11.5.08

جـــاءت السمراء

تفاعل الحب الإنساني قريب من طبيعة التفاعل الكيميائي، التفاعل في الكيمياء يحتاج إلى مركبين قابلين للتفاعل، و عامل حفاز كالحرارة أو بعض المنشطات الكيميائية، أما تفاعل الحب، فيحتاج إلى روحين متجانسين قابلين للتجاذب، و وجود عامل حفاز هو في حالة الحب الزمان و المكان و الظرف المزاجي العام للروحين، و ليس هذا العامل الحفاز أقل أهمية لحدوث و إتمام حالة الحب من توافق الأرواح ذاته، و هذه عن سمراء كانت مشروع حبيبة رائعة، فغاب العامل الحفاز، و لذلك غاب الحب، و إطار القصيدة مستوحى من قصيدة "إلى البحر" لشاعر قديم أنستني الأيام إسمه.
أنا يا قلــــــــــــــــبُ أم أنت --- من غُيِّـــــــــــــر حــــــــالا
ما كذا كنت تلقَ الحُـــــــسنَ --- فلا تبدي إحــــــــــــــــــتفالا
كنت تهفو للـــــــعين حوراءً --- للخصـــر واهٍ .. للعـود ميالا
كنت ترتاد الشفاه فلا ترتوي --- و لا تشكـــــــــــــــــو ملالا
كم عشقت الموج بعهد الصبا --- و حاكيته إتصالاً و إنفصـالا
كم رميت الشمس بالآهـــات --- فتزداد بالوجــــــــــد إشتعالا
كم تنفست يا قلب نفوساً و كم --- جبت القلوب جنوباً و شمالا
اليوم صرت كفندقٍ، يغشاك --- من يغشى فلا تلـــق بــــــالا

***

هاهي السمراء جــــــــاءت --- بتاج الحــــــــــــــسن تتلالا
بعينها النجــــــــــــلاء ترنو --- كبئر من المـــــــــــاس سالا
بثغرها المنظوم تهـــــــــمس --- ليتك ذقـــــــــت منه الزلالا
كل ما في السمراء كان جمالا --- كل ما فيها كان للعشق مجالا
لكنك بعد .. لم تســـــــــــحر --- فكيف الســــــــــــــحر زالا
ما قيمة الشعـــــــــر لو يعدم --- مع الحســــــــــــــــن إنفعالا
ما لأيام الهوى يا صــــــاحبي --- تمر بنا كالســــــحاب عجالا
كخفــــــــــــــاف الريش تطير --- و يدوم القفر بعدها أجــــيالا
فمــــــــــــــوج البحر يمضي --- ثم يعـــــــــــــــــــــود يتوالى
و النجم يخــــــــبو بعض يومٍ --- ثم يعــــــــــــــــــــــود يتلالا
أما الهوى يا صــــــــــــاحبي --- لو زال .. يـــــــــزداد زوالا

EyaD
الإسكندرية – شتاء 1994

No comments: