2.3.10

الاتحاد الشرقي- كيف ولماذا؟

اليوم وبوجود الاتحاد الأوروبي فضلا عن الولايات المتحدة الأمريكية، قد ندرك أكثر مما مضى حيوية تكتل الدول لخدمة مصالح شعوبها أولا، ولضمان دور فاعل لها في صناعة التاريخ ثانيا، ولمواجهة التحديات الاقتصادية والسياسية ثالثا، فما هي احتمالات التكتل في منطقتنا؟ تلك المنطقة شديدة التعددية والثراء والتعقيد والحيوية في آن واحد؟ وما هو شكل التكتل الممكن؟ أما سؤال الشكل فنجيبه أولا لأنه لن يكون موضع جدل كبير، ونوجز أهم ملامحه في نقاط
  1. اتحاد اقليمي يحترم استقلال الدول الأعضاء وخصوصية شعوبها وثرواتها
  2. يضمن نظام الاتحاد أعلى درجات حرية التجارة والتكامل الاقتصادي بين الأعضاء، مع الحفاظ على الانفتاح على العالم
  3. توحيد القوانين التجارية والصناعية ومعايير التسجيل الصناعي والفني
  4. توحيد العملة، والتي ستضمن لها موارد البترول والغاز وقناة السويس قوة تنافسية كبيرة
  5. توحيد نظام البورصات وحركة الأسهم ونظم التمويل البنكي والرهن العقاري والإيجار التمويلي
  6. توحيد نظم التكافل الاجتماعي والتأمين والمعاشات، مع وجود مجلس أعلى للزكاة والخمس والعشور، بحيث تستثمر الدولة موارد الإنفاق الديني لصالح الطبقات المحتاجة وتأمين حد الكفاف ثم حد الكفاية لكل المواطنين
  7. توحيد أنظمة الضرائب والجمارك مع رفع الجمارك بين الدول الأعضاء
  8. تكوين برلمان شرقي، تشارك فيه الدول ومهمته تشريعية ورقابية على مستوى الاتحاد، مع احتفاظ الدول ببرلماناتها التشريعية التي تضع القوانين وقواعد الرقابة الاقليمية
  9. تكوين جيش اتحادي قوي، مع الاحتفاظ بالجيوش الوطنية بعد تخفيض قوة الأفراد والنيران فيها إلى 60% من القوة الأصلية لصالح القوات المسلحة الاتحادية
  10. تكوين محكمة دستورية عليا ومحكمة تجارية ومحكمة إدارية عليا للاتحاد، لتكون بمثابة السلطات القضائية الأعلى فوق السلطات الإقليمية
  11. حرية حركة المواطنين من إقليم لآخر مع مراعاة سداد الضرائب إقليميا في حالة الانتقال للعمل والحياة في إقليم آخر غير الذي يحمل المواطن جنسيته
  12. توحيد قوانين الهجرة والجنسية والحدود
أما لماذا اخترنا أن نسميه اتحادا شرقيا؟ وما هو أساس اختيار الدول الأعضاء الأولية السبعة؟ ولماذا ليست وحدة قومية ولا إسلامية؟ فنبدأ الإجابة هنا وتمتد معنا لعدة مقالات، أما سبب الاسم، فهو عدم وجود صفة مشتركة أخرى لتلك الدول غير موقعها الشرقي جغرافيا من العالم، فلو قلنا اتحاد شرق-أوسطي فمعنى هذا شمول اسرائيل في معنى الاسم، ولو قلنا اتحاد عربي فقد تجاهلنا القومية الايرانية والكردية والتركمانية وغيرها، ولو قلنا اتحاد إسلامي نكون قد تجاهلنا الأديان العديدة في المنطقة، من مسيحية لزرادشتية لمانية لمندائية وغيرها، ثم يواجهنا سؤال إسلامي سني أم شيعي؟ جعفري أم زيدي؟

تعلمت من درس التاريخ أن الجغرافيا توحد، حيث تعبر عن طبيعة الأرض والاقتصاد، أما الأعراق والأديان فتفرق لأنها ليست مرتبطة بواقعهم الذي يعيشونه كل يوم، وأرقى الأوطان هو بالضرورة وطن يعيش فيه الكل في رخاء وأمان، كل الأعراق سواء، وكل الأديان على الرحب والسعة، وهنا نظن أننا بحاجة لإجابات مفصلة على دعاوى القائلين برجعة الخلافة، والقوميون الذي نعد أنفسنا منهم، وإن كنا نرى بوجوب تطور القومية العربية اليوم إلى قومية شرقية تحتوي مع العرب غيرهم من شعوب تشترك معهم في ذات المصير والتحديات

2 comments:

Anonymous said...

الوحدة شىء جميل ودعانا الإسلام للوحدة وعدم التفرق أطن يا د:إياد أن الوحدة أقرب بين الشعوب تمتلك ثقافة واحدة ولغة واحدة بكثير من دول أخرى متعددة الثقافات واللغات وأظن الوحدة لن تقوم طالما بقت هذه الأنظمة التى تركع لأمريكا ولا تهتم لمصالح شعوبها ولكن لمصالح الحكام الشخصية فكرة الإتحاد فكرة تجعل مننا كتلة قوية ولكن أظنها صعبة جدا فى وقتنا الحالى وتحتاج سنين لنجاحها أولاً يجب أن يكون هناك شعوب واعية وتعلم قدرها وقدر شركائها وتعرف مصالحها اظنها ليست بقريبة ولكنى أتمنها وحدة عربية
وشكراً على المقال العظيم

Dr. Eyad Harfoush said...

صديقي الغير معرف
صدقت في كون المسافة ما زالت بعيدة، لكن علينا أن نكتب اليوم كما كتب ميشيل عفلق في مطلع القرن العشرين عن القومية ثم جاء بعده بخمسين عاما من حولها لواقع

كان القصور في التجربة القومية أنها حدت من حماس الاثنيات العرقية غير العربية للوحدة، لدينا أكراد وبربر وتركمان وغيرهم
تحياتي وتقديري وشكري