5.6.08

حتى لا ننسى-02

حرب الأيام الستة

الخامس من يونيو، يوم من أكثر أيام الصراع العربي الإسرائيلي حزنا و ألما على جانبنا، و سعادة و فخرا على جانبهم، نعم كانت هزيمة نكراء، و لم يكن تعبير النكسة الذي استخدم وقتها الا تعبيرا شعريا ، نحاول به تجنب مرارة كلمة "هزيمة" في حلوقنا، و كان القصد منه أنها سقطة لها ما بعدها، و انا لست ضد هذا عندما نتعامل مع الجماهير ، و لأني متهم دوما بالانحياز لصف الزعيم الراحل "جمال عبد الناصر" ، و هو ما لا أنكره، فأنا منحاز له يقدر ما انحاز لنا، لكن بلا صنمية و بلا تقديس، لهذا أبدأ بالحديث عن دوره في حدوث هذه الهزيمة ، و التي يتحمل كقائد أعلى للقوات المسلحة المسئولية الأكبر فيها ، باعترافه هو نفسه رحمه الله، و لا أرى في ذلك انتقاصا من قدر الرجل، و لو كانت الهزيمة تنقص أقدار الرجال، لعز الله سبحانه و تعالى نبيه المصطفى و عصمه منها، لكنه قدر الله في هذه الدنيا أن يكون النصر حليفا لمن يأخذ بأسبابه، لقد قادت "عبد الناصر" لهزيمته النكراء ، ثقته و اعتماده على "عبد الحكيم عامر" و الذي كان يجب عزله منذ فقد أعصابه بغرفة القيادة عام 1956 و اضطر " ناصر" للجلوس بغرفة العمليات بنفسه وقتها ، فلولا "عامر" لما كانت هذه الحرب هي حرب الأيام الستة كما نعرفها اليوم، لقد كانت الكثير من الوحدات مشتبكة في وضع قتالي جيد لولا قرار الانسحاب الذي أعقب ضربة الطيران، فضلا عن كون "رص" الطيران كما كان وقتها ، و في ظل ظروف مشحونة و درجة استعداد قصوى يعد خطيئة عسكرية ، و أحب هنا نتيجة للكثير من الأساطير التي تتردد حول حرب الأيام الست هذه، أن أتناول معكم حقائق التآمر الاسرائيلي الذي أدى إليها، حتى لا نصدق إسرائيل اليوم و هي تلعب دور المجني عليه الذي يتحرش به حزب الله ، تعالوا نقرأ القليل من حقائق النكسة

  • عندما دخلت مصر حرب اليمن ، تعاونت الملكيتين السعودية و الأردنية مع الإمام البدر ، الحاكم الذي ثار عليه شعبه، كرد على تعاون مصر و دعمها لقوات الثوار، و كان دعم البيتين الملكيين الهاشمي و السعودي ليس لحب هذا "البدر" و لكن لخوفهم على عروشهم و النظام الملكي عامة في ظل المد الثوري بالمنطقة و الذي قادته مصر ، و التي كانت قبل كسرها في يونيو تبشر بدولة الوحدة العربية ، لذلك كما تآمر الملكيون على الوحدة مع سوريا، و بتعاون مع إسرائيل، في واقعة الرشوة المعروفة دوليا و التي أدت لخلع الملك سعود من قبل أخيه الأصغر فيصل، تآمرت الملكيات ثانية على مصر في اليمن ، و بينما تدخلت مصر لدعم ارادة اليمنيين ضد حاكم طاغية كان يتخذ من أبناء القبائل الكبرى في اليمن رهائنا في قصره لضمان الولاء، تدخل الملكيون لفرض هذا الطاغية على الشعب اليمني
  • في عام 1963 م أرسل الموساد فرق عمليات خاصة لتدريب قوات الإمام و المرتزقة البلغار الذين اكتراهم السعوديون لقتال المصريين على أرض اليمن، و أمدت إسرائيل قوات الإمام بسلاح أمريكي خفيف و دربتها عليه ، كان هدف التدخل كما نشر مؤخرا في الوثائق العسكرية الأمريكية هو معاينة نقاط ضعف الجيش المصري عن قرب، فضلا عن اطالة أمد الحرب لاستنزاف جيش مصر و اقتصادها، و قد تم تكثيف العمليات و زيادة عدد الأفراد المقاتلين باكتراء بعض القوات القبلية في اليمن للقتال بدء من 1966 حتى يزيد تورط مصر
  • في يوم 7 أبريل عام 1967 قامت إسرائيل بانتهاك اتفاقية الهدنة ، باطلاق نيران مدفعية على المواقع الحدودية السورية، اثر مناوشات باسلحة نارية بين مزارعين سوريين و مستوطنين يهود في المنطقة منزوعة السلاح بينهما، و تطور الأمر بذات اليوم لمعركة جوية أسقطت فيها اسرائيل 6 طائرات ميج سورية و استمر تبادل نيران المدفعية
  • في يوم 9 مايو أخذ الكنيست قرارا بالرد العسكري على سوريا لتأديبها (لمن يقولون أن الحشود الاسرائيلية على سوريا كانت وهما) و في اليوم التالي وصلت مخاطبات لسفارات إسرائيل بالخارج لتهيئة الرأي العام العالمي لضربة وشيكة ضد سوريا و ضد من ينحاز لها في القتال و أثناء العمليات
  • أبلغ الاتحاد السوفيتي القاهرة بالحشود على سوريا يوم 12 مايو، و بعدها صرح "بودجورني" لأنور السادات الذي كان في زيارة لاستطلاع موقف السوفيت أن السوفيت سيدعمون سوريا و مصر في هذه الأزمة ، لكن السادات يدعي في البحث عن الذات أن السوفيت قالوا له أنهم سيتدخلون بقوات سوفيتية مباشرة!! للأسف هنا لابد أن نصدق الرواية السوفيتية، لأن من يعرف ألف باء الحرب الباردة يعلم أن التدخل المباشر سواء من السوفيت أو الأمريكان كان شبه مستحيل متفق عليه ضمنيا بين الدولتين الأعظم، و يوم أوشك ان يختل هذا الاتفاق في خليج الخنازير أصيبت الدنيا بالحمى حتى لا يحدث هذا
  • يوم 13 مايو قررت إسرائيل استدعاء الاحتياطي ، و بدأت تحركات لحشود قدرتها سوريا بعدد 11 لواء مدرع و مشاه و مظلات نحو الحدود السورية ، و بالتبعية ، في 14 مايو أصدر القائد الأعلى للقوات المسلحة المصرية ، الرئيس جمال عبد الناصر أوامره برفع درجة الاستعداد للدرجة القصوى ، و ايفاد الفريق عبد المنعم رياض للأردن لتسيق الوضع القتالي على الجبهة الأردنية، و كذلك أوفد الفريق "محمد فوزي" لسوريا للتنسيق مع الجبهة السورية ، و حين أصدر القائد العام "عبد الحكيم عامر" أوامره العسكرية بناء على أمر القائد الأعلى الصادر اليه ، قرر رفع حالة الاستعداد في الفترة ما بين 14 و 17 مايو ، أي أن الحرب لم تكن غدرا على الاطلاق، لولا رؤية المشير التي كانت تقول ان اسرائيل لن تدخل الحرب، و ان الموضوع لن يعد كونه مظاهرة عسكرية، و هو التعبير الذي انتشر بالجيش و ادى الى حالة من الاسترخاء الذي لم تحمد عقباه
  • يوم 16 مايو سلم رئيس الأركان، اللواء "محمد فوزي" لمدير قوات الطواريء الدولية بسيناء خطابا يطلب فيه سحب الوقات الدولية من سيناء ، للحفاظ على أمنها مع توقع توتر على الحود في حالة اعتداء اسرائيل على سوريا، و لأن إسرائيل لم تكن قد قررت اطلاق النار، و لم تكن في اقصى حالات الاستعداد، فقد ناور "يو ثانت" السكرتير العام للأمم المتحدة وقتها حتى يوم 18 مايو قبل أن يصدر أوامره بسحب القوات من سيناء، و أعقب هذا انتشار الألوية المصرية على الحدود، متخذة تشكيلات دفاعية بشهادة الخبراء العسكريين بعد المعركة
  • عقب تصريحات من "ليفي أشكول" تقول أن مصر عاجزة عن دعم سوريا لأنها غارقة حتى النهاية في مستنقع اليمن ، أصدر الرئيس جمال عبد الناصر قراره بإغلاق مضيق تيران أمام كل السفن التي ترفع علما اسرائيليا، او التي تحمل مواد و سلع استراتيجية من و إلى إسرائيل، و كان هذا في صباح يوم 22 مايو ، و أعلنت إسرائيل أن غلق المضايق التي تقع في أرض مصرية يعد بمثابة إعلان الحرب عليها
  • يوم 30 مايو، قرر "الحسين بن طلال" ملك اليمن الانضمام لاتفاقية الدفاع المشترك المصرية السورية بعد ضغوط عنيفة و مظاهرات من الشعب الأردني، تتهمه بالخيانة، حتى أن فتيات المدارس الثانوية كون شبكة اسموها شبكة "أم خالد" ، كنية زوجة "ناصر" و كن يلبسن قلائد بها صورة الزعيم، و مع زيادة هذه الضغوط من شعبه قبل حسين بشرط ناصر و تعيين رئيس أركان مصري للقوات الأردنية في حالة نشوب الحرب، و تم تسمية اللواء "عبد المنعم رياض" لهذا الموقع ، كان ناصر ببساطة يخاف الخيانة، ليس من شعب الأردن و لكن من ملكه ( و قد كان) و لهذا أصر على وضع أحد أخلص رجال مصر على رأس قوات الأردن، رحم الله الشهيد، بسبب هذه الشعبية الضاغطة، كانت امريكا تخاف على حلفائها من آل سعود حتى لا يتمرد عليهم الشعب الذي كان متعاطفا مع المد الثوري وقتها ، فيجبرها على اتخاذ موقف عدائي من إسرائيل و أمريكا الداعمة من ورائها
  • في ذات اليوم ، 30 مايو، سافر ثلاثة من جماعة الإخوان المسلمين إلى ليبيا، وفقا لما نشرته المخابرات المركزية في اصدارها الدوري، و لم تحدد أسماءهم، مما يلقي بشكوك حول صدق الواقعة و دقتها للأمانة التاريخية، و قابلوا قائد قاعدة "العضم" الأمريكية بليبيا، في مهمة قالت عنها المخابرات المركزية أنها متعلقة بمعلومات الداخل المصري ، عندما لا تنشر المخابرات المركزية اسماء فهذا معناه اما ان الاسماء غير موثقة لديهم و هذا يعني ضعف المعلومة، او أن الاشخاص مازالوا أحياء و قد تؤثر المعلومة على أمنهم الشخصي لطبيعتها
  • يوم 2 يونيو 1967 اجتمع فيصل السعودية و كمال أدهم مدير مخابراته مع مدير المخابرات الأمريكية وقتها "آلان دالاس" و الذي أخطرهم باحتمال متزايد لتوجيه ضربة لكسر غرور نظام القاهرة و عبد الناصر، و سألهم عن مدى احتمال حدوث تمرد عليهم في الداخل لأنهم يحاربون مصر و هي تحارب اسرائيل، فأجابوا انهم يستطيعون السيطرة على الوضع بوقف القتال في اليمن بعد توجيه الضربة، و كان هذا على هواهم نتيجة الحقد الملكي القديم على ناصر و رؤيته ، و هذا هو الملك "فيصل" العربي التقي النقي الذي كانت تقواه تفيض من وجهه أمام الكاميرات و هو يقول أنه يود أن يصلي في المسجد الأقصى قبل أن يموت، فلا نامت أعين الجبناء
  • في يوم 5 يونيو 1967، انطلق الطيران الاسرائيلي مدعوما بصورة غير معلنة بطيارات أمريكية و بريطانية من قاعدتي العضم و ويلز في ليبيا، و وجه ضربة ماحقة للقوات الجوية المصرية و السورية و الأردنية و هي على الأرض، و هذا بعد أن كانت الأجواء قد هدأت و اعتقد الكثيرون أن الأزمة تمر بسلام، لان غلق المضايق سبق الضربة بأسبوعين ، و ما حدث بعد هذا يعرفه الجميع ، صدر القرار المصري بالانسحاب بعد 12 ساعة من بداية اطلاق النار، تلاه القرار الأردني بأربع ساعات

12 comments:

Unknown said...

عزيزى الدكتور اياد
مازلت اسال نفس السوال هل المصلحة الشخصية اهم من مصلحة الجماعة لماذا نخون وطننا وديننا واخواننا هل المصالح الشخصية مهما كانت تحقق مكاسب هل هى اهم من المكسب الجماعى اى شخصية تلك التى نتحدث عنها وتفعل ذلك مازال عقلى غير قادر على الاستيعاب

Dr. Eyad Harfoush said...

عزيزتي أيوية
عادة ما يجد الخائن تبريرا يواجه به نفسه ليقنعها بأنه ليس أسوأ من الآخرين، فيصل مثلا كان يقول أن ولاءه لأسرته التي ورثته العرش و واجبه الاول ان يورث هذا العرش قويا مدعما لاسرته ، فليس عليه شيء لو واجه خصوم الكرسي و تواطأ مع كائن من كان ضدهم، و هكذا نراه يخون و هو يحسب انه يؤدي واجبا مقدسا

خونة اليوم من المتأسلمين الذين تاتيهم نفحات السعودية من وراء البحر، يبررون بأنهم يؤدون واجبهم المقدس نحو اقامة دولة الخلافة ، و ان موضوع الشعب المصري و السوري و كذا و كذا ما هي الا عصبيات جاهليه و لا ولاء الا للدين

فكل خائن يجد ما يبرر خياناته و نذالته
تحياتي و تقديري و شكري

Capt. Haytham Harfoush said...

أخى د/ اياد

ليس هذا تشكيك فى عبد الناصر, فقد تفضلت بأنه و لا شك مسؤلا عن النكسة بشكل أو أخر, السؤال الذى قفز لذهنى و أنا أقرأ هو , هل اتخذ عبد الحكيم عامر قرار الانسحاب و أعطى الآوامر بالانسحاب كقائد عام للقوات المسلحة دون الرجوع لعبد الناصر القائد الأعلى و رئيس الجمهورية, حقيقى أننا نفتقد رجولة عبد الناصر كزعيم و ثورى فى هذه الأيام , فقط أخشى تحميل عبد الحكيم عامر كل اللوم على الهزيمة و الانسحاب, عبد الناصر هو الرئيس و القائد الأعلى

أتفق معك أن الهزيمة لا تنتقص من قدر الزعيم أو القائد, و المثل الذى ضربته بالرسول و هزيمة أحد , هو التعزية التى تغنى بها كل مشايخ مصر فى نكسة 1967 , حقيقة أن غرضهم كان نفاقا , غرضك غير ذلك و لا شك , لكن هناك مغالطة فى هذا المثل , ليس بسبب اختلاف بين محمد كرسول و عبد الناصر كزعيم , المغالطة أن أسباب الهزيمة غير متطابقة أو حتى متشابهة, من الناحية العسكرية و مع وضع الفارق الزمنى فى الاعتبار أسباب الهزيمة ليس بينهما أى رابط يعضد ضرب المثل

أما العنوان " حتى لاننسى" كيف لنا أن ننسى , ان مرارة الهزيمة فى 1967 و التى هى مجرد خسران معركة فى حرب لا تقارن بما نعيشه اليوم , لا تقارن بمرارة نتجرعها كل يوم دون أن نحارب أو حتى نتجرأ على ذكر كلمة حرب , هزيمة 1967 لم يتبعها خنوع و خضوع لا على مستوى القيادة و لا الجيش و لا الشعب

أما عن انحيازك لعبد الناصر فاعتقد أن سببه ليس انحياز عبد الناصر لنا , و لكن هو انحيازه لمبادئه و تمسكه بها , رمز زعيم راجل بالبلدى كده, زى ما قلت لك سابقا المصريين سامحه على كل أخطاؤه لهذا السبب, مصداقيته , كان زعيم ثورى صادق له انجازات كبيرة و لكن كان له أيضا أخطاء كبيرة , و لا شك أن هذا طبيعى كل مسؤول تتعاظم أفعاله بنوعيها كلما زادت مكانته و مسؤليته

الفرق بين 5 يونيو 1967 و 5 يونيو 2008 كبير جدا

فى 1967 أبائنا المصريين خسروا معركة عسكرية, فى 2008 احنا و أبنائنا من بعدنا خاسريين الحرب كلها, خاسرون لمعنى الحاضر و المستقبل , خاسرون للذات و احترام الذات , خساراتنا هى الأرث الذى سنتركه لأبنائنا و أحفادنا , ميراث من اللا هوية , ميراث من اللا توجه و اللا معنى , ميراث من الخنوع و التراخى , ميراث من التهافت على الفتات المادى , ان خسارتنا و هزيمتنا فى 2008 لا تقارن بخسارة عبد الناصر و لا المصريين فى 1967 , لقد استنكروا الهزيمة و تعلملوا معها برجولة , أما نحن فقد استمرءنا الهزيمة و استساغنا الخسارة و سوف نورثها للأ جيال دون أن نخجل من أنفسنا أو نشفق عليهم

تحياتى من خط العار

Dr. Eyad Harfoush said...

أخي الحبيب كابتن هيثم
تعليق و لا ريب أضاف عمقا كبيرا للموضوع، فجزيل شكري عليه، و لا أكاد أختلف على شيء مما جاء فيه

لكن لعلي أوضح أن قصدي من الحديث عن أحد هو أن الهزائم العسكرية مرهونة بالأخذ بالأسباب ، و ليست عارا على القائد و لا الشعب، و الا لعصم منها الرسل و الانبياء

أما عن النسيان، فقد شاعت بيننا في كثير من احاديث الفضاء اساطير حول النكسة، منها مثلا موضوع الطريق المفتوح للقاهرة، و كأن وجود أي قوة عسكرية على رأس طريق السويس القاهرة الصحراوي يعني قدرتها الوصول للقاهرة كأي تاكسي!! و من يعرف في العلوم العسكرية يعرف أن حركة الجيوش تختلف عن هذا في امكانيتها و متطلباتها

برغم أن كلماتك تنضح بالمرارة في المقطع الخاص بيونيو 2008، و من المفترض أن يحزنني هذا بحكم صلة الدم، الا أنني فخور به، فعدم الاحساس بالمرارة مع الهوان دليل على فقد الاحساس،/ و اعجبني بصورة خاصة جدا تعبير "خط العار" الذي وقفنا عليه بدلا من "خط النار" ،

دمت لأخيك

Che Ahmad said...

العزيز دكتور اياد

بداية احب تأخير تعليقي عندك حتى قراءة الموضوع وتعليقات الاخرين وبالذات كابتن هيثم فالتعليقات بتثري الموضوع جدا

بالنسبة للموضوع

على فكرة بدأنا ننسي انا نسيت شوية رغم انى قريت كتير ما بالك بشباب زي ما يعرفش اي حاجة عن تلك الفترة اصلا لك انت تتخيل زمايلي اتهمونى بأني " صاحب فكر ملوث " لمجرد انى بفسر لواحد معني الاضراب

للاسف احنا مش عارفيين اصلا علشان ننسي

حبيت اوي وصفك لشعورك نحو الرئيس ناصر بالحب دون التأليه انا كمان بحب ناصر مع اعترافي بأنه ليه اخطاءه وبحب بالظبط زى ما قال كابتن هيثم انه كان راجل كان بيطلع وسط الشعب مش خايف من حاجة ولا من حد ولو انها ترخد عليه زى ما اخذت له بردو لكن كعادتنا شعب عاطفي فاخذنا انه راجل وجريء ولكنه فى نفس الوقت متهور وعرض رأس الدولة الوحيد فى ذلك الوقت لخطر انه يقتل وبسهوله ودي اكتر حاجة كانت بتستفزني الصراحة فى تهور ناصر

اما كلمات كابتن هيثم عن المقارنة فهي ظالمة لحد كبير وجود الركز فى زمانهم كان دافع كان الكل ماشي بصوره جمال فى قلبه وعينيه كان فى راجل ماسك البلد حتى عند الهزيمة او النكسة كان في ثقة لسه موجودة علشان كان جمال الرمز موجود

لكن دلوقتى انت بتتكلم على شباب يفتقد للرمز ويفتقد للثقافة والمعرفة والوعي وكل حاجة
شباب ثقافته منحصره بين ميلودي وروتانا وغيرها إلا من رحم ربي

ظلم كبير مقارنه ما ذهب بما هو كائن كنفس ظلم مقارنه هزيمة احد بنكسه يونيو


تقبل ارقي تحياتي
تشي أحمد

Dr. Eyad Harfoush said...

صديقي العزيز Che

أهلا بك يا عزيزي

أثر في جدا تعليقك بقولك "احنا مش عارفين اساسا علشان ننسى" لهذا خططوا هم يا صديقي العزيز، لانتاج أجيال فاقدة لذاكرة الوطن ، فالتاريخ هو منظار قراءة الحاضر و المستقبل، و بدونه يمكن ان تقود شعبا الى حتفه فلا يعترض ابدا

لا أعتقد أن أخي كابتن هيثم يلوم الشباب أنفسهم، لكنه الألم لحالة عامة، أخي و أنا نتألم أحيانا في حوارنا على الوسط الدراسي و الاجتماعي الذي يتعين علينا ان نربي به ابناءنا، ليس كما نريد في كل الاحوال، فالكثرة و الترديد للاباطيل يتغلب كثيرا على صوت الحق حتى لو كان مدعما بسلطة الأب و صلاحياته، و نحن ندرك انه قد يكون ذنبنا أكثر من كونه ذنبهم، لكنك لا تمنع نفسك من الألم بكل الاحوال

تحياتي و تقديري

Meero Deepo said...

عزيزى د.إياد

فى خلال نقاش حاد مع أستاذ لى يوما ما حول عبد الناصر ...قال لى

" أنا موش فاهم تعرفى إيه إنتى عن عبد الناصر علشان تقولى بحبه ومعجبة بيه ...إنتى متعرفيش عنه حاجة ولا كان بيعمل إيه فى مصر ...ولا حتى إنت كنتى عايشة أيامه علشان تحكمى على عصره "

ساعتها قلت له " أيوه حضرتك صح ...أنا معرفشى عبد الناصر ولا كنت عايشة أيامه ...بس أنا أعرف اللى أنا فيه دلوقتى ...واللى عايشة أيامه وعصره....وعلشان كده بحب عبد الناصر بجنون كمان لما بقارن بينهم "

أتفق تماما مع ماقاله كابتن هيثم والذى يحوى كلام فى الصميم ربما لخبرة السنين أو معاصرة توجهات مختلفة ولذلك فلقد قام مشكورا بتلخيص الحدوتة كلها فى كلمتين

وكذلك فأنا أرفض تأليه الحاكم مهما كان أو مقارنته بالرسول (ص) أو تصويره بشكل الضحية الذى كان لا يعلم شئ ...فلو كان يعلم فتلك مصيبة وإن كان لا يعلم فالمصيبة أشد ولكن كل ابن أدم خطاء وخير الخطائين التوابون

ولكن أعذروا كل من يحب عبد الناصر ... أليس رئيس الدولة بمثابة الأب لكل المواطنين ؟؟... فماذا أطلب أنا من أبى ... ألسنا جميعا نريد أبينا قوى شديد مقدام لا يخاف

أم نريده خانع ذليل لا يقام له وزنا...كل ماهو فالح فيه.." أعمل إيه...إنتم بتزيدوا كل يوم ...أجيب لكم أكل منين....شوفوا التعداد بقى كام"... زى مايكون باع أرضه علشان يصرف علينا!!!!1

على الأقل وبعد مرور تلك السنوات كان يمكن أن يخرج ملايين الوثائق لتعلن إذا كان سرق شعب مصر أو له حسابات سرية فى دول الواق واق

ولمن يتهمه بالغرور والصلف والتهور... نفس التهم الموجهة الان لحسن نصر الله بالرغم من رفضى التام لكثير من فقه الشيعة وتوجهاتهم...ولكن لماذا لا نسمى الأشياء بأسمائها.... الكرامة أصبحت صلف والإعتزاز بالنفس أصبح غرور...والشجاعة والإقدام أصبح تهور

طب خلاص وماله ...حلال علينا الإتزان والتواضع اللى إحنا عايشين فيه من 35سنة


نعم كانت هزيمة ونكسة ... بس الضربة التى تجعلنا نفوق من أوهامن ونعيد حساباتنا ....على الأقل أحسن من الوكسة .... التى جاءت لنا من وسع.... حاربنا وحررنا وأخرجنا اليهود من سيناء .... لندخلهم كل شبر فى مصر

والله لم أعد أعرف هى الضربة الجوية فتحت باب الحرية ولا باب الجحيم!!!1

مـ~ـاجدولين said...

شكرا على هذه النبذه الرائعه

ذكرتني بصديق من هذا العالم الافتراضي مصري عندما عرف انني يمنيه أبدى تحفظا
ثم لاحقا اخبرني انه يكره اليمنيين بسبب حرب اليمن وانهم قتلوا لامصريين غدرا وهم نيام قلت له لا اعمل بما ناي مغتربه ثم عرفت انه يتحدث عن اليمن الشمالي بما اني جنوبيه

هل صحيح لدى المصري العادي فكره مشوهه ان اليمني غدر بالمصريين أيام حربا ليمن ؟

أتفق معك أني ناصرية

تحيتي لك

Dr. Eyad Harfoush said...

العزيزة جدا Meero Deepo

عود حميد بعد طول غياب، لقد أصبح تعليقك الدسم شيئا نبحث عنه و نفتقده برغم حداثة العهد به، أما عن ناصر، فهو مسئول في كل الأحوال كما قلت في البوست، لأنه القائد الأعلى كما تفضلتم، و هو مسئول مع حكيم لذلك عن قراراته علم بها ام لم يعلم

أما عن التشبيه ، فأنا لم أشبهه بالرسول، و لكن دللت بأحد ان الهزيمة ليست عارا لانها لو كانت كذلك لعصم الله منها النبي، و مع هذا ، فلست ارى ضررا من التشبيه باي من الشخوص الاعتبارية للنبي عدا شخصية النبي المرسل من الله، اما القائد و الحاكم فلا عيب في الاستدلال من مواقفه، و لهذا حديث قريب يفرد له ان شاء اللع

عجبني قوي حكاية باع ارضه علشان يصرف علينا دي، و مثلها حكاية "عايزيني احط ايدي في بق الاسد" لا يا سيدي خليها جنبك بس خليك انت كمان على جنب و ريحنا و ارتاح

لقد سممونا تحت عنوان "الواقعية السياسية" بداء الخور و الارتخاء، فخابت عزائمنا و بالتالي خابت مساعينا

على ذكر الضربة الجوية، من الدجل السياسي أنهم لا يعترفون ان السلاح الجوي في العقيدة القتالية المصرية ياتي متاخرا عن المدرعات و المشاه لانهما مناطق تفوقنا على العدو التقليدي، و الجو ياتي ثالثا لتفوق العدو فيه كما و كيفا

تحياتي و تقديري

Dr. Eyad Harfoush said...

عزيزتي ماجدولين

أهلا بك

بكل أسف، كثير من المصريين يرددون هذه المقولة الخايبة بتاعة القتل أثناء النوم، كأن العادي لمن يقاتل ان يتوقع من خصمه لو جاء و هو نائم أنه يتنحنح و يقول يا اهل الله ياللي هنا

للاسف الشديد لو سألت هذا الصديق المصري سؤال بسيط جدا، انت عارف هو ايه اللي حصل في حرب اليمن دي اساسا؟ ستجدي خواء ليس فيه غير رجع الصوت، لانه لو كان يعرف ما حمل مرارة لليمن، فالمقاتلين مع الامام كانوا قلة من انصار الامام البدر، اما المرارة التي تنتجها حرب اليمن بحلقي انا شخصيا فهي تجاه اسرة "آل نحوس" الحاكمة في العربية السعودية و التي اكترت المرتزقة ليحاربوا الشعب اليمني و الجيش المصري لمجرد نصرة النظام الملكي البغيض

تحياتي و تقديري و شكري

G.Gar said...

Dear Eyad,

To be fair regarding Nasser, always you have to bear on mind that starting from 1962, Amer, Ali Shafeek and Shams Badran were more powerful than Nasser who had been totally excluded from the military institution. What is worse, the tide was even reversed, for Nasser was no longer trying to control it; in fact, it was the other way round as Nasser barely managed to prevent Amer and his men from inflitrating into the civil sector, as opposed to the militray one. I recommend that you check the interview with Aziz Sedky published on Samy Sharaf's website.

Dr. Eyad Harfoush said...

Dear Amre,
You are right surely starting from 1962 onward. I only see it a mistake not to set Amer aside as early as 1956 after his lousy attitude in the critical moments.

My Best Regards