عنوان طريف لمدونة تحولت إلى كتاب مؤخرا، وكان اسمها "كلنا ليلى"، وهي مكونة من مجموعة من ناشطات حقوق المرأة، ولا تحمل المعارضة اللفظية في عنوان موضوعنا معارضة موضوعية للمدونة، لكنها مجرد مفارقة خطرت لي وأنا أفكر بموضوعي هذا لعدة أسابيع، ولم أكن في يوم من الأيام متحاملا على المرأة، بل آمنت دوما ومازلت أومن بقول بلزاك (المرأة مخلوق أقرب للكمال، لأنها خلقت بخصال بين الرجل والملائكة)، أما سارة في العنوان فهي بطلة رواية العملاق عباس العقاد الشهيرة، ولا نعني به كذلك الجانب المشتهر بين العامة من شخصية سارة، الفتاة الغير متدينة والغير عابئة بالأخلاق والتقاليد والعادات، بل نعني به ما أراد العقاد (في رأينا) تصويره، وهو المرأة الفطرية في غياب أي رادع خارجي من الدين أو الخلق أوالتقاليد، لأن العقاد أراد سارة بحثا في شخصية المرأة أكثر منها رواية، وهكذا كانت، ولما كنا نعرف أن النقاد تعارفوا في معظمهم على كون همام بطل الرواية الذي أحب سارة ثم قرر أن يفطم نفسه من هذا الحب هو نفسه عباس العقاد (وهذا منطقي بالنسبة لمفكر نرجسي أن يصور ذاته في شخوص أعماله) فلنا أن نعتقد أنه لم يعن بسارة امرأة بعينها، ولكن المرأة بصفة عامة، ولنا أن نقول أنه كتب سارة في صورة قرار صارم بتعقيم الجانب العاطفي من ذاته، قرار الرهبنة الفكرية، والذي اتخذه قبله كثير من كبار المفكرين وعمالقة الأدب عبر التاريخ، وموضوعنا اليوم يبحث السبب وراء سوء الحظ العاطفي لتلك الباقة من العباقرة الذين يحصون في الزمن الواحد بالآحاد، ثقافة وموهبة وشموخا، والتي دفعت بهؤلاء لاتخاذ قرار الرهبنة الفكرية بدرجات متفاوتة وفي أعمار مختلفة
كلهم همام
ما هي مشكلة رجال بحجم أحمد رامي، عباس العقاد، جورج برنارد شو، شوبان، شكسبير، وأناتول فرانس مع المرأة بوجه عام؟ ومع المرأة الحلم بوجه خاص؟ مشكلتهم برأيي لم تكن عداء للمرأة كما قد يظن البعض، بل ربما كانت المشكلة فرط حب لها، لكنه حب من نوع خاص، أو حب لنوع خاص من النساء، نوع تصوره هؤلاء جنة أرضية، وقضوا جل أعمارهم يبحثون عن ذاك الفردوس المفقود فلم يجدوه، فكتبوا من واقع لوعة الشوق والفقد ما ظنه الناس عداء للمرأة. لكن ما الذي يجمع تلك الكوكبة من الرجال مع تباين الزمان والمكان؟ تقديري أن هناك العديد من الخيوط المشتركة بينهم كما نفهم من سيرتهم وتاريخهم المتواتر، ألا وهي- النرجسية الأدبية التي تجعل الكاتب يتطلع للكون انطلاقا من ذاته
- الكبرياء الشديد الناجم عن النرجسية
- موسوعية الثقافة المحلية والعالمية لكل منهم وفقا لطبيعة عصره ومجتمعه
- غزارة الإنتاج الفكري والأدبي
- الدور المرموق لمعظمهم في الحياة العامة والعملية
- النزعة الوطنية الثائرة على الطغيان والشجاعة في الحق
- التدين الصوفي الغير تقليدي
No comments:
Post a Comment