سمع هس .. الرقص بدأ

طبعا كل الناشطين والمثقفين وحتى المتابعين للموقف من الجماهير كانوا منتظرين بداية رد الفعل الحكومي على تحركات الدكتور محمد البرادعي المكثفة خلال الكام يوم اللي فاتوا، ولقاءاته بالنخب السياسية وشباب الناشطين في الحركة الشعبية لترشيحه، وكل ده بعد الاستقبال غير المسبوق اللي أدهش الجميع في مطار القاهرة الدولي، فالحق يقال البوليس يوم الجمعة الماضي في المطار كان في غاية الاحترام للجماهير، كأنك في سويسرا، وبعدها البرادعي صرح تصريحات نارية في لقائه بعمرو أديب ثم منى الشاذلي، وبعدين لقاء مع 50 شخصية بارزة وتكوين الجمعية الوطنية من أجل التغيير، بعضوية الشخصيات دي، وكل ده والنظام متبع سياسة ضبط النفس، يادوب مكتفي بشوية مقالات وأعمدة مكررة المضمون في الجرايد الحكومية وشبه الحكومية، ودي يعني يادوب تقسيم ع الطبلة وتوريق ع الرق، لكن مافيش رقص سياسي من اللي ممكن فيه يدي لخصمه "وسط قانوني" يعمله إعاقة سياسية

على هامش التوريق والتقسيم زاد عدد المجموعات الداعمة لجمال مبارك ع الفيسبوك، طبعا ما هو مش كله معارضين وناس مشغولة بالبلد والكلام الفارغ ده، فيه ناس شايفة مصلحتها تمام، فعدد محبي جمال مبارك ومشجعية على صفحته الشخصية 2428 معجب متيم، وكمان فيه مجموعة معمولة لتأييد ترشيحه ومنضم ليها 1627 بني آدم، ومسميينها أنا عاوز جمال مبارك، بس ماحددوش عاوزينه ف إيه بالظبط، وتلاقي كمان مجموعة لطيفة طلعت اليومين اللي فاتوا لدعم إعادة ترشيح مبارك الأب، وفيها 425 بني آدم، ده غير شوية مجموعات عدد الواحدة فيها مايزيدش عن 200 عضو، وأساميهم تموت من الضحك، خد عندك يا سيدي: أصدقاء جمال مبارك، محبي جمال مبارك، عاوزين جمال مبارك، مؤيدي جمال مبارك، بنحب جمال مبارك، جمال مبارك للشباب، جمال مبارك رئيسا لمصر، وهكذا

النهاردة مساء خرجت علينا جريدة اليوم السابع بخبر طازة عن أول بلاغ للنائب العام ضد البرادعي، وهو البلاغ رقم 3457 لسنة 2010، واتقدم بيه السيد/ خالد عبد الفتاح، رئيس مؤسسة مواطنون ضد الغباء السياسى، آه والله فيه مؤسسة اسمها كده وليها رئيس كمان، (أول ما قريت اسمها فكرت أعمل مؤسسة مواطنون ضد التعريص اللي ماشي في البلد) وسيادته مقدم البلاغ بدعوى أن الدكتور البرادعي يثير الفتنة السياسية ويستخدم كراهية الحركات والقوى السياسية للحكومة، بما يؤثر على أمن وسلامة البلاد فى الفترة الحالية، يا سلام!! سبحان الله يا أخي، إيه بقى موضوع فتنة سياسية ده؟؟ هل فيه حاجة في الدنيا وبأي لغة من اللغات الحية أو الميتة اسمها فتنة سياسية؟ عن نفسي ماعرفش غير الصراع السياسي وده مشروع تماما في أي إطار ديمقراطي وبلا حدود، طالما فيه احترام للملكية العامة والمؤسسات، لكن يبدو إن الفتنة السياسية ده اسم الدلع الجديد بتاع المحروسة بلبلة، اللي الهوا الطاير بيثيرها دايما دي، وبكده بقى يبقى الرقص اللي على أصوله بدأ، أهو كده الكلام، علشان نحس بالهوية ونفتكر إننا في مصر العزيزة، خاصة إن الأخ خالد في بلاغه بيدعي علاقة بين البرادعي ومركز ابن خلدون، كتلميح لوجود علاقة مع الولايات المتحدة، وبين السطور ممكن تشم ريحة تجهيز قضية اتصال بدولة أجنبية، تهمة سهل تلفيقها وحبكها زي اللي لفقت قبل كده للدكتور سعد الدين ابراهيم لما دخل في قصة حقوق الإنسان والكلام في الاقتصاد والفساد وخلافه .. وللحديث بقية