مشكلة عصر الاتصالات أنه جعل كل شيء سهل جدا، ولدرجة لم يعد معها أي شيء مؤكدا، فكل الاحتمالات سارية دوما، وهذه الحياة الافتراضية التي نحياها على الانترنت قدر ما أضافت لنا في جوانب، قدر ما خصمت من جوانب أخرى، أضافت وسيلة اتصال فعالة بلا حدود، فنشطت التجارة الدولية والحياة الأكاديمية، وأضافت وسيلة معرفية عبقرية توفر عشرات الساعات بين أضابير الكتب في لحظات معدودات، كما أضافت وسيلة تواصل اجتماعي مريحة ربما أكثر من اللازم، فيمكنك التواصل والمناقشة مع أصدقائك وأنت على التويتر أو الفيسبوك دون مشقة الحركة وقيادة السيارة، يمكنك أن تقع في غرام مجموعة نصوص وتعليقات تكون منها صورة امرأة/ رجل وتهيم بتلك الصورة كما هام بجماليون بجالاتيا، وهذا كله مناسب جدا لحياة عملية مرهقة تعود فيها من عملك لبيتك وأنت فاقد الأهلية لأي شيء غير حركة كسولة لا هي بالنوم ولا باليقظة، لهذا يناسبك جدا أن تجلس مؤتنسا بشراب ساخن أمام شاشة وأمامك ظلال بشر تتحرك وتتكلم وتتخيل أنك معهم تناقش وتشارك وتغضب وترضى، تقوم بثورات افتراضية لتسيطر على حكم وهمي في مجتمع الكتروني، تصادق هذا وتحب تلك وتتعرف بهذا وتغضب من ذاك، والكل ظلال، الكل وهم ينهار ولا تجد حولك بحق إلا أصدقاءك الذين جمعتهم من بستان اسمه الحياة
ذات يوم سألني صديق عن رأيي في البورصة فقلت له أن ما يجري بمصر ليس بورصة بمعناها التحليلي الحقيقي، فهو أقرب للروليت، وأنا أكرهها لهذا السبب، فأنت تكسب وتخسر فلا تعرف لماذا كسبت ولا كيف خسرت، لا تتعلم شيئا، ولا تعتبر بشيء، ومثل ماكينة الروليت تلك العلاقات الإنسانية المبتسرة التي تولد على الشبكة لتربط بين أفراد يجهلون بعضهم بعضا، فتنتج مشاعرا مزعزعة مبلبلة، على أنك لو كنت شخصا هستيري النزعة، سريع الحركة والكلام والتفكير والتفاعل فستجد ضالتك بهذا الجو المكهرب بالالكترونات، ربما أكثر مما ستجدها في الحياة الحقيقية، لكن أن تكون شخصا من المدرسة الرومانسية، تلك التي تغزل المشاعر كخيوط الحرير، ستكون مصيبتك كبيرة، لأنك ستعامل عالما الكترونيا بلغة لا يفهمها، لغة الطاقة الشعورية الخلاقة
لكل هذا، فلابد لنا بين حين وآخر من مراجعة الذات، ومراجعة علاقتنا بوسائل الاتصال، حتى لا تلتهم انسانيتنا يوما، ولعلي فاعل هذا قريبا، وقد بدأت خطة مراجعة الجانب الالكتروني في الحياة بتعطيل وجودي على الفيسبوك، وسنرى ما أثر هذا على الحياة، ولكن المؤكد أنها مازالت ممكنة بدونه
ذات يوم سألني صديق عن رأيي في البورصة فقلت له أن ما يجري بمصر ليس بورصة بمعناها التحليلي الحقيقي، فهو أقرب للروليت، وأنا أكرهها لهذا السبب، فأنت تكسب وتخسر فلا تعرف لماذا كسبت ولا كيف خسرت، لا تتعلم شيئا، ولا تعتبر بشيء، ومثل ماكينة الروليت تلك العلاقات الإنسانية المبتسرة التي تولد على الشبكة لتربط بين أفراد يجهلون بعضهم بعضا، فتنتج مشاعرا مزعزعة مبلبلة، على أنك لو كنت شخصا هستيري النزعة، سريع الحركة والكلام والتفكير والتفاعل فستجد ضالتك بهذا الجو المكهرب بالالكترونات، ربما أكثر مما ستجدها في الحياة الحقيقية، لكن أن تكون شخصا من المدرسة الرومانسية، تلك التي تغزل المشاعر كخيوط الحرير، ستكون مصيبتك كبيرة، لأنك ستعامل عالما الكترونيا بلغة لا يفهمها، لغة الطاقة الشعورية الخلاقة
لكل هذا، فلابد لنا بين حين وآخر من مراجعة الذات، ومراجعة علاقتنا بوسائل الاتصال، حتى لا تلتهم انسانيتنا يوما، ولعلي فاعل هذا قريبا، وقد بدأت خطة مراجعة الجانب الالكتروني في الحياة بتعطيل وجودي على الفيسبوك، وسنرى ما أثر هذا على الحياة، ولكن المؤكد أنها مازالت ممكنة بدونه
4 comments:
لكن أن تكون شخصا من المدرسة الرومانسية، تلك التي تغزل المشاعر كخيوط الحرير،
أن تكون من ابناء برج العذراء
شعور مشترك :)
أنا أشجع الخطوة دي بشدة
العالم الافتراضي للي زي حالاتي, ما عنديش ناصية اتسنكح عليها, شوية لب,دردشة و واحد قهوة مع صديقي المثقف, سندوتش فول مع حوار عبقري مع شخص لا يقرأولا ينطق ..
أنا أكيد لو ربنا تاب عليا, علاقتي بالالكترونات حتكون شغل و بس
صديقي الشاعر
رجل العذراء، القلق المتقلب المزاجي، والمتطرف في الحب والكراهية، ايييه، نعم يا عزيزي، كلنا في الهوى عباسية :)
صديقي مهندس أسامة
صح يا صاحبي :) الكام حاجة دول، او اللي فاضل منهم بمعنى اصح هم اللي مخليين للعيش في هذا البلد معنى وقيمة:)
تحياتي وتقديري
Post a Comment