13.5.06

مطرقة الساحرات



ما هو كتاب الماليوس ميلفيكاروم (مطرقة الساحرات)؟

هو كتاب باللاتينية نشرته الكنيسة في القرون الوسطى إبان عصر محاكم التفتيش و يتكون من 3 أجزاء، الجزأ الأول: و يعالج الثلاثي اللازم لتحقيق السحر في نظرهم و هو الشيطان + الساحرة + إذن الرب بحدوث و فاعلية السحر، الجزأ الثاني: و يعالج كيفية كتابة و عمل السحر من قبل الساحرات و كيف يمكن مواجهته و حله، الجزأ الثالث: و يعالج ما الذي يمكن للمسيحي المؤمن أن يفعله ليساعد العدالة بتقديم الساحرات إلى المحكمة الكنسية (محكمة التفتيش) أو المحاكم المدنية بتهمة السحر، و فيه تحريض قوي على تقديم كل من يشتبه بممارسته للسحر إلى المحكمة من قبل الجماهير التي تشتبه به، و بالتواتر وحده دون الحاجة لدليل مادي

ما مدى دقة رقم 5 ملايين إمرأة اللاتي يدعي الكتاب أنهن أحرقن في محاكم التفتيش؟

تراوحت التقديرات التي بين يدينا في 4 مراجع ما بين
- 12000
- 40000
- 60000
- 100000


و لم نجد أية مصدر لرقم 5 ملايين الذي أورده الكتاب، و لو ربطناه برقم 300 سنة التي يفترض أنها حدثت خلالها هذه الأحداث سنجد أن لدينا المعادلة التالية:
5000000/ 300 سنة / 365 يوم = 45 حالة إعدام بالحرق يوميا في المتوسط

و نحن نرى أن المبالغة شديدة في هذا الرقم. و قد يكون السبب هو خلط رقم إعدام الساحرات برقم إعدامات محاكم التفتيش بصفة عامة و لكافة الأسباب. و التي كان من ضمنها إعتناق الأديان الأخرى مثل الإسلام في أسبانيا ، و اليهودية، بل و الطوائف المسيحية غير الكاثوليكية، و كذلك الكاثوليك المتهمين بالهرطقة في الفكر الديني ، و غيرهم، و نحن لا نرى ما يدعو للمبالغة في الرقم و التي أوردها "براون" في روايته ، فعلى أقل التقديرات رقم 12000 إمرأة إنتزعت من بيتها و أولادها و اتهمت بتهمة غيبية و حوكمت على ما تعتقده في قلبها أو بناء على مكيدات صبيانية كما أثبت التاريخ، لهو جريمة مرعبة بدرجة كافية لا تحتاج إلى مبالغات و خاصة لو إقترفتها جهة دينية تمثل دين الحب و السلام الذي دعا به المسيح، خاصة لو علمنا أن إعتذارات البابا جون بول الثاني الغزيرة و التي شملت الإعتذار عما يراه أخطاء الكنيسة في عصور سابقة بمناسبة بداية الألفية، و منها الإعتذار لليهود عن إضطهادهم، و للمسلمين عن الغزوات الصليبية و الإعتذار للصين و غيرها ، لم تشمل الإعتذار عن محاكم من دعتهم الكنيسة وقتها بالساحرات، مما يشير الى أن الكنيسة لا ترى حتى الآن ذنبا فيما اقترفت.


هل تمنع الأديان السماوية قيام المرأة بالقيادة الدينية؟

نعم، و لكن ليس بالصورة المبسطة التي أوردها "براون" عن عدم إمكانية وجود شيخات مسلمات ( و هذا غير صحيح بالنسبة للإسلام) أو كاهنات سيدات. و لكن النزعة الذكورية في التفسير و الفهم الشائع للأديان السماوية، يميل أحياناً إلى الذكورة، و ذلك لنشأة هذه الأديان في مجتمعات ذكورية بطريركية، مما أدى لتأثرها بمجتمعاتها، و ذلك لا يعني بالطبع أن الأديان السماوية نفسها تضطهد الأنثى، و لكنه ميل المتبعين للأديان و القائمين عليها - و هم غالباً من الرجال - إلى تفسير الأديان تفسيراً يخدم سلطة الذكر

و من ذلك في الفقه الاسلامي مثلا رفض إمامة المرأة للرجل و كذلك رفض إمامة المخنث لإحتمال أنه إمراة !! ، و أيضا قطع المرأة و الكلب للصلاة لو مرت أمام المصلي، فنحن نجد أن عدم إمامة المرأة للرجل ترجع إلى عدم لياقة أن تقف المرأة أمام الرجل منثنية في الركوع و السجود مما قد يؤدي إلى إثارة أحد المأمومين جنسياً، و هو منطق محكم و مقبول عقلاً، أما موضوع إمامة المخنث و قطع المرأة للصلاة فلا نعتقد فيهما الصحة لعدم منطقيتهما مع عدم ورود نص قطعي الثبوت بشأنهما، و الله أعلم، و كلها مفاهيم لا تتعلق بالأديان السماوية قدر ما تتعلق برجال الدين الذين صبغوه بالصبغة الذكورية. لتدعيم سيطرتهم على أتباعهم من ناحية و لإيجاد شكل من أشكال الإرهاب الجنسي الذي يترجم إلى حالة عدم توازن نفسي تسهل السيطرة على الشخص الغير متوازن.

خلاصة تحقيق الفصل
1. إضطهاد الكنيسة للنساء في العصور الوسطى و النظرة الدونية للأنثى و كذلك إحراق الساحرات هي حقائق تاريخية لا يرقى اليها الشك.

2. رقم 5 ملايين ساحرة أحرقت مبالغ فيه جداً، فالرقم لم يتجاوز الـ 120000 وفقا لأعلى تقدير موثق، و لكن هذا لا يقلل من حجم الجريمة التي إرتكبها الفاتيكان ضد الإنسانية و لم يعتذر عنها حتى يومنا هذا !

3. هناك من الكتابات ( و ليس الكتب المقدسة ) في الأديان السماوية الثلاثة ما يشير إلى دونية الأنثى بشكل او بآخر، و أغلب هذه النصوص خاصة في المسيحية و الإسلام يشكل شذوذاً عن النسق العام للديانة مما يشير إلى إمكانية كونها نصوص و أحاديث منتحلة لخدمة فئات معينة من المجتمع.

No comments: