ما هي نقاط الإجماع حول شخصية المجدلية؟
تجمع مختلف المصادر المسيحية سواء الكاثوليكية أو الغنوصية على عدة نقاط بالنسبة لشخص المجدلية و هي
1. واحدة من 8 نساء إرتبط ذكرهن في الإنجيل مع المسيح أثناء رحلة حياته و منهن والدته و خالته ... الخ
2. كانت المجدلية ذات ثراء و وجاهة
3. كان لها وضع خاص و تميز بين أتباع المسيح
4. حضرت صلب المسيح
5. حضرت دفن المسيح
6. هي التي إكتشفت قبر المسيح خالياً من جثمانه
7. أول من رأى المسيح بعد قيامته من الأموات في اليوم الثالث بعد الصلب.
و هذه النقطة الأخيرة بحد ذاتها تشير إلى خصوصية شديدة لها عند السيد المسيح، ليس فقط على المستوى الشخصي و لكن على مستوى الرسالة الدينية
كيف تذكر الأناجيل الأربعة القانونية مريم المجدلية؟
هنا حصر للآيات التي ورد فيها ذكر المجدلية في الأناجيل الأربعة القانونية
"رافقت المسيح في رحلته للتبشير بمملكة الرب ، فضلاً عن التلاميذ الإثنى عشر، مريم التي من المجدلة ، و التي أخرج يسوع منها الأرواح الشريرة ، و منها خرجت 7 شياطين" – عن الترجمة الانجليزية لانجيل لوقا / "كانت هناك نساء ينظرن من مسافة وقت الصلب، من بينهن كانت مريم المجدلية، و مريم والدة جيمس الصغير، و سالومي" – عن الترجمة الانجليزية لانجيل لوقا/ " من بينهن كانت مريم المجدلية، و مريم والدة جيمس و جوزيف، و والدة ابني زبدي" – عن الترجمة الإنجليزية لإنجيل متى / "وقف بجوار الصليب والدته و خالته، و مريم زوجة كلوباس، و مريم المجدلية" – عن الترجمة الانجليزية لانجيل يوحنا / " كانت مريم المجدلية و مريم والدة جيمس ينظران حيث دفن المسيح" – عن الترجمة الإنجليزية لإنجيل مرقص/ " و كانت هناك مريم المجدلية و مريم الأخرى تجلسان عند القبر" – عن الترجمة الإنجليزية لإنجيل متى / " حين انقضى السبت، اتت مريم المجدلية و مريم الأخرى لتنظرا القبر" – عن الترجمة الإنجليزية لإنجيل متى / " حين انقضى السبت، أتت مريم المجدلية و مريم والدة جيمس و سالومي يحملون البخور و العطور ليطبن القبر" – عن الترجمة الإنجليزية لإنجيل مرقص / " و في أول يوم من أيام الأسبوع، أتت مريم المجدلية مبكرا الى القبر في الظلام و رأت أن الحجر لم يكن بمكانه" – عن الترجمة الإنجليزية لإنجيل يوحنا / " و حين قام في أول يوم من أيام الأسبوع، ظهر أولا لمريم المجدلية التي أخرج منها 7 شياطين" – عن الترجمة الإنجليزية لإنجيل مرقص / " اتت المجدلية تقول للحواريين أنها رأت السيد، و أنه أبلغها بعدة أشياء" – عن الترجمة الإنجليزية لإنجيل يوحنا
هل ذكرت الأناجيل القانونية المجدلية كعاهرة تائبة؟
لا، لم توصف في نصوص الأناجيل بالعاهرة، و لكن التفاسير و الروايات الدينية أشارت إلى ذلك كثيراً مما جعل كونها عاهرة حقيقة ماثلة في ذهن كل مسيحي، و مما سبق يمكننا أن نخرج بالتحليل التالي، عن طريق تصنيف نقاط قانون الإيمان المسيحي القانوني من حيث علاقتها مع أو ضد إمكانية حدوث الزواج، فنجد العديد من الحقائق التي تؤيد و منها حقيقة أنها كان لها وضع خاص و تميز بين أتباع المسيح، تؤيد فكرة الارتباط، ، فلم يكن المجتمع اليهودي المتعسف في هذا الوقت ليتقبل ملازمة إمرأة لرجل و وجودها معه و تلاميذه (13 رجلاً) بصفة مستمرة بدون رباط شرعي يربطها بأحدهم، كذلك كونها اكتشفت قبر الميح خاليا، فهذا معناه أنها سبقت حتى مريم العذراء إليه، و هو ما يشير إلى قوة عاطفية غير عادية، و أيضا هي أول من رأى المسيح بعد قيامته و حملت رسالة من المسيح لحوارييه، مع فكرة الارتباط، و إلا لماذا تختارها العناية الإلهية لهذه المهمة الجليلة؟ أما الرؤية الكاثوليكية للمسيح كرجل كامل و إله كامل ، و لاهوته لم يفارق ناسوته، فلا تتعارض مع زواجه، لأنه معترف له بكمال الجانب البشري فيه، التعارض الحقيقي يأتي مع الفكرة التي أقرها بولس عن الزواج حين يقول "من تزوج فحسنا يصنع، من لم يتزوج يصنع أحسن" فهنا المسيح و هو الرمز الكامل و المثل الكامل لا يجب أن يكون زوجا خاضعا لشهوة النساء بينما كنيسته تمجد الرهبنة و لا يقودها الا الرهبان، كذلك تتعارض فكرة الزواج مع فكرة الفداء و الخلاص، و فكرة أن المسيح وجد على الأرض ليفدينا بالتكفير عن الخطيأة الأولى، و ذلك لأن المعنى هنا أن النهاية المأساوية كانت مخططة كمحور مهمة المسيح على الأرض منذ اليوم الأول لها، و هذا وضع لا يستوعب التفكير بالزواج
و على هذا فنحن نرى أن كون المجدلية زوجة للمسيح لا ينفي أي من جوانب الإيمان المسيحي عدا الرهبنة التي غرس بذورها "بولس الرسول" و تحقير المرأة و الإرتباط بها و التي غرس بذورها "بولس" أيضاً. و بهذا لا يكون هناك تضاد بين فكرة الزواج و صلب العقيدة المسيحية كما قال بها المسيح عليه السلام. و لكن التضارب يأتي مع إجتهادات "بولس الرسول" التي إستحدثها و لم يكن ليسوع الناصري علاقة بها، كان هذا تحليلنا للأناجيل القانونية المعبرة عن الإيمان المسيحي الرسمي، و لا نراها متعارضة في غير نقطتين مستحدثتين على يد "بولس" الذي لم يكن من تلاميذ المسيح. و الآن نستعرض الآراء من الأناجيل غير-القانونية
ما هي الدلائل على الزواج من الأناجيل غير القانونية ؟
من إنجيل فيليب
" و رفيقة المخلص مريم المجدلية" / " و لكن المسيح أحبها أكثر من كل التلاميذ و إعتاد أن يقبلها كثيرا في فمها، و قد تضايق بقية التلاميذ من ذلك و حاولوا التعبير عن عدم رضاهم، و سألوه : اماذا تخصها دونا عنا بحبك، فرد قائلاً: لماذا أحبها أكثر منكم !! لو أن رجلين أحدهما أعمى و الاخر بصير مشيا سويا في الظلمة فلن يرى أي منهما أي شيء، أما حين يأتي النور فسوف يراه البصير فقط" / "المجدلية، زوجة و رفيقة يسوع" / " مريم التي من المجدلة، قرينة المسيح التي علمها ما لم يعلمه لأحد من تلاميذه"
من إنجيل توماس
" سأكلف مريم المجدلية تماماً و كأنها رجل من تلاميذي" مما يشير إلى إعتبارها أحد التلاميذ أو الرسل، و يلغي نظرية بولس في الوضع الدوني للمرأة
من إنجيل المجدلية
الفقرة كما وردت في الكتاب و ترجمتها الأدق للعربية هي: "بطرس يقول: هل خص المخلص بتعليماته إمرأة دوننا حقاً؟ ليفي يرد: لطالما كنت حاداً قاسياً يا بطرس، و الآن أراك تزدريها و كأنها خصم لك، إذا كان المخلص قد إختصها من بيننا بوضع مميز، فلابد أنها الأفضل و لذلك إختصها"
بعيداً عن النصوص الدينية، ما هي المعلومات التاريخية المحققة علمياً عن يسوع الناصري؟
في بعض المراجع التاريخية الغير-لاهوتية، يأتي ذكر يسوع الناصري، كمعلم يهودي من الجليل، كان معاصروه يعتقدون في قدرته كمعالج روحي، قادر على علاج الأمراض المستعصية من خلال العلاج الروحي و إخراج الشياطين من الجسد وفق إعتقادهم. و قد تم تعميده و رسمه معلماُ على يد "يوحنا المعمدان"، النبي اليهودي الذي عاصره و قتل قبل صلبه، و قد أدين يسوع الناصري بتهمة التحريض على الثورة ضد الإمبراطورية الرومانية، و قد حكم عليه حاكم الجليل الروماني "بونتيس بيلاتس" بالموت صلباً، كما يعتقد بعض التاريخيين، أن الدلائل العلمية البحتة على وجود شخصية يسوع الناصري الحقيقية تكاد تكون معدومة، و من ثم يرجحون كونه شخصية رمزية، تم نسخها في الأساطير الدينية من شخصيات مقدسة في بعض الديانات الوثنية، و هذا ليس خاصاً بالسيد المسيح و لكنه إعتقاد يسحبه الماديين على كل الأنبياء في كل العصور.
و ما هو موضوع قبر المسيح و المجدلية و ابنهما "يهوذا" في أورشليم؟
قبر التابلويت، هو قبر تم إكتشلفه عام 1980م ، على بعد 5 كيلومترات جنوب أورشليم، و يحتوي على عشرة توابيت، بها بعض من البقايا البشرية ، و بعض الرموز المنقوشة على الجدران، و قد نقشت أسماء الموتى على التوابيت و منها:
- يسوع إبن يوسف و بهذا كان يعرف المسيح ، حيث رباه و كفله يوسف النجار ، خطيب مريم قبل أن يختارها الله لمهمتها
- مريمن المعروفة بالرئيسة و مريمن هو الأصل العبري لإسم مريم المجدلية
- يهوذا إبن يسوع
- جيمس إسم أحد إخوة يسوع من والدته و المذكور في العهد الجديد و مؤسس كميسة أورشليم بعد ذلك
- مريم و يفترض أنها العذراء مريم
و قد أثار موضوعه فيلم وثائقي على قناة ديسكفري، تقدم فيه دفعاً بأن القبر هو قبر عائلة المسيح المكونة منه و زوجته المجدلية و إبنهما "جوداس" (يهوذا بالعربية) و أخوه جيمس، و قد دلل على أن يسوع و مريمن المذكوران هما يسوع و المجدلية من خلال إختبار الحامض النووي لبقايا الجثتين ، و إثبات أنهما لم يكونا أخوين، مدعما بذلك أنهما كانا زوجين، فطالما أنه لا توجد صلة قرابة بين رجل و إمرأة مدفونين معاً، فالأرجح أن تكون زوجته، و نحن نرى هنا الكثير من التعسف، فلماذا لا تكون قريبة لجيمس هذا ؟ و الذي لا يشترط أن يكون أخاً ليسوع. فضلاً عن إحتمالية تشابه الأسماء من الأساس على ضعفها بقانون الإحتمال
خواطر حول تقليد بيض الفصح الملون
هل سألت نفسك قبل الآن، لماذا نلون البيض في "شم النسيم"، إن قصة بيض الفصح كما تعتمدها الكنائس الرسمية هي أنه بعد صلب المسيح، واجهت المجدلية قيصر الرومان " تيبريس أغسطس" في جمع من الناس، و رفعت بوجهه بيضة و قالت "المسيح يقوم من الأموات" و عندما سخر منها قالت، "المسيح يقوم من الأموات كما تتحول هذه البيضة للون أحمر كدم المسيح، و عندما قالت هذا تحولت البيضة للون أحمر دموي في يدها، و النسخة التي ترويها الكنيسة اليونانية ترجع بيض الفصح إلى أن مريم العذراء و مريم المجدلية وضعتا وعاءً مملوءً بالبيض تحت قدمي المسيح على الصليب، فتلون البيض باللون الأحمر من قطرات دمه.
و نحن نرى أن المعلومة الخاصة بمقابلة المجدلية للقيصر تحتاج لتدقيق تاريخي من حيث المكان الذي جمع بين الإثنين، فلو كانت المجدلية ذهبت إلى أوروبا فهذا يدعم الرواية الغنوصية حول اللجوء إلى بلاد الجال (فرنسا حالياً)، و لو كان العكس، فهل هناك تسجيل لزيارة قيصر للقدس؟ و هل كان من السهل أن تعترض إمرأة يهودية مسيرة قيصر بين الناس؟ هل كان ديموقراطياً لتلك الدرجة مع رعاياه؟
و التفسير الذي خطر لي و أنا أتخيل المجدلية ترفع بيضةً و تقول
"المسيح يقوم من الأموات"، أياً كانت شخصية من رفعتها في وجهه، هو تفكير بسيط و مباشر، فأول ما نجيب عليه، لماذا البيضة تحديداً؟ الكنيسة تقول لأنها رمز الحياة، و لكن للحياة رموزاً أكثر شيوعاً من البيضة، و لكن البيضة ، و عندما تحملها رفيقة المسيح ، المجدلية تحديداً، و تقول "أن المسيح سوف يقوم من الأموات" ألا يمكن أن تعني قيامته من رحمها؟ أليس الحمل و البويضة الأنثوية المخصبة بماء يسوع الناصري أقرب لأن ترمز لهما بيضة ترفعها المجدلية، أليس من المنطقي أن تقصد قيامته من خلال نسله الذي تحمله في رحمها ؟؟ مجرد خاطر يحتمل الصدق أو الكذب
خلاصة تحقيق الفصل
1. تجمع كل المصادر المسيحية سواءً القانونية أو غيرها على وضع متميز لمريم المجدلية بوصفها أحد أتباع المسيح و قديسة رسمية
2. لا نجد في أساس العهد الجديد من الأناجيل الأربعة ما يمكن أن يتعارض بالضرورة مع إمكانية زواج يسوع المسيح من مريم أو غيرها، و لكن منطق التعارض يأتي من إضافات بولس الرسول للإيمان المسيحي، و هي إضافات متأخرة زمنياً
3. الجدال حول مسألة زواج المسيح من مريم المجدلية و إنجابه منها قديم قدم القرن الأول الميلادي. مما يجعل إحتمالية صدق القصة أعلى
4. موضوع الزواج المقدس راسخ في كافة الأناجيل و الكتابات و الرسوم الخاصة بالغنوصيين
5. نرى إجمالاً أن إحتمالية زواج المسيح من المجدلية أو عدم زواجه منها تخضع لقوانين الإحتمالات، فتصبح بنسبة 50% مع و 50% ضد، و مع زيادة القرائن يمكن أن نقدر إحتمالية الزواج بنسبة قد تصل إلى 60%