11.5.08

ماء العيون

و تلك بكائية مع فتاة باكية، فقدت حبيبها، و الذي لم يكن يوماً يحبها، و لذا كان الفقد قدرها منذ البداية، و عندما واجهتها بهذه الحقيقة، كمبضع جراح يفتح البثور ليخرج منها الصديد، بكت كأشد ما يكون البكاء، و بين دموعها أخذت تسترجع كل ما فعلته بها الحياة و هي تتخيل أنها كانت شديدة القسوة عليها، لم تكن تبكي لفقده، و لكن لتخرج صديد الآلام من جفونها ، بمناسبة فقده، و الفارق كبير جداً
إبكــــــــــــي يا فتاتي
فرحلة الدمع بين الجفـــون و الخدود
تطرح أسئلة كبيــــرة
تريني مآسي دنيانـــا و مآسيها كثيرة
إبكي لأرى أطفـــــــــــالاً محرومين
من الحلوى و من اللعب الصـــغيرة
إبكي لأرى حداد الأيامـــــــــــــــى
إبكي لأرى انكســـــــــــار اليتامــى
وحذاءٍ بالٍ في قدم صــــــــــــغيرة
إبكي لأرى شعـوبا منكوبة ومركوبة
وقانعـــة بسكنى الحــــــــــــــظيرة
إبكي .. فبكاؤك خطـــــــــــوة أولى
للخـروج من تلك الحظـــــــــــــيرة
***
إبكي ..
لأرى العذراء بأول خطوةٍ نحو الخطيئة
إبكي ..
وأرى القواد .. يرسم بســـــــمته الدنيئة
إبكي ..
لأرى الأحلام ذبحى على ســـــاق بذيئة
***
إبكي ..
لأرى شوارباً لا تعني رجــــــــولة
وأرى نهوداً لا تحـــــــــــوي أنوثة
لأرى دمعة طفـــــــل كســــــــــيح
لأرى الندبة في وجـــــــــــه صبيح
لأرى الشعراء خلف سجـون العادة
وأرى الشعــر في وطني كالضريح
***
إبكي صديقتي ..
ما شـــــــــــــــــــــــــــــاء لك الله بكاء
إبكي .. و لكن لا تدعي أنني سبب البكاء
فالدمع في داخلنا مذ رأت العيون ضــياء
اليوم نبكي لفقد حبيب
غداً نبكـي لفقد قريب
قدرنا .. هو البكـــــاء
الدمع هو القاعدة و البسمــــــــة إستثناء
إبكي ..
فكل ما فيه حياة .. خــــــــــلق من الماء
وبماء العين فقط .. يخــــــــلق الشعـراء
EyaD
طنطا في صيف 1992

No comments: