14.5.06

العشاء الأخير و سر اللوحة


ما حقيقة لوحة العشاء الأخير؟
من المفترض في العشاء الأخير أنه العشاء الذي تناوله المسيح مع تلاميذه في الليلة السابقة على واقعة الصلب. و فيه تناول معهم الخبز و النبيذ ( أو عصير العنب) رمزاً لجسده و دمه الذي يقدمه لفداء البشرية (وفق قاعدة الفداء و الخلاص التي وضعها بولس) ، و من هنا جاء طقس التناول المسيحي. و قد رسمت العديد من اللوحات للعشاء الأخير، لكن لوحة "دافنشي" تعد هي الأهم فنياً على الإطلاق، و توجد منها نسخ فوق المذبح في العديد من الكنائس حول العالم، و كما يشير الكتاب، تحتوي اللوحة على إشارات لا يمكن أن نعزوها إلى الصدفة أو إساءة الفهم، و هي كالتالي:
1. وجود إمرأة مكتملة الأنوثة على يمين المسيح، و ليس من المقبول لأي ذي عينين أن هذه الشخصية على يمين المسيح هي القديس جون !!!
2. ترتدي المرأة ثيابا معاكسة لثياب المسيح في اللون ، رداء أزرق و وشاح أحمر للمرأة مقابل رداء أحمر و إزار أزرق للمسيح، و كأنها تتممه بالفعل، و مع رسام بوزن "دافنشي" فهذه ليست صدفة
3. تشكيل حرف V نراه واضحاً بين المسيح و المرأة، و قد يرمز إلى الكأس الأنثوية أو لا، أما الحرف M المشار إليه في الرواية فنرى به شيئا من التعسف
4. إشارة الذبح و نظرة العداء الواضحة في وجه بطرس نحو المرأة
5. اليد المجهولة النابعة من مكان ما في اللوحة و التي تحمل خنجراً

و تعد هذه اللوحة و إقحام امرأة فيها هي الدليل الأقوى على قناعة "دافنشي" بقصة المجدلية، و لكنها لا تقوم دليلاً كافياً على صحة هذه القصة، فاقتناع "دافنشي" أو غيره لا يعد دليلاً على صحة الرواية من الوجهة التاريخية.
هل النصوص الواردة تنتمي بالفعل الى أناجيل فيليب و المجدلية من لفائف وادي قمران و نجع حمادي؟
نعم و الترجمة من الإنجليزية إلى العربية دقيقة إلى حدٍ كبير ، و النص الإنجليزي الوارد في الرواية بنسختها الإنجليزية ليس من إبداع "دان براون" بالطبع، و لكنه من الترجمات المعتمدة للفائف تم العثور عليها في نجع حمادي عام 1945 م و تعود للقرن الأول الميلادي ، و ترجمت عن طريق أرقى الجامعات و الأقسام الدينية بها. و ظلت محل إهتمام التاريخيين لسنين طويلة

خلاصة تحقيق الفصل
1. لوحة العشاء الأخير تحتوي بالفعل على تجسيد لفكرة مريم المجدلية كقرينة للمسيح من خلال رمزيات شديدة الوضوح و تبرز الموقف السلبي بل و المائل إلى العنف لبطرس الرسول تجاهها.

2. النصوص الواردة من إنجيلي المجدلية و فيليب صحيحة و تشير إلى دور قيادي للمجدلية بين حواريي المسيح و إلى علاقة من نوع خاص قد تكون علاقة زوجية بينهما

No comments: