بين النوم و اليقظة، كما بين الموت و الحياة، يصل الإنسان لذروة تجرده العقلي، حيث يتجرد من الجسد بآلامه و آماله، فيتهيأ لرؤية النور الذي تتخلل خيوطه نسيج الكون المادي، و على ضوء هذه الخيوط النورانية، تتفتح للعقل البشري كثير من الحقائق كتفتح الزهور، و نفس الحالة يمر بها من يشفى بعد ألم مبرح، فعندما يهدأ الألم، يتلاشى شعور الإنسان بجسده المادي تماماً، و يتحول إلى عقل محض طهره الألم من شوائب الزيف
في مثل هذه اللحظات، تلمع بالرأس كلمات، عادة ما تكون كلمات ليست كالكلمات، و هنا أكتب بعضا من زهور لحظات النشوة بعد مبرح الآلام، لا أدعي أن بها حكمة، لكنني أدعي أن بها شيئا من تجربة، و شيئا من صدق، و أشياء من مراعاة مقتضى الحال
- أنت لا تقتل من تكره و لا تجدع أنف من تضيق به، فلماذا يجب أن تتزوج من تحب؟
- شعورك ملكك تماما مادام في قلبك، لكن تحوله لفعل مادي قد يؤدي إلى كارثة، فانظر أين تضع قدمك
- الحب طاقة للبناء، و الألم دافع للهدم ، فكيف لشعب أن يبني مجدا، لو كانت دوافع الهدم فيه أضعاف طاقة البناء؟
- ليس ما نشعر به أو نكتبه عن أوطاننا دليلا على وطنية، لو كانت المسافة بين الحس و القول ميلاً، فالمسافة بين القول و الفعل أميالا
- فتاة الأحلام كرأس ميدوسا، تهيم على وجهك باحثا عنه حتى تجده، و حين تنظر إلى عينيه، تفقد الحياة لفورك و تتحول إلى حجر
- تزوجت "ليلى" و جن "قيس"، تزوجت "جولييت" و تعذب "روميو"، أهي مازوشية الرجل مقابل واقعية المرأة؟ أم مثالية الرجل مقابل وصولية المرأة؟
- الحياة قداحة سجائر معتمة، لا ترى الغاز في مستودعها، و كل مرة تشعل فيها سيجارة، هناك احتمال ألا يتأجج اللهب، كذلك كل ليلة تنام فيها، هناك احتمال لا بأس به ألا تفتح عينيك في الصباح، فاستمتع بالسيجارة التي في يدك قدر جهدك، و احرص ألا تنفث دخانك بوجه الآخرين، عش حقك في الحياة، و اجعل حياتك في الحق فلا تجور على الناس و أنت تعلم
- ما العمر إلا ثلاث لحظات، لحظة صدق، أو لحظة حب، أو لحظة مجد، فكم لحظة بلغت من العمر؟
- العلوم و الآداب و الخبرات تورث، لكن الحكمة الناتجة عنها جميعا لا تورث، هذه هي مأساة البشر
- نأتي للحياة بلا حكمة، و عندما تكتمل لدينا حكمة الحياة، نرحل عنها، فكأن الحكمة و الحياة ضدان لا يجتمعان!
- الطريق للجنة هو طريقك لعملك أو لمن تحب، فبالعمل و الحب وحدهما تتحقق نجاة الإنسان
- طريق الجنة يبدأ من عقلك، و طريق الجحيم يبدأ من عيون الناس
- هل نلوم القلوب على تقلبها؟ أم نلوم النار التي تلفحها من كل جانب فتتقلب؟
- لطالما كان تراث الآباء و الأجداد ذريعة للكفر و العناد، القائلين بتقديس التراث البشري اليوم، هم من كانوا كفارا معاندين بالأمس، أما أبو الأنبياء فكان يقلب وجهه في السماء بحثا عن إجابات
- لا يأت من كلام الله عذاب لبشر، فوكلاء العذاب المعتمدون حصرياً هم الحمقى منا نحن البشر
- الحب كالإدمان، حتى تقلع عنه يتعين عليك أن تترك كل ما ارتبط به من عادات و ذكريات
- الوسطية في الحب غير ممكنة، إما جوع و إما تخمة، فوسطية الحب تجلب الجنون
- لقد جعلنا من لوحة الحب زينة لإطار الزواج، و مع الوقت نستغني عن اللوحة و نكتفي بالإطار فارغاً على حائط، فما أغبانا؟
2 comments:
يعنى نقول مبروك
ومبروك علينا برضه ، وإن شاء الله يلقى الكتاب ده الأهمية اللى يستحقها فعلا وربنا إن شاء الله يجعله سبب فى إصلاح المجتمع
أنا دلوقتى عرفت أنت كنت مختفى ليه؟؟
وهل الكتاب طلع فى المكتبات ولا لسه؟؟
--------
تحياتى لك
أخي العزيز و الشاعر الجميل آرابيك اي دي
أهلا وسهلا بك في أول تعليق على مدونة مناقشة الكتاب، الكتاب يبدأ توزيعه نهاية الأسبوع ان شاء الله، أرجو أن تشرفني في حفل التوقيع بمعرض الكتاب ان شاء الله تعالى
تحياتي و تقديري
Post a Comment