28.4.10

عن موضوع الفيل والنملة


عن مقال للأستاذة سعاد عبد الرسول نقلت صديقتي أميرة هريدي تدوينة رائعة حول مشكلة دارجة تواجهها الفتيات البارزات في العمل والمجتمع مع الارتباط، حين تتحول معالم بروزهن الاجتماعي أو العلمي أو العملي التي جذبت الحبيب أو الخطيب أو سمه ما شئت إلى مصادر قلق دائم للمحروس، ويبدأ في طلب التنازلات من الفتاة باسم الحب، فتقدم هذه التنازلات لأنها كما قالت أحد الصديقات في تعليقها تعتبر حياتها العاطفية جوهرا لحياتها بصفة عامة، وهذا صحيح، لكن النهاية كما تقول كاتبة المقال هي مسخ فاقد لمعالمه الشخصية وسماته بل وربما مواهبه وملكاته، ولما كان الموضوع طريفا في موضوعه وعرضه، وزاده حوار الصديقة أميرة مع أقرانها حيوية وطرافة، رأيت أن أحول تعليقي عليه لتدوينة موجزة، فأنا كالعادة منحاز لمدونتي التي أشعر بها كبيتي على الشارع المزدحم المسمى الفيسبوك، والذي لا يمكنك أن تمتلك فيه أكثر من كشك مفتوح من الجوانب الأربعة، وها هي بعض الملحوظات
  • المقال كله دقيق وطريف في تصوير تطور العلاقة كما شاهدناها كثيرا حولنا ألف مرة، لهذا لابد من تحية كاتبته وناقلته أولا
  • كلما كان الرجل أقل تحقيقا لذاته كلما كان أقرب من النموذج الذي أسمته الكاتبة بالفيل المزعوم، أو الذي يحاول أن يبدو كفيل، فهذا النوع من الرجال محدود تحقيق الذات ينجذب عادة للفتاة المتحققة الذات والمتألقة في مجال من المجالات، حيث يشعر حين يحوز إعجابها ثم مشاعرها بشيء من التعويض، من خلال تلك الشخصية المميزة التي فضلته هو عن الجميع، لكن المقارنة تقلقه بعد ذلك وتدفعه لمحاولة تقزيم الفتاة المميزة حتى لا يرهقه التفاوت الكبير بينهما
  • الرجل مكتمل تحقق الذات قد يشعر بالغيرة من نظرة وقحة أو سمجة لفتاته لا يعجبه مضمونها، لكنه لا يتورط في السلوكيات المذكورة بالمقال والتي تعني الشك أكثر مما تعني الغيرة، ببساطة لأنه لا يقارن نفسه بغيره من الرجال، فهم رجال، أما هو .. فهو .. ولا مجال للمقارنة، وهو يثق أنها ترى الفارق كما يراها هو مميزة عن كل أقرانها، لهذا لا يضيق بعلاقاتها في العمل أو النشاط السياسي أو الاجتماعي
نظرية النمرة
هي نظرية بسيطة خاصة بالعبد لله الغلبان، ويمكن أن نوجزها في معادلة بسيطة
تحقق ذات + نضج عقلي أو عمق ثقافي + سعة أفق + أنوثة = نَمِرَة
ستجد أغلب الأدبيات الذكورية تتحدث عن المرأة المهرة بإسهاب شديد، وهذا لا يخلو من صلف ذكوري، ففي النهاية تشبه المرأة بغض الطرف عن كونها مهرة رشيقة وأصيلة بكيان يمكن ركوبه، والإمساك بلجامه، وتوجيهه يمينا ويسارا، وهو كيان يعرف الرجل المتوسط الذكاء كيف يتعامل معه بحكم الموروث الذهني في المجتمع، أما نموذج المرأة النمرة، فهو حديث في مجتمعاتنا بحكم حداثة تعليم المرأة وخروجها للمجتمع نسبيا، ونمرة واحدة هي مي زيادة رحمها الله ملكت عقول وقلوب رواد التنوير في مصر في مطلع القرن الماضي لندرة هذا النمط وقتها، وحتى اليوم بصورة أو بأخرى

فالنمرة يمكنك أن تقيم معها علاقة قوية قوامها الاحتواء، وتقدير ذكائها وسرعة بديهتها وشراستها النوعية بحكمة المدرب الخبير بطبائع الكواسر وطبائع الإناث من الكواسر خاصة، وتوظيف ملكاتها مع ملكات المدرب للخروج برقصة بديعة الإيقاع في النهاية، والمدرب القوي، ولا أعني هنا القوة الجسدية بالطبع، ولكن الروحية والشخصية، لا يحتاج أبدا لممارسة قوته ضد نمرته، فهي تشعر بها بفطرتها، وتفهم حدود الخمش والمناورة المقبولة بغير تجاوز، فالمرأة النمرة تحتاج لرجل تشعر بعمقه وتحقق ذاته، ونضجه العقلي الموازي لها على الأقل، فضلا عن الثبات الانفعالي الذي يحسن أن يكون مميزا فيه أكثر منها لاستقامة العلاقة

في نهاية تعليقي، أكرر طلبي من ناقلة المقال أن تبين رأيها في الجانب الآخر، في معايير الفتيات اليوم في شريك الحياة وما فيها من قصور أراه متعدد الجوانب لو كان رأيي صائبا، وأرى نتيجته المحتومة في تزايد حالات الفشل العاطفي والزوجي

4 comments:

Anonymous said...

مدام سعاد عبد الرسول دي بطله فضيحه غشاء البكاره الصيني واللى كانت عاوزه تروجه هنا ف مصر يا دكتور وكان عليها قضية تسهيل دعارة في الشيخ زايد من كام سنه. خد بالك

د/اميره هريدي said...

صديقي العزيز اياد كالعاده عجبني رايك جدا و بالتاكيد الجانبين لابد انهم يكونوا علي نفس القدر من التحقق عشان ميحصلش اللي مكتوب في المقال
وعلي فكره انا كتبت ان ليا عليه بعض التحفظات و بالتاكيد ردي علي الجانب الاخر و روؤيتي ليه هيوصللك قريب اوي بس الفكره اني لابد اني اقول ان الحقيقه بقي ان مش لازم البنت هي اللي تبقي المنله و الراجل هو اللي بيقي الفيل احيانا للاسف بيحصل العكس و تبقي البنت لاسباب مختلفه ولعدم احساسها بكيانها و فقدانها لثقتها بنفسها هي اللي بتحاول تبقي الفيل ده
عموما ردي علي الطلب الاخير هيبقي منفصل يا صديقي العزيز و اشكرك تاني علي ردك و علي اثنائك
تحياتي يا زعيم يا فنان الشعب

Dr. Eyad Harfoush said...

عزيزي الغير معرف
أشكرك لتحذيري، عموما يعرف الرجال بالحق، كلامها في المقال كويس قوي وان كانت اساءت في غيره قولا او فعلا، تحياتي وتقديري وشكري للاهتمام

Dr. Eyad Harfoush said...

صديقتي العزيزة جدا أميرة
صح جدا ان الوضع احيانا بيكون مقلوب رأسا على عقب، في انتظار رايك مفصلا ومطولا يا عزيزتي في بوست تكتبيه كده على رواقة لان الموضوع مهم لناس كتير
تحياتي وتقديري وشكري