بين بيرلسكوني و فيسترجورد
تجددت في عام 2008 مشكلة الرسوم الدنماركية المسيئة للرسول (ص) والتي نشرت للمرة الأولى في جريدة يولاندس بوستين الدنماركية في عام 2004، قبل عامين كاملين من اثارة القضية عام 2006م في العالم الإسلامي، وقبل أربعة أعوام من اعادة نشرها اليوم في العديد من الصحف الأوروبية، مؤازرة للرسام الذي هدد بالقتل، ويدعى "كورت فيسترجورد"! ونعلم جميعا طبيعة ردود الفعل في المجتمعات الإسلامية حول العالم، والتي تراوحت من مظاهرات سلمية لأخرى عنيفة، ومن دعاوي لمقاطعة المنتجات الدنماركية، لرحلة قام بها بعض العلماء للدنمارك للحوار حول محتوى الرسوم، وهي أكثر ردود الأفعال التي رأيتها تعقلا ومناسبة لهذه الحالة تحديداً
ومع احترامي للمتظاهرين والمضربين ولأصوات المطالبين بالمقاطعة، وتفهمي لمشاعرهم الغضبى للرسول صلى الله عليه و سلم، إلا أنني أرى أننا نتخذ بهذا نفس الموقف التاريخي الذي لم يفلح في الماضي، ولا ينتظر له فلاح في المستقبل، فهو ذات ما فعلناه مع "سلمان رشدي" و"تسليمة نصرين" وغيرهما، صنعنا منهما أبطالا ومليونيرات، يدلون بالأحاديث الصحفية في أهم صحف العالم، وتباع من مؤلفاتهم عشرات الألوف من النسخ باهظة الثمن، ويحاضرون في أربعة أركان الأرض! فهل أنصفنا أنفسنا أو ديننا؟ هل كان "سلمان رشدي" قبل فتوى "الخميني" بإهدار دمه غير روائي فاشل؟ وهل كانت "نصرين" غير طبيبة لا يعرفها أحد قبل رواية "العار" التي استفزت بها مشاعر مسلمي بنجلاديش؟
وقبل أن نلقي باللوم على كل الدنيا وفقا لنظرية المؤامرة، ونحارب طواحين الهواء في دون كيشوتية نجيدها، ربما أكثر مما نجيد القتال في ميادين الفكر أو ميادين الحرب الحقيقية على السواء! وقبل أن نولول قائلين أن هذا الاحتضان لأعداء الإسلام والمرتدين عنه يحدث لأن الغرب متآمر ضدنا، أسبق أنا لأوضح مقصدي
No comments:
Post a Comment