20.3.08

المرأة في الإسلام من تاني-02


نواصل ما بدأناه في الإصدار السابق من هذه السلسلة ، للإدلاء بإجاباتنا حول القضايا التي أثارتها المدونة "قطرة المحيط" على مدونتها حول المرأة في الإسلام ، فبرغم أن صاحبة الأسئلة لم تشترك في الحوار ، إلا أن من اشتركوا و علقوا فيهم كل الخير و البركة، و أبدأ فأؤكد للمرة الألف ، ان ما أكتبه هنا، هو الاسلام كما أراه، و لا أدعي لنفسي ولاية و لا فضيلة ، و لست أدعي أنني داعية ، كأفنديات الفضائيات ، لكنني رجل مسلم ، عقلاني جدا، يقرأ في دينه كما في كل المعارف الانسانية قدر جهده و طاقته، فرأيي صواب يحتمل الخطأ ، و رأي غيري خطأ يحتمل الصواب ، و أدعي أنه على هذا المبدأ سار رواد الاسلام الأوائل ، قبل أن نبتلى بـ "ملاك الحقيقة المطلقة" و هو التعبير الذي أعشقه للكبير الجليل الدكتور مراد وهبة ، و كالمقال الأول ، نكتب السؤال التي طرحته الأستاذة "فطرة المحيط" أولا ، ثم نجتهد في التفكير حول موضوعه معا
ليه العلاقة الزوجية فى الاسلام كأنها من طرف واحد ؟؟؟ ليه الزوج ميستأذنش زوجته لما يصوم؟؟ اشمعنى لو المرأة دعت زوجها للفراش ورفض يبقى عادى الملائكة مش هتلعنه ولا هيحصله اى حاجة؟

المشكلة الجنسية الشرق-عربية
أتفق معك أن هذا هو الانطباع السائد في الشرق العربي كله ، و ليس فقط بين المسلمين فيه ، فلو تأملت مفردات اللغة العربية المعبرة عن العلاقة الجنسية ، تجدين صيغة اسم الفاعل تعطى للرجل في فعل الجنس ، و صيغة اسم المفعول للمرأة ، و هكذا كانت من قبل ظهور الإسلام ، و حسب علمي فهي بالمثل في اللغة العبرية ، في اللغات السامية بشكل عام، ذلك أن المجتمعات السامية كانت في مجملها مجتمعات رعوية ذكورية ، ينظر فيها للمرأة على انها فرد مستهلك و غير منتج في المجتمع ، فمجتمع الرعي مهامة الاقتصادية لا تناسب المرأة بهذا الوقت، كالحروب على العشب و الماء ، و رعي الضأن و الجمال فرادى في الصحراء، فتكونت النظرة للمرأة كمتاع يملكه الأب ثم يسلمه للزوج ، و لو نظرت لنفس الفعل الجنسي في اللغات اللاتينية و الأنجلو-جيرمانية لوجدت صيغة الفاعل للرجل و المرأة معا ، و هي بهذا أدق تعبيرا عن فعل الجنس الطبيعي (لو استبعدنا الشذوذ السادي و المازوشيستي) لأنه فعل حواري يتم بين فاعلين و ليس به فاعل و مفعول به ، فاذن هي عادة و مفهوم عربي، و يكون السؤال هل أقر الاسلام ذلك؟ و الجواب عندي هو لا ، و ان كان عند بعض المشايخ ممن لا أرى رأيهم يجاب بنعم، فقد سأل الشيخ "يوسف القرضاوي" هذا السؤال، فتطوع بالاجابة بالايجاب، مبررا اجابته بما ادعى انه حقيقة علمية قائلا "فالمعروف علميا ان هذا الموضوع يطلبه الرجل و يرغبه أكثر من المرأة" و لست بحاجة أن أقول أن علم النفس الجنسي بريء من هذه الفتوى العلمية تماما ، فالعلم قد استقر على ان الرغبة متوازنة لدى كل من الرجل و المرأة، و الفروق فيها فروق فردية بين الرجال و النساء، و مع احترامي للقرضاوي فكلامه لا يثبت حتى مع حقائق الدين ، فضلا عن تهافته علميا، و لو فكر الشيخ و تدبر ، لوجد ان رسول الله قال لعثمان بن مظعون حين بلغه أنه يصوم النهار و يقوم الليل " أترغب عن سنتي؟" فقال عثمان: لا والله ولكن سنتك أريد ، فقال الرسول "فإني أنام وأصلي وأصوم وأفطر وأنكح النساء فاتق الله يا عثمان فإن لأهلك عليك حقا وإن لضيفك عليك حقا وإن لنفسك عليك حقا فصم وافطر وصل ونم" فهكذا أمر الرسول صحابته بمراعاة حق الزوجة في زوجها جنسيا ، ثم لننظر للفاروق عمر بن الخطاب يسأل ابنته حفصة "كم تطيق المرأة فراق زوجها" فتجيبه مجتهدة بأنها مدة أربعة أشهر ، فيصدر عمر أمرا بألا يغيب جندي عن المدينة أكثر من أربعة أشهر إلا لضرورة عسكرية قصوى، و كذلك نرى من المصطفى صلى الله عليه و سلم قوله " إذا أراد أحدكم أن يأتي زوجته، فلا يعجّلها، فان للنساء حوائج" و فيه نصح للرجال بتجنب سرعة انهاء اللقاء الحميم ، و التي هي من أكبر المشكلات الزوجية حتى اليوم و يمكن اجتنابها بالتدريب الذاتي ، فليس رسول الله ممن يجهل فطرة النساء و ان كان بعض شيوخنا اليوم يجهلون، كذلك سأل الإمام علي ابن أبي طالب ، إمام المتقين، لماذا يختضب؟ فأجاب "ان التهية ممّا يزيد في عفّة النساء، ولقد تترك النساء العفّة بترك أزواجهن التهية (التهيؤ للقاء زوجته بالتجمل) ، أيسرك أن تراها على ما تراك عليه إذا كنت على غير تهية؟" و قد استند الإمام علي في قوله هذا على القاعدة القرآنية الخالدة "ولُهن مثلُ الذي عليهنّ بالمعروف" و هي قاعدة تجعل أي حق ذكر للرجل في زوجته قرآنيا من حق الزوجة على زوجها بالتبعية ، فلو كان من حقه أن يأتيها أنى شاء، فمن حقها هي أيضا ذلك و لا ريب ، و لو كان كم حق الرجل عرفاً أن تتزين زوجته و تتهيأ للقائه، فمن حق المرأة وجوبا أن يتزين لها و يحرص على أن يكون مرغوبا منها ، و هذا أمر من الفطرة كما هو من الدين

أما حديث الاستئذان قبل الصوم ، فكان السائل فيه رجلا، قال أن زوجته تصوم النوافل و هو لا يصبر عنها ، فأوصى الرسول المرأة بعدم الصوم بغير اذن زوجها في النوافل ، و لو كانت الحال معكوسة لكانت الاجابة نفسها، لأن الرسول أوصى أصحابه بحق الزوجة هذا حتى دون سؤال ، فمن واجب الرجل المسلم ايضا ألا يصوم بغير إذن زوجته قياسا ، و وفقا للقاعدة القرآنية آنفة الذكر و كذلك حديث النبي لابن مظعون، اما حديث لعن الملائكة للمرأة ، فلا يقصد به طبعا أن تكون المرأة مريضة أو غير مهيأة ثم يغصبها الزوج على اللقاء الحميم ، فهذا مجاف للفطرة ، لكنه حديث يعالج آفة اجتماعية محددة ، فكم من سيدة تستخدم سلاح الجنس للضغط على زوجها ، بالامتناع عنه حتى يلبي لها بعض المطالب؟ فهذا سلوك رخيص و لا يليق بزوجة ، فالزوجة هنا تتصرف تصرفا يليق فقط بالعاهرات، و لا يشمل هذا المرأة التي يغضبها زوجها أو يهينها أول النهار ثم يريد ممارسة الحب معها في آخره ، لأن هناك نهي صريح من النبي و توبيخ على مثل هذا السلوك في حديث سنورده لاحقاً
الرجل الناشــــــــز
سألت عزيزتنا عما يحدث للرجل الناشز الذي لا يعاشر زوجته معاشرة الأزواج في الإسلام؟ و تساءلت لو كان الرجل محاسبا كذلك على هذا الهجر كالعقاب المعنوي للمرأة بلعن الملائكة الذي حدث عنه الرسول؟ و جوابنا هو نعم ، الرجل الناشز المعرض عن زوجته لمدة تزيد عن أربعة أشهر ، يحق للزوجة أن تطلب التطليق منه فورا ، و يتم هذا التطليق مع الاحتفاظ بجميع حقوق المرأة ، فهذا مختلف عن الخلع الذي يتم في حالة رغبة المرأة في الطلاق دونما سبب ملموس عند زوجها ، فهذا رجل إما غير قادر على أداء واجباته أو عازف عن هذه الزوجة، و في هذه الحالة لها أن تبقى زوجة شكلية لو أرادت و لها أن تطلب فتطلق بعد تمام الأربعة أشهر من الهجر ، و نحن في مجتمعنا نستخدم تعبير المرأة الناشز و لا نستخدم تعبير الرجل الناشز ، و هذا من ضروب الظلم الجنسي في الشرق العربي ، و لا علاقة له بالدين ، لان وصف الرجل الناشز موجود و مستخدم فقهيا

ما هو فعلي و ما هو تصويري في القرآن و السنة
هل موضوع لعن الملائكة للمرأة الناشز في الحديث الشريف محمول على لفظه؟ فيعني ذلك تفرغ الملائكة للعن هذه المرأة؟ أم أنه صورة تعبيرية لغوية لبيان كبر الخطأ و الترغيب عنه؟ و تكريه المرأة أن تقع فيه؟ نحن لا ننفي قدرة الله جل و علا ، على جعل الملائكة تلعن من يشاء وجوبا لو أراد، فهو على كل شيء قدير ، لكننا من مطالعة اللغة القرآنية ، نجد العديد من الصور البلاغية ، التي يرسم فيها الوحي الالهي صورة كلية للتأثير في وجدان المتلقي ، كتلك الصورة الرائعة "ٱللَّهُ نُورُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ٱلْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ٱلزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لاَّ شَرْقِيَّةٍ وَلاَ غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيۤءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ يَهْدِي ٱللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَآءُ وَيَضْرِبُ ٱللَّهُ ٱلأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلَيِمٌ" فهي صورة بلاغية عرفنا أنها غير حقيقية لأنها أتت على شكل التشبيه الذي يصرح فيه بالمشبه و هو نور الله ، و المشبه به و هو باقي الآية و حرف التشبيه و هو الكاف ، لكن في العربية من الاستعارات التصريحية و المكنية ما لا تظهر فيه الصورة البلاغية بهذا الوضوح ، فعلينا دوما أن نكون واعين لمنطق التشبيه و التقريب في الآيات القرآنية و الأحاديث النبوية ، فليس كل ما يقال مأخوذ على حرفه فمن بؤس الفكر الوهابي أنهم قالوا بأن القرآن كله يفهم على حرفه، و ليس فيه مجاز ، و كان "عبد العزيز بن باز" و هو شيخ كفيف يتحدث حول هذا الموضوع يوماً، فاعترض عليه أستاذ من أساتذة جامعة الأزهر، حين كان الأزهر زاهرا بوجوه أساتذته الكبار ، و قال لابن الباز تعليقا أفحمه ، قائلا :على هذا فستبعث أنت يا شيخ عبد العزيز أعمى يوم القيامة ، لقول الله عز و جل "وَمَن كَانَ فِي هَـٰذِهِ أَعْمَىٰ فَهُوَ فِي ٱلآخِرَةِ أَعْمَىٰ وَأَضَلُّ سَبِيلاً" فارتج على بن باز و لم يملك له جوابا، فعلينا أن نذكر دوما امكانية المجاز لتعميق المعنى في القرآن ، لان المجاز من خصائص العربية التي نزل بها ، و كانت بلاغة البلغاء تقاس بعمق المجاز في انتاجهم الادبي نثرا أو شعرا و مدى قدرة هذا المجاز على ترسيخ المعنى المقصود

و مثال من أمثلة التباين بين التصوير و المعنى الحرفي، قول الله تبارك و تعالى "ٱلْحَمْدُ للَّهِ فَاطِرِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ جَاعِلِ ٱلْمَلاَئِكَةِ رُسُلاً أُوْلِيۤ أَجْنِحَةٍ مَّثْنَىٰ وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي ٱلْخَلْقِ مَا يَشَآءُ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" فقد حدثنا القرآن في مطلع سورة فاطر عن أجنحة للملائكة، و نحن نفهم من الآية أن الله زود ملائكته بآلية للانتقال المادي تقوم مقام الجناح الذي نعرفه نحن في الطيور من حيث المساعدة على الطيران ، و لكننا لو فهمناها على كونها أجنحة كأجنحة الطير لكنا في ضلال بعيد من وجهين ، أولهما أن أجنحة الطير يستقيم بها فعل الطير مثنى و رباع ، لكنه لا يستقيم بثلاث ، ثانيا و هو الأهم و الأوضح ، أن الأجنحة و هي آلية للطيران تعتمد على مقاومة الهواء و الاندفاع عكس اتجاه رفرفة الجناح ، تصلح داخل الغلاف الجوي فقط لا غير ، و لا تصلح خارجه في الفضاء الكوني ، لذلك يجب علينا فهم التصوير القرآني حتى يستقيم لنا فهم آيات الله

ليه فى الاسلام لما الزوج يعوز يسيب زوجته بس بيقولها "انتى طالق طالق طالق" بسبب او من غير سبب، ولما الزوجة تعوز تسيب زوجها تبهدل فى المحاكم؟
العصمة بالتراضي
عصمة الزواج ، بمعنى الحق في حل الزواج تلقائيا و من طرف واحد، و بدون الاحتكام لأحد ، هي للرجل ، و كان الأساس في هذا أساسا من العدل الاقتصادي ، فقد كانت سنة المجتمع المسلم الأولى في الزواج ، و عليها سارت عادات العرب ، و مازالت في كثير من البلاد العربية ، أن الرجل يدبر منزلا، و يؤسسه ، و يدفع للمرأة صداق من مال أو جواهر تحتفظ به و لا تنفق منه شيئاً، و ليس من حقه أن يمسه بعد هذا ، و يشتري للمرأة ما تحتاج من ملابس و أدوات و غيرها، فلم تكن المرأة أو أهلها ، و مازالوا بأكثر الدول العربية ، تتكلف أي مشقة اقتصادية ، و عليه ، فقد اعتمد الشارع الأعظم على وضع العصمة بيد الرجل ، ما لم يتفق على غير هذا، حتى نتجنب ظهور محترفات زواج ، بشكل من أشكال النصب للاستيلاء على الصداق

لكن الأغلب من الفقهاء ، أجاز أن يوكل للمرأة شأن العصمة عند العقد ، او بعده بالاتفاق و التراضي، فاذا طلقت نفسها منه بكلمة أيضا صارت عليه حراما ، و ، و قال الشافعي عن سيدنا علي ابن أبي طالب أنه في هذه الحالة تكون الطلقة بائنة لا رجعة فيها ، و قال غيره من الفقهاء بل هي طلقة رجعية، يمكنهما المراجعة بعدها برضى كليهما، فالموضوع اذن من الممكن أن تشترطه المرأة لنفسها ، لو قبل الرجل ، و قد قال الامام مالك بجواز هذا الشرط من ضمن ما أجاز من شروط للزوجة أن تشترطها عند العقد ما لم تحل حراما
الخلع و الطلاق للضرر
أما الطلاق للضرر فهو طلاق للمرأة فيه أن تأخذ كل حقوقها الشرعية ، لأن زوجها لم يحترم قواعد المعاشرة بالمعروف ، فيحكم القاضي بطلاقها منه للضرر ، و لقد اعتبر بعض الفقهاء خصام الزوج لزوجته و عدم الحديث معها ضررا، فليس الضرر هو الضرب أو الايذاء البدني كما هو مشهور ، بل يشمل الهجر و الاهمال و الخصام و السب و الاهانة و غيرها ، ففي هذه الحالات ، يهدر الرجل حقه الزوجي على المرأة لما فعله بحقها ، أما المخالعة أو الخلع ، فهو مختلف في الشرع عنه في قانوننا ، فهو في القانون مثل الحل السريع لبعض السيدات اللاتي يحق لهن شرعا أن يطلقن للضرر، لكنهن يفضلن التنازل عن الحقوق المادية مقابل سرعة الخلاص من الوضع الزوجي المهين، أما شرعاً ، فالخلع مرجعيته الأساسية في واقعة زوجة "ثابت بن قيس" ، و التي اتت رسول الله فقالت "يا رسول الله، ثابت بن قيس ما أعتب عليه في خلق ولا دين ولكن لا أطيقه‏!‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏ ‏أتردين عليه حديقته‏ ‏‏؟‏ قالت‏:‏ نعم" فلأن السبب كان مرتبطا بتغير مشاعر المرأة ، فقد احترم الاسلام هذه المشاعر ، و حكم في هذه الحالة برد ما كان الرجل قد قدمه للمرأة صداقا، حتى لا يقع على الرجل ظلم ، و حتى لا يستغل هذا المدخل من بعض المحترفات كوسيلة نصب شرعية، و خلاصة القول ، ان الرجل لو أساء العشرة ، فللمرأة ان تطلق و لها حقوقها ، فان كرهت ان تعيش معه دون اساءة منه، فلها ان تطلق ايضا و لكن ترد له صداقه، و هو موضوع لا يتطلب غير جلسة استماع واحدة يتأكد فيها القاضي ان الزوجة كارهة له و غير راغبة ، و ينصحهما معا ، ثم يمهلهما أياما ، فلو لو يتراجعا بمستند يطلق الزوجة و يحكم عليها برد ما أخذت ، فهو امر لا يستغرق أسبوعين لو طبق بهذه السلاسة ، و موضوع البهدلة في المحاكم مشكلة نظام في مصر و عجز في الادارة و ليست مشكلة تشريعات
ليه فى عقاب إلهى واضح وحازم للزوجة لو اخلت بمبدأ طاعة الزوج ، ومفيش اى عقاب للراجل لو اخل بالمبدأ وبهدلها؟ ليه القران قال للزوج يعمل ايه لو زوجته مبتسمعش كلامه او ناشز "عظوهن واهجروهن فى المضاجع واضربوهن" !! وماقلش للزوجة تعمل ايه لو زوجها مفترى؟
يرجع انتشار هذا المفهوم ، لفهم كلمة "ناشز" على أنها من لا تطيع زوجها ، لكن النشوز لغة هو الارتفاع و التمايز بالعلو، و من هذا قوله تعالى في سورة المجادلة "وَإِذَا قِيلَ ٱنشُزُواْ فَانشُزُواْ يَرْفَعِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ وَٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ دَرَجَاتٍ" فقد اتت هنا بمعنى القيام من المجلس ، و ليس العصيان بالطبع ، لان النشز هو التل المرتفع من الأرض ، و منه أتت هذه التشبيهات البلاغية، فالآية تحدثنا عن أسلوب معاملة زوجة تتكبر على زوجها و تتأبى عليه ، و لا يفوتنا أن مجتمع الوحي كانت لا تزال به بذور قبلية و عرقية ، كما هو الحال لليوم في الجزيرة العربية ، فتتكبر المرأة بقوة و منعة اهلها على زوجها و قد تعيره بان قبيلته أقل من قبيلتها و هكذا ، و قد يقترن بهذا الاستعلاء ، أن ترى الزوجة نفسها كثيرة على زوجها ، و هو ما يخشى منه ان يؤدي إلى خيانة زوجية ، لذلك جاءت الاشارة الى حفظ الغيب قبلها في نص الآية الكريمة "فَٱلصَّٰلِحَٰتُ قَٰنِتَٰتٌ حَٰفِظَٰتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ ٱللَّهُ وَٱلَّٰتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَٱهْجُرُوهُنَّ فِي ٱلْمَضَاجِعِ وَٱضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً" و لفظة " أطعنكم" في الآية تشير للطاعة في تغيير الأسلوب المتكبر، على أن استخدام الضرب قد انتفى اليوم كطريقة لمواجهة النشوز و ذلك لأنه يخالف المفهوم القرآني العام و هو مفهوم "المعروف" المتجدد و العظيم، و الذي علينا أن نتوقف عنده وقفة تليق بأهميته في ديننا
المعروف و المنكر ، من كنوز الدين الخاتم
المعروف لغة هو ما تعارف الناس على حسنه ، و فقها هو ما تعارف الناس على حسنه ما لم يحل حراما ، و في بعض المعاملات ، لم يامرنا الله بالتزام الحلال و اجتناب الحرام فقط ، لكنه تعالى أمرنا باتباع المعروف ، و ذلك لأنه متجدد عبر الزمان و المكان ، و من هذه الحالات ، التي يجب فيها اتباع الأساليب و الأعراف المقبولة و المحمودة في المجتمع و الوقت الذي نعيشه ، ما لم تحل حراما، معاملة الزوجات و حقوقهن سواء في حالة الاستمرار في علاقة الزوجية او انهائها بالطلاق، و معاملة الوالدين و صحبتهما في الدنيا بالمعروف وفقا لدرجة تمدن كل مجتمع ، فطريقة الكلام التي يقبلها والد من ابنه في نجد مثلا ، قد تعتبر جافية و غير مهذبة بما يكفي في سوريا، و هكذا ، نجد أن الآية التي نصت على وسائل ترويض الزوجة المتعالية ، لو تعارض أحد ما جاء فيها من وسائل مع المفهوم الاسلامي العام باتباع المعروف ، يغلب المفهوم العام المتطور الذي وضعه الله كآلية تطوير تلقائي في دينه الخاتم

و كمفهوم المعروف يأتنا مفهوم المنكر، فهو ما تعارف الناس على انكاره و سوئه في مجتمع ما و زمن ما و ان منع حلالا ، فمثلا، لا نستطيع القول أن كسر إشارات المرور حرام، و سيحتاج المشايخ الفضائيون لساعات يتحدثون فيها عن تعريض النفس للتلف و ما الى ذلك ليحصلوا على "رفية" تحريم ، بينما الواضح البين ، ان كل كسر لقانون المرور الذي تعارفنا عليه هو فعل منكر ، و كل اتباع لهذا القانون هو معروف ، فيطلب من المسلم أن يلتزم المعروف و يحرص عليه و يجتنب المنكر ، و عليه ، فلو كان ضرب المرأة جائزا ، كحد أقصى ، في زمن الوحي ، و هي عقوبة لم تكن قاصرة على النساء ، بدليل درة عمر بن الخطاب الشهيرة التي كان يضرب بها من يرتكب المخالفات المدنية، فليس من الممكن أن نقول بأنه بقي مباحا للزوج حتى الآن ، و الا أفقدنا الدين آليات تطويره ، و من يقول بأنه ليس من حقنا أن نمنع ما لم يحرم من الله و رسوله، فليرجع لما روي عن عمر بن الخطاب في مسند الإمام أحمد ، فقد روى عن جابر أنه قال "متعتان كانتا على عهد النبي (ص)، فنهانا عنهما عمر رضي الله تعالى عنه فانتهينا" فمن حق السلطة الزمنية في المجتمع المسلم أن تحدد المنكر من خلال القانون ، و هذا ما لدينا اليوم ، فالقانون يحرم ضرب الزوجة ، فهو حرام
هل شجع الإسلام على ضرب الزوجة حقا؟
فارق كبير شاسع بين التشجيع و الإباحة المسببة، فقد أباح الاسلام الرق ، لكنه جعل العتق أعظم ما يتقرب به المرء الى الله ، و أباح الخمر حينا ثم حرمها تدرجا، فالتغييرات الاجتماعية المفاجئة هي فكرة فاشلة بصورة عامة ، و لكنه أبدا لم يشجع على ضرب الزوجة ، و انظر لهذه الأحاديث عن الرسول لتعلم كم بغض الرسول في الضرب و كره فيه ، فمن يقرأ في طبقات "بن سعد" يجد أن الرسول كان ينهى العربان الأجلاف عن ضرب النساء ، فجادلوه بأن ذلك يفسد النساء و أطالوا الجدل، فقال لهم مغاضباً " أضربوهن و لا يضرب إلا شراركم" و هذه القراءة للنص تنم عن رفض الرسول لفعل الضرب، و قوله أخيراً اضربوهن و لا يضرب الا شراركم ليس معناه سماح بالضرب، و لكن معناه أن يتخير المرء لنفسه موقع الأشرار لو اختار أن يقهر زوجته بالضرب، كذلك لدينا أدلة كثيرة على تجريم الرسول لفعل الضرب، و منها قوله على منبره الشريف "لقد طاف الليلة بآل محمد نساء كثير، كلهن تشكو زوجها من الضرب، وايم الله لا تجدون أولئك خياركم‏" فها هو نبينا يقولها صريحة بأن من يضرب زوجته ليس بالكريم من الرجال، و لا بالخير الذي ينتظر منه الخير و البر، و قال صلى الله عليه و سلم في هذا أيضاً حديثين شافيين وردا في صحيح البخاري و مسلم على الترتيب، و هما "يعمد أحدكم فيجلد امرآته جلد العبد، ولعله يضاجعها من آخر يومه‏ لا يستحي" و الحديث الثاني "إني لأكره أن أرى الرجل ثائرا فرائص رقبته قائما على مريئته يضربها‏" فلدينا هذه الصحاح الشافيات، المواكبة لسنة الرسول المشرفة، حيث روي عنه أنه صلى الله عليه و سلم لم يضرب زوجة من زوجاته قط، و متماشية مع روح القرآن، و ما زال قينا من يقول أن المرأة تضرب كضرب الجارية للتأديب، أليس هذا بمدعاة للعجب؟
لقد نص القرآن على الحد الأقصى للعقاب ، و قال بعض العلماء أنه خاص بالمرأة التي يظن بها الخيانة في الخفاء، و ذلك لتعرض الآيات قبلها للنقيض و هو القانتات حافظات الغيب ، ثم كره الرسول في الفعل ، ثم تغير العصر ، و لم يعد لا الرجال و لا النساء ، فيما يفترض، في عصرنا بحاجة للايذاء البدني كوسيلة للترويض و التهذيب ، ففيم النقاش؟ و فيم ملء الدنيا و شغل الناس بالضرب بالسواك و ما اليه من أعاليل؟ يطرحون السنة النبوية لو حرمتهم من ضرب النساء، و يتمسكون بالقرآن ، و في مواقع أخرى يتعللون باتباع السنة و لو خالفت صريح النص القرآني الغير قابل للتأويل، و كأنهم على حياتنا و حياتهم يتآمرون و لا يشعرون

ليه كل ايات القران يبقى المذكر الاول "ذكر او انثى/المؤمنين والمؤمنات" إلا فى ايه واحدة "الزانية والزانى" ؟

تقديم المذكر على المؤنث عندما يذكران معا هما من تقاليد البلاغة العربية التي نزل بها القرآن، فليست من قواعد اللغة النحوية التي لا يمكن كسرها ، لكنها بلاغة يحسن اتباعها، لذلك اتبعت أغلب الآيات القرآنية هذا النهج ، و اختلفت الآية الثانية من سورة النور "ٱلزَّانِيَةُ وَٱلزَّانِي فَٱجْلِدُواْ كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ" ثم جاءت بعدها الآية التالية مباشرة بالترتيب التقليدي ، المذكر ثم المؤنث في قوله تعالى "ٱلزَّانِي لاَ يَنكِحُ إِلاَّ زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَٱلزَّانِيَةُ لاَ يَنكِحُهَآ إِلاَّ زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذٰلِكَ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ" ، و نحن نرى ، و الله أعلم بما أراد ، انه بدأ مرة بالانثى و مرة بالذكر ، لنفهم من ذلك اشارة الى ان فعل الغواية و التمهيد للزنى قد يأتي من الرجل حينا و من المرأة حينا ، على عكس ما تقول الأدبيات التراثية من أن المرأة هي التي تقوم بالغواية ، فلو بدأت الآيتان المتتاليتان بالذكر لكان ذلك اشارة لتغليب دور الرجال ، و العكس صحيح ، و الله أعلم

13 comments:

Unknown said...

للاسف برضة مازلنا لا نستطيع التفرقة بين ما جاء بة الاسلام وبين ما احتفظ بة العرب من طبيعتهم البدويةالمشكلة ان الشيوخ مبيحولوش انهم يبينوا حقية الاسلام وازاى الاسلام كرم المراءة ورفعها عما كان يحدث لها وبها المشكلة فى راى المتواضع قائمة على الفهم الصحيح للدين وللمرة المليون تقبل الاخر وتفهمة وزى مقولت قبل كدة لو كل واحد فينا تقبل الاخر هنقدر نتعايش
اما عن مشكلة ذكر المراءة قبل الرجل ولا الرجل قبل المراءة فهل هتفرق معنا المهم انة ساوى بينهم فى الحكم يعنى الى مش بتصلى حسابها زى الى مش بيصلى اما عن اهانة المرءة الا يكفيكم قولة المصطفى النساء شقائق الرجال لا يكرمهمن الا كريم ولا يهبنهن الا لئيم
والحقيقة انا ليا راى فى موضوع حقوق المراء وما يثير تلك الزوبعة الان ولكن ان قلتة سوف اهاجم بشكل يشع فاحتفظ بة لنفسى

Anonymous said...

دكتور اياد

احييك علي سلسله موضوعاتك الجديده
دائما اتابع حواراتك في المدونات الأخري و يعجبني اسلوبك السلس و العقلاني في الحوار بعيدا عن التطرف في الأفكار
موضوعك يحتاج لقراءه عميقه لأنه متكامل و بيجمع الكثير من النقاط
اسمحلي اقرأه مره ثانيه و احييك علي اسلوبك الحواري
دمت بكل الحب

Anonymous said...

Mahmoud
Dear Dr Eyad,
i personally find your research to respond to such allegations nothing short of heroism.
the interesting thing about those who are making islam the root of all problems is totally strange to me..! as if in this case women had all the rights before islam and islam took it away, in fact when Islam compared to what was before it you come to the conclusion that islam is not that bad after all.
and here is some verses from the bible for example.

3:16 Woman cursed: maternity a sin, marriage a bondage
19:1-8 Rape virgins instead of male angels
Exodus 20:17 Insulting Tenth Commandment, considering a wife to be property
21:7-11 Unfair rules for female servants, may be sex slaves

38:8 Women may not enter tabernacle they must support

Leviticus 12:1-14 Women who have sons are unclean 7 days
12:4-7 Women who have daughters are unclean 14 days

19:20-22 If master has sex with engaged woman, she shall be scourged

Corinthians 11:3-15 Man is head of woman; only man in God's image
14:34-35 Women keep in silence, learn only from husbands

Ephesians 5:22-33 "Wives, submit . . ."
Colossians 3:18 More "wives submit"

Timothy 2:9 Women adorn selves in shamefacedness
2:11-14 Women learn in silence in all subjection; Eve was sinful, Adam blameless
add to that a women in the bible was created to be a man helper(7'adama)
and yet we dont see these feminist talking about that, they are just riding the wave of attacking Islam.
women rights are violated much more in many other cultures and religions, singling Islam out is suspecious to me and the purpose of it is not exactly what it may seem.
some will say i'm a muslim and that's all i know..?!!
really?!!
that's not a good answer, if you care about anybody's rights it must be in general, other wise there is an agenda that is not very highly moral in my views.
thanks Eyad, and my very best to you.

G.Gar said...

Beautiful post! God bless

رُوحْ said...

السلام عليكم

هناك فرق شاسع بين ما ترسخ في الذهنية العربية من عادات بالية تسيء للمرأة و بين ما جاء به الإسلام من كرامة للمرأة وحفظ لها
أطيب المنى

Dr. Eyad Harfoush said...

عزيزتي أيوية
من ذا يستطيع أن يهاجمك في مدونتي؟ قولي ما شئت في نطاق احترام الاخر و انا كفيل الا يخرج أحد عن حدود احترام الاخر في مناقشتك، بالطبع يمكن ان يختلف معك الكثير او القليل، قد اختلف انا ، لكنه خلاف لا يقلل من الاحترام

دوما اقول يا عزيزتي ، من الممكن ان يكون بيننا المتطرف دينيا و المتطرف لا-دينيا و ما بينهما من اطياف لا نهاية لها، من الممكن ان نكون يسار او يمين ، ان نكون متعددين بلا نهاية ، و سنكون متحضرين فقط حين نتناقش فلا ترتفع الاصوات و لا نتبادل السباب و لا الاتهامات

تحياتي و تقديري

Dr. Eyad Harfoush said...

عزيزتي أجندا حمرا

شكرا لتعليقك و تشجيعك ، سيسعدني ان نتحاور و اعرف رأيك و اختلافك او اتفاقك مع اي مما جاء بالسلسلة حين تقرأينها
تحياتي و تقديري

Dr. Eyad Harfoush said...

Dear Mahmoud,
Thank you for your encouraging comment, I am delighted and motivated after your great words.

It is the fanaticism dear that blinds them. When you read any thesis with a prejudgement, you get out of it only with what you want.

About the Old Testament, I want to highlight a point here, the Aramaic text that was the original one we do not have now, therefore, we can never get to the real meanings and what was meant with it. I am sure if we can get back to originals in Old Testament, we can find nothing too against women.

Thanks and best regards

Dr. Eyad Harfoush said...

Dear Amre,
Thank you for your kind visist and encouraging comment

Dr. Eyad Harfoush said...

عزيزتي أسرار أنثى

نعم ، لكن مأساتنا أن من يخلطون ليسوا غريبين و لا بعيدين عنا ، انهم بيننا نحن المسلمون ، بل و يدعون انهم وحدهم من يفهمون كلمة الله ، و اننا نحن المارقون الزنادقة لاننا نحاول ان نزيل الركام الذي الصقوه بدين الله ظلما و عدوانا من عند أنفسهم

و القضية ليست المراة فقط ، لكنه فهم كامل للدين

Dr. Eyad Harfoush said...

عزيزتي أسرار أنثى

نعم ، لكن مأساتنا أن من يخلطون ليسوا غريبين و لا بعيدين عنا ، انهم بيننا نحن المسلمون ، بل و يدعون انهم وحدهم من يفهمون كلمة الله ، و اننا نحن المارقون الزنادقة لاننا نحاول ان نزيل الركام الذي الصقوه بدين الله ظلما و عدوانا من عند أنفسهم

و القضية ليست المراة فقط ، لكنه فهم كامل للدين

Unknown said...

عزيزى الدكتور اياد
قبل مقول راى انا مع تعليم المراءة وعملها بكل كيانى وايمانى ولكن هل كل مشاكل المراءة وقفت عند لية ربنا ذكر الرجل قبلها ومين لة حق الطلاق هو ولا هية وانها تكون قاضى وانها تشهد زيها زى الرجل وليس شهادة اتنين امام شهادة رجل لا فية قضايا اهم شوفوا الست المطحونة الغلبانة هل يهمها كل الكلام دة هى بدور على لقمة العيش وترجع تطحن فى البيت وتربية الاولاد او ام وحيدة ارملة او مطلقة بدور على من يساعدها بوظيفة لو عايزين تشوفوا حقوق المراءة دوروا على الى يساعدها وفرولها مثلا حضانات لاطفالها باسعار بسيطة او شى يساعدها فى بيتها شوفوا الست المطحونة عايزة اية مش وانا اشفة فى كلامى مجموعة من السيدات الى مرفهين فى معيشتهم قاعدين يتكلموا فى مواضيع لو سالتوا اى واحدة ست فى الشارع هتقول انهم ستات فاضية اسفة لتعبيرى دة بس انا سمعتة فعلا من واحدة ست على طبيعتها فى المنى باص بتقول دول شوية ستات فاضيين وعندهم الشغالة والدادة والطباخ والعربيات يجوا يركبوا زينا المواصلات ويتهدوا فى شغل وبيت واطفال ونشوف هيفكروا فى القضاء ولا العصمة ولا اية ولا اية من الى بيقلوة
وبعيدن اعترف ان الرجال اتغيروا دلوقتى كتير عن فترات ماضية يعنى نوادر جدا الى مازالت بتعامل زوجاتها بشكل الى بيصورة ولو انى اشك انة كان بيحصل ايضا والى اعرفة من جداتنا ان فية رجالة كتير فى الوقت القديم كانوا بيعاملوا زوجاتهم على انهم هوانم يعنى الستات مش جاونوا جوارى ولا حاجة والدليل عدم وجود نسبة الطلاق الكبيرة زى دلوقتى وعارة الرد مسبقا ان الست كانت بتتحمل علشان ملها ماوى تانى او مورد مالى لا لانهم كانوا عارفين يعنى اية حياة زوجية ويعنى اية لكل واحد فى الاسرة دور مهم مش انا زى زيك يعنى لو زعقت ازعق
لا الحياة مش كدة ايوة احنا متساويين بس مش بالشكل الى السيدات بتتعامل بية مع ازوجها دلوقتى
انا بسال سوال واحد بس مين الى لة مصلحة انة يفجر قضايا ليس لها وقت ومجال الان طبعا هتتهمونى بانى من انصال نظرية المؤامرة
لكن انا متاكدة ان يد خفية تريد هدم مجتمعنا انا مش بكبر الموضوع هتلاقوا اليد دة مرة تتدخل باسم التفرقة الدينية ومرة تتدخل باسم الحريات ومرة تتدخل باسم حقوق المراءة
اسفة للتطويل

Dr. Eyad Harfoush said...

عزيزتي أيوية
لا اعتقد أن بالامر مؤامرة ، الناس الان أكثر انفتاحا على المعلومات ، فمن الطبيعي انهم يصلون للمشاكل بطريقة افضل ، و من الطبيعي ان نقف وقفة تصحيحية مع تراثنا ، الا تشعرين بالمهانة كآنسة لو سمعت أحد هذه المغالطات التي تقال على لسان النبي (ص) و التي يصدعونا بها صبح مساء؟

مشكلة الفقر و حلولها لا تغني عن مواجهة عللنا الفكرية، و لا العكس ، مشكلتنا ثالوث يقوي بعضه بعضا ، حفظناه و حفظنا
الفقر
الجهل
المرض

و ما نتحدث عنه هنا جزء من اعراض الجهل في بلادنا
تحياتي و تقديري