25.4.08

انهيار برج بابل- 01-02-03

حِلَي ضـفايرك ضُـليلة .. و لملمينا يا أصــــيلة
عُشاق تُرابك أحـبابِك .. و كلنا أهـل وعـــيلة
احنا اللي يوم الفِدا رُحنا
نفديكِ ونضحي برُوحنا
وضحكنا حتى على جُروحنا .. ضِحكتنا هوْنِت الشيلة
آه يا جميلة
نِديكي حـب وتِدينا
و نمد للشمـس ايدينا
ولو تعبنا تاخدينا .. ناخـد في حـضنك تعـسيلة
آه يا جميلة
ونقول ولا شيء هيوْقِفْنا
لا أبو جهل جهله يحرفنا
ولا أبو لَهب هيخوْفنا .. ماحناش ضُعاف قلالات حيلة
آه يا جميلة

شعر: سيد حجاب
من مقدمة مسلسل العائلة


(1)
ليل النهروان

...
أرى أمامي سهلا منبسطا تلتقي فيه تربة سوداء خصبة بحافة صحراء قاحلة، في ليلة حالكة الظلمة، تبددت في ظلمتها خيوط النور المتسللة من هلال قارب المحاق، أستنشق بالكاد رائحة الأرض الطينية الخصبة، والعامرة بطمي النهر، فلا أكاد أملأ منها صدري حتى تبددها هبات ريح تأتي من جهة الصحراء، حاملة مع هجيرها حبات رمل تلسع وجهي، لماذا أشعر في قلبي ثقلا وفي نفسي اكتئاباً؟ ربما تزعجني رؤية رمال الصحراء وهي تزحف على الخصب والنماء؟ فزحف الصحراء على الأرض الخضراء يذكرني دوما بمأساة الوطن، تلك التي بدأت في سبعينات القرن الماضي ولم تنته حتى اليوم، حين زحفت الصحراء برملها الضنين على وادي النيل الخصيب .. فبددت حضارة النماء بثقافة الفناء!
تعتاد عيناي ظلمة الليل فيبدو السهل وكأنه شهد في صفحة النهار معركة ضارية! .. معركة ليست من زماننا! ففوق سمرة الطين التي وخطتها صفرة الرمال تناثرت جثث القتلى على مرمى البصر! فضلا عن رمائم لخيل وجمال! يتخللها جميعا حطام سيوف ورماح لوثتها الدماء، فقط حطام ولا عجب في هذا، فبعد معارك ذلك الزمان، كان المنتصر يرث ما كان صالحا من السلاح، ولا يترك بين الصرعى غير سيف مكسور أو رمح ناصل[1]، والقتلى في كل حال أكثر خلق الله جنوحا للسلم، فلا حاجة بهم للسلاح ما صلح منه وما تحطم، فليس أعلم بقيمة الحياة وروعة السلام ممن فقد الحياة بنزوة سيف أو طيش سهم!
ميزت مركز معركة النهار بكثافة الجثث المكدسة فيه، فاقتربت منه بخطوات زادت سرعتها، أشعر بخفة في خطاي، حتى شعرت كأني أقطع عدة أمتار بكل خطوة، الآن تتسلل لأنفي رائحة ثقيلة مميزة، رائحة الدم المتخثر والجيف البشرية، حين يتحول ابن آدم الذي تغذى على الطبيعة زمنا إلى وجبة لهذه الطبيعة نفسها، يخيل إليَّ أني أرى حركة بين الجثث البعيدة، بل هناك حركة بالفعل، طائر كبير قبيح المنظر، نسر جائع ينهش بطن فرس مبقور، لعله أول دفقة من بركان الجوارح، ولعل الوليمة البشرية المضمخة بصلصة الدماء تمسي عشاء سائغا لسربه الذي طال به الطوى، فمصائب قوم عند قوم فوائد، وجثث قوم لقوم طعام، أليست النسور أمة مثلنا تسبح ربها؟ فلعلها الساعة تحمد الله على الرزق الوفير، ولعلها لو اشتد بها الجوع ذات يوم تدعو الله تضرعا لترزق بمذبحة يهلك فيها الألوف! المشهد كله يثير في نفسي كآبة بلا حدود، ومع هذا لا أشعر بالغربة فيه! بل أشعر أنه ينتمي إلي بصورة أو بأخرى! ولم لا، ألست بشراً؟ أليس جدي الأكبر هو من ابتدع القتل للقتل؟ وكانت الطبيعة قبله لا تعرف القتل إلا دفعا للجوع بالافتراس، أو حرصا على البقاء بالصراع على أنثى؟ حارت عيناي بين التحقيق في مشهد الموت الذي يحيط بي من كل حدب وصوب، وبين الهروب ببصري إلى سواد السماء ونجومها المنثورة فيه، يجذبني فضولي التاريخي للتفرس في آثار المعركة، فيطردني نفوري من مشهد الجثث المكدسة بعضها فوق بعض، فأمامي بهذا السهل يرقد ما لا يقل عن ألفي قتيل، بل لعلهم ثلاثة آلاف أو أكثر، فظلمة المحاق تحجب عني الكثير، ثلاثة آلاف قتيل! قد يبدو الرقم عاديا حين نقرأه على صفحات كتب التاريخ، ولكن حين نقف بين القتلى وتقتحم أعيننا أشلاؤهم المنثورة ويزكم أنوفنا عطن جثثهم الآخذة في الترمم .. يختلف الأمر، حينها ننظر للوجوه التي فارقتها الحياة، فنتخيل ثلاثة آلاف أرملة بغير ونيس، وثلاثة آلاف بيت بغير رب، وعشرة آلاف طفل بغير أب، أن نقرأ التاريخ شيء .. وأن نعيش التاريخ شيء آخر تماما! لكن فضولي التاريخي ينتصر، فأمضي مواصلا جولتي بين الجثث المنثورة كالركام، أغلب من سحقتهم المعركة شباب في مقتبل العمر، وهكذا الحال دوماً، حرس الماضي من الشيوخ يديرون رحى الحروب، فلا تطحن إلا زهور المستقبل من الشباب، لكني ألاحظ ظاهرة أخرى في هؤلاء الفتية الذين حصدهم الموت صباح اليوم، أغلبهم .. أو .. ربما كلهم يشتركون في سمتين، رؤوسٌ حليقةٌ ولحى شعثاء طليقة كأنهم رهبان أو كهان! وبعضهم يستر رمته قميص قصير، لم يكن مما يُلبَس للحرب في ذلك الزمان، وهذه الصفات .. هل هم من أحسب؟ هل هم الخوارج[2]؟ أم أن انشغالي بهؤلاء يدفعني لتأويل المشهد بغير ما يحتمل؟ أرى على البعد ما أحسبه كائنا حيا يقف على أطراف مستنقع الموت، ليس من جوارح السماء قطعا، لعله فرس .. نعم .. هو فرس أميز في الظلمة حركته وتكاد تصلني حمحمته، ومع خطواتي المقتربة صوبه أرى ما أجفل منه، فالفرس ليس وحيدا أفلت من المعركة بعد هلاك فارسه كما ظننت، بل يقف تارة ويطوف تارة حول فارسه! فهاهو رجل يجلس على حجر كبير! يشرف منه على ملحمة الموت متأملا فيها! فمنذا يتأمل هذه المذبحة في هذا النزع من الليل؟ من يتأمل الموت بهذا الاهتمام غير شبح؟ ولكن .. لم العجب منه؟ ولماذا أفترض أنه شبح بينما أفعل أنا ذات الشيء متأملا هشيم المعركة! هكذا دوما نرى العجب في الآخرين ولا نرى عجبا فينا حتى لو فعلنا فعلهم! أقترب صوب الفارس فلا ينتبه لي رغم نظرته تجاهي، أحاول أن أتحدث ملقيا السلام فلا يستجيب لي لساني، بل إنني أتحدث بالفعل لكني لا أسمع لي صوتا؟ ولا يبدو على الفارس أنه سمعه، فماذا يعني هذا؟ أهو الشبح أم تراني أنا قد صرت شبحا؟ عندما لا أسمع صوتي حين أتحدث ألا يعني هذا أني ميت؟ أقف الآن على مرمى حجر من الفارس الجالس فوق الصخرة، أمامه تماما، وتمر عيناه بي فلا يبدو لهذا أثر على وجهه، هذا يعني أني غير مرئي فضلا عن كوني غير مسموع؟ ألا يزيد هذا من احتمالات موتي وأني صرت شبحا أثيريا؟ لكن ما هو الأثير؟ ما هو ذلك التعبير العربي الغامض عن .. عن اللا شيء! عموماً لو كان هذا هو الموت فليس بالسوء الذي كنت أتخيله، فكوني غير مسموع ولا مرئي لا يضايقني كثيرا .. بل ربما كان أمرا مريحاً! ولكن .. ما هذا الذي أرى على مرمى البصر؟ في ظلمة الأفق إلا من نجوم الصحراء والهلال المحتضر يظهر مارج من نار، شعلة يحملها إنسان، تقترب فيظهر حاملها رجلا سامق القامة عريض الكتفين، وحين تتسع دائرة النور لتشمل الفارس فوق الصخرة كاشفة ملامحه، يبدو لي رجلا في نهايات عقده الخامس، وسيم الملامح، واسع الجبهة، نافذ العينين، لحيته قصيرة مهذبة وخط الشيب جوانبها فزاده وقارا وجلالا، بادي القوة كطود مكين حتى وهو جالس بهذا الوضع الجنيني، مجدول الذراعين، بارز الصدر، ربعة بين الطول والقصر، وبجواره يلمع سيف في ضوء النار فيبدو شديد التميز عن غيره من الأسياف! سيفٌ ينشق منتهيا بذؤابتين حادتين، هذا سيف لا يتكرر كثيراً!
سيف تلك صفته أطاح برأس "عمرو بن ود" جبار الجاهلية يوم تحدى أصحاب رسول الله في الخندق[1]، وعرفه التاريخ باسم "ذو الفقار" في زمن كان للسيوف والخيول فيه أسماء وأنساب، سيف هاب ذؤابتيه الأبطال المغاوير، ولكن .. لو كان السيف "ذو الفقار"، فالفارس لابد صاحبه[2]؟ فهل يكون هو حقاً؟ يقطع صوت القادم بشعلة النور الشك باليقين حين يضع يده على كتف الفارس قائلا: السلام عليك يا أمير المؤمنين
إذن فهو الأمير! هو الأمير شرفاً، والأمير نسباً، والأمير سبقاً؟ هو من وصف نفسه ذات يوم فقال: "يحبني أقوام حتى يدخلوا النار في حبي، ويبغضني أقوام حتى يدخلوا النار في بغضي"
[3] وصدقه التاريخ، ففسد في حبه قوم وفجر في بغضه أقوام، هو أول من دان بالإسلام من الذكور! هو ابن عم النبي وربيبه وصهره، وهو بعد ذلك رابع الراشدين وإمام المتقين، هو الأسد الغالب "علي بن أبي طالب"! فما حمل هذا السيف وكني بأمير المؤمنين غيره! فهل أنا أقف حقا أمام "علي" في ميدان معركة؟ معركته ضد جيش من حليقي الرؤوس مطلقي اللحى؟ إذن فقد صح ظني، هم الخوارج! والسهل إذن هو ذاك الواقع خارج قرية النهروان، متوسطا المسافة بين بغداد وحلوان، والزمان هو القرن السابع الميلادي، عام ستمائة وثمان وخمسين للميلاد تحديدا! ولكن .. ما بال "علي" يجلس بهذا القفر وحيدا؟ وفيم الحزن البادي على محياه الكريم بعد موقعة انتصر فيها نصرا مدويا؟ أراه يلتفت نحو القادم التفاتة يسيرة برأسه ويرد سلامه بنبرة هادئة: وعليك السلام "أبا إبراهيم"[4]
- ما خطبك الساعة؟ أهذه جلسة من أيده الله بنصره؟
هاهو القادم بشعلة النور قد ناب عني فسأل عما أدهشني، يبتسم "علي" ابتسامة يتغضن بها وجهه كأنها تقلص من ألم، ويجيب: الحمد لله من قبل ومن بعد، لكن حالي وحال هؤلاء الصرعى أمامك حال عجب، شهد الله ما كانت معركة أثقل على القلب من النهروان، ولا نصر أضنى للروح من نصرنا فيها
يصمت لحظة يزفر فيها زفرة ملتهبة ثم يقول: أترى لو أنك دخلت بيتك فوجدت ولدا لك قد قتل أخاه، ثم وقف بالسيف مشهرا على رؤوس البقية من إخوته يهم أن يفتك بهم، نهرتَه ولم ينتهر، ورأيتَه لو تركته فاتكٌ بهم لا محالة، فسللت سيفك ولوحت به في وجهه، لكنه لم يرتدع، بل هم بهم ليعمل فيهم سيفه، فعلوته أنت بسيفك فأرديته قتيلاً، أتراك يومئذٍ ترقد في فراشك هانئاً؟ ألا تتميز كمداً على القتيلين؟ من مات بسيف أخيه ومن مات بسيفك؟ من مات في باطل العدوان، ومن مات في حق القصاص؟
- بلى .. ولكن ..
يقول "مالك" وعلى وجهه سيم من يفهم المقارنة قبل عقدها ولا يقبلها، فيرد "علي" مقاطعاً: هذا هو حالي مع هؤلاء التعساء، أحزن لمن قتلوه من الأمة ظلما وعدوانا
[5] وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، وأحزن لهم وقد اضطروني لقتالهم لأحمي المسلمين من رهق أسيافهم وخراب عقولهم
يسكت لحظة مطرقا ثم يستأنف كمن تذكر أمراً: لو كانوا جميعا من غارسي الشوك ككبارهم وقادتهم لما أهمني أمرهم، فقادتهم أولئك كانوا قوما يعلمون ما يصنعون، وهم لهذا خلقاء بنيل جزاءهم من صنف عملهم، لكن من صرعى النهروان كما ترى صبية ضللتهم العمائم واللحى ممن ادعوا أنهم صحابة رسول الله
[6]، وزعموا أنهم نجوم يهتدى بهديها[7]، فاتًّبعَهَم الصبيةُ على ذلك، وما عرفوا أن الصحابي هو من صحب الرسول حيا ثم تحرى منهجه ميتا، أما من غير وبدل فلا نحسبه إلا ممن يرد عن حوضه الشريف يوم الدين[8]، وهل غير وبدل أكثر من قادتهم الذين جعلوا شباب المسلمين سيوفا تقاتل للشيطان وهي تهتف باسم الرحمن؟ ما أتعس الخوارج وما أتعسني بهم!
- مازلت لا أفهم حزنك يا "علي"، لقد حفظتَ أمانة الأمة وخلصتَ الناس بقتالهم واجتثاث شأفتهم ولله الحمد والمنة، ففيم الحزن؟ هل كان بيدك بعد فعالهم بالمسلمين وسفكهم الدماء وانتهاكهم الحرمات إلا قتالهم؟ قاتلناهم ومكَّن الله منهم وقضي الأمر يا "أبا الحسن"
- لا
يجيبه "علي" نافيا بحركة رأسه يمنة ويسرة في أسى وعبوس، فيتساءل "مالك"، قائده ذائع الصيت: كيف وقد اجتمعوا لنا بالنهروان فأفنينا منهم في بياض النهار كل راجل وراكب؟
أطرق "علي" وقد علت محياه بسمة ذات شجون، لعلها تعلو وجهه كلما ذكر نبيه ومعلمه وقائده، ثم قال: بل صدق رسول الله، الشطط والتنطع آفة ولدت لتبقى، هم في أصلاب الرجال وأرحام النساء إلى يوم الدين، لو كنا قد قتلنا من بظهر الأرض منهم اليوم، فمن لنا بمن في الأصلاب والأرحام؟ من لنا بمتنطعي آخر الزمان؟ ومن يحمي الناس من حمق سيوفهم يشعله هوى نفوسهم؟
- أهكذا حدث الرسول؟
- ألم تسمع بخبر عنه صلى الله عليه وسلم يوم قال: "يخرج قوم من أمتي سفهاء الأحلام أحداث الأسنان، يقولون من خير قول الناس، ويقرأون القرآن بألسنتهم لا يعدو تراقيهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، هم شر الخلق والخليقة، فطوبى لمن قتلهم أو قتلوه"
[9]؟ ألم تعرف أنه وصفهم بصفتهم تلك التي تراهم مجندلين عليها؟ أحداث الأعمار، يجيدون الحديث ولا يجيدون فعلاً، يشددون على الناس في الصغائر ويقترفون الكبائر؟ يستحلون دم الأبرياء ويقتلون على الشبهة؟ يكثرون من العبادات ولا تكفهم عبادتهم عن منكر؟ والله لقد سمعتُ منه حتى صفة جلود رؤوسهم وغبرة لحاهم وسواد جباههم كما أراها الآن
- بلى .. صدق "عمر" إذ قال لا خير بأرض لست فيها
[10]، فقد سمعتُ الحديثَ كما سمعتَه أنت، لكنني ما ربطته بالخوارج حتى سمعت منك الساعة! ولكن كيف فطنت لأنهم باقون بعد يومهم هذا؟ لقد وصفهم النبي ولكنه ما قال أنهم باقون للأبد!
- التنطع طبع متأصل في نفوس البشر منذ الأزل وحتى يشاء الله، فدنيانا ممر طويل بين جبال، لا يستطيع الضعيف السير فيه إلا لو تهالك على حوائطه الصخرية يمينا ويسارا يستند إليها، أما القوي فيتوسط الطريق منتصب القامة، لا يحتاج لتحري الجدران، وأكثر البشر ضعفاء يتهالكون على الأطراف، فمنهم من يتطرف في دينه ومنهم من يتطرف في دنياه، أما الأقوياء اللذين ينتهجون الوسطية فأقل القليل، الدين دين وسطية، لكن لمن قدر عليها .. ولهذا فالخوارج باقون يا "مالك"، ومنهم يكون قاتلي، ألم يصفهم الرسول بأنهم شر الخلق ووصف قاتلي الذي يضرب رأسي فتخضب دمائي لحيتي بأنه أشقى الآخرين
[11]؟
- وهل بقي منهم بعد يومنا هذا من يجسر على رفع السيف عليك؟
يقول "علي" شاردا كأنه لم يسمع قول صاحبه: بل منهم قاتلي، ومنهم في زمان بعد هذا الزمان من ينكص بالمسلمين للوراء، تشغله الفروع عن الأصول، يأنس للخلاف ويجزع من الوفاق، يستأسد على النساء ويخضع للأعداء، فيلتهي الناس عن الخلافة في الأرض بالعمران، ويشيع الفساد في الدنيا فلا يجد من يرده .. أكاد أرى هذا كرؤيتي إياك يا صاحبي
يرد "مالك" وقد قطب جبينه مستنكرا: نبؤة يا "علي"؟
- حاشاي، لا يعلم الغيب بالحق إلا الحق، لكنه الاستشراف والرؤية وفهم مجريات الأمور هو ما يجعلني أرى ما أراه
- فهو تشاؤم إذاً، قم لنسامر الجند يا رجل، فلا أحسب غيابك إلا مؤولاً لصالح تلك الأفاعي الراقدة أمامك، يقول قائل من الجند: حزن الأمير عليهم، ولو كانوا على باطل ما حزن، فليس كل رجل حمل السيف معك يعرفك، ولا كل جندي بجيشك مدرك رقة نفسك يا هصور المعارك وحكيم الليالي
- علم الله أنهم على الباطل، وأن بينهم وبين الحق ما بين الأرض والسماء، إنما يحزنني من أمرهم أنهم غرٌ مضللون
- بل ضالون مضلون يا "علي"! أعطيتَهم كل خصلة أرادوا، فأبوا إلا الخروج عليك، كنت أصرخ أنا فيهم يوم كانوا بين جنودنا في صفين
[12] حين رفعت المصاحف[13]، أن أعطوني سواعدكم ساعة من نهار، إذ كان النصر منا قيد خطوة، لكنهم أبوا إلا قبول الخدعة الأموية، فقبلت أنت بخدعة الحكمين[14] مكرها وأنت تعلم أن قائلهالم يرد بها غير الباطل، ثم قلنا نوفد عنا "ابن عباس" الفقيه الفطن، فأبوا إلا "أبا موسى"، وهو على تقواه لا يقوم له رأي أمام مكر "ابن العاص"، ثم حكم الحكمين فكانت الطامة الكبرى[15]، وقالوا: لا حكم إلا لله، وكفروك لأنك قبلت التحكيم الذي أجبروك هم عليه، وخرجوا فعاثوا في الأرض فسادا، فقتلوا ونهبوا واستمرأوا الأعراض .. وما كان لهم من طبيب غير السيف، فلم نبخل عليهم بضرب الرقاب
يلتفت "علي" لصاحبه ويهم بالكلام وهو يوميء برأسه مصدقا، لكن صوتاً يقطع صمت الصحراء! رنين لا يناسب المشهد، ولا يناسب الزمان .. رنين آلة!

...

(2)
سيف في عنقه

الأربعاء، الخامس من سبتمبر
يتلاشى مشهد الصحراء مع الرنين، لتحل محله ستائر ذات رسوم فرنسية من طراز القرن الثامن عشر يتخللها ضوء الصباح، يفرك الدكتور "علي الإمام" جبهته من أثر النقلة الزمنية الحادة من القرن السابع للقرن الحادي والعشرين، ثم يحرك رأسه يمنة ويسرة ليصدر صوتا خافتا من طقطقة فقرات عنقه قبل أن يعتدل في فراشه جالسا، ويمد يده لعلبة سجائره وقداحته فيشعل سيجارة، ومع الجرعة الأولى من النيكوتين يتردد برأسه الحديث النبوي في وصف الخوارج، يسمعه بصوت كأنه صوت الإمام كما سمعه في نومه، فيصدق على قول الرسول في قلبه، فهم اليوم أيضا كما وصفهم، صغار الأعمار ضعاف العقول، كثيرة عبادتهم وقليلة تقواهم، يخرج القرآن من حلوقهم فلا تفطن لمغزاه عقولهم، يفاخرون الدنيا بغبرة لحاهم، ويشددون على الناس في الصغائر ويرتكبون الكبائر، تركوا وسطية الدين فمرقوا منه كما يمرق السهم من الرمية، وهم كما قال الإمام "علي"، مازالوا ينزفون كالصديد من أصلاب الرجال وينصبون كالحمم من أرحام النساء حتى أفسدوا على الناس دنياهم، وأفسدوا فهمهم لدين الله، فلا تجد بين الناس رشيدا إلا من رحم ربي!
انتهى من سيجارته التي يبدأ يومه بها، عادة سيئة من حصاد فترة التيه الجامعي طالما تمنى أن يتخلص منها، والتيه الجامعي هو الاسم الذي يطلُقُه على حقبة دراسته الجامعية في الثمانينات، مشيرا لما شاب هذه الفترة من فوضى التوجهات في الجامعات المصرية، يوم أطلق النظام في السبعينات حية التطرف والعنف الديني في الجامعات والمؤسسات حتى تبتلع التيار اليساري والانتماء الناصري، ودعمها بكل ما أرادت حتى ابتلعت خصومه بالفعل، ثم استدارت فحاولت أن تبتلع النظام ذاته، وقتل الرئيس برصاصهم، لذلك اختلفت الصورة في الثمانينات، وشهدت الجامعات صراع الساحر والثعبان بين النظام الجديد والتطرف الديني الذي أطلقه سلفه، أما البقية الباقية من الطلبة الناصريين واليساريين، فوجدوا أنفسهم في تيه خطر، يهاجمهم الثعبان ويلعنهم الساحر، ولا يتفقان إلا في العداء والكيد لهم، واستمر هذا التيه حتى استطاع الساحر أن يعيد السيطرة على حيته في التسعينات لتصبح أطوع له من بنان! وفي ذلك التيه، دخن "علي" سيجارته الأولى عقب صدامه مع حية التطرف لأول مرة، حين أوجبت عليه صفته كرئيس منتخب لاتحاد الطلاب مواجهتهم، بعد رحلة نظمتها أسرة من أسرهم الطلابية وتخللتها دعاية فجة لمرشحيهم لاتحاد الطلاب، وادعوا أن انتخاب مرشحيهم واجب ديني على كل طالب مسلم، لأنهم وحدهم من يلتزم بمنهج الإسلام في العمل العام! علم "علي" بالأمر فنظم ندوة عن طائفية العمل العام، حضرها أساتذة في علم الاجتماع، وشيوخ من الأزهر ومندوب عن البابا، وبالطبع كان أثر الندوة على غير ما يشتهون، فكثرت محاولات التحرش به لتضعه معهم في محك مباشر، عرفهم فيه كما لم يعرفهم من قبل!
يقوم "علي" إلى الحمام ويفتح صنبور الماء البارد، ومع انحناءته فوق الحوض تتدلى من عنقه قلادة فضية تحمل شكلاً مألوفا، قلادة على هيئة سيف ذي ذؤابتين .. قلادة ذو الفقار! يخفيها عادة تحت ملابسه حتى لا يضطر لشرح رمزيتها كل يوم، حين رآها أحدهم عرضا وسأله عنها، أجاب: لست شيعيا وليس ذو الفقار عندي رمزا دينيا، ولكنه رمز لمنهج في الحياة، فكثيرا ما يتعين علينا اتخاذ قرار فيما يعرض لنا من أمور، عندها أتحسس قلادتي مستلهما الطريقة العلوية .. طريقة تفضل القرار الأصعب والأقرب للصواب، فذو الفقار رمز للحياة على طريقة "وإن كان عمراً"
[16]!لكن من هو "علي الإمام"؟

(3)

الاتهام الأول


"علي الإمام" أستاذ التاريخ الإسلامي بكلية الآداب، حاصل على الدكتوراه من قسم الدراسات التاريخية بجامعة شيفلد في المملكة المتحدة، وزميل قسم الدراسات الإسلامية بجامعة ستانفورد بالولايات المتحدة، في الأربعين من عمره، طويل القامة يميل للامتلاء، مصري السمرة واضح القسمات، عريض الجبهة وعاقد الحاجبين، يعطي وجهه انطباعا يفوق عمره، يعينه على هذا انحسار الشعر الأسود عن مقدمة رأسه، والشيب المنتشر في فوديه ولحيته الدوجلاس الصغيرة، والدكتور "علي" أعزب حتى هذه السن، ليس لإضراب عمدي عن الزواج، لكنه انتظر المادونا الإلهية لتهبط من السماء، وكان يحلو له أن يدعوها باسمها في الميثولوجيا الإغريقية[1] .. "الباندورا" .. المرأة المقدسة .. عقاب الرجل وثوابه! انتظرها فلم تهبط! .. بل .. كادت تهبط مرة .. لكنها كالورْقَاء طارت سريعا لقمة الأوليمب، أو لعلها حلم مراهقة لم يتمكن من الفرار منه حتى وصل لمنتصف الثلاثينات، وعندها رأى من العبث أن يتزوج بعد كل هذا الانتظار من أي بنت حلال ليرزق بأطفال، ولهذا مات والده الشريف[2] "عزمي الإمام" وهو راض عنه في غير هذا الموضوع، فكان يقول له معاتباً: إضرابك عن الزواج يقلل أغصان الدوحة النبوية
فيرد "علي" ممازحا: قلت الأغصان بالفعل منذ ثلاثة عشر قرنا، وكادت الدوحة تنقطع لولا لطف الله بعترة نبيه، وبعد هذا يُترَك "يزيد"[3] و"شمر"[4] و"عبيد الله"[5]، وأتهم أنا بتقليل فروعها؟ أهكذا تنسب كل كوارث الدهر لمن لا جند له ولاسلطان ويفر الجبابرة بفعالهم حتى من اللوم؟
يجيبه والده ببسمة تمتزج فيها الحسرة بالفخر: لن أغلبك في الكلام، أنجبت "سقراطا" وعلي أن أحتمل، فالمرء لا يسخط على زرع يديه ولا على ابن صلبه!
منحه أبوه لقب "سقراط" هذا منذ مراهقته حين بدت عليه إمارات نجابة في حضور ذهنه وفراسته، صار مجادلا مراهقا ومرهقاً، وحين مات والده في مطلع الألفية الثالثة، ولحقت به والدته الشريفة "رحيمة" بعد عام واحد، أصبح وحيدا بهذه الشقة العتيقة المطلة على نيل القاهرة، قبل أن تطلق أخته "عزة" من زوجها وتنضم إليه في معزلهما الاختياري هذا .. و"علي" منسب من الجهتين، وله شهادة بنسبه لعترة النبي من الفرع الحسيني ممهورة بخاتم نقابة أشراف مصر، ومعلقة مع شهادات نسب والديه وأخته في صالون شقة الأسرة هذه، بينما تستقر شهاداته العلمية فوق دولاب التذكارات في غرفة مكتبه، وحين سُئِل يوما عن فصل شهادة النسب عن غيرها، أجاب: يعلم الله بصحة النسب الشريف، ولا فضل لي فيه بفرض صحته، أما الشهادات الأخرى فتعبر عن انجازات علمية تحققت بالاجتهاد بعد توفيق الله، فلا مجال لخلط المحتمل بالمؤكد ولا الهبة القدرية بالإنجاز الشخصي
كان منذ صباه شغوفا بمعرفة كنه ما يعرض له وما يحيط به بوجه عام، ثم تركز شغفه المعرفي يوما بعد يوم حول التاريخ والفلسفة، وحين فارق الصبا وأصبح شابا يافعا، تحددت وجهته في رأسه، فكانت دراسة التاريخ والفلسفة الإسلامية، ربما لأن الكثير من أسئلته فيهما لم تجد جوابا شافيا في المنزل أو المدرسة أو المسجد، فاستقر بوجدانه أن يجد الإجابة بنفسه، ويذكر من تلك الأسئلة يوما سأل فيه شيخه الذي يقرأ عليه القرآن عن فهم القرآن الكريم وحفظه، أيهما أولى بالاهتمام، فقال: آيات كثيرة تأمرنا بتلاوة القرآن وتدبره
- القرآن كتاب هداية وتقويم، علينا أن نتدبره لنعمل به
- فلماذا أحفظ قبل أن أفهم؟ لا أجد آية تأمرنا بحفظه واستظهاره بغير فهم؟
- لأن الحفظ في الصغر كالنقش على الحجر
- أليس الفهم في الصغر أيضا كالنقش على الحجر؟ فلماذا لا نفهم ثم نحفظ ما فهمناه على بينة؟
بدأ صدر الشيخ يضيق من إلحاحه، فقال بلهجة لم تخل من حدة: تحفظه مبكرا ليحفظك من كل شر
- لم نقرأ آية تتحدث عن كتاب الله كحرز من الأخطار
- السلف حفظوه في الصدور قبل أن يكتب في متون المصاحف
- وحفظوا معلقات الشعر وخطب النثر والمأثورات والأنساب، لأن الأمية كانت طاغية ولم يكن حفظ المعرفة بالكتابة ثم استظهارها بالقراءة متاحا، وحتى حين انتشرت الكتابة، لم تكن هناك طباعة، فكان الكتاب المخطوط رفاهية لا يملكها إلا قلائل، وبقي الحفظ في الصدور هو السبيل الأوحد حتى اختراع المطبعة
اجتمعت على الشيخ دهشة من منطق الصبي وسأم من كثرة مجادلته، فرد ناهراً: يا ولدي أنت من بيت كريم، فمن أين أصابك داء الجدل والعياذ بالله؟ لو أن والدك استجاب لنصحي فألحقك بالتعليم الأزهري بدلا من المدارس العلمانية لكان لك شأن آخر
كان هذا هو اتهامه الأول بالعلمانية[6] .. لكنه لم يكن الأخير

12 comments:

shreen said...

قرأت بتمعن شديد
لاربط بين الاحداث
ثم فوجئت بالجزء الاخير
بدا لى فى البداية ان مولانا من اصحاب العقول المتفتحة

ثم تدريجيا بدء يقل هذا الاعتقاد

صدمت حينما نعت الجدل
بالداء

الجدل هو الاسلوب الامثل للتوصل الى الحقائق واكتشافها

بدلا من حفظ ما يملى على الانسان دون فهم او نقاش

اذا اراد الله ان نكون اله للحفظ فلما منحنا العقل اذن ؟
او لما منحنا القدرة على الجدل ؟

الكاتبة نوال السعدواى
قالت انها بالخارج كانت الاعلى اجرا
لانها كانت الاكثر قدرة على اثارة الجدل

هى ميزة اذن وليس عيب

ثم نزل رايى فى مولانا الى السالب
حينما اتهم بالعلمانيه

العلمانية لا علاقة لها بالدين اطلاقا

بل هى مذهب سياسى
وتأخذ الاسم

Secularism

فيما يعنى الدونيوية
او العالمانية

والعلمانية الان
هي مذهب سياسي ينادي بمدنية الدولة
و بحياديتها ككيان لا دين له يقف موقفاً حيادياً بين كل الأديان

وهو ما نحتاجة فى وقتنا الحالى
بغض النظر عن تعريف العلمانية فى العصور الوسطى

والدكتور فرج فودة
اوضح ذلك فى مناقشاتة
وكان مذهبة راسخ وحجتة لاتتزحزح
واعتقد ان بسبب اسلوبة المقنع
تم اغتيالة خوفا من ان يتوصل باسلوبة المنطقى الى عقول العديد من الشباب

مما يفسد مخططات مولانا ومن شابهه

بانتظار باقى التهم
بشوق

فانا اعشق فن الجدل
:)

Dr. Eyad Harfoush said...

صديقتي شيرين
منورة في أول تعليق على الاطلاق في المدونة الجديدة

التهديد "بلا تناقش و لا تجادل حتى لا تقع في المحظور" هو تهديد تراثي جعل طه حسين رحمه الله يكفر بالتعليم الأزهري بعد ان كان شديد الشغف به، هو حل ذهبي لما الواحد منهم يقع في مأزق كلامي و حواري

أما العلمانية فقد بدأ التآمر عليها من الترجمة ، فكان الأولى أن نترجم سيكيولاريزم الى العقلانية أو المنطقية السببية ، لكن ترجمناها لكلمة لا تصلح في اللغة نسبا الى العلم و لا الى العالم، في خطو اولى لاساءة سمعتها من اسمها الغريب
تحياتي و تقديري
أسعدني أن تكوني أول من شرف المدونة الجديدة بتعليق

اجندا حمرا + هارت بيت said...

تحياتي دكتور اياد و تحياتي للعزيزه شرين
الحقيقه استمتعت بمداخلتها علي الموضوع

فعلا اصبحت مصطلح العلمانيه يستخدم علي أساس ديني بحت مع انه مصطلح سياسي
صحيح هو يقصد بيه فصل الدين عن الدوله لكنه لا يدل علي الألحاد فكثير يخلطون بينه و بين الالحاد و كلاهما مختلف كليا

للأسف المتشددين دائما يعترضون علي من يحاول ان يصل للحقائق الايمانيه و يتهمونهم بالزندقه

و اي كاتب تطرق لهذا الموضوع انت تعلم عزيزي ماذا جري له
المحصله النهائيه ان هناك الكثيرين الذين يخافون ان يتكلموا خشيه ان تكون نهايتهم مثل من تكلموا

تحياتي لك دكتور اياد علي اتاحه الفرصه لي للتعليق علي هذا الموضوع المثير للجدل

Miss Egyptiana "Trapped Soul" said...

ارجوك كملها

احبها كما احب كل كلماتك

دمت لى

Dr. Eyad Harfoush said...

عزيزتي أجندا حمرا
نورت المدونة الجديدة في التعليق الثاني، أما العلمانية و خلطها بالالحاد، فليس هذا بالغريب في مجتمع يخلط بين الشيعي و الشيوعي، و هذه ليست نكتة بل واقع أسود مرير، مأساتنا دوما أن واقعنا و واقع المتطرفون كالمثل الذي يقول "مريض يغتصب ميتاً" فالمريض هم شيوخ التطرف ، و الميت هو الجمهور الذي يستقبل، فلا يفرز الغث من السمين
تحياتي و تقديري

Dr. Eyad Harfoush said...

عزيزتي ايجيبسيانا
أكرمك الله كما تكرمينا دوما بتعليقاتك المشجعة ، ستتم ان شاء الله، كل أسبوع حلقة أو حلقتين قدر الوقت و الجهد
تحياتي و تقديري و اعزازي

someone in life said...

عزيزي اياد

أين الباقي أنتظر بشده ؟ اري في الشخصية الرئيسية لمحات من شخصيتك .

أيضا رجاء اريد قصة فتاة الليل ,, هل مازالت لديك ؟ هي من أجمل و أدق ما قرأت .. تحياتي

Dr. Eyad Harfoush said...

عزيزتي someone in life
البقية تأتي قريبا ان شاء الله ، أما السيرة الذاتية لفتاة ليل فأرسلها لك بالبريد ان شاء الله، غالي و الطلب رخيص يا افندم

ايوية said...

مبروك المدونة الحقيقة انا فى الامتحنات ولما شفت المدونة مقدرتش اهنى بيها بس ليا قراءة متانية بعد الامتحنات ان شاء الله

Dr. Eyad Harfoush said...

عزيزتي أيوية
حرمتنا الامتحانات من نورك هنا و في للفجر نغرد ، نورت المدونة و ان شاء الله ترجعيلنا بخير بعد الامتحانات موفقة و متفوقة ان شاء الله
تحياتي و تقديري و اعزازي

a young man said...

هل تذكرني عندما طلبت منك ان تعود للكتابه بالعربيه منذ شهرين تقريبا؟ حسنا، انا لا اتوقع ان تتذكرني. ولكني مازلت اذكر وعدك اياي بالعوده للكتابه بالعربيه. واني اشكرك شكرا حزيلا علي تلبيه تلك الامنيه.اما بالنسبه لهذا الفصل فانه اكثر من رائع وقد اعجبني اسلوبه ومزجه بين الزمنين في منتهي الروعه وانا اناشدك ان تعجل بالفصل القادم .مع خالص حبي و امتناني

Dr. Eyad Harfoush said...

عزيزي Young Man
أهلا و سهلا بك ، لقد عدت بفضلك و فضل الأصدقاء الذي طلبوا هذا للكتابة بلغتي التي أحبها ، فأهلا بك دائما و في الفجر نغرد
مع تحياتي و تقديري