Showing posts with label طير في السما. Show all posts
Showing posts with label طير في السما. Show all posts

23.12.10

بين القران والنكاح

قال "لقد خشيت على نفسي" فأجابته قرينته "كلا .. أبشر .. والله لا يخزيك الله أبداً، فإنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتقري الضيف وتعين على نوائب الدهر"، هو سيد الخلق محمد صلي الله عليه وسلم، وهي أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، أول من آمن برسالة النور من البشر (بغض النظر عن التقسيم العنصري للمؤمنين الأوائل إلى فئات من الرجال والنساء والصبيان والموالي والأثرياء)، إذ آمنت بالنبي قبل أن يوقن هو نفسه بنبوته ورسالته، والجانب الذي يرتبط بحديثنا من تلك العلاقة الرائعة، هو جانب القرين وقرينته، وليس الرسول وأم المؤمنين، ذلك الجانب الذي كان الاصطفاء والإيمان والتوحد أهم ركائزه

بين القران والنكاح والزواج
لفظة القران في رأيي تعني الكثير جدا فوق لفظة النكاح، فمن ضمن معاني القرن مقدمة الرأس، واشتق منها القران بمعنى جمع الرؤوس، كما نقول في عاميتنا المصرية "يوفق راسين في الحلال"، ويقال عقد القران، أي ربط الزوجين برباط مقدس، ومنها يشتق كذلك الاقتران، بمعنى الملازمة والمصاحبة اللصيقة كما في سورة ص (واخرين مقرنين في الاصفاد)، ومنها القرن في لغة القرآن بمعنى الجيل المتزامن من البشر، كما في  سورة الأنعام (الم يروا كم اهلكنا قبلهم من قرن)، بمعنى جيل
  • الندية بغير تطابق، فلا يقترن إلا الأنداد الأكفاء
  • توازن العلاقة، فليس فيها فاعل ولا مفعول به
  • الحميمية التي توحي بها صورة جمع الرؤوس والعقد بينها
  • الملازمة التي تعني ديمومة الرباط بينهما، والمشاركة التي ترتبط وجوبا بالملازمة
أما النكاح فهو اللفظ القرآني للتعبير عما نسميه اليوم زواجا، وهو لفظ محايد يناسب النص التشريعي والتأسيسي لأنه لا يحمل معان عاطفية كتلك التي يحملها لفظ القران، كما أن النكاح هو اللفظ الذي يحتمل التعدد، أما القران فبواحدة فقط، أما اللفظ المعاصر الذي نستخدمه للتعبير عن علاقة النكاح فهو الزواج، وقد استخدمه القرآن للتعبير عن الزوج كما في سورة البقرة (حتى تنكح زوجا غيره) والتعبير عن الزوجة كما في (وقلنا يا آدم اسكن انت وزوجك الجنة)، والزواج أدنى من النكاح برأيي في التعبير عن العلاقة الإنسانية بين القرينين، لأنه يشمل العاقل وغير العاقل من الطير والحيوان، أي يشمل النكاح البشري والسفاد الحيواني

الاصطفاء والإيمان .. عبقرية القرينة
لم يجمع الرسول بخديجة زوجة أخرى، لأنها كانت قرينة بكل ما تحمله الكلمة من زخم المعاني، فأغنت عن غيرها من نساء الدنيا،  ولم تغن عنها بعد وفاتها في عام الحزن نساء الدنيا، ولم يقارب مكانتها في قلب النبي غير ابنتها فاطمة، فلم يصف بالكمال الإنساني من النساء غيرهن، ولم يقس على زوجته الأثيرة السيدة عائشة قدر ما فعل يوم ذكرت خديجة بما لم يرضاه النبي فأوجعها بقوله "وكان لي منها الولد" وعائشة كانت محرومة من نعمة الأمومة، وكان يصل صويحباتها وأختها هالة بعد وفاتها كرامة لها، وهل أبلغ في النهاية من أنه سمى عام وفاتها بعام الحزن؟

والسير الأقدم تروي لنا أنها كانت سيدة ذات شرف وجمال ونسب وخلق وذكاء، وكل هذا ترجم نفسه في أمرين كانا جوهر علاقتها بالرسول (ص) ولبها الذي ميزها عن غيرها من أمهات المؤمنين
  • الاصطفاء، فخديجة هي من اختارت النبي لنفسها وأرسلت من يذكرها عنده، وهي بذلك دللت على خصوصيته في عينيها، وكذلك على قوة شخصية وشجاعة وثقة بالذات، وهذا أمر تطيب به نفس أي رجل، فما بالنا بالرجل الذي كان يشعر باختلافه عن أقرانه وتميزه عنهم، حتى وجد امرأة تعرف فيه ما يعرفه في نفسه ويتهيأ له بالتحنث في غار حراء
  • الإيمان، فقد آمنت به كما أسلفنا كرجل مختلف بمناقبه وخصاله قبل البعثة، ومختلف باختيار ربه بعدها، وكل صاحب رسالة بين الناس يحتاج لقرينة تؤمن به وبما يعيش فيه وله، وليس فقط الرسل والأنبياء
  • التوحد، فقد صارت خديجة في السنوات الأولى من البعثة وكأن كل صفاتها اختزلت في أنها زوجة النبي، فقد سخرت مالها في سبيل الدعوة، وخسرت رواج تجارتها في الحصار الاقتصادي الذي ضرب على الهاشميين بشعب أبي طالب، لم يكن توحدها لضعف ولا لوهن، ولا كان ذوبانا فقدت معه هويتها، لكنه كان تناغما سخرت فيه كل كيانها لخدمة الهدف الكبير، ولم تمن يوما ولم تذكر قرينها بأنها ضحت وفعلت كذا وكذا
    وبعد، فطبيعي ألا تكون هناك بين النساء اليوم خديجة لأنه ليس بين الرجال محمد، لكنهما يبقيان قدوة لا تدرك كلها ولكن ينتهج نهجها، وتبقى العلاقة نموذجا إنسانيا رائعا يستحق الدراسة والتأمل

    23.10.10

    مش عاوز يتجوزها تاني


    بداية، كلمة "تاني" في العنوان لا تعود على الزواج، ولكن على النوت التي يمكننا اعتبارها امتدادا لنوت سابقة هي "مش عاوز يتجوزها" والتي حظيت بعدد من التعليقات على المدونة والفيسبوك تجاوز الخمسين (مقارنة بنصف هذا العدد تقريبا في المقالات السياسية)، أما لماذا يكون هناك جزء ثان، فالدافع هو تعليق من الصديقة أ/ فاطمة حليم، فتح أفقا جديدا لتناول الأمر، لأن تعليقها عبر عن رؤية مغايرة للأمر من الطرف المقابل، بحيث يكمل الصورة التي حاولت التعبير عنها في المقال الأول، ولذلك رأيت نشر التعليق هنا، مع تعقيبي على بعض مقاطعه، وتسجيلي لإعجابي بالمنطق والتناول في كل مقاطعه
    --
    مبدئياً أتفق مع ما ذكرت يا دكتور إياد في مجمله لكننى أود من خلال تعليقى هذا أن أتطرق لأزمة زواج الفتيات (ولا أقول العنوسة) في مصر من زوايا أخرى قد تبدو مكملة لما قدمته حضرتك أحيانا وتبدو مغايرة له في أحيان أخرى لكنها في كافة تفاصيلها تجليات مختلفة لعصر الانحطاط الذي أشرت إليه. ومن أسف أن يكون ذلك هو حال الطبقة الوسطى التي كانت تدعى يوماً "وعاء القيم" قبل أن تعرض تلك القيم – بالوعاء نفسه- في المزاد العلني اللى حضرتك قلت عليه برضه.
    هل العكس صحيح؟
    لقد ذكرت عددا كبيرا من الأسباب التي تُنَفِّر أي رجل "عاقل رشيد متعمق في فهم الحياة وعلاقات البشر" من الزواج من نموذج علا. فماذا لو أعملنا المنطق بأن عكس تلك الأسباب هو ما يمثل مواصفات الزوجة المثالية للشاب المصري المعاصر. هل هذا صحيح؟ لو كان الأمر كذلك، فصدقنى ما تأخر زواج الكثييييييييييييير من الفتيات اللاتي يتمتعن بقوة الشخصية والعقل والإرادة وووووو..............إلخ. الحقيقة أن المحنة في أشد صورها تكون لدى الفتيات اللاتي يتوافر بهن عكس كل ما ذكرت من عيوب يا دكتور! آه والله العظيم. لأنه ببساطة هذا توصيف حضرتك للرجل العاقل الرشيد من واقع مستوى ثقافتك اللي للأسف الشديد أعلى بكتيييييييييير قوى مما هو سائد (يعنى مش هأقول كل الشباب بس الأغلبية منهم).
    --
    أتفق مع أ/ فاطمة في ملاحظتها الذكية تماما، ولهذا تحديدا استخدمت تعبير "رجل عاقل رشيد متعمق في فهم الحياة وعلاقات البشر"، لإدراكي لوجود النموذج المغاير، غير العاقل وغير الرشيد والسطحي في فهمه للحياة وطبيعة العلاقات الإنسانية وفي مقدمتها علاقة الزواج، ولكني في النهاية أرى الأمر نسبي، فلو افترضنا خطا وهميا يقع النموذج الذي تناولت معاييره في النوت السابقة في أحد طرفيه والنموذج المغاير الذي تتناوله الصديقة في طرفه المقابل، يكون لدينا طيف لا نهائي من درجات الرشاد والفهم والنضج نقع كلنا كرجال فيه، لأن النماذج على الطرفين فرضية، والطيف بينهما هو الواقعي.
    ويبقى هنا سؤال مهم، هل عندما تجد المرأة الرجل العاقل الرشيد، ذو الشخصية كاملة التشكل وواضحة المعالم، وذو الذوق الحساس الذي يعرف ما يريد، وما يتبع تلك الصفات الايجابية من جوانب سلبية بالضرورة، نموذج هيبا عند يوسف زيدان، هل حينها ستحتمل الحياة معه؟ الشكوك والريب كثيرة حول هذا
    --
    الكتالوج بيقول إيه بقى؟ لا أعتقد أنك ستندهش عندما أخبرك بأن إحدى الصحف الكبرى نشرت منذ عدة شهور استطلاع للرأي لدي الشباب عن مواصفات فتاة أحلامهم فكانت النتيجة تتلخص في صفات ثلاث: جميلة وتافهة وضعيفة الشخصية ......أن أن أن آآآآآآآآآآآآآن. وهأضيف لسيادتك أنا من عندي حاجتين: 1. ما بتشتغلش أو بتشتغل بس تسيب الشغل بعد الجواز أو تستمر في شغل بسيط ومحدود لا يتعارض مع مهامها كأم في تربية الأولاد (اللي لسه ما جوش أصلا ومنعرفش ربنا كاتب أنهم ييجوا أساسا ولا لأ بس هو كده في الأول لازم وش) 2. لم يسبق لها الارتباط عاطفيا بأي شاب في حياتها وإن حصل فلازم يتحقق العريس من أن التجارب السابقة لم تتعد مساحة الكلام العادي اللي زي اللي بينها وبين البواب أو البقال أو ساعي المكتب........إلخ، أي أن تكون عربية زيرو لا واخدة خبطة في الشاسيه ولا مغيرة موتور ولا أي حاجة من دي على حد تعبير الشباب اللطيف المهذب ( بمناسبة الحديث عن تشييء المرأة يعنى يا دكتور)
    --
    ربما لقصور تجارب وخيال الشباب المشترك في استطلاع الرأي المؤسف والمتوقع، لا يدرك هؤلاء أن باربي التي يصفونها، الجميلة التافهة ضعيفة الشخصية هي أشبه، وعذرا للغتي بقميص داخلي يرتديه وينساه بعد ثانيتين، لا يدركون كم هي مملة وسقيمة هي العروس ماركة "جيل" التي يتمنون
    أما تعبيرك الذكي عن السيارة الزيرو، فهو فضلا عن التشييء محض حماقة، أعرف رجلا سألته فتاته عما مر به من تجارب عاطفية فأخبرها ثم سألها نفس السؤال، وكانت في الرابعة والثلاثين، فقالت ألا تجارب لها، فاعتذر بلطف وانسحب، ببساطة لأنها إما أن تكون كاذبة أو فاترة المشاعر، فأنثى طبيعية في عمرها لابد قد مرت على الأقل بتجارب حب ابن الجيران أو زميل الدراسة أو العمل أو النشاط، حتى ولو من طرف واحد، والا يكون فيها حاجة غلط، والأرجح هنا أنها كاذبة. ولكني أعذرها، فلعلها كذبت بعدما صدمت في رد فعل أكثر من خاطب قبله.
    --
    وتلك لطمة جديدة، بالإضافة للحاجات اللي حضرتك ذكرتها فيي مسألة ضحايا الرجل، تتلقاها كثير من الفتيات اللائي قضين أعمارهن القصيرة في بناء شخصياتهن وتوسيع مداركها بشتى الطرق (إشى تعليم في الجامعة وإشى لغات وإشى شبكات اجتماعية على الانترنت وإشى أنشطة تنموية في خدمة المجتمع وإشى دروس دين وإشى دروس رقص شرقى- علشان قال يعنى الواحدة مننا تبقى فول أوبشن بس الحتة الأخيرة دي طبعا مابتتكبتش في الـ CV اللى بيتقدم للعريس- وإشى وإشى وإشى...........إلخ) لتكتشف الفتاة منهن – في أحيان كثيرة بعد فوات الأوان- إنها ضيعت سنوات شبابها هدر وإنها لو ماكانتش تتمتع بقدر كبير من الجمال (وده موضوع قدري بحت لأن عمليات التجميل مش بتقلب الواحدة 180 درجة زي ما الستات اللى غيرانة من نانسى وهيفا وإليسا ما بيقولوا، الواحدة لازم يكون عندها شئ من الجمال أساسا والعمليات تزوده وهى كمان تعرف إزاي تبرزه والحتة الأخيرة دي بالذات مش كل البنات بتعرف أو "بتقدر" تعملها سواء من ناحية القدرة المادية أو القدرة على مخالفة الطابع المحافظ المزعوم من المجتمع المريض اللي احنا عايشين فيه) وكمان لو ما عندهاش القدرة إنها تسخط دماغها تاني وتعود لمرحلة الطفولة العقلية وتتشعبط في ديل فستان مامتها أو إيد باباها وتسمع الكلام وتشرب اللبن علشان يرضى العريس اللقطة يوديها الملاهي فهى عمرها ما هتتجوز في حياتها
    --
    هنا يظهر سؤال، لمن كانت تعد كل هذا؟؟ للسطحي الذي يبحث عن سيارة زيرو أو عروسة جيل؟ أم "للرجل الرجل" بتعبير العبقرية أحلام مستغانمي؟ أو بتعبير سعاد الصباح للرجل الذي يعرف تاريخ الأنهار وأسماء الأزهار، ويعرف ما في رحم الوردة من ازرار؟ تلك التي عاشت تؤسس المرأة المرأة في نفسها؟، ينبغي أن تطلب الرجل الذي أسس الرجل بداخله، وإلا فالاحتفاظ بلقب آنسة أسلم وأكرم
    ضحكت كثيرا لموضوع ما يحجب وما يبدى في السيرة الذاتية للعروس  وإن كان الرقص الشرقي فنا راقيا لو عرفناه بما تؤديه فريدة فهمي مثلا، ولذا لا ينبغي حجبه، أما لو كان من نوعية ما تؤديه دينا فهو رقص الجواري وهنا يحسن حجبه؟، لانه حتى ليس جذابا بغض النظر عن عدم رقيه.
    --
    وللإنصاف، أتفهم تماما مطلب أن يكون جمال الشكل والمظهر مطلباً أساسياً عند الرجل إن لم يكن بدافع فطرته الغريزية في الميل للأنثى الجذابة من بنات حواء دوناً عن غيرها، على الأقل، في المرحلة المبدئية للتعارف (أقول المبدئية وليس القرار والفيصل) فهو بحكم الاستجابة اللاشعورية للإلحاح المتزايد على تقديم صورة نمطية للمرأة المرغوبة في شكل "مزة" واختزال آدميتها في هذه الصفة عن طريق مختلف وسائل التأثير (الإعلام- الفن- الانفتاح على الغرب...إلخ ومش قصدى أقول كلام إنشا وحقوق المرأة وحقوق الإنسان والصداع ده والله). بالعكس، أنا أرى أن اهتمام المرأة أو الفتاة بجمالها وإظهارها له بالشكل المناسب هو من عناصر شخصيتها الأساسية ومنبع ثقتها بنفسها الأول وليس معنى أن تكون الفتاة متفوقة ومثقفة وناجحة في عملها إن يكون شكلها "غلط" ولا أرى تعارض في الجمع بين كل تلك المقومات في آن واحد لكن اعتراضى على ذلك الاختزال المخل بشخصية الإنسانة إلى الدرجة التي حدت بإحدى صديقاتي أن تقول بأن شباب الأيام دي عايزين prostitute بس شرعي!
    --
    نعم مهم جدا أن تكون جميلة بعينيه، وإذا نظر إليها سرته، والأهم أن يراها جذابة كامرأة، والأمران نسبيان لحد بعيد، المشكلة تبدأ في التنميط، حين نبحث عن الصفات النادرة الانتشار في جنسنا الشرق أوسطي ونتعارف عليها بغباء شديد كأنها مقاييس الجمال، البشرة البيضاء والعيون الملونة والشعر الفاتح المرسل كالحرير وقوام المانيكان، عقدة خواجة حتى في النساء، وواقعنا ان الفتاة مصرية الجمال ستكون نقيضا لكل هذا، ونفرتيتي رمز الجمال الفرعوني لم تحمل واحدة من تلك الصفات، ولا ينبغي لها، ولكن الأمر عام، وستجدين معظم الفتيات يجدن في نموذج حسين فهمي بريطاني الملامح معيارا لوسامة الرجل، بينما أحمد زكي أقرب لقسامة وسمت الرجل المصري والعربي ووسامته
    --
    أما مسألة أن يشترط أن تكون ضعيفة الشخصية فهذه هي المأساة الحقيقية لأنها ببساطة انعكاس لحالة التردي الذي نعيشه فالنتيجة المنطقية لانهزام الرجل في ساحات العمل السياسي والتعبير عن الرأي والقهر في العمل والحياة بصفة عامة هي أن يصبح كائناً ضعيفاً يبحث عن كائن آخر أضعف منه يفرغ فيه طاقاته المكبوتة أو بتعبير علم النفس " منطق الإزاحة" أي أن المقهور ممن هو أعلى منه يمارس القهر مع هو أدنى منه لكي يتعادل ويتوازن
    --
    أصبت الحقيقة هنا بدقة، ولكن، هل تحتمل المرأة كذلك النوع المقابل؟ الرجل الذي لا يقبل الضيم ولا يعيش الهزيمة ولا يرضى الدنية في العمل والرأي والحياة؟؟ لاحظي أن لرجل تلك طبيعته كذلك جوانبا أقل اشراقا 
    --
    طيب هذه واحدة. خد عندك دي: ما الذي يشكو منه الرجل عادة في الزوجة المصرية؟ الإجابة: نكدية (حط تحتها ييجى عشرين خط)- زنانة- لزقة- خنقة-كثيرة المطالب- كثيرة الشكوى ولا يرضيها شئ- لا تعرف كيف تتعامل معه وترضيه وتقدره حق قدره. هل الربط واضح ولا أوضح أكتر؟...... أوضح أكتر عزيزى الرجل المصري العصري اللذيذ: هذا حصاد ما زرعت ونتاج ما قدمت يداك. كيف؟ نفسر أكتر: 1. أردتها جميلة الجسد دميمة العقل فلماذا تشكو بعد أن تذهب نشوة الاستمتاع بالجسد- والتي لا تدوم طويلاً – ويبقي منها إمرأة خاوية الروح محدودة المهارات عديمة الطموح لا تلبث أن تصبح بعد أعوام قليلة من الزواج (وأحيانا والله بعد شهور) كتلة من اللحم المترهل قليلة الحركة غير عابئة بمظهرها غير متجددة ولا مبتكرة ساخطة على حياتها وعليك وعلى الجواز واللي شار بيه. 2. أردتها إمعة لتضمن أن تطيعك طاعة عمياء ولا تناقش أو تجادل فلماذا تشكو أنها منساقة وراء آراء الأهل والجيران والأصدقاء أو حتى ضيوف برامج التليفزيون والجميع يسدونها نصائح خاطئة لأننا جميعا –إلا من رحم ربي- ندور في حلقة مفرغة لعينة من الجهل والتعميم والأحكام المسبقة والافتراضات غير المبنية على حقائق. 3. أردتها إمراة غير عاملة لتكون أنت صاحب اليد العليا في الإنفاق وتصريف شئون الحياة فلماذا تشكو أنها مادية كثيرة المطالب وقد أضحت إمرأة معيلة لا تملك مأرباً لسد احتياجاتها هي وأبنائها سواك ولا تأمن لغدرك أو غدر الزمان (وخد عندك من المأثور الشعبى في الموضوع ده ما يملأ صفحات) 4. كذلك تشكو من أنها لا تقدر جهودك وكفاحك ومعاناتك في العمل والشارع والتعامل مع مكائد الناس في هذا الزمن الصعب وكيف لها أن تفعل وهي تعيش قابعة في المنزل بين أربعة جدران، عالم محدود الأشخاص والملامح والتحديات. لا تدرك من عالمك أنت شيئا سوى ما ترويه لها في نهاية يومك الطويل (ده إذا كنت بتحكيلها حاجة أصلاً) عن المسئولية الكبيرة التي تتحملها في العمل والتقدير الذي يجب أن تحصل عليه نظير هذا التعب فما يكون منها إلا أن تبدي تعبيرات مستهلكة ومفتعلة للتعاطف معك بينما تسخر في أساريرها من معاناتك وأهميتك المزعومة بأقوال من عينة: تقولش متجوزة حسنى مبارك/ شقيان فيه إيه بلا نيلة ده انت موظف قاعد على مكتب طول النهار/ ما كل الرجالة بتشقى علشان تقدر تفتح بيوتها أمال هما عملوا الرجالة ليه...........هاهاهاهاهاها. أو أنها لا تصدق رواياتك من الأساس ظناً منها أنك تبالغ فيما تصف من أهوال اليوم لكي تغطي على نزوات استنفدت ما بقي من طاقتك البدنية والذهنية. ولم لا يساورها الشك وتبقى "خنيقة" وهي تشعر في داخلها بأنها ضعيفة لا يمكن أن تنجح في منافسة غير متكافئة مع زميلة العمل المتأنقة أو صديقة النادي البشوشة أو أي واحدة ملفتة ماشية في الشارع لأن كل هؤلاء لا يعانين مثلها من آثار "الركنة في البيت" التي أهالت على شخصيتها التراب. 5. الطامة الكبرى: أردتها عذراء خجولة انت أول راجل في حياتها (أو هكذا اعتقدت) علشان تربيها على إيديك وتشكلها على مزاجك والحقيقة أن الجانب الآخر من حالة "العذرية المعنوية" التي فرحت بها هي حالة جهل مطبق بعالم الرجال وطبائعهم والاختلافات الهائلة بين الجنسين في طريقة التفكير والمشاعر وكيفية التعبير عنها ولغة الحوار ذاتها والأهداف والأولويات والاحتياجات وقبل كل ذلك إدراك منها لذاتها ومواطن القوة والضعف فيها. وهنا أود أن أوضح أنني لست بصدد الدفاع عن الفتاة التي تقيم علاقات مع طوب الأرض علشان تبقى "العروسة خبرة" على رأي عادل إمام في التجربة الدنماركية (علشان بس ما حدش يفكر يقلب عليا الترابيزة) ولكننى أخاطب في كل رجل يقرأ هذه السطور العقل اللي عرفنا بيه ربنا. تعالوا نتخيل أن رحلة الحياة المشتركة بين رجل وإمرأة تشبه رحلة يقوم بها أحد الطرفين مستخدماً سيارة معقدة التشغيل يسير بها في طريق متعرج تتخلله الكثير من التفرعات والمنحنيات والتقاطعات والمزالق. ماذا يحدث عندما لا يجيد هذا الطرف القيادة ويجهل تماما هذا الطريق؟ مفهوم طبعاً. وأعنى هنا بالسيارة الفتاة ذاتها أو بتعبير علم الذكاء الوجداني درجة معرفتها بذاتها وكيفية توجيه وإدارة هذه الذات. وأعنى بالطريق عالم الرجل بكل تفاصيله.
    --
    صدقت تماما وفي كل حرف، ازدواجية الرجل المصري والعربي الشهيرة، يريدها غبية لتنبهر به رغم عطله من الموهبة، وذكية لتفهمه وتفهم مشاكله دون أن يفصلها وبالاشارة، يريدها بكرا لم ير رجل ظلها على الارض، فإذا عقد القران صارت غانية لعوب كأن القران برنامج ينزل على موذر بورد عقلها فيغير ركام السنين، يريدها معجبة بنضاله وهو جالس على المقهى او في عمل تقليدي، يريدها قوية مع الاخرين ضعيفة معه وتابعة له، وهذا الصنف من الرجال غالبا ... يحصل على العكس تماما  هذا هو انتقام المرأة، عادة ما يرتبط هذا النوع بامرأة ماكرة لها ما يلي من صفات
    • تتسع عيونها انبهارا بكل كلمة ساذجة يقولها وكل موقف عبيط يحكيه، وفي ذات الوقت تدعي أنها تفهمه دوما بإيماءة رأسها وابتسامتها الفارغة كلما تحدث
    • تدوخ مع القبلة الأولى وتظن الأطفال ياتون من السوبر ماركت، ومع ذلك تجيد التفاعل العاطفي
    • معجبة طول الوقت بكفاحه وتسخر منه طوال الوقت مع جارتها وأمها
    • تظهر الضعف وتقوده حيث تشاء وكأنه يقودها، تسحبه من الخلف لو جاز التعبير
    --
    ببساطة شديدة، الفتاة التي سبق لها الارتباط عاطفياً في أكثر من تجربة ولم توفق– وأتحدث هنا عن الفتاة الذكية التي تتعلم من تجاربها لا الحمقاء التي تكرر نفس الخطأ في كل مرة ثم تلوم الزمن والرجال- وإن لم تكن سهلة التشكيل والانصياع كما يريد الرجل فهي أيضا – على الأقل- قد اكتسبت شيئاً من الحكمة في التعامل معه، عرفت أولاً ماذا تريد هي في الرجل الذي تتمنى الارتباط به، أي صنف من الرجال يسعدها وأيهم يشقيها، كيف تتعامل مع انفعالاتها ومشاعرها في المواقف المختلفة، ما الذي يجعل الرجل سعيداً بالعلاقة (غير الجنس طبعا وده مش موضوعنا)، ما الذي يحبه وما الذي يكرهه، متى تقترب منه ومتي تبتعد (برضه مش قصدى في الحيز المكاني)، متى تتكلم ومتى تصمت، متى تجد ومتى تهزل، متى تكون قوية ومتى تظهر ذلك الضعف الأنثوي النبيل المحبب للرجال. --
    نموذج رائع ، لكنك لعلك توافقين انه كالغول والعنقاء والخل الوفي ندرة، او ربما كان نادرا كندرة الرجال الرجال
    --
    ورغم كل ما تقدم، فإننى لا ألوم الرجل وحده مطلقاً، بل هذه ثقافة مجتمع بكلا جنسيه وفي معظم فئاته وثوابت في وعيه الجمعي المشوه. فذلك الرجل يستمد تلك المعايير من دعوات أمه اللي أول ما بيكبر ويشتغل ويبقى مستعد للجواز تقول له "يلا شد حيلك يا حبيبى علشان أخطبلك واحدة حلوة كده زي القمر" (ماقلتلوش زي عطارد أو المريخ أو زحل) أو "روح يا ابنى ربنا يرزقك ببنت الحلال اللي تهدي سرك وتبقى تحت طوعك" (ماقلتلوش الذكية المثقفة الناجحة). ومن ناحية البنات نفسها فهناك ملايين من الفتيات متسقة تماما مع تلك المعايير وشايفة إن ده العادي والطبيعى ودي سنة الحياة وكاتبة هذه السطور بالنسبة لهم واحدة مشعوذة محتاجة تروح تتعالج. طبعا نسينا علا بطلة المسلسل. لأ أفكركم بيها بقى. إذا كانت علا يتحقق فيها كثير من مواصفات الرجل المصري العادي (مش عايزة أقول المتخلف) يبقى ليه أنا متفقة معاك يا د/ إياد إنها مش ممكن تتجوز؟ لأنه صحيح الرجل العادي عايز واحدة ملهاش شخصية تفرح بيه وما تحطش معايير عالية تلزمه بيها لكن هو كمان عايز واحدة قواها العقلية سليمة (أو على الأقل مش في حالة تستوجب العزل) أما علا فهي أوفر، ضاربة، لاسعة، مهيسة، كهربة مخها زيادة شويتين (وكمان ما ظهرتش في المسلسل "مزة" خللى بالك). وإجمالاً للاستفاضة الفظيعة التي أنا عملتها دي عايزة أطرح سؤال: هل من أمل في أن تجد الفتيات اللي عندهم شخصية أزواج مناسبين في يوم من الأيام؟ أترك لكم الإجابة وكل سنة وانتوا طيبين يا جماعة وبتوع الدراما يعملولنا مسلسلات ثرية كده زي "عايزة أتجوز" نقعد نتكلم عنها بالساعات ونملا صفحات على الجرايد والفيس بوك والمدونات وننشغل عن الأسباب الحقيقة للخيبة التقيلة اللي احنا فيها.
    --
    الرجال مكتملي الشخصية والنساء الناضجات موجودون حولنا، لكن أحدهم لا يرتبط غالبا بالاخر، وددت لو اعرف لماذا؟ اما الانشغال بدراما الخاص عن الشأن العام، فالخاص والعام شديدى الارتباط، ولو وجد بيننا الكثير من الرجال الرجال ومن النساء النساء، سيكون لدينا حكام حكام

    تحياتي الفوق عادية لتعليق عبقري

    9.9.10

    حلم بجماليون


    وقف المثال العبقري في ساحة بيته ينظر لمكعب الحجر الخام الضخم أمامه، إنه بجماليون الذي لم تعرف أثينا قبله تلك التماثيل التي تكاد تنطق بحيوية ملامحها وسلاسة وضعيتها، كانت عبقريته تغير وجه عاصمة اليونان القديمة، وتخلق في كل فراغ كتلة من الجمال، وقف الفنان يتأمل قطعة الحجر التي اشتراها لتوه بشغف، في الصباح سيبدأ العمل فيها، ليخرج من جوف الحجر ما لم يخرج من رحم النساء، ليصوغ بيديه معبودته ومعشوقته، المرأة الكاملة التي لم توجد في الأرض من قبل، هو نفسه ليس كاملا ولا حتى مثاليا أبدا، يعرف هذا جيدا، لكن المبدع مجبول على حب الجمال والكمال، المثال يريدها كاملة الجسد بلا شية ولا وهن، الموسيقي يريدها لحنا دائما في حياته، الشاعر يريدها رفيعة كمعانيه، جميلة كصوره، ورشيقة كأوزانه، والقاص يريدها أسطورة لا تنتهي، ولا تفقد قدرتها على إثارة الدهشة الطفولية في عينيه والجذل والخفة في قلبه

    بجماليون قرر أن يصنع ضالته، سيدعوها جالاتيا، وسيصنعها من هذا الحجر المرمري، جسدا نورانيا، وسينتهي منها قبل عيد آفروديت المقبل، وفي العيد سيبتهل لربة الحب أن تبث فيها الروح فتصير معشوقته امرأة تسعى، وعندها سيتزوجها، ولن يعاني وحدته في أعياد الحب ثانية، ولن يظمأ للحب وفي بيته جالاتيا الساحرة، حبيبة من صنع يديه المبدعتين .. كان يتعجل البدأ في العمل لكن يومه كان مرهقا، لذلك قرر أن ينام ملء جفونه، وفي الصباح يبدأ العمل، وقريبا يلتقي وجهه بوجهها الحبيب، تلك التي سكنت خياله عاما بعد عام، حتى أنه كان يخالها حبيسة بداخل الحجر تناديه ليخرجها، فجالاتيا ليست خيالا، لكنها حقيقة ضلت طريقها، وتحتاج وجدانه كي تجد طريقها ثانية من عالم الظلال لعالم الحقيقة والنور، كانت هذه الأفكار تدور بخلد الفنان والنوم يغشى جفونه

    رأى نفسه فيما يرى النائم معها في حديقة غناء، مع جالاتيا التي سكنت أبعد جزر الخيال منذ صباه، لكنها كانت مقطبة الحاجبين ومزمومة الشفتين، كاد يرجوها ألا تفسد ملامحها العزيزة عليه بذلك العبوس القبيح، حين سمعها تقول: ولماذا يتعين علي أن أكون دائما مطابقة لخيالك السقيم؟ أريد أن أكون كما أنا لا كما تريدني
    • خيالي السقيم؟ ولكنك من صنع هذا الخيال
    • كف عن ترديد تلك الأسطورة، لم يخلقني أحد غير الآلهة خلف أوليمب
    وأظلم المشهد ثم أضاء ثانية فإذا بهما في غرفته وقد جلس على حافة الفراش واجلس جالاتيا على ركبتيه ليمشط شعرها ويقبل أطرافه بحنان، قطع المشهد صوتها وهي تقول: ألا تمل من هذا أبدا؟ لست دميتك ولم أخلق لآخذ رأسك المكدود في صدري كل مساء حين تحتاج لبعض الحنان، ولا لتمشط شعري كأني فتاة بلهاء حين تلح عليك أبوتك المحرومة
    • ولكن من يكره الحب والحنان؟
    قامت من فوق ركبتيه وواجهته واضعة كفيها في جنبيها وهي تقول: وهل تستطيع أنت أن تعيش الحب والحنان طوال اليوم؟ بجماليون العظيم يجب أن يعمل طوال اليوم ليحتفظ بمكانته، حتى يظل الجميع في آثينا مأخوذين بعبقريته الخلاقة ويدبجون له المديح، بجماليون النحات العبقري .. بجماليون الفيلسوف الملهم .. بجماليون الكيميائي الماهر .. بجماليون كل شيء، أما أنا فدمية مخزنة هنا لاحتياجاته العاطفية
    • ومن منعك من الخروج؟ من أن تفعلي كل ما شئت؟ من أن تكون جالاتيا أعظم من بجماليون؟
    • وما الفائدة؟ سأظل دوما منسوبة إليك، جالاتيا بجماليون .. أكره هذا الاسم حتى الموت
    • ولكنك تحبين اسم ناركيس؟ الفتى الأبله الذي يداعب أمومتك باحتياجه الدائم لمن يرعاه ومن ينصحه ومن يوجهه، أليس كذلك؟ اذهبي إليه لو شئت، لكن هذا لن يسقط عنك الاسم الذي تكرهين، جالاتيا بجماليون .. لأنك بعض من خيال بجماليون يسعى على الأرض
    • قلت لك ألف مرة لا تقل لي هذا ولا تردد أسطورتك تلك أمامي
    في الصباح بدأ بجماليون العمل في كتلة الحجر الخام، وأخذ يصنع منها تمثالا ضخما لطائر العنقاء الأسطوري يقف على جزع شجرة مقطوعة قاتحا جناحيه، لم يكن ينوي بيعه، فقد عزم على الاحتفاظ به ليذكره بحلمه وبأن فكرة صناعة امرأة فكرة في غاية الحمق، حتى لو كانت امرأة صنعها بيديه وبثت فيها ربة العشق روحها، أبدا لن تثق المرأة المصنوعة في ذاتها بما يكفي لتشعر بنفسها أما للمبدع العبقري، فالأمر يحتاج إلى عبقرية بذاته، والعبقرية لا تصنع ولا تمنح من آفروديت

    10.8.10

    قبلة


    الثغر يدنو للجـــــــــــبين ملبيا

    ويطوف بالوجنات يبدأ حجتي

    مسعاه بين الحــــــاجبين أطلته

    فجفون عينيك صفاي ومروتي

    وختمت مسعاه بخير مناسكه

    من زمزم الشفتين أروي لهفتي

    أقبل الليل يا ليلى

    أقبل الليل يا ليلى من مفرقيك .. كلجة بحـــــــــــرٍ ناعمٍ رقــــــــراقِِ

    أنعم بليل لو طــال يا ليلى بنا .. لم تحفل العينان بغيبة الإشــــــــراق

    ومن يبالي بالشموس ونورهن؟ .. والبدر وجهك جلَّ عن المحـــاقِ

    من ذا يريد الخمر يا ليلى ليسلو؟ .. فليسلُ غيري ولتفنينِِ أشــــواقي

    كؤوس خمرك في عينيك مترعة .. تصب نشواك في لهف أحــداقي

    من ذا يريد الكرز يرشف شهده؟شهد اللمـــا .. وصفوه لي ترياقـي

    كفرت شفايا بالثمــــــــار أوافلٌ .. وتدين بالتوحيد لثغــــــرك الباقي

    30.6.10

    كلام في الحب


    كتبت الصديقة هبة هاشم على الفيسبوك نصا منقولا من أناشيد الإثم والبراءة للدكتور مصطفى محمود رحمه الله يقول فيه: لو سألني أحدكم ما هي علامات الحب وما شواهده؟ لقلت بلا تردد أن يكون القرب من المحبوبة أشبه بالجلوس في التكييف في يوم شديد الحراره وأشبه باستشعار الدفء في يوم بارد، لقلت هو الألفه ورفع الكلفه وأن تجد نفسك في غير حاجه إلى الكذب، وأن يرفع الحرج بينكما فتري نفسك علي طبيعتك دون أن تحاول أن تكون شيئا آخر لتعجبها، وأن تصمتا أنتما الاثنان فيحلو الصمت وأن يتكلم أحدكما فيحلو الإصغاء

    والأمر كما قال مصطفى محمود، وأزيد فأقول أن الحب هو تلك الطاقة السحرية الخلاقة والقادرة على تغيير طبائع الأشياء لمجرد وجود المحبوب في حيز الرؤية أو السمع أو الإحساس، فمع الحبيب يصبح لكأس الماء البارد مذاق أنهار الجنة، ويصير له في الرأس أثر كأثر خمرها، نشوة صرف بغير دوار، وحين تتمشى مع المحبوب ليلا لا تشعر بخطواتك، فكأنك تسير فوق السحاب، وتصبح رائحة الياسمين المتسللة من حدائق البيوت البعيدة أكثر نفاذا لروحك، فتثير فيك قشعريرة من رأسك لأخمص قدميك، فإذا من الحبيب بعناق الكفوف، شعرت في يده مركبا عبقريا من لين ودفء ونعومة، فيتحول كيانك كله إلى أنامل تنبض عشقا

    مع الحبيب تشعر بأن في الكون قلبا ينبض ليؤنس قلبك، ونفس يتردد على إيقاع أنفاسك، وروحا تسري في هدأة الليل لتناجيك من خلف وجه القمر في ليل الشتاء، وعقلا مفعما بك، بما كبر من شئونك أو صغر، فترى في شخص الحبيب تجسدا لصفة الله تعالى "الرحيم"، فالحب رحمة بالبشر، وهو مع الفن آليتان ربانيتان لتخفيف الكبد الإنساني، ولولا الخافق التواق في صدورنا رجالا ونساء لما عمرت الأرض ولا تحققت للبشر خلافة فيها، فحنان الأمومة ثم احتواء الحب هما قمة الشعور الإنساني بتميز الذات، معهما تشعر أن الكون قد خلق لك منفردا

    ومع الحبيب يصبح عبير ثمار المانجو أشهى، وتصبح هبات النسيم في نهار الصيف للنفس أروح، ومعه يصبح لفنجان القهوة أو رشفات الشاي طعم اليقظة والعنفوان والخفة والنشاط، ويصبح للخبز الساخن طعم السلوى، وتصبح ملابس الأطفال في الأعياد أبهى لونا، وتصبح خضرة الشجر أكثر لمعانا بالحياة والرواء

    والحب يلخص الدنيا في شخص الحبيب كما قال شيخنا نزار، قد تغدو امرأة يا ولدي يهواها القلب هي الدنيا، فالطبيعة تغضب لو غضب الحبيب، ويرق الهواء لو رق الحبيب، وتبكي السماء لو بكى وتلتهب الأرض لو اشتكى، ويحرص الحبيب على الحبيب حرصه على الحياة، وفي هذا يقول شاعر مسكين هو أنا
    لا تعجبي من حدبه
    من حرص قلب كالصلاة .. أوجبك

    فلهفي عليك غادتي
    كلهف أب بعد طول عقم .. أنجبك

    6.6.10

    هنا أحبت .. وهنا ترقد


    غريبة هي المشاهد العابرة التي تترك أثرا في معدل ضربات قلبك، وفي تركيب نخاع عظامك، فلو تأملت المشهد أكثر، ربما أضاء روحك وأعاد توجيهك، أمس، على شاطيء مدينة الحمامات بتونس، وعلى بعد خطوات من قلعتها التاريخية التي تعود للقرن الثالث عشر الميلادي، لفت نظري مقعد حجري وحيد من مقاعد الشاطيء كالتي تراها على كورنيش الاسكندرية، كان مشهد المقعد الحجري المنفرد بطول الشاطيء غريبا، وحين اقتربت لأقف أمامه وجدت واجهته الأمامية مغطاة بالقيشاني الشرقي الأخضر، وفي منتصف مسند الظهر،؟ مربع أبيض من القيشاني كتبت فوقه بالإنجليزية وبلون أخضر عبارة تقول: في ذكرى حب آن .. هنا أحبت .. وهنا ترقد

    يا الله، إنه نصب لحب كبير وفراق أليم، ما أشقانا نحن البشر في هذا العالم؟ لم يكن صعبا أن أستنتج أن العاشق المتيم قد اختار هذه البقعة من الشاطيء لأنها تواجه المنطقة التي غرقت فيها محبوبته، ووضع هذا المقعد ليشارك كل من يجلس عليه في قصة الحب والشجن والألم التي هي قصته مع آن، أخذت أقرأ العبارة الرقيقة العذبة ربما عشرات المرات .. لابد أنها كانت حبيبته ورائعته، لابد أن الشمس كانت تشرق من بسمتها، لابد أنها كانت تفهم كيمياء الأنوثة، وكيف تصير الظباء ظباء .. اسم آن متواتر من غرب أوروبا لشرقها، لكن اختياره للغة الإنجليزية يرجح أنها كانت إنجليزية أو أمريكية .. لأسباب تخص علاقتي بالمجتمع الأمريكي ونمطه استبعد خيالي الاقصائي أن تكون أمريكية، فآن هي المحبوبة البريطانية إذن .. لابد أن اللون الأخضر كان المفضل لديها، فقد اختاره للون الكتابة ولون مربعات القيشاني شرقية الطراز، ولو كانت آن رائعة فرائع مثلها هو الحبيب الذي جسد اللوعة والذكرى

    قد يتناسى ليستطيع الحياة، لكنه لن ينسى، ستظل آن في أعمق نقطة من قلبه، وكلما عنت الذكرى سترتسم ابتسامة مقدسة فوق شفتيه، وستلمع دمعتان بعينيه تحاولان الفكاك من بين الجفون، سيهمس باسمها الثنائي الذي يعرفه هو ولا نعرفه نحن، قد يواعد بعدها ألف امرأة وقد يتزوج ويصبح ربا لأسرة جديدة سعيدة، لكنه سيحتفظ بذكرى المقعد الوحيد وقصته السحرية أبد الدهر، ما أروع وفاء البشر لرموز حياتهم الأجمل بعد موتها! عند تلك النقطة أخذني فكري لمنعطف بعيد قريب منها، هو الوفاء للخالدين من الرموز الذين غيبهم الموت عن عيوننا ولم يغيبهم عن وجداننا، ألا نهادن ولا نصانع ولا نقبل التنازلات حين يرتبط الأمر بوفائنا للراحلين العظام، فوجدتني أعيد الحساب في كثير من توجهاتي الفكرية والسياسية، لكن لهذا حديث آخر

    28.4.10

    عن موضوع الفيل والنملة


    عن مقال للأستاذة سعاد عبد الرسول نقلت صديقتي أميرة هريدي تدوينة رائعة حول مشكلة دارجة تواجهها الفتيات البارزات في العمل والمجتمع مع الارتباط، حين تتحول معالم بروزهن الاجتماعي أو العلمي أو العملي التي جذبت الحبيب أو الخطيب أو سمه ما شئت إلى مصادر قلق دائم للمحروس، ويبدأ في طلب التنازلات من الفتاة باسم الحب، فتقدم هذه التنازلات لأنها كما قالت أحد الصديقات في تعليقها تعتبر حياتها العاطفية جوهرا لحياتها بصفة عامة، وهذا صحيح، لكن النهاية كما تقول كاتبة المقال هي مسخ فاقد لمعالمه الشخصية وسماته بل وربما مواهبه وملكاته، ولما كان الموضوع طريفا في موضوعه وعرضه، وزاده حوار الصديقة أميرة مع أقرانها حيوية وطرافة، رأيت أن أحول تعليقي عليه لتدوينة موجزة، فأنا كالعادة منحاز لمدونتي التي أشعر بها كبيتي على الشارع المزدحم المسمى الفيسبوك، والذي لا يمكنك أن تمتلك فيه أكثر من كشك مفتوح من الجوانب الأربعة، وها هي بعض الملحوظات
    • المقال كله دقيق وطريف في تصوير تطور العلاقة كما شاهدناها كثيرا حولنا ألف مرة، لهذا لابد من تحية كاتبته وناقلته أولا
    • كلما كان الرجل أقل تحقيقا لذاته كلما كان أقرب من النموذج الذي أسمته الكاتبة بالفيل المزعوم، أو الذي يحاول أن يبدو كفيل، فهذا النوع من الرجال محدود تحقيق الذات ينجذب عادة للفتاة المتحققة الذات والمتألقة في مجال من المجالات، حيث يشعر حين يحوز إعجابها ثم مشاعرها بشيء من التعويض، من خلال تلك الشخصية المميزة التي فضلته هو عن الجميع، لكن المقارنة تقلقه بعد ذلك وتدفعه لمحاولة تقزيم الفتاة المميزة حتى لا يرهقه التفاوت الكبير بينهما
    • الرجل مكتمل تحقق الذات قد يشعر بالغيرة من نظرة وقحة أو سمجة لفتاته لا يعجبه مضمونها، لكنه لا يتورط في السلوكيات المذكورة بالمقال والتي تعني الشك أكثر مما تعني الغيرة، ببساطة لأنه لا يقارن نفسه بغيره من الرجال، فهم رجال، أما هو .. فهو .. ولا مجال للمقارنة، وهو يثق أنها ترى الفارق كما يراها هو مميزة عن كل أقرانها، لهذا لا يضيق بعلاقاتها في العمل أو النشاط السياسي أو الاجتماعي
    نظرية النمرة
    هي نظرية بسيطة خاصة بالعبد لله الغلبان، ويمكن أن نوجزها في معادلة بسيطة
    تحقق ذات + نضج عقلي أو عمق ثقافي + سعة أفق + أنوثة = نَمِرَة
    ستجد أغلب الأدبيات الذكورية تتحدث عن المرأة المهرة بإسهاب شديد، وهذا لا يخلو من صلف ذكوري، ففي النهاية تشبه المرأة بغض الطرف عن كونها مهرة رشيقة وأصيلة بكيان يمكن ركوبه، والإمساك بلجامه، وتوجيهه يمينا ويسارا، وهو كيان يعرف الرجل المتوسط الذكاء كيف يتعامل معه بحكم الموروث الذهني في المجتمع، أما نموذج المرأة النمرة، فهو حديث في مجتمعاتنا بحكم حداثة تعليم المرأة وخروجها للمجتمع نسبيا، ونمرة واحدة هي مي زيادة رحمها الله ملكت عقول وقلوب رواد التنوير في مصر في مطلع القرن الماضي لندرة هذا النمط وقتها، وحتى اليوم بصورة أو بأخرى

    فالنمرة يمكنك أن تقيم معها علاقة قوية قوامها الاحتواء، وتقدير ذكائها وسرعة بديهتها وشراستها النوعية بحكمة المدرب الخبير بطبائع الكواسر وطبائع الإناث من الكواسر خاصة، وتوظيف ملكاتها مع ملكات المدرب للخروج برقصة بديعة الإيقاع في النهاية، والمدرب القوي، ولا أعني هنا القوة الجسدية بالطبع، ولكن الروحية والشخصية، لا يحتاج أبدا لممارسة قوته ضد نمرته، فهي تشعر بها بفطرتها، وتفهم حدود الخمش والمناورة المقبولة بغير تجاوز، فالمرأة النمرة تحتاج لرجل تشعر بعمقه وتحقق ذاته، ونضجه العقلي الموازي لها على الأقل، فضلا عن الثبات الانفعالي الذي يحسن أن يكون مميزا فيه أكثر منها لاستقامة العلاقة

    في نهاية تعليقي، أكرر طلبي من ناقلة المقال أن تبين رأيها في الجانب الآخر، في معايير الفتيات اليوم في شريك الحياة وما فيها من قصور أراه متعدد الجوانب لو كان رأيي صائبا، وأرى نتيجته المحتومة في تزايد حالات الفشل العاطفي والزوجي

    27.3.10

    الليل وآخره

    أروع ما مثل العبقري يحيى الفخراني، وأحلى أدوار نرمين الفقي، وقمة الروعة من هدى سلطان، في مسلسل يلمس وترا من الأوتار المهجورة






    تتر النهاية




    يوجد خطأ في الأغنية هنا في مربعة ابن عروس للأسف، رغم روعة المطربة صوتا وأداء، فالكلمات في المربعة الأصلية تقول

    ما يرقد الليل مفتون
    ولا يقرب النار دافي
    ولا يطعمك شهد مكنون
    إلا الحبيب الموافي
    --
    العشق في القلب مكنون
    وخافي والقلب غافي
    اصحى يا قلبي يا مجنون
    ويا عيوني لا تخافي

    آرابيسك

    حسن آرابيسك، حسن النعماني، حسن أبو كيفه، قصة رجل مختلف عن زمنه

    ليلة طرب-01

    فن الخمسينات والستينات الخالد يبقى هو الوجبات الوجدانية الكاملة، ومع ذلك، فبعض العلامات من أغاني الثمانينات والتسعينات وحتى مطلع الألفية تبقى بالنسبة لجيلي محورا للشجن

    هشام عباس في أغنيته "آه من عينيها السود" .. طب طنطا في مطلع التسعينات، ذكريات تهاجمنا محفوفة بالنغم والعطر من زمن الحلم الغير محدود بالواقع



    منى عبد الغني .. أحد بسكوتات الطرب في زمن الصبا في أشهر أغانيها في الثمانينات .. يالا يا أصحاب

    11.3.10

    فرائد فريد

    كان لفريد الأطرش رحمه الله ذوقا رائعا في اختيار القصائد التي يغنيها، ولعل أروع قصيدتين لحنهما وغناهما معا بفيلم الخروج من الجنة، والفيلم ذاته أحد روائع السينما الرومانسية المصرية، القصيدة الأولى هي الأشهر .. أضنيتني بالهجر، من كلمات الأخطل الصغير بشارة الخوري

    أضنيتني بالهجر ما أظلمك .. فارحم عسى الرحمن أن يرحمك
    مولاي حكمتك في مهجــــــــــتي .. فارفق بها يفديك من حكمك
    ما كان أحلى قبلات الهوى .. إن كنت لا تذكر فاســــــــأل فمك
    تمر بي كأني لم أكن .. صدرك أو ثغرك أو معصــــــــــــــمك
    لو مر سيف بيننا لم نكن ندري .. هل أجـــــــــرى دمي أم دمك
    سل الدجــــــــــى كم راقني نجمه .. لما حاكى مبسمه مبسمــك
    يا بدر، إن واصلتني بالجفا .. ومت في شرخ الصبا مغرمـــك
    قل للدجى مات شهيد الوفــــا .. فانثر على أكفــــــــــانه أنجمك

    الرائعة الثانية بنفس الفيلم كانت لا وعينيك، من كلمات العبقري كامل الشناوي
    لا وعينيك يا حبيبة روحي .. لم أعد فيك هائما فاســــــــتريحي
    سكنت ثورتي فصار سواء .. أن تليني أو تجـــــــنحي للجموح
    واهتدت حيرتي فسيان عندي .. أن تبوحي بالحب أو لا تبوحي
    وخيالي الذي سما بك يوما .. ياله اليوم من خــــــــــــيال كسيح
    والفؤاد الذي سكنت الحنايا .. منه، أودعته مهــــــــــــــب الريح
    لا وعينيك ما سلوتك عمري .. فاستريحي وحاذري أن تريحي
    الأغنية على يوتيوب
    رحم الله فريد وبشارة والشناوي وألحقنا بهم على خير

    8.3.10

    سلمى حبي أنا


    تسلمي لقلبي يا سلمى
    وتسلم البسمة ع الشفايف
    تسلمي جنة لقلبي
    قلب جاسر .. بس خايف
    تسلمي ضحكة ف عمري
    عمر حافل .. بس ناشف
    تسلمي لقلبي يا سلمى
    وردة زاهية عودها أخضر
    تسلم الضحكة وتكبر
    تكبري وتضوي أكتر
    تضوي روحك في عينيكِ
    ماتخافيش أبدا يا سلمى
    لو تخافي م الضلمة قادر
    أشعل الكون بين إيديك
    لو تخافي من بكرة جايز
    أوقف الزمان عليكِ
    ماتخافيش وبابا عايش
    بابا حي بنور عينيك
    القاهرة في صيف 2009

    5.3.10

    المناجاة الأخيرة


    يا إلهي
    يا إلهي .. يا نورا واصلا بين الأزل والأبد .. يا خالق القطرة الأولى في بحيرة البداية .. وملهم الحياة في الخلية الأولى .. وباعث النبض الأول في عرق الضمير .. يا من توجت كونك بالجمال والجلال .. وأتممت صنعته بابن الإنسان .. هذه نجواي إليك تخرج من بين خجلي وأملي .. خجل ولا يأس .. فاليـأس من رحمتك جهل بمطلق قدرتك .. وهل يرحم إلا قدير؟ هذا مقام عبد أنت به أدرى من حناياه .. أكثر على نفسه أو أكثرت عليه نفسه .. هداه عقله حينا وأضله حينا .. فارتاب في كل أمر لكنه أبدا لم يرتب في ذاتك العلية .. يعرفك باستحالة غياب أنوارك السنية .. عبد أتاك بالذنوب جبالا .. وما له من حسنة غير أنه عبدك بمحض اليقين .. وتقرب إليك بالفكر والنظر .. وناجاك في الليل بصرير القلم وفي النهار بصريح الخبر .. لم يدع يوما لنفسه ولاية ولا حتى فضيلة .. لكنه أحب حياة أنت باعثها وباريها .. وأحب بشرا باهيت بهم يا رب البشر ملائك السموات .. فتمنى أن يشفع له عندك صدق حبه .. ظن الناس أن الأرض إلى خراب وظنها عبدك هذا إلى إعمار وازدهار حتى تتزين وتتخذ زخرفها لتكتمل تجربة الخلق الجليلة .. ظنوا أن الإنسان إلى ترد وانحطاط وظن أنه إلى ارتقاء ونماء.. ورآه كائنا مبهرا رغم النقائص والنقائض .. فتمنى أن يشفع له عندك حسن ظنه .. يا رب، هذا مقام عبد فرط في كل شيء غير العقل والعدل والكرامة ما استطاع لهم سبيلا .. لأنه رأى في الثلاثة صلب التجربة ومحور الكينونة .. هاهو بين يديك يا بديع الكون .. أتاك راجيا رحمتك ونور وجهك .. وهل مثلك يا رحمن مجيب للرجاء؟ وهل غيرك يا حنَّان من الحزن وجاء؟ وهل كنور وجهك للعين والقلب رواء؟
    يا ولدي
    ولدي الحبيب الذي به سررت .. يا قطعة من شغاف القلب نمت فتى يافعا بأمر ربي يسر الناظرين والسامعين .. يا نسختي الأجمل والأكمل .. ويا فرعا فاق الأصل روعة واتساقا .. سيحدثونك يوما عن أبيك يا بني .. فهأنذا أسبقهم بمناجاة أرجو أن يحفظها لك الدهر .. وليس الدهر بحفيظ .. اعلم يا بني أن أباك عاش في الحياة ما عاش .. فاغترف منها ما اغترف .. واقترف فيها ما اقترف .. كابد منها ما كابد وطرب منها لما طرب .. عاش يحاول القرب من ثلاث والبعد عن ثلاث .. عاش يطلب عدل الأفعال وصدق الأقوال وكرامة الرجال .. فأناله الله منها ما نال وأعجزه منها ما نيله محال .. وعاش يتجنب ظلم العارف بظلمه .. وكذب الغني عن الكذب .. وانحناء القامة في كل حال .. خط بقلمه آثاره يا ولدي لتشهد عليه يوم لا يبقى من المرء غير الآثار .. فانظر فيها يا بني وأمعن النظر .. وافخر إن فاخرت بأب عاش في بركة من خنوع ولم يخنع .. وكابد قوما من الطامعين ولم يطمع .. وكان للحياة عاشقا .. لكنه من الموت لم يجزع .. وترحم عليه يا بني إذا ذكرته .. فحسبه أن كان له قلب يذوب حبا ورحمة حين يطالع عينيك .. وكن ما شئت يا ولدي ولكن .. تأبى على الظلم وجاهد نفسك بالصدق واستعصم من خنوع القوم بشموخ الكبرياء، حتى تظل أبد الدهر ابني الحبيب الذي بخ سررت

    يا بنيتي
    يا غادتي الأروع ولحني الأبدع، يا بسمة دونها البسمات ولفتة دونها اللفتات وخطوة تركع بين يديها الخطوات .. يا سلواي عن فقد الأحبة وعوضي عن افتقاد الحنان .. ويا رحمة بالقلب تنزلت من الكريم المنان .. أتراك يا صغيرة تذكرين في قادم الأيام رجلا كانت بسمتك لعمره رواء ولروحه صفاء؟ أتراك تذكرين أبا كانت قبلتك فوق وجنته رجاء أي رجاء؟ لإن نسيت يا صغيرتي فاذكري .. أن اسمك كان على شفتيه سيد الأسماء .. وأن وجهك كان لعينيه سيد الضياء .. لأجل عينيك يا صبية تبرأ من بداوة الصحراء وجهالات الجهلاء .. ولأجل المرأة التي ستكونين يوما أعلى من شان كل النساء .. عاش في مجتمع الذكور رجلا .. حتى تكونين يوما أميرة بين النساء .. فلا تقبلي غير الأعالي مطلبا .. وغير اكتمال الذات رجاء
    ----
    من مفكرة أحد رهبان الفكر قبل نياحته

    27.2.10

    لن أحبك - قصيدة يتيمة


    قصيدة سحقها اليتم، ووسمها بميسم الحزن في مهدها، فقد ولدتها عاطفة قوية قاهرة جموح غير مسبوقة، فياضة بالشباب واعدة بالحياة، لكنها ما كادت تضع طفلتها الأولى، قصيدتها الأولى، حتى قتلت غيلة بيد مجهولة الهوية والدافع، فتركت قصيدة يتيمة، قصيدة لن أحبك

    لن أصف عيونك باللآليء

    لن أصف شفاك بالثمـــــــار

    لن أصف الخز بوجنتيك

    لن أصف جبينك بالنهار

    لن أرصد النور في كفيك

    ولن تسبح باسمك الأشعار

    أنا لن أهواك .. فاطمئني

    فقد هويتك .. والهوى أقدار

    ولم تريني يوما .. ولم أرك

    لكنني

    بالغيب آمنت بلحظك القهار
    ***

    فلقد قرأتك والعباب يحيطني

    فعرفت فيكِ آخر الشطآنِ

    ولقد عزفتك والهموم ترومني

    فكان لحنك سلوتي وأماني

    أردت أكتبك .. فناوئني القلم

    وكان لي طيعا كبناني

    أنا سيد الكلمات .. ها قد غدا

    قلمي يردد في الملا عصياني

    وهاك شعر صبابتي مبدد

    ما بين حنجرتي وبين لساني

    لا تحسبي أني عشقتك برهة

    فقد انتظرت على مدى أشجاني

    وكم ارتقبتك من غيوم وحدتي

    وكم افتقدتك في اغتراب زماني

    كم كنت طيف الكرى بسهدي

    وكنت حلم الدفء لليلي البردانِ

    وكم حفظت عن الهوى أسراره

    لأجل عينيك .. وكم ادخرت حناني

    للناس فيم يعشقون مذاهب

    وقد اصطفيتك في الهوى إيماني

    أنا ما وصفتك يا إيمان قلبي

    فالشعر لا يكفي .. ولست رباً

    لأنزل في عينيك قـــــــــرآني

    12.2.10

    المصريات لا يفضلنه بجماليون


    قالت الصديقة الذكية: ولكن المصريات لا يفضلن الرجل الرومانسي بوجه عام، قالتها وكأنها تذيع سرا ولهذا تعجبت حين غابت عني علامات الدهشة، ووجدتني أصفق لهذا الاستنتاج الصائب جدا، لكنها غضبت حين علقت بدوري قائلا أن المرأة المصرية مازالت تحتفظ برواسب من زمن الحريم تسببت في هذا، لقد عرفت هذا مبكرا في حياتي ولم أجد غيره تفسيرا لكثير من الظواهر الحريمي في مجتمعنا، فقد تسبب القهر في عصور متتالية كان آخرها العصر العثماني في تحور وخلط مفاهيم لدى المرأة عن الرجولة ومعناها، فبينما تظهر قوة الرجل في ميدان عمله أو في الحياة العامة أو حتى في الأدب والفكر وغيرها من مجالات، نرى أن البيت ليس مجالا لممارسة تلك القوة، وعادة ما يتمسك المهمشون من الرجال فقط بممارسات تحمل معنى القوة والتسود على القوارير في بيوتهم لأنها المجال الوحيد الذي يسمح لهم قصور همتهم ومحدودية إمكاناتهم من تحقيق الذات فيه، فنموذج أسد علي وفي الحروب نعامة الذي قالته أعرابية في زوجها مازال يصدق في نسبة كبيرة من رجالنا اليوم، ومازالت المرأة تفضل هذا النموذج المستأسد بسبب الخلط بين سلوك الرجال والمسترجلين، الحقيقة كانت بذاتها معلومة لدي من زمن، وإن كنت أظن بوجود استثناءات من تلك القاعدة، لكن هذا لم يمنعني من تقدير شجاعة الاعتراف بهذا من صديقة هي نفسها مصرية

    إذن لكل صديق من الرجال الرجال، الذين بمجيئهم كما تقول مستغانمي تتغير الأقدار، لكل منهم أقول: لو كنت تعرف تاريخ الأنهار وأسماء الأزهار وبلادا يبيعون فيها المحار فلا تحب مصرية، لو كنت تقترف الأشعار وترتكب الشجن فلا تحب مصرية، لو كنت دارسا للغة الموج ولغة الطير ولغة النور فلا تحب مصرية، لو كنت جليا كشمس الضحى، صريحا كبياض الثلج، رقيق النفس كهبات النسيم فلا تحب مصرية، لو كنت باحثا عن الحب والحقيقة فلا تحب مصرية، المصريات يا عزيزي لا يفضلنه بجماليون، التوجه غربا هو الصحيح برغم تراثك الإيزيسي، فإيزيس نفسها رحلت عن وادي الحريم، وهاجرت غربا
    ---
    حسبتني تحدثت كثيرا فيما مضى عن وكسة الرجال في بلادنا، وبالقدر الذي يحميني من مظنة التحامل على المرأة، ولكن نبهني اقتراح الصديقة سكوت هنصوت بوجوب التنويه، هنا رابط مقالي حفريات رجولة، فمقصدي الإجمالي كان رصد الخيبة العامة التي حلت بنا رجالا ونساء

    23.1.10

    بل كلهن سارة-02


    تحدثنا في التدوينة السابقة عن رجال من نوع خاص اخترنا له اسم همام، وهو الاسم الذي اختاره العقاد لنفسه في روايته سارة، وتحدثنا عن صفات هذا النوع من الرجال، وقلنا أن كل همام عبر التاريخ عاش الجزء الأوفر من عمره باحثا عن سارة، ومعظمهم لم يجدها وانتهى لقرار صارم بالتوقف عن البحث والاقلاع عن المرأة، فما هي صفات سارة؟ المرأة الحلم التي يبحثون عنها؟ ونكرر ثانية ألا علاقة لصفاتها بصفات سارة في رواية أستاذنا العقاد، وليست لسارة صفات محددة بعينها، لكن لها علامات كعلامات المهدي المنتظر، وكل منتظر، تلك هي كما أراها
    1. كل أنثى هي نمرة بطبيعتها، ولأن سارة أنثى سليمة الفطرة فهي نمرة لا ريب فيها، بكل ما في النمرة من كر الأنثى وفرها، من كيدها وذكائها، من قسوتها الحميمة وحنانها الانتقائي
    2. همام رجل يخلط بالضرورة بين العام والخاص، بين الوطن والحبيبة، بين الدين والفكر والفلسفة، ولهذا فلابد لسارته حتى تفهم طبيعة عاطفته أن تكون لها قضيتها الخارجة عن ذاتها، أيا كانت تلك القضية، سيحب همام فيها عفوية الأنثى، وحنان الأم، وحميمية الوطن، وسمو العقيدة، وصلابة المبدأ، ولن يرضى بغير أن تحب هي فيه ثبات الحسين، وشجاعة العز بن عبد السلام، وجرأة اعبد الله بن المقفع وعبقرية ابن رشد
    3. سارة كاريزمية بطبيعتها وتكوينها، فهمام لا يريد امرأة يرتديها ثم ينساها، لكنه يبحث عن رفيقة درب، ولن يرضى بامرأة ينكحها، لأنه يبحث عن امرأة يقترن بها
    4. تبحث بدورها عن همام، عن آخيل، عن الرجل الذي تتغير حين يأتي الأقدار كما تقول أحلام مستغانمي (سارة أصيلة هي بالمناسبة) ولكن طبيعتها كامرأة غالبا ما تحجبه عنها، وفي هذا مأساة همام، كل همام، وربما كانت مأساة سارة كذلك
    مأساة همام .. كل همام
    لصاحبنا همام مشكلتان مع فردوسه المفقود، وخاتمة النساء .. سارة، المشكلة الأولى عامة يشبه فيها همام وسارة غيرهما، والثانية تخصهما وحدهما، أما العامة فهي أن همام كرجل تجريدي تماما، يتعامل مع الأثير والشحنات الموجبة والسالبة في الكون والأطياف الغير مرئية للشجن والهموم والسرور وكل شيء، وعلى نقيضه سارة كامرأة، تجسيدية تماما، ولادة بفطرتها، تمنح الأشياء من حولها طولا وعرضا وارتفاعا حتى لو كانت مشاعرا وأفكارا، همام مخلوق آني، يعيش لحظة بلحظة، يتذوق كل لحظة بفرحها أو ترحها للحد الأقصى، ويحول الماضي لذكريات تحمل الأشجان، أما سارة فامرأة، تريد ضمانا لفرح يدوم وترح تسد أبوابه، وتحلل الماضي لتبني المستقبل المجسد واضح المعالم فوق أساسه، همام رجل وسارة امرأة، تلك مشكلتهما الأبدية، أن الشيء المشترك الوحيد بينهما هو عدم قبول الحلول الوسط، وفضلا عن هذا كله، لهمام مع سارة مشكلة أخرى أكبر، هي المشكلة التي تخصهما وتميزهما عن غيرهما

    عادة ما يدخل الرجل قلب المرأة وهو يرتدي إهابا من ثلاثة، وقد يكون الإهاب حقيقيا أو مصطنعا في الحالات الثلاث، أما الأول فهو إهاب الصياد الذي يستنفر النمرة في المرأة، جريء حد الوقاحة، ذكي بما يكفي ليجعلها تبتسم، ويعرف كيف يظهر لعينيها، وتحت هذا النوع يندرج أغلب نجوم السينما العالمية والمصرية من الرجال، اما الإهاب الثاني فهو للطفل اليتيم، الذي يستدر أمومة المرأة الكامنة، الرجل الهش الذي يحتاجها بكل كيانه، ويعطيها دوما الشعور بأنه بغيرها هالك لا محالة، نموذج عبد الحليم حافظ مثالي لهذا النوع من الرجال هادئي الصوت واللفتات، ويبقى الإهاب الثالث وهو إهاب أبو العيال، الرجل الذي يوحي بالثقة والذي يحاول التمسك بمثالياته لأبعد حد، الزوج ورب الأسرة المثالي، ومشكلة همامنا أنه لا يستطيع أن يتخذ لنفسه إهابا من هذه الثلاث، لأنه أولا شديد الاعتزاز بذاته الجموح، ولأنه ثانيا يبحث عن سارة التي تبحث عنه هو وليس سواه

    همام والمرأة
    خلال رحلة حياته، يلتقي همام بعشرات النساء، بعضهن يمر مرور الكرام، وبعضهن يخلفن علامات سطحية وأخريات يخلفن علامات شديدة الغور في ذاكرته وقلبه، باحثا بينهن عن سارة التي لا يجدها في أغلب الأحوال، ولاقتراب ملامحه من ملامح نموذج رب الأسرة تتصور كثيرات أنه هو، وعادة ما تحاول المنتميات لهذا الصنف من النساء الباحثات عن أبي العيال القرب منه، وغالبا ما يفشلن فشلا ذريعا، وقد تتصور بعض الباحثات عن إهاب الطفل اليتيم أنه هو كذلك، لكنهن سرعان ما يكتشفن الخطأ، أما الباحثات عن الصياد فلا يروقهن همام ولا يرقن له، وكفى الله المؤمنين القتال

    المثير أن أغلب الرجال من طراز همام أرض-أرض في التاريخ انتهوا لقرار العزلة والرهبنة الفكرية، لقرار الاقلاع عن المرأة وعن محاولة العثور على جالاتيا، أسطورة بجماليون التي صنعها بيديه من بنات أفكاره وسقط في هواها، واليوم أجدني لا أعجب إطلاقا من هذا القرار الذي وصل إليه كل منهم بعد رحلته الخاصة، فكل الشواهد تقول أن جالاتيا وهم كبير، وأنها لو وجدت سنفضل ناركيس على بجماليون كالعادة، فالتاريخ يعيد تمثيل جرائمه فينا دائما

    بل كلهن سارة-01


    عنوان طريف لمدونة تحولت إلى كتاب مؤخرا، وكان اسمها "كلنا ليلى"، وهي مكونة من مجموعة من ناشطات حقوق المرأة، ولا تحمل المعارضة اللفظية في عنوان موضوعنا معارضة موضوعية للمدونة، لكنها مجرد مفارقة خطرت لي وأنا أفكر بموضوعي هذا لعدة أسابيع، ولم أكن في يوم من الأيام متحاملا على المرأة، بل آمنت دوما ومازلت أومن بقول بلزاك (المرأة مخلوق أقرب للكمال، لأنها خلقت بخصال بين الرجل والملائكة)، أما سارة في العنوان فهي بطلة رواية العملاق عباس العقاد الشهيرة، ولا نعني به كذلك الجانب المشتهر بين العامة من شخصية سارة، الفتاة الغير متدينة والغير عابئة بالأخلاق والتقاليد والعادات، بل نعني به ما أراد العقاد (في رأينا) تصويره، وهو المرأة الفطرية في غياب أي رادع خارجي من الدين أو الخلق أوالتقاليد، لأن العقاد أراد سارة بحثا في شخصية المرأة أكثر منها رواية، وهكذا كانت، ولما كنا نعرف أن النقاد تعارفوا في معظمهم على كون همام بطل الرواية الذي أحب سارة ثم قرر أن يفطم نفسه من هذا الحب هو نفسه عباس العقاد (وهذا منطقي بالنسبة لمفكر نرجسي أن يصور ذاته في شخوص أعماله) فلنا أن نعتقد أنه لم يعن بسارة امرأة بعينها، ولكن المرأة بصفة عامة، ولنا أن نقول أنه كتب سارة في صورة قرار صارم بتعقيم الجانب العاطفي من ذاته، قرار الرهبنة الفكرية، والذي اتخذه قبله كثير من كبار المفكرين وعمالقة الأدب عبر التاريخ، وموضوعنا اليوم يبحث السبب وراء سوء الحظ العاطفي لتلك الباقة من العباقرة الذين يحصون في الزمن الواحد بالآحاد، ثقافة وموهبة وشموخا، والتي دفعت بهؤلاء لاتخاذ قرار الرهبنة الفكرية بدرجات متفاوتة وفي أعمار مختلفة

    كلهم همام
    ما هي مشكلة رجال بحجم أحمد رامي، عباس العقاد، جورج برنارد شو، شوبان، شكسبير، وأناتول فرانس مع المرأة بوجه عام؟ ومع المرأة الحلم بوجه خاص؟ مشكلتهم برأيي لم تكن عداء للمرأة كما قد يظن البعض، بل ربما كانت المشكلة فرط حب لها، لكنه حب من نوع خاص، أو حب لنوع خاص من النساء، نوع تصوره هؤلاء جنة أرضية، وقضوا جل أعمارهم يبحثون عن ذاك الفردوس المفقود فلم يجدوه، فكتبوا من واقع لوعة الشوق والفقد ما ظنه الناس عداء للمرأة. لكن ما الذي يجمع تلك الكوكبة من الرجال مع تباين الزمان والمكان؟ تقديري أن هناك العديد من الخيوط المشتركة بينهم كما نفهم من سيرتهم وتاريخهم المتواتر، ألا وهي
    1. النرجسية الأدبية التي تجعل الكاتب يتطلع للكون انطلاقا من ذاته
    2. الكبرياء الشديد الناجم عن النرجسية
    3. موسوعية الثقافة المحلية والعالمية لكل منهم وفقا لطبيعة عصره ومجتمعه
    4. غزارة الإنتاج الفكري والأدبي
    5. الدور المرموق لمعظمهم في الحياة العامة والعملية
    6. النزعة الوطنية الثائرة على الطغيان والشجاعة في الحق
    7. التدين الصوفي الغير تقليدي
    تلك هي صفات همام في الرواية وصفات هؤلاء العظماء في الحياة، فما هي صفات المرأة المستحيلة التي كانوا يبحثون عنها حتى أعياهم البحث فقرروا الرهبنة؟ تلك الصفات نتحدث عنها في تدوينة قادمة بأمر الله