الكار بالفارسية والكردية هو الصنعة، والكارخانة هي محل الصنعة أو الورشة، وكاريير الانجليزية مرتبطة بها، إذ تلتقي الفارسية مع الإنجليزية في الأصل الهندو-أوروبي القديم، أما الرئاسة فكلنا يعرفها حتى السأم والمقت، وقد تناولنا في النوت السابقة بعض ما يتداوله الناس من أقوال حول مرشحي الرئاسة في مصر، وهنا نعرض ما نراه أهم مقومات المرشح المناسب لمصر في ظروفها الراهنة، ونحن هنا لا نتحدث عن رئيس لأمريكا ستكون مهمته القيادة الملهمة للفريق في تنفيذ سياسة الحزب الذي رشحه، بل نتحدث عن رئيس سيضطلع بقيادة وطن في حالة انحطاط اقتصادي واجتماعي وشبه انفلات أمني وخواء سياسي، فضلا عن مؤسسات مهترئة ودستور به عور شرعي، وعليه يجب أن تكون لفترة ولايته الأولى أهداف مصيرية وخطة عمل واضحة، وكل هذا سيقتضي مرشحا استثنائيا
مؤهلات الرئيس
لو حاولنا تطبيق القائمة السابقة على المرشحين الشعبيين ممن يحول الدستور بمواده الحالية بينهم وبين الترشيح لوجدنا ما يلي
- الاقتصاد أخطر من أن يترك للاقتصاديين، هكذا قال أحد رؤساء الولايات المتحدة (أظنه روزفلت) وهو محق بالطبع، لهذا يتعين على رأس الدولة أن يكون ملما بالاقتصاد الدولي ومتابعا جيدا لتطوراته، ولديه بصورة عامة الحس الاقتصادي الذي يمكنه من نقد الخطط الاقتصادية التي يقترحها الوزراء والخبراء في إدارته
- الممارسة السياسية في مصر بما يكفي، أو على أقل تقدير المتابعة اللصيقة للحياة السياسية فيها، حتى تكون لديه خبرة تعصمه من استخدامه بواسطة بعض القوى السياسية المصرية كما حدث مع الرئيس محمد نجيب قديما وكما حدث مع البرادعي أمس القريب، خدع الوفديون والإخوان الرئيس نجيب قديما وأوهموه أن الشعب والجماهير معه ثم تركوه في أزمة مارس عاريا، وخدع الإخوان البرادعي مؤخرا وأوهموه بتحالف انهار مع صفقتهم الانتخابية مع النظام
- امتلاك رؤية للسياسة الدولية وعلاقات القوى وتحرك موازينها على المستوى الدولي والإقليمي، وبصفة خاصة لتحركات أربعة قوى على الساحة العالمية اليوم، اليمين الآنجلو-أمريكي المهيمن على منظومة العالم الجديد، ويسار الوسط السائد في الاتحاد الأوروبي ومحاولاته الدائمة لحفظ التوازن بعد غياب الاتحاد السوفيتي، قوى اليسار التحرري في أمريكا اللاتينية وأخيرا الصين الماوية والشرق الأقصى
- امتلاك رؤية للسياسة الإقليمية وانعكاس الصراع العالمي عليها، بوجود كتل متحالفة مع اليمين العالمي ممثلة في السعودية والإمارات العربية والكويت وقطر، وقوى متحالفة مع اليسار التحرري ممثلة في إيران وسوريا
- الإلمام الكامل بتاريخ مصر، فضلا عن الإلمام الوافي بتاريخ المنطقة والإحاطة المعقولة بتاريخ العالم الحديث والمعاصر
- القدرة على تبني خطاب سياسي قيمي وأخلاقي يوازن ويحجم أثر أربعين عاما متصلة من الخطاب السياسي الانتهازي الذي أورث تدهورا عاما في منظومة القيم في المجتمع والسلوكيات على مستوى الشارع، وأن يمكنه تاريخه من عدم المزايدة عليه عند تبني هذا الخطاب القيمي
- مدعوم بتيار شعبي معقول بخلفية أيديولوجية أو وطنية أو حتى فئوية توفر له غطاء سياسيا في حالة تطبيق السياسات الجريئة المطلوبة منه ليعود بالدولة للانحياز الواجب عليها مع المهمشين والفئات الأكثر حاجة لرعاية مصالحها الأساسية، نظرا لردود الفعل الحتمية من جانب رأس المال الانتهازي الذي سيحاول الالتفاف شعبيا على الرئيس حال تطبيق تلك السياسات
- الموهبة الإدارية والملكات القيادية التي تمكنه من اختيار الإدارة التي ستعينه على تنفيذ برنامجه وإدارة تلك المجموعة على مستوى القمة بنجاح خلال فترة رئاسته
لو حاولنا تطبيق القائمة السابقة على المرشحين الشعبيين ممن يحول الدستور بمواده الحالية بينهم وبين الترشيح لوجدنا ما يلي
- حمدين صباحي لديه قصور نوعي في النقاط 1، 3 و 8 من القائمة، أما الخبرة السياسية فهو أكثرهم خبرة وممارسة لواقع السياسة المصرية وفصائلها، وكذلك معارفه التاريخية مميزة، ومتابعته للسياسة الإقليمية ممتازة، وهو قادر على تبني خطاب قيمي ومميز فيه بالفعل، وكذلك يملك دعما في الشارع من التيارات الجماهيرية والنخب الناصرية فضلا عن دعم نوعي من تيارات اليسار الكامنة
- محمد البرادعي لديه قصور نوعي في النقاط 1 ، 5 و7، والأهم قصور كلي في النقطة 2 من القائمة السابقة، وله في المقابل دراية واسعة بالسياسة الدولية وإلمام معقول بالسياسة الإقليمية، وهو قادر على تبني خطاب قيمي وتاريخه يمكنه من ذلك، ثم لديه الخبرات التنظيمية والإدارية على أرفع مستوى، فهو مدير ناجح بحكم تجربته المهنية ولو لم يكن زعيما
- أيمن نور لديه قصور نوعي في النقاط 1، 4 وقصور كلي في النقاط 3، 5 و8 من نفس القائمة، ونور يأتي بعد حمدين مباشرة في الخبرة والممارسة السياسية لفترات معقولة، وهو قادر كذلك على تبني خطاب قيمي وقادر على اكتساب التعاطف الجماهيري بطريقة مختلفة عن طريقة حمدين والبرادعي ولكنها في النهاية ناجحة، وكذلك لديه دعم نوعي جماهيريا على الأقل من شباب الغد وكنتيجة لتجربته السابقة في 2005م
لذلك أرتبهم بنفس الترتيب الوارد أعلاه، صباحي ثم البرادعي ثم نور، ويعيب هذا التطبيق أنه يعتمد على توسم ما لكل منهم من مواطن ضعف وقوة وفقا لتصريحاته ولقاءاته هنا وهناك، لكن في النظام الديمقراطي يقف المرشح لتعتوره الأسئلة من كل جانب، فتكشف ما به من ضعف وقوة، ويناظر غيره من المرشحين مناظرات ساخنة يحرص كل منهما فيها على كشف عور الآخر، ولا تكون الأسئلة على غرار سؤال مفيد فوزي لمبارك لو كان يدلل حفيده أم لا، لكل هذا لا أدعي موضوعية كاملة لتقييمي وترتيبي هذا
لو طبقنا نفس النقاط على المرشحين المحتملين من جانب الحزب الوطني، والممهد لهما الوصول للحكم بالتمديد للأب أو التوريث للابن فسوف نجد ما يلي
لو طبقنا نفس النقاط على المرشحين المحتملين من جانب الحزب الوطني، والممهد لهما الوصول للحكم بالتمديد للأب أو التوريث للابن فسوف نجد ما يلي
- مبارك الأب لديه بعد كل هذه السنوات قصور نوعي في النقاط 1و8، وقصور كلي في النقاط 3، 4، 5، 6 و7، وقد يقول قائل كيف لديه كل هذا القصور وقد حكم بالفعل لحوالي ثلاثين عاما؟ والرد ببساطة هو ما آلت إليه أوضاع مصر الراهنة
- جمال مبارك لديه قصور نوعي في النقطة 1 وقصور كلي في النقاط 2، 3، 4، 5، 6، 7 و8 من القائمة، أو بمعنى أدق قصور كامل في المؤهلات اللازمة للرئاسة
No comments:
Post a Comment