جاءت النادلة بالقهوة من بن غامق كما طلبها وصبتها في فنجان يحمل علامة المقهى السكندري العريق، أخذ "علي" قطرة ماء بطرف ملعقة صغيرة فأسقطها على سطح القهوة حتى يرسب حبيبات البن من سطحها بكسر التوتر السطحي، درس من دروس الفيزياء لم ينسه أبدا، كان يرى أثر هذه القطرة من الماء كأثر المصائب في حياتنا، تحل بنا فتحدث خلخلة حولنا، وهذه الخلخلة كفيلة بطرد الزائفين ممن يحيطون بنا، فلا يبقى في محيطنا القريب إلا أنقى خلق الله وأصدقهم
بعد الرشفة الأولى عاد لأفكاره، فهناك محور اشتركت فيه سياسات "أبي بكر" و"عمر" و"علي"، هو الالتزام ببناء مجتمع الكفاية والعدل كما بينه القرآن وطبقه رسول الله في حياته، فكما كان "علي" يوزع العطاء من بيت المال لكل رجل وفقا لعدد من يعولهم[1]، كان الراشدَين الأولين على ذات المنهج وإن تباينت الطرق والفلسفات، فكان الصديق أحرص الناس على سنة الرسول، أبعده حرصه هذا عن الاجتهاد وقربه من الاتباع، وكان هذا مناسبا لزمن ولايته لقرب العهده بزمن الرسول، رفض الصديق مهادنة مانعي الزكاة وحاربهم كما حارب مدعي النبوة سواء بسواء، وقال فيهم كلمته الناصعة كالفجر "لو منعوني عقال بعير كانوا يؤدونه لرسول الله لقاتلتهم عليه[2]، وما كان "أبو بكر" يريق دماء المسلمين في حرب من أجل مال، لكن الزكاة هي الحد الأدنى الواجب على المسلم للتكافل الاجتماعي، ومانعها يناقض جوهر مجتمع الكفاية والعدل، ثم هي بعد ذلك رمز تبعية القبائل والعشائر للدولة المركزية في المدينة المنورة، من منعها خرج على الدولة، وكذلك انتهج الصديق في توزيع الثروة النهج النبوي حرفيا، فساوي بين الناس فيما قسم لهم من بيت المال، فكان الحر والعبد والذكر والأنثى والصغير والكبير كلهم فيه سواء، ورد على من سأله عن مساواة السابقين للإسلام مع غيرهم فقال "إنّما عملوا للّه وأجورهم على اللّه"[3]، وهي وجهة نظر لها وجاهتها وإن غايرت رؤية الفاروق بعده، ثم تصرف وفقا لنص القرآن وسنة الرسول في سهم المؤلفة قلوبهم، فمن المعروف أنه صلى الله عليه وسلم بعد غزوة حنين - أول غزوة شارك فيها الطلقاء من مسلمي الفتح - خصهم بقسم وافر من الغنائم، فلما سأله الأنصار في ذلك أجابهم بأنه يتألف قلب القوم بالمال، وقال حديثه المعروف طالبا منهم أن يحتملوا شيئا من الأثرة بعده[4]، وكان "أبو سفيان" وولده "معاوية" من المؤلفة قلوبهم فوصلهم الصديق من هذا السهم حتى ألغاه "عمر" في خلافته[5]، فقد تحرى الفاروق "عمر" العدل، مجتهدا وفقا لما رآه مناسبا لمقتضى الحال، ووفقا للمتغيرات الزمنية في زمن حكمه، فرأى أن سهم المؤلفة قلوبهم بطبيعته أمر مشروط بغاية وإن كان أحد مصارف الزكاة في القرآن، وقد انقضت غايته بعزة الإسلام وتحقق منعته، لهذا لم يتوقف عند حرفية النص القرآني وألغى هذا السهم، ثم كان له اجتهاده في تقسيم المال بين المسلمين، إذ قال "لي رأي في هذا المال: لا أجعل من قاتل رسول الله كمن قاتل معه"[6]، ولرأيه هذا وجاهته أيضا وإن ناقض رأي الصديق، لهذا قسم العطاء في خلافته، فبدَّي أهل بدر ثم أحد وهكذا حتى صار طلقاء الفتح في ذيل القائمة، وكان يذكر من نسي منهم حقيقة إسلامهم في ضحى الدعوة بعد أن بلغ الأمر سنام المجد، ويرفض نهجهم المِكيافيلي حتى لو كان ترضية له، فحين علم أن "عمرا بن العاص" واليه على مصر أقام حد الجلد على "عبد الرحمن بن عمر" في بيته تمييزا له، كتب إليه خطابا جاء فيه "من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى العاص بن العاص، عجبت لك يا ابن العاص ولجرأتك عليّ، أما إني قد خالفت فيك أصحاب بدر ممن هو خير منك، واخترتك لجدالك عني وإنفاذ مهدي، فأراك تلوثت بما قد تلوثت، فما أراني إلا عازلك فمسيء عزلك، تضرب "عبد الرحمن" في بيتك؟ وقد عرفت أن هذا يخالفني؟ إنما هو رجل من رعيتك! تصنع به ما تصنع بغيره من المسلمين، ولكن قلت: هو ولد أمير المؤمنين، وقد عرفت ألا هوادة لأحد من الناس عندي في حق يجب لله عليه، فإذا جاءك كتابي هذا، فابعث به في عباءة على قتب حتى يعرف سوء ما صنع"[7] .. وهكذا كان الاجتهاد العمري موجعا للطموح الأموي، إذ حرمهم سهم المؤلفة قلوبهم، وصغر أعطياتهم من بيت المال لتأخر إسلامهم، فضلا عن تمييع طبقيتهم بتفضيل السابقين مثل "سلمان" و"صهيب" و"بلال" عليهم، وهم من كانوا ينظرون للناس باستعلاء في الجاهلية، حتى تعود رجل كأبي سفيان أن يتأبى على السابقين[8] بالأمس القريب بحكم العادة، ثم تجاوز "عمر" مرحلة العدل إلى مرحلة الفضل، فطلب الكمال في بناء مجتمع العدالة الاجتماعية متجاوزا حد الكفاف إلى حد الكفاية، وقد التفت بفطنته لتضخم ثروات بعض الأفراد في نهايات خلافته، فضلا عن تنوع البضائع المعروضة تجاريا مع ازدهار التجارة مع الأقاليم المفتوحة، فزادت الضغوط على محدودي الدخل بسبب الارتفاع النسبي في مستوى المعيشة، لهذا عزم "عمر" على تصحيح الأوضاع ببرنامج اجتماعي يأخذ به من فضول مال الغني أكثر من الزكاة المفروضة، حتى يوفر الحياة الكريمة للفقراء، وقال رضي الله عنه "لو استقبلت من أمري ما استدبرت لأخذت من الأغنياء فضول أموالهم فرددتها على الفقراء"[9] وكذلك هم أن يجعل لأيامى النساء ممن لا عائل لهن ضمانا اجتماعيا يغنيهن عن الناس، حتى لا تكون المرأة تحت رحمة وليها، فقال: "لئن أحياني الله لقابل لا أدع امرأة في العراق تحتاج أحداً غيري"[10] .. لكن نصل "أبي لؤلؤة" الخبيث وجد طريقه لصدره بعدما صرح بهذين التصريحين بوقت قصير، أربعة ليال فقط! فهل عجلت هذه التصريحات بشكل أو آخر بتحرك النصل المغتال؟ هل استشعر دعاة الطبقية خطرا من حديثي "عمر" فقرروا الخلاص من الخليفة؟ سؤال لا سبيل لإجابته بنفي أو إثبات، ونستطيع القول بضمير مطمئن، أن استشهاد "عمر" كان بداية الوبال الذي عاشه المسلمون قرونا وحتى اليوم! وبه خسرت الأمة رجلا كانت شدته سيفا على نحور الطغاة وكانت رحمته سندا لظهور الضعفاء والمهمشين، وسجل تاريخ البشرية ذكرى حاكم عاش فقيرا ومات فقيرا، حتى يضمن لكل فرد في شعبه خبزاً .. وكرامة!
...
(24)
كربلاء الثانية
تنبه "علي" لفنجان قهوته على وشك أن يبرد هو الآخر ولم يأخذ منه إلا رشفتين، فأفرغه في جوفه بسرعة، ثم فتح ملفا جديدا على اللابتوب وكعادته كتب عبارة أمامه ليركز أفكاره، فكانت: "الدور الأموي في تشويه الفكر الشيعي" فعلاقة "علي" بالشيخين لم تكن علاقة عداء أو خصومة برغم خلاف وجهات النظر في أمر الخلافة والبيعة، فهذا الخلاف لم يمنع "عليا" وولديه الحسن والحسين بعده من تسمية الأبناء والأحفاد بأسماء "أبي بكر" و"عمر" و"عثمان" إعتزازا وتيمنا[11]، فكأنهم أرادوا أن يتركوا لنا بينة على اقتصار خصومتهم على الأمويين حصريا، أما ما كان من خلاف مع الراشدين فلا ينقض رباطا وثيقا هو رباط المنهج القويم الذي جمعهم مع الإمام "علي" في طريق القرآن والسنة والاجتهاد لما فيه خير الأمة، فكيف تورط التراث الشيعي في التعدي على الشيخين بما لا يليق؟
بدأ الأمر حين أمر "معاوية" بحملة دنيئة لتشويه ذكرى "علي"، فمن خطابه للمغيرة بن شعبة واليه على الكوفة قوله: لا تتحمّ عن شتم "علي" وذمه والترحم على "عثمان" والاستغفار له والعيب على أصحاب "علي" والإقصاء لهم[12]، والناس على دين ملوكهم، لذلك كثر منهم من استجاب لهذا الغي فتورط في سب "علي" واتهامه بكل باطل، فكان عامل "معاوية" على الري يكثر من سب "علي" على المنبر[13]، وكذلك كان "زياد بن أبيه" واليه على البصرة والكوفة يعذب ويشرد كل من يروى منقبة من مناقبه كرم الله وجهه[14]، وعلى الجهة المقابلة كان الإباء والترفع من نصيب بعض صحابة رسول الله، فها هو "سعد بن أبي وقاص" يسأله "معاوية" عما يمنعه من سب "على" فيجيبه بما يفحمه[15]، ومثل هذا كان موقف العديد من الأسماء الجليلة مثل "أبي أيوب الأنصاري" و"زيد بن الأرقم"[16] وغيرهما، لكن هذه المعارضة من جانب كبار الصحابة لم تمنع بكل أسف رد الفعل السلبي من جانب شيعة "علي"، فكانوا إذا اجتمعوا في دار أحدهم يذكرون مناقب "علي" ويذمون "معاوية" و"عمر بن العاص" ويعددون مثالبهما، لكن أحدا لم يكفرهما، لأن بدعة التكفير قبرت بقهر الخوارج في النهروان، ولم تظهر إلا بعودة ظهورهم، وكان "علي" إذا قاتل المسلمين يمنع الغنم والسبي منهم[17]، مؤسسا بذلك ما عرف فقهيا بأحكام قتال أهل القبلة، ثم استفحل الأمر بظهور الخوارج من جديد في خلافة "مروان بن الحكم"، وعودتهم للانتشار في العراق والشام وشمال أفريقيا وجنوب الجزيرة، فقد عقدوا جلسات التكفير، يكفرون فيها "عثمان" و"علي" و"عائشة" و"طلحة" و"الزبير" فضلا عن "معاوية" ومن شايعه، ولا يقرون أحدا غير "أبي بكر" و"عمر"[18]، وهنا حدث الانزلاق الحقيقي، حين أراد بعض الشيعة إيذاءهم ردا على سب "علي"، فلم يجدوا غير سب الشيخين لأن الخوارج لا يجلون غيرهما، فلا يوجعهم إلا سبهما، وشاعت هذه الصرعة الضالة بين البعض، ولاقت ترحيبا من الأمويين لأنها أتاحت لخطبائهم وكتابهم ومحدثيهم تصوير الشيعة كأعداء للصحابة، ليصبح بذلك شيعة "علي" فريقا مضادا لأهل السنة والجماعة ممن يحبون الشيخين ويجلونهما، بينما الأولى أن يكون المسلمون كلهم شيعة للراشدين الذين ساروا على المنهج النبوي، فلا يبقى مع الأمويين الذين بدلوا وغيروا نهج النبوة إلا أصحاب المصالح، وهؤلاء ينتهون بنهاية زمانهم، ليتركوا الإسلام أمة واحدة لا يشذ عنها إلا شوارد! لكن هذا مالم يحدث بكل الأسى والأسف
كانت هذه مؤامرة الماضي، إذ تعاون الخوارج بغير علم مع الأمويين، لينحرفوا بالفكر الإسلامي بشقيه، فيعيب الفكر الشيعي عداءه للشيخين ويعيب الفكر السني مساواته بين من لا يستوون من أطراف الفتنة الكبرى، وكما انحرفوا بالفكر عن نسقه المنطقي انحرفوا بالدولة عن أهم مبادئها، وهو بناء مجتمع الكفاية والعدل، فأسسوا أرستقراطية حاكمة، تاركين عامة المسلمين ليلتهوا بتبادل الكراهية والسباب، بل استغل الأمويون الكراهية المتبادلة، وأشعلوا أوارها بصب الزيت على النار، ومن أمثلة ذلك خدعتهم التي أجهضوا بها ثورة الإمام "زيد بن علي زين العابدين بن الحسين" وقتلوه في كربلاء الثانية كما قتلوا جده في الأولى، ففي عام 740م خرج الإمام "زيد" بدعوة من شيعة أجداده في الكوفة، لمناهضة الظلم والطبقية الأموية، لكن الأمويين بثوا وقيعة بينه وبين شيعته، لأنه كان يعترف بخلافة كل الراشدين على عكس شيعة العراق الذين ضل فكرهم بسبب الضغط الإعلامي الأموي المضاد، فوجد الإمام نفسه في ذات موقف الإمام "الحسين" قبله، وواجه الجيش الأموي بخمسمائة من أتباعه حتى استشهد في ثورته تلك على عهد "هشام بن عبد الملك"[19]، ليبقى الأمويون في سلطانهم ويصدق فيهم قول "عمر" حين زار الشام فقابله "معاوية" بموكب وحاشية، فقال مشيرا إليه وهو بعد مجرد والٍ "هذا كسرى العرب"[20]، وقول رسول الله يوم قال: "فساد أمتي على يد غلمة سفهاء من قريش"[21]
نظر "علي" في ساعته فوجد أنه أهدر فوق الساعة التي استأذن ضيفته وراعيته فيها نصف ساعة أخرى، فاستخدم البث اللاسلكي في المقهى لإرسال مقاله الأخير للجريدة، مرفقا به تحية وشكر لصديقه "إبراهيم" لموافقته على النشر، وكان قد أوضح له طبيعة المقال الأخير في اليوم السابق حتى يكون على بينة من أمره، فقال له "إبراهيم": أقول ما قاله "هيكل" للحكيم حين كتب بنك القلق وأراد "هيكل" نشرها في الأهرام، لو كانت عندك الجرأة لتكتب فعندي الجرأة لأنشر، أرسل مقالك على بركة الله، ولن أنشره وحسب، لكني سأسخر كل إمكانات الجريدة لإنجاح الفكرة، ليس من أجلك يا صاحبي، ولكن من أجل .. "بلدي"
تذكر هذا الحوار وهو يدفع حسابه ويلملم حاجياته، ثم خرج من المشرب العريق للميدان ومنه لمحطة الترام عائدا لبيته، فقد تأخر بما فيه الكفاية، ألا قاتل الله التدخين وما يقودنا إليه من صغائر!
...
(25)
دماء في المحراب
...
صلاة الفجر في مسجد الكوفة، أسمع صوت الإمام "علي" يكبر للسجود فأسجد مع الساجدين، أسبح ثم أرفع مع تكبيرته، تلمح عيني صفا واحدا يفصلني عن أمير المؤمنين، أغمض عيني ثانية مع السجدة التالية، لكني أسمع في سجدتي دبيب أقدام وأشعر بحركة حولي، حركة عنيفة تدب أثناء الصلاة بين صفوف المصلين! كيف؟ أم أنه ..
يقتحم أذني صوت فيه بحة، حاول صاحبه أن يجعله قويا وهو يقول: الحكم لله يا"علي"
دق قلبي دقة عنيفة هبطت لها أحشائي، هو الفجر الأخير إذن .. طنين في أذني يصمني فلا أسمع ما بعد تلك الجملة الفاجرة .. صدمتني أحد الأقدام المهرولة في جانبي فتنبهت من الشلل الذي اعتراني للحظة، ورفعت رأسي .. رحمتك بعبدك يا الله .. يالهوله من مشهد! الجلال والوقار مع البشاعة والشر في مشهد واحد، وجه الإمام الذي كرمه الله تغطيه الدماء، دماء طاهرة لم تبذل إلا في سبيل الله، سالت من غرة لم تسجد لغير الله .. أشعر بثقل في صدري بينما تتجمع العبرات في عيني فيختنق حلقي كأن يدا تعصره، أتلفت باحثا عن الكلب الذي فعلها، فأرى ظهر الزنيم مهرولا نحو الباب، ويطوح سيفه بوجه من يعترضه من المصلين، لن تفر يا أشقاها، لن تفر يا "ابن ملجم" .. لن تفر يا جاحدا بالفضل وجاهلا بالحق، أرى رجلا يشير لباب المسجد في الجهة المقابلة صائحاً: اثنان يفران من الباب هناك
أنظر لحيث أشار فأرى رجلا مرق كخطفة البرق من باب المسجد فغاب عن ناظري، وآخر يصارع رجلا بذراعيه بعد أن سقط منه سيفه، وعلى رأسه عصابة من حرير أسود .. آه .. قصة العاهرة "قطام"[22] حقيقية إذا! يصرع الرجل الذي قاومه ويفر هاربا، إذن فهم ثلاثة، وهذا يحسم الجدل التاريخي حول وجود الثالث، ثلاثة .. ثلاثة يا أولاد الأفاعي لقتل فارس أعزل يصلي؟ هاهم الناس قد تكالبوا على "ابن ملجم" وألقوا عليه عباءة أعاقت حركته وعطلت سيفه فقبضوا عليه، ألتفت جهة المحراب حيث الإمام الجريح، أحاول القيام لأصل إليه، فلا تحملني قدماي، أحاول وأحاول ولا فائدة، لا أكاد أراه من تكاثر الناس حوله، لا أعرف كيف رأيته من بين الجمع مسجى على أرض المحراب التي انتثرت فوقها الدماء، وقد استند جذعه على الأذرع الممدودة والمتكاتفة تحته، وسال الدم الطهور من جبهته فغشى لحيته كما أخبره الصادق المصدوق، أسمعه يقول "فُزتُ ورَّب الكعبة"[23]
إن النفس لتحزن وإن القلب ليدمى، ولكنه الفوز حقا يا أمير المؤمنين، وهل يتوج حياة كحياتك الرائعة غير شهادة بين يدي ربك؟ أرى بعض من حوله من أهل الكوفة يجهش في البكاء فأتميز كمدا، الآن نبكي؟ هيهات لن يسد الدمع ثغرة، أما سمعتم آخر ما خطب فينا؟ يوم رفع المصحف بذراعيه ناظرا للسماء، ودعا ربه قائلا "اللهم قد منعوني ما فيه فأعطني ما فيه، اللهم قد أبغضتهم وأبغضوني، ومللتهم وملوني، وحملوني على غير خلقي وطبيعتي، اللهم فأبدلني بهم خيرا منهم وأبدلهم بي شرا مني، اللهم مث قلوبهم كما يماث الملح في الماء"[24]، ألا إننا منذ دعا بدعائه هذا لم يتعاقب علينا رجلين صالحين أبداً! فهكذا كانت استجابة الله لدعوة كريم الوجه واختصامه لنا أمام عدله سبحانه، أشعر بدوار عنيف، فأرتكز بذراعي على أرض المسجد، يسود الظلام فجأة، هل انتهى الكابوس إذن؟ أسمع كلمات الأمير بصوته في الظلام الدامس، كلمات تترى بعضها تلو بعض[25] فلا أعرف لو كنت أسمعها بصوت الإمام، أم أسترجعها بعقلي مضفيا عليها صوته؟ أسمعه يقول: "الحق ثقيل مريء .. والباطل خفيف وبيء"
فأجدني أصرخ مجيبا فأقول: عشت في الحق يا أمير المؤمنين فاحتملت ثقله حتى استشهدت فيه وعليه، جعله الله لك مريئا في آخرتك كما كان لك في دنياك على مرارته مريئا، ولنعم أجر الصابرين
- "أشرف الغنى .. ترك المُنى"
- تركت منى الحكم وأنت أقدر الناس عليه، وتركت منى الثروة وبين يديك خزائن الأرض، عشت غنيا شريفا، ومت ثابتا شهيدا، فصرت للمتقين إماماً
- "يا دنيا غُرِّي غيري، قد طلّقتُكِ ثلاثاً لا رجعة فيها! فعيشُك قصير، وخطرك يسير، وأملك حقير، آه من قلّة الزاد وطول الطريق وبُعد السفر وعظيم المورد"
- شهد الله يا إمام ما غرتك الدنيا طرفة عين كما غرتهم، ولا طلبتها كما طلبها مريدوها[26]، وتهالكوا عليها كأنهم يلبثون فيها أبدا! فاهنأ يا سيدي بلقاء المصطفى على الحوض كريما نقيا، لم تغره الغرور التي غرت كثيرا غيره!
- "ليس لأنفسكم ثمن إلا الجنة .. فلا تبيعوها إلا بها"
- والله ما رضيت لنفسك ثمنا إلا الجنة وما وعد الله، قابلت الباطل بسيف الحق، ولو أردت الباطل ما أعياك طريقه ولا أعجزك الفوز فيه، أعاننا الله على باطل الدنيا بعدك، وما أكثر باطلها ومبطليها
- "كلام الحكماء إذا كان صوابا كان دواءً .. وإذا كان خطأً كان داءً"
- بشر رسول الله "عماراً" بشهادة على يد الفئة الباغية، فكان حديثه دواء للأمة يخرجها من الفتنة مخرج صدق، فكانت حكمة النبي صوابا ودواء، لكن طالب الدنيا زين للأمة باطله بكلمات[27]، فغاص الناس في الفتنة وباطلها، ومازالوا، فكان مكره لعمر الحق هو الداء كل الداء
- "احذروا صولة الكريم إذا جاع واللئيم إذا شبع .. واحذروا نفار النعم .. فما كل شارد بمردود"
- لم يتبعوا بعدك منهج الله وسنة رسوله في الكادحين، فلم يأمنوا صولات الكرام، أتى النبي برسالة الكفاية والعدل للجميع، فأقاموا مجتمعا طبقيا ألفوه وعاشوه في جاهليتهم، فثار عليهم الأحرار في سهل البقاع، وتمردت حيفا والكوفة والري[28]، وثار عبيد الأرض في السواد[29]، وراجت بدع "بابك" و"حمدان" حتى استفحلت[30]، ولو عدلوا وأقسطوا لاستمرت الأمة على المحجة البيضاء كما تركها الراشدون!
- "لو كان الفقر رجلاً لقتلته"
- لم يتجسد لك الفقر رجلا لتقتله يا حيدر الكرار، لكن من أرادوا أن يثروا من قوت الفقراء جمعوا أطماعهم، فتجسدت بشرا .. فقتلك
- "ردوا الحجر من حيث جاء .. فالشر لا يدفعه إلا الشر"
- نقموا عليك سيدي أنك حملتهم على الصمود وقتال من رغب عن طريق الرشاد وابتغى الملك العضود، فتذرعوا بحر الصيف وبرد الشتاء، وانتهزوا منك حلم الخلفاء، فاكتووا بعدك بنار الملوك بؤساً وذلاً وأثرة
- "في تقلب الأحوال علم جواهر الرجال"
- كم تقلبت عليك الأحوال يا كريم الوجه فرأيت هجر الإخوان؟ حتى كاد الحق الذي أردته لا يترك لك صاحبا؟ عدلت في مال الله، بما شرع الله وسن نبيه، ثم دعوت من لم يرض عن العدل أن يتول كيف شاء، ووسع جور خصمك من لم يسعه عدلك، وارتضاه الناس على جوره زهدا في عدلك، فهنيئا للناس ما اختاروه!
- "فقْد الأحبّة غربة"
- وما أقسى غربتك بعد الحبيب والحبيبة، فقدت المصطفى معلمك وأبيك بالروح، ومدينة العلم التي جعلك بابها، ثم فقدت الزهراء زوجتك وأم بنيك ورفيقة دربك، فالحق بالأحبة يا أمير المؤمنين راضيا مرضيا
- "كفى بالأجل حارسا .. كفى بالأجل حارسا"
تنجلي الظلمات عن عيناي، فأرى أمير المؤمنين في بيته في الكوفة، راقدا على فراش بسيط من صوف وقد عصبت جبهته الغراء بعصابة بيضاء ظهرت فيها بقع الدماء، إنها الأيام الثلاثة التي قضاها بعد ضربة الخارجي في بيته، ينتظر الأجل الذي اكتفى به حارسا، وقد اجتمعت حوله كوكبة من أصحابه، أميز بينهم الحسنين عن يمينه، وينظر الإمام نحو الحسن والحسين فيطيل النظر، ويقلب عينيه بينهما، ثم يجيل بصره بمن حضر من أصحابه، ثم تنفرج شفتاه فيقول: "يابني عبدالمطلب لا ألفينكم تخوضون في دماء المسلمين تقولون قتل أمير المؤمنين"[31]
يسكته الألم، أو لعله دوار من جرح رأسه، يغمض عينيه ويضع كفه على عصابة رأسه لحظات، فيتزايد القلق على وجوه من حضر المشهد العظيم، مشهد الليث الجريح يلفظ آخر أنفاسه في أمر بمعروف ونهي عن منكر، هاهو يفتح عينيه، فيستأنف قائلا: "ألا يقتلن إلا قاتلي، إن مت فاقتلوه ولاتمثلوا به، وإن عشت فالجروح قصاص"
قالها الإمام وهو ينظر لبنيه الذين تحلقوا عن يمينه، ثم قال وهو ينظر للحسنين: "أوصيكما بتقوى الله، وألا تبغيا الدنيا وإن بغتكما، ولا تأسفا على شيء منها زوى عنكما، قولا بالحق، واعملا للأجر، وكونا للظالم خصماً وللمظلوم عونا، وأوصيكما بتقوى الله و.. "
يخفت الصوت مع ظلام يعتريني ثانية .. ثم تنجلي ستائره فأراني في مسجد الكوفة، أسمع صوتا قريبا من صوت "علي"، صوت يمور بشبابه رغم تهدجه من الحزن، لابد أنه أحد الحسنين، أمسح الدمع السخين عن وجهي وأنا أحاول النفاذ من الجموع لأرى الخطيب، لكن الزحام شديد، أسمع بينهم من يقول إنه "الحسن" يرثي أباه، أقترب أكثر فتتضح الكلمات وأسمعه بغير أن أراه وهو يقول: "وكان يجاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقيه بنفسه، وكان الرسول يعقد له الراية فيفتح الله على يديه، قبض الليلة وما خلف صفراء ولا بيضاء، إلاّ سبعمائة درهم بقيت من عطائه أراد أن يبتاع بها خادماً لأهله"
إذن فقد نفذ السم الذي ضمخت به "قطام" السيف الغادر وقضي الأمر، مات إمام المتقين، وكانت آخر دعواه من الدنيا قبل الشهادتين آيتان من القرآن تمتم بهما وقد انفرجت أساريره فقال "لمثل هذا فليعمل العاملون"[32]، ثم قال كأنه يواسي آل بيته بالذكر الحكيم "إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون"[33] ومات "علي بن أبي طالب"! مات إمام عادل كان يدعو الله فيقول .. "اللهم بارك لنا في الموت" !!
9 comments:
نفسى بس اعرف بتنزل البوست امتى وازاى ببقى لسة شايفة المدونة فاضية وفجأة باقى البوست
ع العموم لسة مقريتش هقرأ براحتى وأعلق عقبال نهاية القصة المشوقة دى يارب على خير
تحياتى
ان القارئ المتفحص فى التاريخ الاسلامى يرى وبسهولة اشارات واضحة جلية لكل عصر من العصور فالخلافات بين الأشقاء وابناء العمومة ترتب عليها فيما بعد المشكلات التى حدثت خلال الدولة الاموية وحتى العباسية
فالطرح التريخى الذى قدمتة يظهر هذا بوضوح ولذا دائما كان رأايي ان التاريخ الاسلامى لا يمكن رؤيتة او تفسيرة من خلال مرحلة واحدة فلا يمكن مثلا اعتبار الدولة الاموية سبب المشكلات التى أتت بعدها أو تحميل الدولة العباسية كذلك
فكل عصر نما على رفات العصر الذى سبقة ويحمل من الأطماع والمشكلات وحتى التحالفات الكثير
انك بما ذكرت من حقائق ترسى مبدأا هاما يجب ان نتفق علية وهو ان من ابرز المشكلات التى كانت تواجة القادة فى التاريخ الاسلامى مشكلتين اساسيتين احدهما تتصل بالخلافة وبمن وكيف والثانية تتصل بتنفيذ واقرارالدين كلا تبعا لأهوائة ومن والاة فى حينة
ولذا فأن ابرز ما يميز هذا الفصل توضيح نقاط الخلاف والاتفاق بين من ذكرتهم فى كل فترة زمنية داخل النص
ان ترتيبك للأحداث ولمحات الاتفاق والخلاف هى ابرز مافى هذا الفصل ولولا ان دراستك مختلفة تماما لكنت ناشدتك ان تحول هذة الرسالة الى حقيقة واضحة او اطروحة لما مر فى التاريخ الاسلامى من احداث اثرت لوقت طويل على توجهات خلفائة ودولة
فالحقائق المتوارية وراء الكلمات كثير وتفسر فيما بعد تحالفات دول وافراد حتى يومنا هذا للمتفحص او الباحث
اما عن قائمة المراجع فشكرى لا حدود له عليها
تحياتى
عزيزتي كلاكيت تاني و تاني
شكرا لك يا عزيزتي على التعليق المثري ، و طبيعي ان كل حلقة من حلقات التاريخ هي بناء على عصر سابق ، لأن حركة التاريخ هي حركة البشر ، و لهذا فتاريخ الإسلام يبدأ من الجاهلية ، لكن الدولة الأموية لها وضع خاص ، فلو كان الإسلام هو هبة السماء للأرض في شكل ثورة على اللاهوت و الموروث الاقتصادي ، فبني أمية قاموا بالثورة المضادة لهذه الثورة لافراغعها من معناها الحقيقي ، أما صياغة دراسة تاريخية فللأمر كما قلت متخصصيه يقومون بهذا ، و غن كان الشكل الروائي أثبت أنه الأجدى في نشر المعلومة من اطار الاكاديمية لاطار المثقفين على الاقل
مع تحياتي و تقديري
عزيزى د اياد
خلافنا دائما مصدرة انك تحمل الدولة الاموية كثيرا من موبقات العصور التى تلتها وتحملها تهمة افراغ الدين من مضمونة برغم اننى ارى ان الدولة العباسية ربما كانت من اسوأ العصور التى مرت على الأسلام حيث انها حافظت فقط على الأسلم ولم تنشرة كما انها ساهمت فى انهيار الدولة الاسلامية اكثر من الدلوة الاموية التى تم فى اثنائها بناء المساجد وفتحوا الكثير من البلاد من حدود الصين شرقا إلى الاندلس غربا واصبحت أكبر خلافة في التاريخ الاسلامي امتدت سلطتها في جميع الاتجاهات واصبحت مدينة دمشق العاصمة أهم مدن العالم الاسلامي ، واهتم الخلفاء الامويون بمدارس العلم و العمارة واهتموا ببناء المساجد كما الجامع الاموي بدمشق والمسجد الاقصى في القدس والمسجد النبوي بالمدينة المنورة ومسجد قرطبة وغيرها في ارجاء الخلافة التي اتسعت في كل اتجاه .
الم يتأسس اول اسطول بحرى اسلامى فى عهد معاوية .؟؟
الم يكتب زيد ومعاوية القرأن.......
عزيزى عصر عبد الناصر شابة العديد من الموبقات والمشاكل ولكننا ولزعامة الرجل وقوة تأثيرة ونزاهة يدة لا نتذكر سوى زعامتة فقط ورمزيتة للعديد منا
تشى جيفارا كان مالة وماعلية بل وأكد كثيرون انة لو عاش ما حظى بكل هذة المكانة والأسطورية
فلماذا تمسك فقط على الدولة الامزية بعض عيوبها ولا نتذكر البعض الأخر
الدولة الأموية لم تكن كما زعم البعض دولة مدنية بمعنى أنه لا صلة لها بالدين ، أو كما قال آخرون: إنها كانت دولة عربية لا لإسلامية، فأنا أرى أن هذه فرية فيها مرية تكذبها حقائق الدين، وحقائق التاريخ.
اننى ارى ان التاريخ الاسلامى يجب ان يتحرر من افتين
ضعف التوثيق والإثبات .
سوء التفسير والقراءة للأحداث
وفى كتاباتك انت قارئ رائع للأحداث وهذا ما يميزك ولكن ما لا نتفق علية هو انحيازك لعصر دون الأخر
ولنا عودة للمناقشة
تحياتى
عزيزتي كلاكيت تاني و تاني
الدولة الأموية نشرت الإسلام ، لا ، الدولة الأموية وسعت رقعتها الامبراطورية ، و الإسلام نشر نفسه في البقاع المفتوحة ، بما له من قوة جاذبة ، قولنا بأننا نشرنا الاسلام بالغزو اعتراف ضمني بمقولة السيف التي يقولها من يهاجم الدين ، العباسيون علاقتهم بالأمويين كعلاقة العصر الحالي بعصر السادات ، امتداد في منحنى هابط فطبيعي ان يكون للأسفل ، السؤال هو كيف كانت حالة الفقراء و المهمشين من ملح الأرض في عهدهما؟ كانت تماما كحال الجاهلية لو استثنينا خامس الراشدين الذي ارتد عليه أهله الأمويون فقتلوه ، يا عزيزتي ، ارجعي لموقف "معاوية الثاني" الشخصية الأموية العظيمة و التقية من هذه الدولة لتعرفي أنه قد شهد عليهم شاهد من أهلهم ، و كذلك لمواقف خامس الراشدين
رسول الله ل يسألنا على تبليغ الدعوة بنص القرآن غير مودة في القربى ، فمن قتل عترته في كربلاء لا يكون من أمة الإسلام
معاوية و عبد الملك و غيرهم رجال دولة من الطراز الأول ، كذلك الحجاج عاملهم و ربيب نعمتهم ، لكنها الدولة بمعناها اللا-أخلاقي ، و ما لهذه الامبراطورية بعث الله نبيه بالحق و الا كانت الامبراطورية الرومانية أفضل للبشرية!!!!
اعتذر لمحو التعليق لكثرة العيوب اللغوية وسأعيد صياغتة وأنشرة أعتذرعفوا
رمضان والصيام و......
تحياتى
غريب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
عزيزتي كلاكيت
أعتقد أننا نتكلم عن أمرين مختلفين يا عزيزتي ، الله لم يبعث عيسى عليه السلام لتتسع رقعة الامبراطورية الرومانية، و لا كان هدف بعثة الرسول عليه الصلاة و السلام تكوين امبراطورية ، كان الهدف هو اقامة مجتمع يتسم بالتالي:
- حكم ديمقراطي و قد أجهضه الأمويون بضرب مبدأ الشورى و البيعة و اثبات الملك الوراثي
- مجتمع الكفاية و العدل و هذه كان بعدهم منها بعد المشرق و المغرب ، و لهذا قتلوا خامس الراشدين حين أراد العودة لطريق الرشاد بالدولة الأموية
- الوسطية السلوكية و الفكرية و هذه ابسط نماذج عورهم فيها صاحب القرد يزيد
لقد كونوا امبرطورية جيدة ، تماما كما فعل الرومان و الاسكندر و نابليون و و و و و .... ، لكنها لم تكن اسلامية و لم يكن منهج الاسلام منهجها، هو و العباسيون و العثمانيون امبراطوريات جيدة تدرس كدول تاريخيا و يحكم عليها بنجاح أو فشل ، لكن المحتوى الاجتماعي لرسالة الاسلام و القائم على ما سبق أجهض تماما
تحياتي و تقديري
هناك امم تصنع زعماء وزعماءيصنعون الامم وهل تحمل الدولة الاموية عبأ تقويض النظام الاجتماعى فى الاسلام
ان هذا النظام قد قوض كثيرا بفعل اطماع البشر فى كافة العصور والأزمنة دون تحديد
وماذ يفعل الحاكم العادل فى دولة استشرى بها الجور والظلم وما الخيارات المتاحة امام اى خليفة يأتى وهو يرزح تحت بركة من الدماء ولو حاول العدل مثل عمر فمصيرة الموت او معاوية الثانى الذى اثر السلامة
انا لا اقول اننى التمس للدولة الاموية العذر فى كل ما تدعوها بة من مساؤي انا اقر بذلك ولكن لا احملها شئ بقدر ماجاء بعدها وما كان قبلها حتى ايام الرسول ص
عدد لى الخلافات من بعدها والتى نجحت
عدد لى الدول التى استطاعت ان تلتزم باخلاقيات الاسلام بلا حروب ومجازر
انة الانسان ياعزيزى فى كل مكان وزمان ومادمنا نتحدث عن الدول فالدولة كيان يتسع بزيادة رقعتة ورجالاتة واعتقد ان الدولة الاموية لم تكن سوى بداية تحلى البشر بأطماع الحياة بعد وفاة اكثر من عاشروا الرسول ص والتزموا بالدين القويم
تحياتى
وشكرا للتوضيح وسأكتفى بهذا الى ان تتكشف باقى جوانب القصة
Post a Comment