الأساس المغلوط لتهمة الإرهـاب
لعلي لا أجاوز الحقيقة بكثير، لو قلت أننا نتناول هنا السبب الحقيقي الذي يضع الإسلام في عالم اليوم، موضع المتهم بالدموية والإرهاب، على عكس صفته التي يعرفها كل مسلم، ولعلي لا أذهب بعيداً لو قلت أن الفهم الخاطيء للولاء والبراء، وما وجد حولهما من ضلالات أبدعها البشر، على عكس ما يفهم من كتاب الله وحديث رسوله، هو المتهم الحقيقي في تكوين عقلية الإرهاب وتنظيراته، والتي أنتجت تنظيمات مثل الجهاد والقاعدة، سحبت ظلالها علينا جميعا، وأدت لاتهام الدين القيم ظلماً بالدموية والإرهاب ورفض الآخر!
الفهم المعوج للولاء و البراء
حتى نوضح ما نعنيه، دعونا نطالع الفهم الذي يروج له الفكر الديني الرسمي لهذه القاعدة الدينية، والتي تؤثر تأثيراً كبيراً في سلوك الفرد، وقد جمعنا المادة التي نكتبها هنا من مقالات وأحاديث للعديد من المشايخ الأفاضل، هم على الحصر السادة "محمد بن سعيد القحطاني"، و"عبد الرزاق عفيفي"، و"صالح الفوزان"، و"محمد حسين يعقوب"، ونستطيع أن نجمل ما قالوه جميعا، لتشابهه الذي يكاد يكون تطابقا، فهُم في هذا الأمر على وجهين لا ثالث لهما:
1) منهم من قال بأنه يتعين على المسلم أن يحب كل من هم على دينه ويواليهم، وأن يكره ويعادي كل من خالف المسلمين دينا ومن اختلف عنهم فكرا، وله بعد ذلك أن يحسن لمن لم يحارب المسلمين من أهل الكتاب وغيرهم لكن بغير صداقة ولا محبة! بل احسان من قدر فعفا وأحسن!
2) ومنهم من شط، فزاد على هذا موجبا على المسلم ألا يتخذ منهم أصدقاء، وأن يحرص على مخالفتهم في المظهر الخارجي، وألا يعيش في بلادهم إلا لضرورة قاهرة! ولا يعمل معهم، ولا يوظفهم لديه في عمل، ولا يتخذ منهم مساعدين، ولا يؤرخ بتاريخهم، ولا يعتد بأعيادهم، ولا يتسمى بأسمائهم، ولا يمدح خلقا من أخلاقهم، ولا يستغفر لهم ولا يترحم عليهم! صلى الله عليك يا سيدي يا رسول الله، إذ قمت لجنازة يهودي احتراماً للنفس البشرية، ورددت على من استنكر هذا قائلاً:"سبحان الله! أوليست نفساً؟" فسبحان الله فيمن كان مثلك نبيه ثم يفهم البراء بهذا الفهم الأعوج!دعونا نرى ما بنوا عليه هذه التصورات مما ظنوه دليلا لهم، وسنبين إن شاء الله أنه دليل عليهم، ثم نرد على ما ادعوه منهجا للمسلم، فنبين تهافته وتخبطه، وما يؤدي إليه من ضلال عند تطبيقه في الحياة
No comments:
Post a Comment