المعروف في أصل اللغة العربية هو المعلوم للناس ، و المنكر هو المجهول الذي ينكره الناس لو رأوه فلا يعرفونه ، أما اصطلاحاً ، فالمعروف هو ما تعارف الناس على حسنه من السلوك و العمل ، و المنكر هو ما تعارف الناس على خبثه من السلوك و العمل ، أما حين تأتي لفظة المعروف في القرآن الكريم ، فقد رأى بعض علماء التفسير أنها تعني كل ما أمر الله به و أحله ، و أن المنكر في القرآن كذلك هو كل ما نهى الله عنه و حرمه ، و لكن هذا يسقط الفارق النوعي بين المعروف و المنكر من جانب ، و الحلال و الحرام من جانب آخر ، و أنا أفهم المعروف و المنكر في القرآن الكريم على وجه آخر يختلف عن الحلال و الحرام ، فأما الحلال و الحرام ، فهما مفهومان قرآنيان يعبران عما أحل الله لخلقه ، حلاً أبدياً لا يحرمه أحد ، و ما حرم الله على خلقه حرمة أبدية لا يملك بشر أن يغيرها ، إلا أن تنسخ آية الحل أو الحرمة آية أخرى ، و المفهومان يأتيان في الآيات الكريمة على هذا النحو اليقيني القاطع ، فمن أمثلة الآيات التي ذكر فيها ما أحل الله قوله تعالى "أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ ٱلصِّيَامِ ٱلرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَآئِكُمْ" (البقرة:187) ، و كذلك قوله تعالى "يَسْأَلُونَكَ مَاذَآ أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ ٱلطَّيِّبَاتُ" (المائدة:4) ، و قوله تعالى "يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَآ أَحَلَّ ٱللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ" (التحريم:1) ، و كذلك أتى مفهوم التحريم في آيات بينات صريحات كقوله تعالى "إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ ٱلْمَيْتَةَ وَٱلدَّمَ وَلَحْمَ ٱلْخِنزِيرِ وَمَآ أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ ٱللَّهِ" (البقرة:173) ، و قوله تعالى "قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِٱلْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَلاَ تَقْتُلُوۤاْ أَوْلاَدَكُمْ مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ ٱلْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ ٱلنَّفْسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلاَّ بِٱلْحَقِّ ذٰلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ" (الأنعام: 151) ، و قوله تعالى "قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ ٱلْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَٱلإِثْمَ وَٱلْبَغْيَ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِٱللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى ٱللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ" (الأعراف:33) و غيرها العديد من الآيات ، و في آيات أخرى جمع مفهوم الحل و الحرمة كقوله تعالى "أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ ٱلْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعاً لَّكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ ٱلْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُماً" (المائدة:96) ، و كذلك قوله تعالى "وَأَحَلَّ ٱللَّهُ ٱلْبَيْعَ وَحَرَّمَ ٱلرِّبَٰواْ" (البقرة:275) ، فقد خص الله تعالى الحلال و الحرام الأبديان بهذا التعبير الذي لا يجوز لبشر بعده أن يجتهد بالتغيير أو التبديل ، فتلك حدود الله تعالى ، و هما غالبا يردان في القرآن فيما يخص صلب العقيدة و أساسها ، أو الثوابت التي لا تتغير و لا تتبدل
و بالمقابل كان مفهوما المعروف و المنكر المعجزان ، و هما يردان دائما فيم يتعلق بمعاملات الناس بعضهم بعضا ، و يأتي هذا في عدة أوجه لعل أهمها
- المعاملات بين الزوج و الزوجة: كقوله تعالى في حالة مراجعة الزوج لزوجته "إِنْ أَرَادُوۤاْ إِصْلاَحاً وَلَهُنَّ مِثْلُ ٱلَّذِي عَلَيْهِنَّ بِٱلْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ" (البقرة:228) ، و قوله بشأن عدد مرات الطلاق و الإمساك بعدها "ٱلطَّلَٰقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَٰنٍ" (البقرة:229) ، و كقوله تعالى في نفقة المرضع "وَعلَى ٱلْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِٱلْمَعْرُوفِ" (البقرة:233) ، و في نفقة المطلقة "وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى ٱلْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى ٱلْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتَاعاً بِٱلْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى ٱلْمُحْسِنِينَ" (البقرة:236) ، و قوله تعالى في الصداق "فَٱنكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِٱلْمَعْرُوفِ" (النساء:25) ، و قوله تعالى في العدة بعد الطلاق "فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ" (الطلاق:2) ، و هذا من حكمة الله و عظمة القرآن ، أن ردنا الله في المعاملات الزوجية و ما يحسن للمرء أن يعامل به زوجه إلى معيار متغير ، و هو ما يجتمع الناس على حسنه و بره من السلوك ، لأنه موضوع وارد فيه التغيير الكبير بتغير المجتمعات البشرية و تغير البيئة المحيطة
- المعاملات الأسرية مثل العلاقة بين الأبناء و الأبوين: كقوله تعالى في الوصية قبل نزول أحكام المواريث "كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ ٱلْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْراً ٱلْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَٱلأَقْرَبِينَ بِٱلْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى ٱلْمُتَّقِينَ" (البقرة:180) ، و قوله تعالى في معاملة الوالدين "وَصَاحِبْهُمَا فِي ٱلدُّنْيَا مَعْرُوفاً" (لقمان:15) ، و هذا كذلك من حكمة الله تعالى ، فلو رأيت اللهجة التي يكلم بها البدوي المهذب البار أبويه ، لوجدتها مباينة لما أكلم به أنا أبوي و كلاهما مباين للطريقة التي يكلم بها الأمريكي البر المهذب والديه ، فالبر سلوك و تصرفات و لياقة تختلف من زمن لزمن و من مكان لمكان ، و نحن مطالبون بمعاملة الأهل دوما كأحسن ما يراه الناس في مجتمعا سلوكا حميدا خليقا بالرجل البار ، و قد يكون من البر المفروض على القادر اليوم أن يوفر لوالديه وسيلة انتقال كسيارة خاصة مثلا ، لأن بعض الأبرار يفعلون اليوم هذا ، فلو كان القرآن قد حرر قائمة بضروب البر جامدة لما شملت مثل هذا الضرب المستحدث من ضروب البر
- المعاملات المدنية و المعاملات اليومية بين المواطنين: كقوله تعالى في حالة العفو في الحدود "فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَٱتِّبَاعٌ بِٱلْمَعْرُوفِ وَأَدَآءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ" (البقرة:178) ، و قوله تعالى "قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَآ أَذًى وَٱللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ" (البقرة:263) ، و في تعامل النساء مع الرجال في الحياة العامة قياسا على قوله تعالى لأمهات المؤمنين "فَلاَ تَخْضَعْنَ بِٱلْقَوْلِ فَيَطْمَعَ ٱلَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً" (الأحزاب:32) ، و في الإحسان إلى الناس و التكافل الاجتماعي: كقوله تعالى "وَإِذَا حَضَرَ ٱلْقِسْمَةَ أُوْلُواْ ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْيَتَامَىٰ وَٱلْمَسَاكِينُ فَٱرْزُقُوهُمْ مِّنْهُ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً" (النساء:8) ، و هذه كذلك أمور متغيرة وفقا للزمان و المكان ، فمثلا ما كلن يعتبر خضوع بالقول و مطمع للرجال في مجتمع البعثة المحمدية ، قد لا يعتبر كذلك اليوم ، و العكس صحيح ، و كل امرأة في مجتمعها تعرف ماذا يليق و ماذا يخرج عن اللياقة في هذا الشأن ، دون الحاجة لتحديد جامد لفظي يصبح مع الزمن غير ذي موضوع
- التعامل مع المال العام و الوظائف و المناصب: و يقاس فيها على قوله تعالى في القائم على مال اليتيم "وَمَن كَانَ غَنِيّاً فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَن كَانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِٱلْمَعْرُوفِ" (النساء:6) ، لأن الأكل بالمعروف يختلف معياره في كل وقت حسب حد الكفاف في كل زمن ، و في كل مجتمع ، فما نعتبره نحن اليوم في مصر حدا للكفاف ، قد يكون أدنى من الكفاف بكثير في مجتمع مثل النرويج أو الدنمارك ، لهذا ردنا الله لمبدأ المعروف المرن و المتغير
فنحن نفهم المعنى القرآني المعجز للمعروف بأنه "ما تعارف الناس على حسنه و بره ما لم يحل حراماً" فمن عظمة القرآن الكريم أنه ردنا في معاملات البشر البينية لهذا المعيار المتغير المتطور ، و هذا لا ينطبق على حدود الله في تنظيم علاقة عباده به تعالى ، إذ يحكمها منطق الحلال و الحرام و ليس مبدأ المعروف و المنكر ، و لهذا فلو تعارف الناس على حرام ، لا يجعل هذا الحرام حلالاً ، فلو عشت أنا الآن في دولة تعارف الناس فيها على تناول النبيذ مع الطعام ، لا يحل لي هذا السلوك رغم تعارف الناس عليه ، لأن فيه اجتراء على ما حرم الله تعالى ، و هذا ليس أمرا يخص معاملتي مع الناس و لكنه يخص حد وضعه الله لي و أمرني أن ألتزمه ، كذلك نفهم "المنكر" في لغة القرآن الكريم بأنه "ما تعارف الناس على شره و خبثه و إن قنن حلالاً" ، فليس حرام علي أن أركب الدواب ، و لكن لو تعارف الناس اليوم على أن السير بالدابة في المدن الكبرى يعيق المرور و يعطل مصالح الناس العاجلة ، فقد صار ركوبها أمراً منكراً ، لان الناس توافقوا على كراهته ، و كذلك مخالفة قوانين المرور و القوانين المدنية هي أمور منكرة و إن لم تكن حراما ، لأن الناس تعارفوا من خلال نوابهم في المجالس التشريعية على كون خرق قانون المرور أمر منكر يضر بالصالح العام و يعرض حياة الناس للخطر ، و هكذا، و من هنا تتجلى لنا عظمة القرآن في ارتباط مفهوم المعروف بواجب الأمر به على كل مسلم ، و ارتباط مفهوم المنكر بواجب النهي عنه على كل مسلم ، و هذا ما نبينه هنا باستفاضة
- المعاملات بين الزوج و الزوجة: كقوله تعالى في حالة مراجعة الزوج لزوجته "إِنْ أَرَادُوۤاْ إِصْلاَحاً وَلَهُنَّ مِثْلُ ٱلَّذِي عَلَيْهِنَّ بِٱلْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ" (البقرة:228) ، و قوله بشأن عدد مرات الطلاق و الإمساك بعدها "ٱلطَّلَٰقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَٰنٍ" (البقرة:229) ، و كقوله تعالى في نفقة المرضع "وَعلَى ٱلْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِٱلْمَعْرُوفِ" (البقرة:233) ، و في نفقة المطلقة "وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى ٱلْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى ٱلْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتَاعاً بِٱلْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى ٱلْمُحْسِنِينَ" (البقرة:236) ، و قوله تعالى في الصداق "فَٱنكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِٱلْمَعْرُوفِ" (النساء:25) ، و قوله تعالى في العدة بعد الطلاق "فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ" (الطلاق:2) ، و هذا من حكمة الله و عظمة القرآن ، أن ردنا الله في المعاملات الزوجية و ما يحسن للمرء أن يعامل به زوجه إلى معيار متغير ، و هو ما يجتمع الناس على حسنه و بره من السلوك ، لأنه موضوع وارد فيه التغيير الكبير بتغير المجتمعات البشرية و تغير البيئة المحيطة
- المعاملات الأسرية مثل العلاقة بين الأبناء و الأبوين: كقوله تعالى في الوصية قبل نزول أحكام المواريث "كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ ٱلْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْراً ٱلْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَٱلأَقْرَبِينَ بِٱلْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى ٱلْمُتَّقِينَ" (البقرة:180) ، و قوله تعالى في معاملة الوالدين "وَصَاحِبْهُمَا فِي ٱلدُّنْيَا مَعْرُوفاً" (لقمان:15) ، و هذا كذلك من حكمة الله تعالى ، فلو رأيت اللهجة التي يكلم بها البدوي المهذب البار أبويه ، لوجدتها مباينة لما أكلم به أنا أبوي و كلاهما مباين للطريقة التي يكلم بها الأمريكي البر المهذب والديه ، فالبر سلوك و تصرفات و لياقة تختلف من زمن لزمن و من مكان لمكان ، و نحن مطالبون بمعاملة الأهل دوما كأحسن ما يراه الناس في مجتمعا سلوكا حميدا خليقا بالرجل البار ، و قد يكون من البر المفروض على القادر اليوم أن يوفر لوالديه وسيلة انتقال كسيارة خاصة مثلا ، لأن بعض الأبرار يفعلون اليوم هذا ، فلو كان القرآن قد حرر قائمة بضروب البر جامدة لما شملت مثل هذا الضرب المستحدث من ضروب البر
- المعاملات المدنية و المعاملات اليومية بين المواطنين: كقوله تعالى في حالة العفو في الحدود "فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَٱتِّبَاعٌ بِٱلْمَعْرُوفِ وَأَدَآءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ" (البقرة:178) ، و قوله تعالى "قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَآ أَذًى وَٱللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ" (البقرة:263) ، و في تعامل النساء مع الرجال في الحياة العامة قياسا على قوله تعالى لأمهات المؤمنين "فَلاَ تَخْضَعْنَ بِٱلْقَوْلِ فَيَطْمَعَ ٱلَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً" (الأحزاب:32) ، و في الإحسان إلى الناس و التكافل الاجتماعي: كقوله تعالى "وَإِذَا حَضَرَ ٱلْقِسْمَةَ أُوْلُواْ ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْيَتَامَىٰ وَٱلْمَسَاكِينُ فَٱرْزُقُوهُمْ مِّنْهُ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً" (النساء:8) ، و هذه كذلك أمور متغيرة وفقا للزمان و المكان ، فمثلا ما كلن يعتبر خضوع بالقول و مطمع للرجال في مجتمع البعثة المحمدية ، قد لا يعتبر كذلك اليوم ، و العكس صحيح ، و كل امرأة في مجتمعها تعرف ماذا يليق و ماذا يخرج عن اللياقة في هذا الشأن ، دون الحاجة لتحديد جامد لفظي يصبح مع الزمن غير ذي موضوع
- التعامل مع المال العام و الوظائف و المناصب: و يقاس فيها على قوله تعالى في القائم على مال اليتيم "وَمَن كَانَ غَنِيّاً فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَن كَانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِٱلْمَعْرُوفِ" (النساء:6) ، لأن الأكل بالمعروف يختلف معياره في كل وقت حسب حد الكفاف في كل زمن ، و في كل مجتمع ، فما نعتبره نحن اليوم في مصر حدا للكفاف ، قد يكون أدنى من الكفاف بكثير في مجتمع مثل النرويج أو الدنمارك ، لهذا ردنا الله لمبدأ المعروف المرن و المتغير
فنحن نفهم المعنى القرآني المعجز للمعروف بأنه "ما تعارف الناس على حسنه و بره ما لم يحل حراماً" فمن عظمة القرآن الكريم أنه ردنا في معاملات البشر البينية لهذا المعيار المتغير المتطور ، و هذا لا ينطبق على حدود الله في تنظيم علاقة عباده به تعالى ، إذ يحكمها منطق الحلال و الحرام و ليس مبدأ المعروف و المنكر ، و لهذا فلو تعارف الناس على حرام ، لا يجعل هذا الحرام حلالاً ، فلو عشت أنا الآن في دولة تعارف الناس فيها على تناول النبيذ مع الطعام ، لا يحل لي هذا السلوك رغم تعارف الناس عليه ، لأن فيه اجتراء على ما حرم الله تعالى ، و هذا ليس أمرا يخص معاملتي مع الناس و لكنه يخص حد وضعه الله لي و أمرني أن ألتزمه ، كذلك نفهم "المنكر" في لغة القرآن الكريم بأنه "ما تعارف الناس على شره و خبثه و إن قنن حلالاً" ، فليس حرام علي أن أركب الدواب ، و لكن لو تعارف الناس اليوم على أن السير بالدابة في المدن الكبرى يعيق المرور و يعطل مصالح الناس العاجلة ، فقد صار ركوبها أمراً منكراً ، لان الناس توافقوا على كراهته ، و كذلك مخالفة قوانين المرور و القوانين المدنية هي أمور منكرة و إن لم تكن حراما ، لأن الناس تعارفوا من خلال نوابهم في المجالس التشريعية على كون خرق قانون المرور أمر منكر يضر بالصالح العام و يعرض حياة الناس للخطر ، و هكذا، و من هنا تتجلى لنا عظمة القرآن في ارتباط مفهوم المعروف بواجب الأمر به على كل مسلم ، و ارتباط مفهوم المنكر بواجب النهي عنه على كل مسلم ، و هذا ما نبينه هنا باستفاضة
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر
لماذا اقتصر الأمر و النهي في اصطلاح القرآن على المعروف و المنكر؟ و لماذا لم يقترن أمر أو نهي بالحلال و الحرام؟ السبب كما قلنا آنفاً ، أن المعروف و المنكر هما حدود معاملات الناس لبعضهم بعضاً ، أما الحلال و الحرام فيحكمان علاقة العبد بربه ، لهذا أمر الله الناس أن يتواصوا بما كان من المعروف و يتناهوا عما كان منكرا من الأمور ، لان في هذا صلاح دنياهم ، و لأن ارتكاب الآخر لمنكر قد يضرك أنت ، كأن يكون هذا المنكر سيرا بعكس اتجاه المرور على طريق سريع يعرض حياتك للخطر ، فلك كل الحق هنا أن تنهى و تنهر و تستدعي تدخل ولي الأمر ممثلا في الشرطة لو لم يجد النهي ، أما اقتراف الحرام فلا يضر إلا بصاحبه عدا في البغي و ظلم الناس ، فالبغي يجمع بين الحرمة و النكر ، و هو عنصر مؤثر على علاقة الفرد بربه ، الذي حرم على نفسه الظلم و جعله بيننا محرما ، كما هو مؤثر في علاقة الناس بعضهم بعضاً ، و هو حرام لأنه يظل ممجوجا من بدأ الخلق لنهايته ، و هو منكر لأنه يخص تعامل الناس مع بعضهم بعضاً ، و الآيات التي وردت بشأن الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر في كتاب الله كثيرة ، فمنها قوله تعالى "وَلْتَكُن مِّنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى ٱلْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ" (آل عمران:104) ، و كذلك "يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي ٱلْخَيْرَاتِ وَأُوْلَـٰئِكَ مِنَ ٱلصَّالِحِينَ" (آل عمران:114) و غيرها الكثير مما يضيق به المقام هنا ، لكن من المواضع التي تؤكد فهمنا للمعروف و المنكر ربطهما بوسطية الأمة ، بأن وصف الله أمة الإسلام بالوسطية في قوله تعالى "وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِ وَيَكُونَ ٱلرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً" (البقرة:143) ، ثم وصف أمة الإسلام بصفة الآمرين بالمعروف و الناهين عن المنكر بقوله تعالى "كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ" (آل عمران:110) ، و اجتماع الصفتين للأمة نرى فيه علاقة سببية ، لأن أية أمة ترتبط فيما يخص معاملات الناس و الحياة اليومية بمعايير ثابتة جامدة ، سيصل بها الحال لما وصل باليهود قبل المسيحية ، إذ قدسوا الطقوس و المعايير ، فتحول السبت من يوم راحة لهم ، إلى يوم عناء لأنهم جعلوه يوما للكسل المقدس ، أما معيار المعروف و المنكر فهو متجدد و عميق الصلة بالحياة و ديناميكيتها المستمرة ، و لهذا فهو الضامن للوسطية ، فلا نخسر كمسلمين صفة الوسطية إلا إذا ضللنا عن قاعدة المعروف و المنكر القويمة فنحمد الله على نعمة مرونة القرآن و مناسبته لتطور الزمان و المكان ، مرونة لا تجعله معاكسا لظروف المجتمع ، فننحرف عن مقاصده السامية ، لذلك برأ القرآن من كل عوج ، كقوله تعالى "ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي أَنْزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ ٱلْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا" (الكهف:1) و الله أعلم بما أراد
30 comments:
عزيزى د.إياد
عندما قرأت مقالتك الرائعة تلك تذكرت خطر بذهنى سؤال يحيرنى...إذا كان ماتقوله وهو الصحيح هو حقا ماتراه عند قراءتك للقرآن فلماذا إذن تعترض على مبدأ الإسلام دين ودولة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
بغض النظر عن أى توجهات سياسية أو حزبية ...لا أرى وجه حق للإعتراض على تلك المقولة لأنى أفسرها كما فسرتها أنت بشكل غير مباشر وعن دون قصد فى مقالتك....فوجود تلك الأحكام التى تنظم حياة الفرد وعلاقته بالأفراد الأخريين ...وحدودو علاقته بالمجتمع والدولة وحقوقه وواجباته ....وكذلك منظومة علاة الدولة بالدول الأخرى وأحكام السلم والحرب والأسرى ....إالخ
كل تلك المنظومة والتى عبرت عنها بالحلال والحرام وثنائية المعروف والمنكر ...هى بعينها مايجعلنى أؤمن بأن الإسلام دين ودولة بمعنى أعمق من مجرد شعار سياسى لجماعة
عزيزتي مارتا
لا أشاركك الرأي في هذا يا صديقتي ، فمفهوم المعروف و المنكر هو ما يجعل الإسلام دين و مجتمع و ليس دين و دولة ، فقول الدين و الدولة معناه الاحتكام في كل الأمور للسلطة الدينية ، فحتى يفرج عن كتاب يقرأه الأزهر ، و حتى يفعل قانون يجيزه مجمع البحوث ، لا يا عزيزتي ، بالعكس ، المعروف و المنكر مضمونهما أن الله ردنا في شئون معاملاتنا للقانون و العرف الذي يوافق العقل و يراعي مقتضى الحال ، و يحرص على طلب الأفضل
ثانيا لو جاز القول بدولة دينية في مجتمع نقي عقائديا ، اي احادي العقيدة ، فلا يجوز هذا في بلدنا التي هي مكونة من عقيدتين و لو كان للمسلمين الأغلبية العددية ، فللمسيحيين السبق على هذه الأرض قبل الاسلام بستمائة عام ، فلا أرى الافتئات عليهم الا ضربا من ضروب المنكر في ديني كما أفهمه
مع خالص التحية و التقدير
ماشاء الله
كيفما كتبت تملك الفيصل بين القضايا المتداخله
لا تزال هئيه الامر بالمعروف للاسف
الامثوله للفاشلين الذين ملكوا زمام امورنا عنوه
الغريب انهم الاقل علما وثقافه وحنكه واسلوب تعامل
لكن
لا زلت التمس العذر للعرب
فالعالم اين ونحن اين
تحيتي لفكرك النير دكتور
hello
dr.iad
nice to see ur blog
but i see there is alot of extremness
hope hear from u soon
bye
-----------------------------
need ur comment on ma new essay
(a letter to israelis)
اوافقك الرأى يا دكتور اياد وقالها رسولنا الكريم انتم اعلم بأمور دنياكم فالأسلام دي اخلاقيات ولا يجب ابدا ان يتم تطبيق الدين بحذافيرة على الدولة او حتى الجمع بين الدين والدولة ولكن يمكننا التعامل بروح الديانات المختلفة فى الاحكام كأسس فى العلاقات كالتسامح واحترام للحقوق والبيع والربا والماملات التى تتفق فى كل الديانات تقريبا اسسها ونواهيها
اما الحدود فالدولة يجب ان تضعها تبعا للسياسة العامة والمجتمع بشقية المدنى والتنفيذى
ان خلط الامور هو ما يسير بنا الى الهاوية حتما
وبرغم انى لست مع العلمانية تماما كما اننى لست ضدها تماما ايضا الا ان ماسقتة فى مقالك هو تأكيد لأهمية التفكر فى تغيير الكثير من مفاهيمنا نحو الحياة والدين وان يصبح احدهما للأخر دون خلط للأوراق بين الأسس والفروع
اعطني شعبا كالصحابه اعطك خلافه كالراشدين
:)
للذين يتحدثون عن الدين والدوله والعلمانيه
دكتور
الحمد لله أن في القرآن قواعد تنظم كل شئ في حياتنا اليومية .. هذا فضل الله
ولكن أين نحن من تلك القواعد..
الكتاب موجود وسوف يقرأة ملايين كاملا خلال هذا الشهر الفضيل
والقنوات الدينية أصبحت كثيرة
كم نتوقع من تغيير في سلوكياتنا تجاه بعضنا البعض؟
الحقيقة أننا كمجتمع يفتقر للتعليم من الاساس واشياء أخري بحكم الواقع نفتقد فضيله هامه وهي التفكر .. أو التدبر ... لكي نري ما هو وراء الكلمات من معني ورسالة
فعلا هذه هي القضية
....
ملاحظة
رغم أن مقالاتك دائما ما تجمع كم هائل من المعلومات إلا أنها منظمة جدا
أدام عليك الله نعمته
تحياتي
عزيزي Anonymous
أهلا و سهلا بك يا سيدي ، و شكرا لحسن ظنك بشخصنا الضعيف
عيبنا فينا يا صديقي ، هيئة الأمر بالمعروف أفرزتها الوهابية و حكم آل سعود لتصبح سبة لدين الله القيم تشوه وجهه و عظمته ، فنحن نستحق حكامنا و أنظمتنا ما لم نفق من الغيبوبة التي أرضعونا اياها
تحياتي و تقديري و شكري الجزيل للتعليق المثري يا عزيزي
Dear Mr. Hossam,
Thank you for your visit and comment. I passed by your blog to be back for longer time to comment on your letter. I loved the image of you with your christian friend raising Quran with the Cross, only wished if the free hands were carrying one flag in between. Egypt flag, what do u think about it? If you had such an image oneday I will put it on my blog as an honorable image.
What extremeness you meant my friend? can we elaborate?
Best Regards
عزيزتي كلاكيت تانى وتانى
و لكن أين هو الشعب يا عزيزتي؟ مشكلتنا ان بيننا من يتكلم عن الدين و عن العلمانية و هو لا يعي شيئا عن هذا او عن تلك
مع جزيل تحياتي و تقديري و شكري يا صديقتي
عزيزي الغير معرف
شكرا لتعليقك ، و كنت اتمنى ان يكون فيه مناظرة رأي برأي و آية بآية حتى تفيدنا جميعا ، هذا يفيد اكثر من البسمات و الكلمات المقتضبة
كان الصحابة نفس الصحابة يا عزيزي قبل الاسلام ، و لم تكن الامة شيئا مذكورا ، فجاء الطريق و المنهج من الله و قيادة الرسول فصاروا شيئا جليلا ، و جاء الصديق ثم الفاروق فتعاظمت الدولة ، ثم جا ذي النورين بفضله و تقواه و لكن بعمر طويل جعله يضعف عن الحكم فيتركه لمروان بن الحكم حتى ثار عليه نفس الصحابة ، و جاء علي كرم الله وجهه و العقد قد انفرط ، و الدنيا قد اقبلت ، و واحد من أهل بدر هو المغيرة بن شعبة يشير على معاوية بتولية ابنه السكير مضاجع الغلمان و صاحب القرد يزيد كخليفة ، كان الصحابة نفس الصحابة بعد أن فقدت الخلافة الرشد يا عزيزي في عهد بني أمية ، فلا حاجة بنا اليوم لخلفاء ، و لكن دولة مؤسسات ، و لا حاجة بنا لاعادة اختراع النار ، العالم المتقدم هو دول المؤسسات ، و للبهاليل و المجاذيب مؤخرة العالم
تحياتي و تقديري و شكري لمرورك
عزيزتي Basma
نعم صديقتي الأمر كما قلت ، و لكنهم لا يرتلون القرآن ، فترتيل القرآن قراءة متمهلة صحيحة مجودة ليس الهدف منه هو الأداء الصوتي ، و لكن التأمل و التدبر في الآيات ، فكم واحدا تعرفين يرتل القرآن حق ترتيله كما أمر المولى عز و جل؟ في القرآن خير كثير ، لكن لمن يفهمون القرآن يا عزيزتي
تحياتي و تقديري و شكري
عزيزى
أنا لا أجد أدنى تعاض بين أن يكون هناك ديانة أخرى فى الدولة وتطبق عليهم أحكام الدين الإسلامى طالما أنه لا يتعارض مع شريعتهم وطالما أن الديانة المسيحية لا تحمل من التشريع والأحكام مايفى بذلك فالديانة المسيحية تحمل من الجانب الروحى والعقائدى أكثر من التشريعى
وعموما ماأجده أنا منذ أن ولدت هو تطبيق عملى لما تقوله عن المعروف والحلال والمنكر والحرام
فكثير من الأمور التى تعتير حرام فى دينى تحولت إلى منكر عام فى المجتمع يلتزم به كل من يحمل صفة مصرى بغض النظر عن دينه
فالعيب أو المنكر فى بيتى هو نفسه العيب والمنكر فى منزل صديقتى وجارتى المسيحية ولا أجد تناقض أو غضاضة تشعر بها هى عندما تلتزم بذلك
لتصبح المحصلة النهائية هى منظومة أخلاق المصريين عامة
ذلك بالإضافة لأن كل الديانات السماوية تتجه نحو نفس الهدف وهو الإرتقاء بالنفس البشرية لتكون مؤهلة للخلافة على الأرض
ثانيا ..أعود لأكرر أنا ضد تماما فكرة الدولة الدينية بمعنى دولة الكهنوت ومثال دولة الحاخامات أو حنى دولة العمامات كما فى دول إسلامية
ما أعنيه هو أنه عندما يحمل الإسلام من التشريع ما يجعله متماشيا مع كل خطوات الإنسان اليويمة ومعاملاته ولتتسع ذلك فتشمل حتى العلاقات الدولية لتننظيمها ..كل ذلك مايجعلنى أفسر تلك الجملة الإسلام دين ودولة بأنه مصدر للتشريع والقوانين التى تضمن سلامة بناء الدولة
وأعتقد أن نشأة هذا الشعار وأتمنى أن تصحح لى معلوماتى كانت قبل ظهور حسن البنا...فوجود علماء مثل الطهطاوى و محمد عبده فى دول أوروبية تقدمت بعد أن بنت حضارتها على أسس هى بعينها ماينادى به الإسلام فى حين كنا نحن غفى تلك الفترة نعيش فى جهل وشعودة كنتيجة لتزواج السلطة مع الدين لتضمن ولاءه بحيث يكون مرجع الهيئة الدينية هى رضا السلطة الحاكمة مما أرفغ الدين من محتواه وحصره فى عبادات رتيبة وإعطال للفكر المجدد
كل هذا جعل مثل هؤلاء المجددين الأفاضل يبدأو أول طريق إيقاظ الأمة ولكنهم وجدوا فى صيغة الدولة المدنية مايفى بالغرض كما رأوه فى أوروبا و أنه من الطبيعي أن يتطلع رواد الإصلاح إلى نموذج الدولة المدنية الأوروبي الذي رأوا فيه خلاصًا من شرور كثيرة،
ولكن مع بدايات وملابسات ظهور دستور 1923 رأى حسن البنا فى أن الديمقراطية والحرية والحق لا تتعارض مع الشريعة الإسلامية بل إنها من صميمها لذا إتخذ هذا الشعار له ليوضح أهمية الشورى والعدل والحرية فى الإسلا ليؤخذ بها كمعايير فى وضع الدستور
وأخيرا ماأود أن أختم به هو رأى شخص لا يخنلف الكثيريين حول علمه وإعتداله وهو د.محمد سليم العوا..فهو
يرى أن هذه المسألة نفسها يعبر عنها شعار آخر لم يعترض عليه أحد - حتى الآن- وهو "الإسلام عقيدة وشريعة"، فالإسلام عقيدة أي دين، وشريعة أي دولة
شكرا لمدونتك ياصديقى والتالى قد صارت منبر للجميع
سلفى ..ليبرالى..علمانى...مسيحى
طب تصدق ..أهو ده دليل على مبدأ حرية الفكر فى الإسلام مما يجعله.....دين ودولة برضه :))))
سلاموا عليكم،
عزيزتي مارتا
أهلا و سهلا بك في هذا النقاش المثير يا صديقتي ، دعينا نناقش النقاط التي تفضلت باثارتها واحدة فواحدة
أولا: أليس في المسيحية تشريع؟ لا فيها تشريع العهد القديم في الكتاب المقدس ، و هو شريعة موسى ، فالمسيح قال "ما أتيت لأنقض الناموس بل لأكمل" متى الاصحاح الخامس الآية 17 ، فأي الناموسين نطبق؟ الأعقل أن نطبق قانونا من روح الأديان؟ لن يختلف هذا كثيرا عن القانون الروماني الذي يستقي العااااااالم منه قوانينه اليوم ، و التي نجحت بالفعل لحد كبير و لا تحتاج مجهود تأصيلي ضخم ، أو قانوننا الذي وفقه المرحوم السنهوري مع الشريعة من قبل أن يولد التطرف في أرضنا
عن الحلال و الحرام ، هذان أمران بين العبد و ربه و لا شأن لأحد بهما ، و لن يتفق الناس فيهم أبدا يا عزيزتي و الا لخلت النار و ما وجدت حطبا ، عن المعروف و المنكر هما كما قلت ، موضوع لياقة و فطرة في الاساس لا نختلف فيه ، لكن ليس لان المسيحيين عاشوا بيننا ، و لكن لأن كلنا بشر ولدنا على فطرة الحق و الخير و الجمال الكامنة في كل الاديان
يا عزيزتي ، الاسلام هو اللبنة الأخيرة في طريق طوبل بنى فيه الله للبشرية منهجا متراكما ، كما قال حديث الرسول ، لا يمكن ان نختصر المعارف البشرية التي تراكمت في 200000 عام و وهبها الله النبوات في دين ، لا يمكن ان نمستغني لا عن اللبنة و لا الجدار التي هي فيه ، لا يمكن ان نبني الدولة الا على الجدار باكمله ، على العقل البشري بما حوى من هبات الهية و معارف بشرية معا ، و هذه هي عين الدولة العلمانية التي أفلح من أقاموها !!
عزيزتي مارتا
هذه نقطة جميلة أشكرك عليها ، الشعار سكه البنا لهدف محدد ، فقد كان من دعاة الخلافة و المدافعين عن اعادة اقامة خلافة كخلافة ال عثمان ، اما الحضارة الاوروبية فلم تبن على تعاليم الاسلام يا عزيزتي ، بنيت على فطرة الحق و الخير و الجمال التي جعلها الله في رؤوسنا و نفوسنا ، لذلك تتفق مع الاسلام ، و مع المسيحية الغراء ، و مع كل رأي قويم ، ففطرة الحق و الخير و الجمال هي فطرة الله من قبل الأديان و جاءت الاديان دعما لها ، فحولنا أو حول امثال راسبوتين الدين الذي يهدف لسعادتنا الا يفط و رايات و شعارات نقتتل تحتها حتى الموت ، ثم مذاهب داخل ذات الدين نقتتل تحتها حتى الموت
هل تحتاج الحرية و العدل الى شعار البنا لاثباتها او المتاداة بها؟ الحرية حرية و كفى ، و العدل عدل و حسبه
أحترم رأي الدكتور العوا و أتفق معه لكنني أتحفظ على تأويل شريعة بأنها دولة ، الشريعة طريق واسع و علامات مرنة من نور على الاتجاه ، في اللغة هي كذلك و في غيرها ، لكن لو كان الدكتور يقصد تطبيق الحدود على حرفها هنا اعترض، و نعود لبدأ الحديث ، حدود موسى ام حدود محمد نطبق على شعب من دينين؟ ام حدودا تراعي الاتجاه العام للدينين؟
لا يا عزيزتي ، المدونة دليل على أن العلمانية ترحب بالفكر الديني و الفكر البشري و كل ما يخدم قضية الحق و الخير و الجمال ، و لو كنت أنا من "أحفاد البنا ..رواد الجنة .. و حنا يا حنا يا قطر الندى" لما قبلت برأي الا ما كان على هواي ، و لا ايه؟؟
مع أجمل التحيات لخلافك المهذب و المحترم يا عزيزتي ، اهلا بك دوما و مرحبا
عزيزتي مارتا
هذه نقطة جميلة أشكرك عليها ، الشعار سكه البنا لهدف محدد ، فقد كان من دعاة الخلافة و المدافعين عن اعادة اقامة خلافة كخلافة ال عثمان ، اما الحضارة الاوروبية فلم تبن على تعاليم الاسلام يا عزيزتي ، بنيت على فطرة الحق و الخير و الجمال التي جعلها الله في رؤوسنا و نفوسنا ، لذلك تتفق مع الاسلام ، و مع المسيحية الغراء ، و مع كل رأي قويم ، ففطرة الحق و الخير و الجمال هي فطرة الله من قبل الأديان و جاءت الاديان دعما لها ، فحولنا أو حول امثال راسبوتين الدين الذي يهدف لسعادتنا الا يفط و رايات و شعارات نقتتل تحتها حتى الموت ، ثم مذاهب داخل ذات الدين نقتتل تحتها حتى الموت
هل تحتاج الحرية و العدل الى شعار البنا لاثباتها او المتاداة بها؟ الحرية حرية و كفى ، و العدل عدل و حسبه
أحترم رأي الدكتور العوا و أتفق معه لكنني أتحفظ على تأويل شريعة بأنها دولة ، الشريعة طريق واسع و علامات مرنة من نور على الاتجاه ، في اللغة هي كذلك و في غيرها ، لكن لو كان الدكتور يقصد تطبيق الحدود على حرفها هنا اعترض، و نعود لبدأ الحديث ، حدود موسى ام حدود محمد نطبق على شعب من دينين؟ ام حدودا تراعي الاتجاه العام للدينين؟
لا يا عزيزتي ، المدونة دليل على أن العلمانية ترحب بالفكر الديني و الفكر البشري و كل ما يخدم قضية الحق و الخير و الجمال ، و لو كنت أنا من "أحفاد البنا ..رواد الجنة .. و حنا يا حنا يا قطر الندى" لما قبلت برأي الا ما كان على هواي ، و لا ايه؟؟
مع أجمل التحيات لخلافك المهذب و المحترم يا عزيزتي ، اهلا بك دوما و مرحبا
عزيزتي مارتا
هذه نقطة جميلة أشكرك عليها ، الشعار سكه البنا لهدف محدد ، فقد كان من دعاة الخلافة و المدافعين عن اعادة اقامة خلافة كخلافة ال عثمان ، اما الحضارة الاوروبية فلم تبن على تعاليم الاسلام يا عزيزتي ، بنيت على فطرة الحق و الخير و الجمال التي جعلها الله في رؤوسنا و نفوسنا ، لذلك تتفق مع الاسلام ، و مع المسيحية الغراء ، و مع كل رأي قويم ، ففطرة الحق و الخير و الجمال هي فطرة الله من قبل الأديان و جاءت الاديان دعما لها ، فحولنا أو حول امثال راسبوتين الدين الذي يهدف لسعادتنا الا يفط و رايات و شعارات نقتتل تحتها حتى الموت ، ثم مذاهب داخل ذات الدين نقتتل تحتها حتى الموت
هل تحتاج الحرية و العدل الى شعار البنا لاثباتها او المتاداة بها؟ الحرية حرية و كفى ، و العدل عدل و حسبه
أحترم رأي الدكتور العوا و أتفق معه لكنني أتحفظ على تأويل شريعة بأنها دولة ، الشريعة طريق واسع و علامات مرنة من نور على الاتجاه ، في اللغة هي كذلك و في غيرها ، لكن لو كان الدكتور يقصد تطبيق الحدود على حرفها هنا اعترض، و نعود لبدأ الحديث ، حدود موسى ام حدود محمد نطبق على شعب من دينين؟ ام حدودا تراعي الاتجاه العام للدينين؟
لا يا عزيزتي ، المدونة دليل على أن العلمانية ترحب بالفكر الديني و الفكر البشري و كل ما يخدم قضية الحق و الخير و الجمال ، و لو كنت أنا من "أحفاد البنا ..رواد الجنة .. و حنا يا حنا يا قطر الندى" لما قبلت برأي الا ما كان على هواي ، و لا ايه؟؟
مع أجمل التحيات لخلافك المهذب و المحترم يا عزيزتي ، اهلا بك دوما و مرحبا
دكتور أتابع التعليقات
جميله جمله رسول الله عليه الصلاه والسلام حين شبه نفسه باللبنه التي اكملت البناء
ولكن الحقيقة فيما بين العامه نستحي أو نستكبر أن نقر بفضائل الأخرين فنصر أننا كمسلمين خاتم الديانات مصطفين ومن هم غيرنا منتقصين
طالما كنت أفكر في اصحاب الديانات الوضعيه .. فهم يحرمون الكذب والسرقة والزنا ويصالحون الطبيعة وينصرون الحق والعدل والخير والجمال وكل هبات الفطرة
بعيدا عن المسميات الطائفية الإنسانيه تحتاج إلي الفضيلة أي كان مصدرها
بالتالي فالدين كشريعه للتعامل بين الأفراد لا يحتاج إلي قانون وضعي
وتفعيل المعروف واجتناب المنكر لا يستوجب خطاب شكر فهو بين العبد وربه
وهذا أمر واجب التعليم منذ الطفوله
(وهذه قضية أخري)
دمت بخير
عزيزى المحاور ..المحارب
هناك جملة يقولها رجال القانون عند المنازعات وهى.... " علينا أولا تحرير محل النزاع " بمعنى أنه علينا تحديد ماهى النقطة التى نختلف حولها
أولا... أتفق معك أن المسيحية بها من التشريع ليس فقط لأنها إمتداد لشريعة موسى ولكن لأن أى دين سماوى كما تفضلت بالإستشهاد بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم هو جزء من البناء الجميل الذى إكتمل باللبنة الأخيرة وهى الإسلام
وعلى الرغم من ذلك فتطبيق الشريعة الإسلامية هنا لا يجبر غير المسلم على ترك ماتنص عليه شريعته ...مثلا كما هو الحال فى أمور الزواج والطلاق
ولا يعنى هذا أننا سنفعل كما فعل بنو إسرائيل وقالوا نحن أبناء الله وأحباؤه وماغيرنا فهو شرير
فالإنسان هو الإنسان والفطرة الصالحة هى الصالحة بدون أى دين ولكن الدين مهم كغطاء لسلامة تلك الفطرة للابد ..مثل خطوط المرور البيضاء فى الشارع والتى تحدد لنا مالا يجب أن نتجاوزه لو غفلنا
ولكن إذا كان لدينا دين وامنا به وبرسوله فهل سننتقى منه ماينراه ونترك مانعتقد أنه لم يعد صالح
أتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض؟؟؟
إذا كان القرآن - للمؤمنين به - يقول فيه رب العزة أن السارق يقطع يده نقول نحن لأا ...فالقانون الرومانى الوضعى والذىأخذت منه وعنه كل القوانبن الحالية يقول يسجن...وأن هذا هو الأنسب والملائم للعصر ...فحد السرقة الىن قد صار غوغائى ولا يصلح فى التطبيق ...هل تعلم ماالنتيجة؟
هى مانراه فى سجوننا الىن ...يدخل السارق ويخرج كما لو كان فى رحلة إستجمام...ولدينا أمثلة من كبار الهاربين والفارين ونواب القروض
هل ترى أن السجن لهؤلاء رادع كافى؟....أ‘لم أنك ترفض ما أقوله ولكن دعنى أسألك أن تتخيل لثوانى أن عقوبة أحد من هؤلاء الفارين بأموال الشعب كانت قطع يده علنا ...ألا تعتقد أن هذا كان سيكون رادع كافى للأخرين.... ياسيدى ضعف العقوبة يغرى بالعدوان أكثر وأكثر
ولكنى أيضا أقول أنه لا يمكن تطبيق هذا فعليا بوضعنا الحالى فى ظل ذلك الغياب الكامل للديمقراطية والعدل فى بلاد المسلمين...لأننا لو طبقنا هذا فسنكون كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم لو سرق فينا القوى تركناه ولو سرق فينا الضعيف قطعنا يده
ثانيا.... هل كانت دولة المدينة المنورة دولة دينية- بمفهوم العمامة والكهنوت- بالرغم من أن حاكمها كان رسول الله؟؟؟...أبدا ...فلقد كانت بالمفهوم العام العادل دولة مدنية تماما لكل فرد حريته المكفولة ...وبالرغم من أن اليهود كانوا ساكنى تلك البقعة أولا قبل المسلمين لم يحدث أن قال أى من المؤرخين أنهم تعرضوا لظلم أو إستاءوا من تطبيق شريعة الإسلام....بالعكس كانت كل مظاهر الحرية والتقدم الذى نراه فى المجتمعات الأوروبية الآن مطبقة هناك ...بدليل أنه كان كثير من المسلمين يظهرون إعتراضهم على بعض الأمور أو حتى الأيات....مثل إعتراض أحد الصحابة على عقوبة الزنى وكيف له بأن يأتى بأربعة شهداء
لذا فلكل من يرفض مبدأ أن الإسلام دولة بمعنى التشريع.... هل يوجد مايشين فى مجتمع المدينة المنورة أثناء وجود الرسول صلى الله عليه وسلم بها؟؟؟؟
وهل يوجد فى القرآن مايتنافى مع مقتضيات الحياة العصرية وإعلاء شأن حرية الفرد؟؟؟؟
هل كان محمد عبده مخطأ حينما قال ...رأيت مسلمين بلا إسلام عندنا ...وإسلام بلا مسلمين فى دول أوروبا؟؟؟
بالنسبة للفرق بين الحضارة الأوروبية والإسلامية
فأعتقد - وأرجو منك أيضا أن تصحح لى معلوماتى - أعتقد أن الحضارة الأوروبية كانت تمتلك مفاهيم الدولة وكيانها الراسخ قبل أن تظهر بها المسيحية..فى حين أن الحضارة الإسلامية كانت فيها الدولة تالية لظهور الدين ...بمعنى أن العرب فى شبه الجزبرة العربية كانوا مجرد رعاة يعيشون فى قبائل متناحرة فى صحراء قاحلة وبالتالى كانوا يفتقدون أبسط ملامح ومعالم الدولة وتنظيمها
لذا كانت دولتهم مرحلة تالية لظهور الإسلام بينهم... والتى بدأت بدولة المدينة المنورة
ثانيا أتفق معك بأن مبدأ الإسلام دين ودولة كان كرد فعل لسقوط الخلافة فى تركيا لأن تلك الفترة كانت أغلب بلاد المسلمين إلا لم تكن كلها تحيا فى ظلام دامس ولكن ليس البنا هو أول من رفع ذلك الشعار أعتقد أنه كان رشيد وذلك كمن كان يبحث عن قشة يتعلق بها فى مواجهة مارأه هو من تيار رافض للدين وطامس للهوية
ثم جاء البنا وسبب تمسكه بالشعار كان أبان وضع دستور 1923 ولك أن تراجع كتاب جما البنا - الإسلام دين وأمة
-
http://www.islamiccall.org/DinWaUmma_3-ch10.htm
تأكيدا لأهداف حسن البنا الحقيقة والتى تغيرت من بعده ليصبح الشعار سياسى بالدرجة الأولى لتحقيق أهداف الجماعة الطامعة فى الحكم متخذة من الدين ستار لها
وعموما أقدم لحضرتك بعض المصادر التى وجدتها وفيها مناظرة رائعة وغاية فى الإحترام بين د.جابر عصفور ود.سليم العوا موجودة فى موقع العلمانيين العرب
http://www.3almani.org/spip.php?article207
والموقع التالى يفسر كيف نشأت فكرة الخلافة الإسلامية أساسا والنشأة التاريخية التالية المماثلة للدولة الإسلامية
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1199279317588&pagename=Zone-Arabic-Daawa%2FDWALayout
شكرا صديقى لسعة صدرك ولمتعة التحاور مع عقلك ومع قرائك الأعزاء
تحياتى
عزيزتي بسمة
كبير شكري للمتابعة يا عزيزتي الكريمة
عن هذا الموضوع كان رأيي دائما من الناحية الدينية أن ربي أعلم بكل مخلوق على وجه الأرض و مآله من جنة أو نار ، أما في الدنيا فهي دار عمل و اعمار و تقييم الشعوب و البشر فيها قدر النجاح و الهمة
مع تحياتي و تقديري و شكري
عزيزتي مرتا
أشكرك على متابعة الحوار يا صديقتي
دعيني أسأل أولا ، هل سنقطع سارق الملاليم و نعذر مختلس الملايين؟ هل هذا ما أمر به الله؟ أليس لولي الأمر أن يعذر لو لم يطمئن قلبه لعدالة الشهود؟ كيف ستأتين على كل جريمة بشاهدين عدلين يشهدان الجماعة و لم ير أحد عليهما كذبا؟ كيف ستتأكدين من هذا في ظروف المدن المليونية اليوم؟؟؟؟؟؟ إذن فكل حكم اليوم هو حكم ظني من ناحية عدالة الشهود، هل سنأخذ بالأدلة الجنائية الحديثة أم لا؟ لو أخذنا بها فلماذا و هي ليست من الشريعة؟ و لو لم نأخذ فقد ضيعنا الدنيا؟
السارق حين يكون راعيا لغتم أو حاديا لابل يمكن قطعه ثم تتيسر له التوبة و الرزق ، مهندس الالكترونيات او السمكري أو الميكانيكي لا ، لقد اختلف كل شيء و الشرع مراعاة مقتضى الحال من قبل و من بعد يرحمكم الله
معجزة الحدود كانت في مطابقتها للظرف الآني ، و لو قلنا بأبدية التطبيق للآيات بحرفيتها لا معناها ، فهل سنقاتل كل دولة مجاورة مسيحية للأبد وفقا لحرفية النص؟ أم نقاتل من يتحرش بنا كاسرائيل فقط؟ رحم الله عليا إذ قال عن القرآن الكريم أنه حمال أوجه، لماذا لم يقطع عمر في الرمادة و الرسول في الحرب و ليس في الاية استثناء؟ لانهم وعوا روح النص
بهوات السجون ليس لعيب في السجون التي أفلحت في الدنيا و خابت عندنا ، الاباطرة ينعمون لفساد الشرطة
نواب القروض لن يقطعوا لو طبق ما لدينا اليوم من فقه الحدود بالمناسبة لانهم لم ياخذوها من حرز على الغفلة
لم يستاء اليهود لأن رسول الله طبق عليهم شريعة موسى يا عزيزتي ، فالحدود الاسلامية لم تكن قد نزلت ، و حين نزلت لم يكن في المدينة يهود
لم يكن في دولة المدينة الا الخير لانها كانت دولة تعيش زمانها في القرن السابع الميلادي ، و لم تعتمد على قانون الفراعنة قبلها باربعة الاف عام
محمد عبده رأي الحضارة هناك و هذا ما يجب ان يكون عليه المسلم لو وعى دينه من السلوك الفردي ، و ليس للدول شأن بهذا
تحياتي و تقديري
عزيزتي مارتا
جميل جدا ما قلته يا عزيزتي ، و حقيقي كذلك ، لقد أسس الرسول دولة لأنه لم يكن هناك في هذه البقعة من العالم دولة ، و السبب الثاني ليثبت مباديء الديمقراطية و أهل الخبرة لا أهل التقوى في المناصب ، و قد فعل و لكننا لم نفهم ، هذا يؤيد ان الدين لا يرتبط بأمر الدولة
جمال البنا في كتابه ينقد دفع أخيه و يرده بداية من العنوان ، ليكون أقرب لما قلته أنا من أن الاسلام دين و "مجتمع" فالأمة أو الشعب لا يقارنان بكلمة دولة ، دولة تعني حكوومة إسلامية من الملالي لا غير ، ما قاله البنا ايضا يؤيد ما قلته ، لان امة=مجتمع و ليس دولة
بقية المواقع ساطالعها و ارد عليك ان شاء الله غدا
مع وافر التحية و التقدير و متعة النقاش
عزيزتي مارتا
جميل جدا ما قلته يا عزيزتي ، و حقيقي كذلك ، لقد أسس الرسول دولة لأنه لم يكن هناك في هذه البقعة من العالم دولة ، و السبب الثاني ليثبت مباديء الديمقراطية و أهل الخبرة لا أهل التقوى في المناصب ، و قد فعل و لكننا لم نفهم ، هذا يؤيد ان الدين لا يرتبط بأمر الدولة
جمال البنا في كتابه ينقد دفع أخيه و يرده بداية من العنوان ، ليكون أقرب لما قلته أنا من أن الاسلام دين و "مجتمع" فالأمة أو الشعب لا يقارنان بكلمة دولة ، دولة تعني حكوومة إسلامية من الملالي لا غير ، ما قاله البنا ايضا يؤيد ما قلته ، لان امة=مجتمع و ليس دولة
بقية المواقع ساطالعها و ارد عليك ان شاء الله غدا
مع وافر التحية و التقدير و متعة النقاش
د.إياد
لك الحق بأن تحب جيفارا وتغطى رأس مدونتك بصور كل هؤلاء الثائرين الرافضين للمسلمات
فنقاشك مع الصديقة مارتا يعطى صورة عن قرب لذهنك المتقد وثورتك النابعة من عقلك الرافض للرتابة والإستكانة لما هو معلوم مثلك مثل كل هؤلاء المجددين ورواد الإصلاح
وفقك الله لما يحب ويرضى ولما فيه خير لك وللدين وللناس...فلعلك تكون مجدد الدين للمائة عام القادمة إن شاء الله
تحياتى وتقديرى
عزيزتي مهرة عربية
لا أجد كلمات أشكرك بها على كريم كلماتك ، و إن كنت أراني أقل كثيرا من هذا الوصف ، فتجديد العلوم الدينية يتطلب أمران لا أملك أحدهما ، أولا التأهيل الكبير علميا ، و ثانيا التفرغ للفكر الديني ، و لكني لا أملك إلا الشكر و الإجلا لجميل ثقتك بشخصي الضعيف
صديقى العزيز جدا جدا فى وقت قصير جدا جدا جدا
أشكرك على سعة صدرك وتقبلك للرأى المعاكس ويعلم الله أننى إن كنت أستفيض فى هذا النقاش معك فليس فقط لأقول رأى شخصى يخصنى ولكن أيضا لأن النقاش معك فرصة حقيقية للتعلم ..فالرأى والرأى المضاد ومايثيراه من جدل يؤدى حتما للوصول للحقيقة
ويسعدنى أن أكتشف أنى مخطئة بعد مبارزة حامية مع محترف يجيد توجيه اللكمات ومتحدث لبق مثقف لا يتكلم فقط من أجل الكلام ولكن حديثه نابع عن خلفية ثقافية شديدة الثراء...أى أنى فى كل الأحوال سواء غالب أو مغلوب مستفيدة ومستمتعة
وعموما فإليك تلك البشرى السارة...سأختفى فى رحلة عمل لمدة أسبوع ولن ازعجك بتعليقاتى
أولا ...فلنبسط مالدينا من نقاط إتفاق:-
1- كما ذكرت لك سابقا فإنى أؤمن بانه لا يمكن تطبيق الحدود كما هى بوضعنا الحالى ليس لعيب فى التشريع ولكن لسوء الإدارة وفساد السلطة وغياب العدل فالكل ليسوا سواء كما كان الحال فى مجتمع صدر الإسلام
2-نتفق على رفض تعريف الدولة بالمعنى الكهنوتى والعمامات والملالى أو حتى أن سكون رجال الدين متوغلون فى الحكم...بمعنى تزواج الدين والسلطة لضمان إستتباب الحكم للسلطة الغاصبة والظالمة...بمبدأ اللهم أنصر ولاة أمورنا ....اللى مطلعين عنينا ومكفرين سيئاتنا !!!
3- أجل ..الإصلاح يجب أن يبدأ من الفرد وليس بفرض من الدولة وهذا مارآه محمد عبده ولكن أنا أحتاج للدولة لتكمل ما بدأته أنا كفرد ...فالقوانين التى تضعها الدولة هى ماتضمن لى حقى عند الأخرين وحق الأخرين عندى يتحقق بصلاحى وصلاح الدولة
ولكن مانختلف حوله هو التالى :-
1- إذا كنا قد إرتضينا الإسلام دينا والقرآن كتابا وصدقنا أن الله هو الخالق فلا يجب أن نستبدل حكمه وهو الأعلم بخلقه بقانون أخر من وضع مخلوقاته ونقول أنه ملائم أكثر للعصر وإلا فلنتوقف عن قول أن القرآن لكل زمان ومكان ودين ورسالة للعالم كله والناس أجمعين
فالقرآن بدا ب ( رب العالمين ) وإنتهى ب ( رب الناس )...وبالتالى إذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم قد حكم بالشريعه فى المدينة فذلك ليس لأنها كانت قد نزلت وقتها وفقط وما بعد ذلك فهو باطل وإلا كان علينا أن نغير قوانينا الوضعية كل مائة عام لتناسب العصر
وبالتالى يجب أن نتوقف عن قول ان ملائمة القرآن لكل عصر هى من أساسيات الإيمان به وبمعجزته
2- كما يقول د.العوا...فآيات التشريع فى القران 3 أوجه
وجه تضمنته نصوص لا نزاع في صحة نسبتها إلى الله والرسول صلى الله عليه وسلم ولا نزاع في المقصود بها.
وجه تضمنته نصوص لا نزاع في صحة نسبتها إلى الله والرسول صلى الله عليه وسلم، لكن ألفاظها تحتمل التأويل الذي يجوز معه الاختلاف في مراد الله ورسوله منها.
وجه ترك تمامًا للاجتهاد البشري الذي أرشد القرآن إلى طرقه، وأكدت السنة النبوية كيفية سلوك هذه الطرق. وهذا ما يعرفه الناس بالتشريع الإسلامي، وتعددت الاجتهادات فيه وتغيرت بتغير المصالح والأعراف ومراعاة ظروف الزمان والمكان والإنسان
وعموما من قال أن حد السرقة يطبق على كل هفوة؟؟!!...فللحد شروطه وهى :-
أن يكون المسروق شيئاً ذا قيمة أى أن له اعتباراً اقتصاديًا فى حياة الناس.
أن ما أخذ للأكل بالفم من التمر فهذا لا قطع فيه ولا تعزير
السرقة فى أوقات المجاعات لا قطع فيها
العبد إذا سرق شيئا ينظر هل سيده يطعمه أم لا ؟ فإن كان لا ، غرم سيده ضعف ثمن المسروق
وبهذا تجد أن مجال تطبيق الحد ضيق جدا ولكن فائدته كبيرة ...
فأنا لدى تجربة شخصيةأثناء العمرة ففى الحرم المكى عندما فقدت ساعتى الذهبية وأدركت ذلك عند رجوعى للفندقأخبرنى والدى لا تقلقى إذهبى لموضع ماكنت تجلسين وستجدينها...وفعلا هذا ما حدث ...لم تسرق بالرغم من الآلاف الموجودة لأن الرادع قوى بما يكفى لمنع السرقة
3- من قال أن السجون فى الدول الغربية قد اثبتت نجاحها ومنعت الجريمة...فكيف إذا تدار الجرائم ومافيا المخدرات وغسيل الأموال من داخل السجون هناك
4- حرفية آيات القرآن يجب أن تؤخذ عند مناقشتنا لموضوع معين بكامل الآيات الواردة فى هذا الصدد ومناسبة نزولها وبالتالى تفنيدها للوصول للنتيجة ....وأعتقد انه لا يوجد فى القرآن مايدعو لمحاربة دول الجوار مهما كانت لو كانت هى غير البادئة بالعدوان
أخيرا خالص شكرى وإمتنانى لصداقتك الرائعة التى سأظل دوما أعتز بها وافخر بشرف التحاور معك للابد فانت مثال للمسلم الواعى الذى قد يجعل الله نصرة دينه على يديك ويدى أمثالك
عزيزتي مارتا
أهلا بك دوما و الف سهلا ، يسعدني الخلاف الراقي المهذب ايما سعادة
فلننفذ على ما نختلف فيه ، و لدي سؤال ، من أين عرفنا ألا نقطع في المجاعة أو في زمن الحرب لو شحت الأقوات و غلت؟
من سنة الرسول و اجتهاد عمر ، أليس كذلك؟ فهل خالف عمر القرآن حين أوقف القطع في المجاعة أم طبق روح النص؟ روح النص هي العقاب الرادع و المناسب للزمان و البيئة ، و الله أعلم
Post a Comment