11.5.08

قبل الهبوط إلى الثرى

هاجس الموت المبكر، حقيقة في حياة كل إنسان، و كل منا يعتقد أنه وحده لديه هذا الهاجس، حتى الإسكندر المقدوني العظيم، إعتقد أنه حصل على مجده بإتفاقه مع الرب على حياة قصيرة مجيدة، لكن تبقى المشكلة أن هذا الهاجس يتحقق دائماً لمن يحقق أحلامه مبكراً في هذه الحياة، سواء كانت أحلاما مادية أم أدبية أم عاطفية، ليت تقييمي في تحقيق الأماني يكون عاطفيا ليطول العمر بلا نهاية!
ألقي برأسك فوق صدري .. و انعمــــــي
و انس ما كان من الدنيا .. و احلمــــــــي
دعي عذارى شعرُك فوق صدري ترتمي
جففي هذي الدمـــــــــــــــوع .. تبسمي
و اسعدي كما لم تعرف الدنيا .. ترنمــــي
غنمــــــــت يا هيفاء قلبي .. و نعم المغنمِ

***

سرق الزمــــــــــــــان ما مضى من عمرٍ
دعيني أعطيك بقية عمـــــــــــــــــــــري
و سرق الناس ما كان من خيـــــــــــــــرٍ
دعيني أهبك بقيــــــــــــــــــــــــة خيري
دعي الجـدائل ليمينـي تداعــــــــــــــــبها
فما أسال الله شَعْرَك إلا لأنظم فيه شِعرِي
و ما خلق الله ثغرك إلا .. شقيقــــاً لثغري
ليرشف الكرم منه .. و يسقه من خمــري
ضميني إليك بقوةٍ .. فغداً يضمــني قبري
سيأتي القدر يوماً .. ليخطف العمـــــــــــر
هلا سبقت القدر يا عمــــــــــــــــــــري ؟

***

دعي عيونك آخر عهــــــــــــدي باللآليء
دعي شفاك .. آخر عهــــــــــــدي بالثمار
دعي جبينك آخـــــــــــــر عهدي بالصباح
فليل القبـــــــــــــــــــــــور .. لا يليه نهار
أدخليني جنتك .. و إغسليني بهــذه الأنهار
فمن يدري إلى أين المصـــــــــــــــــير ؟
أإلى فردوسٍ أم إلى بئـس قــــــــــــــرار

***

تعالي الآن..
قبليني .. قبليني .. لا تتركــــــيني إلا ثمل
و لتذهب الدنيا بعد هذا .. ليس لي فيها أمل
فغداً ..يفارقني الصحـــــــــــــــــــــــــاب
و عيونٌ ..
كانت لك مرايا .. ســـــوف يملؤها التراب
و فمٌ .. كم قال شعراً
و داعــــــــــب أذنيك
بالقبلات دهرا ..ً سوف يسكته العــــــذاب
و أنسى بلحدي .. يمحــــوني طول الغياب
و يكفن شِعري في ظــــــــــــــــرفٍ أصفر
يوارى معي ببطــــــــــــــــــــــــن التراب
فلو نسيتِ العهد و بدلت بالأحـــباب أحباب
و سرتما تبطآن الخطــا
مثلما كنا .. على وجــــــــــــــــه التـــراب
فلست ألومك .. لكن فلتذكري
أنني قد صــرت بعضاً .. من هذا التــراب
و اذكري ألا أمــــــــــــــان لعهد الشـــباب
سُرقتُ في أوج الصبا .. فبكاني الســـحاب
فلو طالت بك الليالي و لذ العيش و طـــاب
و زينت الأرض لك وجهها
فإن لبطن الأرض لابد المــــــــــــــــــــآب
يومها نلتقي بالثرى .. فيكــــــــون العــتاب
EyaD
القاهرة – شتاء 1996

1 comment:

Anonymous said...

جميل ان تشعر كل فرد من قرائك انه هو نفسه كاتب اشعارك و ان كلماتك هي لسان حاله
تحياتي