28.10.10

المحكمة الدولية وحمل السفاح


رحمك الله يا رفيق الحريري، كم من الجرائم والاختراقات ترتكب في حق لبنان والمقاومة باسم التحقيق في جريمة اغتيالك، وآخر الجرائم اقترفها اثنان من المحققين الدوليين بمخابرة عيادة نسائية في الضاحية الجنوبية ببيروت وطلب ملفات بعض المريضات من بنات وزوجات قادة المقاومة هاتفيا، ثم حضورهم في اليوم التالي للحصول عليها، وهنا غشي العيادة وفد نسائي رفيع المستوى وانتزع الملفات من أيدي الفأرين الدوليين، فاضطرا للفرار كما يليق بالفئران، ثم خرج علينا سيد المقاومة في خطابه اليوم، حفظه الله للبنان والعروبة، ليعلن بداية خريف الغضب في لبنان ونهاية التهاون في أمنه وسلامة مقاومته بالتعاون مع المحكمة المشبوهة، بعدما تجرأت على المساس بخط الأعراض الأحمر ومحاولة انتهاك خصوصية النساء، وعلى هذه الوقائع لدينا عدة تعليقات
  • أقرب تفسير لزيارة عناصر المحكمة الدولية لعيادة نسائية هو حمل السفاح العابث بأحشاء المحكمة من علاقتها الآثمة بالكيان الصهيوني، ولكن الزيارة لم تكن لإجهاض حمل السفاح والستر على المحكمة المفضوحة، ولكن لتغذية الجنين الزنيم بمزيد من المعلومات عن المقاومة، وهو الدور الحقيقي لدلمار وجرذانه
  • بوصفي طبيبا أعرف تماما أن شرف المهنة يمنع الطبيب من افشاء أسرار مرضاه حتى لو كان هذا بناء على طلب محكمة جنائية، فما بالنا بمحكمة سياسية مشبوهة؟ الملفات ليست ملكا لهيئة التحقيق كما ادعى المحققون، ولا هي ملك حتى لطبيبة النساء والولادة، لكنها تحمل معلومات مملوكة لصاحباتها من المريضات ومودعة بوصف أمانة لدى الطبيبة المذكورة، ولو افترضنا أن الطبيبة بالفعل سلمت الملفات لعناصر التحقيق الدولي، نكون أمام حالة يعطي فيها من لا يملك لمن لا يستحق، واستعادة السيدات والبنات للملفات من أيدي جواسيس التحقيق الدولي ليست عدوانا كما وصفتها عناصر 14 آذار ولكن دفاع مشروع من جانب المريضات عن خصوصية معلوماتهن الطبية المودعة لدى الطبيبة، والتي نحسن الظن بها ونقدر أنها أخبرت المريضات اللائي طلبت ملفاتهن بعد المكالمة الهاتفية وقبل زيارة فيران دلمار
  • تساءل سيد المقاومة ونتساءل معه، ما علاقة اغتيال رفيق الحريري بملفات مريضات لبنانيات من الضاحية تحديدا ترجع تواريخها للفترة ما بين 2003 وحتى 2010م؟ ما طبيعة المعلومات التي يتوقعونها في تلك الملفات؟
  • تصريحات السيد حسن نصر الله عن وجود كافة ملفات الطلاب الجامعيين اللبنانيين في حوزة لجان التحقيق وبالتالي في حوزة الصهاينة تلقي ظلالا على كل من تعاون بإفراط وتفريط مريب مع تلك المحكمة، ويأت في المقدمة رئيس الوزراء السيد سعد الحريري ومعاونوه، فهل ستكون نهاية المهزلة حكومة برئاسة عمر كرامي تعيد الأمور إلى نصابها الوطني؟ وتعيد للداخل اللبناني صلابته التي تضررت من رخاوة الحريري الابن؟
  • إعلان المحكمة الدولية عن عزمها على تكرار محاولة الحصول على المعلومات ثانية يعني أن عناصرها لم يعرفوا بعد ما هو حزب الله، وما هي طبيعة عرينه المصون في ضاحية المجد، على دلمار بعد تصريحات السيد نصر الله اليوم أن يفكر ألف مرة قبل القدوم على فعل أحمق
  • تجاهل المحكمة الدولية لما أعلنه سيد المقاومة من قرائن هامة الشهر الماضي والتماسها لأدلة في ملفات متابعة حمل وتركيب لولب وعمليات كحت في المقابل، يجعل من بقي لديه ذرة من كرامة أو شرف بين المدافعين عن المحكمة في لبنان وخارجها يعاود تقييم موقفه، مالكم خيبكم الله؟ أما زلتم تصرون على حيادية تلك المهزلة؟ ونفي علاقتها المشبوهة بإسرائيل؟
  • هناك قائد عربي واحد يأتمر بأمره كل أحرار العرب اليوم، فهو القائد الوحيد في ميدان الشرف ضد الصهيونية، وقد أصدر القائد أمره بوقف كل تعاون وتهاون مع المحكمة الصهيونية، وهو أمر ملزم، ويجب أن تكون أوامره نهاية لحقبة استباحة معلوماتية امتدت منذ 2006 ولليوم، رفعت الأقلام وجفت الصحف
وختاما نقول للسيد سعد الحريري، أن يدان الصهاينة باغتيال والدك سيضع صفة الشهيد قبل اسمه أبد الدهر، ويشهد له أنه عاش ومات منحازا للبنان وللمقاومة ورافضا لهوان الاحتلال، أما لو حدث ما تتمناه إسرائيل وصدر قرار ظني - حتى لو كان معدوم المصداقية - يدين المقاومة فهذا يلقي بالظلال عند من يصدقه على دور أبيك في الساحة اللبنانية، ويضع قبل اسمه وصفا لا نرضاه له رحمه الله، عدوان الضاحية وتهديد الأعراض وستر النساء أمس فرصتك الذهبية لسحب الأمان الذي تعهدت به للمحققين المصهينين، والاحتفاظ لأبيك بلقب الشهيد رفيق الحريري الذي نرضاه له

3 comments:

ناصر said...

تبارك الله فيما خلق

كل الهم الوطني وسنوات القهر المتمادية ولا زال في مصر من يستطيع قراءة تفصيل لبناني "صغير" بكل هذا العمق والاستشراف

كلما فرح الصهاينة بغياب مصر عن امتها يشرق امثالك ويحولون افراحهم الى احزان

خالص التحيات للوالدين الكريمين وشكري لهما على انتاجهما الجميل

ناصر said...

وتعليق اخير :
سأل سلمان الفارسي لو رأيت علياً يشرب الخمر ماذا تقول ؟ اجاب سلمان : اقول ان الخمر حلال

ولو نجح سعد الحريري في توريط المقاومة بقضية مقتل والده، سيقول احرار العالم :قتلت المقاومة عميلاً رخيصاً لاسرائيل

Dr. Eyad Harfoush said...

أخي الكريم
أشكر لك تعليقك المشجع والكريم في تقديره يا صديقي، سعيد بزيارتك وتشرفني صداقتك

صدقت تماما في تشبيهك يا سيدي، اتهام المقاومة يشوه الشهيد رفيق الجريري ولا يشوه المقاومة
تحياتي وتقديري وشكري