منذ سنوات بعيدة سمعت من الأستاذ خالد محيي الدين عبارة حكيمة قال فيها "مشكلة المثقفين في مصر إنهم مثاليين زيادة ومش مرنين بما يكفي، علشان كدة مش عارفين يحققوا الديمقراطية" تذكرت عبارته تلك الآن وأنا أستعد لتناول موضوع انتخابات مجلس الشعب واختلاط نداء المشاركة بنداء المقاطعة، مع احترامي لمصادر الندائين وثقتي في سلامة النوايا على الجانبين، حيث رأيت في الاستمرار في المناداة بالمقاطعة نوعا من المثالية الزائدة التي تتحدث عنها محيي الدين، ومخالفة لقواعد السياسة كفن للممكن تحقيقه وليس لما ينبغي تحقيقه
بين المقاطعة والمشاركة
أشهد شخصيا أن الناشطة الحقوقية والسياسية الأستاذة جميلة إسماعيل قامت باستطلاع رأي مصغر بين بعض المهتمين بالعمل العام من معارفها، (وكنت ضمن هذا البعض) حول اختيارات مقاطعة الانتخابات أو المشاركة فيها بترشحها لمقعد الفئات عن دائرة قصر النيل، حدث هذا بعد أن أعلن الوفد وقبله الإخوان وبعدهما التجمع المشاركة في الانتخابات البرلمانية الجارية، وأشهد أن رأيي كان المشاركة بدون تردد، فجدوى المقاطعة تكمن في كشف النظام وفساد العملية الديمقراطية أمام العالم، حين تحجم "كافة" القوى الوطنية الفاعلة عن المشاركة، فلا يخوض الانتخابات غير مرشحي الوطني والمستقلين، فتفسد الطبخة الديمقراطية وتزكم رائحتها أنوف الدنيا كلها، أما حين تقرر تلك القوى الوطنية - لأسباب لا نتفق معهم فيها - أن تشارك، فيصبح إحجام المستقلين من المعارضين والشرفاء بلا جدوى، بل تصبح المقاطعة مهدرة لفرصة وجود أصوات شريفة، تضمن على الأقل ألا يمر توريث السلطة مكللا بصمت الحملان
شارك .. أو قاطع مقاطعة إيجابية
في النهاية أحترم اختيار من يرى مقاطعة انتخابات غابت عنها ضمانات النزاهة، لكن المقاطعة السلبية هي ما فعلناه دائما في الماضي فلم نجن منها قليلا ولا كثيرا، اللهم إلا استفحال التزوير وظواهر أصوات الموتى وتوسيد البطاقات، فلماذا لا نكون أكثر إيجابية سواء شاركنا أو قاطعنا، فتكون خياراتك واحدة من ثلاث
بين المقاطعة والمشاركة
أشهد شخصيا أن الناشطة الحقوقية والسياسية الأستاذة جميلة إسماعيل قامت باستطلاع رأي مصغر بين بعض المهتمين بالعمل العام من معارفها، (وكنت ضمن هذا البعض) حول اختيارات مقاطعة الانتخابات أو المشاركة فيها بترشحها لمقعد الفئات عن دائرة قصر النيل، حدث هذا بعد أن أعلن الوفد وقبله الإخوان وبعدهما التجمع المشاركة في الانتخابات البرلمانية الجارية، وأشهد أن رأيي كان المشاركة بدون تردد، فجدوى المقاطعة تكمن في كشف النظام وفساد العملية الديمقراطية أمام العالم، حين تحجم "كافة" القوى الوطنية الفاعلة عن المشاركة، فلا يخوض الانتخابات غير مرشحي الوطني والمستقلين، فتفسد الطبخة الديمقراطية وتزكم رائحتها أنوف الدنيا كلها، أما حين تقرر تلك القوى الوطنية - لأسباب لا نتفق معهم فيها - أن تشارك، فيصبح إحجام المستقلين من المعارضين والشرفاء بلا جدوى، بل تصبح المقاطعة مهدرة لفرصة وجود أصوات شريفة، تضمن على الأقل ألا يمر توريث السلطة مكللا بصمت الحملان
شارك .. أو قاطع مقاطعة إيجابية
في النهاية أحترم اختيار من يرى مقاطعة انتخابات غابت عنها ضمانات النزاهة، لكن المقاطعة السلبية هي ما فعلناه دائما في الماضي فلم نجن منها قليلا ولا كثيرا، اللهم إلا استفحال التزوير وظواهر أصوات الموتى وتوسيد البطاقات، فلماذا لا نكون أكثر إيجابية سواء شاركنا أو قاطعنا، فتكون خياراتك واحدة من ثلاث
- المشاركة بانتخاب أحد الأصوات الشريفة أيا كانت التوجهات والمرجعيات
- أبطل صوتك .. فأحد وسائل الاحتجاج المعروفة على أي عملية انتخابية أن تبطل صوتك حتى لا تمكن مسودي البطاقات من استغلاله أولا، وحتى تسجل احتجاجك ومقاطعتك، ويبطل الصوت لو سجلت أي بيانات شخصية على بطاقة الترشيح أو اخترت أكثر من مرشح، بإبطال الصوت تحرم المزورين من استخدامه لصالحهم
- أعلن مقاطعتك بإعلان رقم قيدك في الجدول الانتخابي والحرف الأول من اسمك، وموقفك المقاطع للانتخابات، وتأكد من وصول تلك البيانات لأحد المعارضين المرشحين في الانتخابات، وحين يعرف المزيفون بموقفك المعلن لمقاطعتك ستسبب لهم ارتباكا شديدا في تزييف إرادتك، وتفتح بابا للمعارضين للطعن في نتيجة الانتخابات
كن فاعلا .. شارك ولو بالمقاطعة .. وابرأ إلى الله من صمت الخراف
No comments:
Post a Comment