كلمة شرف

يا ولاد بلدي .. يا ولاد بلدي .. أنا هتكلم كده بالبلدي .. الله يرحمك يا حليم

الحكاية يا أصدقائي بدأت من اجتماع موقر للجمعية الوطنية للتغيير،اللي دعا لتكوينها البرادعي عشان تكون مظلة للحركة الوطنية وقال بالحرف انها كيان حر مفتوح لكل المصريين، ايه اللي حصل في الاجتماع؟ نصه الأولاني قضوه في مناقشة هل نحل حركة أبو جلانبو، وتيار أم سيد، وجبهة الأندال ومصطبة العيال ونكتفي بالجمعية ولا نخليهم كلهم، ونحط عيشة جنب أم الخير، ونقضيها حركات وموبايلات؟ المهم في الآخر استقروا إنهم يبقوا متصلين منفصلين .. ماتسألنيش ازاي، اسأل حد من السادة السياس .. قصدي السياسيين، احنا ناس كنا معزومين غلطة أساسا ومش هتتكرر إن شاء الله، نص الاجتماع التاني قضوه في نمضي التفويض ولا التوكيل، بأسامي ولا مجهل؟ عرفي ولا مسيار؟ هل البيئة دي تصلح مناخ للتغيير؟ مش معنى ده ان التغيير صعب، التغيير جاي جاي بحكم محكمة التاريخ ورغما عن تهافت الكل حكومة ومعارضة

الحقيقة المرة إن كل الأحزاب ومعاهم أختنا المحظورة مش بيعارضوا، دول بيلعبوا معارضة في مسرحية كتب نصها وأخرجها وأنتجها النظام، وكل واحد له خطوات مرسومة ع المسرح مايقدرش يخطيها، حتى اعتقالات الإخوان قبل كل انتخابات والمؤتمرات اللي بعدها بتندد بالاعتقالات في فندق خمس نجوم ومؤتمر علني، ومقال عامر حسن الأخير في المصري اليوم واضح وفصيح لكل ذي عينين ... طيب لو ده حال السياسيين؟ يبقى الأمل ف مين؟ التغيير محتاج حد واعي بآفات الوطن والمبيدات اللي تنفع معاها، محتاج وعي كافي علشان مايتحولش لفوضى مدمرة، يبقى الحل ف مين؟ مين هيقدر يساعد الراجل اللي قرر يتعب نفسه على كبر وييجي يغرس نفسه معانا هنا؟ مين هيقدر يوفر له دعم حقيقي مش دعم على استحياء ولا دعم مشروط ولا دعم عاوز اللي يسنده؟ شباب الحملة ربنا يعينهم، لكن حماس الشباب لن يغني أي حركة تغيير عن منظريها ورعاتها، وفي الموضوع ده لا أمل لنا غير رهان واحد، هو المثقفين، والحمد لله فيهم كتير ناس نحسبهم على خير، ومازالنا نراهن إنهم مخلصين ومهمومين بالبلد دي، مش عاوز أذكر أسامي لأنهم فعلا كتير وأكيد هانسى أكتر ما أفتكر، بس دول كمان فيهم مشكلة، لكنها محلولة

مشكلة المثقفين هي صعوبة اتفاقهم، كل واحد له دماغ متأسسة صح وناشفة حبتين، وواخدة اتجاه مغاير، وده طبيعي ومن حق كل مثقف، بس ده في الآخر بيعجز المثقفين عن الحركة، لو حاولوا يقعدوا مع بعض بيتناقشوا لحد ما تخرب مالطة، طيب نحلها ازاي؟ ..... ماتيجي مانتفقش؟ محصلة الحوار والعصف الدماغي مع أصدقائي الثلاثة إننا ممكن منتفقش ونعمل حاجة كويسة برضو، واحد يقول لي ازاي؟ أقوله بكلمة شرف .. ميثاق شرف، التزام مش اتفاق، المرحلة دي محتاجة التزام بحاجة واحدة محترمة، بس يكون التزام ع الأرض، مش هنقضيها ايميلات وموبايلات ونطبطب على ضمايرنا ونخش ننام والصبح نتربط ف الساقية تاني، محتاجين التزام متبادل يحول المثقفين غير المتحزبين لصف واحد متماسك وإن ماكانش متجانس.

محتاجين المستقلين من المثقفين يسندوا بعض في معمعة التغيير اللي جاية قريب، علشان يكونوا فعالين مش تنظير وبس من بعيد لبعيد، إضراب الدكتور طه عبد التواب علم علينا كلنا وخلى شكلنا أهبل وعبيييييط قوي، عمالين نكتب ونتكلم، وهو بجوعه الفصيح قال كل حاجة، بعافية الألم والاعياء بعد أيام الاضراب عن الطعام كسر جبال الخوف من نمور الورق اللي بتخوفنا بضلها، لأننا مصرين منولعش النور العالي ونشوف الحقايق، طه عملها من غير لا طنطنة ولا شنشنة ولا كتر كلام، جسم نضاله بالصلابة رغم العناء ومن سكات، هو ده اللي محتاجينه، التزام بدون تنظير وبدون حركات وبدون منسق عام الحركة .. ومحسس خاص ع الحركة، الشيء الوحيد الصح النهاردة هو اننا نعمل حيطة على رأي صديقتي مها، حيطة صد ضد القمع علشان الناس تتحرك والدستور يتغير، والحيطة دي بنقترح إنها تكون ميثاق شرف وطني، ميثاق شرف يربط النخبة ببعضها بالتزام وقسم على المصير المشترك لحد ما يحصل التغيير، ويربطهم بالجماهير اللي ممكن تتعرض لتحرشات النظام، لحماية الجماهير دي، من خلال رد فعل جماعي لو حد اتعرض للضرب تحت الحزام من جهة أمنية، رد فعل علني وفي نطاق قانوني وحضاري، وده هنقوله بالتفصيل خلال أيام