وقف المثال العبقري في ساحة بيته ينظر لمكعب الحجر الخام الضخم أمامه، إنه بجماليون الذي لم تعرف أثينا قبله تلك التماثيل التي تكاد تنطق بحيوية ملامحها وسلاسة وضعيتها، كانت عبقريته تغير وجه عاصمة اليونان القديمة، وتخلق في كل فراغ كتلة من الجمال، وقف الفنان يتأمل قطعة الحجر التي اشتراها لتوه بشغف، في الصباح سيبدأ العمل فيها، ليخرج من جوف الحجر ما لم يخرج من رحم النساء، ليصوغ بيديه معبودته ومعشوقته، المرأة الكاملة التي لم توجد في الأرض من قبل، هو نفسه ليس كاملا ولا حتى مثاليا أبدا، يعرف هذا جيدا، لكن المبدع مجبول على حب الجمال والكمال، المثال يريدها كاملة الجسد بلا شية ولا وهن، الموسيقي يريدها لحنا دائما في حياته، الشاعر يريدها رفيعة كمعانيه، جميلة كصوره، ورشيقة كأوزانه، والقاص يريدها أسطورة لا تنتهي، ولا تفقد قدرتها على إثارة الدهشة الطفولية في عينيه والجذل والخفة في قلبه
بجماليون قرر أن يصنع ضالته، سيدعوها جالاتيا، وسيصنعها من هذا الحجر المرمري، جسدا نورانيا، وسينتهي منها قبل عيد آفروديت المقبل، وفي العيد سيبتهل لربة الحب أن تبث فيها الروح فتصير معشوقته امرأة تسعى، وعندها سيتزوجها، ولن يعاني وحدته في أعياد الحب ثانية، ولن يظمأ للحب وفي بيته جالاتيا الساحرة، حبيبة من صنع يديه المبدعتين .. كان يتعجل البدأ في العمل لكن يومه كان مرهقا، لذلك قرر أن ينام ملء جفونه، وفي الصباح يبدأ العمل، وقريبا يلتقي وجهه بوجهها الحبيب، تلك التي سكنت خياله عاما بعد عام، حتى أنه كان يخالها حبيسة بداخل الحجر تناديه ليخرجها، فجالاتيا ليست خيالا، لكنها حقيقة ضلت طريقها، وتحتاج وجدانه كي تجد طريقها ثانية من عالم الظلال لعالم الحقيقة والنور، كانت هذه الأفكار تدور بخلد الفنان والنوم يغشى جفونه
رأى نفسه فيما يرى النائم معها في حديقة غناء، مع جالاتيا التي سكنت أبعد جزر الخيال منذ صباه، لكنها كانت مقطبة الحاجبين ومزمومة الشفتين، كاد يرجوها ألا تفسد ملامحها العزيزة عليه بذلك العبوس القبيح، حين سمعها تقول: ولماذا يتعين علي أن أكون دائما مطابقة لخيالك السقيم؟ أريد أن أكون كما أنا لا كما تريدني
بجماليون قرر أن يصنع ضالته، سيدعوها جالاتيا، وسيصنعها من هذا الحجر المرمري، جسدا نورانيا، وسينتهي منها قبل عيد آفروديت المقبل، وفي العيد سيبتهل لربة الحب أن تبث فيها الروح فتصير معشوقته امرأة تسعى، وعندها سيتزوجها، ولن يعاني وحدته في أعياد الحب ثانية، ولن يظمأ للحب وفي بيته جالاتيا الساحرة، حبيبة من صنع يديه المبدعتين .. كان يتعجل البدأ في العمل لكن يومه كان مرهقا، لذلك قرر أن ينام ملء جفونه، وفي الصباح يبدأ العمل، وقريبا يلتقي وجهه بوجهها الحبيب، تلك التي سكنت خياله عاما بعد عام، حتى أنه كان يخالها حبيسة بداخل الحجر تناديه ليخرجها، فجالاتيا ليست خيالا، لكنها حقيقة ضلت طريقها، وتحتاج وجدانه كي تجد طريقها ثانية من عالم الظلال لعالم الحقيقة والنور، كانت هذه الأفكار تدور بخلد الفنان والنوم يغشى جفونه
رأى نفسه فيما يرى النائم معها في حديقة غناء، مع جالاتيا التي سكنت أبعد جزر الخيال منذ صباه، لكنها كانت مقطبة الحاجبين ومزمومة الشفتين، كاد يرجوها ألا تفسد ملامحها العزيزة عليه بذلك العبوس القبيح، حين سمعها تقول: ولماذا يتعين علي أن أكون دائما مطابقة لخيالك السقيم؟ أريد أن أكون كما أنا لا كما تريدني
- خيالي السقيم؟ ولكنك من صنع هذا الخيال
- كف عن ترديد تلك الأسطورة، لم يخلقني أحد غير الآلهة خلف أوليمب
- ولكن من يكره الحب والحنان؟
- ومن منعك من الخروج؟ من أن تفعلي كل ما شئت؟ من أن تكون جالاتيا أعظم من بجماليون؟
- وما الفائدة؟ سأظل دوما منسوبة إليك، جالاتيا بجماليون .. أكره هذا الاسم حتى الموت
- ولكنك تحبين اسم ناركيس؟ الفتى الأبله الذي يداعب أمومتك باحتياجه الدائم لمن يرعاه ومن ينصحه ومن يوجهه، أليس كذلك؟ اذهبي إليه لو شئت، لكن هذا لن يسقط عنك الاسم الذي تكرهين، جالاتيا بجماليون .. لأنك بعض من خيال بجماليون يسعى على الأرض
- قلت لك ألف مرة لا تقل لي هذا ولا تردد أسطورتك تلك أمامي
4 comments:
جميلة .... !!!!!!!!!!!!!!!
أشكرك يا عزيزتي، تقبلي تحياتي
شكرا لبحماليون عشان قدر يفهم ان المراء ليست دميتة التى يتسلى بها وقت ضيقة يارب ناس كتير تفهم
وربما وجدها دمية كثيرة المشاكل يا صديقتي :) تحياتي وتقديري وشكري
Post a Comment