3.10.10

من هو الرئيس؟


تعرف الشعوب التي انتزعت حريتها وحققت الديمقراطية تماما ما هي مهام رئيس الجمهورية وطبيعة عمله، وبالتالي ما هي المؤهلات المطلوب توافرها في شخص المرشح لهذا المنصب الرفيع، وفي غمار المعارك الكلامية الدائرة بين الأصدقاء من حملة ترشيح الدكتور البرادعي للرئاسة (ممن أحترمهم رغم الخلاف) وبين دعاة التوريث من حاشية السيد الوريث جمال مبارك (ممن أحتقرهم فضلا عن الخلاف)، ومثلهم رعاة التمديد لمبارك الأب (أقترح عليهم تسمية حملتهم مبارك كمان وكمان) وبين الأصدقاء الأقرب لتوجهي الشخصي من حملة قادرون لترشيح النائب حمدين صباحي، استوقفتني بعض التعليقات والكلمات التي تقال وتكتب هنا وهناك عن صفات الشخص المناسب كمرشح رئاسي، والتي تعكس عورا جوهريا في إدراك الجماهير لطبيعة عمل الرئيس وبالتالي مؤهلاته، والجماهير معذورة لأن تلك المعرفة في نظر النظام تعد من ضروب البلاسفيمي أو المعارف المحرمة في الأنظمة القمعية، ولنبدأ في التعليق على بعض تلك الأقوال المرسلة التي أطلقها الغرض حينا والجهل أحيانا

ما لا يهمك في الرئيس
  • قال أسامة سرايا: الرئيس مبارك طيار ولديه سرعة رد فعل هايلة وهذه أحد سمات القيادة ... هي فعلا من أهم سمات القيادة .. قيادة السيارات .. وده على أساس إن مصر عربية نقل مقطورة هيسوقها وتفيده سرعة رد فعله في تجنب الحوادث، وطبعا ممكن يكتب على المقطورة "مصر دي مش ورث .. دي جاية بخلع الضرس" وكذلك "جمال أخو علاء" وهكذا .. شر البلية ما يضحك، لكنه ضحك كالبكا
  • قالوا: جمال ده متعلم كويس قوي وكان بياخد ستار في المدرسة .. طيب هايل، ممكن نجيب له شيكولاتة أو بلاي ستيشن مش ننتخبه رئيس
  • قالوا: يا عم خلينا في اللي نعرفه، أهو على الأقل شبع، لسة هنجيب حد تاني يسرقنا من أول وجديد .. رائع جدا منطق الولايا ده، كأننا بنتكلم عن مقاول حرامي هنسيبه يكمل المقاولة وأمرنا لله، مش عن حاضر ومستقبل بلد ومصير شعب
  • قالوا: مش مهم مين يمسك، أي حد إيده نضيفة ... والنزاهة لاشك شرط أولي لمن يشغل المنصب، لكن الاكتفاء بها ممكن لو كنا نتحدث عن شغالة أو دادة وليس رئيس جمهورية، ولو جاءنا غدا رئيس نزيه لكنه ليس حصيفا بما يكفي فسيبيع الفاسدون المتوغلون قصر الرئاسة وهو فيه ولن يستطيع لهم منعا
  • قالوا: واحنا في تلك الساعة لما يبقى الرئيس بتاعنا عالم ذرة .. كويس قوي، بس أولا البرادعي محامي ودبلوماسي مش عالم ذرة، ثانيا عالم الذرة سيكون في الأغلب رئيسا فاشلا، فالأكاديمي المميز يكون عادة أحادي الأفق والاهتمامات وهذا يتعارض مع مقومات القيادة السياسية
  • قالوا: حمدين هو الأحق، اعتقل 13 مرة بسبب مواقفه .. ولا شك أن النضال الوطني يضاعف مصداقية حمدين وله دلالته، لكنه بمفرده لا يجعله أحق من غيره لأن الرئاسة ليست مكافأة على النضال، وإلا كان أحمد فؤاد نجم أحق من حمدين
  • قال مصطفى الفقي: الرئيس يجب أن يحوز رضا أمريكا وإسرائيل .. ما شاء الله! ما رأيك يا دكتور في عزام عزام؟ أو أحد المصريين الحاملين للجنسية الصهيونية؟
  • قالوا: جمال عنده خبرة علشان متربي في بيت الرئيس .. ممم .. ده حيث إن الريس بياخد شغل الرياسة يخلصه في البيت؟ والولاد يعملوا مراكب بالقرارات الجمهورية؟ ويشخبطوا ع الموازنة؟
في حديث لاحق نفصل المؤهلات التي يحتاجها منصب الرئاسة عموما في أي بلد، ثم نتطرف لما نراه ضروريا للرئيس المصري في المرحلة الراهنة، من باب التوعية السياسية طبعا وليس من باب التطبيق، لأن الدستور المعوج يجعل كل هذا الكلام غير قابل للتطبيق

2 comments:

عايشه للإسلام said...

مفيش كلام ممكن يوصف مدي روعه البلوج
بجد توحفه خرافه اخر حاجه
لدرجه انى بدات الاقي فيها فلسفه العلوم وكإنك انت بشكل ما فيلسوف علم
التحليل رائع .. رؤيتك للموضوعات غير عاديه .
. بتجبر القارئ انو يقتنع وعن رضاا تام
==
سعيده بمروري لمدونتك

Dr. Eyad Harfoush said...

أنا الاسعد استاذة حياة بمرورك اذ نتج عنه تعليقك الكريم والمشجع، تقبلي تحياتي وشكري