و الإخوان حملهم الخنوع
قال الله تعالى في محكم آياته "وَقُلْ جَآءَ ٱلْحَقُّ وَزَهَقَ ٱلْبَاطِلُ إِنَّ ٱلْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً" و ها قد ظهروا عندما جد الجد على حقيقتهم، الحملان التي تدعي أنها من ذبائح الحكومة، و الجماعة المستأنسة التي تدعي أنها محظورة، المدجنون المسيسون، أحفاد البنا، رواد الجنة ، و حنة يا حنة يا قطر الندى! ها قد خرج نائب مرشدهم العام الدكتور "محمد حبيب" علينا، و مصر تستعد لمخاض رفض أكبر، ليقول لنا أولاً أن الإخوان يدرسون الموقف بدقة، ثم يثير أمينهم العام نفوس المصريين بتعليقه المستفز: الجماعة تسعى لاستخدام هذا الحق، ولكن وفق ضوابط، فنحن نحافظ على المؤسسات ونرفض الفوضى، و هنا لا يسعنا إلا أن نذكر العبارة التي كانت مألوفة في مسلسل رأفت الهجان: قد إيه إنت إنسان يا ديفيد؟ قصدي يا محمود؟ هو انت فاكر يا دكتور ان هذا الشعب بلا ذاكرة؟ ترفضون الفوضى يا قتلة النقراشي؟ ترفضون الفوضى يا قتلة الخازندار؟ ترفضون الفوضى يا منظمي عروض ميليشيات الأزهر بالأمس القريب؟ ترفضون الفوضى يا من كان مرشدكم العام يأمركم بالحفاظ على نصر الاخوان في انتخابات مجلس الشعب بدمائكم؟ ترفضون الفوضى يا أصحاب معسكرات الميليشيات في العريش؟ ترفضون الفوضى يا خوارج العصر؟ و لا يقولن لي قائل بأن هذا تاريخ و ماض بعيد، فهم لم يعتذروا رسميا، و لم يقولوا أن كل من قتل أو أمر بالقتل أو غض عنه الطرف من جماعتهم مجرم قاتل أثيم، و حتى يعلنوا هذا في اعتذار للشعب، يظل من واجب الشعب أن يذكر هذه الجرائم، و أحداث الأزهر بيننا و بينهم بينة مبينة لمن أراد وجه الحقيقة و لمن قصد وجه الله، تدل على أنهم اليوم لا يختلفون عنهم البارحة إطلاقا، و عن موقفهم الشائن اليوم، لنا أن نسألهم، أليس القرآن دستوركم؟ فهل تجدون فيه الخنوع للظلم و الركون إليه؟ أليس الرسول قدوتكم؟ أفلا تتبعون سنته الثائرة على الطغيان؟ أليس الموت في سبيل الله أغلى أمانيكم؟ فمن ماذا تتحسبون؟ و ماذا تحسبون يا مجاهدي آخر زمن؟
مفاوضات المحظورة
لماذا احتاج المحظورون هذه الأيام لاتخاذ قرار؟ لم يكن الأمر بحثا داخلياً مع الذات، و الا لاستغرقت المناقشات يوماً أو بعض يوم ، لكنها كانت المفاوضات و لا ريب، المفاوضات مع الحكومة القاسية قوي على الاخوان و الحنونة جداً مع سائر الفصائل السياسية و الاجتماعية، فقبيل كل موسم سياسي من مجلس شعب لمحليات لخلافه، تخرج علينا المحظورة ممزقة الثياب، منكوشة الشعر، بادية الأندر وير، فتقول: إهيء إهيء، اللي حصل ده فظيع .. فظيع .. الحكومة سلبتني أعز ما أملك، قصدي اعتقلت منا كيت و كيت ، و هم في كل هذه المناسبات يستدرون عطف الجماهير بهذه الاسطوانة الممجوجة المكررة ، تلك المسرحية الحكومانية، مشتركة الانتاج بين الحكومة و الإخوان أصبحت مكررة جدا و لا تطاق، مسرحية هدفها أن تظل البدائل المطروحة أمام الشعب و العالم هي الوطني و الإخوان ، التوريث أو الخلافة العثمانية، تختار المقص و لا السكينة؟ و كأن مصر عقمت!
ثم يأتي ربيع الغضب هذا من عام 2008 ليثبت أن مصر حبالة ولادة بالشرفاء من أبنائها، فتتوارى جماعتهم المحظورة بحملها المحرم من الحكومة التي تدعي عداءها، حمل لن يخرج عن صفقة تخفيف الأحكام أو نصيب من كعكة المحليات، و توسيع هامش اللعب الاخواني في الملعب السياسي، و الا ، لماذا الاعلان على طريقة "احنا بنفكر ... احنا بنفكر ... واخدة بالك يا حكومة احنا بنفكر و ممكن يعني الشيطان يوزنا و نشارك ... احنا بنفكر يا حكومة هاتي حتة من الصدر" أليس كذلك يا حبيب الحزب الوطني؟ أليس كذلك يا عزة الارهاب المؤسسي؟ أليس كذلك يا عاكفا على رضى الحكام؟ أم كانت تصريحات الدكتور فتحي سرور الأسبوع الماضي، و في جريدة الأهرام، بأنه قد آن الأوان ليكون للإخوان حزب هي الثمن الذي قبضتموه؟
بني وطني ، يا بني مصر الكرام ، هاهم على حقيقتهم، هاهم عارين من ورقة التوت و دعاوى الاعتقال و التعذيب، هاهم كما رأيتهم و أراهم دوماً، تلك هي الفرصة السانحة لنعرف جميعاً أن الاخوان هم الوجه الآخر لعملة الوطني التي جربناها دوما، نفس الانتهازية السياسية، فلا يشاركون الا لهدف في نفوسهم، و تلك ليست أول مرة يتخلفون فيها عن مظاهر التعبير الشعبي السلمي، فإما أن يكون النشاط أو الاضراب أو الاعتصام اخوانيا خالصا فيظهرون للقاصي و الداني أنهم الخليفة المنتظر للنظام، و الا فالأفضل لهم أن يتفاوضوا للحصول على بعض المكاسب، ببيع مصر و شعبها مقابل فتات المجالس المحلية و بواقي المقاعد البرلمانية، هاهم على حقيقتهم، النموذج المصري من حكومات الظل العميلة، الإخوان يا سادة هم كرزاي المصري!
مجاهدون في حضن ماما
يتربى في عـــــــزو ، حمادة عزو
نونة على الحجـــــــر ، ماما تهزه
انجغة انجغة يا كلبــــــــــــــــــوظة
يا صغير يا ابن المحظـــــــــــوظة
الناس يتغاظــــــــــــــوا ما يتغاظوا
على سنانهـــم جزوا ، و لا يــهزه
اللي جابلك يخليلك يا ماما أمريكا، لقد كنت أرتب لنشر مقالات متتابعة عنهم و عن تاريخهم الأسود من قرن الخروب ، و كان هذا المقال مقالا مبتهجاً بمخاض مصر الجليل غداً ، لكن قراءتي لأخبار تراجعهم عن المشاركة في الحركة الوطنية الشعبية أثارني حتى التهبت رأسي صداعاً ، و تبريراتهم أثارتني أكثر و أكثر، كما حفزني مقال متميز جدا للمدونة الزميلة "قطة الصحراء" حول التراجع الإخواني الوقح في تبريراته، فغيرت هيكلة مقالي، و أصبح لزاما علي أن أحدثكم في ايجاز عما كنت أنويه مفصلاً، و سيكون حديثي هنا أسئلة أجيب عنها فيما بعد ، فتلك أسئلتي للإخوان
ما هو دوركم في نادي السفاري السري؟ النادي الاستخباري القائم على التعاون بين المخابرات المركزية و فرنسا و السعودية و مصر و باكستان و المغرب و إيران (الشاه) و ممثلين قبليين من أفغانستان؟ و الذي بدأ نشاطه عام 1971م و انتهى في التسعينات؟ ما دور مرشدكم "عمر التلمساني" تحديدا في تمهيدات هذا النادي؟ و التنسيق المصري السعودي؟ فقد افرج عن وثائق نادي السفاري بالأمس القريب و نشرت بالمكتبات العالمية؟ و لمن يريد معرفة حقيقة الاخوان قراءة كتاب "روبرت ديفوس" ، لعبة الشيطان ، و فيه صور الوثائق الزنكوغرافية المثبتة تورط الاخوان مع المخابرات المركزية
ما هو دوركم في خطة خلق رأي عام جهادي إسلامي يهدف لمساعدة أمريكا ضد السوفييت؟
تقولون أن حادث المنشية كان تمثيلية؟ جميل ، جميع الوثائق التي تثبت تلقيكم تعليمات الاغتيال من آلان دالاس، مع وثائق الترتيب و التدريب الذي تلقته عناصركم من ممثلي جهاز "فدائي إسلامي" التابع لشاه إيران ، اصبحت اليوم في 2008 منشورة على الملأ ، و قريبا تنشر بالعربية حتى يعلمكم القاصي و الداني، فماذا تقولون الآن؟ الوثائق التي نتحدث عنها تشمل تفريغات شرائط صوتية لن تتمكنوا من الهرب منها و ادعاء الهبل، فويلكم مما قدمت أيديكم حين يحاسبكم الشعب في الدنيا و الله عز و جل في الآخرة
تقولون أن الأمريكان يتقربون اليكم لأن الشعب يريدكم، فماذا عما يثبت أنكم أنتم من تقدم باستراتيجية لهدم القومية العربية، لاغراء أمريكا بالحد من نفوذ الروس الكفار (على اساس ان الامريكان بيبيعوا سبح)؟ لماذا تتوفر لكم كل سبل حرية التعبير في أمريكا و الدول التابعة لأمريكا؟ فضلا عن الايواء و فرص العمل و التمويل؟ قطر، السعودية، الكويت، فضلاً عن المملكة المتحدة؟
ماذا تقولون في إعتراف السفير الأمريكي في حواره مع "منى الشاذلي" بوجود اتصالات مكثفة معكم قبل 11 سبتمبر؟ قبل أن ينقلب السحر على الساحر؟ و عن اعترافه بوجود اتصالات محدودة اليوم؟ و عن دعوات الغداء و العشاء على مائدة ماما أمريكا؟
13 comments:
دكتور إياد واحشني جدآ جدآ
اتمني تكون بخير
انا مش متفأله اوي بالاضارب ده بس اتمني يكون خطوا ايجابيه تصحي الشعب الي سكوته و سكونه طول اوي اوي
تحياتي و احترامي
عزيزتي إيمي
أنت اللي التليفزيون خدك مننا :) أنا ان كان علي موجود دايما
أنا كمان مش حاطط أمل أنه في يوم و ليلة كل حاجة تتحل ، لكن ده هايكون اختبار لامكانية تجميع الناس على شيء ، و دور تكنولوجيا المعلومات في تحقيق ده ، فيبقى فاضل قدرة الشعب على الفعل و درجة الخوف اللي جواه ، علشان كده شايفه اختبار لينا كلنا
انا اتمنى ان مصر تظهر عليها حتى لو علامات المخاض فى 6 ابريل ان شاء الله
تقولون أن الأمريكان يتقربون اليكم لأن الشعب يريدكم ، فماذا عما يثبت أنكم أنتم من تقدم باستراتيجية لهدم القومية العربية ، و عريتم لحمكم لاغراء أمريكا بالحد من نفوذ الروس الكفار (على اساس ان الامريكان بيبيعوا سبح) في المنطقة؟ لماذا تتوفر لكم كل سبل حرية التعبير في أمريكا و الدول الذنبية
You are at your best when you use this satire style.
your line about the Americans selling "seba7" in the region cracked me up:)) I kept on laughing for 3 minutes, people around though that I had gone mad or something.
طبعا
طبعا التفكير فى التحرك باى شكل شى جيد فى حد ذاتة بس ياترى هيجيب نتيجة
هنشوف
عزيزتي قطة الصحراء
أنا أعتبر ما حدث حتى الان ، و ان لم يكن مرضيا جداً ، الا انه مخاض ، فدرجة هلع النظام و تهافته تدل على مدى قوة الفكرة ، و الاستجابة الرئاسية السريعة و الغير معتادة تعد نصرا محدودا للفكرة ، و هذا أول عمل شامل ، و اول الغيث قطرة ، أو هكذا أحب أن أصدق ، ما رأيك أنت بعد ما حدث؟
Dear Amre, الليث عاديا
Do you found the name I liked to use with you an odd one? I think you know enough about Persian Arab conflict to know that this was the name given to Saad Ibn Abi Waqqas by the Messenger of God earlier than his wars with persia.
Glad that the expression made a laughter to you, it is always nice to draw a smile. Thank you for the comment, and do u have a near plans for visiting the Region? it is becoming overwhelming to meet the friend you are. Greetings from Amman.
العزيزة أيوية
و الله أنا شايف انه الى حد ما ، و باعتباره الاول من نوعه على مستوى مصر جاب نتيجة ، كما قلت ، أنا أعتبر ما حدث حتى الان مخاض ، فدرجة هلع النظام و تهافته و الاستجابة الرئاسية السريعة تعد نصرا محدودا للفكرة ، و هذا أول عمل شامل ، و اول الغيث قطرة ، ما رأيك أنت الان؟
يادكتور اياد القاعدة ثابتة
مفيش جريمة كاملة
بصراحة كانو ممثلين بارعين بس اكيد كان لازم يغلطو في السيناريو واللعبة تتكشف
والنتيجة هنشوفها لما ياخدو كام كرسي في المحليات
تحياتي ليك
عزيزي hui mu han
أهلا بك في مدونتي بأول تعليق ، ارجو الا يكون الاخير ، و نعم ، لو استطاعوا ان يخدعوا البسطاء بعض الوقت فلن يستطيعوا أن يخدعوا الجميع كل الوقت
تحياتي و تقديري
للاسف التباكى والولوله السابقه لكل انتخابات اصبحت لعبة قديمة فمن المعروف انهم من يبلغون عن بعضهم البعض ليتباكو وشوفوا احنا مظلومين احنا معتقلين احنا متبهدلين والنبى انتخبونا والاجر والثواب عند الله .... ويالا العجب لما يفعلون ... فتاريخهم الدموى خير شاهد على افعالهم وعباءة الدين سقطت رغما عنهم حينما صرحوا باسبابهم الواهيه حول رفض اضراب ابريل
الجميع يعى جيدا ولكن ما يثيرنى حقا اتباعهم من يسلطون السنتهم وكيبورداتهم لسبابنا فى مدونتانا اهؤلاء الاشخاص يعقلون حقا فلو كانوا يعقلون لكانوا حكموا عقلهم و ما
فعلوا هذا ولكن الارجح انهم مأجورون والله اعلم فكما ان قادتهم لهم مصالح شخصية فهؤلاء الصغار ايضا لهم مصالحهم اليسوا كتلة واحدة واليسوا هم من اتباع سمعا وطاعه
فمهدى صاحب الطزات الثلاث وصاحب المقولة الشهيرة المعارض بالجزمة له باع طويل من الاجرام عبر تاريخه
ولقد ظهرت الصفقه مع النظام ووضحت وضوح الشمس ولننتظر جميعا ما ستسفر عنه الايام المقبلة عقب محاكمة الشاطر واخوانه
اشكر حضرتك جدا على هذه التدوينة الرائعة وتشرفت بوجود اسمى داخل هذا البلوج القيم
احترامى وتقديرى لشخصك الكريم
عزيزتي قطة الصحراء
أتفق معك تمام الاتفاق في كل ما ورد في تعليقك الشائق و في مقالاتك و مقالات الدكتور علام ، عدا شيء واحد ، و هو ضلوع الصغار في لعبة المصالح ، فهم لا يشركون في لعبتهم و غنائمهم الا الكبار ، اما صغار الاتباع ، و النباحون الذي يطلقونهم عليك و علي و على غيرنا ، فهم مغسولي الأمخاخ بالشربة الكهنوتية المألوفة عبر التاريخ ، و من خلال عمل الواجبات المنزلية و حضور المعسكرات و غيرها من انشطة غشيل المخ ، فهم مساكين يا عزيزتي في جهلهم و ضلالهم
تحياتي و تقديري
Post a Comment