10.6.10

البرادعي مغرورا

ملحوظة: أي تحفظات أكتبها على الدكتور البرادعي وفصيله لا تعني إطلاقا أني لا أراه أفضل من النظام الحالي أو الوريث المرتقب ألف ألف مرة، لذا لزم التنويه


الدكتور البرادعي يقول: أنا مثل مارتن لوثر كنج والمهاتما غاندي (الشروق الجديد) وهو قول مستنكر بذاته حتى لو كان مضمونه صادقا، وليس بصادق، فلو كانت الثقة بالنفس صفة محمودة وضرورية للقائد، فتضخم الذات والاستعلاء يفقدان القائد مصداقيته، فلماذا نقول أن مضمون عبارة البرادعي غير صحيح؟ ببساطة لأن البون بينه وبين هذين الرجلين تحديدا، ودعونا نرصد الفارق والشتان بينه من ناحية وبين رائدي التغيير والتحرير من ناحية مضادة
  • عرف غاندي بتواضعه الجم، وبلا حدود، فقد كان بين الناس كواحد منهم، ومثله كان لوثر كنج، بينما قول الدكتور بحد ذاته يعكس تضخم ذات وغرور ألهبه المبهورون من فصيل حملة الترشيح
  • قدم غاندي للهند حريتها، وأهداها حياته في ختام كفاحه عن طيب نفس وبيد متطرف هندوسي استغل قربه من الناس دون حواجز، كذلك قدم لوثر كنج الحقوق المدنية للأمريكيين السود والملونين، وافتدى قضيته بدمه على يد متطرف يميني عنصري، فماذا قدم البرادعي حتى الآن لقضية التغيير غير الكلمات؟
  • كان غاندي يبدأ الصوم قبل أشياعه حينا ويصوم منفردا دونهم أحيانا فيجتمع الناس أمام بيته بمئات الألوف ويجتمع مجلس العموم لدراسة طلباته، وكان لوثر كنج على قمة مسيرته وتظاهراته من أجل الحقوق المدنية للمواطنين السود، لا يتغيب عن واحدة، أما الدكتور البرادعي فيريد قيادة التغيير من حديقة بيته حينا ومن خارج مصر أحيانا
  • كان منهج المقاومة السلمية (ساتيا جراها) واضحا في ذهن غاندي بكل تفاصيله دوما، يحدث به الناس ويغرسه في نفوسهم، وكذلك كانت خارطة الطريق واضحة عند لوثر كنج، أما الدكتور فيرى كما قال في حواره المصور أنه يحتاج للخبراء في كل مجال حتى يكون هناك برنامج، وهو قول حق يوضع في غير موضعه، فالمطلوب منه هو المنهج العام والخطوط العريضة وليس مشروعا تنفيذيا ولا جدولا زمنيا تفصيليا، كذلك وجود الخبراء في كل مجال تحت إمرته معناه الوصول للسلطة قبل وضوح الرؤية وإعلانها، وهذا وضع للعربة أمام الحصان
  • غاندي بدأ بنفسه وسار على الحسك والشوك فاتبعته الهند كلها، وكذلك فعل لوثر كنج، لم يضع أحدهما الجماهير موضع الاختبار بقوله: سنغير لو كنتم شاطرين، لو معملتوش كذا وكذا مش هاقدر أغير وهسيبكم وأمشي، فالقادة لا تختبر الجماهير ولكن تلهمها
  • فارق الكاريزما الشاسع، والمؤسس على إيمان القائد حين تلمع به عيناه ويحتشد به صوته، ويلتهب به دماه، فينعكس كل هذا على حماس سامعيه واحتشادهم خلف قضيته، هاك الخطاب الأخير للعظيم مارتن لوثر كنج، وكلكم سمع البرادعي غير مرة، والقطنة مابتكدبش

    2 comments:

    Anonymous said...

    العملية السياسية فى مصر ليست للعمل على مصالح البلاد والعباد وتنمية المجتمع زراعيا واقتصاديا وصناعيا وتجاريا لا
    أصبحت السياسة فى مصر بزنس وبالفلاحى سبوبة اكل عيش للى يدخل فيها علشان تدخله فلوس او منصب او شو اعلامى او مصالح شخصية له وقد تكون جماعية لعائلته
    أريد أن يذكر لى أحد رجل سياسى حالى فى مصر موجود من أجل مصلحة مصر أو حزب سياسى من أجل مصلحة مصر
    يا عزيزى كلهم لصوص مع الأعتذار للفنان محمود عبد العزيز
    مصر ستبقى وتكون بأبنائها الطامحين لمستقبل مبهر لمصر ولشعب مصر
    نسأل الله ان يكشف الغمة ويولى من يصلح

    Dr. Eyad Harfoush said...

    عزيزي الغير معرف
    أوافقك تماما، لا فض فوك، فالله أعلم بالضمائر لكننا نحلل الشواهد وهي كما قلت أنت، شواهد على مرتزقة وباحثين عن الذات لا منكرين للذات
    تحياتي وتقديري وشكري