التعليق الذي تلقيته من صديقي المهندس أسامة الهطيل يبقى هو الأروع على الإطلاق فيما يخص روايتي الجديدة "انهيار برج بابل"، وهو تعليق أقرب لقراءة نقدية مختصرة أرجو ألا تكون متأثرة جدا بصداقتنا الشخصية، إذ أرجو أن يكون ما كتبه صديقي حقيقة، وقد صاغ قراءته بعدما قص حكاية ليلة عجيبة مرت بنا سويا، وقد جاء فيه
---
---
استعصى علي منامي ليلتها، وجلست كعادتي أتابع أخبار الحبيبة مصر علي الانترنت، أرى قليلا يروقني وكثيرا يؤسفني ويروي غابات غضبي على الحال، وولاة عجب الأحوال، قفزت أمامي نافذة شات باسم د. اياد تقول " أنا في دبي" .. راجع مصر امتي؟ .. غدا صباحا، حينها أشارت الساعة الى الثانية صباحا، التقطت الموبيل واتصلت به، وبعد نصف ساعة كنت أمام مدخل فندق نوفيتيل الواقع في منطقة مال وأعمال دبي، هناك حيث نشأت وعلت سدوم وعمورة العصر الحديث معا في مدينة واحدة، هناك حيث بعث الله جزاء هو من جنس العمل في رسالة الهية واضحة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو بصير، فصارت أثرا بعد عين، وتحت ظل برج دبي، في ليلة الأبراج العربية ذوات المغزي والدرس، بدأت رحلة البحث عن كوب من الشاي، لم يرد به من الشاي الا الصحبة، وسجال النقاش وتبادل الأخبار هنا _في الخليج المحتل_ وهناك في مصر المعتلة، وقضينا ساعتين خارج الحسابات والجدول المعقد والشديد الانتظام لحياة أي مصري يعيش في الخارج، وكأن مصر لأبنائها هي مقهى السمر والسهر، وما دونها بلاد العمل وتحقيق الذات
كعادته الكريمة تذكرني بنسخة موقعة "الى الأخ العزيز المهندس أسامة، مع تحياتي و تقديري"، نسخة من نتاج بنات أفكاره وأبحاثه، "انهيار برج بابل"، الرواية التي نشرت على موقعه ولم أقرأها في انتظار طويل لأتلمسها لحما ودما.. حبر وطباعة على ورق ، كما عهدي بالكتب التي تغير حياة شعوب، تجمع الفرقاء وترأب الصدوع، ولأني عليل بداء الاطلاع والقراءة المستديمة، كنت على موعدي اليومي لمتابعة كتاب شديد الأهمية، كتبه الصحفي جون برادلي عن "مصر، دولة الفراعنة على شفا ثورة"والحقيقة أني سمحت لنفسي بوضع كتاب برج بابل قبل زملائه في طابور الاطلاع الذي لا ينتهي، عموما لم تصلني شكاوى المؤلفين وأصحاب الرأي الذين يقفون في الصف في انتظار تفاعلي مع جميل أفكارهم وعصير أيامهم وسهر لياليهم
---
كعادته الكريمة تذكرني بنسخة موقعة "الى الأخ العزيز المهندس أسامة، مع تحياتي و تقديري"، نسخة من نتاج بنات أفكاره وأبحاثه، "انهيار برج بابل"، الرواية التي نشرت على موقعه ولم أقرأها في انتظار طويل لأتلمسها لحما ودما.. حبر وطباعة على ورق ، كما عهدي بالكتب التي تغير حياة شعوب، تجمع الفرقاء وترأب الصدوع، ولأني عليل بداء الاطلاع والقراءة المستديمة، كنت على موعدي اليومي لمتابعة كتاب شديد الأهمية، كتبه الصحفي جون برادلي عن "مصر، دولة الفراعنة على شفا ثورة"والحقيقة أني سمحت لنفسي بوضع كتاب برج بابل قبل زملائه في طابور الاطلاع الذي لا ينتهي، عموما لم تصلني شكاوى المؤلفين وأصحاب الرأي الذين يقفون في الصف في انتظار تفاعلي مع جميل أفكارهم وعصير أيامهم وسهر لياليهم
صففت سيارتي في المرأب واتجهت للمصعد وفي يدي برج بابل، ولأني أسكن الطابق السادس، تسليت في ثواني الصعود بقراءة الغلاف الخلفي للكتاب: لماذا قتل عمر بعد أربعة ليال من عزمه على رد فضول مال الموسرين الى الفقراء .. إلى آخر المقتطف، ليلتها نمت مع تباشير الصباح وبرج بابل على صدري، وسام وفخر لصديق المراهقة وزميل الدراسة الحقيقية التي انتهى عهدها بنا وبدأعهد تربية وتعليم لا تسمن ولا تغني من جهل لأجيال تتخرج في جامعات المحروسة ولا يكادون يفقهون قولا، وقد انتهيت من الرواية (مجازا أقول رواية) اليوم، بعد أن قضيت معها أسبوعا من أشق وأعتى أسابيع حياتي، ففي عملي كان هناك أكثر من ألفي موظف أرسلوا الي التقاعد المبكر، ما يبرر زورا في دبي باعادة الهيكلة، وما هو إلا سبيل لقطع أرزاق البشر في عمورة التي حط عليها الفلس والدين، وفقدت زوجتي حملا ثانيا لم يكتب له أن يصل لنا بهدية السماء، لعلة في علم الله الذي قدر وما شاء فعل، وكانت "برج بابل" صديقي في أسبوع الأحزان، في السيارة وبجوار أباجورة السرير، وفي الانعاش بعد عملية استئصال مشروع لطفلي الذي تعرض هو الأخر لاعادة هيكلة بيد رحيمة عليمة بالوقت المكان المناسب لإرسال هذه الهدية السماوية، أو الضن بها، و لله المثل الأعلى
انهيار برج بابل كما أراها هي دراسة تاريخية متأملة وحريصة في الحق، مزجها الباحث، ولا أقول الروائي، بقصص حب أعذب من أن تختلط بوقاحة وخسة الواقع المرير، مصدقة في تفاصيلها، أبدية في نهايتها، حب الدكتور علي الإمام للإمام علي كرم الله وجهه، وحب الأخت المظلومة ظلم المسيح على الصليب، وحب الحبيبة التائهة في غياهب الوعد، والتي لا ترى النور الا عندما يأتيها المسيح بنفسه وبمشكاة نوره، حب كل ما هو حق وكل من هو حقيقي، ولا أنكر أن الكتاب فيه صدمة معرفية، ولكنه للحق يتركك حائرا تبحث وتنقب عما فيما عرفته جهلا, أو نقل اليك بغرض عن الأصل في العلم وهو البحث، وعن الغي في العلم وهو في أكثره النقل، وفي برج بابل، ما أشبه ايوم بالأمس، كما في تاريخنا الانساني الرذيل, الذي بدأ بخطيئة وقتل نفس وانتهي اليوم الي خطيئة وقتل نفس، ثالوث الخطيئة والطمع والانكار , كتفا بكتف مع ثالوث السلطة و المال و الكاهن، فرعون و قارون و هامان يطلون علينا في تنويعات من الشخوص الدنيئة المعدن , والولايات والحكام أصحاب الدنيا وحاجاتها، ومنظومات الاعلام الفاسد على مر التاريخ الاسلامي، وأصول علوم التهافت والتضليل
في الرواية يبرز الشيخان, عظيما الأمة بعد رسولها المهدى , بين نقل وعقل وقياس أريد بهم وجه الله تعالى , نموذجين بأيهم اقتديت اهتديت، ويبرز الراشد الحائر، ثم يبرزمن بعده الراشد الشهيد, مسيح أمتنا الذي غدره حواريو المال و السلطة و الكهانة، ومن بعدهم ما لا يعد من معاوية الى آل سعود , و من قتلة الامام الى قتلة السادات، تبرز جهالة الناقل بغير علم, وعلم العالم بقياس بغير نقل : الا قرأن و سنة مثبتة، وتبرز جيوش قليلة قبلتها الله ورسوله وجيوش غفيرة قبلتها بلاط الوالي، خوارج ملاعين, وخوارج شهداء في جنات نعيم، منتديات المخابرات , ورؤوس أموال السيطرة والدمار، وعموم الشعوب هم ملح الأرض و حطب النار و حصى أرض المعارك كالعادة
لعل الله يأجر الباحث مرتين , فجزاء الاجتهاد مقبول لا شية فيه , واصل الى صحيفته بمشيئة الله يوم لا ينفع مال ولا بنون، شكرا د.اياد على الموعد بلا ميعاد و الى مواعيد أخر
أسامة الهطيل
دبي في ابريل 2010
انهيار برج بابل كما أراها هي دراسة تاريخية متأملة وحريصة في الحق، مزجها الباحث، ولا أقول الروائي، بقصص حب أعذب من أن تختلط بوقاحة وخسة الواقع المرير، مصدقة في تفاصيلها، أبدية في نهايتها، حب الدكتور علي الإمام للإمام علي كرم الله وجهه، وحب الأخت المظلومة ظلم المسيح على الصليب، وحب الحبيبة التائهة في غياهب الوعد، والتي لا ترى النور الا عندما يأتيها المسيح بنفسه وبمشكاة نوره، حب كل ما هو حق وكل من هو حقيقي، ولا أنكر أن الكتاب فيه صدمة معرفية، ولكنه للحق يتركك حائرا تبحث وتنقب عما فيما عرفته جهلا, أو نقل اليك بغرض عن الأصل في العلم وهو البحث، وعن الغي في العلم وهو في أكثره النقل، وفي برج بابل، ما أشبه ايوم بالأمس، كما في تاريخنا الانساني الرذيل, الذي بدأ بخطيئة وقتل نفس وانتهي اليوم الي خطيئة وقتل نفس، ثالوث الخطيئة والطمع والانكار , كتفا بكتف مع ثالوث السلطة و المال و الكاهن، فرعون و قارون و هامان يطلون علينا في تنويعات من الشخوص الدنيئة المعدن , والولايات والحكام أصحاب الدنيا وحاجاتها، ومنظومات الاعلام الفاسد على مر التاريخ الاسلامي، وأصول علوم التهافت والتضليل
في الرواية يبرز الشيخان, عظيما الأمة بعد رسولها المهدى , بين نقل وعقل وقياس أريد بهم وجه الله تعالى , نموذجين بأيهم اقتديت اهتديت، ويبرز الراشد الحائر، ثم يبرزمن بعده الراشد الشهيد, مسيح أمتنا الذي غدره حواريو المال و السلطة و الكهانة، ومن بعدهم ما لا يعد من معاوية الى آل سعود , و من قتلة الامام الى قتلة السادات، تبرز جهالة الناقل بغير علم, وعلم العالم بقياس بغير نقل : الا قرأن و سنة مثبتة، وتبرز جيوش قليلة قبلتها الله ورسوله وجيوش غفيرة قبلتها بلاط الوالي، خوارج ملاعين, وخوارج شهداء في جنات نعيم، منتديات المخابرات , ورؤوس أموال السيطرة والدمار، وعموم الشعوب هم ملح الأرض و حطب النار و حصى أرض المعارك كالعادة
لعل الله يأجر الباحث مرتين , فجزاء الاجتهاد مقبول لا شية فيه , واصل الى صحيفته بمشيئة الله يوم لا ينفع مال ولا بنون، شكرا د.اياد على الموعد بلا ميعاد و الى مواعيد أخر
أسامة الهطيل
دبي في ابريل 2010
4 comments:
تعليق أكثر من رائع يتناسب مع تلك الرواية الأكثر من رائعة
اطرف مافى تلك الرواية أن هناك اشخاص أخرين غير المؤلف لكل واحد منهم حدوتة موجعة معها قد تختلف او تتفق مع حدوتة المؤلف شخصيا معها
ترى أمازال هناك أخرين تمثل لهم روايتك تلك جزء من صندوق ذكرياتهم؟؟؟
عزيزي الغير معرف
أشكرك على التعليق يا عزيزي، أظنها ستمس بعض الذكريات للكثير من المصريين والعراقيين والسوريين حيث جرت الأحداث، وخاصة الجيل الذي يعيش حاليا العقد الرابع أو الخامس من العمر
تحياتي وتقديري وشكري
شكرا يا اياد , تقدير أكبر من أي شكر أن تنشر تعليقي الموجز المتواضع
.......
أدعي أني قارئ جيد لكل أصناف الكتابة , و أنت تعلم جيدا أنه ان جانبك الصواب فسأكون أول من يعلق لك المشانق :)
لا مجال لمجاملة في عمل تتفصد من ثناياه حبات العرق و سهر الليالي , و قطرات ملايين أكواب الشاي بالنعناع
في انتظار الجديد
أخي الحبيب أسامة
بل أنا من يجب عليه الشكر والتقدير، فتقديرك وتقدير القلة الحبيبة من القراء هي ما يجعل لسهر الليالي معنى ونتيجة يا صديقي
تحياتي وتقديري وحبي
Post a Comment