29.5.06

أود أقول أحبك

نغمة أخرى من نغمات الحب الصامت للأبد و الضائع للأبد
أود أقـــول أحــــــــــــبك
فتخــــرج الأَلِفُ ... آهــة
و تخــــرج الحَاءُ حســرة
و تخــــرج البَاءُ ..بكــــاء

***

أود أقـــول أحــــــــــــبك
فألف ســـــــدٍ يحــــــــول
بين الحـــــاء و بين البــاء
ســــدٌ ... من خـــــــجلي
ســـــدٌ ... من شــــــرفي
و ســـــدٌ ... من كبريـــاء

EyaD
القاهرة –ربيع 2004

15.5.06

دروس الشفرة

دائماً ما تأتي الإشكاليات والخلافات الحادة والتي قد تصل للدموية أحيانا،ً عندما نعتقد بإمتلاكنا المطلق للحقيقة ، على حد تعبير الدكتور "مراد وهبة" ، وغالباً ما نكتسب إحساسنا هذا من خلال قصورنا في التعامل مع المقدسات والنصوص الدينية، بل وحتى ما يتعلق بتراث المذاهب البشرية مثل الماركسية و الماوية و غيرها، و يأتي القصور في تعاملنا مع المقدس من عدة مداخل، و نحن نتصورها كما يلي

الخلط بين الحياة و بين الدين كأسلوب للحياة
خلق الباريء جل وعلا الإنسان في أرضه خليفة لإعمارها، وأهله بالعقل والضمير وحرية الاختيار لهذه المهمة الشاقة، ثم دعمه كلما بلغ به الشطط مبلغا جسيما بالرسالات والنبوات لتهديه سواء السبيل، وفرض عليه من الطقوس الدينية ما يوقظ فيه الأنا العليا الضابطة، وما يدعم صلته بخالقه ويعينه على أداء مهمته، فالدين هو ما يمكن إيجازه في وسيلة لدعم وتنظيم التواصل بين كل مخلوق والخالق عز وجل، كما أنه وسيلة لتنظيم العلاقة بين عباد الله بعضهم وبعض أثناء عملية إعمار الأرض، والهدف العام هو تحقيق الحق والخير والجمال في هذه التجربة البشرية

فعندما يتحول هذا الدين من جسر سعادة إلى سوط عذاب، وعندما يحدث الخلط فيقتل الآلاف وتهدر الدماء بسبب الخلاف بين دينين، وكم حدث هذا في تاريخ البشر، وعندما يدعو وعاظ الفضاء مجاذيبهم لكراهية كل من هو غير مسلم تحت مسمى الولاء والبراء، لسوء فهمهم لكتاب الله، نكون قد انحرفنا بالأديان عن غايتها، فالدين الذي ينهى العبد عن دماء عباد الله من آمن منهم ومن لم يؤمن، يستخدمه البعض لإشعال الفتن التي تقضي على الحياة !! و لنضرب مثلين، واحدا من كل دين من أكبر أديان العالم، المسيحية في المرتبة الأولى انتشارا والإسلام في المرتبة الثانية، و ننبه أن قولنا "من المسيحية" و"من الإسلام" فيما يلي من أمثلة، لا يعني أبداً قناعتنا بأن هذه الضلالات أصيلة في المسيحية أو الإسلام، إنما نقولها اصطلاحا ومجازا، وما هي إلا من إفتراء الكهان و أطماعهم البشرية جداً

من المسيحية

في أحد أيام العام 1095 بعد ميلاد المسيح، رفع البابا "إيربان" الثاني صليبه المقدس، وأطلق صيحته الغير مقدسة "إحمل صليبك فوق كتفك و اتبعني" واعداً كل مسيحي مخلص يشترك في الحملة الصليبية الأولى نحو بلاد الشرق، بغفران فوري لكل خطاياه في أوكازيون رائع، وتبع صيحته الآلاف، لتنهال الدماء أنهاراً بين أتباع أكبر دينين على وجه البسيطة، وفي يوم من عام 1187م، صاح البابا "جريجوري الثامن"، مستنفراً ملوك أوروبا لغزو الشرق بعد أن استعاد "صلاح الدين" سلطان مصر المدينة المقدسة أورشليم، واتبع مئات الآلاف صيحته في الحملة الصليبية الثالثة، وفي 1202م، دعا البابا "إنوسنت" الثالث ، واسمه الكهنوتي لمن لا يعلم معناه البريء، لحملة جديدة، للوصول للأرض المقدسة ، عن طريق مصر هذه المرة، بعد أن أدرك أن قلب الشرق هو مصر، فوضعها هدفاً لغارته، أهذا ما أراده المسيح من رأس كنيسته؟ أن تكون قداسته مطية لأطماع الملوك والأمراء؟ بالطبع لا، ولكن من يقرأ الخطب العصماء التي ألقاها بابوات الفاتيكان بكل حماسة وحرارة، يحسب أن مسيح الحب إنما دعا بالفعل لقتل كل مسلم فوق الأرض، وكل هذا من ضلال الكهان

من الإسلام

عندما أراد أبناء "عثمان" من ملوك الترك أن يتوسعوا خلف حدودهم بآسيا الصغرى، لم يجدوا طريقة لبناء إمبراطوريتهم الدموية أفضل من إنتحال صفة الدين، فتسمى ملوكهم بالخلافة !! بأية حق ؟ بأية بيعة؟ كيف؟ لا يهم، فلقد روجوا لأنفسهم أنهم حماة الإسلام، و جاءوا ليفتحوا بلاد المسلمين التي سبقتهم لمعرفة الإسلام، بالسيف و البندقية، و بإسم الله و الإسلام، و سموا ما يفعلوه جهاداً !! ثم توجهوا لإعمال السيف في اليونان و البلقان، باسم الفتح أيضاً، متجاهلين إجتهاد خامس الراشدين "عمر بن عبد العزيز" حين تولى الخلافة، فأمر قائد جيوشه بفك الحصار عن الروم، لأن الإسلام أصبح عزيزاً و قادراً على حماية أتباعه لو إضطهدوا في أي بقعة من بقاع الأرض، فقد كان هدف الفتوح تأمين الدين الجديد من المرور بفترة دامية كعصر الشهداء في الدين المسيحي، فلما بلغ الإسلام مبلغ العزة بدولة العرب القوية، توقف الهدف من الفتح بإسم الإسلام، و عادت القاعدة الأولى بأنه من شاء فليؤمن و من شاء فليكفر، و لكن أطماع أبناء "عثمان طغرل" كانت فوق كل اجتهاد و كل فهم للدين، فهو الملك و لا شيء غير الملك، تماما كما كان منذ مضت أيام الراشدين و عبر 13 قرنا من الزمان، و النتيجة؟ خراب و دمار، و ما نار الحقد في صدور الصرب إلا ثارات حروب الأتراك، التي إستحلت فيها الأعراض و الدماء البريئة للمدنيين، فجاء اليوم الذي رد فيه الصرب رماح الحقد التاريخي في صدور الأبرياء من المسلمين، و هكذا هي الدماء دوماً تغري بالدماء، و لا تهم دماء البسطاء، طالما السلطان و الكاهن الأكبر في قمة المجد و العنفوان

تقديس النص على حساب محتوى النص:
الكتب المقدسة تكتسب قداستها بما فيها من وصية المولى عز و جل لأهل هذه الأرض، بما ينفعهم ، و ينمي خيرهم ، و يقيهم شرورهم، و لا تكتسب هذه المقدسات قداستها من حروف أو ألفاظ، و عندما أمرنا ربنا أن نحسن فهمها و نتدبرها، كان الأمر واضحاً بألا نقع في شراك الحروف و رسمها، و أن ننفذ منها لسمو الهدف من ورائها، و لا يفهم من هذا أن لفظ القرآن مثلا غير مهم، لكن الأهم منه هو المعنى و المحتوى، و لكن هل هذا ما نفعله بالفعل؟ هل نعطي للمعنى و الرسالة الفكرية ذات أهمية الشكل؟ دعونا نرى
من المسيحية:

عندما تقدم الفريسيون من المسيح عليه السلام يسألونه في الطلاق، سألهم أولاً عما أوصاهم به موسى، و لم ينكر عليهم ما قالوه من أن موسى أباح أن يكتب كتاب بالطلاق فيطلق الزوجين، و لكنه قال لهم " من اجل قساوة قلوبكم كتب لكم هذه الوصية، و لكن من بدء الخليقة ذكرا و انثى خلقهما الله، من اجل هذا يترك الرجل اباه و امه و يلتصق بامراته، و يكون الاثنان جسدا واحدا اذا ليسا بعد اثنين بل جسد واحد، فالذي جمعه الله لا يفرقه انسان"، فإذا علمنا أن يسوع المسيح قال في غير موضع أنه ما جاء لينقض ما وصى به موسى، و لكن ليكمله، نفهم هذا القول عن المسيح، أنه لم ينكر ما أوصاهم به موسى، و لكنه يكمله بوصيته تلك التي تجعل الطلاق بالنسبة للمسيحي كريهاً مقيتاً، و لكني أراها وصية لا تنفي أن آخر العلاج الكي، فلماذا نتبع حرفية النص بغير تدبر ؟ ألم يقل المسيح " فإن كانت عينك اليمنى تعثرك فاقلعها وألقها عنك، لأنه خير لك أن يهلك أحد أعضائك ولا يلقى جسدك كله في جهنم" أليس يؤمن بهذا المسيحي المخلص؟ فأين هذا الذي يقلع عنه عينه لو نظرت لإمرأة فاشتهتها؟ لقد إستخدم يسوع فعل أمر واضح هنا بقلع العين التي أعثرت صاحبها، فلماذا نأخذ هذا النص بفحواه الداعية إلى عفة البصر ، و لا نفهم حديث الطلاق بفحواه المبغضة للطلاق دون تحريم أو تجريم؟ خاصة بعد أن أثبتت التجربة على أرض الواقع عذاب الآلاف بسبب هذا النص، و فتح باب الخطايا من خلال فهمه القاصر ؟

من الإسلام
هل نعاقب اللص سارق القليل بقطع يده؟ ثم نفلت مختلس الملايين أو ناهبها من البنوك لعدم إنطباق تعريف السرقة الذي عرفه فقهاءنا الأقدمين على حالته؟ لأنه لم يسرق ما سرقه من "حرز"؟ و بهذا نستخدم النص الهادف لتحقيق العدالة و حماية الممتلكات الخاصة و العامة في خلق حالة من الظلم المبين؟ و من الفوضى المبيحة للمال العام و الخاص؟ لماذا لا نتدبر نصوصنا و سنتنا و شريعتنا؟ الردع العقابي للجرائم و الإنحرافات، بعد الانتهاء من خلق مجتمع الكفاية و العدل كانا مذهب الإسلام في التشريع، هكذا فهم النبي و فهم الراشدون من بعده فتعاملوا مع موضوع الحدود بقمة الاستيعاب لروح القانون قبل نصوصه، و ما هكذا يفهم رعيان "آل سعود" اليوم و لا هكذا يفهم إرهابيو طالبان، و هما بكل الأسف و الخجل التجربتان المعاصرتان و المدعيتان لتطبيق الحدود الشرعية!!! انظروا لتعبيرات السعادة على وجه الحيوان في الصورة أعلاه ممسكا باليد المبتورة، ثم نعجب لأن الدنيا ترفضنا؟؟

إطلاق المحدد:
بأن نخرج النص المقدس أو السيرة المقدسة الخاصة بموقف معين، من إطارها الزمني و التاريخي، و نحاول تعميمها في كافة المواقف و كافة العصور، و أمثلة هذا النمط في كل الأديان تفوق الحصر

من المسيحية
عندما قال المسيح "من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر" كانت عبقريته تخرج به من فخ نصبه له اليهود، فناموس موسى يقول بالرجم للزانية، و يسوع قال بأنه جاء متمماً للناموس و ليس ناقضاً له، و لكن تلك المسكينة التي أتوا بها، و هو لا يعلم هل فعلت أم لا، إستضعفوها فأتوا بها، بينما السادة منهم غارقين في الخطايا، و مليكتهم "هيروديا" زانية عشقت أخا زوجها فقتلته و تزوجت أخاه، و إبنتها "سالومي" رقصت عارية ليكافأها الملك "هيرود" و الذي هو زوج أمها، برأس "يوحنا" المعمدان !!، الذي هو نبي الله يحيى ابن زكريا في القرآن، فأي مجتمع ساقط هذا الذي إستضعفوا فيه هذه البائسة فأتوا بها؟ ألسنا نقول أنه لو شاعت البلوى توقف الحدود مرحلياً حتى يتم إصلاح مواطن الخلل التي أدت لشيوعها ؟ تلك هي الحالة التي قال فيها المسيح قولته، و لم يغير بها ناموس موسى العقابي و لكن أوقفه لشيوع البلوى. و ذات القول يقال عن موقفه الذي قال فيه "أعط ما لله لله و ما لقيصر لقيصر" فهو لم يعن أبدا ترك قيصر على حل شعره، و لكنه عنى أن دفع العشور التي هي حق الغني في مال الفقير لا يغني عن سداد الضرائب المتعلقة بنظام الدولة

من الإسلام
عندما يأمر الرسول الكريم بتناول الطعام لو سقطت فيه ذبابة، و هذا في بيئة صحراوية يكثر بها الذباب و يعز فيها الطعام، فهذا أمر له مرجعيته الإجتماعية، و ليس مرجعاُ لعلم الأمراض و الدوائيات، و ليس المقصود هو ظاهر النص من أن بأحد الجناحين داء و بالآخر دواء ،فنحن نعلم اليوم ، بالمعلوم من العلم بالضرورة، ألا علاقة لأجنحة الذباب بالمرض، و أن في أقدام الذبابة الواحدة ملايين الميكروبات المرضية و ليس فيها أية مادة علاجية، و أمراء الردة الجاهلية من نصابي الإعجاز العلمي كذبوا على الجميع حتى صدقنا الكذبة بقولهم الديوث "لقد اكتشف العلماء وجود مواد كذا و كذا تقي من المرض في جناح الذباب" هذا سخف و كذب بواح، و أتحدى من يأتي بمصدره من أحد المعاهد العلمية المحترمة غير بعض المجهولين من باحثي الاتحاد السوفيتي السابق و الأمريكان المتعاقدين على اصدار أبحاث التهريج العلمي، الأمر يتعلق لو صحت نسبة الحديث للرسول الكريم بموضوع إجتماعي و ليس طبياً، فالأخذ هنا بمنطق أهون الضررين و هو إحتمالية العدوى ، مقارنة بالضرر الأكبر و هو الجوع و سوء التغذية ، في شعب كان لا يكاد يجد الكفاف في طبيعة قاسية مجدبة ، ثم من يريد أن يغمس طعامه بالذباب اليوم فليفعل، ليأكل الذباب أو حتى يدع الذباب يأكله، و لكن دون أن يصدعنا بأن هذه ضرورة وصى بها النبي
4.الخلط بين الشخصية و شخوصها الإعتبارية:
بأن نخلط بين تصرف نبي من الأنبياء بصفته نبي مكلف بتبليغ دعوة سماوية، و بين شخصيته الإعتبارية الأخرى ككائن إنساني يعيش في عصر معين و في بلد معين متأثراً بالضرورة بزمنه و مكانه و قوميته، و هذا المدخل يتعلق بموضوع كتابنا بشكل مباشر كما سنرى في مثلنا من الدين المسيحي

من المسيحية:
الخلط هنا يكون بين شخصيتين إعتباريتين في شخص السيد المسيح، الأولى و هي وفقاً للاهوت المسيحي القانوني في المذهب القبطي الأورثوذكسي مثلاً أنه كلمة الرب "اللوجوس" التي ألقاها لمريم البتول، و شخصه المقدس جامع للاهوت كامل و ناسوت كامل وفقاً للمعتقد المذهبي الرسمي، و الشخصية الإعتبارية الثانية، و هي شخصية الرجل الثلاثيني الذي عاش في الجليل من أرض فلسطين في القرن الأول الميلادي، بين قومه من اليهود، و نشأ بينهم على أنه إبن لـ"يوسف" و مريم، فالشخصيات الإعتبارية لا تنقض بعضها بعضاً حين تجتمع في شخص واحد، فكوني أكتب هذا الكتاب لا ينفي عني صفة الطبيب و شخصيته الإعتبارية، و كذا لا ينفي عني صفة الأب و الزوج و هكذا. فالشخص الإعتباري الذي توجد بعض القرائن تشير لإحتمال زواجه من مريم المجدلية ليس هو المسيح المخلص، و لكنه يسوع الناصري، و لا نرى تعارضاً بين فكرة الزواج و الإنجاب و فكرة الطبيعة المقدسة الإلهية في المعتقد الغالب بين مسيحيي اليوم، فلو قلنا بإكتمال اللاهوت و الناسوت معاً، فذلك معناه أننا نقر بإتخاذ الشكل البشري لرجل تتكون خلاياه من الجينين "إكس" و "واي"، و عليه فيمكن لهذه الخلايا الجسدية أن تنقسم إلى خلايا أمشاج و تقوم بالإخصاب، و لن تمنع الخصائص الإضافية التي يضفيها اللاهوت وجود الخصائص الأولية التي يقدر عليها البشر الفاني! فما الداعي للفزع من كتاب أو قصة أو رواية أو رسم ؟ يعبر عن رأي صاحبه فقط، و حتى لو عبر عن حقيقة تاريخية محتملة ؟

من الإسلام:
أما في الإسلام فنحن نخلط بين عدة شخوص إعتبارية لخاتم الرسل و الأنبياء صلاة الله و سلامه عليه: شخصية النبي المرسل بختام الرسالات و بوحي من الله ، تكون منه على مدار السنين القرآن الكريم، فالقرآن الكريم و السنة النبوية المرتبطة بشرحه ، و تفصيل مجمله ، و تبيين ما اشتبه منه، و ضرب الأمثلة الحية في تطبيقه الأمثل ، هو ما يتعلق بشخصية النبوة الإعتبارية، ثم هناك شخصية مؤسس دولة التوحيد في جزيرة العرب، و فيها تأتي نصائح قدمها مؤسس الدولة لتحسين البنيان الإجتماعي و الإقتصادي و تحسين وسائل الإنتاج، و آراؤه فيها آراء مجتهدة و ليست وحياً، و دليلنا في هذا حادثة النخيل، حين طلب منهم النبي أن يتركوها بغير التلقيح الصناعي، فقل المحصول، فقال لهم قولته الرائعة "أنتم أدرى بشؤون دنياكم"، كذلك أمره حين طلبوا نصحه في المكسب التجاري ، فنصح بالثلث، فلم يكف الثلث لأن دورة رأس المال كانت شديدة الطول في رحلاتهم على ظهور الجمال، فقال لهم كذلك "سبحان الله، أنتم أدرى بشؤون دنياكم" ، ثم شخصية القائد العسكري المنوط به وضع استراتيجية حماية الدين الخاتم من المرور بمرحله إضطهاد و استشهاد مطولة، فالتصفية الجسدية للطابور الخامس اليهودي "كعب بن الأشرف" مثلا، تفهم في سياق تصرف حكيم لقائد جيش يطلب من جهاز مخابراته العسكرية تصفية عدو خطر على الأمن القومي لدولة المدينة المنورة، و ذلك لصعوبة المواجهة المباشرة و إضرارها بالصالح العام، و هو ما يحدث في يومنا هذا و لا نجده منتقصاً من قدر قائد أعلى للقوات المسلحة، و أخيرا ، هناك شخصية الرجل العربي الذي عاش في جزيرة العرب في القرن السابع الميلادي، و تزوج كثيرا في مجتمع كان يستحسن في الرجل أن يكثر من الزواج، و صاهر القبائل في مجتمع كانت تؤثر فيه أواصر النسب، و لبس كما لبس قومه، و اكتحل كما اكتحلوا، و أكل كما كانوا يأكلون ، و عافت نفسه ما ليس بأرض قومه من صيد الأرض، و لم يتميز عنهم في جوهره إلا بمكارم الأخلاق، و لم يتميز عنهم في مظهره إلا بشدة النظافة و حسن الهندام، هذه الشخوص الإعتبارية تكون الشخصية الجليلة لنبينا "محمد بن عبد الله" الذي كان و مازال فخرا لنا، و كنا و مازلنا عبأ عليه، نسيء لدعوته و شخصه الكريم بعيوبنا و عاهاتنا نحن، فلو فصلنا بين هذه الشخصيات الإعتبارية لشخص النبي الكريم، لخرجنا من مأزق تبرير مالا يحتاج إلى تبرير، و شرح مالا يحتاج إلى شرح.

تقديس الوسائل على حساب الأهداف العامة:
و هذا ما يقع فيه دوماً عبدة النصوص في أبسط الأمور و في أجلها، و منهم معاتيه الوهابية من الواقفين على ظاهر النصوص كالأصنام الفارغة من الحياة، و منهم أوثان الفاتيكان و الأرثوذكس الواقفين على حرفية الكتاب المقدس و أعمال الرسل
فلننظر في طريقة تقسيم الأضاحي و عقيقة المولود مثلاً، إلام يهدف هذا التقسيم؟ ثلث لأهل بيت المضحي، و ثلث لأقاربه ، و ثلث للفقراء و المعوزين. الأولى نراها تشجيعاً على أن يبر الرجل أهل بيته و يوسع عليهم مما رزقه الله، ليعالج الله بهذا آفة بعض الرجال من هواة استعراض الكرم أمام الناس و التقتير على أهل بيتهم فيما لا يراه الناس، و الثانية نراها تدعو لصلة الرحم، و الثالثة للتكافل بين أبناء المجتمع، فالنص يتكلم عن تقسيم الذبيحة، و جوهر النص يدعو لخلق مسلم يوسع على أهل بيته مما رزقه الله طعاماً و شراباً و كساءً و غيرها مما يستجد من عناصر السعة، كل كما رزقه الله و في حدود طاقته، و يدعو لخلق مسلم يصل رحمه بالزيارة و العطاء و الكرم، بالحنان قبل المال، كما يدعو لخلق مسلم معطاء دائم المؤازرة للفقراء في مجتمعه بالمال و الطعام و الكساء و كل ما تحتاجه الحياة الكريمة. النص عن ذبيحة و الهدف مسلم كريم ودود جواد بالخير لبيته و رحمه و مجتمعه، و بهذا نرى أن جوهر النصوص أثرى كثيراُ من ظاهر لفظها.

تقديس التراث و إجتهادات السابقين
كما قدس المسيحيون ما رواه رواة الأناجيل و نفوا عنه الطابع البشري سهواً و خطأً و خلطاً، و كما قدسوا "بولس" الرسول و وضعوه في مصاف الرسل، أو كما قدس المسلمون البخاري و مسلم لشدة جهدهم في تحقيق السنة، و جميع من ذكرنا مخلص مجتهد يثيبه الله على ما اجتهد فيه، أما نحن فلنا أن نعرض ما قاله على عقولنا، لأنه بعد الأنبياء لا يوجد أحد إلا يؤخذ منه و يرد عليه.

و ختاماً قارئنا العزيز، أرجو أن يكون صدرك قد اتسع لجرعة الإختلاف في الرأي في كتابنا هذا ما دمت قد وصلت لخاتمته، و أعتذر لو كنت مسست ما تحسبه موضع القداسة في قلبك مسلماً كنت أو مسيحياً، فما أردت به إلا أن نستوعب الدين كما أراده الله، منهجاً و طريقاً لخير الإنسان، و أختم بقول أقتبس فيه قول الإمام أبي حنيفة ، إمام أهل الرأي، قائلاً بأني أرى كل ما كتبته في كتابي هذا صواباً يحتمل الخطأ، و كل رأي مخالف له أراه خطأً يحتمل الصواب.

و ليهدنا الله جميعاً لما يحبه لنا و يرضاه

أسرار الروزلين


ماذا نعرف عن كنيسة روسلين ؟
بنيت كنيسة روسلين أو "كنيسة القديس ماتيوس" في عام 1446م، و قد بناها السير "ويليام سان-كلير" الأمير الثالث و الأخير من أسرة سان-كلير لمقاطعة "أوركني" الإسكتلندية، و كان مخطط الأمير هو بناء أكبر كثيراً من الحالي، لكن عند موته و دفنه بها عام 1484م توقف البناء عند الجزأ الموجود حالياً.

و تشتهر الكنيسة بالعديد من العلامات المميزة في ديكوراتها المعمارية، و التي إرتبطت أحياناً بالتاريخ و الأسرار، و منها الوجوه الخضراء و هي في شكل وجوه بشرية بارزة الحفر، يسود خلالها اللون الأخضر و نراها غير مناسبة من حيث شكلها الشيطاني لتكون زخرفة لجدران كنيسة، خاصة لو علمنا أنها تنتشر في كل مكان بالكنيسة كوحدة متكررة، و يربطها البعض بالعقائد الوثنية لفرسان الهيكل، و ترتبط أيقونة الرجال الخضر هذه بالرموز السيلتية المعبرة عن الأنوثة و الخصوبة، و قد بنيت الكنيسة بعد قرابة 150 سنة من نهاية فرسان الهيكل، و إرتبطت بهم إرتباطاً وثيقاً لإحتوائها على العديد من الرموز و النقوش الخاصة بهم، مثل علامة الفارسين المعتليين لصهوة جواد واحد و التي توجد على الختم الأعظم لفرسان الهيكل، و يعتقد أن الفارسين هما:
- هوج دي باين: و هو فارس فرنسي، و كان أول أخ أكبر لفرسان الهيكل و أحد التسعة فرسان الأوائل، و قد إشترك في الحملة الصليبية الأولى مع "جودفري دي بويون"
- سان أومير: أحد الفرسان الأوائل المؤسسين لجماعة فرسان الهيكل

كما ترتبط بعد النقوش بالرموز الماسونية، مثل أشكال الأيدي المتشابكة، و كذلك حفر يمثل حفل تدشين العضو الجديد في تنظيمات الماسون الأحرار، و هذا فضلاً عن الروابط العديدة التي تربط أسرة سان-كلير بالمحفل الماسوني الإسكتلني و بالتالي بفرسان الهيكل

كريستوفر رين و كشف الخدعة




من هو "كريستوفر رين" ، و ما علاقته بكنيسة المعبد ؟
هو مهندس معماري و عالم فلك إنجليزي، قام بتصميمات لترميم و بناء 53 كنيسة و كاتدرائية في لندن في القرن الثامن عشر، و منها أعمال الترميم الخاصة بكنيسة الهيكل، و كان معاصراً للسير "إسحق نيوتن" و سجل "نيوتن" إعجابه بأعمال "رين" في بعض كتاباته. و كان إكتشاف عدم وجود جثث مدفونة بتوابيت فرسان الهيكل المجسمة من إكتشافه بالفعل أثناء أعمال الترميم.

أضرحة الفروسية




و ماذا عن كنيسة الهيكل في لندن ؟
دشنت كنيسة الهيكل في لندن على إسم السيدة العذراء مريم في عام 1185م، و قد دشنها "هيراكليوس" بطريرك أورشليم في ذلك الوقت، و قد مثلت منذ البداية المركز الرئيسي لنشاط فرسان الهيكل كما هو وارد في الرواية، و سميت بكنيسة الهيكل لهذا السبب، و قد بنيت على شكل دائري كعادة فرسان الهيكل في بناء كنائسهم، تيمناً بطراز كنيسة القبر المقدس في أورشليم.

خلاصة تحقيق الفصل
1. جميع المعلومات الواردة بالفصل عن كنيسة الهيكل في لندن صحيحة تاريخياً، إلا أن طبيعة ممارسات فرسان الهيكل داخلها غير موثقة و لا دليل عليها

بين قرون البافوميت


ما هو البافوميت ؟
تتكون تعويذة البافوميت الوثنية من كائن خليط، يتكون من رأس عنزة و صدر إمرأة و ثدييها و أقدام حافرية و جناحان و شمعة أعلى الرأس، و يتحلى فوق جبهته بنجمة "فينوس"، و تختلف تفسيراته من إعتباره وثناً لعبادة الشيطان ( و لا ألوم من يعتقد ذلك أبداً من حيث الشكل على الأقل) إلى رمزية الخصوبة و التناسل و الرغبة، و يعرفه قاموس السحر و التعاويذ كالتالي: ( هو وثن قدسه فرسان المعبد، و بعض السحرة للحصول على قوته السحرية، و يمثل مصدر طاقة الشر، و هي عنزة الساحرات الشيطانية)، و قد وردت عبادة هذا الوثن من ضمن لائحة الإتهام المقدمة ضد فرسان المعبد في المادة الخامسة من مواد الإتهام و نصها: (حيث تورط الإخوة في عبادة وثنية لتمثال على شكل رأس أو قط)

أما وجود علاقة له بالإله الأوليمبي الأكبر "زيوس" فهذا ما لم نجده، بالرغم من صحة رواية "براون" حول العنزة التي أرضعت "زيوس"، لكن هذا على ما يبدو لنا و وفقاً لما بين يدينا من مراجع لم يشكل رابطاً بينهما.

خلاصة تحقيق الفصل:
1. المعلومات عن البافوميت صحيحة في مجملها كما وردت بالقصة عدا علاقته بالرب الإغريقي "زيوس"

شيكينا ربة اسرائيل المنسية


هل إحتوت الديانة اليهودية القديمة على طقس جنسي يتم في هيكل سليمان كما هو وارد في الرواية تقرباً لإلهة أنثى تسمى شكينا ؟
تشير بعض المراجع اليهودية إلى "شكينا" بأنها الوجه المؤنث ليهوه رب اليهود، و هي بذلك ليست إلهة منفصلة و لكنها تعبير عن كون الإله ليس ذكراً و لا أنثى، و تنفي هذه المصادر وجود طقوس جنسية في اليهودية، في أي مرحلة من مراحلها، و إن كانت هناك بعض الجماعات التي مارست طقساً جنسياً كتأثر بالوثنيات المحيطة باليهود، و لكن ذلك لم يتم أبداً في هيكل سليمان، كما تشير مراجع أخرى موثقة، إلى كون "شكينا" و "بواز" كانا إسم العمودين الأساسيين لهيكل سليمان اليهودي، و الذي توجد نسخة منهما في المعابد الماسونية حالياً، و يرمزان للذكر و الأنثى و الإتحاد المقدس. و لكن تنفي هذه بدورها قيام طقوس جنسية في الهيكل.


خلاصة تحقيق الفصل:
1. ليس هناك ما يمكن الإستدلال منه على وقوع ممارسات لطقوس الهيروس جاموس الجنسية في هيكل سليمان في أي وقت من الأوقات

الملك آرثر و آفالون


ما علاقة جزيرة آفالون بجلاستنبري في المملكة المتحدة بقصة المجدلية؟

جلاستنبري هي مدينة صغيرة غرب لندن، و تشتهر بتل يسمى "تل جلاستنبري"، و الذي تدور حوله أساطير عديدة، أولها أنه كان مكان قلعة الملك آرثر الشهيرة، و أسطورة أخرها تجعلها مركزاً لملك الجن، و تروى حولها العديد من قصص الجن و الأشباح، كما تقول أحد الأساطير السيلتية أن التل أجوف من الداخل، و من قمته يكون الدخول إلى عوالم تحت أرضية ، و يعتقد البعض أن جلاستنبري، هي المكان المذكور في قصص الملك آرثر و فرسانه بجزيرة "آفالون" حيث حمل القارب السحري آرثر الجريح بعد معركته مع "ميردور" إليها، و إليها حمل أحد فرسانه الكأس المقدسة (و هي في أسطورة آرثر كأس فضية تجمعت فيها قطرات من دم المسيح على الصليب بعد أن إستخدمها في العشاء الأخير)، و تفترض الأسطورة أنها ما زالت بها للآن ، أما من الوجهة العلمية ، فما يميز جلاستنبري هو موقعها الجغرافي و طبيعة القشرة الأرضية بها و التي تعطيها خصائص قوى مغناطيسية قد تكون هي السبب في بعض الظواهر التي فسرت في الأزمان القديمة بأنها قوة الكأس المقدسة او قوى ملك الجن

إشارة الحورية الصغيرة


هل هناك أسرتان بالفعل هما بلانتارد و سان-كلير؟ و هل كانتا تحت حماية جماعة سرية؟
إسم الأسرتين وارد كثيراً في الكتابات التي تتحدث عن نسل المسيح، فضلاً عن كونهما أسرتين من نبلاء أوروبا، و بعض الكتابات تعتبر أسرة "بلانتارد" فرع من أسرة "سان-كلير"، غير أن مسألة الحماية هذه ينقصها التوثيق.

هل الملحوظة الواردة بالقصة عن فيلم الحورية الصغيرة صحيحة؟
نعم، فاللوحة هي لوحة المجدلية التائبة لـ "جورج دي لا تور" كما عرضناها في تحقيق فصل سابق

14.5.06

ملوك من دم المسيح


من هم الملوك المورفينجيون؟
هم ملوك من أصل قبلي جيرماني، حكموا بلاد الغال (فرنسا) لفترات متقطعة فيما بين القرن الخامس و القرن الثامن الميلادي، و يرجع إسمهم إلى الأصل الأنجلو ساكسوني "ميلوفيتش" و التي تحولت إلى اللاتينية لتصبح "ميروفيوس" و بالنسب إليها تحولت إلى "ميروفينجي"، و ميلوفيتش هو مؤسس أسرتهم، و الذي خلفه إبنه "شيلدريك" على العرش، و هو من عززت إنتصاراته دولتهم إلى حد كبير، و قد إنتهت دولتهم في عام 751م بفضل حملة بابوية قام بها بابا الفاتيكان ضدهم، متهماً إياهم بالهرطقة، و حلت محلهم الأسرة الكارولينية، و التي تنسب إليها بعض المصادر الملك شارلمان، بينما تنسبه مراجع أخرى للمورفينجيين، و كان ميلوفيتش، الذي عرف بحكمته و عبقريته في الحكم، دائم الدعوى بأنه يمتلك الوثائق التي تدل على صحة نسبه ليسوع المسيح، و هذا موثق في تاريخه و تاريخ الملوك المورفينجيين. و أما آخر ملوكهم فكان داجوبرت الثاني الذي قتل غيلة في فراشه من أتباع البابا بالفعل كما تذكر الرواية



خلاصة تحقيق الفصل

1.

النص الوارد في القصة بخصوص الملوك المورفينجيين و تاريخهم و نهاية آخر ملوكهم صحيح تاريخياً
2. صفة نسبهم للمسيح و المجدلية هي ما قال به هؤلاء الملوك بأنفسهم و تواترته الروايات الغنوصية، و لكن ليس هناك دليل قطعي لنفيه أو إثباته

المجدلية في ضمير الفنان

نعرض هنا نماذج من لوحات رسمها العديد من الفنانين، مع تعليقنا على كل واحدة بما تعكسه من التصور الراسخ في ذهن الفنان الذي أبدعها عن المجدلية

هل كانت المجدلية زوجة للمسيح؟

ما هي نقاط الإجماع حول شخصية المجدلية؟

تجمع مختلف المصادر المسيحية سواء الكاثوليكية أو الغنوصية على عدة نقاط بالنسبة لشخص المجدلية و هي

1. واحدة من 8 نساء إرتبط ذكرهن في الإنجيل مع المسيح أثناء رحلة حياته و منهن والدته و خالته ... الخ
2. كانت المجدلية ذات ثراء و وجاهة
3. كان لها وضع خاص و تميز بين أتباع المسيح
4. حضرت صلب المسيح
5. حضرت دفن المسيح
6. هي التي إكتشفت قبر المسيح خالياً من جثمانه
7. أول من رأى المسيح بعد قيامته من الأموات في اليوم الثالث بعد الصلب.

و هذه النقطة الأخيرة بحد ذاتها تشير إلى خصوصية شديدة لها عند السيد المسيح، ليس فقط على المستوى الشخصي و لكن على مستوى الرسالة الدينية

كيف تذكر الأناجيل الأربعة القانونية مريم المجدلية؟

هنا حصر للآيات التي ورد فيها ذكر المجدلية في الأناجيل الأربعة القانونية

"رافقت المسيح في رحلته للتبشير بمملكة الرب ، فضلاً عن التلاميذ الإثنى عشر، مريم التي من المجدلة ، و التي أخرج يسوع منها الأرواح الشريرة ، و منها خرجت 7 شياطين" – عن الترجمة الانجليزية لانجيل لوقا / "كانت هناك نساء ينظرن من مسافة وقت الصلب، من بينهن كانت مريم المجدلية، و مريم والدة جيمس الصغير، و سالومي" – عن الترجمة الانجليزية لانجيل لوقا/ " من بينهن كانت مريم المجدلية، و مريم والدة جيمس و جوزيف، و والدة ابني زبدي" – عن الترجمة الإنجليزية لإنجيل متى / "وقف بجوار الصليب والدته و خالته، و مريم زوجة كلوباس، و مريم المجدلية" – عن الترجمة الانجليزية لانجيل يوحنا / " كانت مريم المجدلية و مريم والدة جيمس ينظران حيث دفن المسيح" – عن الترجمة الإنجليزية لإنجيل مرقص/ " و كانت هناك مريم المجدلية و مريم الأخرى تجلسان عند القبر" – عن الترجمة الإنجليزية لإنجيل متى / " حين انقضى السبت، اتت مريم المجدلية و مريم الأخرى لتنظرا القبر" – عن الترجمة الإنجليزية لإنجيل متى / " حين انقضى السبت، أتت مريم المجدلية و مريم والدة جيمس و سالومي يحملون البخور و العطور ليطبن القبر" – عن الترجمة الإنجليزية لإنجيل مرقص / " و في أول يوم من أيام الأسبوع، أتت مريم المجدلية مبكرا الى القبر في الظلام و رأت أن الحجر لم يكن بمكانه" – عن الترجمة الإنجليزية لإنجيل يوحنا / " و حين قام في أول يوم من أيام الأسبوع، ظهر أولا لمريم المجدلية التي أخرج منها 7 شياطين" – عن الترجمة الإنجليزية لإنجيل مرقص / " اتت المجدلية تقول للحواريين أنها رأت السيد، و أنه أبلغها بعدة أشياء" – عن الترجمة الإنجليزية لإنجيل يوحنا

هل ذكرت الأناجيل القانونية المجدلية كعاهرة تائبة؟

لا، لم توصف في نصوص الأناجيل بالعاهرة، و لكن التفاسير و الروايات الدينية أشارت إلى ذلك كثيراً مما جعل كونها عاهرة حقيقة ماثلة في ذهن كل مسيحي، و مما سبق يمكننا أن نخرج بالتحليل التالي، عن طريق تصنيف نقاط قانون الإيمان المسيحي القانوني من حيث علاقتها مع أو ضد إمكانية حدوث الزواج، فنجد العديد من الحقائق التي تؤيد و منها حقيقة أنها كان لها وضع خاص و تميز بين أتباع المسيح، تؤيد فكرة الارتباط، ، فلم يكن المجتمع اليهودي المتعسف في هذا الوقت ليتقبل ملازمة إمرأة لرجل و وجودها معه و تلاميذه (13 رجلاً) بصفة مستمرة بدون رباط شرعي يربطها بأحدهم، كذلك كونها اكتشفت قبر الميح خاليا، فهذا معناه أنها سبقت حتى مريم العذراء إليه، و هو ما يشير إلى قوة عاطفية غير عادية، و أيضا هي أول من رأى المسيح بعد قيامته و حملت رسالة من المسيح لحوارييه، مع فكرة الارتباط، و إلا لماذا تختارها العناية الإلهية لهذه المهمة الجليلة؟ أما الرؤية الكاثوليكية للمسيح كرجل كامل و إله كامل ، و لاهوته لم يفارق ناسوته، فلا تتعارض مع زواجه، لأنه معترف له بكمال الجانب البشري فيه، التعارض الحقيقي يأتي مع الفكرة التي أقرها بولس عن الزواج حين يقول "من تزوج فحسنا يصنع، من لم يتزوج يصنع أحسن" فهنا المسيح و هو الرمز الكامل و المثل الكامل لا يجب أن يكون زوجا خاضعا لشهوة النساء بينما كنيسته تمجد الرهبنة و لا يقودها الا الرهبان، كذلك تتعارض فكرة الزواج مع فكرة الفداء و الخلاص، و فكرة أن المسيح وجد على الأرض ليفدينا بالتكفير عن الخطيأة الأولى، و ذلك لأن المعنى هنا أن النهاية المأساوية كانت مخططة كمحور مهمة المسيح على الأرض منذ اليوم الأول لها، و هذا وضع لا يستوعب التفكير بالزواج

و على هذا فنحن نرى أن كون المجدلية زوجة للمسيح لا ينفي أي من جوانب الإيمان المسيحي عدا الرهبنة التي غرس بذورها "بولس الرسول" و تحقير المرأة و الإرتباط بها و التي غرس بذورها "بولس" أيضاً. و بهذا لا يكون هناك تضاد بين فكرة الزواج و صلب العقيدة المسيحية كما قال بها المسيح عليه السلام. و لكن التضارب يأتي مع إجتهادات "بولس الرسول" التي إستحدثها و لم يكن ليسوع الناصري علاقة بها، كان هذا تحليلنا للأناجيل القانونية المعبرة عن الإيمان المسيحي الرسمي، و لا نراها متعارضة في غير نقطتين مستحدثتين على يد "بولس" الذي لم يكن من تلاميذ المسيح. و الآن نستعرض الآراء من الأناجيل غير-القانونية

ما هي الدلائل على الزواج من الأناجيل غير القانونية ؟

من إنجيل فيليب

" و رفيقة المخلص مريم المجدلية" / " و لكن المسيح أحبها أكثر من كل التلاميذ و إعتاد أن يقبلها كثيرا في فمها، و قد تضايق بقية التلاميذ من ذلك و حاولوا التعبير عن عدم رضاهم، و سألوه : اماذا تخصها دونا عنا بحبك، فرد قائلاً: لماذا أحبها أكثر منكم !! لو أن رجلين أحدهما أعمى و الاخر بصير مشيا سويا في الظلمة فلن يرى أي منهما أي شيء، أما حين يأتي النور فسوف يراه البصير فقط" / "المجدلية، زوجة و رفيقة يسوع" / " مريم التي من المجدلة، قرينة المسيح التي علمها ما لم يعلمه لأحد من تلاميذه"

من إنجيل توماس

" سأكلف مريم المجدلية تماماً و كأنها رجل من تلاميذي" مما يشير إلى إعتبارها أحد التلاميذ أو الرسل، و يلغي نظرية بولس في الوضع الدوني للمرأة


من إنجيل المجدلية

الفقرة كما وردت في الكتاب و ترجمتها الأدق للعربية هي: "بطرس يقول: هل خص المخلص بتعليماته إمرأة دوننا حقاً؟ ليفي يرد: لطالما كنت حاداً قاسياً يا بطرس، و الآن أراك تزدريها و كأنها خصم لك، إذا كان المخلص قد إختصها من بيننا بوضع مميز، فلابد أنها الأفضل و لذلك إختصها"

بعيداً عن النصوص الدينية، ما هي المعلومات التاريخية المحققة علمياً عن يسوع الناصري؟

في بعض المراجع التاريخية الغير-لاهوتية، يأتي ذكر يسوع الناصري، كمعلم يهودي من الجليل، كان معاصروه يعتقدون في قدرته كمعالج روحي، قادر على علاج الأمراض المستعصية من خلال العلاج الروحي و إخراج الشياطين من الجسد وفق إعتقادهم. و قد تم تعميده و رسمه معلماُ على يد "يوحنا المعمدان"، النبي اليهودي الذي عاصره و قتل قبل صلبه، و قد أدين يسوع الناصري بتهمة التحريض على الثورة ضد الإمبراطورية الرومانية، و قد حكم عليه حاكم الجليل الروماني "بونتيس بيلاتس" بالموت صلباً، كما يعتقد بعض التاريخيين، أن الدلائل العلمية البحتة على وجود شخصية يسوع الناصري الحقيقية تكاد تكون معدومة، و من ثم يرجحون كونه شخصية رمزية، تم نسخها في الأساطير الدينية من شخصيات مقدسة في بعض الديانات الوثنية، و هذا ليس خاصاً بالسيد المسيح و لكنه إعتقاد يسحبه الماديين على كل الأنبياء في كل العصور.

و ما هو موضوع قبر المسيح و المجدلية و ابنهما "يهوذا" في أورشليم؟

قبر التابلويت، هو قبر تم إكتشلفه عام 1980م ، على بعد 5 كيلومترات جنوب أورشليم، و يحتوي على عشرة توابيت، بها بعض من البقايا البشرية ، و بعض الرموز المنقوشة على الجدران، و قد نقشت أسماء الموتى على التوابيت و منها:
- يسوع إبن يوسف و بهذا كان يعرف المسيح ، حيث رباه و كفله يوسف النجار ، خطيب مريم قبل أن يختارها الله لمهمتها
- مريمن المعروفة بالرئيسة و مريمن هو الأصل العبري لإسم مريم المجدلية
- يهوذا إبن يسوع
- جيمس إسم أحد إخوة يسوع من والدته و المذكور في العهد الجديد و مؤسس كميسة أورشليم بعد ذلك
- مريم و يفترض أنها العذراء مريم

و قد أثار موضوعه فيلم وثائقي على قناة ديسكفري، تقدم فيه دفعاً بأن القبر هو قبر عائلة المسيح المكونة منه و زوجته المجدلية و إبنهما "جوداس" (يهوذا بالعربية) و أخوه جيمس، و قد دلل على أن يسوع و مريمن المذكوران هما يسوع و المجدلية من خلال إختبار الحامض النووي لبقايا الجثتين ، و إثبات أنهما لم يكونا أخوين، مدعما بذلك أنهما كانا زوجين، فطالما أنه لا توجد صلة قرابة بين رجل و إمرأة مدفونين معاً، فالأرجح أن تكون زوجته، و نحن نرى هنا الكثير من التعسف، فلماذا لا تكون قريبة لجيمس هذا ؟ و الذي لا يشترط أن يكون أخاً ليسوع. فضلاً عن إحتمالية تشابه الأسماء من الأساس على ضعفها بقانون الإحتمال

خواطر حول تقليد بيض الفصح الملون

هل سألت نفسك قبل الآن، لماذا نلون البيض في "شم النسيم"، إن قصة بيض الفصح كما تعتمدها الكنائس الرسمية هي أنه بعد صلب المسيح، واجهت المجدلية قيصر الرومان " تيبريس أغسطس" في جمع من الناس، و رفعت بوجهه بيضة و قالت "المسيح يقوم من الأموات" و عندما سخر منها قالت، "المسيح يقوم من الأموات كما تتحول هذه البيضة للون أحمر كدم المسيح، و عندما قالت هذا تحولت البيضة للون أحمر دموي في يدها، و النسخة التي ترويها الكنيسة اليونانية ترجع بيض الفصح إلى أن مريم العذراء و مريم المجدلية وضعتا وعاءً مملوءً بالبيض تحت قدمي المسيح على الصليب، فتلون البيض باللون الأحمر من قطرات دمه.

و نحن نرى أن المعلومة الخاصة بمقابلة المجدلية للقيصر تحتاج لتدقيق تاريخي من حيث المكان الذي جمع بين الإثنين، فلو كانت المجدلية ذهبت إلى أوروبا فهذا يدعم الرواية الغنوصية حول اللجوء إلى بلاد الجال (فرنسا حالياً)، و لو كان العكس، فهل هناك تسجيل لزيارة قيصر للقدس؟ و هل كان من السهل أن تعترض إمرأة يهودية مسيرة قيصر بين الناس؟ هل كان ديموقراطياً لتلك الدرجة مع رعاياه؟

و التفسير الذي خطر لي و أنا أتخيل المجدلية ترفع بيضةً و تقول "المسيح يقوم من الأموات"، أياً كانت شخصية من رفعتها في وجهه، هو تفكير بسيط و مباشر، فأول ما نجيب عليه، لماذا البيضة تحديداً؟ الكنيسة تقول لأنها رمز الحياة، و لكن للحياة رموزاً أكثر شيوعاً من البيضة، و لكن البيضة ، و عندما تحملها رفيقة المسيح ، المجدلية تحديداً، و تقول "أن المسيح سوف يقوم من الأموات" ألا يمكن أن تعني قيامته من رحمها؟ أليس الحمل و البويضة الأنثوية المخصبة بماء يسوع الناصري أقرب لأن ترمز لهما بيضة ترفعها المجدلية، أليس من المنطقي أن تقصد قيامته من خلال نسله الذي تحمله في رحمها ؟؟ مجرد خاطر يحتمل الصدق أو الكذب

خلاصة تحقيق الفصل

1. تجمع كل المصادر المسيحية سواءً القانونية أو غيرها على وضع متميز لمريم المجدلية بوصفها أحد أتباع المسيح و قديسة رسمية

2. لا نجد في أساس العهد الجديد من الأناجيل الأربعة ما يمكن أن يتعارض بالضرورة مع إمكانية زواج يسوع المسيح من مريم أو غيرها، و لكن منطق التعارض يأتي من إضافات بولس الرسول للإيمان المسيحي، و هي إضافات متأخرة زمنياً

3. الجدال حول مسألة زواج المسيح من مريم المجدلية و إنجابه منها قديم قدم القرن الأول الميلادي. مما يجعل إحتمالية صدق القصة أعلى

4. موضوع الزواج المقدس راسخ في كافة الأناجيل و الكتابات و الرسوم الخاصة بالغنوصيين

5. نرى إجمالاً أن إحتمالية زواج المسيح من المجدلية أو عدم زواجه منها تخضع لقوانين الإحتمالات، فتصبح بنسبة 50% مع و 50% ضد، و مع زيادة القرائن يمكن أن نقدر إحتمالية الزواج بنسبة قد تصل إلى 60%

العشاء الأخير و سر اللوحة


ما حقيقة لوحة العشاء الأخير؟
من المفترض في العشاء الأخير أنه العشاء الذي تناوله المسيح مع تلاميذه في الليلة السابقة على واقعة الصلب. و فيه تناول معهم الخبز و النبيذ ( أو عصير العنب) رمزاً لجسده و دمه الذي يقدمه لفداء البشرية (وفق قاعدة الفداء و الخلاص التي وضعها بولس) ، و من هنا جاء طقس التناول المسيحي. و قد رسمت العديد من اللوحات للعشاء الأخير، لكن لوحة "دافنشي" تعد هي الأهم فنياً على الإطلاق، و توجد منها نسخ فوق المذبح في العديد من الكنائس حول العالم، و كما يشير الكتاب، تحتوي اللوحة على إشارات لا يمكن أن نعزوها إلى الصدفة أو إساءة الفهم، و هي كالتالي:
1. وجود إمرأة مكتملة الأنوثة على يمين المسيح، و ليس من المقبول لأي ذي عينين أن هذه الشخصية على يمين المسيح هي القديس جون !!!
2. ترتدي المرأة ثيابا معاكسة لثياب المسيح في اللون ، رداء أزرق و وشاح أحمر للمرأة مقابل رداء أحمر و إزار أزرق للمسيح، و كأنها تتممه بالفعل، و مع رسام بوزن "دافنشي" فهذه ليست صدفة
3. تشكيل حرف V نراه واضحاً بين المسيح و المرأة، و قد يرمز إلى الكأس الأنثوية أو لا، أما الحرف M المشار إليه في الرواية فنرى به شيئا من التعسف
4. إشارة الذبح و نظرة العداء الواضحة في وجه بطرس نحو المرأة
5. اليد المجهولة النابعة من مكان ما في اللوحة و التي تحمل خنجراً

و تعد هذه اللوحة و إقحام امرأة فيها هي الدليل الأقوى على قناعة "دافنشي" بقصة المجدلية، و لكنها لا تقوم دليلاً كافياً على صحة هذه القصة، فاقتناع "دافنشي" أو غيره لا يعد دليلاً على صحة الرواية من الوجهة التاريخية.
هل النصوص الواردة تنتمي بالفعل الى أناجيل فيليب و المجدلية من لفائف وادي قمران و نجع حمادي؟
نعم و الترجمة من الإنجليزية إلى العربية دقيقة إلى حدٍ كبير ، و النص الإنجليزي الوارد في الرواية بنسختها الإنجليزية ليس من إبداع "دان براون" بالطبع، و لكنه من الترجمات المعتمدة للفائف تم العثور عليها في نجع حمادي عام 1945 م و تعود للقرن الأول الميلادي ، و ترجمت عن طريق أرقى الجامعات و الأقسام الدينية بها. و ظلت محل إهتمام التاريخيين لسنين طويلة

خلاصة تحقيق الفصل
1. لوحة العشاء الأخير تحتوي بالفعل على تجسيد لفكرة مريم المجدلية كقرينة للمسيح من خلال رمزيات شديدة الوضوح و تبرز الموقف السلبي بل و المائل إلى العنف لبطرس الرسول تجاهها.

2. النصوص الواردة من إنجيلي المجدلية و فيليب صحيحة و تشير إلى دور قيادي للمجدلية بين حواريي المسيح و إلى علاقة من نوع خاص قد تكون علاقة زوجية بينهما

الأنوثة في الديانات الوثنية القديمة


هل كان الرمزان الواردان في الفصل هما الرمزان السابقان للذكر و الأنثى ؟

نعم، فقد تعددت الرموز للأنوثة و الذكورة عبر التاريخ، و قد بدأت بالشكل البدائي على شكل رقم 8 بالأرقام العربية كرمز للعضو الذكري، و الرمز المعكوس على شكل الرقم 7 كرمز للرحم الأنثوي. و تطورت الى شكل رمح و درع الاله الروماني "مارس" كرمز للذكورة و كذلك المرآة المعبرة عن الربة "فينوس" كرمز للأنوثة، و منذ عام 1970 بدأ ظهور رموز للشواذ و السحاقيات و الأجناس المزدوجة ...الخ


هل كانت الأديان الوثنية ترفع من شأن المرأة حقاً ، بينما حقرتها أديان السماء ؟
إجابة هذا السؤال تقتضي أن نتفق أولاً على المصدر الذي سنعتمده عند دراسة موقف الأديان السماوية من المرأة، فمثلا، لو أخذنا القرآن وحده مصدراً لفهم موقف الإسلام من المرأة، سنجد موقفا يتسم بالتالي:

1. العدالة في النظرة العامة:
فالقرآن لا يرد فيه أية آيات يفهم منها إرتباط المرأة بالخطيئة أو الشيطان ....الخ، و كذلك لا ينظر لها ككائن من الدرجة الثانية، بل يوصى بمعاملتها كأفضل ما تكون المعاملة إنسانية و رحمة، أما مسألة تعدد الزوجات فهي مسألة نراها بشرية و مناسبة للتكوين النفسي لكل من الرجل و المرأة، حيث من الممكن علمياً أن يرتبط الرجل السوي عاطفياً بأكثر من إمرأة في وقت متزامن، و العكس غير صحيح بالنسبة للمرأة

2. العدالة في الواجبات الدينية و الحدود الشرعية:
فبينما نحن نستهين اليوم بخطيئة الرجل و نهول من شأن خطيئة المرأة ، تعامل القرآن مع الرجل و المرأة الخطاة بمساواة تامة و اعتمد فقط على الإحصان كعامل لتخفيف أو تعظيم العقوبة. أما مسألة الشهادة فنرى أنها كانت مرتبطة بحالة وعي و قدرات المرأة العقلية في صدر الاسلام، فقد كانت محدودة التعليم و محدودة الإحتكاك بالحياة العامة.

3. العدالة في الواجبات و الحقوق المالية:
فبينما يورث الإسلام للذكر ضعف الأنثى، يجعل على عاتق الرجل مسؤولية الإعاشة الكاملة لزوجته و أسرته و الكفالة التامة لهم، و اعتبر الإسلام ما تنفق المرأة على أبنائها أو نفسها إذا كان الرجل معسراً كقرض و ألزم الرجل برده حين يتيسر له. أما ما نفعله الآن من توريث المرأة نصف الرجل، ثم إشراكها في مسؤولية كفالة الأسرة فهو ظلم بين لا علاقة للإسلام به. و قد كانت هذه إحدى القضايا التي كلفت الراحل "فرج فودة" (رحمة الله عليه) حياته

4. الندية في العلاقة الجنسية:
فالقرآن لا يعترف بمبدأ الفاعل و المفعول به في الفعل الجنسي بين الأزواج (لاحظ أننا نستخدم إسم الفاعل عند الحديث عن الفعل الجنسي للذكر و إسم المفعول للمرأة بينما تستخدم اللغات اللاتينية صيغة واحدة للطرفين) و هذا يرجع إلى موروثنا الثقافي و لا يرجع للإسلام الذي أوجب على كل من الزوج و الزوجة إسعاد الطرف الآخر و إشباعه عاطفياً و جسدياً.

أما لو اعتمدنا على كتب التراث الإسلامي و منها كتب الأحاديث الغير منقحة أو المنقحة وفقاً للرواية و ليس وفقاً للمتن، فسنجد صورة معاكسة تماماً تغير من موقف الإسلام من المرأة و منها:
1. إعتبار المرأة عورة متحركة و فضيحة موقوتة
2. إبطال الكلب و الحمار و المرأة للصلاة
3. مساواتها بالنجاسة كناقض للوضوء بمجرد مصافحتها
4. إعتبارها مطية الشيطان و منفذه إلى الرجل
5. سلب المرأة كافة الحقوق المدنية فيما عدا ركوب الدابة!!!

فما هو السبب وراء هذا التناقض؟ ، نحن نرى الأمر كالتالي، فالبداية كانت من العهد القديم المزيف، و انتشرت منه إلى الأديان السماوية بالعدوى، فالطبيعة و الثقافة اليهودية كانت ثقافة تحقير للمرأة لأسباب ثقافية لدى العبرانيين و ليست دينية، و قد دعم الحاخامات الذكور هذه النزعة الذكورية، و دعم كتبة العهد القديم هذه الفرضية بالنصوص المختلقة اللازمة ، و التي تجعل من المرأة بداية الخطيئة و طريق الهلاك، و لا نرى أن السبب في ذلك هو مواجهة الديانات الوثنية التي تقدس الأنثى كما تقول الرواية ، و لكنه كان تمشياً مع ثقافة العبرانيين الذكورية و كذلك دعماً لسلطة المعبد و قياداته من الرجال، و عندما انضم العهد القديم بكافة أساطيره الى العهد الجديد ليشكلا الكتاب المقدس معاً، أصابت المسيحية عدوى اضطهاد الأنثى، و كذلك عندما تعكر الفقه الإسلامي بالإختراق اليهودي التوراتي من خلال بعض اليهود الذين أسلموا، و مزجوا تراثهم بالتراث الإسلامي سهواً أو عمداً، ظهر تحقير الأنثى و تفاقم في جماعة إثنية هي بدو الجزيرة العربية، و هي جماعة كان لديها الاستعداد لهذا التحقير بحكم ثقافتها البدوية الذكورية أيضاً ، و عليه ازدحمت كتب التراث بمفاهيم مغلوطة و أحاديث منحولة لتحقير المرأة و الانتقاص من دينها و عقلها .... الخ

خلاصة تحقيق الفصل:
1. الأديان السماوية ليس لها علاقة مباشرة بتحقير المرأة في رأينا، و لكن هذا التحقير نتج من تأثر هذه الأديان بالثقافة الذكورية للجماعات التي نشأت بها.

ميثرا و المسيح على الطريق



هل هناك العديد من الأناجيل غير الأربعة الشهيرة ؟
نعم، من المقطوع به أن العديد من تابعي و تابعي تابعي المسيح قد كتب قصته في شكل أناجيل عديدة تسميها الكنيسة الأناجيل "الأبوكريفية" و منها:
1. إنجيل توماس
2. إنجيل يهوذا
3. إنجيل الطفولة لجيمس
4. إنجيل فيليب
5. إنجيل ماثيوس

و هذه الأناجيل الغير معتمدة أو الغير قانونية كما تدعوها الكنيسة موجودة بنصوصها في العديد من الموسوعات و المواقع الالكترونية. و قد دعمت كثيرا باكتشاف أول نسخة كاملة من إنجيل توماس عندما اكتشفت مخطوطات نجع حمادي بمصر. و التي تدلنا على اختلاف المسيحية التي عرفها عصر الشهداء عن تلك التي نعرفها اليوم
ما مدى صحة تأثر المسيحية الكاثوليكية و رموزها بالديانات الوثنية القديمة التي ذكرها الكتاب؟
العديد من أوجه التشابه توجد بالفعل و أهمها تشابه قصة ميثرا بقصة المسيح، و نورد هنا نقاط التشابه بينهما

ميثرا حسب إعتقاد أتباعه

إله النور الفارسي، و قد إنتشرت عبادته في أوروبا و شرق المتوسط فيما بين 2000 قبل الميلاد و حتى القرن الأول بعد الميلاد ، جامع للطبيعة الألوهية و البشرية في شخصه، ولد من عذراء في يوم 25 ديسمبر، له 12 تلميذا، حاول الشيطان غوايته و فشل في ذلك فيما يعرف بالتجربة، يعمد أتباعه بالماء، يوصف براعي الرب، مارس أتباعه طقس تناول الخبز و الماء منذ 600 قبل الميلاد، آمن أتباعه بالبعث و الجنة و الجحيم، اتخذوا من يوم الشمس "يوم الأحد" عطلةً أسبوعية و يوماً مقدساً، عثر على لوحة له تمثله في حجر والدته و عظماء المجوس الفارسيين يسجدون له في مقابر رومانية، مات و دفن في قبر و في اليوم الثالث قام من الأموات حيا، و يحتفل بقيامته في عيد هو نفس موعد عيد القيامة.



المسيح من الرؤية الكاثوليكية الرسمية

المسيح نور العالم، جامع للطبيعة الألوهية و البشرية في شخصه، ولد من عذراء في يوم 25 ديسمبر، له 12 حواري، حاول الشيطان غوايته و فشل في ذلك فيما يعرف بالتجربة، يعمد أتباعه بالماء، يوصف بمسيح الرب، مارس أتباعه طقس تناول الخبز و الماء بعد الميلاد، آمن أتباعه بالبعث و الجنة و الجحيم، اتخذوا من يوم الشمس "يوم الأحد" عطلةً أسبوعية و يوماً مقدساً، رويت في الأناجيل و رسمت له لوحات و هو في حجر والدته و عظماء المجوس الفارسيين يمجدونه و منها لوحة "دافنشي"، صلب و دفن في قبر و في اليوم الثالث قام من الأموات حيا، و يحتفل بقيامته في عيد القيامة.

هل كانت ألوهية المسيح و علاقته بالرب الآب موضع تصويت في مجمع نيقية؟
نعم و هذا ثابت تاريخيا و وارد في الموسوعة البريطانية، كما فصلناه سابقاً

هل وحد قسطنطين الإنجيل الرسمي القانوني و أحرق ما عداه؟
نعم و هذا ثابت تاريخياً و وارد أيضاً في الموسوعة البريطانية

خلاصة تحقيق الفصل

1. بالفعل توجد العديد من الأناجيل المثبت أصولها تاريخياً و لا تعترف بها الكنيسة كأناجيل قانونية، و منها إنجيل المجدلية، و إنجيل توماس، و إنجيل جون التي تحدثنا عنها الرواية، و لم يتم الإتفاق على ما هي الأناجيل القانونية إلا بعد مجمع نيقية، و تم حرق ما هو مخالف لها، و قد حدث إجراءاً مماثلاً في الإسلام، حين نسخ المصحف في عهد سيدنا عثمان بن عفان، و أحرقت كل الصحائف التي إحتوت على قراءات أو كلمات مخالفة للمصحف الرسمي، و لم يتضمن الآيات التي غلب الشك في صدقها أو الإتفاق على نصها.
2. تأثر الديانة المسيحية بالوثنيات السابقة عليها ثابت و منطقي تماماً مثل خروج الصوفية من تأثر الإسلام بالبوذية الزاهدة عند دخول الإسلام إلى آسيا، و كذلك ديانة السيخ التي تمثل خليطاً متعادلاً من الإسلام و الهندوسية معاً نتيجة الإحتكاك الحضاري في شبه القارة الهندية
3. هناك تطابق شديد و محكم بين شخصية الإله الفارسي "ميثرا" و شخصية المسيح من وجهة النظر الكاثوليكية، و درجة التطابق لا تدع مجالاً للشك في أن الكاثوليكية إستلهمت الديانة الفارسية في هذا الصدد، حيث لا يمكن لقوانين الصدفة أن تؤدي لهذه الدرجة من التطابق.
4. طبيعة السيد المسيح كانت خلافية حتى مجمع نيقية و كذلك مجمع كالكدون، و قد فرض الفاتيكان وجهة نظره في هذا الصدد، و اتحدت معه كنيسة الإسكندرية الرسمية لتسيطر على التيار الفكري لآريوس و الذي كان يزداد قوة قبل هذا المجمع.

13.5.06

الماسون و هالات الغموض


هل هناك مرتبة قيادية تسمى بالـ "سينيكال" ؟
نعم، و يرجع اللقب إلى القصور الملكية في فرنسا القرون الوسطى في حقبة الملوك المورفينجيين، و اللقب في هذا الوقت كان يشير إلى المسؤول عن شؤون القصر الملكي (لاحظ علاقة النشأة بالملوك المورفنيجيين) ، و فيما بعد أصبح اللقب يستخدم لبعض المناصب الرسمية للدولة و لمدير لوجيستيات القوات المسلحة الفرنسية، و قد كان اللقب مستخدماً أكثر في مقاطعات الجنوب الفرنسي

هل كان مستخدماً في أخوية سيون ؟
نعم، فوفقاً للملف السري الذي عثر عليه في المكتبة الوطنية بباريس، بإفتراض صحة و أصالة هذا الملف، كان المعلم الأكبر للأخوية يسمى بهذا الإسم

من هم الماسون الأحرار؟
هي جمعية تصنف من ضمن الجمعيات "الأخوية" أو التي يتآخى الأعضاء فيها فيرتبطون برباط أقوى من رابطة الدم، و يرتبطون برباط أخلاقي و فكري و معتقدي مشترك بينهم، و قد عرفت الجمعية باسمها لأول مرة في الموسوعة البريطانية طبعة 1911 م. و يعتقد بوجودهم منذ القرن السادس عشر الميلادي، و بعض المراجع ترجع ببدايتهم للحملات الصليبية المبكرة بدءاً من القرن الثاني عشر الميلادي، و قد غلب طابع السرية على الجمعية منذ بدايتها، و لكن الماسون الأحرار اليوم في القرن الواحد و العشرين يقولون أنها لم تعد جمعية سرية و لكنها جمعية لها خصوصيتها، و مازال الأعضاء مطالبون بالحفاظ على السرية كمظهر شريف للإلتزام بالوعد نحو الجماعة. و تستخدم الجمعية رموزاً معمارية و هندسية للتعبير عن معتقدات فلسفية و أخلاقية خاصة. و بوجه عام تعتنق الماسونية فكر منطقي أكثر منه إعتقادي، و تكشف أسرارها تدريجياً لمن يترقى في درجاتها في شكل ما يسمى بالعلم السري.

و الهيكل التنظيمي لتنظيم الماسون العالمي يتميز باللامركزية، حيث يوجد محفل ماسوني في مختلف المناطق الجغرافية من العالم و لا يوجد مقر مركزي عالمي لهم، و قد بني أول مقر لمحفل ماسوني في لندن عام 1717 م، و عادة ما يعتمد الماسون على إنجيل "جيمس" فيما يمكن أن يسمى بتبني لهذا الإنجيل و إن كانت الجمعية لادينية بطبيعتها، فعادة ما يطلب من أي عضو جديد عدد من القراءات الدينية وفقاً لمعتقده الديني الأساسي، فلو كان مسيحياً يدرس إنجيل "جيمس" ، أما المسلمون فيطلب منهم تعمق القرآن و هكذا، و يوضع في المحفل أو مكان الإجتماع عادةً كتباً مقدسة تمثل معتقدات كافة الأعضاء، بما فيها الأديان غير السماوية، و يتدرج العضو الماسوني في درجات هي:
1. عضو مرشح
2. عضو تابع
3. عضو رئيسي


و بعض المحافل مثل المحفل الاسكتلندي و بعض المحافل الأمريكية تضع درجات للعضو الرئيسي تتدرج من 4 الى 32. و هناك كثير من المشاهير الماسونيين مثل،
- فولتير، الكاتب و الشاعر الفرنسي
- جوته الفيلسوف الألماني الأشهر
- فريدريك الثاني ملك بروسيا
- بيرلسكوني رئيس وزراء ايطاليا
- ايكيرو هاتوياما رئيس وزراء اليابان
- الملك حسين بن طلال ملك الأردن
- موتسارت الموسيقي العالمي
- ونستون تشرشل رئيس وزراء بريطانيا
- الأمير إدوارد دوق كنت
- الملك ادوارد السابع ملك انجلترا
- الملك ادوارد الثامن ملك انجلترا
- بدفورد رجل الأعمال الأمريكي
- بنيامين فرانكلين العالم الأمريكي
- ايدي ميرفي، الممثل العالمي
- جورج واشنطون، جيمس مونرو، تيودور روزفلت و هاري ترومان و جيرالد فورد رؤساء الولايات المتحدة
- يوهان سباستيان باخ الموسيقار الألماني
- بيتهوفن الموسيقار النمسوي
- كلارك جيبل الممثل العالمي
- روتشيلد رجل الأعمال الأمريكي
- ارثر كوناندويل القائد العسكري الأمريكي
- والتر سكوت الأديب العالمي
- أوسكار وايلد الأديب العالمي
- فرانس ميسمر مؤسس التنويم المغناطيسي الحديث

أما عن اشتراطات القبول لعضوية الماسون الأحرار فهي

1. أن يأتي من يرغب بالعضوية بمحض إرادته و بدافع ذاتي ، فالماسون لا يبشرون و لا يدعون لعضوية جماعتهم
2. الاعتقاد في كائن فوقي أو إلهي أياً كانت كينونته، أو طريقة عبادته، فلا يقبل الماسون الغير معتقدين تماماً (الملحدين) بين صفوفهم.
3. عمره 21 عاما على الأقل
4. الصحة الجسمية و العقلية المعتدلة و السمعة الجيدة
5. الترشيح من عضوين ماسونيين على الأقل
و قد وجدت المحافل الماسونية في مصر في بدايات القرن العشرين، و سجل 18 إجتماع للمحافل الماسونية في القاهرة، و 33 في الإسكندرية، و 10 في بورسعيد، و 2 في المنصورة. و قد بدأ التواجد الماسوني في مصر يضمحل بعد موجة من المقالات المضادة نشرت في عام 1948 تربط الماسون بالصهيونية العالمية، و إستمر التآكل تدريجياً حتى أغلق آخر محفل ماسوني في الإسكندرية عام 1964 لعدم توافقه مع قوانين الشؤون الإجتماعية.
و ما علاقتهم بأخوية سيون و الكأس المقدسة؟
بعض النصوص التي كتبها مشاهير الماسون تشير الى ارتباط الماسون الأحرار بأسرار وجدت في مخطوطات بجبل الهيكل أثناء الحرب الصليبية الأولى. كما تشير بعض النصوص إلى حصول فرسان الهيكل و هم ما يعدون الماسون القدماء على أسرار قايضوا عليها مع حسن الصباح زعيم الحشاشين و دروز لبنان!!! و بصفة عامة يعتقد بعض الباحثين أن الماسون الأحرار هم التطور العصري لفرسان الهيكل بدءاً من القرن السادس عشر. و عليه تكون مهمتهم هي الحفاظ على السر الذي حافظ عليه فرسان الهيكل في الماضي.

و تروي بعض المراجع، كيف كان "جودفري" هو الماسوني الأول عندما أسس جماعة فرسان الهيكل من 9 أشخاص، ثم نمت الجماعة تدريجياً. كما تروي أن فرسان المعبد و بينما كانوا في أورشليم، قد عثروا على وثائق غيرت نظرتهم للمسيحية و للعالم ذاته، فإعتنقوا أفكاراً إعتبرتها الكنيسة هرطوقية، و قد إعترف الكثيرون منهم بهذه الأفكار بعد إعتقالهم على يد الملك "فيليب". و تعد كتابات الباحثة التاريخية البريطانية المتخصصة في العقائد السرية " نستا ويبستر" من المراجع المهمة في هذا المضمار، حيث نفت إحتمالية تزوير إعترافات الفرسان بعد دراستها لهذه الإعترافات و مدى إتساقها.

أما الفرسان الذين فروا من الإعتقال، فقد لجأوا إلى حماية الملك "روبرت ذا بروس" ملك إسكتلندا، و الذي لم يكن يدين بالولاء للفاتيكان، و حتى يتمكنوا من ممارسة نشاطهم بحرية و الخروج من إسكتلندا إلى بقية أوروبا ثانية، قننوا نشاطهم تحت إسم "محفل بنائي الأسوار"، و هو الإسم الذي تغير لاحقاً ليظهر للوجود "محفل الماسون الأحرار الإسكتلندي" منذ القرن الرابع عشر الميلادي، و مازالت درجات الأعضاء و رتبهم حتى الآن هي ذاتها التي إستخدمها فرسان الهيكل المقدس منذ مئات السنين.

و قد أنشأ الفرسان بقيادة "ويليام سانكلير" في إسكتلندا قلعة "روزلاين" و إشترك في بنائها جماعات الماسون و الصليب الوردي، و تضمنت في كل أركانها رموزاً و أيقونات تعبر عن فكر فرسان الهيكل و عقيدتهم. ثم بنيت بيوت للأتباع حول الكنيسة و في القرية القريبة منها، و هذا الإرتباط لا ينكره الماسون الأحرار أنفسهم، و يظهر أحياناً في مطبوعاتهم الخاصة بأعضاء المحافل فقط، و منها ما نشر في مجلة المحفل الماسوني التركي " عندما حلت جماعة فرسان المعبد رسمياً في عام 1312م، لم يتوقف نشاط الفرسان، و لكنهم إستمروا تحت عباءة الماسون الأحرار، و قد أعاد الماسون الأحرار إلى فرنسا، تراثهم السري الذي ورثوه من الفرسان، و وضعوه تحت رعاية الجماعة التي أسست في فرنسا تحت إسم "الجماعة الإسكتلندية"


خلاصة تحقيق الفصل

1. الماسون الأحرار جماعة علنية ذات طقوس و اجراءات سرية و موجودة منذ القرن السادس عشر، و منها العديد من مشاهير العالم و ساسته البارزين.

2. يرتبط الماسون وفقاً لكثير من أدبياتهم و الأبحاث عنهم كإمتداد تاريخي معاصر لفرسان الهيكل في القرون الوسطى، و هو ما يعترف به الماسون أنفسهم و لا ينكرونه، و لكنهم لا يذيعون أسرارهم، حيث يعتبر كتمان السر من أهم علامات الماسوني الشريف و الشرط الأول للجماعة على أتباعها.