه الوطن محاصرها سلك
واقف وراها شريد عاقد إيديه
حنّ الوطن ذلك للأرض تلك
***
غشيم في حب الوطن .. طبعا غشيم
ياللي تحب الوطن من الصميم
على طريقة العرب في الحب عيش
وَليْ.. نقي.. متقي.. لكن لئيم
ناجي العلي في الأغنية هلّ عليْه
زي الغزالة البرية .. ماسك رسمة
كم قلتلو قولها خفايف .. نص شفايف
قالي يا شاعر لو خايف .. شوف الرسمه
والرسمة فيها يهود بحاخام والأنكل سام
وعرب لطاف عايشين في سلام .. جوه الرسمه
رسم الكفوف زي الصبّار .. حنظل بمرار
صبي قصير واقف محتار .. قدام رسمه
رسمة لا تعرف تتحادق .. ولا بتنافق
عيب ناجي إنُّه عاش صادق .. عاش للرسمة
***
أهلي لا أهلك .. ولا أهلك ساعات أهلك
ما تحكيليش ع اللي قتلك .. مش حاخدلك تار
ما ملكش غير أحسدك خالص على قتلك
قتيل في غربة .. بيفرق عن قتيل الدار
يا ماشي للنور.. ومش ماشي على مهلك
واحنا خطاوينا يمّ الموت .. تجيب العار
أنا الموساد .. والفساد.. قاتل كتيرقبلك
كمال .. وغسان .. واسأل ماجد أبوشرار
وحاموت .. لاشفتك ولا حاعرف في يوم قبرك
لا حاحُط زهرة عليه ولا حأغرس الصبّار
حاولت قتل الجهل؟
طلع الجهل متعلّم .. وأهو قتلك
وحولك وأنت واضح . . سر من الأسرار

7.1.09

يا قاتلتي




أحاول أن أكتب عن غزة، فلا تطاوعني الكلمات، هل أكتب عن حمق حماس؟ عن جبن العرب؟ عن تهافت الموقف المصري؟ عن طعم المرار في حلوقنا والأرقام تتصاعد يوما بعد يوم حتى قاربت على 3000 ضحية بين قتيل وجريح؟ وتبقى رائعة الشاعر العراقي الثري "مظفر النواب" هي ما يتردد على لساني دوما في تلك المواقف .. يا قاتلتي .. يا قاتلتي من ديوان وتريات ليلية قصيدة طويلة متشعبة، تعبر عن نفس العربي هذه الأيام بأقوى تعبيرات، ثائرة الألفاظ، ووقحة أحيانا، كوقاحة المستقبل العربي، اخترت منها هنا أكثر ما يلتصق بالقلب من أبياتها

يا طير البرق القادم .. من جنات النخل بأحلامي
يا حامل وحي الغسق الغامض .. في الشرق على ظلمة أيامي
احمل لبلادي حين ينام الناس سلامي
للخط الكوفي .. يتم صلاة الصبح بإفريز جوامعها
لشوارعها .. للصبر
لعلي .. يتوضأ بالسيف قبيل الفجر
أنبيك عليا
ما زلنا نتوضأ بالذل .. ونمسح بالخرقة حد السيف
ما زلنا نتحجج بالبرد وحر الصيف
ما زال كتاب الله يعلق بالرمح العربية
ما زال أبو سفيان بلحيته الصفراء
يؤلب باسم اللات العصبيات القبلية
***
ماذا يقدح في الغيب الأزلي؟
أطلوا
ماذا يقدح في الغيب؟ أسيف علي؟
قتلتنا الردة يا مولاي
كما قتلتك بجرح في الغرة
هذا رأس الثورة يحمل في طبق في قصر يزيد
فيا لله وللحكام ورأس الثورة
هل عرب أنتم؟
والله أنا في شك من بغداد إلى جدة
قتلتنا الردة
قتلتنا الردة
إن الواحد منا يحمل في الداخل ضده

***
يا طير البرق تأخرت
فأنا أوشك أن أغلق باب العمر ورائي
أوشك ان أخلع من وسخ الأيام حذائي
فوراء محيطات الرعب المسكونة بالغيلان
هنالك قلعة صمت
في القلعة بئر موحشة كقبور ركبن على بعض
آخر قبر يفضي بالسر إلى سجن
السجن به قفص .. تلتف عليه أغاريد ميتة

ويضم بقية عصفور مات قبيل ثلاث قرون
تلكم روحي
منذ قرون دفنت روحي
منذ قرون كان بكائي
***
لا تلم الكافر في هذا الزمن الكافر
فالجوع أبو الكفار
مولاي
أنا في صف الجوع الكافر
ما دام الصف الآخر
يسجد من ثقل الأوزار
***
يا غرباء الناس
بلادي كصناديق الشاي .. مهربة
أبكيك بلادي .. أبكيك بحجر الغرباء
إلام ستبقى يا وطني ناقلة للنفط؟
مدهنة بسخام الأحزان وأعلام الدول الكبرى؟

قد أعشق ألف امرأة في ذات اللحظة
لكني أعشق وجه امرأة واحدة
في تلك اللحظة
امرأة تحمل خبزا ودموعا في بلدي
يا بلدي
يا سوق اللحم لكل الدول الكبرى
يا بلد يتناهشها الفرس
ويجلس فوق تنفسها الوالي العثماني وغلمان الروم
وتحتلم الجيتات الصهيونية بالعقد التوراتية فيها
***
وفيم الذهاب بجلد الضحية للمسلخ الدولي؟
ولف العمامة زيفا على القبعة؟
متى كان في لحية النفط أو في الزبيبة من شرف؟
أيها
الراقصون لهم كالقرود .. كفاكم ضعة
أرى صرعا وحماسا جبانا
وحشدا بلا أي عين .. وحشدا بلا أي أذن
تعج شوارع هذي البلاد بحرب البسوس
ويفتح فيها الرصاص منابذة بين آل فلان وآل فلان
ويسند هذا بقصف العدو .. ويسند هذا بقصف الحكومة
والحكم للاحتكار المنسق .. ما بين .. بين وبين
ومستزلمون ومستخنثون .. وبعض توزع في الجانبين
***
قال الأدرج بالشيب المصبوغ
اقبل قبل فوات الفرصة صفقتنا
سارع بالحل السلمي قليلا
أولاد القحبة .. كيف قليلا؟
نصف لواط يعني؟
أسمعتم عرب الصمت؟
أسمعتم عرب العنة؟
أتحدى ان يرفع منكم أحد عينيه
امام
حذاء منتظر يا قردة
النار هنا لا تمزح يا قردة
يا رب كفى خجلا
كفى حكاما مثقوبين
منذ قرون يلتذون بنا
منذ قرون يشوون الشعب على نيران مناقلهم

قردة
سلطات القردة
أحزاب القردة
أجهزة القردة
كلا

أشرف منهم فضلات القردة
اقتتلوا بسيوف السنة والشيعة والعلويين
وحتى المنقرضين
ثم اجتمعوا تحت عباءته
واتموا الصفقة والبوسة
وصرح نفط بن الكعبة
ماذا صرح نفط ابن الكعبة؟
نفط ابن الكعبة مجتمع .. ترتفع الاسعار
نفط ابن الكعبة يقضي حاجته .. تنتظم الاسعار
فما اعجب مجتمع القردة
والعظمة يا نفط بن الكعبة
يقال وزير النفط له ذيل
يخفيه بكيس امريكي
ويصوت ضد الارهاب به
***
يا قاتلتي بكرامة خنجرك العربي
أهاجر في القفر
وخنجرك الفضي بقلبي
وأنادي .. عشقتني بالخنجر والهجر بلادي
ألقيت مفاتيحي في دجلة أيام الوجد
وما عاد هنالك في الغربة مفتاح يفتحني
ها أنذا اتكلم من قفلي
من أقفل بالوجد .. وضاع على أرصفة الشام
سيفهمني
من لم يزور حتى الآن .. وليس يزاود في مقاهي الثوريين
سيفهمني
من لم يتقاعد كي يتفرغ للغو
سيفهم أي طقوس للسرية في لغتي
وسيعرف كل الأرقام وكل الشهداء وكل الأسماء
***
وطني علمني أ أقرأ كل الاشياء
وطني علمني أن حروف التاريخ مزورة
حين تكون بدون دماء
وطني علمني أن التاريخ البشري بدون الحب
عويلا ونكاحا في الصحراء
يا وطني هل أنت بلاد الأعداء؟
يا وطني هل أنت بقية داحس والغبراء؟
****
أولئك أعداؤك يا وطني
من باع فلسطين سوى أعدائك
أولئك يا وطني؟
من باع فلسطين وأثرى بالله سوى قائمة الشحاذين
على عتبات الحكام ومائدة الدول الكبرى؟
فإذا أجن الليل
تدق الأكواب بأن القدس عروس عروبتنا
أهلا أهلا
من باع فلسطين سوى ثوار الكتبه؟
أقسمت بأعناق أباريق الخمر
وما في الكأس من سم
وهذا الثوري المتخم بالصدف البحري ببيروت
تكرش حتى عاد بلا رقبة
أقسمت بتاريخ الجوع ويوم السغبة
لن يبقى عربي واحد
إن بقيت حالتنا هذي الحالة .. بين حكومات الحسبة
****
القدس عروس عروبتكم؟؟
فلماذا أدخلتم كل زناة الليل إلى
حجرتها؟
ووقفتم تسترقون السمع وراء الأبواب لصرخات بكارتها
وسحبتم كل خناجركم، وتنافختم شرفا
وصرختم فيها أن تسكت صونا للعرض؟
فما أشرفكم
أولاد القحبة هل تسكت مغتصبة؟
أولاد القحبة
لست خجولا حين أصارحكم بحقيقتكم
إن حظيرة خنزير أطهر من أطهركم
تتحرك دكة غسل الموتى
أما أنتم .. فلا تهتز لكم قصبة

****
الآن أعريكم
في كل عواصم هذا الوطن العربي
قتلتم فرحي
في كل زقاق أجد الأزلام أمامي
أصبحت أحاذر حتى الهاتف
حتى الحيطان .. وحتى الاطفال
تعالوا نتحاكم قدام الصحراء العربية

كي تحكم فينا
أعترف الآن أمام الصحراء
بأني مبتذل وبذيء وحزين
كهزيمتكم
يا شرفاء مهزومين
ويا حكاما مهزومين
ويا جمهورا مهزوما
ما أوسخنا ...ما أوسخنا ...ما أوسخنا
ونكابر؟! ما أوسخنالا أستثني أحدا

3.1.09

مجدستان وأزمة غزة

خطاب الرئيس المجدي للأمة حول أزمة غزة

حول العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة والذي بلغ يومه السابع اليوم، خرج الرئيس ناصر المجدي على الأمة المجدية اليوم بهذا الخطاب الجماهيري، معلنا موقف مجدستان من الأزمة والذي طال انتظاره من مختلف الجهات المعنية والمراقبة في المنطقة والعالم، و إليكم نص الخطاب

بني وطني
أيها المجديون الكرام في وطنهم، والأعزاء في أمتهم العربية، أعلم أنكم كنتم طوال الأيام الماضية تعجبون من تأخر اعلان الموقف المجدي، وقد كثرت الأصوات في الداخل والخارج التي اتهمتنا بوضع الرؤوس في الرمال وبالتخاذل عن نصرة الأمة والعروبة وغير ذلك من التهم الجاهزة والمعدة سلفا، ودعوني أصارحكم في مكاشفة تعودناها معا أنني كنت في حيرة شديدة من أمري، وقد أمضيت وحكومتكم المنتخبة الأيام الماضية في مناقشات ومداولات مطولة حول الأزمة وموقفنا منها، ودعوني أولا أبين لكم دقة الموقف وما فيه من جوانب معقدة التركيب، استغرقتنا لمناقشتها وبحثها طيلة هذه الأيام

حماس والأزمة
الكل يعرف أيها الإخوة موقفي من حماس ومن امتدادها هنا في مجدستان والفصيل السياسي المتأسلم الذي يمثلها، ولقد سقط الشعب المجدي يوما في نفس الخطأ التاريخي الذي سقط فيه الشعب الفلسطيني الشقيق بانتخاب فصيل سياسي منفصل عن العصر وعن الواقع، تنظيراته تفوق امكاناته، وشعاراته تفوق قدراته، وتعرفون النتائج والتداعيات التي ترتبت على هذا، لكنني برغم كل ذلك أختلف مع الأصوات التي تعالت بصب اللوم على حماس، و بما يشبه الشماتة فيما وصلت إليه الأوضاع، فليس هذا هو الوقت المناسب لترتيب البيوت من الداخل، ولا لتحليل سياسات حماس، نعم، لقد ضربت حماس مثلا في الادارة الفاشلة للمعارك السياسية والاعلامية قبل الأزمة وخلالها، لكن الاكثار من هذا الحديث والتطويل فيه أراه بمثابة توفير الذريعة الأخلاقية لعمل اسرائيل اللا-أخلاقي واللا-إنساني في غزة، فليست سياسات حماس هي المبرر وراء العدوان الاسرائيلي على غزة، و إن كانت سهلته ويسرته، لكن منذ متى احتاجت صهيون إلى مبررات لوحشيتها وعدوانها؟ في مثل هذا الموقف يجب أن يرتفع الجميع عن الخلافات الداخلية حتى تمر الأزمة، ثم يكون بعدها العتاب والحساب

ولهذا، فأنا أعلن اليوم تأييد مجدستان المطلق للحكومة الشرعية المنتخبة للشعب الفلسطيني وللشعب المنكوب مادامت هذه الأزمة، تأييدا مؤسسا على العناصر الانسانية والروابط القومية التي تربطنا بشعب فلسطين وان اختلفنا جذريا مع حكومته في الايديولوجيات والمناهج، لكنني بذات الوقت، و بعد واقعة استشهاد الضابط المجدي التي حدثت في الأيام الأولى، أجد لزاما على أن أحذر من تغيير كلي في هذا الموقف المؤيد لو تكرر هذا الموقف العدواني تجاه قوات الحدود المجدية، لقد اعتبرنا ما حدث خطأ واحتسبنا شهيدنا عند الله، وتجاوزنا عن حماس تجاوز القادر على العقاب، ولكن تكرار مثل هذا العدوان من حكومة شرعية لإقليم مجاور حتى لو كان شقيقا لا يمكننا الا اعتباره بمثابة إعلان حرب، يتعين على القوات المسلحة المجدية أن ترد عليه، وهو ما لا أمتنى ولا يتمنى شعب مجدستان أن نصل إليه، فحذار ثم حذار من الدم المجدي، فالدم المجدي لدينا دم مقدس، وأقول لقادة حماس، وفروا الرصاص الذي يطلق باتجاه مجدستان وفي جنازات الشهداء لصدور العدو الذي يهاجمكم ليل نهار

فتح مقنن للمعبر الحدودي
وفي نطاق هذا التأييد، قررت اليوم ووافقت الحكومة على فتح المعبر الحدودي مع فلسطين، فتحا مقننا، لخروج المعونات الانسانية وفرق الاسعاف الطبي من مجستان لفلسطين، و السماح بدخول الحالات الإنسانية من العجائز فوق 60 سنة، والأطفال تحت 16 عاما والنساء من كل الأعمار، وتوفير مأوى مؤقتا لهم في المدن الحدودية طوال فترة العدوان و حتى وقف إطلاق النار، على أن يتم ترحيلهم مع وقف اطلاق النار للمنفذ الحدودي مرة أخرى، هذا بالطبع فضلا عن دخول الجرحى والذي سمحنا به منذ بداية الأزمة، وأحذر من أية اغارة مسلحة من جانب القوات الاسرائيلية على المعبر الحدودي أو اللائجين حوله، حيث سيعد هذا بمثابة خرق لاتفاقية السلام المبرمة في عهد الرئيس السابق بين مجدستان واسرائيل، وسنرد على هذا الخرق بكل الحزم والردع

سحب البعثة الدبلوماسية المجدية من اسرائيل
كان حرصنا على استمرار التمثيل الدبلوماسي مع اسرائيل نابعا دوما من حرصنا على استمرار دورنا في الوساطة السياسية، لتحقيق آمال وطموحات شعب فلسطين، اما اليوم، وبعد أن ثبت لنا أكثر من مرة عدم جدية الجانب الاسرائيلي في تحقيق السلام، وكذلك عدم التزام حماس بالخطوات والاتفاقات السابقة على حكمها، فنحن نرى هذا التمثيل يفقد معناه، و لقد قررنا سحب البعثة الدبلوماسية المجدية من دولة اسرائيل احتجاجا على العدوان، وعلى عدم الالتزام الاسرائيلي بخط السلام والوصول للدولة الفلسطينية الحرة، والذي كان عنصرا أساسيا في اتفاقية السلام معها، و سيستمر سحب البعثة الدبلوماسية حتى تقرر اسرائيل العودة لخط التهدئة مع كافة الأطراف العربية، والاسراع بإعلان دولة مستقلة للشعب الفلسطيني، وحتى يطلب الجانب الفلسطيني نفسه منا القيام بدور الوساطة السياسية مرة أخرى
والله من وراء القصد وبالله التوفيق

1.1.09

الصـحوة الصـــــينية

نظرة على ابداعات البيزنس الإسلامي




الولاء والبراء

الأساس المغلوط لتهمة الإرهـاب


لعلي لا أجاوز الحقيقة بكثير، لو قلت أننا نتناول هنا السبب الحقيقي الذي يضع الإسلام في عالم اليوم، موضع المتهم بالدموية والإرهاب، على عكس صفته التي يعرفها كل مسلم، ولعلي لا أذهب بعيداً لو قلت أن الفهم الخاطيء للولاء والبراء، وما وجد حولهما من ضلالات أبدعها البشر، على عكس ما يفهم من كتاب الله وحديث رسوله، هو المتهم الحقيقي في تكوين عقلية الإرهاب وتنظيراته، والتي أنتجت تنظيمات مثل الجهاد والقاعدة، سحبت ظلالها علينا جميعا، وأدت لاتهام الدين القيم ظلماً بالدموية والإرهاب ورفض الآخر!
الفهم المعوج للولاء و البراء
حتى نوضح ما نعنيه، دعونا نطالع الفهم الذي يروج له الفكر الديني الرسمي لهذه القاعدة الدينية، والتي تؤثر تأثيراً كبيراً في سلوك الفرد، وقد جمعنا المادة التي نكتبها هنا من مقالات وأحاديث للعديد من المشايخ الأفاضل، هم على الحصر السادة "محمد بن سعيد القحطاني"، و"عبد الرزاق عفيفي"، و"صالح الفوزان"، و"محمد حسين يعقوب"، ونستطيع أن نجمل ما قالوه جميعا، لتشابهه الذي يكاد يكون تطابقا، فهُم في هذا الأمر على وجهين لا ثالث لهما:
1) منهم من قال بأنه يتعين على المسلم أن يحب كل من هم على دينه ويواليهم، وأن يكره ويعادي كل من خالف المسلمين دينا ومن اختلف عنهم فكرا، وله بعد ذلك أن يحسن لمن لم يحارب المسلمين من أهل الكتاب وغيرهم لكن بغير صداقة ولا محبة! بل احسان من قدر فعفا وأحسن!
2) ومنهم من شط، فزاد على هذا موجبا على المسلم ألا يتخذ منهم أصدقاء، وأن يحرص على مخالفتهم في المظهر الخارجي، وألا يعيش في بلادهم إلا لضرورة قاهرة! ولا يعمل معهم، ولا يوظفهم لديه في عمل، ولا يتخذ منهم مساعدين، ولا يؤرخ بتاريخهم، ولا يعتد بأعيادهم، ولا يتسمى بأسمائهم، ولا يمدح خلقا من أخلاقهم، ولا يستغفر لهم ولا يترحم عليهم! صلى الله عليك يا سيدي يا رسول الله، إذ قمت لجنازة يهودي احتراماً للنفس البشرية، ورددت على من استنكر هذا قائلاً:"سبحان الله! أوليست نفساً؟" فسبحان الله فيمن كان مثلك نبيه ثم يفهم البراء بهذا الفهم الأعوج!دعونا نرى ما بنوا عليه هذه التصورات مما ظنوه دليلا لهم، وسنبين إن شاء الله أنه دليل عليهم، ثم نرد على ما ادعوه منهجا للمسلم، فنبين تهافته وتخبطه، وما يؤدي إليه من ضلال عند تطبيقه في الحياة

رد الفعل المعكوس

بين بيرلسكوني و فيسترجورد
تجددت في عام 2008 مشكلة الرسوم الدنماركية المسيئة للرسول (ص) والتي نشرت للمرة الأولى في جريدة يولاندس بوستين الدنماركية في عام 2004، قبل عامين كاملين من اثارة القضية عام 2006م في العالم الإسلامي، وقبل أربعة أعوام من اعادة نشرها اليوم في العديد من الصحف الأوروبية، مؤازرة للرسام الذي هدد بالقتل، ويدعى "كورت فيسترجورد"! ونعلم جميعا طبيعة ردود الفعل في المجتمعات الإسلامية حول العالم، والتي تراوحت من مظاهرات سلمية لأخرى عنيفة، ومن دعاوي لمقاطعة المنتجات الدنماركية، لرحلة قام بها بعض العلماء للدنمارك للحوار حول محتوى الرسوم، وهي أكثر ردود الأفعال التي رأيتها تعقلا ومناسبة لهذه الحالة تحديداً

ومع احترامي للمتظاهرين والمضربين ولأصوات المطالبين بالمقاطعة، وتفهمي لمشاعرهم الغضبى للرسول صلى الله عليه و سلم، إلا أنني أرى أننا نتخذ بهذا نفس الموقف التاريخي الذي لم يفلح في الماضي، ولا ينتظر له فلاح في المستقبل، فهو ذات ما فعلناه مع "سلمان رشدي" و"تسليمة نصرين" وغيرهما، صنعنا منهما أبطالا ومليونيرات، يدلون بالأحاديث الصحفية في أهم صحف العالم، وتباع من مؤلفاتهم عشرات الألوف من النسخ باهظة الثمن، ويحاضرون في أربعة أركان الأرض! فهل أنصفنا أنفسنا أو ديننا؟ هل كان "سلمان رشدي" قبل فتوى "الخميني" بإهدار دمه غير روائي فاشل؟ وهل كانت "نصرين" غير طبيبة لا يعرفها أحد قبل رواية "العار" التي استفزت بها مشاعر مسلمي بنجلاديش؟

وقبل أن نلقي باللوم على كل الدنيا وفقا لنظرية المؤامرة، ونحارب طواحين الهواء في دون كيشوتية نجيدها، ربما أكثر مما نجيد القتال في ميادين الفكر أو ميادين الحرب الحقيقية على السواء! وقبل أن نولول قائلين أن هذا الاحتضان لأعداء الإسلام والمرتدين عنه يحدث لأن الغرب متآمر ضدنا، أسبق أنا لأوضح مقصدي

الإسلام و العلمانية

نظرة علمية لا إعلامية


في هذا المقال:

  • هل يتعارض الإسلام مع العلمانية كما يدعون؟
  • ما حكاية أستاذ الأجيال لطفي السيد وعلقة الديمقراطية؟
  • هل حكم الإخوان المسلمون بالدية في حالة قتل عمد ودون موافقة ولي الدم؟
  • هل هاجمت أمواج التكفير عمالقة الفكر كالعقاد وطه حسين والأفغاني وعلي عبد الرازق بل والإمام محمد عبده؟

مصر و الشيــعة

بين ثقافة الطرح و ثقافة الجمع

كلما زادت درجة تحضر ونضج مجتمع من المجتمعات الإنسانية، ازدادت ثقافة الجمع فيه، وثقافة الجمع هي ببساطة ثقافة قبول الآخر ومحاولة فهمه، وإيجاد أرضيات مشتركة لبناء علاقة إيجابية معه، وعلى النقيض نرى المجتمعات الأقل نضجا تميل إلى ثقافة الخصم على حد تعبير أستاذنا الجليل "محمد حسنين هيكل"، وهي النقيض المباشر لثقافة الجمع، فهي رفض الآخر والنفور منه، بل والسعي إلى تدميره إن أمكن، تدميراً مادياً حيناً ومعنوياً في أحيان كثيرة
وأولى الخطوات نحو ثقافة الجمع هي فهم الآخر، فبفهمه نكون صورة واضحة عنه، خالية من المبالغات والخرافات، التي غالباً ما تزيد الهوة بيننا وبينه، ونفهم من هذه الصورة آماله وآلامه واهتماماته ومخاوفه، فلو فعل هو مثل ذلك وفهم من أمرنا ما فهمناه من أمره بدون وجود أجندات خفية، فلابد أن نصل جميعا لأرضية مشتركة في النهاية
ولعل الخطوة الأولى في هذا هي نفي الأساطير ومعرفة الحقائق الأساسية، فعندما يكون لديك انطباعا أن الهندوسي يعبد البقرة، ستميل إلى اتهامه بالحمق، ولكن عندما تعلم أن حقيقة الأمر ليس فيها عبادة، ولكنه شكل من أشكال التقديس الفلسفي المعقد، يجعل البقرة تحمل رمزية الأمومة، سوف تقل درجة ميلك لاتهامه بالحمق، وسوف ترى فقط أنه إنسان مضلل، وفارق كبير بين الأحمق والضال، وكمسلمون على المذهب السني، يكون بديهيا أن نفهم على الأقل المذهب الرئيسي الثاني في ديننا، والذي يتبعه قرابة المائتي مليون مسلم في العالم، فهل هذه هي الحال؟ هل نفهم الفكر الشيعي بما يكفي ونعرف أساسياته؟

يناقش المقال أسباب الثقافة المعادية للشيعة في مصر، وظروفها التاريخية، وكذلك يتعرض للأساطير التي تتردد في مصر حول المعتقد الديني الشيعي وليس لها أساس حقيقي فيه