11.5.08

درس البلاغة الأمريكية

"أمريكا طليعة الإنحطاط" عنوان كتاب للفيلسوف و الكاتب الفرنسي "روجيه جارودي"، كلما حاولت أن أتصور وصفاً يوجز موقف أمريكا منا نحن العرب، لا أجد أفضل من هذا الوصف، إنه وصف عبقري من كلمتين، لإمبراطورية تحمل عبقرية الفناء، وهذه القصيدة ، هي درسٌ في بلاغة الأمريكان حين يلقون معلقات الذل علينا، نحن الشعوب المعدة للفناء، و هي مع هذا أمنية، أمنية أن يولد بيننا نبي العنف و الثأر، نبي ثبات الموقف و إستقلال الرأي، لقد حبلت أمريكا اللاتينية فأنجبت "هوجو شافيز" و رفاقه من الرؤساء الراديكاليين في أمريكا الجنوبية، و الذين غيروا وجه القارة من حديقة أمريكا الخلفية إلى وجع في قلب الأمريكان، فمتى تنتهي سنون العقم يا بلاد العرب؟؟
صغيرتي ..
بالقاموس الأمريكي .. بحـــرف الحاء
يوجد .. حــــــرقٌ .. حــربٌ .. حظــرٌ
لا يوجد .. حــقٌ .. حـــــــبٌ .. حــــلمٌ
و لا حــــياء

***

بالقاموس الأمريكي .. بحـــرف الخـــاء
يوجد خــــــطرٌ .. خــرقٌ .. خَـــــــــبَلٌ
لا يوجد خـــــيرٌ .. خلــــقٌ .. خفــــــــرٌ
و لا خضراء

***

و تســــأليني ... مـــن أنا ؟
ولست أدري بوجه التحـــــــديد من أنا
فذاكرتي تهاويل .. من هنـاك و من هنا
الشيخ المذبوح بـدير يــــــاسين كان أنا
والحبلى المبقورة بـالنبطـية كانـــت أنا
السـاجد المغدور بـحــرم إبراهـــيم أنا
والطفل المنثورة حشاه بـقـــــانا هو أنا
أنا .. أنا .. أنا
صرخـات القــــــــدس تكـوي أذنيَّ أنا
وقذائف إقليم التفـــــاح تنثرنـــــــي أنا
وجــــــوع بـالعراق يكـوي حشـاي هنا
فلأن ســــــرَّك أن تعـــــــــــــــــرفي
أي مقهـــورٍ ومسلوبٍ ومصلــوبٍ أنا
ألا فاعــــلمي .. عـــــــــــــــــربيٌ أنا

***

طفلٌ أنا يا مريمي شيَّبَه القـــــــــــهر
ســــــرقوا مركبه بمينا يــــــــــــافا
وقتلــــــوا أبويــه في ليلة قــــــــدر
حرقـــــوا مـــــــــــــأواه بـبيــروت
وسمــــــلوا عينيـــه بـصــــــــــــيدا
فتعثر بألف ألف قــــــــــــــــــــــبر
طفــل أشيب مولود بدياجير الغــــدر
ممــلوء فمه منذ المهد .. بتراب القبر
مسيحك أنا يا مجـــــدلية .. لكـــــني
مسـيح العنف
مســيح الحقد
مسيح الثـــأر
EyaD
طنطا في ربيع 1998

2 comments:

مـ~ـاجدولين said...

وأنا مجدولين :)

يالك من متحامل على أمريكا

نحن نستحق ما تفعله بنا صدقني

تحيتي لك

Dr. Eyad Harfoush said...

عزيزتي مجدولين
أهلا بك في زيارتك الاولى ، و رحم الله المنفلوطي و لغته الشاعرة، حين كنا نترجم الادب فنخلقه خلقا جديدا، لقد قرأت تحت ظلال الزيزفون بلغتيها فوجدت العربية اروع

لست متحاملا على الامريكان شعبا، بل لي منهم اصدقاء، لكنني متحامل على حكوماتهم و تحالفهم المؤسسي في المؤسسة الشرقية الذي يقود العالم لنهايته من اجل جبال الدولارات

تحياتي و تقديري