من قديم الزمـــان
هدموا المحاريب و المـــــــــــــــــعابد
و ذبَّحـــوا الكهان
قطعوا رؤوس الذكـريات و نشـــروها
فوق الصــــلبان
بقروا بطون الأبيــــــــــــات و هتكـوا
عرض الحـــــنان
بالأشعار أشعلوا النار .. و هــــــددوا
بقطــــــــع اللسان
هددوا من يكتب بيتاً ، من يعزف لحناً
من يؤمن بالحنان
سيرفع هاهنا فوق الصـــــــــــــــليب
للشيطـــان قربان
***
على الجـــــــــــــدران نصبوا أوثاناً
من الشهـوات
إنا رفعنا الرغبــــــــات آلهة فأطيعوا
أمر الربَّــات
أمرونا نسجد .. و لها سجـــــــــــدنا
إلا النبضــات
إنتبذت كــــــــــــــهفاً شرقياً تعبد فيه
رب الرحمات
تترحم فيه على الشـعر .. و تحـــيي
ذكرى الأبيات
ترثي عرض الحنان و تذكر بالأسى
كل الذكريات
***
في ليل الذكـــــــــــــــــــــرى قامت
لتنــــــاجي الرحمـن
ربَّاه
الحب ملًّ من الهــوان
و الكفر منطلق العنان
في قــــــــدس الفـــؤاد
نصَّبوا الأوثـــــــــــان
حولوا دفأ الشـــــــــعر
ناراً و دخـــــــــــــــان
ربَّاه
كيف بالحب يكفـــرون
أبغيره يتنفس الإنســان
ما أسخف العين بلا إشتياقٍ
و ضيعتا للقلب بلا خفقـان
ربَّاه
هل خلقت العــــــــــــين إلا لترنو ؟
هل خلقت القلب إلا ليــــــــــــهفو ؟
و هل بغير الحب عرفك الإنســان ؟
***
أرسل الرحمن للنبضـــــــــــــــــات
رسولاً عــــــلويا
عينٌ تبدت في ظلام الكـــــــــــهف
كوكباً دريــــــــا
فتمثلت لها في المحـــــــــــــــراب
سحراً سويــــــا
و إنبعث منها الصوت شجـــــــــيا
إني رسولة ربك .. أهـــــــــــــبك
عشقاً زكيـــــــا
هكذا أراد ربــــــــــــــــــــك فكان
أمراً مقضــــــيا
حملت النبضات هواها فانتــــــبذت
مكاناً قصــــــيا
قالت: ليت ما حملت الهوى و لا
رأيت العين مليا
فالحب في شرع الطغاة يجــــعل
من البتول بغيا
فجاءها صوته من جوفــــــــــــــــها
مقدساً علويـــا
يا أم لا تحزني، جعلني ربي بطهرك
عشقاً سريــــا
و أكرمني بأمومة النبضات و رسمني
للقلــــوب نبيا
و أمرني بالوفا .. ما دمــــــــــت حيا
و براً بك .. و بالعاشقـــــــــــين حفيا
يا أم ليس العشق عاراً و ليس الفتــى
بهواه عصــيا
فسلام علي يوم في الفـــــــؤاد ولدت
و يوم خلدت .. بالأشعــــــــــــار حيا
***
بوحي العيون ينطلق صوت المســيح
يحيي فؤاد الموتى يبرأ قلب الجـــريح
يقول يا قوم .. ليس الهــــــــــوى سبة
أبالحب تكفرون و الله أباكم بحر محبة ؟
طبى للعاشقين .. طوبى للسهـــــــارى
طوبى للوالهين .. طوبى للحـــــــــيارى
و طوبى لشـــــــــــــــــــــــهداء المحبة
مع القديسين يكون من مات شوقاً للأحبة
***
يعود بالقلب الإيمــــــــــــــــــان و تعود
تنبعث الألـــــحان
و الشعر يعود ثانيةً .. ينقش بالذهب
علـــــــــى الآذان
و تحمل الأبيــــــــــــــــات الثكلى ثانيةً
لتلد الأشجــــــان
و للحنان تعود البكــــــــارة و الطهارة
و جفن وســـــنان
سنحب و نهوى .. لن نعــــــــــبد أوثان
سنحب و نهوى .. لن نخشى صــــلبان
لو كان الموت غداً ..فهات كأس الهوى
لعاشق ظمــــــآن
إن يقتلونا أو يصــــــــــــــــلبونا ..فلسنا
أول قربـــــــــان
بالأمس رقصت "سالومي" عــــــــاريةً
فذبح المعــــمدان
هكذا الحب يقول:
يموت شهيداً .. من مـــــــــــــات غريقاً
في بحر حـــنان
***
بأربعين من فضـــــــــــة
بيع المسيح للكافـــــــرين
"يهوذا" في ثياب العرس
يغتصب الــــــعين القدس
وسط هتاف الأفاقـــــــين
و مسيح الحب ..
هــــــبة القلب ..
وليمة للجـــــــــــــلادين
سجنوه .. عذبوه
فوق قبور الموتى طــــــرحوه
و بين فخذي عاهرة .. صلبوه
ليغدو مثالاً للآبقين
***
يا مسيح الحب
يا ابن القـــلب
لا تحزن
فأنت من الخالدين
و عمرك رغم الصليب يفوق
عمر الجــــلادين
عندما ياتي مساء و يعانق البدر
عيون الساهرين
سينبعث صــــوتك من سمـــاك
سلوى للعاشقين
و تحتضن أم طفلها فينبض قلبك
نبض حــــــنين
يا ابن النبضات العـــــــــــذراء
يا عطر القديسين
بحق القلب و الحب و عين قدس
تخلد في العالمين
الإسكندرية – شتاء 1995
No comments:
Post a Comment