1.1.09

مصر و الشيــعة

بين ثقافة الطرح و ثقافة الجمع

كلما زادت درجة تحضر ونضج مجتمع من المجتمعات الإنسانية، ازدادت ثقافة الجمع فيه، وثقافة الجمع هي ببساطة ثقافة قبول الآخر ومحاولة فهمه، وإيجاد أرضيات مشتركة لبناء علاقة إيجابية معه، وعلى النقيض نرى المجتمعات الأقل نضجا تميل إلى ثقافة الخصم على حد تعبير أستاذنا الجليل "محمد حسنين هيكل"، وهي النقيض المباشر لثقافة الجمع، فهي رفض الآخر والنفور منه، بل والسعي إلى تدميره إن أمكن، تدميراً مادياً حيناً ومعنوياً في أحيان كثيرة
وأولى الخطوات نحو ثقافة الجمع هي فهم الآخر، فبفهمه نكون صورة واضحة عنه، خالية من المبالغات والخرافات، التي غالباً ما تزيد الهوة بيننا وبينه، ونفهم من هذه الصورة آماله وآلامه واهتماماته ومخاوفه، فلو فعل هو مثل ذلك وفهم من أمرنا ما فهمناه من أمره بدون وجود أجندات خفية، فلابد أن نصل جميعا لأرضية مشتركة في النهاية
ولعل الخطوة الأولى في هذا هي نفي الأساطير ومعرفة الحقائق الأساسية، فعندما يكون لديك انطباعا أن الهندوسي يعبد البقرة، ستميل إلى اتهامه بالحمق، ولكن عندما تعلم أن حقيقة الأمر ليس فيها عبادة، ولكنه شكل من أشكال التقديس الفلسفي المعقد، يجعل البقرة تحمل رمزية الأمومة، سوف تقل درجة ميلك لاتهامه بالحمق، وسوف ترى فقط أنه إنسان مضلل، وفارق كبير بين الأحمق والضال، وكمسلمون على المذهب السني، يكون بديهيا أن نفهم على الأقل المذهب الرئيسي الثاني في ديننا، والذي يتبعه قرابة المائتي مليون مسلم في العالم، فهل هذه هي الحال؟ هل نفهم الفكر الشيعي بما يكفي ونعرف أساسياته؟

يناقش المقال أسباب الثقافة المعادية للشيعة في مصر، وظروفها التاريخية، وكذلك يتعرض للأساطير التي تتردد في مصر حول المعتقد الديني الشيعي وليس لها أساس حقيقي فيه

No comments: