11.5.08

أطياف الأرق

من منا لا ينتظر؟ إن حياتنا على هذه الأرض ما هي إلا سلسلة من أشخاص أو أحداث ننتظرهم، أو أحلام ننتظر أن تتحقق، و عندما يرهقنا الإنتظار أحياناً، يصيبنا الأرق، فنبدأ في تخيل ما ننتظره، في هذه القصيدة، أنتظر المرأة الطلسم، المرأة التي آمنت بوجودها و إن لم أقابلها، إمرأة تعرف الكثير عن كيمياء الأنوثة و تفاعلها بكيمياء الرجولة، و تعرف الكثير عن بحور العشق و الشعر و الملل، و كيف تجتاز عبابها جميعاً، محتفظة بحبها، فهل ستخرج هذه المرأة المسحورة يوماً من كبد الشفق؟ تنتابني شكوك في هذا كثيرة
دومـــــــــــاً أنـــتظرُك
دومــــــــــــاً أشــتاقُـك
دومـــــاً أخَالُـك بحراًًً
و أحلم ... بالغــــــرق

***

أنتـَظِرُك...
حين يعيُّرني اللــيل بوحدتـي
و تنبـت الأشــواك بوسادتـي
ويكــــره الدُخَانَ صــــدري
و تســــأم الأسطـرَ عينــــي
و تسودُ الكونَ شياطين الأَرَق

***

حين يأتي الشتاء ...
لا تدفأ صـدري كـنزاتُ الصُّوف
الدفـــــــــأ كل الدفأ مـلتقى عينين
لا تدفــــــــأ قلبي رشــفاتُ نبيـــذ
دفأ القــــلوب ملتقى صــــــدرين

***

و يشرق الربيع ..
ليعيرني الطير بصــــوت القبــلات
لتعيرني الأشجار ببهـــجة الثمـرات
ليهمس النسيم :
حين يأتي الشـتاء .. ترتعد وحـــــدك
حين يشـرق الربيع .. تبتأس وحـــدك
حين يلتـهب الصيف .. تحـترق وحدك
وفي الخـريف..لسوف تسقــط وحدك

***

أنتظرك..
أيتها المـــرصودة .. في كبد الشفق
في التمـــاعات العيـــــون
في العقـــود على النهــود
في مــحاريب المســـــاجد
في بريق النجم و إمـتزاج الأفـــــق
أنتظرك من ألف ألف عام
أنتظرك من قبل الأسمــاء
أنتظرك..
و كان إسمــي آدم .. و كان إسمك حـواء
ثم كنت أوزيــر .. إلهاً للعـــــــدل و الحق
يوم كنت إيزيس .. ربة للخـصب و النماء
و كنت عُمَرَ الشـاعر إذ كنت هـنداً الهيفاء
ثم كنت و كنت .. روحـــــيـن بلا أسمــاء
فهـــــبطت وحـــدي للأرض
يقتــــلني حـــنيني للسمــــــاء
فاهــبطي في أي جـسد شئت
وإنتقي ما شــئت من أســماء
أي جـسد أنت فيه .. فتنــــتي
أي إسم هو لك.. سـيد الأسماء

***

ناديتك .. بالإســـــــــــم الأعــظم
ناديتك .. بالإســــــــــــم الطلــسم
أن تهبطي ..
باطـــلة كل النظــرات لغير عينيك
باطـــلة كل القــــبلات لغير شفتيك
ولغــيرك .. باطل كل قـــــــــربان
هو
شِركٌ أن أعشـــــــــــق غيرك
وأنا مللت عبــادة الأوثــــــــــــان
EyaD
الإسكندرية – شتاء 2001

4 comments:

Meero Deepo said...

صديقى العزيز

عند قراءة قصيدتك الرائعة تذكرت جملة عامية فى مسلسل مصرى صميم اسمه أرابيسك

والبطل فى المسلسل مصرى يدعى حسن أرابيسك وكان يتحدث عن محبوبته أنوار والتى يعرف أنه لن يتزوجها..فكان يقول

" انوار دى زى النجمة أم ذيل...حلوة ومنورة طالما إنها فوق فى السما...ولكن لو نزلت الأرض تنطفئ وتتحرق وتموت"

لذا لاتناديها كثيرا فى أشعارك سيدى ولا تطلب منها أن تهبط... فالمرأة الحلم جميلة طالما أنها حلم وفى السماء.....ولكن إذا نزلت للأرض قتلتها قوانين الحياة على هذا الكوكب التعيس

تحياتى للشعر وللشاعر

Dr. Eyad Harfoush said...

صديقتي العزيزة جدا ميرو ديبو
شكرا لوصفك للقصيدة بالرائعة

و شكرا لذكرك رائعة أسامة عكاشة آرابيسك، فهي تستدعي ذكريات محببة للنفس، أما عن أنوار المعلقة في السماء، و عدم وجوب ندائها حتى لا تحترق، فيذكرني بقول عمنا صلاح جاهين

أنا اللي بالامر المحال اغتوى
شفت القمر نطيت لفوق في الهوى
طلته ما طلتوش ايه انا يهمني
و ليه؟ مادام بنشوة قلبي ارتوى

تحياتي و تقديري و منورة الديوان الشعري

مارتا said...

أحتفلُ بيوم ميلادك دونك يا عذرائي الأثير

أيها الصامتُ الأبدي الذي تحمل بين كفيك معالم عالمك الضبابي و تملك كل نجوم طالعك و تعتقد أن النجوم تعاندك

تواصل طريقك غير مكترث بشيئ سوى أحلامك ..


القلق يدثرك


تهتمُ _أنت_ بالنثريات و التفاصيل مؤرقا ذاكرتي الضعيفة التي لا تتذكر سوى عشقك
تفكيرك لا يهدأ.....لا تملُ التفكير
تُرهق ذاتك و تُرهق تواصلي المضطرب على عتبات خجلي منك ..

أحاول أن أحتضن هواجسك الكثيرة التي تدثرني بقلق مميت لكن خجلي يدثرني أيضا
لاذعةٌ انتقاداتك يا حبيبي لكنني أتقبل صراحتك بهدوء يا طفلي الوحيد
....
تتجاهل تواجدي دون أن أشعر بأي غضب

اياك يوما مجادلتي في عشقي لك ..!

لأنني أواصل عشقك دون اكتراث بعدم تواجد أي ظل لي في أفكارك فقط أود أن يُدثرني تواجدك بذلك الهدوء..


....

أواري اشتياقي لك في تعليقات لاذعة مني

لثمتكَ آلاف المرات في خيالي ..


كما وددتُ لثمكَ عندما رأيتك ..


لكنني أتصنع تصرفات طفولية كي لا ترى جنوني بك


في لحظات اختناقك كم وددتُ أن أضمك لكنني أنثى لا تعرفُ كيف تُظهر من عشقها سوى كلمات طفولية بلهاء..

.....

دعني أستكينُ في ظلِك و صدقني لا أنتظرُ منك أي مواساة لأن عشقي لك هو كل ماأملكُ لأواصل تلك الحياة ولو أحسست أنكَ لم تُحبني يوما فأتركني أتوهم أنني أمتلكُ مساحة من الحلم بك ومعك ..

.................

وعندما ستجد من تعرف كينونة الحب معها .. سألثمُ يدي حبيبتك مرات و مرات و أخبرها ألف وصية لتظل تلثم ظلك طوال عمرها لأنك اخترتها لتكون حبيبتك

سأخبرها أنها امتلكت الوجود لأنك أحببتها

و

سأواري عيناي بدموعها و أخبرها في سري أن هناك من أصبحت حبيبة مليكي الوحيد

صدقني

حينها لن أحزن سأبتعدُ عنك في هدوء تام و كأنني كنتُ ظل لك يحميك من لا شيئ ....

...........

حبيبي يوم مولدك اليوم

لذا كل عام و أنا بالقرب منك


لا أكثر..!!


منقولة من مدونة د.أسماء على بتصرف

Dr. Eyad Harfoush said...

عزيزتي مارتا
الكلمات أكثر من جميلة و أكثر من صادقة بحق، و غير تقليدية كأنها لا تسعى لأن تكون جملا و عبارات، كانها انفاس مجردة، فأجمل التحيات لك و للدكتورة أسماء، عهدي بها صاحبة قلم رشيق أنيق

تحياتي و تقديري و اعزازي