22.2.09

طفح الكيل

طبيب آخر في سجون آل سعود .. موقف رجال لله يا مصر

وصلني بريد من المدونة الصديقة كلاكيت عن الطبيب البيطري المصري الأسير مؤخرا في سجون العربية السعودية، وهو الدكتور/ محمود يوسف زوج شقيقة المدونة، وقصته أختصرها كالتالي: فى ليلة شديدة البرودة منذ شهر كان في طريق عودته لعائلته الصغيرة مسرعا نظرا لتعرض طفلته الصغيرة لأزمة صدرية، وبالصدفة كان فى طريقه موكب أمير المدينة المنورة فتعطل الطريق كالعادة في بلاد الله المتخلفة، ونظرا لظرفه الخاص حاول الطبيب المصرى استئذان أحد الضباط المسئولين عن الموكب فى المرور لحاجته لنقل طفلته للمستشفى، فسبه الضابط وأنزله من سيارته وقام بتقييده وأخذ متعلقاته الشخصية، ثم أرسله للسجن بتهمة اعتراض موكب الأمير، وتحولت التهمة بعد ذلك بقدرة قادر إلى ضرب ضابط أثناء تأدية عمله! ولما طال حبسه الاحتياطي في سجن المدينة المنورة العمومي طلب من أصدقائه إعادة أسرته لمصر، وقد كان وعادوا بغير والدهم الأسبوع الماضي، لا أدري كيف حدث هذا في ظل نظام الكفالة هناك لكن الحمد لله أنه حدث

قصتي مع السعودية
عام 2001م عندما قررت العودة من المملكة بعد أقل من عامين من الإقامة هناك، تخللهما أربعة زيارات لمصر، قال لي كل الزملاء هناك أن مصر ليس فيها فرص عمل جيدة، والغلاء في تزايد، إلى آخر الموشح الذي لا يمل المصريون في الخارج من ترديده، ولإيماني بأن رب هناك هو رب هنا، وبأن طلب الرزق لا يجوز بغير عزة أنفس، وبأن عزة الأنفس في تلك المملكة مهددة دائما وللأبد، ويكفي أن من حق فسل جاهل يدعى مطوع أن يقودك لسيارة بوكس لو وجدك تدخن سيجارة في مكان عام أو تقف بالشارع أثناء صلاة الجماعة، لاقتناعي بكل هذا عدت والحمد لله، وهأنذا لم يعضلني العمل في بلدي بل والتطور والتقدم الوظيفي المستمر فيه، فأجدني اليوم قرير العين بما قررته منذ ثمانية أعوام، ومازال الزملاء الذين كانوا يحاولون اثنائي عن عزمي هناك، يرددون ذات الكلام، وأنا أقص عليكم هذا حتى لا يقول قائل عندما ندعو المصريين العاملين هناك للإضراب أو العودة أنهم مساكين ويخشون الفصل وإعادتهم لمصر، فمصر ليست جهنم ليرغبوا عن العودة إليها، ومن يؤمن بالرزاق حق الإيمان لا يتوقف في اختيار أبدا بين وظيفته وكرامته
أنادي نداء أعرف أنه يضيع سدى ولا يجد له من مجيب، فأصرخ فيكم أيها المصريون الكادحون شرق البحر الأحمر عامة وأعضاء اتحاد نقابات المهن الطبية منكم خاصة، اتخذوا موقف رجال قبل أن يأتي على كل منكم يوم يقول فيه أكلت يوم أكل الثور الأبيض، هل تحتاجون لدرس ثالث حتى تفيقوا؟ كتبنا وصرخنا عن قضية الطبيب المصري الذي حكم عليه بالجلد لإخفاء فضيحة أسرية تخص أحد طوال العمر، ثم مر الموضوع مر الكرام، ونسينا نحن هنا ونسيتم أنتم هناك على بعد خطوات منه، ومنكم من يعيش في نفس المدينة التي يجلد فيها ظلما وعدوانا حتى الآن، فهل تحتاجون لحالة ثالثة ورابعة وخامسة لتفيقوا من بلهنية الحياة المؤمركة في بلاد النفط؟ ألا إن واجبكم اليوم هو العودة أو العصيان، موقفان لا ثالث لهما الآن لكل من في عروقه دماء حرة، البدء فورا في الترتيب للعودة لأرض الوطن بأسرته لو كانت له أسرة هناك، أو إعلان الإضراب عن العمل حتى يتحرر زملاؤه من أسرهم، فحتى حكومة من شياطين لن تتمكن من أخذ رد فعل ضد الآلاف المؤلفة لو أضربوا، وكما قلت .. أعلم أنني لا أنادي حيا ، فلا مجيب ولا من تنفعه الذكرى، فاستمروا لو أردتم في عيش الضباع والهوام، وتحملوا الجلد والسجن والسحل بأنفس راضية قريرة بزيادة الدولارات بحسابها على حساب كرامتها وعزتها وعزة بني وطنها
ونظرا لأننا نحن العرب ظاهرة صوتية، وحكوماتنا بالتالي يادوب إيكوالايزر! فأرجو أن يترجم أحد المدونين الأكثر تمكنا من اللغة الإنجليزية موضوع الطبيبين ويرسله على بريد الموقع الشخصي للرئيس الأمريكي باراك أوباما، فهو الرئيس المباشر لملك العربية السعودية، ولا ترجى السيطرة على غي المملكة وطغيانها وقوانينها الواقعة خارج الزمن إلا على يديه كرم الله وجهه في هذا الزمن العجيب، فلن يجيبنا أحد كذلك لو صرخنا باسم وزارة الخارجية أو ما فوقها أو دونها، فقد أجبت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن ننادي، ولو أن قلبي يطاوعني أن أستصرخ الأمريكان طلبا للجور من ظلم البترودولار لكتبت أنا، لكن بكل أسف مازالت بالقلب مضغة عربية، فما أنت يا قلب قل لي؟ وإلى متى أنت قلبي؟ لكن هناك من قبل ومن بعد أطفال يبكون على الأب الغائب ولا يتوقعون غدر الزمن، ويجب السعي لتجفيف دمعتهم وطمئنة لهفتهم بكل وسيلة أيا كانت

19.2.09

حدث في السعودية


سيدة سعودية عاقلة رفعت دعوى قضائية ضد زوجها الذي زوج طفلته البالغة من العمر ثمان سنوات من شيخ في العقد السادس من العمر، مقابل إسقاط دين قيمته ثلاثين ألف ريال عن الأب، وحتى هنا لا توجد مفارقة، ففي كل بلاد العالم يوجد من تبلغ به الدياثة أن يبيع لحمه سواء في دعارة صريحة أو نخاسة مقنعة، لكن ما حدث في السعودية ولا يمكن أن يحدث إلا في هذا البلد المنكوب بنظامه الفاسد وهيئة النهي عن المعروف والأمر بالمنكر، هو حكم القضاء الهزلي، لقد تعجبنا يوم زاد القضاء من عقوبة الطبيب المصري الأسير هناك، وها هو القضاء السعودي يثبت أنه ليس أقل هزلا مع مواطنيه من المغتربين، فقد حكم القاضي ببطلان دعوى الأم وصحة زواج تلك الطفلة ممن اشتراها بالمال، وعلى الطفلة وأمها أن يلزما الصمت ويتجرعا كأس الهوان والرق حتى آخره! أولاد القحبة هل تسكت مغتصبة؟ طفلة مغتصبة؟ مالكم؟ ما طبكم؟ ما دواؤكم؟ يا أشباه القضاة ولا قضاة؟ يا عارا على العروبة والإسلام والإنسانية

14.2.09

حبيبتي أنا

إيما هاميلتون .. هي الدنيا

هل جربت أن تحب صورة امرأة؟ أن تحب لوحة في إطار؟ منذ أعوام عشرة، وقعت أنا في هوى الليدي هاميلتون، المعشوقة الخالدة للأدميرال البريطاني نيلسون في القرن الثامن عشر، والتي هامت به حبا، فكان محظوظا أكثر من جورج رومني، الرسام العبقري الذي كانت له موديلا فخلدها على مر الزمن، لكنه لم يفز بقلبها، وحتى تعذروني في حبي لها، فكرت أن أشرككم معي في مجموعة البورتريهات التي رسمها لها رومني منذ ثلاثة قرون، والأهم من جمالها هو حضورها الطاغي، فجمالها ليس ساحرا لكل رجل، فقط لمن يعرف كيف يتذوق الغموض في عينيها والنبض في وجهها الفياض بالحياة كأنه إيزيس التي ينبع النيل من ماء عينيها .. قد تغدو امرأة يا ولدي يهواها القلب .. هي الدنيا

13.2.09

صوت الجماهير وصرير الصراصير

ماذا قالت الجماهير عن زعيمها؟

أزعجت صور "جمال عبد الناصر" جبب البترول ومشايخ الأمريكان عندما رفعتها الجماهير العربية في كل الأقطار خلال أزمة غزة، وقد تناولنا ما قاله "المناصير" في ذلك في بوست سابق، وهنا نردد على أسماعهم ما قالته الجماهير من هتافات للزعيم في حياته وبعد موته، نكاية في الصراصير والمناصير وقوادي المواخير في عالمنا العربي، فتعلموا يا أنصاف الرجال كيف تخلد الجماهير بكل الحب من أحبها

الوداع يا جمال .. يا حبيب المــــــــلايين
ثورتك ثورة كفاح .. عشتها طوال السنين
انت عايش فى قلوبنا .. يا جمال الملايين
انت ثورة انت جمرة .. لاجل كل الشقيانين
يا فقير يا بن الفقير.. انت أب لكل الكادحين
***
أنور أنور يا سادات .. إحنا اخترنا جمال بالذات
***
مكتوب على قلوبنا .. عبد الناصر محبوبنا
مكتوب على ادينا .. عبد الناصر فـي عنينا
***
يا خالد قول لأبوك .. ميت مليون عربي بيبكوك
***
لا رجعية ولا استعمار .. عبد الناصر شعلة نار
***
نتقدم بكفاح ونضال .. يسقط أى كلام يتقال .. بعد كلام شعبك يا جمال
***
أما عن الزعيم الذي تغنى به الألاضيش والدلاديل وكرهته الجماهير، فقال الشعب في هتافه ضده في مناسبات مختلفة، يوم كان للشعب صوت قبل تكميمه
راح الصعيدي وجه المنوفي .. وبكرة يا مصر ياما هتشوفي
***
هو بيلبس آخر موضة واحنا بنسكن عشرة ف أوضة
***
هو بياكل حمام وكباب واحنا الفول دوبنا وداب
***
يا سادات يا سادات .. عبد الناصر فاتنا ومات
***
قوم يا وحش .. شوف الجحش بيعمل إيه
***
جه وقالنا ماشي ع الخط .. وأما سهينا عنه عط
***
مش كفاية لبسنا الخيش؟ جايين تاخدوا رغيف العيش؟
***
حكم "ديان" ولا حكم جيهان .. حكم "ديان" ولا حكم جيهان
***
بص وشوف المسخرة .. لما حكمنا جوز المرة

12.2.09

زمن الريادة وزمن الريالة


عن مقال للأستاذ/ جميل فارسي

وصلني بريد من قارئة سعودية صديقة، وفيه مقال نشره الكاتب السعودي الذي رأيته كبيرا في مقاله الأستاذ/ جميل فارسي، وقد أحزنني أنني لم أعرف قلما بهذا الاحترام من قبل، والمقال يرد على الحملة المسعورة ضد مصر، وإن كان قد كتب ونشر قبلها، والتي تخلط عمدا ما بين موقف مصر الرسمي الذي لم يرض عنه كثير من أبنائها في أزمة غزة، وبين مصر نفسها بشعبها وتراثها، ففيه اضطلع الأستاذ/ جميل بتذكير من لا يعلم من الشباب العربي بزمن مصر الريادة، فكان مقاله مفرحا بما حمل من عدل وإنصاف لمصر، لكنه كان محزنا لأن كل ما جاء فيه دار حول مصر الريادة التي كانت على زمن الزعيم "جمال عبد الناصر" قبل أن تتبدل ريادتنا بريالة على صدورنا! أترككم مع المقال الرائع، فتحت عنوان أنصفوا مصر كتب "جميل الفارسي" في جريدة المدينة بتاريخ 18-6-2008م

يخطئ من يقيّم الأفراد قياساً على تصرفهم في لحظه من الزمن أو فعل واحد من الأفعال ويسري ذلك على الأمم، فيخطئ من يقيّم الدول على فتره من الزمان، وهذا للأسف سوء حظ مصر مع مجموعة من الشباب العرب الذين لم يعيشوا فترة ريادة مصر. تلك الفترة كانت فيها مصر مثل الرجل الكبير تنفق بسخاء وبلا امتنان وتقدم التضحيات المتوالية دون انتظار للشكر، هل تعلم يا بني أن جامعه القاهرة وحدها قد علمت حوالي المليون طالب عربي ومعظمهم بدون أي رسوم دراسية؟ بل وكانت تصرف لهم مكافآت التفوق مثلهم مثل الطلاب المصريين؟ وهل تعلم أن مصر كانت تبتعث مدرسيها لتدريس اللغة العربية للدول العربية المستعمرة حتى لا تضمحل لغة القرآن لديهم؟ وذلك كذلك على حسابها؟ هل تعلم أن أول طريق مسفلت إلى مكة المكرمة شرفها الله كان هدية من مصر؟

وحركات التحرر العربي كانت مصر هي صوتها و مستودعها وخزنتها. وكما قادت حركات التحرير فأنها قدمت حركات التنوير. كم قدمت مصر للعالم العربي في كل مجال، في الأدب والشعر والقصة وفي الصحافة والطباعة وفي الإعلام والمسرح وفي كل فن من الفنون ناهيك عن الدراسات الحقوقية ونتاج فقهاء القانون الدستوري، جئني بأمثال ما قدمت مصر، وكما تألقت في الريادة القومية تألقت في الريادة الإسلامية. ففي الدراسات الإسلامية ودراسات القرآن وعلم القراءات كان لها شرف الريادة، وكان للأزهر دور عظيم في حماية الإسلام في حزام الصحراء الأفريقي، بل لم تظهر حركات التنصير في جنوب السودان إلا بعد ضعف حضور الأزهر، وكان لها فضل تقديم الحركات التربوية الإصلاحية

أما على مستوى الحركة القومية العربية فقد كانت مصر أداتها ووقودها، وإن انكسر المشروع القومي في 67 فمن الظلم أن تحمل مصر وحدها وزر ذلك، بل شفع لها أنها كانت تحمل الإرادة الصلبة للخروج من ذل الهزيمة، إن صغر سنك يا بني قد حماك من أن تذوق طعم المرارة الذي حملته لنا هزيمة 67، ولكن دعني أؤكد لك أنها كانت أقسى من أقسى ما يمكن أن تتصور، ولكن هل تعلم عن الإرادة الحديدية التي كانت عند مصر يومها؟ أعادت بناء جيشها فحولته من رماد إلى مارد، وفي ستة سنوات وبضعة أشهر فقط نقلت ذلك الجيش المنكسر إلى اسود تصيح الله أكبر وتقتحم أكبر عوائق عرفها التاريخ، مليون جندي لم يثن عزيمتهم تفوق سلاح العدو ومدده ومن خلفه! بالله عليك كم دولة في العالم مرت عليها ستة سنوات لم تزدها إلا اتكالاً؟ وستة أخرى لم تزدها إلا خبالا؟

ثم انظر بعد انتهاء الحرب عندما فتحت نفقاً تحت قناة السويس التي شهدت كل تلك المعارك الطاحنة أطلقت على النفق اسم الشهيد أحمد حمدي، اسم بسيط ولكنه كبر باستشهاد صاحبه في أوائل المعركة، انظر كم هي كبيرة أن تطلق الاسم الصغير، هل تعلم انه ليس منذ القرن الماضي فحسب، بل منذ القرن ما قبل الماضي كان لمصر دستوراً مكتوباً؟ شعبها شديد التحمل والصبر أمام المكاره والشدائد الفردية، لكنه كم انتفض ضد الاستعمار والاستغلال والأذى العام! مصر تمرض ولكنها لا تموت، إن اعتلت اعتل العالم العربي وان صحت صحوا، ولا أدل على ذلك من مأساة العراق والكويت، فقد تكررت مرتين في العصر الحديث، في أحدها وئدت المأساة في مهدها بتهديد حازم من مصر لمن كان يفكر في الاعتداء على الكويت (أطلقه الرئيس جمال عبد الناصر في وجه أطماع عبد الكريم القاسم)، ذلك عندما كانت مصر في أوج صحتها، أما في المرة الأخرى فهل تعلم كم تكلف العالم العربي برعونه صدام حسين في استيلاءه على الكويت؟ هل تعلم إن مقادير العالم العربي رهنت لعقود بسبب رعونته وعدم قدرة العالم العربي على حل المشكلة بنفسه؟ إن لمصر قدرة غريبة على بعث روح الحياة والإرادة في نفوس من يقدم إليها، انظر إلى البطل صلاح الدين، بمصر حقق نصره العظيم، أنظر إلى شجرة الدر، مملوكة أرمنية تشبعت بروح الإسلام فأبت ألا أن تكون راية الإسلام مرفوعة فقادت الجيوش لصد الحملة الصليبية

لله درك يا مصر الإسلام لله درك يا مصر العروبة

ولله درك يا أستاذ جميل من قلم شريف تشرف به السعودية ويشرف به العرب

7.2.09

صرير المناصير

وسام جديد لعبد الناصر

تتابع صرير المناصير حتى اقتضى ردا، فمأساتنا في هذا الوطن العربي التعيس، أن لكل نبي ألف "مسيلمة"، ولكل "علي" ألف "معاوية"، وكذلك لكل "محمد علي" ألف "عباس"، ولكل "عبد الناصر" ألف "سادات"، ونحن شعوب تحترف الردة، ننكص على أعقابنا بعد كل تجربة كبيرة حين يموت صاحب التجربة، ولا يكتفي المرتدون بمحو كل انجاز أنجزته التجربة الكبيرة، ولكنهم كذلك يسعون لتشويهها في عين التاريخ، أكتب هذا اليوم على إثر واقعتين متقاربتين من حيث الطبيعة والأبطال، في الأولى استضاف النكرة فكرا وتاريخا المدعو "أحمد منصور" في برنامجه الذي يقدمه من قناة الجزيرة القطرية، على بعد أمتار من قاعدة العديد الأمريكية، المؤرخ العسكري "جمال حماد"، والذي لا يصلح مؤرخا للثورة، لما كان بينه وبين "عبد الناصر" من خصومة تجعله منحازا ضده بوضوح كما ظهر من البرنامج المتهافت، وذلك لاتهامه عام 1969 بالتآمر ثم الافراج عنه بعد أيام مع ثبوت تلفيق التهمة له، فقد كان من مجموعة المشير عامر التي أقصيت بعد انتحاره، ولكن الزعيم لم يقبل بسجنه بغير دليل محقق، وها هو يرد على العدل معه بظلمه لمن عدل ميتا، فلا نامت أعين الجبناء، ففي البرنامج المعروف بتحيزه ضد مصر الثورة، وانحيازه لجلابيب النفط ومشايخ البترو-دولار، والمسمى شاهد على العرص تألق "أحمد منصور" شاهدا على نفسه بالحقد المهووس على يوليو وقائدها وكل ما ارتبط بها من كرامة وشرف مصر المناضلة والرائدة، وكل ما تحقق بها من انجازات اقتصادية وسياسية، وهو موقف طبيعي ممن يعيش على فتات موائد النفط في قطر، كتلك الإمارة السباقة في التطبيع وتصفية القضايا العربية، عن حكامها أتحدث لا عن شعبها المبتلى بهم، وتفضح المقارنة بين "منصور" وهو يتناول ثورة يوليو ونفس المنصور وهو يكاد يركع أمام "جيهان السادات" ممجدا العقلية الرائعة والسابقة لزمانها، والتي كبلت مصر خلف حدودها في كامب ديفيد وصفت الصراع العربي الاسرائيلي للأبد، طبيعة الفكر الذي نكبنا به وانحدر بنا من هوان إلى هوان

أما ثاني المناصير فكان السيد "أنيس منصور" صاحب المؤلفات التي أثرت المكتبة العربية، من حول العالم في 200 يوم لغاضبون وغاضبات وغيرها من كتب قبل النوم الخفيفة اللطيفة، وكذلك كتب البعبع وأبورجل مسلوخة مثل أرواح وأشباح، الذين هبطوا من السماء، الذين عادوا إلى السماء، ولعنة الفراعنة، وهي المؤلفات المتهافتة التي تألقت وتألق معها "أنيس" في سبعينات التفاهة والتسطيح، بعد أن دفع ثمن الشهرة والنفوذ تملقا ونفاقا مدبجا باسم بطل الحرب والسلام، حتى صارت علاقته بالسادات تقارن بعلاقة الأستاذ الجليل "هيكل" والزعيم "جمال عبد الناصر" رحمه الله، وهي مقارنة طريفة، فحجم الفارق المهول بين الزعيمين هو ذات الفارق بين الصحفي المتألق في عهد كل منهما، فكان "هيكل" أصدق قلم يعبر عن مصر الثورة، وكان "منصور" أصدق قلم يعبر عن مصر الردة
ولا نجد ردا على صريرهم لأنه لم يحتوي تفكيرا منهجيا ولا دفعا حقيقيا يستحق الرد غير قولنا لهم: هاهي غزة بينت سوء ما وحلتمونا فيه منذ أعوام وأعوام، فاستحوا أو موتوا

1.2.09

الاقتصاد الحر والاقتصاد الصايع

على راس بستان الاشتراكية .. واقفين بنهندس ع المية
أمة أبطال علما وعمال ومعانا جمال بنغني غنوة فرايحية

فكرت اليوم أن أشارككم بعض الخواطر حول الاشتراكية، وضمنها الملامح الاشتراكية في الإسلام، و قد يكون اقتران الاشتراكية بالإسلام غريبا على أذن البعض منا، لكنه اقتران قديم تم التعتيم عليه و حجبه عنا عمدا لعدة عقود، ففي مطلع القرن العشرين كتب أمير الشعراء "أحمد شوقي" في قصيدته نهج البردة مادحا سيد الخلق "محمد" فقال

الإشتراكيون انت امامهم .. لولا دعاوى القوم والغلواء
و أبدأ فأقول لمن خدعوه فقالوا في جرائدنا القومية الرسمية أن الاشتراكية انتهت من العالم: عليك بمراجعة خريطة أوروبا التي تظللها في مجملها الأحزاب الاشتراكية، والتي حازت السلطة انتخابا واختيارا حرا من شعوبها، لأن هذه الشعوب أدركت الخدعة أمريكية الصنع، والتي سمت الانتهازية الرأسمالية اقتصادا حرا، وإن كان الاقتصاد الأمريكي الذي أدى بأمريكا و الدول التابعة لها لمأزق الركود التضخمي أكثر من مرة يسمى بالاقتصاد الحر، فما لدينا في مصر لا يمكن تسميته بغير الاقتصاد الصايع، و شتان بين الحرية الانتهازية للاقتصاد الأمريكي برغم عيوبها، و الصياعة التي يتسم بها اقتصادنا

ملامح المنهج الاشتراكي في الإسلام
يخطيء من يحسب نسبة الاثنين و نصف في المائة الخاصة بزكاة المال هي الملمح الاشتراكي الوحيد في الإسلام، ففضلا عن كون هذه النسبة حدا أدنى يرتفع بالصدقات إلى مالا نهاية، نرى في المنهج الإسلامي ملامحا ذات توجهات اشتراكية لا تحتمل اللبس في مجملها، و أهمها في رأينا هو ما نوجزه في النقاط التالية
  1. كان الدخل القومي الأساسي في دولة المدينة المنورة هو الفيء الذي ينتج من الخراج و الزكاة وأسلاب الفتوح، و كان هذا المال العام يقسم بالتساوي بين الناس على عهد الرسول (ص)، بدون أدنى تمييز بين الناس، و بذات الطريقة وزعه "أبو بكر الصديق" في خلافته، ثم رأى "عمر بن الخطاب" ألا يساوي فيه بين السابقين و المتأخرين اسلاما، و قسمه بأولوية و نسبة أعلى للسابقين مميزا أهل بدر ثم أهل أحد .. وهكذا، ثم تعرض هذا النموذج الاشتراكي لهزة في عهد "عثمان بن عفان" رضي الله عنه، تسبب فيها "مروان بن الحكم" الذي كان رئيسا لديوان الخليفة وحاملا لأختامه، ثم جاء "علي بن أبي طالب" فعاد للمنهج القويم، فجعل المعيار هو عدد من يعولهم كل فرد في المجتمع و قسم الفيء بهذا الأساس، وبرغم اختلاف المناهج كان الجميع مطلبهم واحدا، هو العدل في تقسيم الثروة على المجتمع، فسلك كل منهم طريقا للعدل كما رآه في زمنه و وفق رأيه، لكن الجميع كان يضع تحقيق مجتمع الكفاية والعدل نصب عينيه، عالما أن هذا النموذج هو من أهم ما جاء به الاسلام لإصلاح حال المجتمع
  2. كان مجتمع الوحي الأول و زمانه مجتمعا بدائيا لا يحتاج الناس فيه الا للطعام و المسكن و الملبس، فأما المسكن فقد كان من أوائل ما اهتم به رسول الله في المدينة المنورة انشاء مأوى لمن لا بيت له، فأنشأ الصفة، و هي جزء من مسجده فصل عن صحن المسجد بأستار، و كانت سلة بها تمر تعلق فيه لكل جائع لا يجد ما يقيم أوده، فكونك بشرا في حد ذاته سبب كافي لتجد الحد الأدنى من المأوى و الطعام، أما الطعام فقد تعددت سبل الحض على اطعام الفقراء و المساكين و ابناء السبيل، فمنها الأضحية، و منها زكاة الفطر من الحبوب، و منها وليمة الزواج و عقيقة المولود، و قال الرسول حديثه المنير عبر السنين "لا يؤمن من بات شبعان و جاره جائع و هو يعلم" فكم منا ينطبق عليه الحديث اليوم؟
  3. كره الإسلام وقبح تكديس الثروات من الذهب و الفضة، لأن هذا التكديس يكون غالبا على حساب الكادحين، و ليس الادخار المعقول بالطبع داخلا في هذا التكديس، لكن المقصود به هو الاثراء الفاحش الذي يجور عادة على حقوق الغير، ومثال ذلك قوله تعالى "وَٱلَّذِينَ يَكْنِزُونَ ٱلذَّهَبَ وَٱلْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ" وكذلك جعل الله شرط نيل البر هو انفاق الرجل مما يحب من المال، وذلك بقوله تعالى "لَن تَنَالُواْ ٱلْبِرَّ حَتَّىٰ تُنْفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُواْ مِن شَيْءٍ فَإِنَّ ٱللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ" والمعني بما نحب أنه ليس القليل الزهيد مما تزهده النفس، فلم يكن الانفاق التكافلي في صدر الاسلام بإلقاء فتات الأغنياء للفقراء كما يحدث اليوم في دول تدعي الالتزام بالدين وهي للمنهج الأموي أقرب منها للمنهج النبوي
  4. على أساس قاعدة الانفاق مما نحب ويعز علينا وليس من فضول المال، اجتهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعدم الاقتصار على تحصيل الزكاة، فقال: لو استقبلت من أمري ما استدبرت، لأخذت من الأغنياء فضول أموالهم فرددتها على الفقراء، وهذا هو المبدأ الاشتراكي بعينه، والذي يعتمد على الضرائب التصاعدية أو تحديد الملكية في توجيه فضول مال الأغنياء لتوفير حد الكفاف ثم حد الكفاية للفقراء
  5. تغلب الفاروق على مشكلة البطالة باختراع مشاريع عامة كحفر الآبار وغيرها لتوظيف العمالة المعطلة، وهو أحد مباديء الاشتراكية كذلك
  6. تنبه "عمر" كذلك لأصحاب الحاجات الخاصة، فقال في الأرامل: لو أحياني الله لقابل لجعلت لكل أيم مالا تحتاج به لأحد بعدي، كذلك تنبه "عمر بن عبد العزيز" للكفيف، فجعل له من يقوده ويأخذ راتبه من بيت المال، وكل هذا خلاف الحض على كفالة اليتيم في آيات أكثر من أن نحصيها في القرآن الكريم، وهو ما يوجب على الفرد والدولة الانتباه لهذه الطائفة ومحاولة الحد من معاناتها بتوفير الكفالة المادية و الاشباع العاطفي لو أمكن

الخدعة الكبرى

ضحك علينا صحفجية "السادات" ثم صحفجية "مبارك" وشاركهم للأسف بعض كبار الأقلام مثل الدكتور "مصطفى محمود" فطبلوا وزغردوا لسقوط الاتحاد السوفيتي، والغريب أن الاتحاد السوفيتي كان بطبيعته الأيديولوجية عدو عدونا .. والذي أقرضنا القروض العسكرية بغير فوائد، وحاربنا بسلاحه في أكتوبر، وعلى النقيض باركوا للولايات المتحدة حليف عدونا التقليدي و تمنوا لها الرفاء و البنين في عالم القطب الواحد! و ساق بعضهم أمثلة في غير موضعها، فشبه انتصار الولايات المتحدة المسيحية على السوفيت الكفرة بنصر الروم على الفرس، و قال أن علينا أن نفرح بنصر أولاد عمنا لأنهم أصحاب دين سماوي مثلنا! مغفلا أن القرآن حين قال "فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ ٱلأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ ٱلْمُؤْمِنُونَ" الروم:4، كان المقصود فرح المؤمنين بتحقق نبؤة الرسول بوحي ربه، لأن مشركي قريش عيروهم بعدم تحققها حين غلبت الروم، و ليس فرحا في الفرس كما ادعى البعض

ثم انطلق الصحفجية يسبون ويلعنون أسلاف القطاع العام، ويتهمونه بأنه سبب كل بلاء وكل ضيق اقتصادي، وظهرت أسطورة القطاع العام الخاسر، تمهيدا لبيعه وبيع كل أصول البلد للخواجات ومن والاهم من المصريين، وكانت الحجة الظاهرة هي أن القطاع العام أصبح موضة قديمة في عصر القطب الواحد ولازم نبيعه بالبخس أحسن يقولوا علينا متأخرين، ونفذنا تعاليم البنك الدولي بالحرف والحمد لله، وطبعا الرخاء الناتج عن هذا هو ما نعيشه اليوم، وقد نسي الصحفجية أو تناسوا عبر العقود أن دولا بحجم المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا تمتلك أصولا حكومية، فبدعة خصخصة كل شيء وأي شيء لم تحدث في غير اقتصادنا الصايع، أما حقيقة الوجود الاشتراكي بل و الشيوعي في العالم فهي كما تبين الخريطة بأسفل، و هي أمريكية المصدر، فالاشتراكية موجودة وناجحة في العديد من دول أوروبا الغربية والشمالية، ومنها الدول الاسكندنافية ذات المستوى المعيشي الأعلى في العالم، فضلا عن نجاح الشيوعية الماوية في الصين، ويأتي نجاح الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" ببرنامجه الاشتراكي الواضح يدل على توجه أمريكا في العقد القادم، فقد تعلم الشعب الأمريكي الدرس على مراحل، كان أولها مع اليميني المتطرف "جورج بوش" الأب، والذي تدهور بعهده الاقتصاد الأمريكي حتى كان شعار حملة "كلينتون" للوصول للبيت الأبيض هو "إنه الاقتصاد يا غبي" أما المرحلة الثانية فكانت على عهد "بوش" الابن، وذاقت أمريكا فترة من أسوأ الفترات في تاريخها اقتصاديا بفضل الرئيس اليميني المتطرف وإدارته التي توجهها المؤسسة الشرقية من الشركات العملاقة كعرائس ماريونيت


اقتصادنا العشوائي

نترك الاشتراكية على جنب قليلا، لنرصد الفارق بين الاقتصاد الحر في نموذجه الأمريكي ذاته وبين اقتصادنا الصايع، ونوجز الفروق فيما يلي

  • في الاقتصاد الحر لا تتحرر الدولة من التزاماتها نحو العاطلين ومحدودي الدخل، فنجد رعاية صحية لكل مواطن وإعانة بطالة وفرص مجانية في التعليم للمميزين وهكذا، أما في الاقتصاد الصايع فالدولة ترمي كل هذا خلف ظهرها وكل واحد يدبر نفسه يا رجالة
  • في الاقتصاد الحر لا تخصخص مؤسسات سيادية تمس الأمن القومي، فوكالة ناسا مثلا لم تخصخص رغم الحديث عن ذلك ألف مرة، أما في الاقتصاد الصايع فكل شيء للبيع حتى الأمن القومي ذاته لو قدر بسعر معقول لباعوه
  • في الاقتصاد الحر توجد آليات حراك اجتماعي كطرق يسلكها الطامحون من أبناء الوطن، كالتعليم الميسر بقروض وفرص الاستثمارات الصغيرة اللا-نهائية، أما في الاقتصاد الصايع فالتعليم مجاني صوريا والواقع أنه باهظ التكاليف، ولم توفر الدولة منذ السبعينات آليات حراك اجتماعي بديلة، اللهم إلا النط الاجتماعي بخطف فلوس البنوك وتوظيف الأموال وخلافه
  • في الاقتصاد الحر يبقى التصنيع الحربي خارج منظومة العرض والطلب لأسباب تتعلق بالأمن القومي، في الاقتصاد الصايع يمكن تحويل مصنع بنادق آلية لتصنيع سخانات حمام كهربائية ويمكن خصخصة مصنع ألومنيوم يسبك سبائك الطيارات المقاتلة
  • في الاقتصاد الحر تلتزم السلطات الإدارية والتنفيذية الحياد التام فيم يخص السوق والأعمال، أما في الاقتصاد العشوائي فتتحالف الحكومة مع رؤوس الأموال وأصحابها، فتمدهم بالتسهيلات والتليينات والفازلينات اللازمة للوصول لحد الاحتكار أحيانا كاحتكار الحديد والصلب، أو للخروج من مآزق قانونية وبنكية، أو للحصول على أراضي بواحد في المائة من ثمنها، فتعين بذلك الشركات الكبرى على ابتلاع غيرها من الاستثمارات الصغيرة والمتوسطة، وغني عن الذكر أن تركيز الاقتصاد في يد مجموعة مختارة من الشركات يقلل من فرص العمل التي تزداد في السوق المفتوح شديد التنافسية

وللحديث بقية إن شاء الله

حفل التوقيع


كتاب وجع الدماغ وديوان القلب وسنينه

الجمعة الموافق 30 يناير 2009م ، جناح دار أكتب للنشر والتوزيع، معرض القاهرة الدولي للكتاب

أتقدم شاكرا - بالأصالة عن نفسي ونيابة عن دار أكتب للنشر - لكل الأصدقاء والقراء الذين شرفوني وأسعدوني بالحضور في حفل التوقيع، فقد حول اهتمامهم الكتابة بالنسبة لي من هواية أمارسها لمجرد السعادة الشخصية إلى واجب علي أن أخصص له كل وقت أفرغ فيه من عملي، فلو كان هناك من يهتم بما أكتبه لدرجة تحمل الزحام الخانق وصعوبة انتظار السيارات خارج المعرض، ولدرجة التضحية بعطلة نهاية الأسبوع ليحضر مناسبة توقيعي، فأقل ما يمكنني فعله احتراما له أن أكتب المزيد من أجله، وسوف أخص بالشكر هنا الأعزاء الذين شرفت بالتعرف عليهم وأسعفتني الذاكرة بأسمائهم، وأرجو أن يسامحني من يسقط السهو اسمه الكريم من القائمة، أو يذكرني فأضيف الإسم فورا

كل شكري وتقديري للأعزاء
  • أ / أحمد إبراهيم
  • أ / شيرين عادل
  • م / طارق هلال
  • أ / آية ريحان
  • أ / نرمين محمد
  • أ / يحيى فكري
  • أ / مها فكري
  • أ / نانسي
  • أ / أسماء علي
  • أ/ أمل
  • أ / محمد نوح
  • أ / علي عبد العليم
  • أ / شيماء

أما الأعزاء جدا د/ هشام أبو المكارم و د / رويدة حرفوش و د/ نهلة الدقادوسي و د / أحمد أبوالمكارم والأساتذة محمد ومهند أبوالمكارم وسيف الدين إياد ونجمة الحفل الآنسة سلمى فلن أشكرهم لأنهم أهلي وصفوة أحبتي في الدنيا فلا شكر على واجب، فأنا قدرهم في الدنيا ولابد أن يتحملوا هذا القدر، لكن لاريب أن وجودهم أسعدني أيما سعادة كما يسعدني دائما

أما الصديقة العزيزة أ/ إيناس سليمان والصديق العزيز أ/ محمد الغزالي القاص الذي أصبح شهيرا بعد الإقبال الضخم على مجموعته القصصية الأولى "ساديزم" فاعتذرا لأسباب قهرية ولهذا أشكرهما وكأنهما حضرا، وكذلك الصديقان د/ خالد ود/مهرة المحلاوي لتعويض عدم حضورهما بإنشاء موقع على الفيسبوك لمحبي كتاباتي المتواضعة، وهذا بالفعل أكثر مما أستحق

ويبقى الشكر الأكبر والتقدير العظيم لمجهودات الصديق الأستاذ/ يحيى هاشم، مدير دار أكتب للنشر والتوزيع وفريق العمل في الدار، فلولاهم ما رأت الأعمال النور وبالتالي ما كان هناك حفل ولا توقيع ولا يحزنون، وقد أبهجني الإقبال الكبير على

اصدارات الدار برغم موقعها في الدور العلوي الذي لا يشهد زحاما في العادة، لكن جمهور الدار كان يأتي لها مباشرة، وأغلبه من الشباب وهو الأمر الأروع، وقد لفتت نظري ظاهرة قد تسعد الصديقة فانتازيا، أغلب الرواد الشباب كانوا فتيات! وبنسبة تفوق الرجال بكثير، ولو أضفنا لهذا ظاهرة جدية الآنسات في العمل مؤخرا أكثر من الرجال لتعين علينا أن نتساءل عن الأسباب والمعنى والنتائج المتوقعة، لكن لهذا حديث آخر

وأخيرا أكرر شكري للجميع، وأمنيتي أن أستحق ثقتكم واهتمامكم بجهدي المتواضع، وأتعجل الأيام على حفل توقيع كتاب "محاكمة دافنشي" ثم أول الأعمال الروائية إن شاء الله تعالى وكان في العمر والوقت والجهد بقية، حتى أسعد وأتشرف برؤيتكم من جديد