فاكرين مسرحية عفروتو بتاعة هنيدي في مشهد المزاد؟ لما هنيدي ينادي العفريت علشان يشيل حد بيزود السعر ويقوله: شيله يا واو؟ العبارة دي بقت لازمة عندي مؤخرا، كل ما ألاقي تعليق خارج عن حدود التهذيب والاختلاف الحضاري على صفحتي، أو هجوم على أحد الرموز كالزعيم جمال عبد الناصر أو سماحة السيد حسن نصر الله يخرج من حدود النقد لحدود التجريح، أمحو التعليق وأقول وأنا باضيف صاحبه لقائمة المحظورين "شيله يا واو"، ويوم بعد يوم تكل أكتاف واو بمن يحمل، جايز ده عور في إيماني بالليبرالية وحرية التعبير، أو نزعة إقصائية متأصلة، لن أجادل، لكن رد فعلي ده هو خطي الواقي من ارتفاع السكر وضغط الدم مع استفزاز تلك الكائنات الهلامية التي تعيش في زوايا وأركان الويب، وتخرج علينا برؤوسها الرخوة كل حين، فتقلب أمعاءنا وشفاهنا امتعاضا بكلمات كالمخاط، واعذروني لو قسوت عليهم بالكلمات قليلا، فكما قال الأستاذ محمد إمام في تعليق له مستلهما كلمات إمام المتقين: لقد مللناهم وملونا
كائنات المخاط والهلام والكائنات الرخوة دي مش شكل واحد، ولكن أشكال وأنماط كتير
- ملاك الحقيقة المطلقة، هكذا سماهم الدكتور مراد وهبة، وهم من أكتر أنواع الهلام الالكتروني شيوعا، الواحد فيهم مسطح الفكر والعقل لا يكاد يفقه قولا، ثم تلاقيه معتز بجهله، يسوق الآيات الكريمة من القرآن في غير موضعها، ويردد أحاديث شريفة في غير مضمارها، وإذا جيت تنبهه يشمخ بأنفه زي هاني سلامة في فيلم المصير وهو بيقول لابن رشد "أنا باقول كلام ربنا" فلا يكون منك إلا أن تجيبه كما أجاب ابن رشد: وأنا باقول كلام الجن يا ابني؟ وبعدين إنت بتقول كلام ربنا؟ فهمت إيه علشان تفهم كلام ربنا؟ تعرف إيه في الطب؟ في الفلك؟ في العلوم؟ في الرياضيات؟ في التاريخ؟ في الفلسفة؟ تفهم إيه في أي حاجة من دي علشان تقدر تفهم كلام ربنا؟
- ناشطو التمديد والتأبيد هم ثاني أنماط الهلام، ممن يدعون أنهم يمارسون حرية التعبير بتأييدهم للنظام، ونومهم كالكلب عند جزمة النظام، ولعقهم صباح مساء خصية النظام، كلما قرأت عبارة لأحدهم أفتكر أني كنت باخد على الكاتبة الصحفية نوارة نجم الإفراط في السباب في مدونتها، لأني يوم بعد يوم أصبحت أميل لاستخدام مفرداتها معهم
- سدنة هياكل الوهم ممن يعيشون في حدوتة ساذجة مضمونها أن العالم كله صار همه الوحيد أن يتآمر علينا، فقوم عاد بنوا الأهرام بس هيئة الآثار مخبيين، والأثريون اكتشفوا إن كليوباترا اسمها وفاء بس مكتمين، وكل غير المسلمين هم في الحقيقة مسلمين ومقتنعين بس بيشتغلوا نفسهم، والحكومة طلعت إشاعة أنفلونزا الطيور علشان ندبح الفراخ البلدي ويبيعولنا فراخ مستوردة، وصدام حسين حي يرزق في العراق والبديل هو من شنقوه على العيد، وكل اللي مضايقهم في مطارات قاعدة العديد الامريكية في قطر إنها على شكل صليب، وحزب الله رأس حربة لدولة الفرس الجديدة، وهذا النمط تشفق عليه أكثر مما يستفزك، فلو أجبته تجيب بكلام فحواه .. الحمد لله الذي عافانا
- مروجو الأفيون الفكري ممن يرددون الأساطير المؤسسة للوعي التاريخي والسياسي في مصر، بتوع أسطورة رمي الذهب المصري من الطيارات في حرب اليمن، وحدوتة سفينة البترول اللي الشاه قال لها لف وارجع تاني لنجدة مصر، وشهداء 1967 اللي عددهم بعشرات الآلاف، وديمقراطية الوفد فوق الفظيعة في الأربعينات، بأمارة النحاس قادما فوق دبابات الإنجليز للوزارة وتقبيل يد الملك المحتفظ بصلاحية حل الحكومة والبرلمان وقتما يريد، وأسطورة الطيارة الامريكية أم قنبلة ذرية اللي كانت بتخمس فوق القاهرة علشان تفرقعها بوم لو مقبلناش وقف إطلاق النار بصفقة المغبون، وهلوسة بريطانيا المدينة لمصر (الحقيقة إنها كانت مبلطجة على مصر في سداد قيمة شحنات قطن بسبب بند مبهم في اتفاقية 1936 فيما يخص المعاملات المالية في زمن الحرب مع الحليفة بريطانيا) ومن ده كتير من هنا لبعد بكرة
- القواعد من الرجال ممن تؤلمهم وتحز في قلوبهم السيرة العطرة للرجال الرجال مثل الشهيد عماد مغنية، والسيد أبي هادي، وزعماء بحجم عبد الناصر وشكري القوتلي وهواري بومدين وغيرهم من النخل السامق في تاريخنا، لا يستحي أحدهم من مقارنة همة وعزيمة وجسارة الواحد من هؤلاء بتخاذله وهوانه، ولا أسميهم بالقواعد لأنهم قاعدون عن النضال ضد العدو الاستراتيجي لهذه الأمة فحسب، فهذه خيبة نشترك معهم فيها، ولكن نسميهم بالقواعد لانقطاع فيض النخوة من عروقهم وغياب صورتها عن عيونهم فلا يرونها في وجوه المناضلين ولا يستحون