4.4.10

نشتاقه ولا نريده

تحديث: تم الافراج عن أحمد مهنى منذ ساعات والحمد لله

اقتبست في العنوان كلمات للرجل الكبير الذي أعلم أن في حلق النظام منه غصة، وهو السيد حسن نصر الله، إذ وصف القتال ضد الصهاينة بأنه أمر يشتاقه حزب الله ولا يريده، فلم أجد وصفا أفضل منه لموقفنا من النضال السلمي الذي اعتزمناه في ميثاقنا، ضد الضربات الأمنية الموجهة لكوادر التغيير وناشطيه، فنحن نشتاق هذا النضال .. لكننا لا نريده، نشتاقه ليكون كفارة لنا عن سنوات الصمت والاكتفاء من الشرف بالقلم والكلمات، ولكننا لا نريده، لأننا إنما نريد وطنا حرا وديمقراطية حقيقية، لا نضطر فيها لتبديد الطاقات في مواجهة القوم الغشوم لأجهزة الأمن، ولكن نوجهها لما يحتاجه الوطن من البناء والنماء

اليوم، تم تأجيل الاعتصام أمام دار القضاء العالي والذي توافقت عليه النخب المثقفة مساء أمس احتجاجا على الاعتقال الغير مبرر للناشر الشاب أحمد مهنى، إثر وعد أمني بلغنا عن طريق أحد رواد الجمعية الوطنية للتغيير بإطلاق سراحه اليوم، وهو ما لم يتحقق حتى كتابة تلك السطور، فقررنا تأجيل الاعتصام لصباح الغد في حالة نكوص الأمن عن وعده، وهو أمر ستحسمه الساعات القادمة، وفي الحالتين، تبقى الدلالة الكبرى هي الأثر الضاغط لتوحد عزيمة المثقفين الشباب والأثر فائق القوة للميديا العالمية والمحلية واهتمامها بالأمر، درس علينا أن نعيه جيدا ونستخدم مضمونه في المحنة الوطنية المتوقعة خلال الأشهر القادمة وحتى الانتخابات الرئاسية في عام 2011م، وعلامة فارقة تقول لنا أننا على الطريق الصحيح لحماية التغيير في إطار الميثاق

وقد كان موضوع أحمد مهنى بالنسبة لي شخصيا موقف اختبار لقدرتي على قبول الآخر المختلف عني فكريا، فلم أكن يوما على توافق فكري أو سياسي معه، ومقالي الفتنة الالكترونية أكبر دليل، وليغفر لي الله ما وصلت إليه من نتيجة قد تكون غير صحيحة، وفق ما رأيته يومها من معطيات وظواهر قد تكون خادعة، لكنني في النهاية لن أكون قريبا من النمط الفكري للرجل بحال من الأحوال، لكن هذا لم يحل بيني وبين التضامن الكامل معه في محبسه القهري، والالتزام بالمشاركة في الاعتصام والدعوة إليه، وهكذا يجب أن نكون خلال الشهور القادمة، نرتفع فوق خلافاتنا ونتوحد في وجه سلطة غشوم حتى نصل بمصر لبر الحرية الذي ننشده جميعا، ثم يكون لكل حادث حديث

4 comments:

كلاكيت تانى وتانى said...

نعم يا دكتور ايادهذا ما يفترض حدوثه والتعود عليه فلا أعتقد أن الأيام القادمه ستحمل خيرا لأى من شباب وأنصار الدعوه للتغيير فهى كلها محاولات لتكميم الأفوواه لن تنتهى الا بوحده وطنية نتغاضى فيها عن اختلافاتنا الفكريه
ننتظرتحديد الموعد للوقوف احتجاجا على اعتقال مهنى
فأحمد برغم كل ما يقال عنه وما قرأته فى مقالك السابق عزيزى هو أبعد ما يكون للمشاغب أو الداعى لفتنة طائفيه أو حتى المدرك لذلك أحمد شاب خجول هادئ منطوى بالكاد يتعامل مع الأخرين نقتحمه دائما كحصن مغلق وأنا شخصيا دائما أعنفه لهدوءه المبالغ فيه وهو من فرط بساطتة أحيانا لا يدرك الى أين تقوده الكلمات وهذا ماحدث فى تدوينته التى اثارت فزعا للمدونين فأحمد كان ولا يزال هذا الشاب الذى يحمل كلمات وحنين وحب لكل من حوله ولكنه يشعر دائما بالخوف من القادم وقليلا ما يتخذ موقف المبادره وأعتقد انه لولا مصطفى شريكه فى الدار ما استطاع أحمد أتخاذ قرار نشر الكتاب أصلا ولتقرأ مجموعتة أغتراب لتعلم أنه من أبسط البشر وأطيبهم قلبا وقالبا ولا أدرى بالفعل كيف يتحمل هذه المعاناه حتى الأن فأحمد كان دوما يعتبرنى اقابل الدنيا بكتفاى ولا اخاف وأن الجبن دوما هو السبيل للهدوء وراحة البال ( أنتى يانيرمو واخدة الدنيا كتاف عشان كده تعبانه الجبن سيد الأخلاق ) هذا هو أحمد الذى أعرفه وأعشق صداقته وخلقه وهدوءه
فك الله أسره وأعان أسرته على تحمل الساعات القادمه بصلابه
تحياتى

Dr. Eyad Harfoush said...

خلاص يا عزيزتي الرجل حر منذ ساعات مضت والحمد لله، وهذا يعني أننا على الطريق السليم، لا أظن الوقفة لها معنى الآن، ولكنني مستعد لأي احتجاج بأية طريقة لو اتفقت الغالبية على ذلك
تحياتي وتقديري

سكوت هنصوت said...

حمدالله على سلامة احمد....والحمد لله انه خرج..

أحمد الرائع كما اسميه دائما...الذي بعد لم تعرفه جيدا ولم تختبر قربه يا دكتور اياد...اخيرا خرج...وكأنها غمة وانزاحت..فكرني احمد وحبسة بحبس عمر الشرقاوي زمان...المدون الي مالوش اهل تقريبا واتاخد من وسط الناس واختفي وفضلت اعيط عليه طول الليل...انا فخورة قوي بالميثاق بتاعنا..صحيح انه لسة ما اختبرش بجد..,يا رب ما نختبره...لإن اختباره معناه معاناة حد ....ايا ما كان اتجاه الحد ده وافكاره...
الف مبروك خروجه...والف اسف على رأيك الأولي فيه, انتظر قليلا حتى يبلغ الثلاثين, ثم أعد تقييمه.

أحمد من أشد الناس تفتحا وإحتراما للأخر, بل وتقبلا, وامتهانه لمهنة النشر يضعه دائما في محك اما قيمه التربوية, لكن تنتصر دائما اخلاقه وادبه امام المغريات اليومية. أحمد يحاول كما يحاول المجتمع كله أن يعلو فوق تراث التشوه الذي نحياه, ان نعلو فوق سنوات الخلط بين الحرام والعيب والخطأ والظلم. يوميا نحاول ويوميا نخضع لإختبارات قد نفلح في بعضها وقد نخسر بعضها الأخر, لكننا دائما نحاول...وأحمد واحد من الناس الي دايما بتحاول..ما اقدرش اقول اني مش متحيزاله, فبالفعل انا متحيزة لأحمد مهني اولا لإنه انسان نقي وهو أمر لم يعد موجود, ثانيا لإنه جدع ومخلص...النقاء والإخلاص والجدعنة اصبحوا حاجات نادرة...عشان كده استحق احمد بجدارة ان يكون في ركاب اعز الناس...

حمدالله على سلامته, ويشرفني اني اكون معاك في ميثاق الشرف يا دكتور اياد...الله الوطن الطبلية

Dr. Eyad Harfoush said...

رفيقة الميثاق والعزيزة جدا سكوت هنصوت
زي ما قلت لك أنا ماعرفش الراجل أساسا وعمري ما قابلته، وكان احتكاكي الوحيد بيه من خلال قصته تلك، فحكمي كان على نص مكتوب وليس شخص

الميثاق سيختبر إن شاء الله، وسيكون ناجحا لو التزم به 80% من أعضائه فقط، المهم هو الثبات، ثبتنا الله واياكم، عموما الاختبارات جاية كتير، وأولها الغد، لو جاء الغد