29.1.10

الحملة الشعبية لمقاطعة طيور الظلام



دعما لصناعة الدواجن المصرية ضد استيراد الدواجن المشبوهة


أمريكا طليعة الانهيار
لست أتحدث هنا عن الشعب الأمريكي الطيب والمغيب، ولكن عن محور الشر ما بين حكومات اليمين من الجمهوريين خاصة والمؤسسة الشرقية، فمنذ سبعينات القرن العشرين وحتى اليوم دأبت المؤسسات المالية والإنتاجية الأمريكية المعروفة باصطلاح المؤسسة الشرقية على تصفية الصناعات الوطنية والتنموية في بلاد العالم الثالث الذي أرادوه سوقا مفتوحا، وكتب العالم الأمريكي والناشط الحقوقي الجليل "ناعوم شومسكي" التي فضحت هذه السياسات بالحقائق والوثائق متاحة للجميع، استحلت هذه المؤسسات المتحالفة مع البيت الأبيض كل الوسائل لإجهاض تلك الصناعات، بما فيها تدبير وتمويل الانقلاب على الحكومات الوطنية من إيران لفنزويلا، لتدبير الانشقاقات من نيكاراجوا لوسط أفريقيا، لعقد صفقات مشبوهة مع حكومات السماسرة من السعودية لغرب أفريقيا، وقد شهدت مصر منذ السبعينات تآمرا قذرا على قطاعها العام وصناعاتها الوطنية، ومنها تصفية إنتاج القمح المصري الذي وصل لنسبة اكتفاء ذاتي أكثر من 85% في الستينات لصالح استيراد القمح الأمريكي، فألغت حكومة السادات نظام الدورة الزراعية وشجعت المحاصيل الغير إستراتيجية لتحقيق هذا، واليوم تستمر المؤامرة لتصل لواحدة من أهم صناعاتنا الوطنية، هي صناعة الدواجن المصرية، فتهددها بالانهيار الكارثي، بينما لم تجف دماء القمح المصري على أيد التطرف اليميني الأمريكي والمتواطئين معه


تطورات الأوضع فيما يخص حماية الصناعة
لأننا في ظل استيراد المواد العلفية من الذرة وفول الصويا لن نتمكن من منافسة الدول غزيرة الإنتاج لهذه المحاصيل وفي مقدمتها الولايات المتحدة، والمؤسسات البرازيلية ذات الرأسمال الأمريكي، فقد تمتعت الصناعة الوطنية في الفترة من 1986 إلى 1997م بحظر كامل على استيراد المنتجات الداجنة، وتلا ذلك تعريفة جمركية تحمي الصناعة وقدرها 80% على منتجات الدواجن، ثم استمرت التعريفة الجمركية في الانخفاض لتصل إلى 32% عام 2007م، وذلك تحت ضغوط منظمة التجارة العالمية، وفي 2007 تم رفع التعريفة أو كاد فأصبحت غير واقية من الإغراق

مؤامرة طيور الظلام على صناعة الدواجن المصرية
1. بدأت حلقاتها بإصرار منظمة التجارة العالمية على رفع الحظر عن استيراد المنتجات الداجنة في مصر، رغم وجود حماية للصناعات الوطنية برسوم إغراق في أمريكا ذاتها، وقد وقعت الحكومة المصرية عام 2000م تعهدا بالسماح بالاستيراد الحر للدواجن ومصنعاتها بداية من عام 2002م، لكن جهود الصناعة واتحاد منتجي الدواجن قاومت تنفيذ القرار فعليا حتى عام 2006م، حين استغلت الحكومة أزمة أنفلونزا الطيور، والقصور المؤقت في الإنتاج للوفاء بتعهد التزمت به قبل بسنوات، فسمحت باستيراد الطيور المجمدة الكاملة دون استيراد أجزاء الدواجن، وأجزاء الدواجن لمن لا يعلم هي حثالة المصنعات العالمية التي تغرق بها أمريكا أسواق الدول النامية لقتل صناعتها الوطنية بمنتج رديء منخفض السعر، يتدنى سعره لأقل من 300 دولار للطن
2. تم الاتفاق بين الجهات التنفيذية واتحاد منتجي الدواجن بمصر على عدم تجاوز حجم الاستيراد للفارق الكمي المؤقت بين الإنتاج والاستهلاك، ولمدة ستة شهور فقط، وهو ما لم تلتزم به الجهات التنفيذية التي فتحت الباب على مصراعيه للمنتجات المستودة من أمريكا وأمريكا اللاتينية وفرنسا فضلا عن العربية السعودية وتركيا، وحظي بالموافقات الاستيرادية بعض معدومي الضمير من المقربين من النظام وحكومة السماسرة الشهيرة بحكومة رجال الأعمال، ليظهر أكثر من توفيق عبد الحي جديد بالأفق أبرزهم وكيل شركة ساديا
3. أثبتت الجهات الرقابية المصرية عدم صلاحية المنتجات المستوردة أكثر من مرة، لاحتوائها على الميكروبات المسببة للتسمم الغذائي (وهو ما يذكرنا بقضية توفيق عبد الحي في الماضي القريب)، وفي كل مرة تم التحايل على تقارير الجهات الفنية المعتمدة، وطرحت الدواجن المستوردة للاستهلاك، لترتفع حالات التسمم الغذائي بعد تناول الدجاج في المطاعم والفنادق خاصة، والتي آثرت هذه المنتجات لانخفاض قيمتها بهدف زيادة الربح على حساب صحتنا وصحة أبنائنا، كذلك قامت مؤسسة سعودية (والمؤسسات السعودية غنية عن التعريف في علاقتها المعقدة والمشبوهة بالمؤسسات الأمريكية) بطرح دواجن مجمدة في السوق المصري، وذلك بعد انتهاء صلاحيتها إثر عرضها في السوق السعودي كدواجن مبردة.
4. طرحت حملات إعلامية تروج لتلك المنتجات بدعوى أنها طازجة وحلال، وواقع الأمر أنها ليست طازجة ولا حلال، فهي تشحن بالبحر من أمريكا وأمريكا اللاتينية لعدة أسابيع في ظروف حفظ متفاوتة، وتنتظر على أرصفة المواني لمدة مماثلة تهدد بفسادها فضلا عن المسببات المرضية الموجودة بها من الأساس، كذلك توضع عليها عبارة "حلال" كعبارة دعائية لا تعبر عن حقيقة قتلها بالصعق الكهربائي في مجازر أمريكا.
5. واليوم، تلعب طيور الظلام اليوم في خلفية الصورة، ومن خلال غرفة التجارة الأمريكية والسفارة الأمريكية في القاهرة، في محاولات للحصول على قرار وزاري يسمح باستيراد أجزاء الدواجن من الولايات المتحدة، حتى تحقق المؤسسات الأمريكية ربحا مضافا، فضلا عن توجيه رصاصة الرحمة لصناعتنا الوطنية بمنتجات رديئة زهيدة الثمن، وهو ما يتعين علينا جميع التصدي له بلا تواني وأيا كانت التضحيات
والأدهي من كل هذا كان شراء أقلام رخيصة وأصوات إعلامية مأجورة دأبت على محاولات تشويه المنتج الوطني والارتماء في حضن الاستيراد، مستخدمة نفس اللهجة القديمة التي بدأت في مصر منذ سبعينات الهوان، وقول الحق الذي يراد به باطل وهو توفير طعام رخيص للكادحين، دون النظر لتشريد 3 مليون أسرة تقريبا لن تملك قدرة شرائية لطبق فول لو انهارت الصناعة الوطنية الناجحة

حقائق حول صناعة الدواجن المصرية
نشأت صناعة الدواجن المصرية لتسد الفجوة الغذائية التي نتجت عن تصفية المؤسسة العامة للدواجن، وأسست برؤوس أموال وطنية مائة بالمائة، مستفيدة من دعم الخامات العلفية الذي استمر حتى عام 1988م، لكنها تجاوزت أزمة رفع الدعم، لتشهد سنوات الثمانيات والتسعينات ثم الألفية ازدهارها المطرد، والذي حققت خلاله اكتفاء مصر ذاتيا من لحوم الدواجن وبيض المائدة، ثم فتحت أسواقا لتصدير كتاكيت التسمين في الأسواق العربية والأفريقية، وقد تجاوز إنتاجها المليار طائر تسمين وقرابة السبعة مليار بيضة مائدة، فضلا عن قطعان الطيور البلدي وقطعان التربية المنزلية.
  • وفرت الصناعة غزيرة العمالة بطبيعتها فرص عمل لما لا يقل عن المليون نصف المليون فني وعامل وموظف حين كانت بكامل طاقتها، فضلا عن الصناعات الداعمة والمرتبطة والتي يقدر عدد العاملين بها بقرابة 2 مليون عامل، أي ما يربو على 3 مليون أسرة مصرية معظمها من الطبقات محدودة الدخل والمتوسطة
  • مرت مصر كغيرها من بلاد الله بأزمة أنفلونزا الطيور في مطلع عام 2006م، لكن التعامل الأمني مع المشكلة في مصر، فضلا عن عشوائية القرارات الحكومية في هذا الصدد شكلا عرقلة جسيمة أمام الصناعة، ومع ذلك استردت الصناعة عافيتها جزئيا خلال بضعة شهور، وتجاوزت ستين بالمائة من حجم إنتاجها قبل الأزمة، ثم واصلت استرداد عافيتها بفضل جهود أبنائها ومثابرة العاملين بها، فضلا عن الجهود الفردية المخلصة من بعض القائمين على مؤسسات بحثية وتنظيمية. ويقدر اسهامها في الناتج القومي المصري بحوالي 17 مليار جنيه مصري بأسعار عام 2004 الذي جرت فيه الإحصائية
المقاطعة الإيجابية هي الطريق
الاعتماد على حكومة السماسرة أثبت فشله دوما، ولهذا فاليوم يتعين على كل الناشطين الحقوقيين والأقلام الوطنية المصرية من التيارات اليسارية والناصرية الداعمة للمنتج الوطني، فضلا عن المهتمين بالصناعة والعاملين بها أن يواجهوا هذه المؤامرة الدنسة بتوعية المواطنين بحقيقة المنتج المستورد بواجبهم في تفضيل المنتج الوطني المضمون صحيا وشرعيا مقابل دواجن مشبوهة تحمل كلمتي طازجة وحلال بلا أدنى مضمون، ونقترح خطة عمل كما يلي
  • مجموعات من المدونين من التيارات المستنيرة تتطوع لنشر الحملة الكترونيا بأوسع نطاق
  • حشد القضية صحفيا من خلال الصحف الوطنية
  • حشد القضية إعلاميا من خلال إثارتها في البرامج عالية المشاهدة، وطلب المناظرة مع سماسرة استيراد الدواجن

أما على الصعيد الرسمي، فينبغي توضيح حقيقة أن تمرير قرارات تجهض صناعة تفتح بيوت ملايين العمال لن يكون سهلا ولن يكون بلا ثمن، فالصناعة قادرة لو جد الجد على حشد مئات الآلاف من المتضررين، ممن تتوفر بينهم آليات الاتصال والتنسيق بحكم الحقل المشترك، وممن تمثل الصناعة لديهم مسألة حياة أو موت، ولن تكون كل وسائل الاحتجاج السلمية مستبعدة في ذلك الوقت، من الاعتصامات للإضرابات العمالية وحتى الإضراب عن الطعام وحشد رأي عام عالمي ضاغط من خلال الاتصال بالناشطين الحقوقيين عالميا من المنتمين للتيارات اليسارية والوطنية

25.1.10

كلام قبيح

اللي نعرفه احسن من اللي مانعرفوش، اللي سرق وشبع أحسن من واحد جديد لسه هيسرق، وماله الجدع؟ ده حتى هيبقى شارب الصنعة من أبوه، الآراء دي تخرج من نطاق حرية الرأي لنطاق الكلام القبيح، لأنها لا يرد على قائلها إلا بكلام قبيح جدا ويعاقب عليه القانون

موت الرجال وشوارب القطط


لقطة تاريخية 1
أسر الأمريكان البطل الأمريكي اللاتيني آرنستو شي جيفارا جريحا بعد أن فرغت طلقات بندقيته وأطلقوا عليه النار بمنتهى الخسة ثم مثلوا بجثته بقطع كفيه بحجة مطابقة البصمات، حينها كتب عمنا أحمد فؤاد نجم قصيدته الشهيرة التي لحنها وغناها الشيخ إمام جيفارا مات، وفي نهايتها أبيات تقول كلماتها (يمكن صرخ من الألم، من لسعة النار في الحشا، يمكن ضحك أو ابتسم أو ارتعش أو انتشى، يمكن لفظ آخر نفس كلمة وداع لاجل الجياع، يمكن وصية للي شايلين القضية بالصراع، صور كتير ملو الخيال وألف مليون احتمال، لكن أكيد ولا جدال، جيفارا مات موتة رجال) عبارات جعلها لحن الشيخ إمام تحفر القلوب حفرا حتى اليوم

لقطة تاريخية2
كانت ليلى بنت لكيز مخطوبة لابن عمها البراق، وقد سقطت أسيرة في يد قبيلة فارسية متاخمة لمضارب قومها، وحاول سيد القوم أن ينالها فأبت فأمر بها فعذبت وضربت ضربا شديدا، فأنشدت تقول (ليت للبراق عيناً فترى .. ما اقاسي من بلاءٍ وعنا، يا كليباً يا عقيلاً أخوتي .. يا جنيداً ساعدوني بالبكا، عذبت اختكم يا ويلكم .. بعذاب الفكر صبحاً ومسا، غللوني قيدوني ضربوا .. ملمس العفة مني بالعصا) ويقال أن هذا الشعر بلغ قومها وهم بعد في مجلسهم يتباحثون في كيفية معالجة الأمر، ويختلفون بين من يقول بالإغارة على القبيلة الفارسية ومن يقول بالتفاوض والحل السلمي، فما كان من ابن عمها البراق إلا أن قام من وسط الجمع ودخل بيته فلبس زرد الحرب وتمنطق بالسيف في قرابه وخرج فامتطى فرسه ودخل على القوم المجتمعين بهذه الهيئة فقال: أنا ماض لأهلك دون أسوار محبسها، فمن أراد شرفا فليلحق بي، ومن أراد عارا فليلحق بأمه، ثم انطلق لا يلوي عنان فرسه، وتباينت الروايات في مصيره ومصير ليلى، لكن عبارته وذكراه عاشا ليصلا إلينا بعد تلك القرون، لأنه كذلك طلب ميتة الرجال
لقطة تاريخية 3
في كربلاء، كان العباس بن علي بن أبي طالب يحمل لواء أخيه الحسين بن علي رضي الله عنه، ولما طلب الحسين منه ليلة المعركة أن يرحل بأهله من الميدان ويخلي بين الحسين وبين الأمويين، أجابه العباس (ولِمَ نفعل ذلك ؟ لنبقى بعدك ؟ لا أرانا الله ذلك أبداً)، وقبيل المعركة كان خاله عبد الله بن حزام على صلة بعبيد الله بن زياد فحصل على الأمان للعباس وأهل بيته ليخرجوا من كربلاء إلى حيث أرادوا، لكنه رفض ثانية وقال (أتُؤمننا وابن رسول الله لا أمان له؟ أمان الله خير من أمان ابن سمية) وحين منع الماء عن معسكر الحسين قام العباس فجالد بسيفه حتى بلغ الماء وملأ منه قربة وقد أثخنته الجراح، وفي طريقه لخيمة النساء والأطفال تمكن منه عدوه فسقط شهيدا ليلقب ضمن ألقابه بلقب ساقي العطاشى
واقعية الواقعين
نبرة تسود اليوم في الفضائيات كما في فضاء الإنترنت كما في المقاهي والشوارع كلما جرى حوار حول حال العرب وفلسطين والسد الواطي وحزب الله وإيران وسوريا وكل ما له علاقة بالصراع الممتد من أربعينات القرن العشرين وحتى اليوم بين العرب والصهيونية، وهي نبرة تسمي نفسها واقعية ونسميها واقعة وساقطة، يحمل لواءها جماعة الواقعين في عرض اسرائيل، والواقعين في هوى أمريكا، والواقعين على حذاء مشايخ البترول اللصوص، وأميرهم ومؤسس جماعتهم بلا منازع هو عار مصر، الواقع بن الواقعة، محمد أظلم السادات، ومثله صديقه الشاه المخلوع، وصاحبه بن زين، ورفيقه الحسن الخامس، ونني عينه فيصل هاوس-كيبر الحرمين، وكل هؤلاء ماتوا اليوم، لكن شتان ما بين موت وموت، فموت الرجال جعل من أبطاله نبراسا في ضمير البشر أبد الدهر، وموت الكلاب والنعاج استقر بالواقعين في مزبلة التاريخ، اللهم إلا على ألسنة الواقعين المعاصرين من أمثالهم، وبعض المضللين المفتونين، ممن يمدحونهم ويرون في ريادتهم للقوادة وتعريس الطرق السلمية كياسة وبعد نظر، وهؤلاء لا أجد ما يعبر عن منطقهم غير قول الشاعر العراقي مظفر النواب في رائعته يا قاتلتي إذ يقول (شارك في الحل السلمي قليلا .. أولاد القحبة كيف قليل؟ نصف لواط يعني؟)، أما ريادة الوقوع والواقعين اليوم فيتصدرها العجوز الذي ملأته الشروخ هنا في مصر، وشبيهه النفطي في السعودية، وابن عمهم حفيد زين في الأردن، فضلا عن الغلام الهلوك في قطر، أما المرابطون على ثغور الشرف والرجولة والعزة فاقتصر معسكرهم على سوريا وإيران وحزب الله، وكان الله بالسر عليم
شوارب القطط
ونحن، أنا وأنت، هل نحن أفضل حالا من كل الواقعين الذين رصدناهم أعلاه؟ إجابتي بلا، لسنا أفضل إطلاقا، كانت لدينا فرصة منذ أربعة أعوام لطلب موت الرجال في لبنان ولم نذهب لنطلبه، وكانت ومازالت الفرصة لدينا في غزة ولم نفعل، لماذا؟ لأنهم وضعوا في أفواهنا شكيمة الالتزام بما لا يلزم، لقد أقنعونا ولو بشكل غير واع أن واجبنا أن ننجب أطفالا ونجري طول العمر لنوفر لأطفالنا رفاهية فارغة في أوطان فقدت كرامتها، رسخوا في لا وعينا أن الحياة مستحيلة لو كانت الشقة أقل من مائتي متر في حي كذا أو كيت، وأن الانتقال لا يجوز بغير سيارة صفتها كيت وكيت، وأن الأطفال بغير المدرسة الأجنبية سيفقدون هويتهم الهلامية، وأن خاتم الشبكة لا يمكن أن يقل عن كذا قيراط، وأن التليفزيون أقل من 32 بوصة لا يرى بالعين المجردة، وأن التكييف المركزي هو حد الكفاف، وأنك لو لم تشتر لكل طفل شقة ليتزوج فيها بعد عشرين عاما وتوفر له نفقات تعليمه في جامعة خاصة أو في الخارج فقد ضيعت من تعول وحسبك بهذا اثما، وهكذا فقدنا في تلك الدوامة أعز ما نملك، رجولتنا، فالرجولة في جوهرها قدرة على الغضب والرفض، وقدرة على الوقوف بشمم في وجه واقعية الدياثة، وقدرة على أن تستقبل الموت واقفا فتكتب لك حياة الرجال أو موت يليق بالرجال، الرجولة قدرة على الفعل الثوري يا شوارب القطط من المحيط إلى الخليج

23.1.10

بل كلهن سارة-02


تحدثنا في التدوينة السابقة عن رجال من نوع خاص اخترنا له اسم همام، وهو الاسم الذي اختاره العقاد لنفسه في روايته سارة، وتحدثنا عن صفات هذا النوع من الرجال، وقلنا أن كل همام عبر التاريخ عاش الجزء الأوفر من عمره باحثا عن سارة، ومعظمهم لم يجدها وانتهى لقرار صارم بالتوقف عن البحث والاقلاع عن المرأة، فما هي صفات سارة؟ المرأة الحلم التي يبحثون عنها؟ ونكرر ثانية ألا علاقة لصفاتها بصفات سارة في رواية أستاذنا العقاد، وليست لسارة صفات محددة بعينها، لكن لها علامات كعلامات المهدي المنتظر، وكل منتظر، تلك هي كما أراها
  1. كل أنثى هي نمرة بطبيعتها، ولأن سارة أنثى سليمة الفطرة فهي نمرة لا ريب فيها، بكل ما في النمرة من كر الأنثى وفرها، من كيدها وذكائها، من قسوتها الحميمة وحنانها الانتقائي
  2. همام رجل يخلط بالضرورة بين العام والخاص، بين الوطن والحبيبة، بين الدين والفكر والفلسفة، ولهذا فلابد لسارته حتى تفهم طبيعة عاطفته أن تكون لها قضيتها الخارجة عن ذاتها، أيا كانت تلك القضية، سيحب همام فيها عفوية الأنثى، وحنان الأم، وحميمية الوطن، وسمو العقيدة، وصلابة المبدأ، ولن يرضى بغير أن تحب هي فيه ثبات الحسين، وشجاعة العز بن عبد السلام، وجرأة اعبد الله بن المقفع وعبقرية ابن رشد
  3. سارة كاريزمية بطبيعتها وتكوينها، فهمام لا يريد امرأة يرتديها ثم ينساها، لكنه يبحث عن رفيقة درب، ولن يرضى بامرأة ينكحها، لأنه يبحث عن امرأة يقترن بها
  4. تبحث بدورها عن همام، عن آخيل، عن الرجل الذي تتغير حين يأتي الأقدار كما تقول أحلام مستغانمي (سارة أصيلة هي بالمناسبة) ولكن طبيعتها كامرأة غالبا ما تحجبه عنها، وفي هذا مأساة همام، كل همام، وربما كانت مأساة سارة كذلك
مأساة همام .. كل همام
لصاحبنا همام مشكلتان مع فردوسه المفقود، وخاتمة النساء .. سارة، المشكلة الأولى عامة يشبه فيها همام وسارة غيرهما، والثانية تخصهما وحدهما، أما العامة فهي أن همام كرجل تجريدي تماما، يتعامل مع الأثير والشحنات الموجبة والسالبة في الكون والأطياف الغير مرئية للشجن والهموم والسرور وكل شيء، وعلى نقيضه سارة كامرأة، تجسيدية تماما، ولادة بفطرتها، تمنح الأشياء من حولها طولا وعرضا وارتفاعا حتى لو كانت مشاعرا وأفكارا، همام مخلوق آني، يعيش لحظة بلحظة، يتذوق كل لحظة بفرحها أو ترحها للحد الأقصى، ويحول الماضي لذكريات تحمل الأشجان، أما سارة فامرأة، تريد ضمانا لفرح يدوم وترح تسد أبوابه، وتحلل الماضي لتبني المستقبل المجسد واضح المعالم فوق أساسه، همام رجل وسارة امرأة، تلك مشكلتهما الأبدية، أن الشيء المشترك الوحيد بينهما هو عدم قبول الحلول الوسط، وفضلا عن هذا كله، لهمام مع سارة مشكلة أخرى أكبر، هي المشكلة التي تخصهما وتميزهما عن غيرهما

عادة ما يدخل الرجل قلب المرأة وهو يرتدي إهابا من ثلاثة، وقد يكون الإهاب حقيقيا أو مصطنعا في الحالات الثلاث، أما الأول فهو إهاب الصياد الذي يستنفر النمرة في المرأة، جريء حد الوقاحة، ذكي بما يكفي ليجعلها تبتسم، ويعرف كيف يظهر لعينيها، وتحت هذا النوع يندرج أغلب نجوم السينما العالمية والمصرية من الرجال، اما الإهاب الثاني فهو للطفل اليتيم، الذي يستدر أمومة المرأة الكامنة، الرجل الهش الذي يحتاجها بكل كيانه، ويعطيها دوما الشعور بأنه بغيرها هالك لا محالة، نموذج عبد الحليم حافظ مثالي لهذا النوع من الرجال هادئي الصوت واللفتات، ويبقى الإهاب الثالث وهو إهاب أبو العيال، الرجل الذي يوحي بالثقة والذي يحاول التمسك بمثالياته لأبعد حد، الزوج ورب الأسرة المثالي، ومشكلة همامنا أنه لا يستطيع أن يتخذ لنفسه إهابا من هذه الثلاث، لأنه أولا شديد الاعتزاز بذاته الجموح، ولأنه ثانيا يبحث عن سارة التي تبحث عنه هو وليس سواه

همام والمرأة
خلال رحلة حياته، يلتقي همام بعشرات النساء، بعضهن يمر مرور الكرام، وبعضهن يخلفن علامات سطحية وأخريات يخلفن علامات شديدة الغور في ذاكرته وقلبه، باحثا بينهن عن سارة التي لا يجدها في أغلب الأحوال، ولاقتراب ملامحه من ملامح نموذج رب الأسرة تتصور كثيرات أنه هو، وعادة ما تحاول المنتميات لهذا الصنف من النساء الباحثات عن أبي العيال القرب منه، وغالبا ما يفشلن فشلا ذريعا، وقد تتصور بعض الباحثات عن إهاب الطفل اليتيم أنه هو كذلك، لكنهن سرعان ما يكتشفن الخطأ، أما الباحثات عن الصياد فلا يروقهن همام ولا يرقن له، وكفى الله المؤمنين القتال

المثير أن أغلب الرجال من طراز همام أرض-أرض في التاريخ انتهوا لقرار العزلة والرهبنة الفكرية، لقرار الاقلاع عن المرأة وعن محاولة العثور على جالاتيا، أسطورة بجماليون التي صنعها بيديه من بنات أفكاره وسقط في هواها، واليوم أجدني لا أعجب إطلاقا من هذا القرار الذي وصل إليه كل منهم بعد رحلته الخاصة، فكل الشواهد تقول أن جالاتيا وهم كبير، وأنها لو وجدت سنفضل ناركيس على بجماليون كالعادة، فالتاريخ يعيد تمثيل جرائمه فينا دائما

بل كلهن سارة-01


عنوان طريف لمدونة تحولت إلى كتاب مؤخرا، وكان اسمها "كلنا ليلى"، وهي مكونة من مجموعة من ناشطات حقوق المرأة، ولا تحمل المعارضة اللفظية في عنوان موضوعنا معارضة موضوعية للمدونة، لكنها مجرد مفارقة خطرت لي وأنا أفكر بموضوعي هذا لعدة أسابيع، ولم أكن في يوم من الأيام متحاملا على المرأة، بل آمنت دوما ومازلت أومن بقول بلزاك (المرأة مخلوق أقرب للكمال، لأنها خلقت بخصال بين الرجل والملائكة)، أما سارة في العنوان فهي بطلة رواية العملاق عباس العقاد الشهيرة، ولا نعني به كذلك الجانب المشتهر بين العامة من شخصية سارة، الفتاة الغير متدينة والغير عابئة بالأخلاق والتقاليد والعادات، بل نعني به ما أراد العقاد (في رأينا) تصويره، وهو المرأة الفطرية في غياب أي رادع خارجي من الدين أو الخلق أوالتقاليد، لأن العقاد أراد سارة بحثا في شخصية المرأة أكثر منها رواية، وهكذا كانت، ولما كنا نعرف أن النقاد تعارفوا في معظمهم على كون همام بطل الرواية الذي أحب سارة ثم قرر أن يفطم نفسه من هذا الحب هو نفسه عباس العقاد (وهذا منطقي بالنسبة لمفكر نرجسي أن يصور ذاته في شخوص أعماله) فلنا أن نعتقد أنه لم يعن بسارة امرأة بعينها، ولكن المرأة بصفة عامة، ولنا أن نقول أنه كتب سارة في صورة قرار صارم بتعقيم الجانب العاطفي من ذاته، قرار الرهبنة الفكرية، والذي اتخذه قبله كثير من كبار المفكرين وعمالقة الأدب عبر التاريخ، وموضوعنا اليوم يبحث السبب وراء سوء الحظ العاطفي لتلك الباقة من العباقرة الذين يحصون في الزمن الواحد بالآحاد، ثقافة وموهبة وشموخا، والتي دفعت بهؤلاء لاتخاذ قرار الرهبنة الفكرية بدرجات متفاوتة وفي أعمار مختلفة

كلهم همام
ما هي مشكلة رجال بحجم أحمد رامي، عباس العقاد، جورج برنارد شو، شوبان، شكسبير، وأناتول فرانس مع المرأة بوجه عام؟ ومع المرأة الحلم بوجه خاص؟ مشكلتهم برأيي لم تكن عداء للمرأة كما قد يظن البعض، بل ربما كانت المشكلة فرط حب لها، لكنه حب من نوع خاص، أو حب لنوع خاص من النساء، نوع تصوره هؤلاء جنة أرضية، وقضوا جل أعمارهم يبحثون عن ذاك الفردوس المفقود فلم يجدوه، فكتبوا من واقع لوعة الشوق والفقد ما ظنه الناس عداء للمرأة. لكن ما الذي يجمع تلك الكوكبة من الرجال مع تباين الزمان والمكان؟ تقديري أن هناك العديد من الخيوط المشتركة بينهم كما نفهم من سيرتهم وتاريخهم المتواتر، ألا وهي
  1. النرجسية الأدبية التي تجعل الكاتب يتطلع للكون انطلاقا من ذاته
  2. الكبرياء الشديد الناجم عن النرجسية
  3. موسوعية الثقافة المحلية والعالمية لكل منهم وفقا لطبيعة عصره ومجتمعه
  4. غزارة الإنتاج الفكري والأدبي
  5. الدور المرموق لمعظمهم في الحياة العامة والعملية
  6. النزعة الوطنية الثائرة على الطغيان والشجاعة في الحق
  7. التدين الصوفي الغير تقليدي
تلك هي صفات همام في الرواية وصفات هؤلاء العظماء في الحياة، فما هي صفات المرأة المستحيلة التي كانوا يبحثون عنها حتى أعياهم البحث فقرروا الرهبنة؟ تلك الصفات نتحدث عنها في تدوينة قادمة بأمر الله

13.1.10

دولا مين ودولا مين

حين عبرت قواتنا المسلحة عام 1973م، وفي أيام النصر الأولى التي كانت قلوب الوطن جميعا تغني فيها لقواتنا المسلحة، كتب عمنا الفاجومي ولحن الشيخ إمام وغنت عزة بلبع: دولا مين ودولا مين .. دولا عساكر مصريين، دولا الورد الحر البلدي، يصحى يفتح تصحي يا بلدي، دولا خلاصة مصر يا ولدي، دولا عيون المصريين .. إلى آخر الأغنية التي مازال بعضنا يذكرها، واليوم حين نرى القوات المسلحة تبني السد الواطي كخدمة مجانية لأمن صهيون قاتلة الأنبياء .. يجوز لقلوبنا أن تموت شعرا، القصيدة مهداة للشاعر المناضل أحمد فؤاد نجم والعبقري الراحل إمام عيسى، مع الفارق بين الغناء والبكاء
دولا مـــين .. ودولا مــين؟

دولا عساكــــر مصــريين


رايحين فين يا ولاد الشهدا؟

قاصدين غزة يا فلسطـــــين


بينا وبينـــــك يبنوا جــــــدار

يرضوا عدو ويخزوا الجار

يستروا عريه بكفن الموت

ويحاصروا عياله الجعانين

بأوامر عمو الطيـــــــــــــــــار

هيسدوا أنفــــــاق القـــــــوت

ويسدوا مدامع في العـــــــــين

ويسدوا لو حب حـــــــــــلوقنا

ويسدوا ودانـــــــــــــا الاتنين

دولا مين .. ودولا مين؟

دولا سكوت المصريين

دولا صبر المغصوبين

***

بص يا دفعة وشوف قدامك

فين اللص وفين الجــــــــــار؟

طل يا دفعة الناحية التانية

واتطلع ليهم في العين


نظرة عين غزة عشمانة

من أيام تلاتة وسبعين

نظرة عين صهيون شمتانة

من أيام سبعة وستين

لا العدو حن .. ولا الخال جار

لف يا دفعة خـــــــلفاً دُر

وانفض ايدك من ده العار

لف يا دفعة واضرب طلقة

تطوي الضلمة وتمحي العار


لف يا دفعة واضـــــرب نار


جدر عدوك .. هنا في الدار

طارح شجرة نار ومرار


في حلوقنا .. والشوك ف العين


دولا مين .. ودولا مين

***

دولا اسم الله يا سينا رجالك

خيبة الفالح .. سابق زمــــنه


رجل العصر سادات البين

اللي بجايزة وصورتين باعك

بيعة البخــــــــس وكسر العين

لما تطلي يا سينا اتمللي

لما تطلي سمي وصلي

دولا ولاد تسعة وسبعين


دولا رقصة نجوى فؤاد


ويا كيسنجــــر ثم رابين


دولا يا سينا حصاد الكامب

دولا خـــــــــيانة ستين كلب


عارفة يا غزة .. دولا مين؟

دولا طرح سنينا الخرسا

دولا شباب الفيديو كليب

دولا نهاية درب الخسة

اللي مشينا عليه نايمين

دولا نعي الحق العربي

ف ذكرى وفاته التلاتين

ياما يا غزة ناديت عليهم

بلسانك وبدمع العين

جايين لك عرسان الشين

فرسان زمن المول والبورصة


جايين يبنوا ساتر عرصــــــــة


آخرة صبرك يا فلسطين
القاهرة في شتاء 2010م

حتى لا تصبح مصر كلها نجع حمادي


اليوم وبعد الأحداث المؤلمة في نجع حمادي تنتشر فوضى الاقتراحات حول الوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي .. الخ، ومعظمها يطلب (كالعادة وكما قلنا في مقالنا في 2008، والمنشور في كتابنا وجع الدماغ) تكريس الهوية الدينية للأقباط لتقابل تكريس الهوية الدينية الحالي للمسلمين، و هذا يحمل خطراً مستطيراً على المدى الطويل، فالأصل في الدولة المدنية أن الجنسية هي أساس المواطنة، أما الأديان المختلفة في المجتمع فثراء له بالاختلاف، على أن يقتصر دورها على توجيه سلوك الأفراد لا الجماعات، من خلال الحفاظ على علاقة وثيقة للفرد المؤمن بربه، لهذا أرى الحل في العودة بجرأة لخط المجتمع المدني، والذي يضمن حرية الاعتقاد وممارسة الشعائر للجميع، على ألا يتجاوز أحد حدود نفسه ليحتك بأنف الآخرين، وعلى ألا تهدر إمكانيات المجتمع في منافسات دينية كما يحدث اليوم، فلو أردت طرح حلول لأزمتنا الطائفية الحالية ستكون أطروحتي كالتالي

1) تأسيس هيئة الأبنية الدينية كهيئة مدنية مائة بالمائة، مكونة من خبراء مؤهلين في الإحصاء والعلوم الاجتماعية، ومهمتها المتابعة المستمرة والرعاية والصيانة لدور العبادة القائمة من مساجد وكنائس ومراقبة كفايتها لتعداد السكان من الدينين في كل منطقة سكنية، وتبسط هذه الهيئة سلطاتها على جميع مساجد وكنائس مصر إداريا دون تدخل في الشؤون الروحية، ولها اتخاذ قرارات بناء المساجد والكنائس وفقاً للاحتياج ولا يصرح لأية أفراد أو جهات أخرى ببناء دور عبادة، فعلى من يرغب في المساهمة في بناء مسجد أو كنيسة التبرع لهذه الهيئة، أما الإشراف الديني على المساجد فيكون للجان من علماء الأزهر كما يكون الاشراف الروحي على الكنائس للكهنوت الخاص بكل طائفة

2) يقتصر الهامش الإعلامي الديني في القنوات العامة المصرية على إذاعة مواقيت الصلوات الخمس والأذان ومواقيت الصلوات المسيحية، وتخصص قناتان للبرامج الدينية الإسلامية والمسيحية كل على حدة، مع مراعاة تخصيص وقت مناسب للمذاهب المختلفة في كل دين

3) إنشاء وزارة التكافل الاجتماعي والأوقاف كوزارة مدنية يتكون هيكلها من كوادر مالية وإدارية، وتبسط سلطاتها على جميع الأوقاف المصرية إسلامية ومسيحية، وعلى صناديق النذور والعشور في الكنائس والمساجد، وتلتزم برواتب العاملين بالإشراف الديني من الوعاظ ورجال الكهنوت، كما تتحول لملكية الدولة وتضم تحت هذه الوزارة جميع المدارس والمستشفيات والمنشآت الخيرية ذات الصبغة الدينية، فتخصص هذه الأصول كلها لأعمال التكافل الصحي والتعليمي للطبقات غير القادرة من المصريين

4) تعداد السكان من الدينين سيكون ضمن مهام هيئة الأبنية الدينية آنفة الذكر، والتي ستحتاجه لاتخاذ قرارات بناء دور عبادة جديدة

5) أما عن نسبة التمثيل الحكومي، فالكفاءة المهنية هي المعيار الوحيد للتعيين في مختلف الوظائف، ويفصل القانون واللوائح الداخلية معايير التوظيف لكل جهة اعتبارية في القطاعين العام والخاص، على أن يخصص بند في القانون الجنائي لتطبيق عقوبة جسيمة على كل من يثبت بحقه التمييز ضد مواطن مصري، لأي سبب من الأسباب، فحتى القطاع الخاص لا يجب تركه ليتحول لمنشآت طائفية

6) الديمقراطية والانتخاب هما المعيار السليم للتمثيل النيابي، كما يفضل الغاء مقاعد التعيين التي تغازل بها الدولة قضايا المرأة والأقباط، فلو أراد الناخبون رجلاً أو امرأة فلهم من أرادوه أيا كان دينه أو جنسه أو توجهاته، وتقع على عاتق المرشح وحده مسؤولية إقناع ناخبيه بصلاحيته وأهليته لتمثيلهم

7) المادة الثانية من الدستور حديث ذو شجون، فقد استمرت قضية إضافة نص يشير إلى مسيحية أوروبا في دستور الاتحاد الأوروبي قضية خلافية لأمد طويل حتى استقر الرأي على عدم اضافته، رغم حشد الفاتيكان كل طاقاته حتى يضاف، وكانت حيثية عدم اضافته أن الدستور يوضع ليحدد علاقات دول مدنية ببعضها البعض وبالأفراد في كل منها، وعليه فلا موقع فيه لذكر هوية دينية، ومع ذلك لسنا نرى في المادة الثانية بنصها الحالي بأساً ولا بغيابها على حد سواء، فلن تحدد هذه الفقرة هوية مصر

8) التاريخ القبطي، فمن حقنا جميعاً وليس الأقباط فقط أن تضاف حقبة تبلغ 600 عام من تاريخ بلادنا إلى مناهجنا، فليس من حق أحد أن يطمس أو يبرز في ذاكرة الشعوب، ولست أعتقد أن هذه قضية تواجه اعتراضا من أي عاقل، انما سيظهر الاعتراض على ما يوضع فيها بخصوص الفتح العربي، فهل سنذكر ما يحويه التراث القبطي من مذابح؟ أم ما يحويه التراث الإسلامي من ترحيب الأقباط بالعرب؟ أعتقد أن الاعتماد على مراجع معتدلة من التراثين كتاريخ ابن الأثير وكتابات يوحنا النقيوسي سيكون مفيدا في عرض صورة حيادية لا تبالغ في رصد فظائع، ولا تبالغ في تصورات ملائكية

9) الخطاب الديني يقتصر على المساجد والكنائس والقنوات المتخصصة وبدون استخدام وسائل تضخيم صوتي فيما عدا الأذان والأجراس، حرصا على تجنب سماع المواطن ما يخالف عقيدته ويجرح مشاعره الدينية، كما تنشأ بكل مدرسة قاعتين لتدريس الدينين الإسلامي والمسيحي، على أن تقتصر المناهج الدينية على مواضيع لا تحمل قضايا خلافية بين مذاهب الدين الواحد، فمن حق الطفل الكاثوليكي مثلا أن يدرس الخطوط العريضة للمسيحية دون الإشارة إلى الخلافات الكنسية

10) التعامل بمنتهى الحزم وبالعقاب الرادع مع من يتخذ من العنف وسيلة للتمكين لأهداف سياسية أو طائفية وبأية درجة

أعلم يقينا أننا اليوم نبعد عن تحقيق ما أقترحه هنا كل البعد، لكن هذا لا يعني عدم إمكانيته جزئيا، فليس ضروريا أن يطبق كل هذا في وقت واحد وبحذافيره، وإنما الخط الفكري العام للمجتمع والنسق الحضاري الذي نسير في ضوئه هو همنا، يهمنا أن يكون التوجه العام للمواطن المستنير نحو الدولة المدنية، وليس المجتمع المصبوغ دينياً، فالمجتمعات المصبوغة دينيا أصبحت شاذة في عالم اليوم، كجزر ضئيلة في محيط مدني، ويجب أن نتذكر دائما ونذكر من حولنا أن مصر ليست أفغانستان، ولا يمكن أن تكون!

12.1.10

الكشف عن المحرضين في أحداث نجع حمادي

ليس في عنوان المقال مزاح ولا جناس ألفاظ، فهو مقال يكشف تفصيلا عن المحرضين على الحادث الذي شق قلب الوطن عشية عيد الميلاد المجيد، وعن دور كل منهم في تلك الجريمة النكراء التي تلتها أحداث عنف تدل على الشحن الطائفي الذي ترتج له أوصال الوطن المبتلى بنظام عاجز وشعب فقد هويته أو كاد، فها هي عريضة الاتهام التي ناب التاريخ عن المجتمع في كتابتها بحروف من دم خالطه صديد القلوب التي تعرف في قوم يجهلون

باسم الشعب، محكمة التاريخ المصرية، الدائرة الاولى - جنايات وطنية

المتهم الأول: محمد أنور محمد السادات، (التهمة موجهة لاسمه إذ قتل يوم 6 أكتوبر عام 1981م وهو يشغل منصب رئيس الجمهورية)، مصري الجنسية صهيوني الهوية أمريكي الهوى - والتهم الموجهة إليه هي
أولا: التكريس الرسمي للطائفية على مستوى القمة، إذ أعلن نفسه رئيسا مسلما لدولة مسلمة، وذلك إثر خلافه مع البابا شنودة لرفض البابا سياسة المتهم في التطبيع مع العدو الصهيوني ورفضه تشجيع الأقباط على الحج للقدس المحتلة، نتج عن سياسته التمييزية شعور الشباب القبطي أنه مواطن من الدرجة الثانية في وطنه، وتضاعفت معدلات الهجرة للخارج
ثانيا: افساد السلام الوطني بتحريض تيارات العنف الأصولية على صبغ المجتمع بصبغتها، وروج لجميع صور التطرف الإسلامي، والذي ظهرت كرد فعل له بوادر التطرف الأصولي القبطي، وبينهما ضاعت الهوية المصرية
ثالثا: تصفية المشروع القومي العربي والمشروع الوطني المصري، فلم يعد لدى شباب الوطن إلا الانتماء للمؤسسة الدينية في الجانبين
رابعا: عقد صفقته القذرة مع عمر التلمساني مرشد جماعة الإخوان المسلمين وأصدر قرارات إدارية تميع الحظر المفروض عليها، وما استتبع هذا من تداعيات اطلاق العنان لجماعة يطالب مرشدها قبل الأخير بفرض الجزية على الأقباط ويطلب حجبهم قانونيا عن المناصب القيادية

المتهم الثاني: فيصل عبد العزيز عبد الرحمن سعود (التهمة موجهة لاسمه إذ قتل يوم 26 مارس 1975م)، سعودي الجنسية - التهم الموجهة إليه هي
أولا: تمويل خطة علاقات عامة وضعها بيت خبرة إنجليزي بما قيمته 70 مليون جنبه استرليني، وبدأ العمل بها منذ 1972م لتصدير الفكر الوهابي العقيم إلى كل من مصر وسوريا، بهدف تعقيمهما ثوريا، وتدجين مجتمعاتهما، وجدير بالذكر أن المتهم ينتسب من جهة الأم لمحمد بن عبد الوهاب مؤسس المذهب الوهابي الظلامي، والذي شجعته واستعملته بريطانيا العظمى لتصفية كل من النفوذ التركي وحكم الأشراف في الجزيرة العربية
ثانيا: مضاعفة عدد العمالة المصرية والسورية غير المدربة أربعة مرات، مواكبة للحملة الدعائية المضادة للتيار الوطني والقومي، وهي الطبقات الأمثل لتصدير الفكر الظلامي لمجتمعاتها، مع عدم السماح بوجود عمالة مسيحية إلا في أضيق الحدود، وفي إطار قوانين التمييز العنصري السعودية

المتهم الثالث: حبيب العادلي، وزير الداخلية المصري الحالي بصفته، متضامنا معه كل من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء بصفتيهما - التهمة الموجهة إليه هي التقصير في تطبيق القانون الذي يحظر الإشارات الدينية التمييزية في المركبات العامة والمباني الحكومية، وتقصير وحدات الحرس الجامعي التابعة لوزارته في تطبيق القانون داخل الحرم الجامعي في هذا الشأن، وانتهاج سياسة تهدئة مع شراذم العنف الديني وقبول مظاهر البلطجة المدنية من قبل تلك العناصر، ومنح تراخيص مقاهي عنصرية تمنع دخول المسيحيات لبعض مسجلات الآداب عام 2007م

المتهم الرابع: اللواء محمد عبد الحليم موسى، وزير الداخلية السابق بصفته، والمتوفي في 19 يوليو 2003م - التهمة الموجهة إليه هي المقامرة بأمن الوطن القومي من خلال مبادرة الحوار مع الإرهاب على طريقة شيخ العرب وقتها، وهي السياسة التي شجعت استفحال آفة العنف الديني من حينها وحتى اليوم

المتهم الخامس: الدكتور/ محمود حمدي زقزوق، وزير الأوقاف المصري بصفته، متضامنا معه كل من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء بصفتيهما- التهمة الموجهة إليه هي السماح بخطاب ديني معاد للآخر ومكدر للوحدة الوطنية في مساجد تابعة للوزارة وعلى لسان دعاة يتقاضون رواتبهم من أموال دافعي الضرائب المصريين مسلمين وأقباطا

المتهمون من مشايخ النيو لوك، والذين انحرفوا بفهم قاعدة الولاء والبراء القرآنية، والناصة على الإخلاص الوطني بمقاطعة أعداء الأمة، فميعوا فهمها لدى العامة من جماهيرهم المسطحة ثقافيا ودينيا وفكريا، لتسمح بالتطبيع مع الصهيونية وفي ذات الوقت تحرض على قطع الصلة بشركاء الوطن والتاريخ من بني مصر الأقباط، وقد وجدتني عاجزا عن حصر أسماء المتورطين بهذه التهمة، وأتركها لمن يعرف أسماء هؤلاء المتفيهقين الجدد

الله والوطن

11.1.10

الخروج من كتاب التاريخ


كتبت ونقحت روايتي "انهيار برج بابل" على مدار أعوام أربعة ما بين 2006 و2009م، وكنت قد شرعت بنشرها مسلسلة تحت اسمها القديم "أحزان أمير المؤمنين" في مدونتي هنا فصلا تلو آخر، وما أن بدأت معالم الشخصية المحورية للرواية في الظهور، وهي شخصية الدكتور "علي الإمام" أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة القاهرة، حتى تكرر سؤال من الأصدقاء عن علاقتي أنا بتلك الشخصية، لمساحة من التقارب رأوها ظاهرة في سياق الأحداث، فكانت إجابتي دوما أن علي قد يشبهني في بعض جوانب شخصيته، لكنه ليس أنا، بل لعله من أتمنى أن أكون، فهو نسختي الأكمل والأجمل والأنبل مني بكثير، ويبقى المشترك الأعظم بيني وبينه هو كتاب التاريخ

تذكرت هذا الربط بيني وبين بطل روايتي التي تصدر خلال أيام وتعرض بمعرض القاهرة للكتاب مؤخرا، حين وصفتني صديقة عزيزة بوصف لعله أدق ما وصفت به منذ سنوات، كان حوارا مع الصديقة العزيزة سكوت هنصوت حين وصفتني برجل يخرج لتوه من كتاب التاريخ، فكان مزاحا ذكيا ثاقبا في محتواه ومفارقته، وذكرني ببطلة روايتنا، المستشرقة الانجليزية ماري ماكسميليان وهي تصف علي بأنه يكاد يعيش خلال حقبتين تاريخيتين تحديدا، فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية وحتى سبعينات القرن الماضي، أما الحقبة الثانية، فهي حوادت الفتنة الكبرى والقرنين الفارقين في تاريخ الإسلام، وهما السابع والثامن الميلادي، ويبقى المشترك بين الحقبتين هو كم مفزع من المنحنيات الحادة وكم أكبر من الفرص الضائعة

لعل بمقدوري أن أجد سببا منطقيا لارتباطي الشخصي، والذي بنيت عليه ارتباط شخصية بطل روايتي بهما، ففي الأولى الحديثة نوعا أسست حياتنا المعاصرة بكل سلبياتها وإيجابياتها المجهضة، وفي الحقبة الأقدم تشكل الفكر الديني الذي يهيمن اليوم على حياتنا الروحية في العالم الإسلامي، لكن السبب المنطقي لا يشرح عمق التأثير النفسي للمرحلتين بكل معطياتهما في حياة ووجدان إنسان يعيش في الألفية الثالثة، وولد في ذيل الحقبة المعاصرة منهما، تأثير يصل لحد أن تعايش الشخصية التاريخية وتتولد بينكما ألفة، وتنافر شخصية تاريخية أخرى حتى تشتعل بينكما كراهية تجعلك تقاتلها في نومك وتقتلها أو تقتلك، ولدرجة أن تقابل شخصا في حياتك اليومية فتجد عقلك اللا واعي يربطه مباشرة بشخصية تاريخية كأنه معادلها المعاصر، وتزداد دهشتك يوما فيوم حين تجد الشخصية المعاصرة تتصرف وتتعامل بذات نهج الشخصية التاريخية التي ألصقها بها عقلك، حتى يمكنك أن تقول لرفاقك: سيفعل فلان كذا وكيت، فيفعل! وتقول لهم لو حدث كذا سيقول كيت وكيت، فيقول، مثل تلك الأمور تحدث في حياة الناس، لكن معدل تكرارها حين يكون متزايدا يكسبك شعورا بأنك تتحرك بآلة الزمن بين العصور

ما الذي يجعل وجدانك يعيش بموسيقى وايقاع وفنون وآداب زمن غير زمنك؟ الهوان السياسي والخلل الاجتماعي الحاد سببان وجيهان ولكنهما لا يكفيان مبررا لحالة النوستالجيا المرضية التي تملكك، وكنت سأجدها مبررة في حالة من يعجز عن فهم عصره وعلومه ومستحدثاته، فيهرب للماضي لعدم قدرته العقلية على استيعاب الحاضر واستشراف المستقبل، وهي حالة السلفيين برأيي، الذين يدعو بعض دعاتهم لتكديس مخزون الحديد وتربية الخيول حتى تكون لدينا مقومات معركة آراماجدون التي ستقوم قبل نهاية العالم وبعد ردة بشرية موهومة يزعمونها ونراها متناقضة مع النص القرآني قطعي الثبوت والدلالة، لكنني أزعم أن عقلي بحمد الله قادر على استيعاب منطق وعلوم عصره وعلى استشراف مستقبله، فلماذا الارتباط المرضي بالماضي؟ هل تكفي النزعة الرومانسية سببا للحياة في كتاب تاريخ؟ هل قبح زماننا مبرر للنوستالجيا لهذه الدرجة؟ تلكم هي المسألة

Goodbye Lionheart


I don't factually know if King Richard I of England, known as Richard Lionheart possessed the same iconic value in the minds of British street-man as he did among Egyptians or not. Thanks to the historical masterpiece of the deceased Youssef Jaheen, Nasser Saladin, which coined Richard as the European Middle Ages noble knight and commander, despite the fact he led the third crusade against Arab land, based on his later peace treaty with Sultan Saladin. Likely this image in the back of my mind was the major drive to frame the British member of parliament and anti-war activist George Galloway as George Lionheart, briefing my impression about him as an honorable person and a man who stands for what he believes to the fullest extent and on whatever level of opposition.

Following on his widely aired standpoints about events, movements and streams in our region over the past few years starting from 2006, I can say my own views to be identical to his. Those views were always centered around distinguishing freedom fighters from terrorists, and I can summarize as;
  1. Standing sharply against the devilish growing power and network of neo-conservatism, Zionism, religious fundamentalism and rightest extremism. From Safari club to New World foundation, leaving alone all the small adhocratic alliances here and there around the globe.
  2. His solid belief in socialism, and his pro- Soviet Union views, based on understanding the drawbacks of the unipolar world on the rights of the poor and non-privileged nations as well as individuals worldwide.
  3. Fully supporting Hezbollah as freedom warriors who had never conducted anti-civilians acts.
  4. Fully supporting Syrian regime in his relatively stably conservative attitude toward peace treaties as far as Golan is occupied.
  5. Supporting Hammas as freedom warriors too, nonetheless, conserving their flaws in conducting anti-civilian operations as well as their political ambitions, specially knowing their attachment to semi-international fraternity of Muslim Brotherhood. That has been over ages linked to the devilish forces listed here above, in spite of the current dispute in Palestine.
  6. Understanding the Iranian right to hold power and work on it, keeping concerns on their semi-theocratic state.
  7. Holding no warm feelings at all toward the Egyptian, Saudi and Jordanian current regimes, known for their Anglo-American affinity on the expense of their own nations' interest and beliefs.
Today, as Egyptian regime decided to deport Mr. Galloway to London upon his arrival back from Gaza strip, only as a revenge against his anti-fence demonstrations, and to forbid him from entering Egypt again (as far as the current regime is in place), I had to write few words to such an inspiring man who possess values and beliefs unlike the majority of the hemisphere he lived in, saying;

O' Gorge Lionheart, among the few real socialists left alive in this country, I assure you non but believes, respects and admires you and your stands against the forces making up our tragedy of life today. You were deported from our land against our well, and only as you said, deportation by a dictatorship is a feather on your head, but you are now even more engraved than ever before. Even before the confessions of Mazhar Mahmud were published, non of the men who understand the reality of the game had ever doubted your integrity and clarity of purpose and consciousness. Stay closely afar. My Best Regards Sir.

10.1.10

أقدار الرجال


حين استشهد الإمام علي رضي الله عنه، كانت أمامة بنت أبي العاص ضمن زوجاته اللائي مات وهن في عصمته، والسيدة أمامة هي حفيدة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وابنة ابنته زينب، تزوجها الإمام بناء على وصية السيدة فاطمة الزهراء، لأنها بنت أختها وينتظر منها الحنو على بنيها، فلما أوفت أمامة عدتها بعد اغتيال الإمام أرسل لها معاوية بن أبي سفيان من يخطبها لنفسه، فأجابت الرسول بقولها

يريد ابن هند ليخلف علي في آله كما خلفه على سرير الخلافة؟ والله لا كان هذا أبدا، فليوم من علي خير من ملأ الأرض مثل معاوية حيا وميتا

وهكذا رفضت الخليفة في أبهة خلافته وفاء لذكرى الإمام علي رضي الله عنه، فضربت بها الأمثال في معرفة أقدار الرجال

7.1.10

على من نطلق الرصاص؟


مشهد حرس الحدود المصري وهو يتبادل التراشق بالحجارة مع الفلسطينيين والناشطين الحقوقيين .. خبر وفاة المجند المصري الشاب برصاص فلسطيني .. أنباء عن موت فلسطينيين وإصابة خمسة بجروح من رصاص مصري .. مسجل خطر يطلق الرصاص على شباب أقباط في نجع حمادي يستعدون لعيد الميلاد المجيد، فيقتل الكلب سبعة منهم رجل شرطة ويصيب تسعة آخرين، والداخلية تربط الأمر بتهديدات من أسرة فتاة مسلمة اغتصبها شاب قبطي، ولا أدري ما علاقة جريمة اغتصاب بكون البنت مسلمة والمغتصب قبطي، كل شيء يبدو كما صورته المدونة نوارة نجم كمشهد من مسرحية عبثية تراجيدية حتى الموت كمدا، لماذا ضل الرصاص يا عرب؟ لماذا رصاصنا في صدورنا وصدور صهيون تعصف بنا أنفاسها، اللواء نبيل لوقا بباوي يرجع كل المخدرات والإرهاب والبلا الأزرق في مصر لأنفاق غزة ولحزب الله وإيران، والله؟ فجأة كدة؟ والاسرائيليين في دهب وشرم بيعملوا ايه يا نبيل؟ بيبيعوا سبح؟

هل نبكي الجندي الشهيد في لا-معركة أم نندب الشباب المغدور في ليلة عيد؟ هل نكره نظام مبارك ونظام سلفه الزنيم لأنهما غرسا الفتنة الطائفية في السبعينات ورووها ألف مرة؟ أم لأنهما كرسا خروج مصر من صدارة دول المواجهة إلى صفوف الدول الصديقة المستنكحة للإرادة الأمرو-صهيونية؟ أم أجدر بنا أن نبكي ونندب ونكره أنفسنا نحن المصريون التي ابتليت بنا مصر؟

هل يعجبكم لون دماء الصبية فوق الأسفلت يا وعاظ الفتنة فوق المنابر، وأساقفة الكراهية خلف المذابح؟ ما رأيك في البقع الحمراء يا مهدي يا عاكف يا محتسب الجزية في زمن العار؟ ما رأيك في حصاد الحقد المقدس يا أسقف المعصرة وحلوان؟ ما رأيكم يا محبي السادات في غرس يديه؟ سلام النعاج مع الصهاينة وإطلاق حية التطرف الديني من أسرها؟

ما رأيكم يا من نقمتم على سد الستينات العالي وبانيه في سد الألفية الواطي وبانيه؟ ما رأي الباكين على "فلوسنا اللي راحت ف حرب اليمن" في استراتيجيتنا اليوم؟ استراتيجية حط راسك بين رجليك واعمل ميت، هايلة مش كده، ولا تكلفنا شيئا، لأنها ممولة من الولايات المتحدة واليمين المتطرف في دول الاتحاد الأوروبي الداعمة للصهيونية التي مولت سدنا الواطي، هل فهمتم يا ضحال العقول أن مقاومة اليمين الاستعماري لا تكون داخل الحدود فقط؟ بل على نطاق إقليمي ودولي في كثير من الأحيان

ما رأيكم يا دعاة الدولة الدينية في بيان الأزهر الشريف ومجمع البحوث الإسلامية المنتسب نصف أعضائه لجماعات الإسلام السياسي؟ هل عرفتم اليوم أن الدين يمكن أن يكون سيفا في يد الأمة لو فهمناه حق فهمه، ويمكن أن يكون سيفا في ظهرها حين يكون بغير ضوابط دستورية ومرجعيات مدنية ذات استراتيجية ثابتة، أي ببساطة منظومة التطور العلمانية المدنية التي تلعنوها ليلا ونهارا، هاهم أحبار الأمة مختلفون فيما بينهم، فمن حلل الجدار ومن حرم الجدار ومن حك ظهره في الجدار وامتنع عن الكلام الغير مباح، ما رأيكم يا من حللتم لعبد السوء الذي اغتال سيده السلام مع الصهيونية وحرمتم علينا مصادقة المصريين الأقباط وأن نتخذ منهم أولياء؟ هاكم حصاد يديكم في الداخل والخارج

هاهم أبطال الحضارة الإنسانية الحقيقية التي تسمونها غربية وتنعتونها بأقبح النعوت من انحلال لاستهتار لكفر وبوار، هاهم يدافعون عن إخواننا الذين نهددهم بالجوع؟ هذا هو الجهاد الحق يا مشايخ النيو-لوك ومجاهدي آخر الزمان في برامج النسوان، هاهو الرأي العام العالمي يا عار العالم الذي ادعى أن الرأي العام العالمي يتآمر علينا نحن المسلمين، فإذا المؤامرة والاختراق منا فينا كدود الجيف والرمم

سحقا لكل شيء
---
الصورة من مدونة جبهة التهييس الشعبية، مع الشكر

4.1.10

Nihilism


يا ليل يا عين يا وطن ..
يا قهرة العارفين

3.1.10

كلام جرايد-02

الأهرام 03/01/2010

قبول الطعن في قضية هشام طلعت مصطفي: هل يكون قبول الطعن بسبب مخالفة شكلية لنص المادة‏310‏ من قانون الإجراءات الجنائية بداية لتحقيق سيناريو هروب هشام طلعت مصطفى من حبل المشنقة جراء جريمته؟ القضية مازالت رمزا لسيادة القانون في مصر رغم التعتيم الإعلامي، وهذا عنصر يجب أن يكون مؤثرا في وجدان القاضي الجنائي الذي سينظر النقض، حتى يظل بوسعنا أن ننام في هذا البلد

محاولة اغتيال الدنماركي صاحب الرسوم المسيئة
: نضيف ذلك إلى حادث النيجيري عمر الفاروق عبدالمطلب الذي تم بالصدفة إجهاض محاولة تفجيره إحدي الطائرات الأمريكية التي كان عليها يوم‏25‏ ديسمبر الماضي، أف .. متى نتعلم أننا بمثل هذه المحاولات الصبيانية نؤكد الاتهامات التي تكال لديننا ونبيه ليلا ونهارا بأنه دين محرض على العنف ومناقض للحضارة والمدنية؟ كما أننا نحول رسام نكرة أو مؤلف روائي مهووس إلى بطل عالمي لحرية الرأي والفكر والإبداع بدون حق وبدون مبرر، سوف يتزايد عدد المتطاولين علينا وعلى مقدساتنا تدريجيا يا سادة لأن إهانة الإسلام والمسلمين صارت بوابة مضمونة للشهرة والنجومية