24.5.11
الزجاج المكسور .. تقسيم الدول في ذاكرة العالم
19.2.11
الإجراءات السبعة لحماية الثورة
- منع أعضاء الحزب والجمعية من تشكيل أحزاب أو جمعيات أهلية جديدة أو الانضمام لأحزاب أو جمعيات قائمة خلال فترة العزل حتى 25 يناير 2016م.
- منع أعضاء الحزب والجمعية من الترشح لعضوية المجالس النيابية والنقابية والمحليات والانتخابات الرئاسية خلال فترة العزل
- تقييد الحريات النسبي المؤقت للقيادات والرموز الحزبية السابقة، وذلك بتحديد إقامتهم في منازلهم وتقنين اتصالاتهم لمدة 6 أشهر تنتهي في سبتمبر 2011م (لمن لا تثبت بحقه منهم جرائم تؤدي لعقوبات أخرى) وفي مقدمتهم يأتي السادة (1) جمال مبارك، (2) صفوت الشريف، (3) أحمد فتحي سرور، (4) زكريا عزمي، (5) مفيد شهاب، (6) علي الدين هلال، (7) أحمد شفيق، (8) أنس الفقي، (9) أحمد نظيف، (10) يوسف والي، (11) فاروق سيف النصر، (12) حسام بدراوي، فضلا عن كافة الوزراء من أعضاء الحزب، والذين تشكلت منهم وزارتي أحمد نظيف وأحمد شفيق. وذلك مع السماح لهم بالاتصالات الشخصية وتسيير الأعمال الخاصة من منازلهم خلال فترة تقييد الحريات المؤقتة
- ضم جهاز أمن الدولة لجهاز المخابرات العامة لدعم مهام الأمن القومي داخليا وخارجيا، مع تقنين الدور الداخلي وفقا للدستور المعدل والحريات المكفولة فيه، وسرعة تقديم عناصر الجهاز المنحرفة للعدالة.
- ضم قوات ومعدات الأمن المركزي لجهود الأمن الجنائي، تحت مسمى جهاز الأمن العام، بتشكيل هيكل لدوريات المشاه من الأفراد المجندين والضباط العاملين، بهدف إقرار الأمن في الشارع (نموذج معاصر من عسكري الدرك)، وتكثيف الدوريات الراكبة بطاقة الضباط والأفراد العاملين في الجهاز.
- حركة تنقلات شاملة بهدف تغيير الوجوه المتعاملة مع المواطن في أقسام البوليس وكافة مراكز الشرطة
- تغيير الزي الرسمي بهدف كسر الحاجز النفسي مع المواطن، ودورات تدريبية مكثفة للتعامل القانوني المشروع مع المواطنين
- إنشاء جهاز رقابي فعال لأداء قوى الأمن وتقديم العناصر المشكو بحقها في حالات التعذيب والقمع للقضاء والبت في تلك القضايا في غضون 3 أشهر
- تحديد يوم الإجازة الأسبوعية (الجمعة) للتظاهر في الميادين العامة والشوارع لما يترتب عليه من تعطيل مرور نوعي
- الإضرابات والاعتصامات العمالية لا تزيد عن 50% من الطاقة العاملة في نفس الوقت، وبصفة خاصة في البنوك والمصانع والمنشآت الخدمية والمرافق، وفي حالة مخالفة ذلك يجازى المخالفون بخصم اليوم من الراتب وحجب الحوافز والبدلات الشهرية وفقا لقانون العمل
27.1.11
مشروع أولي للمصالحة الوطنية العامة
- على الجماهير أن تترفع عن لغة تصفية الحسابات ونزعات الانتقام والعقاب، لتضع المصلحة العامة لمصر فوق كل الاعتبارات
- على القوى الوطنية أن تتسامى عن عقلية الفرص السانحة وأفكار القفز على إنجاز الجماهير بدون وجه حق، فلم تحرك أيا منها الجماهير، ولا تستحق أي منها موقع صدارة دون بقية القوى تأسيسا على ذلك.
- على النظام الحاكم أن يقدم الصالح العام وحقن الدماء وتجنب الدمار والخراب على نزعة البقاء ودوافع الهيمنة والحفاظ على السلطة، نزولا على رغبة جماهير الشعب وليس سواها، وحفاظا على نفسه والمنتسبين إليه من عقبات الملاحقة القضائية دوليا في جرائم لا تسقط بالتقادم وتضع "زين العابدين بن علي" اليوم على قوائم المطلوبين للإنتربول
- التفاوض على المشروع: يعتبر تاريخ قبول مناقشة المشروع من حيث المبدأ هو اليوم (صفر)، ويفوض السيد رئيس الجمهورية مندوبين عنه للتفاوض مع ممثلي القوى الوطنية عليه، وتعقد جلسات مطولة لذلك تنتهي لإقرار صيغة نهائية لمشروع التفاوض في غضون (24) ساعة من بداية الاجتماع الأول
- تشكيل مجلس الثقات: يصدر السيد رئيس الجمهورية أن يصدر قرارا له قوة القانون تأسياسا على المادة رقم () من الدستور المصري، بتشكيل مجلس ثقات وطني يتكون من العناصر المدرجة أسماءها في الملحق (1) والتي تمثل عشرون عضوا من المستقلين وعشرة أعضاء من الأحزاب والجماعات السياسية الفاعلة، وتفوض للمجلس كافة السلطات الدستورية لرئيس الجمهورية، وينص على ذلك قرار التشكيل. ويعد تاريخ قرار التشكيل هو اليوم الأول من تطبيق المصالحة الوطنية ويشار إليه باليوم واحد لاحقا.
- استقالة رئيس الجمهورية: يقدم السيد الرئيس استقالته طواعية من كافة مهامه الدستورية كرئيس لجمهورية مصر العربية، بعد تشكيل مجلس الثقات، ويتنازل عن حقه القانوني في الرجوع في استقالته خلال أسبوعين، ثم يغادر البلاد في غضون (12) ساعة بعد الاستقالة لأي بلد صديق يقع عليه اختياره لإقامة مؤقتة لا تقل عن ستة أشهر، تستقر خلالها الأوضاع في مصر، ويكون له بعدها حق العودة للوطن أو الاستمرار في الخارج كأي مواطن مصري كامل الحقوق، مع تعهده –وكافة أفراد أسرته من الدرجتين الأولى والثانية - بعدم ممارسة العمل السياسي في مصر. وبالمقابل يتعهد مجلس الثقات بالحفاظ على أمن الرئيس وأسرته وحقوقه الكاملة كمواطن مصري، ويتنازل المجلس نيابة عن الجماهير عن حق إقامة أية دعاوي قضائية محليا أو دوليا ضد الرئيس وإسقاط أية مسئوليات إدارية أو جنائية ترتبط بفترة رئاسته.
- استقالة رئيس مجلس الوزراء ووزراء الدفاع والداخلية والإعلام: وتقدم الاستقالات لمجلس الثقات الذي يضمن للمستقيلين خروجا آمنا من السلطة، كما يضمن مشروع مصالحة على مستوى قيادات الداخلية يضمن لهم عدم التعرض لعقوبات النفي أو السجن أو الإعدام من جراء مهام قاموا بها خلال تأدية أعمالهم. ويسمي المجلس من بين أعضائه المستقلين قائما بأعمال رئيس مجلس الوزراء يرفع تقاريره للمجلس، قائما بأعمال وزير الدفاع يعاونه المساعدون الحاليون للوزير، ويرفع تقايره للقائم بأعمال رئيس مجلس الوزراء، قائما بأعمال وزير الداخلية يعاونه المساعدون الحاليون للوزير، ويرفع تقايره للقائم بأعمال رئيس مجلس الوزراء، وقائما بأعمال وزير الإعلام ، ويرفع تقايره للقائم بأعمال رئيس مجلس الوزراء
- حل مجلسي الشعب والشورى: يصدر المجلس قرارا في غضون يومين من اليوم (1) بحل مجلسي الشعب والشورى الحاليين بواقع سلطته الدستورية المخولة إليه بالمادة رقم () من الدستور المصري، مع الحفاظ على حق كافة الأعضاء كمواطنين مصريين في إعادة ترشيحهم وعدم إقصائهم سياسيا.
- التعديلات الدستورية: يكلف المجلس لجنة دستورية من غير أعضائه تتألف من نخب قانونية وسياسية مهمتها إعداد مسودة دستورية في مدة أقصاها ثلاثة أشهر من تاريخ تشكيلها، وبحد أقصى خلال مدة مائة يوم من اليوم (1)، وتطرح المسودة الدستورية للمناقشة والتعديل على المجلس الرئاسي، ثم تطرح للاستفتاء الشعبي العام في غضون مائة وخمسين يوما من اليوم (1)، لإقرار الدستور المصري المعدل.
- الانتخابات الرئاسية للمرحلة الانتقالية: تعقد انتخابات رئاسية حرة وفقا للضوابط الدستورية المعدلة في غضون مائتي يوم من اليوم (1). ولا يحق لعضو من أعضاء مجلس الثقات ترشيح نفسه للرئاسة في المرحلة الانتقالية ولا بعدها، ويتم انتخاب رئيس للمرحلة الانتقالية يتمتع بالصلاحيات الرئاسية وفقا للدستور المعدل فيما عدا الحق في إعادة الترشيح لمدة رئاسية جديدة بعد انتهاء المرحلة الانتقالية ومدتها عامين من انتخابه رئيسا وتكليفه دستوريا بمهام عمله. وبتولية الرئيس الجديد ينحل مجلس الثقات تلقائيا
- الانتخابات النيابية: يكلف المجلس في غضون 150 يوما من اليوم (1) لجنة من هيئات قضائية للإشراف على انتخابات لمجلس تشريعي جديد يحل محل مجلس الشعب المنحل دستوريا، على أن تبدأ أعمال المجلس الجديد في غضون 320 يوما من اليوم (1). وتتم الانتخابات وفقا لضوابط تضعها اللجنة القضائية ويوافق عليها المجلس الرئاسي/ الرئيس.
- مجلس المظالم والمشاكل العاجلة: يكلف مجلس الثقات فور عقده مجلسا من وجوه وطنية وخبرات فنية متنوعة للنظر في القضايا العاجلة والمظالم التي ترفع له خارج الهليكل التنظيمي التقليدي للدولة أو للشكوى بحق أحد المسئولين، وذلك حفاظا على وقت مجلس الثقات للأمور الاستراتيجية فقط.
- لجنة المصالحة الوطنية: يكلف مجلس الثقات فور عقده كذلك لجنة من خمسة من أعضائه لدراسة أية مشكلات تطرأ خلال تسليم السلطة أو تتعلق بتعهدات المجلس للقيادات السابقة
البيان الأول – كلمة حب وكلمة عتاب

- عندما تطلب تنحي رئيس الجمهورية يجب أن تسمي منصبا (رئيس مجلس نيابي مثلا وهو غير والد في حالتنا)، أو شخصية معارضة (غير وارد كذلك) أو مجلس رئاسي (الأنسب بحالتنا) ليتولى رئاسة السلطة التنفيذية في الدولة خلال مرحلة انتقالية تسبق انتخابات رئاسية حرة
- طلب تنحية مفاجئة لكافة وزراء الحكومة مرة واحدة مهما كان العور بهم معناه شلل الجهاز الإداري الذي تعيبه المركزية في مصر، فالوزارة لدينا ليست منصب سياسي بل تنفيذي في واقعه، لهذا فالأحرى الاكتفاء بالوزارات السيادية والأمنية وتأجيل تطهير بقية الوزارات لمراحل لاحقة من الإصلاح السياسي بعد الانتخابات البرلمانية والرئاسية
- لا بأس في طلب حل المجلس التشريعي معيب الشرعية وانتخاب غيره لو اجتنب القصورين السابقين
- نأتي لنقطة تشكيل حكومة وطنية، من الذي سيشكل وكيف؟ وقد نقضت السلطات التنفيذية والتشريعية بالجملة بدون بدائل؟
- في النهاية والبداية، طبيعة المطالب وسقفها يجب أن تتناسب مع حجم الحدث، فالمظاهرات والاعتصامات الألفية لا تسقط أنظمة دفعة واحدة ولكن تكسبك أرضا للقتال وخطوة للأمام.

12.12.10
مرحبا بي في إسرائيل
30.11.10
مبارك يعظ
- على الولايات المتحدة أن تغض النظر عن موضوع الديمقراطية في العراق وتسمح لديكتاتور جديد أن يحل محل صدام، فالعراقيون بطبيعتهم خشنين جدا ويحتاجون ديكتاتورا.. ونعلق على نصيحته الثمينة فنقول لمن يرجون دعم الولايات المتحدة لحراك التغيير: يا سادة دولة تسمح بخطاب سياسي بهذه الميكيافلية لن يكون انحيازها لغير مصالحها، ومصالحها قطعا ليست مع التغيير
- لا يمكنكم الخروج الآن من العراق، ومن المناطق الشيعية تحديدا فيه، لأن هذا يدعم إيران بصورة كبيرة، لذلك على القوات الأمريكية أن تبقى بأي ثمن .. هكذا طلب رئيس "أكبر دولة عربية" من القوات الأمريكية أن تحافظ على احتلالها للتراب العراقي مهما كان الثمن، وبعد ذلك يتهمون المعارضة بالاستقواء بالخارج؟
- نحن منزعجون جدا من فكرة إيران نووية، لو نجحت إيران سيتعين على مصر أن تبدأ فورا في برنامجها النووي .. هكذا؟ كأن إسرائيل لا تملك 450 رأس ننوي جاهزة للإطلاق من البر والبحر بمنظومة باليستية يصل مداها لسواحل الأطلسي في المغرب، وكأن إيران عدوة وإسرائيل هي الصديقة التي لا يزعجنا سلاحها، وبعد ذلك نعجب من النغمة المعادية للشيعة على المنابر التابعة لوزارة الأوقاف
- عليكم أن تفعلوا بإيران كما فعلتم بليبيا تماما، بفرض حصار اقتصادي خانق عليها حتى توقف برنامجها، ويضيف عمر سليمان في لقاء السيناتور كيري معه: على الولايات المتحدة أن تشدد الحصار الاقتصادي حتى ينشغل نجاد بمطالب رجل الشارع عن أي مناورات سياسية، وبعد هذا يتهمون المعارضة باستعداء الخارج؟
28.10.10
المحكمة الدولية وحمل السفاح
- أقرب تفسير لزيارة عناصر المحكمة الدولية لعيادة نسائية هو حمل السفاح العابث بأحشاء المحكمة من علاقتها الآثمة بالكيان الصهيوني، ولكن الزيارة لم تكن لإجهاض حمل السفاح والستر على المحكمة المفضوحة، ولكن لتغذية الجنين الزنيم بمزيد من المعلومات عن المقاومة، وهو الدور الحقيقي لدلمار وجرذانه
- بوصفي طبيبا أعرف تماما أن شرف المهنة يمنع الطبيب من افشاء أسرار مرضاه حتى لو كان هذا بناء على طلب محكمة جنائية، فما بالنا بمحكمة سياسية مشبوهة؟ الملفات ليست ملكا لهيئة التحقيق كما ادعى المحققون، ولا هي ملك حتى لطبيبة النساء والولادة، لكنها تحمل معلومات مملوكة لصاحباتها من المريضات ومودعة بوصف أمانة لدى الطبيبة المذكورة، ولو افترضنا أن الطبيبة بالفعل سلمت الملفات لعناصر التحقيق الدولي، نكون أمام حالة يعطي فيها من لا يملك لمن لا يستحق، واستعادة السيدات والبنات للملفات من أيدي جواسيس التحقيق الدولي ليست عدوانا كما وصفتها عناصر 14 آذار ولكن دفاع مشروع من جانب المريضات عن خصوصية معلوماتهن الطبية المودعة لدى الطبيبة، والتي نحسن الظن بها ونقدر أنها أخبرت المريضات اللائي طلبت ملفاتهن بعد المكالمة الهاتفية وقبل زيارة فيران دلمار
- تساءل سيد المقاومة ونتساءل معه، ما علاقة اغتيال رفيق الحريري بملفات مريضات لبنانيات من الضاحية تحديدا ترجع تواريخها للفترة ما بين 2003 وحتى 2010م؟ ما طبيعة المعلومات التي يتوقعونها في تلك الملفات؟
- تصريحات السيد حسن نصر الله عن وجود كافة ملفات الطلاب الجامعيين اللبنانيين في حوزة لجان التحقيق وبالتالي في حوزة الصهاينة تلقي ظلالا على كل من تعاون بإفراط وتفريط مريب مع تلك المحكمة، ويأت في المقدمة رئيس الوزراء السيد سعد الحريري ومعاونوه، فهل ستكون نهاية المهزلة حكومة برئاسة عمر كرامي تعيد الأمور إلى نصابها الوطني؟ وتعيد للداخل اللبناني صلابته التي تضررت من رخاوة الحريري الابن؟
- إعلان المحكمة الدولية عن عزمها على تكرار محاولة الحصول على المعلومات ثانية يعني أن عناصرها لم يعرفوا بعد ما هو حزب الله، وما هي طبيعة عرينه المصون في ضاحية المجد، على دلمار بعد تصريحات السيد نصر الله اليوم أن يفكر ألف مرة قبل القدوم على فعل أحمق
- تجاهل المحكمة الدولية لما أعلنه سيد المقاومة من قرائن هامة الشهر الماضي والتماسها لأدلة في ملفات متابعة حمل وتركيب لولب وعمليات كحت في المقابل، يجعل من بقي لديه ذرة من كرامة أو شرف بين المدافعين عن المحكمة في لبنان وخارجها يعاود تقييم موقفه، مالكم خيبكم الله؟ أما زلتم تصرون على حيادية تلك المهزلة؟ ونفي علاقتها المشبوهة بإسرائيل؟
- هناك قائد عربي واحد يأتمر بأمره كل أحرار العرب اليوم، فهو القائد الوحيد في ميدان الشرف ضد الصهيونية، وقد أصدر القائد أمره بوقف كل تعاون وتهاون مع المحكمة الصهيونية، وهو أمر ملزم، ويجب أن تكون أوامره نهاية لحقبة استباحة معلوماتية امتدت منذ 2006 ولليوم، رفعت الأقلام وجفت الصحف
22.10.10
مصير التغيير
- عام 1991م وصدام بين الجمعية الأدبية بكلية الطب البشري جامعة طنطا وأسرة الرأي الإخوانية على مقر في الدور الثاني بالكلية، أمن الكلية يظهر ميلا لأسرة الرأي مدعيا الحرص على التهدئة وعدم إثارة المشاكل، بعدها بأسابيع مظاهرة إخوانية لأن العميد رفض تقسيم المدرج لأماكن للبنات وأخرى للبنين
- عام 1992م، مقر حزب الوفد الجديد بذلك العقار العتيق في شارع النبي دانيال بالإسكندرية، وندوة لتأبين قيادة وفدية تاريخية راحلة، في حزب كل قياداته تاريخية، الحضور بينهم عدد لا بأس بها من الطرابيش، حقيقة لا مجازا، والبعض يناديهم الآخرون بفلان بك، والجو العام يجعلك ترتقب دخول شاب مندفع من الباب يبشر الحضور بأن السراي هاتفت دولة الباشا ليشكل حكومة ائتلاف في الصباح، ولكنه رفض وأصر أن تكون حكومة وفدية، وقصر الدوبارة أيد رفعة الباشا
- عام 1995م في وقفة احتجاج على أوسلو الثانية أمام مقر الحزب الناصري بشارع النحاس بطنطا، عدد الوقوف 8 أفراد، وحين بدأ البعض في الهتاف كان هتافهم من هذا العدد المحدود من الحناجر بائسا يثير الشفقة أكثر مما يثير الحماس، بعدها بأسابيع كانت الزيارة الأولى لمقر أمن الدولة بشارع النادي بطنطا بسبب توزيع دعوات لمؤتمر الحزب تحت كوبري المجمع الطبي الشهير في جامعة طنطا
- صدرت الدستور الأولى الأسبوعية في نفس العام، وكنا ننتظرها من الأسبوع للأسبوع كنافذة مختلفة على الثقافة والرأي الحر الذي نقرأه لأول مرة خارج منظومة قاتمة تتكون من الأهرام والأخبار ومايو وأكتوبر وصباح الخير، قبل أن تتوقف في 1998م للمرة الأولى وبضربة مباشرة ومعلنة من النظام
- عام 2004 وصدور البيان التأسيسي لحركة كفاية حاملا توقيعات مئات المثقفين والناشطين ورافعا شعاره ضد التمديد والتوريث، كان البعض بعد ظهور كفاية والهجوم على الرئيس لأول مرة مفرطا في التفائل بتخيل ثورة شعبية عارمة بسبب تعديل الدستور ويرى أن عام 2005 هو عام الحسم
- في نفس العام قمت ببطولة مسرحية السلطان الحائر ذات الإسقاط السياسي على الحكم والشرعية على مسرح البلدية بطنطا في إطار مسابقة الجامعة، وحجبت أي جوائز عن المسرحية لبعدها السياسي بينما منحت مسرحيات خفيفة جوائزا متعددة
- عام 2005 وفي يوم 27 أبريل الشهير وكردون أمني فرعي أمام نقابة الصحفيين بعد الفشل في الوصول لمكان المظاهرة الأساسي الذي لم أعد أذكره، الكردون يمنع التحام المجموعة بالمظاهرة الأساسية على بعد خطوات عند سلم النقابة، شارة كفاية الصفراء فوق الصدور ولافتات رفض التوريث ترتفع فوق الرؤوس، كان الهدف هو الاحتجاج على تعديلات الدستور المزمعة، وامتدت المظاهرات لعدة مدن، في سابقة تحسب لكفاية الرائدة
- عام 2008 وأول فعاليات الحراك الثوري الإلكتروني على يد إسراء عبد الفتاح بدعوتها لإضراب 6 أبريل الشهير، حالة استنفار يشعر بها الناشطون القدامي لأن فتاة في عمر زهرة وبدون خبرات سياسية كبيرة حطمت جدار الصمت بمبادرة عبقرية مع مجموعة من رفاقها
- عام 2010 ويوم الجمعة 19 فبراير في صالة 3 بمطار القاهرة الدولي وقرابة الألفين وخمسمائة من المواطنين في انتظار الدكتور محمد البرادعي، الأديب الناصري علاء الأسواني يقبل على الواقفين بوجهه الطلق وترحيبه البشوش المتواضع مصافحا الوقوف داخل الصالة ويتبادل معهم كلمات مفعمة بالأمل مع تحفظ حكيم على الآمال القريبة أكثر من اللازم
حراك التغيير وتيار التغيير والفروق السبعة
ما كان يحدث أمس على الساحة المصرية كان حراكا طفيفا ونادرا ومتباعدا، وما يحدث اليوم حراك كذلك ولكنه أقوى وأكثر اطرادا، ولكنه في النهاية حراك وليس تيارا، والحراك علامة إيجابية تعبر عن الحياة وتحمل الأمل، تكسر التابو السياسي وتخرق جدار الصمت، ثم ينتهي دورها التمهيدي ليبدأ دور تيار التغيير ليحقق خطوات واقعية على الأرض في سبيل التغيير، فماذا يميز التيار عن الحراك؟ ما الذي ينقصنا اليوم لنحقق التغيير المنشود أو نحقق خطوات ثابتة على طريقه؟ ينقصنا ما يلي
- التجانس العقائدي، فحتى تنتظم أفراد وقوى سياسية في تيار قادر على الفعل يجب أن يكون هناك حد أدنى من الاتفاق في المباديء العامة والأهداف والوسائل، فكرة الجمعية الوطنية أو أي ائتلاف غيرها تكون مجدية لو كان لديك عدة تيارات فاعلة وقوية لكنها تحتاج للتكتل والتنسيق لتصبح مؤثرة وتحقق التغيير
- الاستعداد لتقديم التضحيات والتي تبدأ ببذل المال والجهد والوقت وتنتهي ببذل النفس، فهذا الاستعداد هو ما يكسب التيار الصلابة، وكل من يقدم تضحية يضع قيدا خلقيا على زملائه حين يفكر أحدهم في التخاذل او الإحجام، فيقارن ما قدمه زميله من تضحيات بما ينويه من تخاذل، فيخجل ويجبر نفسه على الثبات، في النهاية الوطن ليس شركة والمواطنون ليسوا حملة أسهم يديرون الوطن بمنطق المصلحة البحت الذي يروج له البعض
- التخطيط، فالحراك لا يتطور إلى تيار بصورة عشوائية وبقوانين الاحتمالات، ولكن يتطور لحراك أكبر فقط، والتيار بدوره لا يحقق التغيير لو لم تكن هناك خطة تصعيد سياسي تتم مراجعتها وتعديلها دوريا وفقا لمستجدات الشارع السياسي
- التزام الفرد نحو الكل، وهنا بيت القصيد، فانضواء الناشط تحت مظلة جامعة له مع غيره يمنحه قوة وقدرة على التأثير، شعوره بالالتزام نحو زملائه يلزمه بالمثابرة ويتغلب على نزعات اليأس والضعف التي تنتابنا كلنا، شعوره بالمسئولية لثقة قياداته التنظيمية فيه ورغبته في ألا يخيب آمالهم، شعوره بالدفء والحماية نوعيا لأنه جزء من كل أكبر منه وليس بمفرده في مواجهة قمع النظام، كل هذا يجعله أكثر التزاما ومثابرة
- التزام الكل نحو الفرد، فالكل للواحد والواحد للكل هو الجوهر الذي عليه تأسست الجماعات والتيارات التي غيرت وجه التاريخ في أوروبا والشرق الأوسط وكل مكان بالعالم، والمثل القريب هو ما يقدمه حزب الله لأسر الشهداء والمقاتلين بصفة عامة من دعم مادي ومعنوي، مما يفسر ثبات وصلابة جنوده في الميدان وهم يعرفون أن شهادتهم لا تضيع من يعولون
- السلطة المعنوية، فنحن نرى ظواهر التفتت والتشرذم في الحركات والأحزاب لغياب القائد الرمز المؤهل لموقع القيادة، مما يجعل كل فرد في التنظيم يسأل نفسه: ولماذا لا أكون أنا القائد؟ لأنه لا يرى ميزة فارقة في قائده، تجعل له سلطة معنوية أو روحية عليه، فليس بينهم غاندي بطاقته الروحية وفلسفته ولا مارتن لوثر بثقافته وعقليته التنظيمية ولا الخميني بقدرته الجدلية والتنظيرية، وبغياب السلطة المعنوية تصبح كل خطوة تافهة على درب طويل بحاجة لتصويت وجدل وسجال مهدر للوقت والجهد
- آليات الاتصال الآمنة، وبدائلها، حيث يجب توافر أكثر من وسيلة اتصال تحسبا لمداعبات أمنية ثقيلة أكثر من محتملة، وكذلك قاعدة البيانات التي ينبغي وجودها على أكثر من مستوى تنظيمي
لدينا حراك بما يكفي وليس لدينا تيار تغيير، والمشكلة ليست في استحالة بناء تيار ولكن في تعجل الجميع على التغيير وطموحهم في إمكانية القفز على التيار وتحقيق التغيير بمجرد الحراك، وهو ما ثبت فشله بالتجربة، وهو فشل منطقي لعدة أسباب
- التيار قادر على المناورة لوجود بعد تنظيمي وقيادي وسلطة معنوية، الحراك غير قادر على المناورة
- التيار لا يقتله الكمون المؤقت أو التكتيكي ولكن الحراك يقتله الكمون ونبدأ كل مرة من قرب نقطة الصفر، فنحرم من التراكم
- التيار يركز طاقات الأفراد فتصبح طلقة في قلب الخصم، أما الحراك فقبضة رمال تنثرها في وجه الخصم، تضايقه وتؤذيه لكنها لا تقتله، ولهذا تجد أن الأنظمة تحسب حسابا لرد فعل التيار مما يقنن قدرتها القمعية، وكذلك قد تسعى الأنظمة للمصالحة الوطنية معه حتى ولو كان تيارا غير أخلاقي كتيار العنف والإرهاب الديني في التسعينات ومبادرة شيخ العرب عبد الحليم موسى للتصالح مع جماعات العنف الديني، لا يوجد نظام يحسب حسابا لرد فعل الحراك لأنه سيكون قاصرا على مبادرات فردية وشبه فردية، ولا يسعى للمصالحة مع الحراك لأنه لا يوجد كيان ملزم يضمن له نتيجة لتلك المصالحة الوطنية
عام 2011م ليس عام الحسم بمعنى تحقيق التغيير المنشود كما يحلم البعض، لكن الفترة منذ الآن وحتى نهاية عام 2011 مفصلية في مصير التغيير، فلو انبثق عن الحراك في غضونها تيار فاعل يبدأ صغيرا وينمو في بضع سنين، فستكون النهاية مشرقة وقريبة، ولو ظل الحراك مرسلا على عواهنه فسيمر التوريث من حلق المصريين ونبدأ في تناول جرعات التبليع والتعايش مع الأمر الواقع ويؤجل التغيير لعدة سنوات وربما عقود
18.10.10
حديث الرقابة والسيادة
ما هي الرقابة الدولية؟
هي رقابة خارجية "تطلبها" الدول الحرة بمحض إرادتها الوطنية على الانتخابات، سواء في ذلك البرلمانية أو الرئاسية، و"تطلبها" من جهات تحددها حصريا وبمحض رغبتها، ولا يفرض عليها أحد جهة إضافية ولا بديلة، حتى الأمم المتحدة، وعادة ما تكون تلك الجهات منظمات مدنية دولية أو حكومات دول صديقة أكثر تطورا في الممارسة الديمقراطية، وتطلبها الدول التي تحرص على إثبات نزاهة الانتخابات بها، وبالتالي جذب الاستثمارات والثقة العالمية في المناخ السياسي لها، أو تلك التي تعاني من أزمة ثقة بين فصائل سياسية مختلفة، ولا تعد الرقابة الدولية انتهاكا لسيادة الدولة التي تطلبها لعدة أسباب
- هي رقابة تطلبها الدولة ولا يمكن أن تفرض عليها
- الدولة هي من تحدد المنظمات أو الحكومات التي ترتضي رقابتها بحرية كاملة
- تشهد المنظمات أو الحكومات المراقبة بنزاهة الانتخابات أمام المجتمع الدولي أو تكشف خللا فيها دون الحق في تغيير نتيجة الانتخابات بأي درجة ولا الحق في إعادتها أو الحكم بعدم دستوريتها، فكل هذه الأمور قرارات سيادية للدولة المضيفة التي طلبت الرقابة
- في حالة الانتخابات النزيهة تشكل الرقابة دعاية دولية للنظام الذي أجرى الانتخابات، ولهذا لا يتحرج منها غير نظام يعتمد على تزييف إرادة الشعب للبقاء في السلطة
الدول التي طلبت، والتي ينبغي لها أن تطلب الرقابة الدولية على الانتخابات، هي تلك التي مرت بممارسات قمعية وشمولية شملت تزويرا للإرادة الوطنية وتجاوزات فادحة في آليات العملية الانتخابية وحياد الأجهزة القائمة عليها، فتلك الممارسات تخلق حالة من عدم الثقة بين الفصائل السياسية، وبخاصة بين المعارضة والنظام الحاكم، فهي مشكلة ثقة وليست مشكلة سيادة كما يقول الدكتور شهاب، والسؤال هنا، هل لدينا هذه الأزمة في الثقة أم لا؟ أنا أقول أنها لدينا وبوفرة، ولهذا ستكون الرقابة من منظمات مجتمع مدني دولية مختارة بعناية من الاتحاد الأوروبي وسويسرا على سبيل المثال قفزة واسعة نحو الحرية
17.10.10
شيله يا واو
كائنات المخاط والهلام والكائنات الرخوة دي مش شكل واحد، ولكن أشكال وأنماط كتير
- ملاك الحقيقة المطلقة، هكذا سماهم الدكتور مراد وهبة، وهم من أكتر أنواع الهلام الالكتروني شيوعا، الواحد فيهم مسطح الفكر والعقل لا يكاد يفقه قولا، ثم تلاقيه معتز بجهله، يسوق الآيات الكريمة من القرآن في غير موضعها، ويردد أحاديث شريفة في غير مضمارها، وإذا جيت تنبهه يشمخ بأنفه زي هاني سلامة في فيلم المصير وهو بيقول لابن رشد "أنا باقول كلام ربنا" فلا يكون منك إلا أن تجيبه كما أجاب ابن رشد: وأنا باقول كلام الجن يا ابني؟ وبعدين إنت بتقول كلام ربنا؟ تعرف إيه في الطب؟ في الفلك؟ في العلوم؟ في الرياضيات؟ في التاريخ؟ في الفلسفة؟ تفهم إيه في أي حاجة من دي علشان تقدر تفهم كلام ربنا؟
- ناشطو التمديد والتأبيد هم ثاني أنماط الهلام، ممن يدعون أنهم يمارسون حرية التعبير بتأييدهم للنظام، ونومهم كالكلب عند جزمة النظام، ولعقهم صباح مساء خصية النظام، كلما قرأت عبارة لأحدهم أفتكر أني كنت باخد على الكاتبة الصحفية نوارة نجم الإفراط في السباب في مدونتها، لأني يوم بعد يوم أصبحت أميل لاستخدام مفرداتها معهم
- سدنة هياكل الوهم ممن يعيشون في حدوتة ساذجة مضمونها أن العالم كله صار همه الوحيد أن يتآمر علينا، فقوم عاد بنوا الأهرام بس هيئة الآثار مخبيين، والأثريون اكتشفوا إن كليوباترا اسمها وفاء بس مكتمين، وكل غير المسلمين هم في الحقيقة مسلمين ومقتنعين بس بيشتغلوا نفسهم، والحكومة طلعت إشاعة أنفلونزا الطيور علشان ندبح الفراخ البلدي ويبيعولنا فراخ مستوردة، وصدام حسين حي يرزق في العراق والبديل هو من شنقوه على العيد، وكل اللي مضايقهم في مطارات قاعدة العديد الامريكية في قطر إنها على شكل صليب، وحزب الله رأس حربة لدولة الفرس الجديدة، وهذا النمط تشفق عليه أكثر مما يستفزك، فلو أجبته تجيب بكلام فحواه .. الحمد لله الذي عافانا
- مروجو الأفيون الفكري ممن يرددون الأساطير المؤسسة للوعي التاريخي والسياسي في مصر، بتوع أسطورة رمي الذهب المصري من الطيارات في حرب اليمن، وحدوتة سفينة البترول اللي الشاه قال لها لف وارجع تاني لنجدة مصر، وشهداء 1967 اللي عددهم بعشرات الآلاف، وديمقراطية الوفد فوق الفظيعة في الأربعينات، بأمارة النحاس قادما فوق دبابات الإنجليز للوزارة وتقبيل يد الملك المحتفظ بصلاحية حل الحكومة والبرلمان وقتما يريد، وأسطورة الطيارة الامريكية أم قنبلة ذرية اللي كانت بتخمس فوق القاهرة علشان تفرقعها بوم لو مقبلناش وقف إطلاق النار بصفقة المغبون، وهلوسة بريطانيا المدينة لمصر (الحقيقة إنها كانت مبلطجة على مصر في سداد قيمة شحنات قطن بسبب بند مبهم في اتفاقية 1936 فيما يخص المعاملات المالية في زمن الحرب مع الحليفة بريطانيا) ومن ده كتير من هنا لبعد بكرة
- القواعد من الرجال ممن تؤلمهم وتحز في قلوبهم السيرة العطرة للرجال الرجال مثل الشهيد عماد مغنية، والسيد أبي هادي، وزعماء بحجم عبد الناصر وشكري القوتلي وهواري بومدين وغيرهم من النخل السامق في تاريخنا، لا يستحي أحدهم من مقارنة همة وعزيمة وجسارة الواحد من هؤلاء بتخاذله وهوانه، ولا أسميهم بالقواعد لأنهم قاعدون عن النضال ضد العدو الاستراتيجي لهذه الأمة فحسب، فهذه خيبة نشترك معهم فيها، ولكن نسميهم بالقواعد لانقطاع فيض النخوة من عروقهم وغياب صورتها عن عيونهم فلا يرونها في وجوه المناضلين ولا يستحون
8.10.10
البلطجية في قلعة الحرية
أما الخبر فهو اقتحام مقر جريدة الدستور بعدد من البلطجية التابعين لرئيس حزب الوفد والمالك الجديد للجريدة، ومحاولتهم الاستيلاء على حواسب أسرة التحرير بما عليها من مواد تحريرية، وذلك لأزمة المادة التحريرية التي تواجهها الجريدة منذرة بتوقفها، بعد أن تضامنت أقوى وأشرف أقلامها مع عيسى في مواجهة الشهبندر الجديد السيد البدوي، معارض زمن المسخ المتحالف مع النظام، قبل أن تفشل المحاولة بسبب بسالة أسرة التحرير التي زاد محرروها عن معداتهم ورحيق أفكارهم المسجل عليها بأجسامهم، فرقدوا فوق المكاتب واحتضنوا حواسبهم ليتوحد مصيرهم ومصيرها وفقا لوصف صديقي، ولم يرد رئيس الوفد الكارثي تصعيد الأمر فسحب بلطجيته ومضى لاعقا مرارة الخيبة، ليصغر السيد البدوي شحاتة في عيوننا أكثر فلا نكاد نراه، ويكبر إبراهيم عيسى وأبطال أسرة التحرير حتى يطاولوا السماء
- مستقبل السيد البدوي السياسي سقط منتحرا ومضرجا بالعار عند قدمي إبراهيم عيسى يوم فكر الشهبندر الجديد أن المال يشتري الكلمة بعد أن نجح في ضم أحمد فؤاد نجم وسميرة أحمد للوفد
- الدستور المطبوعة صار اسمها الدستور المزيفة لأنها لا تحمل اسم إبراهيم عيسى في صدارتها، واستمرت الدستور الإلكترونية بديلا لها يقرأها كل جماهير الدستور، وشهد يوم 5 أكتوبر طلبات إلغاء عديدة لاشتراكات الجريدة احتجاجا من القراء على فصل رئيس التحرير
- أقر الموقف عرفا جديدا في الصحافة هو مسمى رئيس التحرير الشرعي للجريدة، والذي تأسست شرعيته على قلمه والتفاف عقول وأقلام الجريدة حوله كأب روحي، لا على قرارات مجلس إدارة الجريدة التي لم تعبر لا عن مصالح الجريدة ولا مصالح العاملين بها
- مقال البرادعي الذي كان ذريعة لإشعال موقف مع إبراهيم عيسى قرأه أضعاف من كانوا سيقرأوه لو نشر في الدستور بشكل عادي، فالمقال نفسه لدهشتنا جميعا ليس قويا ولا جريئا ولا جذابا بصورة استثنائية
أوهام المصريين - قول على قول
يبدأ زيدان فيورد أبياتا من قصيدة كتبها أمل دنقل عام 1976 متأثرا فيما يبدو بموسم الهجوم على الزعيم الراحل جمال عبد الناصر في ذلك الحين، فيها لمز غير مستتر للثورة وقائدها، وما من رد على تلك الأبيات أبلغ قصيدة أخرى للشاعر نفسه كتبها عام 1970م بعنوان لا وقت للبكاء ، وجاء فيها: والتين والزيتون وطور سنين، وهذا البلد المحزون، لقد رأيت ليلة الثامن والعشرين من سبتمبر الحزين، رأيت فى هتاف شعبى الجريح .. رأيت خلف الصورة .. وجهك يا منصورة، وجه لويس التاسع المأسور فى يدى صبيح .. رأيت فى صبيحة الأول من تشرين .. جندك يا حطين .. يبكون، لا يدرون .. أن كل واحد من الماشين .. فيه صلاح الدين، وكشاعر لا أرى تناقضا بين ما كتبه دنقل عام سبعين وبين ما كتبه بعد ذلك بستة أعوام في ظل تجربة شعورية مختلفة، فالشعر ليس تعبيرا عن موقف ثابت قدر ما هو تعبير عن شعور لحظي، وهناك تصريح منشور لأمل دنقل مفاده أنه يحب الزعيم ويقدره، ولكنه يتحفظ على الحكم العسكري بصفة عامة، وهو ما نتفق معه فيه
ناصر والناصر في الميزان
ونعود لأستاذنا يوسف زيدان، وتناوله في المقال لفيلم الناصر صلاح الدين ولشخصية صلاح الدين الأيوبي نفسه تاريخيا، وفي البداية يضع الكاتب عبارة لم يدلل عليها، موحيا للقاريء بأنها حقيقة بديهية، إذ يقول وهو يصف الفيلم "لكنه واجه فشلا فنيا ذريعا" فما علامات هذا الفشل الفني؟ وما هو مصدر الكاتب في قوله أن يوسف شاهين رحمه الله كان يكره الحديث عن فيلمه هذا ويعتبره سقطة؟ أما العبارة التي استنفرتني لكتابة هذا المقال فهي قول الكاتب "فى ذلك الزمان البائس المسمى اصطلاحاً الستينيات" فلو كانت الستينات حقبة بائسة في تاريخنا، فماذا يسمي الدكتور زيدان أربعينات بريطانيا الحليفة؟ وسبعينات العزلة وسلام الأوهام؟ وثمانينات الردة عن المدنية والاشتراكية؟ وتسعينات الإرهاب الأسود والوهابية الظلماء؟ وأخيرا ألفية التمديد والتوريث؟ أليست تلك العقود هي البؤس بعينه؟
ثم أرى الكاتب الذي عهدته عبقريا في منهجيته يصف الفيلم بأنه احتوى العديد من الأكاذيب، فهل هناك سينما صادقة وأخرى كاذبة؟ لا أختلف معه فيما أورده من حقائق تاريخية مخالفة لما جاء في الفيلم، ولكن هل الدراما مطالبة بنقل التاريخ أو الأمانة في سرده؟ لو كان الأمر كذلك لحق علينا أن نحرق كل أفلامنا التي تتناول التاريخ القديم والحديث والمعاصر لأنها جميعا لم تخل من عور تاريخي، لكن المنطقي أن الدراما والأدب يستلهمان التاريخ ولا يلتزمان به، من إسلاميات جورجي زيدان لوا إسلاماه باكثير لفيلم الناصر صلاح الدين، يضع المبدع ما يراه داعما للرسالة والمعنى المراد وصوله للقاريء أو المشاهد، ويتعامل مع الحقائق التاريخية بحرية التغيير والطمس والإبراز، طالما لم ينص في مقدمة عمله على صحة ما به من وقائع تاريخية، أما ما أورده الدكتور زيدان من تباين بين التاريخ والفيلم فلنا عليه عدة تعليقات
- يرى الكاتب أن الفيلم جامل شخصية الناصر صلاح الدين على حساب التاريخ مجاملة للزعيم عبد الناصر لأنه عسكري مثله، ناسيا أنه يتحدث عن النصف الأول من القرن العشرين حيث كان وجود العسكريين في السلطة لا يحتاج للدعم الفني والتبرير الجماهيري، ففيه عرفت كل من الولايات المتحدة وفرنسا وتركيا وأسبانيا ويوغوسلافيا والاتحاد السوفيتي وغيرها حكاما ترجع أصولهم للمؤسسة العسكرية، بل عرفت العديد من دول العالم الأول أنظمة حكم شمولية ذات إعلام موجه، وحقيقة الأمر أن تجميل شخصية البطل بصفات الديمقراطية والتواضع والتسامح الديني خلافا للتاريخ كان بهدف خلق تعاطف مع الحق العربي الذي يمثله والقومية التي يرمز لها
- يصف الكاتب سلوك صلاح الدين مع نور الدين محمود بالخيانة لأنه استقل بمصر عن الشام، ثم ضم الشام نفسها بعد موت نور الدين، والدكتور زيدان أخبر منا بكون هذا السلوك مألوفا للغاية في تلك العصور، ولو خونا صلاح الدين لذلك لقلنا أن والد عماد الدين زنكي والد نور الدين كان خائنا للأمير عز الدين محمود والي الموصل، حيث حل محل ولده على عرشه حين مات
- تسليم الملك العادل شقيق صلاح الدين القدس للصليبيين بعد وفاة الناصر صلاح الدين لا يعيب صلاح الدين ولا يدينه، فهمم الرجال تتفاوت
- عجيب أن يشترك الدكتور زيدان مع السلفيين في اتهام يوسف شاهين بالغرض في تحويله شخصية عيسى العوام المسلم إلى مسيحي مصري، فالسلفيين قالوا أن شاهين جعله مسيحيا لأن المخرج نفسه مسيحي، والدكتور يشير من طرف خفي لأن النظام أملى ذلك على المخرج وقتها ليجامل الأقباط، وهي تهمة تشرف النظام الحريص على إبراز توحد عنصري الأمة في النضال ضد المستعمر، والحقيقة أن المخرج جعل عيسى مسيحيا ليبرز الفارق بين المسيحي والصليبي من ناحية، ولتعميق مفهوم المواطنة من ناحية ثانية، لكن يبدو أن اشتباكات الدكتور زيدان الأخيرة مع قيادات كنسية متطرفة أكسبته حساسية خاصة
- تظهر الحساسية ضد الكنيسة في النقطة التالية من مقال الكاتب، حيث ينتقد دعم النظام المصري في الستينات للكنيسة المصرية، وهي تهمة تشرف النظام بدورها، إذ عرف كيف يستغل دور الأزهر من خلال البعوث الإسلامية والكنيسة المرقسية لدعم نفوذ مصر الإقليمي والدولي وقتها، ثم يدفع الكاتب أن الدور السياسي الذي تقوم به الكنيسة اليوم مؤسس على دعم النظام لها في الستينات، مضافا إليه شخصية البابا شنودة المختلفة عن شخصية البابا كيرلس، والحقيقة أن الكنيسة ظهرت بهذا الدور مع تراجع المد الوطني والقومي كشكل من أشكال الانتماء البديل، ومع الغزو الوهابي لمصر كشكل من أشكال حماية الهوية، وإن كنا نرفض هذا الدور الغير صحي للمؤسسة الدينية
- يختم الكاتب مقاله بالسخرية من صلاح الدين وسيف الدين قطز وركن الدين بيبرس واصفا إياهم بأنهم أبطال من البطلان لا من البطولة، وهنا قد يقصد الكاتب رفض الصورة الحالمة والمنزهة للشخصية التاريخية عند دراستنا لها، وهو محق في هذا من حيث الدراسة لا الدراما، لكن امتزاج الفضائل والمثالب في تلك الشخصيات لا ينفي عنها البطولة في مواقف بعينها وجوانب محددة من تاريخها، فكون خالد بن الوليد مزواجا لا ينفي كونه عبقرية عسكرية، وكون سعد زغلول مقامرا لا ينفي كونه بطلا وطنيا ، وكون محمد فريد مغرما بالفاتنات لا ينفي عنه دوره الوطني، وكون مصطفى النحاس ضعيفا أمام زوجته لا ينفي أنه كان حريصا على الوطن وفقا لتقديره. لو تصيدنا المسالب لرواد تاريخنا سننتهي بأزمة مثل عليا أفدح مما نمر به اليوم
3.10.10
من هو الرئيس؟
- قال أسامة سرايا: الرئيس مبارك طيار ولديه سرعة رد فعل هايلة وهذه أحد سمات القيادة ... هي فعلا من أهم سمات القيادة .. قيادة السيارات .. وده على أساس إن مصر عربية نقل مقطورة هيسوقها وتفيده سرعة رد فعله في تجنب الحوادث، وطبعا ممكن يكتب على المقطورة "مصر دي مش ورث .. دي جاية بخلع الضرس" وكذلك "جمال أخو علاء" وهكذا .. شر البلية ما يضحك، لكنه ضحك كالبكا
- قالوا: جمال ده متعلم كويس قوي وكان بياخد ستار في المدرسة .. طيب هايل، ممكن نجيب له شيكولاتة أو بلاي ستيشن مش ننتخبه رئيس
- قالوا: يا عم خلينا في اللي نعرفه، أهو على الأقل شبع، لسة هنجيب حد تاني يسرقنا من أول وجديد .. رائع جدا منطق الولايا ده، كأننا بنتكلم عن مقاول حرامي هنسيبه يكمل المقاولة وأمرنا لله، مش عن حاضر ومستقبل بلد ومصير شعب
- قالوا: مش مهم مين يمسك، أي حد إيده نضيفة ... والنزاهة لاشك شرط أولي لمن يشغل المنصب، لكن الاكتفاء بها ممكن لو كنا نتحدث عن شغالة أو دادة وليس رئيس جمهورية، ولو جاءنا غدا رئيس نزيه لكنه ليس حصيفا بما يكفي فسيبيع الفاسدون المتوغلون قصر الرئاسة وهو فيه ولن يستطيع لهم منعا
- قالوا: واحنا في تلك الساعة لما يبقى الرئيس بتاعنا عالم ذرة .. كويس قوي، بس أولا البرادعي محامي ودبلوماسي مش عالم ذرة، ثانيا عالم الذرة سيكون في الأغلب رئيسا فاشلا، فالأكاديمي المميز يكون عادة أحادي الأفق والاهتمامات وهذا يتعارض مع مقومات القيادة السياسية
- قالوا: حمدين هو الأحق، اعتقل 13 مرة بسبب مواقفه .. ولا شك أن النضال الوطني يضاعف مصداقية حمدين وله دلالته، لكنه بمفرده لا يجعله أحق من غيره لأن الرئاسة ليست مكافأة على النضال، وإلا كان أحمد فؤاد نجم أحق من حمدين
- قال مصطفى الفقي: الرئيس يجب أن يحوز رضا أمريكا وإسرائيل .. ما شاء الله! ما رأيك يا دكتور في عزام عزام؟ أو أحد المصريين الحاملين للجنسية الصهيونية؟
- قالوا: جمال عنده خبرة علشان متربي في بيت الرئيس .. ممم .. ده حيث إن الريس بياخد شغل الرياسة يخلصه في البيت؟ والولاد يعملوا مراكب بالقرارات الجمهورية؟ ويشخبطوا ع الموازنة؟
28.9.10
وتصدع الجبل في سبتمبر
تعددت القصائد في الراحل الكبير، وتكررت فيها معاني اللوعة والإكبار والافتقاد والافتقار، لكن هناك أبيات بعينها هنا وهناك عبرت عن حقيقة جمال عبد الناصر، وصورته الراسخة في وجدان الشعب العربي كما لم يعبر غيرها، فكأنها قدمت لنا في مجملها سر عبد الناصر، سر القائد الذي استعصى ذكره على الأيام، وهنا نحاول رصد تلك الأبيات وما عبرت عنه
- كانت للزعيم إنجازاته على الأرض، لكن ما ربط القلوب به لم يكن ما أنجزه ولكن ما حاوله دائما وجد فيه، كان إخلاصه الذي لم يتجاسر إلا موتور على التشكيك فيه هو مفتاحه الأول للقلوب، وعن هذا عبر عمنا صلاح جاهين بقوله: أنظر تلاقى الراية منشورةْ .. متمرغة لكن ما زالت فوق .. بتصارع الريح اللى مسعورةْ، وانظر تلاقى جمال .. رافعها باستبسال .. ونزيف عرق سيال على القورة، وفـْ عنفوان النضال .. وقف الشريط في وضع ثابت
- كان العالم العربي متعطشا لانطلاقة تنفض فيه عروق العزيمة والكبرياء بعد طول الهوان العثماني ثم طغيان الاستعمار الأوروبي، وكان جمال هو رمز الثورة العربية على تاريخ الهوان الحديث وقرون الفقر والجهل والمرض، عبر عن هذا نزار قباني وهو ينادي الوطن العربي بقوله: وأصرخ .. يا أرض الخرافات احبلي .. لعل مسيحا ثانيا سوف يظهر، وكذا وهو يناجيه في قصيدة أخرى ويقول: قتلناك يا جبل الكبرياء
- لم يكن القائد واقعيا حتى الهوان، ولا مترددا حتى الهزيمة، بل كان حالما حتى السماء، وشامخا حتى الكبرياء، وكان الاعتزاز ينتقل من نبرة صوته المنبعث من مذياع القهوة أو مذياع بيت العمدة أو أحد الأعيان لصدور سامعيه، القائد لا يخاطب الجماهير العريضة بلهجة تحمل التشكيك في قدراتهم أو عزائمهم، فهذا يجعلهم أخور عزما وأقصر أملا، عن هذا عبر نزار قباني بقوله: أبا خالد يا قصيدة شعر .. تقال فيخضر منها المدام، إلى أين يا فارس الحلم تمضي؟ وما الشوط حين يموت الجواد؟ إلى أين كل الأساطير ماتت بموتك .. وانتحرت شهرزاد
- كان الزعيم يشبه الرجل المصري من الطبقة الوسطى المثقفة في ملامحه وهيئته وطريقة حديثه ومفرادته، وحتى مظهر زوجته وتصرفاتها، وعن هذا عبر أحمد فؤاد نجم قائلا: وعاش ومات وسطنا .. على طبعنا ثابت .. فجومي من جنسنا .. مالوش مَرَة سابت، إلام كان الفجومي الخطير يلمح بحديثه عن المرة السايبة يا ترى؟
- لم تكن لاءات الخرطوم الثلاثة أول علاقة جمال عبد الناصر بالصمود رغم الصعاب والثبات على المبدأ، فقد كان الصمود جمال حتى في المعاني التي حملتها جنازته، وفي هذا يقول أمل دنقل: والتين والزيتون .. وطور سينين وهذا البلد المحزون .. لقد رأيت في الثامن والعشرين .. من سبتمبر الحزين .. رأيت في هتاف شعبي الجريح .. رأيت خلف الصورة ..وجهك يا منصورة .. وجه لويس التاسع المأسور في يدي صبيح
- أما انحيازه للمهمشين والكادحين والبسطاء فقد تغنت به الجماهير وهي تودعه للضريح وتقول: انت عايش في قلوبنا يا فقير يا ابن الفقير
- أما سعاد الصباح فقد رصدت فيزياء القائد، رصدت ما كان جمال يوحي به في خطوته الواثقة ونبرته المخلصة الصادقة وهي تقول: كان كبيرا كالمسافات .. مضيئا كالمنارات .. جديدا كالنبؤات .. عميق الصوت كالكهان .. وكان في عينيه برق دائم يشبه ما تقوله النيران للنيران
25.9.10
أخرج من قيدك
- لا تتجمل ولا تغير الأسماء: لا يوجد إنسان يواجه نفسه بأنه جبان، فهو يسمي سلوكه واقعية، أو حكمة أو حنكة أو حتى سلبية، لكنه أبدا لا يواجه نفسه بحقيقة أن إحجامه جبن لا أكثر ولا أقل، فلو حاول كل منا ألا يميع أخطاءه وسلبياته لخطا أول خطوات الخلاص منها، ومواجهة الذات بأن ما يمنعنا من الإقدام على المشاركة السياسية هو الخوف بشكل أو بآخر يجعلنا ننفر من وصمة الجبن ونحاول أن نغير سلوكنا، أما تسمية الجبن بالواقعية فتربت على مشاعرنا، بل وتدفعنا للتعالي على غيرنا ممن شارك وتفاعل ونقول أنه مسكين .. عايش في الوهم وغير واقعي، فيكون هذا استعلاء بالأدنى على الأفضل، وهو قمة الضلال
- كن فاعلا في محيطك أولا: مستحيل أن يكون المرء سلبيا في بيته، أو مطية في عمله، أو شرابة خرج في مجتمعه الضيق، ثم يكون بعد هذا فاعلا في قضية وطنية أو فكرية، فالفعل الإيجابي طاقة متجددة تتضاعف كلما بذلت منها، وأن يكون الشخص فاعلا عادة، وأن يكون مفعولا به أو مفعولا فيه عادة كذلك، والفاعل لن يكون فاعلا إلا لو كون رؤيته وقناعاته أولا، فالنظر سابق على الفعل، والمعرفة سابقة على النظر والتدبر، وهكذا تكون المتوالية هي المعرفة والثقافة، ثم النظر والتدبر وتكوين القناعات، ثم الفعل وفقا لتلك القناعات، في عملك وبيتك وبين رفاقك أولا، ثم في معترك الحياة العامة بكل صورها
- تآلف مع خوفك .. لتقتله: في طفولتي المبكرة تعرضت لتجربة أليمة مع كلب شرس، نتج عنها رهاب من الكلاب لازمني عدة سنوات، ولكن مع مشارف المراهقة، والشعور بالذات مع حلاقة بشاير الشارب، لم يعد الخوف من الكلاب مناسبا لمشروع الرجل الذي أريد أن أكون، فبدأت أقلل المسافة بيني وبين الكلاب الضالة في الشارع شيئا فشيئا، وبدأت أمر أمام البوابة الحديدية القريبة التي يقبع خلفها كلب حراسة ضخم أقرب فأقرب وأحاول الثبات رغم نباحه المتصاعد، وهكذا حتى شفيت من الرهاب، وبعدها بسنوات درست في كلية الطب أن ما فعلته وأنا مراهق بالسليقة هو العلاج المعروف لحالات الرهاب عن طريق اعتياد ما تخافه تدريجيا، ومواجهة كلاب النظام لا تختلف كثيرا عن هذا، عليك بكسر حاجز الخوف مرة واحدة، ولن تضطر لكسره ثانية لأنك لن تجده، فإذا أقدمت ووقفت في مظاهرة مثلا، لا تدع الخوف يفكر لك، حاول أن تندمج فيما حولك أو تفكر في أي موضوع بعيدا عما تخشاه، فللكلاب عيون وأنوف ترى أمارات الخوف وتشم رائحته، وفي الغالب يدفعهم خوفك للتحرش بك، فإذا حدث وقبض عليك أو وجدت قصاصة ورق صفراء مقطوعة من كراسة يسلمها لك في بيتك مخبر وعليها اسم ضابط تقابله في الثالثة مساء بمقر مباحث أمن الدولة، تماسك ووطن نفسك على ساعات أو أيام ستمر كيفما اتفق، ولكنها حتما ستمر، ولا تدع واحدا منهم يرى خوفا في عينيك والا أيقظت ساديته وأغريته بالبطش بك، فإذا شعرت في أي لحظة بدبيب القلق وبنفسك تتململ، فاطلب من الله التثبيت وتذكر أن التخشيبة هوان يوم والصمت هوان عمر، تذكر أنك على حق وأن السجن في حكم الطواغيت يشرف ولا يشين، استدع صورة والدك وسل نفسك، كيف يحب أن يراك في موقف كهذا؟ أبيا أم منسحقا؟ ردد في صدرك ما تحفظ من آيات القرآن أو الكتاب المقدس، وستعجب كم تمر التجربة التي كنت ترهبها لتصبح ذكرى كغيرها، مش انتهت أحزان من قبلها؟ وحتى لو حدث وتطاول عليك ذنب من الأذناب لا سمح الله، فتذكر قول محمد أبو سويلم في فيلم الأرض: لا هي شجاعة من اللي ضرب ولا قلة شجاعة من اللي انضرب. تذكر أن الاعتداء عليك بغلبة القيد أو الكثرة من جراء موقف حر، ليس إهانة ولا جرحا في كرامتك ولا قدحا في آدميتك، بل تعزيز لها
- الغنى بالاستغناء .. وليس بالتقسيط: كم من السلع أو الأشياء التي نشتريها بالتقسيط ضرورة من ضرورات الحياة وكم منها تكميلي إن لم يكن ترفيهيا؟ وحتى الضروريات كالشقة أو وسيلة الانتقال هل نقتصر فيها على الضروري نوعا وكما؟ هل نحتاج لتلك الشقة الأكبر؟ هل لهذه السيارة الأغلى ضرورة ملحة؟ هل نقدر على أي منهما دون إرهاق مادي وبدون تقسيط أو حتى بتقسيط بسيط؟ هل نتعامل مع كارت الائتمان كأن غيرنا سيسدده؟ كل تلك أسئلة يجب أن يسألها كل منا لنفسه، وتذكر المثل الشعبي العبقري، الدَين مجبنة ومبخلة، فهم المدين يورثه جبنا وبخلا، فهل يرضى أحدنا لنفسه تلك الصفات؟ وهل مع الجبن والبخل كرامة؟
- تخير ما تراه وما تسمعه: اللاوعي يسجل جوانبا من الشخصية الدرامية التي تراها حتى لو كنت ترفضها وتزدريها، وهذه الجوانب تؤثر فيك لا شعوريا وفي قراراتك ومواقفك، فمشاهدة أبو العلا البشري في الثمانينات لها أثر يختلف عن أثر سعد الدالي اليوم، وليس معنى هذا أنك ستدخن بانجو لو شاهدت اللنبي، لكن المؤكد أن نفورك من مشهد المدمن ثقيل اللسان سيقل، أعرض قدر جهدك عن مشاهدة كليبات التعذيب والدم والبشاعة، وقلل من تعرضك لصندوق الفضائيات في ريسبشن بيتك، بحيث تشاهد فقط ما تختاره لا ما يلقونه في عينيك وأذنيك، تواصل مع النضال الوطني المصري في الماضي بصوت إمام عيسى، استرجع أيام الانتصار والانكسار الوطني بصوت أم كلثوم وحليم، جرب أناشيد قناة المنار الحماسية، فالموسيقى لو اخترت المناسب منها لا تبارى في شحذ الهمم والارتقاء بالذات
- عليك بنفسك .. فأبرأ ذمتك: على مستوى العمل والحياة والسياسة ستجد المنافق المتملق، وستجد السلبي الانهزامي، وستجد الذاتي الغير آبه لما حوله، ستجد الغبي القول والضعيف الصوال، وستجد بالمقابل نماذجا مشرقة وإن قلت، فتخير لنفسك، مسئوليتك فردية أمام الله وأمام ضميرك وأمام أولادك ذات يوم، شارك قدر جهدك واستطاعتك بالكلمة والموقف والنشاط في قضية وطنك فضلا عن كل قضية تعتقد أنها حق، وتذكر لو ناوشك اليأس الإمام الحسين في محنة كربلاء، يقاتل زودا عن حق يعرف لا محالة أنه لن ينتصر فيه، لم يتذرع بغلبة الباطل وكثرة عدده، ولم يتحجج بأن الناس قد بايعوا يزيدا وبيعته هو لن تزيد ولن تنقص شيئا، لم يقل بواقعية الواقعين، ولم يحم رأسه الشريف بمهادنة الظلم، كما يتذرع اليوم بعض الأفاقين بالحفاظ على سلامة الجماعات والأفراد بمهادنة النظام
- كن واضحا في قبولك ورفضك: أحد الوسائل شديدة الفعالية في توجيه سلوك البشر هي الاستجابة التي يبديها المجتمع بناء على هذا السلوك، فكن واضحا قاطعا غير هياب في دعمك وتشجيعك لكل من يخدم قضيتك وقضية بلادك، وفي الإقصاء لأذناب النظام ممن يمثلون شوكة في حلق الإجماع الوطني
- صدر حماسك وحاصر يأسك: كلنا ينتابه الحماس حينا واليأس حينا في طريق التغيير الطويل الذي بدأته مصر برأيي منذ عام 2004 ومازال ممتدا لعدة أعوام مقبلة فيما نراه، علينا أن نكون دعما لبعضنا البعض حين البأس وحين اليأس، فانشر حماسك فيمن حولك وبين من يصلهم صوتك بالعمل والقلم والكلمة حين تكون مفعما بالحماس، فإذا ناوشك اليأس فاكتمه في صدرك حتى لا تفشيه فيمن حولك، حتى تمر موجة القنوط وتستعيد صلابتك
24.9.10
كيمياء الخوف
- استبدال النشاط الثائر بالنشاط الداجن: منذ اتفاق سادات-تلمساني في السبعينات وحتى 1993م حين اختلت علاقة النظام بالإخوان كانت التعليمات مباشرة للأمن في الجامعات والمؤسسات الصناعية بتضييق الخناق على عناصر اليسار الناصري وغيره من تيارات اليسار الثورية، وترك الحبل على غاربه للإخوان أولا والسلفيين لاحقا، ليجد المثقف اليساري نفسه في مواجهة الأمن من ناحية والنشاط المدجن من ناحية ثانية، فيدخل في مرحلة كمون قد تطول أو تدوم، وحين انتهى النظام من باعثي الثورة كان يسيرا عليه أن يبدأ في ضعضعة البنيان الداجن الذي بناه منذ 1993 وحتى اليوم
- الطموح الاستهلاكي وحلم الرفاهية: علقونا على المراجيح والحبل مستورد فاخر كما غنى منير، بتحول المدرسة العالمية أو الخاصة والسيارة الجديدة واشتراك النادي الراقي والشقة الواسعة أو الفيلا من رفاهية قاصرة على الطبقة العليا إلى طموح متداول بين الطبقى الوسطى، وما ترتب عليه من تقليعة التقسيط اللا-نهائي، وبغلبة الدين قهروا الرجال، فصار الواحد يحرص لا على مصدر رزقه ولكن على مصادر رفاهيته، وتفزعه فكرة الاستغناء عنها كأنه سيسقط من حالق، لأنه يعيش غارما في الديون تحت مسمى التقسيط والتسهيلات وكروت الائتمان والقروض الشخصية بغير ضمانات
- شفافية القهر وغرس الرهاب: في كل الوسائط المسموعة والمرئية فضلا عن الكتاب والصحيفة تفشى الكلام عن فظائع المعتقلات وبشاعة التعذيب وانتهاك الأعراض والاغتصاب وشاركنا جميعا في هذا دون أن ندري تحت مسمى الشفافية والديمقراطية، وفرحنا بأفلام اليوتيوب التي صورها الضباط بأنفسهم وقلنا أنها مسربة غصبا عنهم، وبتركهم الخارجين من الاعتقال يستفيضون في وصف ما جرى لهم، فهل تعرف جيشا في التاريخ كان يعرض على الجنود بساحات القتال صورا وأفلاما لتعذيب العدو للأسرى؟ حتى يخلق رهابا في نفوس جنوده من الأسر وبالتالي من الإقدام على القتال؟ مستحيل طبعا، لقد تداولنا مخدر الرهاب فيما بيننا ونحن نجهل عاقبة تعاطيه
- ضآلة الشعور بالذات: كلما زاد شعورك بقيمتك كفرد، قل حرصك على سلامة جلدك، ودفعك احترامك لذاتك على احتمال المكاره حتى لا تدني هذه الذات، لهذا ثبت المتنبي في القتال حين ذكر بأبياته في الفخر بفروسيته حتى قتل، ولهذا ثبت عبد الله بن الزبير حتى قتله الحجاج الرجيم وصلبه، وأجمل تعبير عن هذا قول عمرو بن الإطنابة لنفسه حين شعر بالخوف في ميدان المعركة: فقلت لها وقد جشأت وجاشت .. مكانك تحمدي أو تستريحي، الشعور بالذات هو صمام الأمان ضد ثقافة الجري نصف الجدعنة وتمرير الريح
- جيش الاحتلال المصري: بعد تجربة 1977م واضطرار السادات لتغيير قيادة الجيش حتى يستطيع أن يأمر بنزول القوات للشارع، كان القرار هو التوسع في الأمن المركزي ليصبح جيشا كامل العدد والتسليح بذاته، لهذا فالناشط لدينا لا يواجه قوات حفظ نظام ولكن قوات قتال وهو المدني الأعزل، في حالة نادرة في تاريخ الأمم، لا أعرف لها شبيها ولا مثيلا
- التقدير والتحقير الإجتماعي: مهما تحدثنا عن إخلاص النوايا لوجه الله، فسيظل تقدير أو تحقير المحيط الذي يعيش به الإنسان واحدا من دوافع السلوك الأساسية، فهل يشعر خونة الإجماع الوطني مثل لوقا بباوي ونواب الرصاص بما يستحقون من ازدراء المحيطين بهم؟ أشك في هذا شكا كبيرا، وهل نقدر تضحيات الناشطين كما ينبغي، حتى لو اختلفنا معهم؟ أشك شكا أكبر، وانظر لمن تقولوا في حق كفاية و6 أبريل رجما بالغيب تعلم أن شكي في موضعه
- تشويه الرموز وزعزعة الثوابت: شعورك بأنك تسير على درب تمسك به العظماء والنفوس الكبيرة يؤنسك رغم وعورة الدرب وخطورته، وعلى النقيض حين يرى الشاب والناشيء كل الرموز وقد شوهت، من سعد زغلول لعبد الناصر لأحمد عرابي وغيرهم، يشعر باللا جدوى، وكل من شارك في تشويه تلك الرموز شارك في قتل جذوة الثورة في الصدور، كل من حول عبارة سعد زغلول الثورية "مفيش فايدة" والتي قالها بمعنى مفيش فايدة من التفاوض مع الإنجليز ولا حل غير النضال المسلح، فجعلها عبارة انهزام بمعنى لا فائدة في مصر والمصريين، قتل بهذا النخوة والعنفوان في صدور عشرات الرجال، فقتلهم معها، وما الرجل لو ذهب العنفوان؟
- ترويج الصفات الحيادية: صدق الرسول (ص) يوم قال لعلي بن أبي طالب: يا علي، ليحبك أقوام حتى يدخلوا النار في حبك ويبغضك أقوام حتى يدخلوا النار في بغضك، هكذا يكون طلاب الحقيقة، وهكذا يكون الرجل، واضح المعالم والمواقف والسمات، لا يحتمل صفات الحياد السلبي، لابد للرجولة من بعض التطرف وإلا فقدت معانيها، لابد للكرامة من بعض الثورة، ولابد للشجاعة من بعض التهور، لابد لصاحب نخوة من بعض الفداء، ولابد للثائر من بعض الجنون، والاعتدال من قبل ومن بعد جميل على ألا يجور على الشخصية ومعالمها فيجعلها بلا طعم ولا رائحة، وهذا النمط الحيادي الذي لا يسمع له صوت هو النمط الذي نروجه ونربي عليه الأبناء اليوم بكل أسف
9.9.10
حبيب الملايين يا لولو
حبيب الملايين يا لولو هو من هتفت باسمه الملايين في مختلف الأقطار العربية في عام 1956م، وهو من استقبلته الملايين وحملت سيارته في دمشق عام 1958م، ثم استقبلته الملايين في السودان مواسية آخيل في محنته ومخففة آلام الكعب الجريح في عز انكساره عام 1967م، وحملت الملايين سيارته المكشوفة فوق الرقاب للمرة الثانية، ولو كان العندليب غنى في عام 1963م من كلمات "إسماعيل الحبروك" وألحان "محمد عبد الوهاب" رائعته "يا جمال يا حبيب الملايين" للزعيم حيا، فقد أعادت الجماهير صياغتها يوم وفاته تلقائيا، وغنتها في غناء يشبه العويل والأنين: الوداع يا جمال يا حبيب الملايين .. ثورتك ثورة كفاح عشتها طول السنين .. انت عايش فى قلوبنا يا جمال الملايين .. انت ثورة انت جمرة لاجل كل الشقيانين .. انت عايش في قلوبنا .. يا فقير يا ابن الفقير، واخد بالك يا لولو من يا فقير يا ابن الفقير دي؟
23.8.10
جمعية التأبيد .. طليعة الانحطاط
- تصفية الصراع العربي الصهيوني بخروج مصر منه، والصهيونية أحد رؤوس الحربة لتلك الأنظمة في المنطقة
- تصفية التجربة التقدمية المصرية التي كانت وجعا في رأس أمريكا بتهديد مصالحها البترولية ونفوذها في الخليج
- سخرت الطاقات المهنية المصرية لخدمة المصالح الآنجلو-أمريكية في السعودية والإمارات العربية
- وقعت مصر اتفاقية الكويز، وهي كامب ديفيد صناعية واقتصادية، كما وقعت اتفاقيات التريبس والجات الغير مناسبة لظروفها لأجل عيون الغرب ورضاه
- خضعت مصر لسياسة احتكار التسليح في المنطقة وهي التي كانت رائدة بكسرها في الخمسينات، فأصبح سلاح مصر مرتهنا بالدعم الفني من الحليف الاستراتيجي للصهاينة
باختصار من المستحيل أن يطلب الغرب نظاما يحقق مصالحه فوق ما حققها النظام الحالي، والذي لم يترك شمعة إلا وأوقدها ولم يترك عتبة إلا وزارها في رضا الأمريكان، وآخر من يقبل منه المصريون مزايدة في هذا هو النظام وأذناب النظام وأتباعه ومريديه وبهاليله، وأما نكتة الفرقة بين الشعب ونظامه فهي تعكس خلل المفاهيم عند العناصر الغير مؤهلة والغير محنكة حتى في النفاق، والتي يختارها النظام كأبواق له، فالشعب ليس على ذمة النظام يا سيد محمد، لم يعقد عليه النظام ولا كتب له ورقة عرفي، حتى يصرخ أحد قائلا أن البرادعي جاء بما يفرق به بين المرء وزوجه وبين الحاكم وشعبه، وحدهم المستنكحون للنظام من أبناء الشعب الغير أبرار هم من ينطبق عليهم هذا الوصف، وهؤلاء لن يفلح أحد في تفريقهم عن نظامهم وتخليصهم من عارهم
ثم ألقى السيد محمد بالنكتة الأكبر، أن جمعية التأبيد ستبدأ حملة لجمع توقيعات المواطنين على رفض ما قامت به الجمعية الوطنية من جمع توقيعات لتغيير الدستور، يعني توقيعات لرفض توقيعات، وهو ما يتيح لنا أن نؤسس جمعية جديدة ترفض جمعيته الرافضة وتجمع توقيعات لرفض التوقيعات المجموعة لرفض التوقيعات الأولانية، ودوخيني يا لمونة، وهنا تتكشف الاستراتيجية الخايبة للنظام في تحويل موضوع التوقيعات إلى نكتة في الشارع المصري بدلا من أن يكون حراكا، وبالتالي إجهاض الجهود التي بذلت وتبذل فيه، فلأن كان العصر الأسود الذي طال بنا هو عصر الانحطاط المصري المعاصر، كما نقسم من اليوم أن كتب التاريخ سوف تسجله بعد عشرات السنين، فلسوف يصف التاريخ نفسه تلك العناصر التي لم تخجل من معاناة مواطنيها، ولا من تدهور الحال بوطنها بوصف هي أهل له، طليعة الانحطاط