19.10.08

نبض مصر-01

أسلحة الأدب و الفن الشعبي المصري في وجه الطغيان

السيرة الهلالية في ثوبها المصري

أعتقد أن أول ما جذبني طفلاً لعالم القراءة المسحور كان الأدب الشعبي المصري، من خلال شخصية بسيطة كانت مؤثرة جدا في شخصيتي، كان رحمه الله يحمل كل صفات الفلاح المصري الضاربة في القدم، عفة النفس، التحايل على العيش، الرضا بالقليل، الابتسام في وجه الحياة برغم مصاعبها، الأمانة و الوفاء و الاخلاص، حب الجمال في كل شيء، إنه عم "محروس مبروك السوداني" حارس العقار في طفولتي، فلاح مصري من قرية بلانكومة بمركز قلين في محافظة كفر الشيخ، كان سائقا في القوات المسلحة المصرية قبل تقاعده إثر حادث سبب له ألما مزمنا في ظهره، كان رحمه الله عاشقا للتراث الشعبي المصري، و قد جمع في عقله الفطري الكثير منه أثناء تجواله في ربوع مصر مع الجيش، حكى لي السيرة الهلالية، و أسطورة علي الزيبق المصري و أطراف من سيرة سيف بن ذي يزن و التي ينطقها الفلاحون في مصر "سيف اليزل" و غيرها الكثير، مازلت أتذكر ليالي الشتاء، حين كان يطيب لي بعد الانتهاء من واجباتي المدرسية أن أنزل لغرفته البسيطة و أجلس بجواره على الحصير المصري، أستدفأ بالحرارة المنبعثة من وابور الجاز خليفة الكانون المصري الضارب في القدم، و مازلت أسمع صوته و هو يقول في وصف أبي زيد الهلالي

" فارس أسمر غطيس زايد عن الناس، إذن رفع سيفه و قال يا حاس، تطير رؤوس الفوارس و الرؤوس تنداس"

و السيرة الهلالية بروايتها المصرية تختلف عن سيرة بني هلال في باقي الوطن العربي من مشرقه لمغربه، سواء في الحدث أو في لغتها الشعرية بالعامية المصرية، برغم وحدة شخوص الأبطال من أبو زيد الهلالي سلامة للزناتي خليفة ملك تونس و أبي سعدى، لخضرة الشريفة نسبا و فعلا، لدياب بن غانم، للجازية بنت السلطان حسن، لرزق الشجيع بن نايل أسد الهلايل، و ستجد دور المرأة فيها أكبر بكثير من دورها في السيرة التي تروى في الجزيرة العربية، فالمصري الذي كانت زوجته قرينته في العمل و البيت يختلف حضاريا عن البدوي الذي لم يكن يعتد الا بمن يحمل السيف و يحمي البيضة كما قال العرب قديما، فالسيرة الهلالية رمز لتواصل مصر مع محيطها الحضاري العربي و رمز لتفردها في هذا المحيط في آن واحد




علي الزيبق المصري

لماذا نكني في مصر من كان اسمه "حسن" بكنية اجبارية هي "أبو علي"؟ و من كان اسمه يوسف بأبي حجاج؟ و من كان اسمه ابراهيم بأبي خليل؟ الأخيرتان أمرهما سهل، فابراهيم يدعى بأبي خليل نسبة لابراهيم خليل الله، و يوسف يدعى بأبي حجاج نسبة للحجاج بن يوسف الثقفي الذي علم بجبروته علامة واضحة في ذهن المصريين برغم عدم وجود علاقة مباشرة، أو نسبة للحجاج بن يوسف الثاني ملك غرناطة، لكن الأول هو الأرجح، لعدم وجود علاقة بالثاني، فقد خلد الحجاج في الذاكرة المصرية تحت بند الطغاة مع "قرة قوش" الذي كان وزيرا لصلاح الدين الأيوبي، أما أبو علي فحديثه يطول لأن شهرته أقل، فنحن نقول حسن أبو علي نسبة لنفس الشخص الذي سرق المعزة في الغنوة الشعبية، و هو المقدم حسن راس الغول


في الثمانينات، عرض مسلسل اسمه "علي الزيبق" محورا من السيرة الشعبية المصرية، التي تحكي قصة بطولة من العصر المملوكي، و المسلسل كله كان جميلا، لكن أميز ما فيه كان أغاني البداية و النهاية، مع تتر البداية كانت الأغنية التالية تنبعث بصوت المجموعة


قصر السلطــــــان عالي البنيان
حجره فضــــة وحجره مرجـــان
وأراضـــــــــي بتاع الفين فدان
اسمها بستان
مليـان أجراس .. مليان حراس
بقلوب ملهاش شبــابيك وبيبـان
جــدران تولد بالليل جــــــــدران
وده كله واقـف على عـــــــمدان
أُمـال إزي يبقى السلطــــــــــان؟
***
قصـــــــــــر الوالي طبعا عالي
مليان حتى لو الكــــــــون خالى
بدهب و فيروز وكنوز في كنوز
وإن شبعت بطـــنه اليد تعـــــوز
وإن عــــازت يده السرقة تجوز
يضحك مية ضحكـــــــة طوالي
أمال ازاي يبقى الـــــــــــوالي؟
***
وبيوت الناس لا حيطان ولاساس
ولا ليها لون.. ولا ليها مقــــاس
و حيطانها طين
أصواتــــها أنين
وغنــــاها حزين
و في وسط الضلمة تهــــــل انت
ولا نعرف فين مين او امــــــتى؟
ترفع بنيان الغلبــــان
وتطاطي بنيان الـوالي
وترقص قصر السلطان
يا على يازيبق

و الحكاية الشعبية تحدثنا عن المقدم "حسن راس الغول" الذي كان مصريا محبا لشعبه و أهله و منحازا لهم ضد عصابة الطغيان الممثلة في الوالي، رمز السلطة في الخيال الشعبي، و المحتسب و هو رمز الفساد المالي فيه، فقد تمرد "حسن راس الغول" مقدم درك مصر، لأن أصله كان من طائفة العياق الشعبية، فتوات الشعب اللاعبين بالحراب و العيارين رماة الحجارة بالمقلاع، في عصر لم يكن المصري يحمل فيه السلاح إلا للهو أو رقص، و قد أزعج هذا التمرد الوالي و المحتسب فتعاونا مع "صلاح الكلبي" الطامح لمقدمية الدرك و دسوا السم لراس الغول في طعامه، ليتولى "الكلبي" مقدما لدرك مصر، أو وزيرا للداخلية بلغة اليوم، لتكتمل حلقة فساد السلطة و رأس المال بالسلطة التنفيذية المتواطئة معهما، تهرب "فاطمة الزهراء" زوجة راس الغول بابنها الرضيع "علي"، لتكون في حماية أبيها القاضي، و يشب "علي" و يصبح من الشطار، أصحاب الحيل و الألاعيب، ثم يعرف قصة والده و حقيقته فيبدأ في الانتقام، و من أهم موروثات الأدب الشعبي أن يتحلى البطل بالحيلة، و هو مبدأ ترسخ لطول الطغيان القاهر في مصر فلم يتخيل الناس التغلب عليه بغير الحيلة، و تدخل في إطار أعداؤه "دليلة المحتالة" و هي عايقة عراقية، تمتلك من الحيل ما لا يعرفه "علي" و متعاونة مع "الكلبي"، فيسافر الزيبق للعراق للقاء المقدم "أحمد الدنف" العايق العراقي الأكبر و المقدم "عمر العياري" العيار الشهير، و منهما يتعلم كيف يقاوم مكايد دليلة، و أغنية النهاية في مسلسل الزيبق لم تقل جمالا عن أغنية البداية، و كلماتها تقول

حكموكي ما حكموكي

برضه المصري مصري

و المملوك مملوكي

إوعي تباتي حزينة

يا حرة يا زينة

لو ربطوا إيدينا

بكرة نحرروكي

من السلطان و الوالي

و العهد المملوكي


الفن الشعبي المصري و الظلام الوهابي

دخل الإسلام مصر من أربعة عشر قرن تقريبا، فهل توقف عزف الناي يوما؟ هل اختفت الرسوم و الجداريات من حياة المصري يوما؟ الإجابة بالقطع هي لا كبيرة، فالناي حمل الشجن المصري قديما و حديثا، و الفن الشعبي المصري هو سليل نسب متصل من الفن الفرعوني و الفن القبطي، فمصر على خلاف غيرها لم تكتف في العصر الإسلامي بالنبات و الأشكال الهندسية، ظل المصري يدق بالوشم السبع على كف يده دون أن يعبأ لو كان أصل هذا الوشم رمز لمارمينا العجايبي، فمارمينا قديس مصري يقدره المصري بمصريته حتى لو أسلم، كذلك ظل المصري يدق على جانبي جبهته العصافير و لم يأبه لأصلها الوثني الأوزيري لأنه لم يعد يدقها إلا للزينة و احياء التراث المصري، و ظل يرسم صور الطير و الحيوان على بيته بالفريسكو بجوار صورة الكعبة و الجمل رمزا للحج، و لقد بقيت هذه العادة الشائعة في جداريات الريف المصري حتى ذهب أولاد الفلاحين لبلاد النفط مع السبعينات الظلامية، و عادوا ليقولوا لأهلهم المسلمون منذ قرون أنهم اكتشفوا أن هذه الجداريات معصية كبيرة، فكادت اليوم تنقرض، مع انقراض روقان الناي الذي أصبح اليوم غير مناسب لايقاع عصر السعار الاستهلاكي

14 comments:

Che Ahmad said...

يا لورعتك يا دكتور

ولكن اين لنا الان من يعلمنا سيرة الهلالي المصرية ولا علي الزيبق ولا غيره ولا غيره
معلوماتي عن ابطال السيرة الهلالية وانا بين زمايلي والمحيطين بيا الفتي اللذي لا يمل القراءة ولا تمله - معلمواتي تساوي مثلا 5% بس

إذا كنت وجدت في طفولتك اللى يعرفك عن السيرة الهلالية فللأسف احنا لأ

ياللا مش مهم اوعدك هقرا عنها واعرف اكتر فى الفترة الجاية

اخر المقال احزنني واعاد عليا اشجاني
اصبح اسم الوهابية بيثير دماغي وبيجعلني متحفز فى اي مكان بسمعه

لنا الله

مودتي ..،

Dr.Tamer El-arid said...

أخى وصديقى العزيز د/إياد
كم أتشوق لأن تكتب مواضيع جديدة لكى نتواصل معك فأنت من الشخصيات التى نحب دائما التواصل معها
أن موضوعك جاء محض للصدفة لأننا كنا نتحدث أنا وزملائى اليوم عن طفولتنا ونتذكر روايات الاجداد وحكايات الشتاء الطويل ونتذكر سويا ألف ليلة وليلة ومسرور ونتذكر أبوزيد الهلالى ونتذكر على الزيبق المسلسل الرائع لفاروق الفيشاوى والمرحومة هدى سلطان وأقول لأصحابى فى حاجة غلط الناس دى كانت بتتفاعل مع الأحداث وبتتحرك أحنا عندنا بلادة حس ولا ايه
قلت للأسف فقدنا مبادئنا وقيمنا وفقدنا الرجال وفقدنا الطموح وراحت الأخلاق
طالما تفاعل الشعب المصرى مع الأحداث فى جميع العصور من القديم للحديث حتى تفاعله مع أرتفاع الاسعار أيام السادات ووعى وحس طلبة الجامعات كما كان يحكى لى جدو المشارك فى هذه الاحتجاجات
لكن للأسف فقد الشاب المصرى كل مقومات الفكر وفقد ماضيه وطمس حاضره وأسود مستقبله وعمى تفكيره للأسف
فكما قال الشاعر
إنما الامم الأخلاق مابقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
العوض على الله
لك كل شكرى وتقديرى

Dr. Eyad Harfoush said...

صديقي العزيز Che Ahmad

وافر شكري يا صديقي العزيز على التقدير الذي أتمنى أن يستحقه المقال، أما عن سيرة بني هلال، فحاول الحصول عليها بتحقيق الأديب فاروق خورشيد، ستجدها أجمل كثيرا كما أن عمله حول الرواية المصرية لها

أما المعركة مع الوهابية ضد عملية تصحر مصر و طمس هويتها الوطنية فسلاحنا فيها الاسلام المصري الأقل ظهورا و الأكثر عمقا منها
تحياتي و تقديري و شكري

Dr. Eyad Harfoush said...

أخي و صديقي العزيز د/ تامر العريض
يسعدني التواصل معك دائما يا عزيزي من خلال المدونة و في الحياة الحقيقية كذلك

جميل أنكم تذكرتم هذه الأعمال و فتحتم هذا الموضوع، موضوع التفاعل مع الحدث في حياتنا، لقد وصلت السلبية الى البيوت و تجد البعض أصبح سلبيا حتى في تربية الأولاد تحت شعار الزمن، من اسبوعين قررت أنا و اخي الأكبر أن نقوم بثورة تصحيح منزلية، فمنعنا مشاهدة الأطفال للتليفزيون عدا اشياء محددة حتى يوفر لهم وقط لما هو اعظم فائدة، النتيجة حتى الان مرضية جدا

التليفزيون بتناوله الحالي و استخدامه العشوائي بثا و استقبالا مع الدروس الخصوصية التي تجعل الفتى هائما على وجهه طول اليوم قضت على تكوين شخصيات أجيال و نحن عنهم غافلون

شكرا جزيلا يا صديقي للتعليق
تحياتي و تقديري و شكري

طارق هلال said...

د/ أياد
------
يعجبنا الحيلة دوما ويعجبنا الذكاء الذى يسخر من القوة
ورغم كرهنا المكر إلا أننا نعجب به أحيانا
-----
قد نجد أحيانا من يستعملون ذكاؤهم ولكن مع من هم أضعف منهم ليستغلوهم ويستنزفوهم ويخافون بطش من هم أقوى أو أعلى منهم إذا اكتشفوا خداعهم
-----
تحياتى لك د/أياد
----
على فكرة انا جبت سيرتك فى البوست الأخير
مستنى زيارتك

Unknown said...

كم من تراث انقرض وزال بدعوى الجهلة انة من الكفر المصرى منذ قديم الازل انسان يغلب علية التدين بدون تشدد كان يرسم وينحت بدون ان يرى فى نحتة لتماثيل اى كفر ولا يخطر ببالة انة يعادى الله ويقولة انا خلقت زيك زى مبيقولوا دلوقتى عن التماثيل والمنحوتات والصور تذكر حديث رجل بسيط عندما جاء امامة ذكر حرمانية الصور والتماثيل فقال مش يمكن لما ابص للتمثال دة اقول سبحان الله الى ادى الموهبة دة لخلقة انهم يعملوا الجمال دة

مقدرشى غير اقول اغنية المسلسل الرائع
حكموكى ما حكموكى برضة المصرى مصرى والمملوك مملوكى
تحياتى

Anonymous said...

عزيزى

رائعة مقالتك كالمعتاد
وأكثر ما عشقته فيها هى رائحة مصر التى يشمها من يقرأ كل كلمة

لا أدرى لماذا أعتقد دوما أن الأشياء تفقد كينونتها الأصلية لتتحول لشكل خاص جدا متى إلتصقت بمصر

فكل شئ عندما يقترن اسمه بمصر يصبح ذو طابع خاص ورونق ساحر يميزه

حتى العبادات الدينية وشعائر مختلف الأديان ... تكتسب غطار أخر هنا فى مصر

ياااااااااه ....البلد دى حلوة قوى بس لو نفهم أولو فقط يتركوا للناس فرصة يحسوا بجمالها بدل من الإصرار البغيض على نشر كراهية الوطن فى نفوس المصريين الآن لتصبح مصر أكبر قوة طرد مركزية لأبنائها

تحياتى وخالص إعجابى بالمقالة والمجهود المبذول فيها

Dr. Eyad Harfoush said...

عزيزي Arabic ID
أهلا و سهلا بك و شكرا للتعليق، لقد قرأت البوست بالفعل و لكنني لم أعلق لأنه بطبيعته كان ردودا
تحياتي و تقديري

Dr. Eyad Harfoush said...

عزيزتي أيوية
الايمان الفطري الذي ضربت المثل به عمن قال سبحان الله خالق الموهوب الذي صنع هذا الجمال هو تراث المصري الباحث عن الجمال في كل شيء، و يرى الله في كل شيء، و نقيضه التراث الوهابي الذي يرى الكفر في كل شيء
تحياتي و تقديري و شكري يا آية المدونين

Dr. Eyad Harfoush said...

عزيزتي ملكة سبأ
أهلا و سهلا بك و شكرا للتعليق و اطراء المقال الذي ارجو ان يستحقه

البلد جميل و العديد من ناسه اروع و اجمل، لكن منهم من يغطون بسلوكهم على كل هذا الجمال يا عزيزتي

تحياتي و تقديري و شكري الجزيل

مصطفي النجار said...

مع الاستبداد
تختفي حتي حكايا الابطال
لتحل محلها حكايا الغواني

Dr. Eyad Harfoush said...

عزيزي د/ مصطفى النجار
أهلا بك و بتعليقك، طبعا يا عزيزي لأني حكايات الابطال ترتفع بالنفوس و حواديت الغواني و قصص سوزان تميم تشعر الناس انه من الوارد ان تباع الاعراض و تشترى النخوة و حتى الأبوة

تحياتي و تقديري و شكري

Fantasia said...

برضه المصري مصري والمملوك مملوكي

طب لما يسيحوا على بعض نعمل إيه؟

التراث الشعبي المصري فعلا امتداد للقصص الفرعونية.. والذكاء والحيلة كانوا دايما من أهم صفات البطل المصري اللي ماكانش من مقوماته القوة البدنية ولا انه يكون من الطبقة العليا ولا انه يمتلك قدرات خارقة.. على عكس صورة البطل في الكثير من الحضارات الأخرى

يا سلام يا دكتور فكرتنا بحاجات حلوة أوي ابتدت تختفي من حياتنا بكل أسف.. واللي بيسلبها مننا هو غزو ثقافة حاقدة على ثقافتنا العريقة الجميلة الزاهية الألوان والمتنوعة الروافد

حاجة توجع القلب

خالص تحياتي ووافر احترامي يا دكتور

Dr. Eyad Harfoush said...

عزيزتي فانتازيا
نعم يا عزيزتي لديك كل الحق، البعض منا نحن بكل أسف فتح الباب على مصراعيه لحضارة التصحر الفكري و الاجتماعي لتغزو الوادي الخصيب، و هو يحسب أنه يحسن عملا!

و ها نحن ندفع الثمن كل يوم بعد أكثر من ثلاثين عاما من خطيئة مسخ الشخصية المصرية

تحياتي و تقديري و شكري لزيارتك الكريمة