19.3.08

بذور الشك-03

هنا أجيب عن أسئلة طرحها علي الصديق "ديموزي" حول العديد من الطروح العقائدية ، فلو وصلنا من "قطرة المحيط" تصريح بإقامة الحوار قبل أن ننتهي من مقالنا هذا ، فسوف يسعدنا أن يمتد الحوار لتلك الشبهات التي طرحتها على مدونتها المميزة ، و الآن نبدأ الرد ، و أحب أن أوضح بداية أنني هنا لا أدعي أنني أمتك الحقيقة المطلقة ، و لا أدعي أنني أتكلم باسم الإسلام مدافعا عنه ، فإيماني أن العقائد لا تحتاج لدفاع ، إنها خيار شخصي بين الفرد و الله ، و لن يضر أي دين أن يخرج منه أي عدد و لن يفيد أي دين أن يدخله المليارات ، فالأصل في الأديان أنها أفكار و عقائد ، و هذه معاني مطلقة لا يمسها ضرر و لا نفع ، و لهذا أتعجب دوما من كلمات مثل "مؤامرة على الإسلام" أو "هجوم ضاري على المسيحية" ، هذا عندي كأن يقول شخص ما بوجود مؤامرة على النزاهة أو هجوم على الحب ، الأديان منظومة مباديء و أفكار، نفيد منها لو أحسنا فهمها و اعتناقها ، و نفيد الآخرين ، و نضار منها و نضر الآخرين لو أسأنا الفهم و الاعتناق

حول تاريخية المسيح
يقول السيد ديموزي أن التاريخ لا يشير إلى وجود حقيقي لشخصية المسيح ، لكن لدينا مصادر تاريخية متعددة تتحدث عن أحد الربيين اليهود الذي كان يقلب الغوغاء ضد النسر الروماني، وفق تعبير كاتب النص الروماني ، و حديث آخر عن الربي الذي يعالج الأمراض في الجليل ، و هكذا، فنحن لا نتوقع من معاصريه من الرومان أن يكتبوا عنه أنه نبي؟ أليس كذلك؟ و لهذا بصفة عامة يجب علينا الحرص في المطابقة البحثية للتاريخ الديني ، مراعين فارق الثقافات و اللغات الذي ساد منطقتنا التي أصبحت اليوم عربية ، فمثلا، العديد من كتب السيرة و الحديث تتحدث عن "كسرى الفرس" و عن "كسرى أنوشروان" و في هذا خلط كبير لأن كسرى لم يكن لقبا لملوك فارس في أي زمان و أي مكان ، فاللقب كان دائما "شاهنشاه" او ملك الملوك ، فهل نتعجل و نقول أن هذه الأحاديث غير صحيحة و تعارض التاريخ؟ لا ، بل نبحث أكثر لنجد أن تعاقب الملكين خسرو الأول و خسرو الثاني تسببا لعرب الجزيرة العربية المجاورة لفارس في الخلط ، معتقدين أن كسرو التي صحفوها لكسرى هو لقب ملك فارس على غرار قيصر لقب ملك البيزنطيون الشرقيون

الميثاق و الشهادة على الناس
ثم يسأل صديقنا ديموزي عن الآية الكريمة من سورة الأعراف "وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِيۤ ءَادَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَىٰ شَهِدْنَآ أَن تَقُولُواْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَـٰذَا غَافِلِينَ" و نحن نقدم له كل العذر فيما تساءل عنه ، فنرى أن الدفوع التي وردت في التفسيرات التراثية كلها دارت حول إستخراج كل بني آدم من ظهره و إشهاد الله لهم بأنه خالقهم ، و نشير هنا أول ما نشير إلى تفاوت الأحاديث التي رويت عن رسول الله في هذا الشأن تفاوتا كبيرا برغم أننا نفهم أيضاً انها جميعا قيلت بذات الموقف و حول ذات الآية ، ثم نشير إلى تفاوت ما تقوله هذه الأحاديث بأن الله مسح ظهر آدم فأخرج كل ذريته مع نص الآية الكريمة التي تقول و بكل وضوح "من بني آدم" و ليس من آدم ذاته ، و كذلك تستخدم مرتين "من" الدالة على التبعيض ، بينما تتحدث هذه التفسيرات عن جمع إعجازي لكل بني آدم من صلبه ؟ فما هو التفسير الذي نراه صحيحا إذاً؟

حتى نفهم هذه الآية حق فهمها ، ننظر في الآيات التي تشير إلى معنى قريب من معناها بكتاب الله ، و هي "وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً ثُمَّ لاَ يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ وَلاَ هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ" من سورة النحل ، و كذلك في ذات السورة نجد قوله تعالى "وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِمْ مِّنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيداً عَلَىٰ هَـٰؤُلآءِ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ ٱلْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ" ثم ننظر للآية الكريمة "وَإذْ أخَذْنا مِنَ النَّبِـيِّـينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإبْرَاهِيـمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَـمَ وأخَذْنا مِنْهُمْ ميثاقاً غَلـيظا" ، و من سورة القصص قوله تعالى " وَنَزَعْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً فَقُلْنَا هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ فَعَلِمُوۤاْ أَنَّ ٱلْحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ" و من مجمل الآيات الكريمات ، نفهم أن الحديث في الآية الكريمة هو عن الأنبياء و الصالحين من كل أمة في كل زمان ، الذين يسمعون كلمة الله وحيا من الأنبياء أو قراءة للوحي من الصالحين و العلماء، فيشهدوا لله بالربوبية ، و يعملون على نشر الإيمان و القيم الإنسانية السامية ، فيستجيب لهم من يستجيب و يعرض عنهم من يعرض، فبهذا يصبحون شهداء على المعرضين عن كلمة الحق ، حتى لا يدعي هؤلاء يوم البعث أنهم غفلوا عن حقيقة الربوبية لله و عن التزام منهج الحق و الخير و الجمال لإعمار الأرض ، و سبب اللبس في فهم الآية هو إستخدام الله تعالى لتعبير "من ظهورهم" و هو لتأكيد بشرية الرسل و انتمائهم للبشر ، و كذلك انتماء الصالحين و الشهداء للبشر للتدليل على امكانية الايمان و الالتزام بمنهج الله من قبل البشر ، و لهذا نراه تعالى في الآية التي فصل فيها أسماء بعضا من عباده من الأنبياء و الرسل أتى باسم عيسى عليه السلام مقترنا باسم السيدة العذراء لبيان استثناءه من قاعدة "من ظهورهم" ، فقاعدة الإشهاد على الناس في القرآن لا تتمثل في أن يشهد كل فرد على نفسه بالايمان بالله قبل الخليقة ، لأن هذا كما قلت أنت ليس بالعدل طالما سيولد و ليس هذا الموقف ماثلا بذهنه ، و لكن الاشهاد على الناس يكون من خلال الأنبياء و الصالحين من البشر ليثبتوا أنه في كل زمان و مكان كان الصلاح و العلم الحق بالله ممكنا و متاحا لمن اجتهد و سار على الدرب

و ندلل على فهمنا هذا للآية الكريمة من سياق الآيات السابقة و التالية لها، ففيها يخبرنا الله عن بني إسرائيل قائلا " وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوۤءَ ٱلْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ ٱلْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ * وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي ٱلأَرْضِ أُمَماً مِّنْهُمُ ٱلصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذٰلِكَ وَبَلَوْنَاهُمْ بِٱلْحَسَنَاتِ وَٱلسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ * فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُواْ ٱلْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَـٰذَا ٱلأَدْنَىٰ وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِن يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِّثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِّيثَاقُ ٱلْكِتَابِ أَن لاَّ يِقُولُواْ عَلَى ٱللَّهِ إِلاَّ ٱلْحَقَّ وَدَرَسُواْ مَا فِيهِ وَٱلدَّارُ ٱلآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ * وَٱلَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِٱلْكِتَابِ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلاَةَ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ ٱلْمُصْلِحِينَ * وَإِذ نَتَقْنَا ٱلْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوۤاْ أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُواْ مَآ ءَاتَيْنَٰكُم بِقُوَّةٍ وَٱذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِيۤ ءَادَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَىٰ شَهِدْنَآ أَن تَقُولُواْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَـٰذَا غَافِلِينَ * أَوْ تَقُولُوۤاْ إِنَّمَآ أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ ٱلْمُبْطِلُونَ" ففي هذا السياق القرآني ، يقول لنا الله ، أنه توعد بني إسرائيل بأن يقيض لهم في الدنيا من يضطهدهم جزاء عصيانهم المتكرر ، و ذلك لمن لم يتب منهم عن مبدأ العصيان و استحلال الدماء ، فمن تاب فان الله كما هو سريع العقاب فهو غفور رحيم ، ثم فرقهم الله في التيه في كل أصقاع الأرض ، و هي مرحلة الشتات في التاريخ اليهودي، و ينبهنا الله أن الكلام هنا ليس عاما على كل يهودي ، فمنهم صالحين و منهم طالحين، ثم تأتي منهم أجيال فمنها من يفضل الانطلاق في الحياة بلا وازع من خلق و دين برغم العلم الذي أنزله لهم الله ، و منهم من يلتزم بهذا العلم من أهل الكتاب ، و هؤلاء أجرهم على الله، ثم يحدثنا الله عن واقعة جبل الطور و حادثة زعزع الله فيها الجبل بكيفية اعجازية حتى ظنوا أنه منهار عليهم، ثم تأتي الآية التي رمنا فهمها لتذكرنا بأن الله يأخذ من بني آدم الأنبياء ليشهد كل أمة على نفسها من خلال واحد أو أكثر منها ، و هذا لكثرة الانبياء من اليهود ، حتى لا يدعي أحد بأنه كان غافلا عن حقيقة الألوهية و مبدأ الحق و الخير، و نرى أن كثير من الأنبياء كان من أب مشرك ، و هذه الحقيقة تنفي الاعتذار الذي قد يسوقه بعضهم بأنه ورث الشرك عن أبيه و أن هذا أمر لا حيلة له فيه، و نفس المعنى يأتي بقوله تعالى "وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِ وَيَكُونَ ٱلرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً * وَمَا جَعَلْنَا ٱلْقِبْلَةَ ٱلَّتِي كُنتَ عَلَيْهَآ إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ ٱلرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى ٱلَّذِينَ هَدَى ٱللَّهُ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ ٱللَّهَ بِٱلنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ" فالآية الكريمة تحدثنا عن المسلمين الذين أرادهم الله امة وسطية بعيدة عن كل تطرف و كل تعصب ، تأخذ من الأمور بأوسطها و أيسرها على الناس، لاثبات امكانية الوصول لهذه الدرجة من الرقي الانساني، و التي كان سابقنا إليها و من هدانا إليها نبينا صلى الله عليه و سلم، فهو شهيد علينا بأن البشر يمكن ان يصل إلى أعلى مراتب الرقي و التحضر في ظلال الايمان، و من أهم عناصر الايمان عدم التحجر على فهم معين ، و قد كان تحويل القبلة اختبار من الله للمسلمين ، ليظهر منهم من يفهم الاسلام كدين مضمون لا يؤثر فيه تحويل القبلة لانها ليست مقدسة في ذاتها و لكن بأمر الله، و من يفهم الاسلام كدين طقوس و نصوص و أحرف، فهذا تفسير تلك الآية الكريمة كما نفهمه و الله أعلم، و نعلم أن هذا التفسير لا يرضي الطرفين ، فلا يرضي منكر الآيات من اللا-دينيين و لا يرضي مقدسي التفاسير التراثية من المتأسلمين ، و لكن على الله قصد السبيل

حديث الجبر و الإختيار
هو حديث قديم بقدم علم الكلام في الإسلام ، و تعددت فيه الآراء و تشعبت، لكننا سنحاول الإيجاز فيه قدر الجهد ، مبينين أمر الآيات التي ساقها صديقنا "ديموزي" و منها قوله تعالى "فَمَن يُرِدِ ٱللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلَٰمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي ٱلسَّمَآءِ كَذٰلِكَ يَجْعَلُ ٱللَّهُ ٱلرِّجْسَ عَلَى ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ" فنحن نرى في موضوع الجبر و الاختيار الخلافي أن الانسان مختار تمام الاختيار ، و ان مشيئة الله هي التي قدرت للإنسان أن يكون عاقلا مختارا لا بهيميا مسيرا على غريزة ، فهو عز و جل قد شاء لنا المشيئة ، و ذلك ما نفهم من قوله تعالى "وَمَا تَشَآءُونَ إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً" من سورة الإنسان و مثلها في سورة التكوير، فالانسان مختار تماما ، و لكنه ليس اختيار أخذه عنوة ، تعالى الله عن هذا ، و لكنه اختيار أراده له الله و شاءه و يسره له ، و هي مشيئة جماعية و سببية ، بمعنى أن الرجل لا يشاء أن يولد يوم كذا من شهر كذا ، لكن والده و والدته يشاءان المعاشرة في ذات ليلة تسبق هذا الميلاد بعدة أشهر ، فيكون الميلاد نتاج هذه المشيئة السابقة للوالدين ، كذلك لا يختار الرجل أن يصاب بالسرطان ، لكنه يدخن مفرطا فيزيد من احتمالات الاصابة وفقا لتكوينه الجيني ، و هو لم يختر هذا التكوين لكن اختاره الوالدان مع خيار الزواج ، اما الاية التي أتى بها صديقنا بتحديد الله جعل الرجس على الذين لا يؤمنون ، فالانسان يختار طريقه أولا بارادته الممنوحة من الله ، فييسر الله له طريقه الذي اختاره ، فمن يختر طريق الخير يهيء الله له من الاحداث ما يعينه ، دون الاخلال بقاعدة الاختيار البشري، و من البشر من يتم طريق الهدى بهذا التيسير و منهم من يحيد عنه برغمه، و نفس الوضع يسري على المكذبين في الآية الثانية التي ساقها الصديق من سورة الأعراف ، فالله يترك الضالين في طريق الضلال الذي اختاروه ، فكأنه بهذا يستدرجهم لاتمام ضلالهم، و الله اعلم

7 comments:

Unknown said...

الحقيقة انا مستمتعة جدا بالنقاش دة

لانى بعتبر ان النقاش والتحاور العقلانى الهادى المدعم البعيد عن اى تعصب او مشاحنة من اهم المميزات الانسانية التى تثبت اننا بشر
وهو ايضا ما دعا الية الاسلام الم يقل لنبية الكريم لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك
وقال ايضا وجادلهم بالتى هى احسن

Anonymous said...

Hello. This post is likeable, and your blog is very interesting, congratulations :-). I will add in my blogroll =). If possible gives a last there on my blog, it is about the Servidor, I hope you enjoy. The address is http://servidor-brasil.blogspot.com. A hug.

Dr. Eyad Harfoush said...

عزيزتي أيوية
منورة المدونة دائما ان شاء الله ، نعم عزيزتي ، فقد خلق الله البشر جميعا ليتعارفوا ، يتعارفوا على فكر و ثقافة و حضارة و آراء بعضهم البعض ، بدون تشنج و بدون سباب ، فهذا أهون ما في الانسان ، بينما أسمى ما فيه الحوار الهاديء ، و صديقنا ديموزي يساعدنا عليه برقة أسلوبه هو الآخر في توجيه النقد للفكر الديني

Anonymous said...

الاخ اياد
اشكرك بداية لسعة صدرك ولتمتعك باخلاق كريمه ولا اجاملك هنا
سيدي الكريم ماسقته عن ان في التاريخ من كان يحرض على النسر الروماني جانب الصواب مع اعتذاري لك لان ماوصلنا عن يسوع هو انه قال اعط مالقيصير لقيصر وما لله لله ونعلم تماما ان الحاكم الروماني حاول الكثير لاقناع شيوخ اليهود بعدم صلبه هذا وهناك الكثير من التاريخ الذي يكتبه المنتصر دائما ويحق لنا التساؤل اذا كان الله اعطى يسوع قوة خارقه لاحياء الموتى فلماذا لم يتدخل لانقاذه ولاتقل لي شبه لهم فان هذه المقوله كانت منتشره لدى الغنوصيين وديانة ماني في سوريا القديمه حتى ان تكلم يسوع في المهد لم تعترف بها المسيحيه وكانت موجوده فقط في معجزات يسوع الطفل في انجيل الطفوله التي اعتبرته المسيحيه من الهرطقات

اما عن مسالة الخلق والشهود فالاسلام الغى كل الاديان واصبح الدين عند الله الاسلام
حسنا وارسل انبياء للبشر يحق لنا التساؤل ماذا عمن لم يصلهم انبياء ومجرد ان تشرح لاي شخص عن دينك ولم يتقبله فقد حق عليه العذاب ... اذا اين العداله هنا فهذا الشخص لم يستسغ تعاليم ديني ولو استساغ المسيحيه فلن يقبلها الله لان الله ارسل خاتم الانبياء وهنا تحضرني قصه حين نشر الرسوم في الدنمارك قلت لصديقة لي ستتفاعل مشكلة الرسوم عن محمد تفاعلا سلبيا في الوطن العربي فسالتني من هو محمد انها مسيحيه ولم تسمع بمحمد حسنا الا تعتبر كافره بمقياس ديننا هل يجب عليها البحث واتباع ديننا ومجرد شرحي لها عن الاسلام ولم تقبل به اعتبرت ضاله
هنا اتساءل مرة اخرى عن العداله
المسالة الاخرى انه موضوع جد معقد انا كنت متدينا اذا فان الله هداني للاسلام ولسبب ما اختار الله ان يضلني اذا فالضلال من عنده والهدايه منه فكيف وهو الذي اضلني يعاقبني
ماذنبي اذا اطلعت على الدين والتاريخ الديني ولم اقبل به فضللت فيعاقبني
اليس في اللوح المحفوظ لديه اني كنت مهتديا وساضل وتركني اضل ولم يمنع ذلك
مرة اخرى اتساءل عن العداله
تحياتي لك

Drop of the Ocean said...

سيدى اياد
من اروع الحاجات فى "مصر الجديدة" انها تخلينى اعرف ناس رائعة زى حضرتك :)
ويسعدنى جدا انى اسمع من حضرتك كل حاجة فى اى موضوع على العموم و ف موضوع شبهات ظلم المرأة فى الاسلام بالذات لو ده اللى تقصده
مفيش امتع من استشراف عقول ناس اصحاب فكر راقى زى حضرتك ، لكن اعذرنى لو كنت متابعة صامتة للحوار لأنى مقفولة شويتين اليومين دول

فرصة سعيدة ياافندم:))
كل تحياتى

Dr. Eyad Harfoush said...

الأخ ديموزي
سعة الصدر هي نتيجة طبيعية لسعة صدرك it takes two to tango
فلا فضل لي فيها ، أما تقليب المسيح على النسر الروماني ، فهذا ما لا يتعارض مع قوله عليه السلام "أعط ما لله لله و ما لقيصر لقيصر" فما قصده من قوله هو احترام السلطة الزمنية و عدم الخلط بينها و بين الخضوع الروحي لله، كأن نقول الآن أن دفع الضرائب لا تعارض فيه مع الزكاة، أما الثورة التي كانت المسيحية خليقة بتحقيقها على النسر الروماني ، فكانت الخروج باليهودية من عبادة النصوص إلى حياة المضمون، و عندما تخلق مواطنا ليس غارقا في حوارات الختان و الحجاب و تعدد الزوجات كما نحن غارقون اليوم ، فأنت تخلق مواطنا مشغولا بقضاياه الاساسية، و هذا يخيف أي سلطة زمنية ظالمة، ان يكون لديك مواطنا واعيا، و لهذا أمم قسطنطين المسيحية و احتواها تحت جناح النسر الروماني في رأينا

أما حديثك عمن لم تصلهم دعوة الحق في أي زمان و مكان ، فانت على كل الحق فيه ، و هذا يقودنا للحديث عمن هو الكافر ، و هذا تعريفي الذي أختلف فيه مع الكثيرين، الكفر لغة هو الاخفاء و التغطية ، فالكافر رجل عرف الحق ، و صدق به في نفسه ، ثم أنكره لغرض دنيوي بحت ، كحالة الوليد بن المغيرة ، فهو كافر بأنه كفر الحق الذي عرفه

أما من لم تبلغه دعوة التوحيد في كل زمان و مكان ، فهو يصنف من أهل الفطرة ، و هؤلاء يحاسبهم الله وفق الفطرة البشرية ، و الله أعلم ، و هي فطرة الحق و الخير و الجمال ، و هي موجودة داخل الانسان في شكل الأنا العليا التي تميل دوما بنا نحو الخير و تكبح جماح الأنا التي هي شديدة الذاتية بطبيعتها

تحياتي و تقديري

Dr. Eyad Harfoush said...

عزيزتنا قطرة المحيط
أهلا و سهلا بك في مدونتي المتواضعة ، و شكرا لك على كلماتك المشجعة ، و لكن صدقيني يا عزيزتي ، أنتم الرائعون ، كل من استغل ثورة المعلومات ليضيف لذاته من شبابنا هم الرائعون، كل من تعلم و وظف عقله ليعرف و يفهم و يأخذ موقفا من الحياة أيا كان هو شاب و شابة رائعين ، حقيقة أمنيتي أن تحققوا لمصر ما لم يحققه جيلنا في زمانكم

اما عن الشبهات حول المرأة ، فشكرا لسماحك لنا بالمحاورة ، و هذا ما أبدأه فورا باذن الله ، و سأستأذن صديقي "ديموزي" في تعطيل اجاباتي عليه لوقت قصير ، لان اجاباتي على ما طرحه من أسئلة ستستغرق الكثير من المقالات

تحياتي و تقديري