22.11.08

الثالوث المقدس

الفقر و الجهل و المرض في بلادنا

لقطة (1) الست زيتونة
كانت هناك قريبا من منزلنا في طفولتي سيدة فقيرة ترعى أيتاما، و كانت داكنة السمرة و يقال لها "زيتونة"، كانت تبيع شيئا لا أذكره في الشارع، و تعد طعام أطفالها جالسة في الشارع كذلك، و قد لاحظت كلما مررت بها أنها إما تقلي الباذنجان الرومي مقطعا في الزيت، أو تقلي البطاطس في الزيت، فقط و لا شيء غيرهما، و ذات مرة كنت مع أبي فسألته و أنا طفل غرير: هي ليه فلانة يا بابا مش بتطبخ غير البدنجان و البطاطس المقلية بس؟ أجابني أبي يومها بأنه الفقر، فهي تقلي هذه الأطعمة زهيدة الثمن ليغمسها أولادها بالخبز فيشبعون! كانت هذه أول لقاءاتي الشخصية بالفقر

لقطة (2) عيد و الحديد
عندما تركت الحضانة لأنتقل للصف الأول الابتدائي، في مدرسة حكومية عادية، فلم تكن المدارس الحكومية وقتها عيبا و لا "بيئة" عند الطبقة الوسطى المثقفة المصرية، قابلته للمرة الأولى، طفل في مثل عمري، لكنه يسير بطريقة مميزة، مرتكزا بيده على إحدى ساقيه و منحنيا، عندما جلس على الدكة الخشبية (أيوة دكة مش ديسك) ظهر أسفل بنطلونه عمود من حديد يتصل بحذائه الجلدي غريب الشكل و يرتفع محاذيا لساقه فيختفي أسفل البنطلون، كان مشهد "عيد" هذا و الحديد في ساقه منظر أسطوري بالنسبة لعقلي الطفل، حين عدت من المدرسة سألت والدتي رحمها الله عن هذا، فعرفت منها أنه مريض بشلل الأطفال لأنه لم يأخذ التطعيم الخاص به و هو طفل، لهذا يرتدي جهازا حديديا ليمشي بهذه المشية، كان رد فعلي الأول أن سألت لو كنت أنا أخذت هذا التطعيم، و ارتحت حين أجابتني أمي ايجابا، فكان هذا اول لقاء بالمرض كحقيقة ثقيلة في حياة البشر

لقطة (3) لا لكشف النساء
ذكرى ضبابية من طفولتي، جاءت إحدى أقاربنا من البلد لتكشف في طنطا عند دكتور النساء و الولادة، فذهبت معها أمي لعيادة طبيب كان شهيرا وقتها و كان صديقا لأبي رحمه الله، و هناك وقعت الواقعة، البنت الريفية العشرينية ترفض توقيع الكشف عليها بأي صورة، ليس لفكرة دينية خاطئة، و لكنه الخجل فقط! لقد أتت الفتاة من البلد و هي لا تعلم ما الذي يعنيه كشف النساء و الولادة و هي زوجة! عادت مع أمي للبيت، و بعد دش بارد من أبي حل عليها و على من معها من رجال أسرتها، عادت ثانية في اليوم التالي و كشفت، كان هذا أول لقاء لي بالجهل المستفحل في بلادنا

و يمر العمر، و تقابلني من ضروب الفقر و المرض و الجهل آلاف الصور، حتى أتخرج في كلية الطب و أستلم فترة الامتياز في المستشفى الجامعي بطنطا ثم مستشفى المنشاوي العام بها، فأرى هذه المعاني تتجسد أمامي في صور تتزاحم، ثم انتدب نفسي لمدة ستة شهور في مستشفى الصحة النفسية في طنطا، فأراها أكثر و أكثر، لأقرر أن أتوقف عن الرؤية، و أن ممارسة الطب غير مناسبة لي من الأساس

ثالوث الجهل و الفقر و المرض كان في مصر دوما، و بلا توقف، منذ العصر المملوكي و حتى اليوم، لكن نخبة من أبناء هذا البلد منذ نهايات القرن التاسع عشر و حتى ستينات القرن العشرين كانوا دائبي البحث عن الحلول و السعي للأمام، حتى أتى السادات بالإفك الأمريكي السعودي و ارتددنا على أعقابنا، فها هي نتيجة الانتعاش الاقتصادي الذي وعدونا به و باعوا لأجله الغالي والرخيص، و الصور أبلغ من الكلام، توحش الفقر بيننا، و جر معه المرض، أما الجهل فساعد الاثنين و ساعداه، و صار عندنا الجهل صنوفا، و مقسما لتيارات معروفة الاسم و الكنه، فهذا معرض ما صرنا اليه اليوم، مجسما في صور تنطق









أما الجزء الذي تحقق من وعود المرحوم أنور السادات فهو المعونة الأمريكية، ذل الليل و هم النهار، و التي نشتري بها بضائع و خدمات أمريكية بالأمر، و تتناقص عاما بعد عام، فهل حقا نفعتنا المعونة؟ نعم هناك مستشفيات جهزت، و لكن ما نسبتها لما كنا نبنيه في الستينات كل عام من مستشفيات عامة؟ نعم فصول دراسية جددت، لكن كم مدرسة عامة بنينا مقارنة بماضينا؟

26 comments:

Anonymous said...

صديقى العزيز

رائعة مقالتك ...بل أكثر من رائعة

تحياتى واحترامى لأمثالك من يملكون أعين لازلت قادرة على رؤية مثل هؤلاءالبؤساء من حولنا

خالص تحياتى وتقديرى

Unknown said...

ياة يا دكتور الصورة صعبة قوى حقيقية اة بس صعبة للاسف ما اصعب البؤس وما اصعب حالة من يشعر ان ليس فى يدة علاج لة يراة ولكن يقف مشلول امامة هنساعد مين ولا مين
كم اشعر انى اريد ان ابكى حين ارى طفل صغير يجرى فى اشارة مرور من البوليس ليس لجرم ولكن لانة بيبيع دبابيس وشرابات ومناديل ربنا يكون هذا الطفل هو مصدر اعالة اسرة كاملة الا يكفى انة حرم من طفولتة يبقى البوليس كمان
هنبقى احنا والزمن علية

كلاكيت تانى وتانى said...

عزيزى د اياد لأول مرة سنختلف ياعزيزى ان ثالوث الفقر والمرض والجهل فى مصر لم يعد منصبا على الفقراء جميعنا ياعزيزى اصابنا المرض فربما هذة الاسر الذى تعودت على الشقاء والعمل والتعب واللقيمات التى لا تكاد تسمن او تغنى من جوع انما هى راضية محتسبة تعتاد على تلك الحياة ولم ترى مثلها ولكن مابالك ياعزيزى بأعزاء القوم اللذين اذلتهم الحياة ومتطلباتها واللذين لا يسألون الناس الحافا الموظفين اللذين يحاولون لملمة انفسهم بشتى الطرق فلا يستطيعون الشباب الذى يملك مقومات العمل والانتاج فلايجد سوى الاهانة واللامبالاة والبطالة
هذا هو عين الفقر وصورتة الحقيقية فقر من كان يوما عزيزا فذل فى مجتمع تتصاعد فية المتطلبات المادية للفرد دون طاقة لأحد عليها ويرتفع مستوى المعيشة دون ان يجد الانسان من يساعدة او يهون علية كرولة
الفقراء ياسيدى يهون الفقر لديهم اما هذة الفئة والتى افقرها سماسرة السياسات فى بلدى فالموت البطئ يغتال حيواتهم بلا شفقة والاهانة النفسية تلازمهم بلا رحمة
اما الجهل فحدث ولا حرج من مجتمع تربى على الجهل الثقافى والفكرى ومن شباب تأكلتهم رغباتهم الجنسية حيث انتهى بهم الحال على الارصفة او السجون او المخدرات دون وجود رقيب او اسرة متماسكة تحول دون ضياعهم الى جهل القيم والاخلاقيات والتدين الزائف فهاهو الداعية الشاب يعلن ان الطفلة ابنتة بعد اربع سنوات رفض لها ولا حرج فزمن الجهل لا نعنى بة القراءة والكتابة بل الثقافة العامة وعدم الازدواجية
وانتشار زنا المحارم والقتل والاغتصاب والتشوية النفسى قبل الجسدى والاضرابات النفسية والضعف الجنسى
وهاهى الفتاة وقد تعدت سن الزواج فى مجتمعنا الفقير جهلا الجاهل فقرا تتهم بقلة البصيرة لأنها لم تستطع ان توقع فى حبائلها احد زملائها اثناء الدراسة وتتزوجة ولو كانت قد فعلت لأصبحت مصدر خيبة امل للأسرة حينها اما الان فلا وعجبى
9 ملايين مطلقة وتتزايد النسبة والاف الاف من الاطفال والأسر بلا عائل ومن منهم يعول بلا قدرة حقيقية على الاعالة اما ماديا او معنويا او كليهما
فالتناقضات فى بلدى ياسيدى الفاضل هى من صنعت الجهل والفقر معا
اما المرض .....فأين هى الصحة,؟؟؟؟ اذا كان القلب عليل والشعور ميت والاحاسيس مهمشة والانسان ضائع ذليل
ان هذا الثالوث المقدس فى بلادنا لم يعد حكرا على الفقراء كما ذكرت في مقالك
ربما منذ 10 او 15 عاما كان هكذا
اما الان
فأنا وأنت وجميعنا
نعانى منة
الفقر والمرض والجهل
فمن عاش مثلنا فى وطنة بلاكرامة كلمة لا من لم يستطع ان ينقذ من حولة من هذا الثالوث لانة ببساطة يقاوم ويجاهد ويحاول نقاذ نفسة واهل بيتة
هو مريض وفقير وجاهل
عفوا عزيزى
جميعنا فقراء مرضى جهلاء

كلاكيت تانى وتانى said...

على فكرة البطاطس تمنهاالكيلو 350ج
والباذنجان ب 230
والزيت ب 10 ج
وكل دة ميكفيش فردين
يعنى الأكلة دى الان للأغنياء مش للفقراء
شفت الزمن اتغير ازاى
تحياتى

Dr. Eyad Harfoush said...

عزيزتي مهرة عربية
شكرا لك يا صديقتي الرائعة
لكن ما جدوى أن نرى و نحن لا نستطيع أن نفعل الا فعل نملة تشرب من بحر يا صديقتي؟ كيف سنقابل الله و كل منا يبيت و حوله جائعون و هو يعلم و لا يفعل شيئا يا عزيزتي؟ اليؤس الانساني مرير و موجع للحد الأقصى

خالص اعزازي و تقديري

Dr. Eyad Harfoush said...

عزيزتي أيوية
نعم يا صديقتي هو موجع و اكثر ما يوجع حياله عجزنا حياله

موضوع الأطفال و الباعة الجائلين محير يا صديقتي، اراهم كذلك فاتعاطف معهم، ثم اراهم يخطفون شنط السيدات و يمزقون اذان البنات ليخطفوا حلقا من ذهب فاقول لهم حق البوليس! هم يحير يا عزيزتي
تحياتي و تقديري و اعزازي

Dr. Eyad Harfoush said...

عزيزتي كلاكيت
أوحشتنا تعليقاتك الدسمة يا عزيزتي
دعيني أجبك موضوعا موضوعا

1- كون عزيز قوم ذل أولى الناس بالرثاء لحاله فانت على حق فيه، هذا بفرض أنه كان عزيزا بالحق ، و حين أناخ عليه الدهر أناخ بالباطل
2- التطلعات الاستهلاكية لها دور كبير يا عزيزتي، عارفة؟ هكتب بوست مهم عما جرى للطبقة الوسطى، ما فعلوه بنا و ما فعلناه بأنفسنا
3- أما المرض و الجهل فالموضوع نسبي يا عزيزتي، كطبيب عمل في مستشفى يوما أقول لك لا أراك الله مرضا لا تملكين نفقة علاجه، خاصة لو كانت نفقة زهيدة، رأيت بحياتي يا عزيزتي من كانت ساقه عرضة للبتر لانه لا يملك 300 جنيه ثمن لوازم جراحية، اول مرة لمينا من بعض ، و كمان كام مرة و بعدين فلسنا نحن اطباء الامتياز الغلابة!! يا سيدتي، ما تهرب منه الدولة لا بعوضه فرد\
كلنا فقراء لله نعم، لكننا أغنياء بالقدرة على الترك و الاستغناء

كلنا جهلة نعم و لكن الجهل نسبي

كلنا مرضى لا، فالحمد لله على الصحة رغم عابر العلل، فطالما استطيع ان اقوم من فراشي و جلست لأكتب فأنا بألف خير حتى مع الألم و امراض القلوب و النفوس، اخاف الله ان اقول اني مريض لأني رأيت من المرض ما يشيب له الشعر يا صديقتي العزيزة

واااافر شكري يا عزيزتي للتعليق المثري

Dr. Eyad Harfoush said...

عزيزتي كلاكيت
شكرا للتسعيرة هههه
انت على حق، لهذا ظهرت سندوتشات المكرونة يا صديقتي
تحياتي و تقديري و شكري

عالم ماريونت said...

كلام جميل
بس مؤلم اوي اوي
بجد انتي وجعتيلي قلبي
انا اتعرضت كتير لمواقف بان فيها تحالف الفقر والجهل والمرض بس بصراحة الصور بتاعتك وجعت لي قلبي اكتر من اي حاجة تانية
ربنا معانا ويوفقنا كلنا يارب
رنا

Meero Deepo said...

الأخ العزيز د.إياد

اعتقد أن ذلك الثالوث المقدس كما أسميته ليس خاص بمصر فقط بالرغم من ترسخه فيها
ولكنه موجود فى كل بلدان العالم بما فيها دول العالم الأول ...نفس الخلطة الثلاثية موجودة ولكن المقادير والنسب متفاوتة

ولكن لأن الخلطة مقدسة عندنا كسر التحنيط ....ولأن المقادير مثالية كإنتخابات الرئاسة بتاعة 99%...لذا فالطبخة كلها مسبكة زيادة عندنا شويتيين

ولكن ياأخى العزيز أقترح عليك أن تعيد تسمية مقالتك لتصبح الرباعى المقدس فى إشارة لمكون رابع أعتقد أنه خاص بنا نوعا ما ألا وهو ....القهر

فتكون الخلطة المصرية .... الفقر ...المرض ...الجهل ....والقهر

فالمريض مريض فى أى مكان ....ولكنه فى مصر مريض مقهور... علاجه الرخيص جدا غير متوفر....مثل الإنسولين أبو 6 جنيه مثلا أو لبن الأطفال المدعوم اللى ب 3 جنيه

وبدل من ذلك تجد البديل المتوفر بالغ التطرف ....بدل الجنيهات الثلاثة أو الستة ..إضرب فى 5 اضعاف

ولتكتمل سلسلة القهر المركب ....تجد أنك تستطيع أن تجد ذلك الدواء الغير متوفر فى حالة إذا كنت ... تتخيل ماذا ... لديك قريب مثلا يعمل موظف فى المرور أو الضرائب أو حتى فرن عيش بلدى

لماذا ؟؟؟.... لأن حضرتك هؤلاء ولوجودهم فى تلك الأماكن التى تتعامل مع الجمهور لديهم القدرة على توقيف المراكب السايرة كما يقولون ...لذا فالرشوة والإصطباحة عندهم قد تكون أحد تلك الأدوية وإلا

طبعا موش مصدق ...طب اسمع الحدوتة دى

أنا صيدلانية كما تعلم ... ولدى صيدلية ... وبالتالى فتتم صرف كمية الأدوية تلك مثل الإنسولين والالبان بشكل شهرى وكمية محدودة

فى يوم جاءت سيدة تحمل طفل رضيع يصرخ بلا توقف وهى تبكى بإنهيار...مالك ياستى...والنبى ياداكتورة....إلهى ماتشوفى مرض فى جسمك ...بقالى من صباحية ربنا بلف على علبة لبن من أبو 3جنيه... يارب يخليكى تشوفيلى واحدة

قلتلها ...والله لا يوجد عندى ولا علبة ولا أستطيع الحصول عليه قبل أول الشهر القادم

الست إنهارت وظلت تبكى قائلة .... الواد حيموت من الجوع ....يارب خدنى أناأحسن بدل الدوخة دى...أجيب منين 25 جنيه تمن علبة لبن تكفى بالكاد 3أيام وزوجى عامل مرتبه 180 جنيه

المهم واحد كان واقف قالها ولا يهمك تعالى بكرة وأنا حاجيبلك بدل العلبة 3
علب

طبعا أنا إندهشت ....منين
سألته ....قاللى أصل ياداااكتورة... أخو المدام بيشتغل فى المرور وحبايبه كثيييييير

وفعلا أحضر لها علب اللبن

ولكى أنال أنا نصيبى من القهر ...سألنى سعادته .... تحبى أجيبلك يادااكتورة علبتيين تخليهم عندك؟؟؟!!!!...قلتله لأ متشكرة أنا إتفطمت من زمان

يعنى ياسيدى الفاضل .... الواسطة والمعارف حتى فى الدواء

وتروح بعيد ليه ...قرارات العلاج على نفقة الدولة ....ماهى الألوف المؤلفة للفنانين والممثلين ونجوم المجتمع ...طب دول يمكن لهم حق على الأقل بعضهم بيكون قدم حاجة مفيدة للبلد دى

لكن ماذا عن أقارب ومعارف أعضاء مجلس الشعب الموقر.... فى المستشفى التى أعمل بها يتم صرف علاج تلك القرارات....تجد مثلا... مريض يكاد يقف على قدميه بمعجزة إلهية وعلاجه الشهرى اللازم للثالوث المقدس بتاعنا فى مصر ...قلب ضغط سكر ...يتكلف على أحسن تقدير 300 جنيه شهريا ....تجد قراره المخصص لعلاج سنة هو 500 جنيه

فى حين أن قريب موش عارف مين ..البيه الباشا الظابط...يتم صرف مبلغ 1200 جنيه له علاج سنوى لشراء .... أقراص حساسية مستوردة لأنه الباشا موش عاوز الدواءالمصرى الرخيص!!!!1

هذا بالنسبة للمرض
وبالتالى لو درست باقى الثالوث ستجد الإمتزاج الرائع بينهم وبين القهر كعنصر أساسى فى حياة المصريين

Meero Deepo said...

أما بالنسبة لما ذكرته عن تحولنا لمجتمع إستهلاكى وأن ذلك هو ماسبب لنا هذا الفقر المدقع

معك حق إذا كنت تعنى ان السلوك الغستهلاكى للافراد هو ماأدى بهم لهذا
ولكنى أختلف معك غذا كنت تعنى أن السوق المفتوح هو السبب

اعنى أن تنوع البضائع ليس مبرر لأن يقوم الجميع بتحويل حياتهم لمجرد طريق للحصول على كل شئ

مثلا الموبايل....ممكن تقولى حضرتك فين البلد فى اى مكان فى العالم ....سواء كانت فرز أول ...أو تانى أو حتى عاشر...التى تجد فيها الأطفال فى المرحلة الإبتدائية يحملون أجهزتهم فى شنط المدرسة

واين ذلك الشعب الذى يتحدث عن الطبيخ وأخر الوصفات فى التليفون وعلى المحمول

كنت دائما أقول لصدقائى فى محاضرات التسويق
اعتقد أن شركة نوكيا لم تكن تتخيل أنها عندمه ستنتج المحمول ستجد هناك منطقة فى العالم ستبتكر له إستخدام جديد مثل الرنات والنغمات والرسائل بحبك وحشتينى...ومحمود عبد العزيز بيمسى عليكم

هذا ليس جهل ياسيدى ولا فقر ...هذا عبط وسفه
يشترك فيه الصفوة المتعلمة جنب الى جنب مع الفئة المحرومة من التعليم

وكما كانت تقول لى صديقة غالية تعانى الأمرين فى إقناع أولادها لماذا هذا الجنون الإستهلاكى خطأ ...وهى عندما تمنعهم عنه ليس لأنها تبخل عليهم به ولكن لأن مايحدث عين الخطأ

قالت لى يوما أن إبنها ذو ال12 ربيعا قال لها ....يعنى ياماما... كل الناس دووووول غلط...وإحنا بس الصح؟؟؟

=========

بالمناسبة ... طبق الكشرى فى أحد الجامعات الخاصة تمنه قد أصبح ....14 جنيه

طبق كشرى ....فى جامعة....موجه لطلبة ...أهاليهم لايزالوا يصرفون عليهم من الألف للياء... تمنه 14 جنيه

وتقولوا أكلات شعبية!!!1

على رأى طالبة سمعتها تقول معلقة على هذا التمن لزميلتها ... يعنى لما تتجوزى تذلى جوزك وتقولى له ...ده أنا ياااما أكلت كشرى وشوربة عدس فى بيت ..بابى

تحياتى وعذرا للإطالة

Dr. Eyad Harfoush said...

الصديقة العزيزة ميرو ديبو
وااااااااافر الشكر يا دكتورة على التعليق الثري المثري، أوافقك على كل ما جاء في موضوع القهر، رحم الله نزا قباني يوم قال

هل ثمة قهر في التاريخ كهذا القهر؟؟

الانسولين المدعوم ظهر ايام عبد الناصر، لما جاله سكر و حس بأهمية الانسولين سأل هو الفقير يعمل ايه لما يجيله سكر؟ و بدأ دعم الانسولين كعقار محافظ على الحياة، و كان بسبعين قرش لحد كام سنة فاتوا، حيواني بس مش مهم، المهم مايموتش المريض

موضوع تعدد البضائع و أنه غير مبرر للسعار معك حق فيه، لا أدري لماذا أشعر أن الصديقة دي دكتورة رويدة أختي و ابنها ده الاستاذ مهند؟؟ ماهو فيه عيلة في البلد دي دماغها جزمة و مصرة تمشي معاكس للمجتمع و الناس ، ههههههه

لكن ده لا يعني برضو فتح الاستيراد على الفاضي و المليان، استيراد السلع العبيطة بملايين الدولارات بيزود قيمة العملة الأجنبية عندنا، و بالتالي بيرفع تكلفة الأكل و الدواء على الغلبان، في المجتمع ماحدش يقدر يقول انا عاوز كل حاجة متوفرة و ممعايا فلوس اشتري، ماليش دعوة بالغلبان، لأن كلنا بالضرورة نؤثر في بعض

التطويل في الخير خير يا دكتورة فلا اعتذار عنه
تحياتي و تقديري و اعزازي

Dr. Eyad Harfoush said...

عزيزتي يوميات نائمة في الأرياف
أهلا بك في تعليقك الأول و شكرا لك

يا عزيزتي لو كنا نحن نتألم لرؤية واقع حياتهم اليومية في صورة و نحن في التكييف أمام الشاشة، فكيف بمن هذه حياته كل يوم؟؟؟؟

تحياتي و تقديري

Dr. Eyad Harfoush said...

عزيزتي ميرو ديبو

طبق كشري ب 14 جنيه، و فول في الشيراتون السندوتش ب 12 جنيه، ههههه
تقتضي ظروف عملي احيانا ان اتناول طعاما او شرابا في أحد اماكن كريمة المجتمع كما يطلقون عليها، لا املك نفسي ان انظر لمشروبي او طعامي مؤنبا نفسي لان اسرة كان يمكن ان تتغدا بثمن هذا المشروب

تحياتي و تقديري و شكري

طارق هلال said...

غريب جدا الإنسان
إذا لم يكن معه سوى قوت يومه رضى بما بين يديه وقاتل عليه
وإذا زاد وفاض طعامه ألقاه بلا مبالاة ولا تفكير
وإذا زاد ماله وكثر .. قاتل على ماليس حقه
وعندما يمرض أو يحرم متعة ما يحسد من دونه على راحة بالهم

---
إلا من رحم ربى

Dr. Eyad Harfoush said...

أخي الشاعر الجميل Arabic ID

الطمع البشري عرض جانبي للأنا الانسانية، و الأنا كانت ضرورية لأنه لولاها ما كانت لنا الهمة لاعمار الكون، تستطيع أن تقول انه كالعرض الجانبي للدواء

تحياتي و تقديري

Meero Deepo said...

الأخ العزيز د.إياد

والله يعنى ....الحقيقة ...إن الصديقة الغالية تلك ...هى فعلا أختك د.رويدة
ولكن المتحدث كان الأستاذ محمد وليس مهند

ودعنى أضيف لتعليقك على أسرتها بأن تلك السيدة الفاضلة هى واحدة ممن يستحقون عن جدارة لقب الأم المثالية

فلم أكن أعلم أن تربية الأبناء مجهدة لتلك الدرجة حتى عايشت تجربتها بإعتبار أننى قد قمت بتعيين نفسى إبنتها ....بالإكراه منى وبالكرم منها

تحياتى لكم جميعا أخ وأخت أفاضل

Meero Deepo said...

بمناسبة تعليقك السابق....

تقتضي ظروف عملي احيانا ان اتناول طعاما او شرابا في أحد اماكن كريمة المجتمع كما يطلقون عليها، لا املك نفسي ان انظر لمشروبي او طعامي مؤنبا نفسي لان اسرة كان يمكن ان تتغدا بثمن هذا المشروب


بما إنك قد وصلت لتلك المرحلة ...فانت فعلا فى بداية الطريق الصحيح الذى لو سلكناه جميعا فسينتهى بنا الحال لتغيير وإصلاح حقيقى

ماحدث معك هو بعينه ماحدث معى كما كتبت سابقا فى مدونتى.....فتحولى من فتاة مرفهة تنفق بلا عقل على كماليات فارغة ....على طريقة ....بابى يشتغل وأنا أصرف!!!.... إلى إنسانة ترى البؤس من حولها فى مستشفى جامعى ...ذلك التحول كانت نتيجة نفس السؤال الذى سألته لنفسك

ألم يكن من الممكن أن يكون ثمن المجلة التى إشتريتها لمتابعة أخبار تافهة أو نفقات بلا معنى فى أشياء فاقدة الملامح ...ألم يكن من الممكن ان تحيا اسرة بذلك المبلغ لأيام

الم يكن من الممكن أن يكون مشروب فى مكان مخملى هو ثمن روشتة علاج لمريض بائس قد يموت إبنه لعدم توفر العلاج وثمنه الذى أنفقته أنا فى خروجة أو عشاء فاخر

وصدقنى ....مجرد تأمل لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم ....أكثر من كافى ليجعلنا جميعا نفتح أعيننا ونرى المحتاجيين من حولنا

ولو علمنا أولادنا مثل ذلك المفهوم Cost Benefit
فى ما ننفقه وفى ما نحصل عليه وتقييمنا له....لتغيرت شكل حياتنا الإستهلاكية تلك لأخرى أقل سعارا

أشكرك

Dr. Eyad Harfoush said...

عزيزتي ميرو ديبو
منورة يا دكتورة

و شكرا بالاصالة عن نفسي و نيابة عن وردة عائلتنا ألف شكر

أما عن تعليم ابناءنا مبدأ الجدوى، فهم غيرنا يا عزيزتي، لم يحتكوا بالفقر مثلنا لاننا صنعنا آبارتهايد للفقراء في مدارس و مناطق و مشافي منفصلة و سميناها بيئة!!!!!!!!!!!! حتى العربيات بقى فيها بنت ناس و بيئة
ههههه

Dr.Tamer El-arid said...

صديقى وأخى العزيز د/إياد
صدقت يا أخى العزيز كم أحزننى هذه المواقف ولكنها ليست جديدة على فكل يوم أرى ذلك أرى الفقر والجهل والمرض يومياً للأسف مما يدمى قلبى وفعلاً رحم الله الإمام على عندما قال لو كان الفقر رجلأ لقتلته.
ولكن أخى العزيز ما وصلت إليه بلدنا حصاد سنوات الفساد والضياع وتحويل المجتمع إلى مجتمع استهلاكى بحت
على فكرة أخر بيان للحكومة قالت أن مستوى الفقر فى مصر قد تراجع إلى 4% وعجبى
أما المرض فالحمد لله مستوى العلاج فى مصر عال العال ممتاز
كنت مع صديق لي يعمل بمستشفى جامعى فى قسم عناية امراض الباطنة زرته هناك والحمد لله ماكنتش عناية باطنة لا دى مزبلة الباطنة
سألته قال دى للغلابة بس الفايف ستارز برضه موجودة بس بفلوس قلت ليه يعنى الغلابة يموتوا قالى يا بنى هما كده
كده هيموتوا هيموتوا
أما بالنسبة للتعليم فأصبح التعليم الأميرى والحمد لله من أفشل أنواع التعليم بيعاملوا الطلبة على أنهم من الشارع لقطاء وغير كده وكده كنت قريت فى الدستور المحترم بتعنا أن الدولة بتكفل مجانية التعليم على فكرة مصاريف الطالب فى مدرسة حكومية دلوقتى بيوصل إلى 60 جنيه حتى الجامعات
أحنا فى دولة معدتش عارفة تجيب دخل منين فبتعصر الشعب
والجهل ولله الحمد وصل الطبقات الجامعية نادر جدا متتكلم مع طالب جامعى تلاقيه بيفهم أو بيعرف حاجة مصايب بجد
أهم حاجة عنهم البنات ، الموبيلات ، النيو لوك ، العربية الجديدة
بحب دائماً لما أتكلم فى مشكلة أدور على حل ليها
فى بعض الأفكار:
أننا لازم نتحول من مجتمع استهلاكى لمجتمع انتاجى والحمد لله عندنا مقومات كتير لازم نستخدمها
لو طبقا وصايا رسول الله فى إحراج زكاة المال فقط لاغير 2.5% صدقنى يا دكتور
الفقر هيقل
بس للأسف كام واحد بيخرج زكاة المال
لو كل واحد غنى يشوف أسرة فقيرة ويحاول يرعاها
الأعلام لازم يحفز الشعب للإنتاج الشعب المصر شعب عاطفى مش هنعوز غير تحفيز بس للأسف الأعلام مشغول بتدمير الشباب أكتر
ملحوظة:
السيد الرئيس فى آخر زيارة ليه فى الهند قال أننا بنهتم بتعليم الشباب وتنمية موارد الشباب البشرية لموكبة سوق العمل
فعلا التنمية تمام وكله عشرة على عشرة والتعليم مية مية
وافر تحياتى وتقديرى على مناقشة موضوع هام جداً ولك جزيل الشكر

Dr. Eyad Harfoush said...

أخي العزيز د/ تامر
أهلا و سهلا بك يا صديقي العزيز، و شكرا للتعليق الذي أضاف للحوار و أثرى عليه، أما عن نسبة الأربعة في المائة، هههه فكالعادة تتكلم حكومتنا أحيانا عن بلد تانية غير التي نحيا فيها، أو ربما عنوا أن 4% يسقطون في دائرة الفقر يوميا

أنت على حق في التحرر من ربقة الاستهلاك، اللعبة التي لعبتها معنا الولايات المتحدة و نوابها المحليون و الاقليميون هي تعليقنا من الرقاب في حبال مستوردة كما قال الفجومي في أغاني الملك هو الملك، لكن التحرر موقف من الحياة برفض الخضوع، و نحن في غالبنا شعب هياب للمواقف، كلنا نقول أن الرزق بيد الله و الأعمار بيد الله ثم لا يعمل بقوله الا قليل من الناس، صدقني أخي العزيز لو آمن 30 بالمائة منا أن عمره و رزقه بيد الرزاق المحيي المميت لتغيرت حياتنا و تغير واقعنا

لكن الايمان الشفوي العريق لشعب مصر يحول دون ذلك

تحياتي و تقديري و وافر شكري

Dr. Eyad Harfoush said...

أخي العزيز د/ تامر
أهلا و سهلا بك يا صديقي العزيز، و شكرا للتعليق الذي أضاف للحوار و أثرى عليه، أما عن نسبة الأربعة في المائة، هههه فكالعادة تتكلم حكومتنا أحيانا عن بلد تانية غير التي نحيا فيها، أو ربما عنوا أن 4% يسقطون في دائرة الفقر يوميا

أنت على حق في التحرر من ربقة الاستهلاك، اللعبة التي لعبتها معنا الولايات المتحدة و نوابها المحليون و الاقليميون هي تعليقنا من الرقاب في حبال مستوردة كما قال الفجومي في أغاني الملك هو الملك، لكن التحرر موقف من الحياة برفض الخضوع، و نحن في غالبنا شعب هياب للمواقف، كلنا نقول أن الرزق بيد الله و الأعمار بيد الله ثم لا يعمل بقوله الا قليل من الناس، صدقني أخي العزيز لو آمن 30 بالمائة منا أن عمره و رزقه بيد الرزاق المحيي المميت لتغيرت حياتنا و تغير واقعنا

لكن الايمان الشفوي العريق لشعب مصر يحول دون ذلك

تحياتي و تقديري و وافر شكري

Babyblue said...

عزيزى د. إياد

يمكن لأول مرة اختلف معك على بوست
وبالمناسبة دى يمكن أول مرة أكتب فيها تعليق فعلى على أحد البوستات رغم متابعتى الشغوفة لها
لا اختلف معك فى كل ما قلت وعرضت من كلام وصور توجع القلب فعلا
ولا اختلف معك فى تحليل الأسباب المذكورة من سياسة انفتاح ومعونة وقهر الخ
انما اختلف معك سيدى على الخاتمة
الخاتمة التى هى لا شىء ببساطة
انما كان عرض مؤلم للغاية لواقع أشد ايلاما ... لكن ثم ماذا؟
عرضت المشكلة ولم تقترح الحل
جرعتنا السم ولم تشر الى الدواء
أغلقت النوافذ والمصابيح ولم تعطنا حتى عود كبريت واحد
أعتذر عن الكلام الثقيل الذى ارجو الا تعتبره هجوما
انما أنا اتحدث هكذا لأنى من حين الى آخر أقع فى نفس الشرك ... تسود الدنيا أمامى فلا أرى سوى كل ما هو سلبى وكئيب ومر
لكن الآن ... فى يومى هذا فى مكانى هذا ومن خلف شاشتى تلك أنا أرفض الظلام وأعترض على الألم
لابد هناك حل ... لابد
أرجوك ... بل أتوسل اليك ... أجعل البوست القادم دعوة مفتوحة للعصف الذهنى ... أسأل كل من قرأ موضوعك هذا ان يفكر ماذا يمكن ان يحدث لينير الجهل ويسد رمق الفقر ويشفى المرض؟
ماذا يمكن ان نفعل نحن كأفراد فى هذا الوطن يرون ما يحدث أمامهم؟ أكيد الحل لا يكمن فى الوقوف مكتوفى الأيدى والبكاء على الأطلال ولعن الظلام
لن أتحدث الآن عما أراه أنا شخصيا من حلول ... لكن يسعدى المشاركة فى العصف الذهنى شريطة ان تبدأه أنت بما لك من نظرة ثاقبة فى الأمور
:)

اعتذر عن الإطالة

صديقتك سليطة النقد واللسان
شيرين

دعاء said...

ياه يا د.أياد

الصورة بالفعل أقوى من أقوى الكلمات فما بالك لو كانت الصورة مصحوبة بالكلمات

المصيبة أن هذه الصور أصبحت مظهر طبيعي جدًا قد لا يثير في نفوس البعض أي آثر

الحقيقة إنه يشغلني بشدة هذه الأيام نقطة محدده مررت عليها حضرتك في بداية المقال

إن غالبية الطبقة الوسطى هذه الأيام تبذل الغالي والنفيس بل تجد من يقترض ويُدين حتى لا يصطدم ولو بالمصادفة مع الطبقة الفقيرة

لا يدخلون المدارس الحكومية و لا يسكنون في الاحياء الشعبية -واعني الشعبية وليس العشوائية حتى- ولا يمرون عليها ..الخ

لم تعد هناك أي نقطة تماس ليشعروا بالمواطن الكادح الفقير

أحيانًا أشعر أن مشكلتنا تبدأ من هنا إننا لم نعد نشعر ببعضنا البعض، على العكس كل طرف يريد تحميل الأخرين كافة الاخطاء

أعتذر عن الأسترسال والتطويل ولكن
الموضوع رائع ويدعو لتأمل والتفكير

Dr. Eyad Harfoush said...

الصديقة الناقدة التي يفيد نقدها دوما و يثري Babyblue

أهلا بك في أول تعليق صديقتي العزيزة، لا يقل نقدك للبوسن لعمر الحق أهمية عن نقدك للرواية

أنت على حق بالطبع، لكن من منا يا عزيزتي لا يملك عليه الأسى و اليأس نفسه احيانا، اسى من الفقر و الجهل و المرض و أسى من غيرها من مظاهر الانحطاط في بلادنا

سأقوم بالبوست المؤسس على فكرتك العصف الدماغي فور الخروج من الموجة منخفضة المود
تحياتي و تقديري و شكري

Dr. Eyad Harfoush said...

الصديقة العزيزة دعاء
نعم يا عزيزتي، اصبحنا نتحاشى كل ما هو "بيئة" منذ سمينا الطبقات الشعبية و الفقيرة بهذا الاسم، و منذ نست الطبقة المتوسطة حياتها و عاشت بغير عيشة أهلها بو جاز التعبير

عندما تتغير كلماتنا يكون ذلك نابعا من تغيير النفوس يا صديقتي
وافر التحية و التقدير للتعليق المميز