الأسر الحاكمة اللقيطة والعهد القديم
مشكلة كبيرة وجد مؤرخو العهد القديم من الكتاب المقدس أنفسهم فيها بعد أن فك شامبليون شفرة الكتابة المصرية القديمة بفك رموز حجر رشيد، وترجمة متون الأحجار واستنطاقها لتحدثنا بتاريخ مصر المجيد، تلك المشكلة هي غياب أي ذكر للأحداث الجسام التي ذكرها العهد القديم حول مصر من برديات المصريين وحجارتهم التي سجلوا فيها أحداثا أبسط وأقل أهمية من تلك الواردة في الكتاب المقدس، فكيف غاب التاريخ اليهودي المقدس من ذاكرة دولة كانت تسجل حوليات دقيقة منذ فجر التاريخ؟
لا يوجد ذكر في التاريخ المصري لأحداث ترتبط بدخول النبي إبراهيم لمصر وموجات اللعنة التي حلت بمصر من جراء استئثار الفرعون بسارة زوجة إبراهيم عليه السلام لنفسه،لم يذكر تاريخ مصر شيئا عن تحول ماء النيل إلى دماء، ولا عن غزو من القمل والضفادع والجراد. كذلك لم يسجل التاريخ المصري غرق جيش مصري بقيادة فرعون شخصيا في البحر الأحمر أثناء مطاردة للعبرانيين. ولا سجلت قصة وزير أو موظف كبير في مصر من أصل عبراني هو النبي يوسف عليه السلام، فكيف يتصرف مؤرخو الكتاب المقدس في هذه المعضلة؟
لم يكن عصر الاضمحلال الذي شهد أسرا من الملوك الرعاة (هكسوس) من خارج مصر عصر تدوين بحال من الأحوال، فلم يكن الملوك الرعاة مشغولين بالأبدية كالمصري القديم، لم يهتموا بحفظ تاريخهم، ولذلك كانت الأسرات المالكة الأجنبية من السابعة للعاشرة بغير تراث تقريبا، إلا شذرات، وفي هذا وجد مؤرخو الفاتيكان ضالتهم، فألصقوا كل تلك الأحداث بالملوك الرعاة، وإن لم يعجب هذا الحل اليهود كثيرا، حيث فضلوا دوما إلصاق تلك الأحداث بملوك عظماء من الدولة الحديثة أشهرهم "رمسيس الثاني".
الشمس في مصر تشرق من الجنوب!
ظاهرة تسترعي نظر الباحث المتأمل في تاريخ مصر بكافة مراحله، فبعد فترات الاضمحلال والفوضى، والتدخل أو الاحتلال الأجنبي، يخرج أبطال التحرير غالبا من جنوبها، وبعد حقب الجهل والظلام تشرق شمس التنوير كذلك من جنوبها في أغلب الحالات.
دائما الجنوب، صعيد مصر، وجنوب أسيوط تحديدا، ولهذا أسباب ليس هذا مقامها. فكما خرج "مينا" موحد القطرين من طيبة، ليؤسس الأسرة الأولى التي حكمت مصر الموحدة لأول مرة في تاريخها قرابة عام 3200 ق.م.، خرج منها "مونت-حتب" الثاني مؤسس الأسرة الحادية عشرة والدولة الوسطى لينهي الفوضى ويضم مصر بكل أقاليمها تحت حكمه، ويتم ما كان سلفه نخت-نتب-نفر قد بدأه بالتعاون مع حكام أسيوط لطرد الملوك الرعاة من الدلتا تدريجيا، واستأنفت مصر مشوار الحضارة والعمران وعمرت المعابد، وعادت للآلهة سلطتها القديمة، واستقرت العادات والتقاليد التي كانت فترات الجوع والفوضى قد رجتها بعنف مبرح.
وازدهرت الدولة الوسطى وعرفت أسماء فراعين لامعة في غرة التاريخ، فكان منهم الفرعون الشعبي المغامر الذي استولى على السلطة وأسس الأسرة الثانية عشرة، "أمنمحات الأول" أو "سي-حتب-رع"، والذي نقل العاصمة للفيوم لمواجهة محاولات الرعاة العودة لمصر من الحدود الشرقية، وخلفه ابنه "سنوسرت الثالث"، صاحب قناة سيزوستريس الشهيرة، وأول فرعون اهتم بالفتوح الكبرى خلف الحدود، فضم لنفوذ مصر النوبة حتى الشلال الثالث وجبل لبنان وفلسطين. واستمر النماء والبناء في عهد ولده "أمنمحات الثالث".
مشكلة كبيرة وجد مؤرخو العهد القديم من الكتاب المقدس أنفسهم فيها بعد أن فك شامبليون شفرة الكتابة المصرية القديمة بفك رموز حجر رشيد، وترجمة متون الأحجار واستنطاقها لتحدثنا بتاريخ مصر المجيد، تلك المشكلة هي غياب أي ذكر للأحداث الجسام التي ذكرها العهد القديم حول مصر من برديات المصريين وحجارتهم التي سجلوا فيها أحداثا أبسط وأقل أهمية من تلك الواردة في الكتاب المقدس، فكيف غاب التاريخ اليهودي المقدس من ذاكرة دولة كانت تسجل حوليات دقيقة منذ فجر التاريخ؟
لا يوجد ذكر في التاريخ المصري لأحداث ترتبط بدخول النبي إبراهيم لمصر وموجات اللعنة التي حلت بمصر من جراء استئثار الفرعون بسارة زوجة إبراهيم عليه السلام لنفسه،لم يذكر تاريخ مصر شيئا عن تحول ماء النيل إلى دماء، ولا عن غزو من القمل والضفادع والجراد. كذلك لم يسجل التاريخ المصري غرق جيش مصري بقيادة فرعون شخصيا في البحر الأحمر أثناء مطاردة للعبرانيين. ولا سجلت قصة وزير أو موظف كبير في مصر من أصل عبراني هو النبي يوسف عليه السلام، فكيف يتصرف مؤرخو الكتاب المقدس في هذه المعضلة؟
لم يكن عصر الاضمحلال الذي شهد أسرا من الملوك الرعاة (هكسوس) من خارج مصر عصر تدوين بحال من الأحوال، فلم يكن الملوك الرعاة مشغولين بالأبدية كالمصري القديم، لم يهتموا بحفظ تاريخهم، ولذلك كانت الأسرات المالكة الأجنبية من السابعة للعاشرة بغير تراث تقريبا، إلا شذرات، وفي هذا وجد مؤرخو الفاتيكان ضالتهم، فألصقوا كل تلك الأحداث بالملوك الرعاة، وإن لم يعجب هذا الحل اليهود كثيرا، حيث فضلوا دوما إلصاق تلك الأحداث بملوك عظماء من الدولة الحديثة أشهرهم "رمسيس الثاني".
الشمس في مصر تشرق من الجنوب!
ظاهرة تسترعي نظر الباحث المتأمل في تاريخ مصر بكافة مراحله، فبعد فترات الاضمحلال والفوضى، والتدخل أو الاحتلال الأجنبي، يخرج أبطال التحرير غالبا من جنوبها، وبعد حقب الجهل والظلام تشرق شمس التنوير كذلك من جنوبها في أغلب الحالات.
دائما الجنوب، صعيد مصر، وجنوب أسيوط تحديدا، ولهذا أسباب ليس هذا مقامها. فكما خرج "مينا" موحد القطرين من طيبة، ليؤسس الأسرة الأولى التي حكمت مصر الموحدة لأول مرة في تاريخها قرابة عام 3200 ق.م.، خرج منها "مونت-حتب" الثاني مؤسس الأسرة الحادية عشرة والدولة الوسطى لينهي الفوضى ويضم مصر بكل أقاليمها تحت حكمه، ويتم ما كان سلفه نخت-نتب-نفر قد بدأه بالتعاون مع حكام أسيوط لطرد الملوك الرعاة من الدلتا تدريجيا، واستأنفت مصر مشوار الحضارة والعمران وعمرت المعابد، وعادت للآلهة سلطتها القديمة، واستقرت العادات والتقاليد التي كانت فترات الجوع والفوضى قد رجتها بعنف مبرح.
وازدهرت الدولة الوسطى وعرفت أسماء فراعين لامعة في غرة التاريخ، فكان منهم الفرعون الشعبي المغامر الذي استولى على السلطة وأسس الأسرة الثانية عشرة، "أمنمحات الأول" أو "سي-حتب-رع"، والذي نقل العاصمة للفيوم لمواجهة محاولات الرعاة العودة لمصر من الحدود الشرقية، وخلفه ابنه "سنوسرت الثالث"، صاحب قناة سيزوستريس الشهيرة، وأول فرعون اهتم بالفتوح الكبرى خلف الحدود، فضم لنفوذ مصر النوبة حتى الشلال الثالث وجبل لبنان وفلسطين. واستمر النماء والبناء في عهد ولده "أمنمحات الثالث".
No comments:
Post a Comment