10.4.07

سفر الرؤيا الثاني

حلمٌ آخر مثل "سفر الرؤيا الأول" ، هو الآخر كأنه عين الحقيقة، أو حقيقة كأنها أحلام، و الفارق، ثلاثة عشر عاماً ، و مازالت توراة الحب لم تنتهي و لا توشك على الانتهاء!



هبطت ربــــــــة القــمر من أعالـيها

تنزلت كوحـي السمــــا بقلب راعيها

من بريق النجــم .. قبســـــت عينيها

من شموخ الجبال .. نحــــتت نهديها

و من رواء البحر صاغت حواشيها
***

"عشتار" من خصـــــــــــــوبة بابل

"إنان" من الأمجــــاد السومـــــرية

"فرايا" من نجــم الشمـــــــــــــــال

و "ريان" ربة القمــــر السيلــــــتية

عنهن جميعاً هبطـــــت وحـــــــــياً

و لهنَّ جميعـــــاً كانت نبــــــــــــيَّة

كنبع الحياة تفجرت أنثى وحـــشية
***

هل كان حـلماً ؟ .. لا لم يكــــــــن

كانت معي .. بداخلي و بأضلعـي

ذُقتُ الرحــــــــــــيق من شفـــاها

هَمَسَت بالحب في مسمــــــــــعي

هدهدتها بذراعي

وسدتها صــدري

و بشعرها تباركت أصـــــــابعي
***

و ضممتها

و ذبت و ذابت فلا زمان و لا مكان

و رحنا ســــــــوياً لأرض الحنـــان

بقدس نهديها أقمت صـــــــــــــلاتي

لآلهة العشــــــــــق في كل زمــــان

و من صدري رشفت كؤوس الأمان

فذابت حنايــــــاها و أطلقــت العنان

ترنمت عشقاً شهياً، فانبعثت الألحان
***

و ضمتني

رأساً و صدراً و ساقاً و ذراعــــــــا

و بشــــوق ألف عامٍ ضممــــــــــتها

و إشتعل العشق دفأً .. و الدفأُ شــاعا

تحطمت كل القيود

تجددت كل الخيوط

و الخوف و الحزن بالحب ضــاعا

و أرسلت الربات للعـاشقـــين نوراً

فصارا إلهين .. و النــــــاس أتباعـا
***

و يملأ الكون ذاك الــــــــــــرنين

تنشق جفوني و تنقشع غشاوتـــي

فأراني بالفراش وحيداً كالجـــنين

حلق يبطنه الظــــــمأ

جوف يعصره الطوى

و القلب يضــنيه الحـــــــــــــنين

و يعود المكان للمكان

و يعود الزمن أياماً و ســــــــنين

و أعود وحدي أنتظـــر

يوماً في الحلم أو الصحو تعودين

لتنسكبي في عطش القلب

لترتجي في ملل الـرأس

لتشتعلي دفأً .. بذلك البرد اللعين

كلنا يشتاق شمسك

دفأً و احـــــــتراقاً

و أنت الشمس بعلاك .. لا تشتاقين

EyaD
القاهرة في ربيع 2007