11.5.08

فتاة الرابعة عشرة

في العشق أحيانا ... يلعب الرجل دور المرأة .. و تلعب المرأة دور الرجل. فبعض الرجال يكون لهم من الرجولة كل شيء, عدا رقة الشعور و نبله.. و بعض النساء يكون لهم من الأنوثة كل شيء إلا الجفاء و القسوة. و في أغلب الأحيان فان المرأة يصدق فيها رأي من قال " المرأة كالزئبق... إذا كان في يدك فبسطتها.. يتكور في راحتك ملتصقا بها, أما إذا قبضت عليه بشدة .. فسيتسرب من بين أصابعك"
بعهد الصبا كان قـلبي البكــــــــــر
كــفتاة الرابعة عشـــــــــــــــــرة
تغــــدو لمـــدرسة ثانــــــــــــوية
مزهـــــــواً بالثـــــــوب الأزرق
بشـرائطه الوردية
يضم لصــــدره دفـاتر شـــــــعرٍ
و قصاصات ورقية
و أحلاماً مضت و أحلاماً ستأتي
و كلها عذريـــــــة
مزهــواً ببراءته . فخوراً ببكارته
مفتوناً بالحـــــرية

***

و كانت عيناكِ .. في أوج الفـــــحولة
تفخــــران .. بالقلوب المأســــــــــورة
و القلوب المكلومة .. و القلوب المقتولة
رمــت النظرة الأولى.. فكان تعــــارف
و الثــانية .. فجـاء التلاطــــــــــــــــف
و الثـــالثة ... فصــار تآلـــــــــــــــــف
مع الرابعة .. كان قلبي بين ذراعـــــيك

***

ما الذي تملك عــذراء الرابعة عشرة
حيال فــارس يقـــرأ عينيــــــــــها ؟؟
أين تمضي لو دغدغ صدره نهديها ؟؟
أي خط دفاع يجدي لحماية شفتيـها ؟؟
حينئذٍ لا شيء يجدي .. و لا شيء يهم
وحين يستحيل الدفـع .. يكون الضـــم

***

و حدث كل شيء على فـــــراش عينيك
و أنت أدرى الناس سيدتي بسادية عينيك
و بعد لحظات النشـــــــــــــــوة و الألم
جاءت سنـــــــــــــــون النـــــــــــــــدم
بشرع مَن مِن آلهة الحــــــــــب سيدتي
تهبين من يهـــــواك .. للعـــــــــــــدم؟؟

***

قامت العذراء ... تمسح دم بكــــــارتها
و تلملم ما تبقى ... من أشـــلاء حــلتها
تناومت العينان خلف ستار الأهـــــداب
و إنشقت الأهــداب عن نــظرة أخـيرة
نظرة و كأنها أجر.. عرفت الفتاة حينئذ
كيف تشعـــــر الأنثى الأجــــــــــــيرة

***

قال قلبي البكر فيما قال: مــــــــولاتي
بحق الأهــــداب المغروســة في جنبي
و جنين العشـــــق العــــــابث في قلبي
بحق عينيك .. و دمي قربــــاني لعينيك
مولاتي..
أتيتك .. إيماني ذائب .. في أدمـــــــعي
أتيتك .. روحي سابحة ..في أضلعــــي
أتيتك مســــتغفراً .. خطيئة عينيــــــــك

***

لكنك .. لم تغـــــفري
أبداً .. و لم تفهـــــمي
أبداً .. و لم ترحمــــي
رميت بكلام مــــقلوب
و أتيت بعذر معطـوب
و تذرعت ... بمستقبل عينيـك
اليوم إذاً أنبئك..بمستقبل عينيك

***

مســــتقبل الحَوَرِ ... ذبــول
مســــتقبل الأهداب.. سقوط
و مســــــتقبل الجفن تجاعيد
و حين تعجزين عن هصر قلب جديد
و حين تعقمين عن غرس عشق جديد
ستحتاجين لهذا العشــــــــــــق الوليد
ســـــتشتاقين لهذا الطـــــــــفل الوئيد
و ستنادين الحب اليتيم .. و لن يجيب
ستجيبك الريح في صحــــــــــــرائك
ما عاد يا مولاتي حـــــب و لا حبيب
فالطفل مل من الحيــــاة

و القلب مل من الوجيب
الطفل يا مولاتي مــات
و لا تبحثي عن رفــاته
فقد بلي الــــــــــرفات
و قلبي البكر.. فتاة الرابعة عشــــرة
اليوم جئت تسألين عن الفتــــــــــاة ؟
خلعـــــــت من زمن حلتها المدرسية
و أمست .. تحـترف الطرقــــــــــات
EyaD
طنطا- شتاء 1992

No comments: