ترجمة مقالي في 26 أبريل 2010 في آميريكان كرونيكل
-----
لم تكن رسالة مبارك إلى إسرائيل مهنئا بعيد الاستقلال الثاني والستين هي رسالته الأولى إليها، وككل مرة لم تكن الرسالة ممثلة لجماهير شعبه الرافضة للتطبيع، وللدور الذي فرض على مصر فرضا في عهد سلفه كدولة صديقة للكيان الصهيوني وللرأسمالية الآنجلو-أمريكية وللأنظمة التقليدية في المنطقة بالتالي، وكون الرسالة مكررة لا يعني أنها لم تكن مؤلمة للمصريين والعرب جميعا، خاصة لو أخذنا في اعتبارنا الأحداث المتزامنة معها في 2010م، وأهمها
في نهاية الحرب العالمية الثانية، كان شارل ديجول في مقعد الرئاسة منتخبا من شعبه، وكان بيتان الذي حصل على أعلى الأوسمة العسكرية يوما إثر بطولته في معركة فيردان يقف في قفص الاتهام، ليسمع قضاته وهم يوجهون إليه تهمة الخيانة العظمى في زمن الحرب، ويحكمون عليه بالإعدام، قبل أن يخفف ديجول الحكم للسجن مدى الحياة، فأي دروس نستخلصها من هذه الملحمة التاريخية؟
- أعمال الحفر المتزايدة أسفل الأقصى بما في ذلك أنباء عن تخطيط لمرور خط مترو تحت أساسات المسجد
- استمرار العمل في الجدار العازل على حدود مصر مع قطاع غزة، والذي يهدف لإحكام حصار وتجويع الفلسطينيين بهدف التركيع
- اغتيال العالم النووي الإيراني مسعود علي محمدي، ووصف جريدة الأهرام لقاتله، رئيس جهاز الموساد الصهيوني مائير داجان بالسوبرمان في عددها الصادر يوم 17 أبريل الجاري
- استمرار قمع النظام لناشطي التغيير مع ثبوت حالات تعذيب للناشطين، وهو ما يعكس نظاما يستأسد علينا في الداخل كشعب أعزل مرتهن ويلين لإسرائيل إلى ما لا نهاية
في نهاية الحرب العالمية الثانية، كان شارل ديجول في مقعد الرئاسة منتخبا من شعبه، وكان بيتان الذي حصل على أعلى الأوسمة العسكرية يوما إثر بطولته في معركة فيردان يقف في قفص الاتهام، ليسمع قضاته وهم يوجهون إليه تهمة الخيانة العظمى في زمن الحرب، ويحكمون عليه بالإعدام، قبل أن يخفف ديجول الحكم للسجن مدى الحياة، فأي دروس نستخلصها من هذه الملحمة التاريخية؟
- بطولة بيتان في الحرب الأولى لم تمنعه وهو في الثمانينات من عمره خلال الحرب الثانية أن يستسلم لعدوه حتى المهانة، وعليه، فكون مبارك قائدا من قواد النصر في عام 1973م لا ينفي أنه وسلفه السادات نقلا مصر من ريادة معسكر الصمود إلى مقدمة الدول المتهاونة والمسماة تضليلا بالمعتدلة في مواجهة الصهيونية
- أبطال المقاومة في الأمم المهزومة والفاقدة لعزتها القومية والوطنية يسميهم الإعلام الرسمي عادة بالإرهابيين، ويدعي أنهم يعرضون شعوبهم للخطر والدمار، لكن كتاب التاريخ ينصفهم لاحقا بما يستحقون من أكاليل الغار، بينما يعاني الفريق الذي اتهمهم بالإرهاب من اتهامات الخيانة العظمى، وعليه، فلسوف يكتب التاريخ العربي اسم السيد حسن نصر الله يوما بحروف من نور ومسك في قائمة أبطاله عبر الزمان، بينما سيعاني حكام مثل مبارك مصر، وعبد الله السعودية، وعبد الله الأردن من أحكام محكمة التاريخ التي لا تعرف النفاق ولا التزلف
- في السياسة الفرنسية اليوم، لو أردت أن تتهم شخصا بالسلبية والانهزامية ما عليك إلا أن تدعوه بيتانيا، ولو أردت أن تصف آخر بالوطنية والتمسك باستقلال الرأي الفرنسي فعليك أن تدعوه ديجوليا، وذات يوم سيحسم التاريخ جدل الحاضر، وسترتبط أسماء عبد الناصر ونصر الله وهواري بومدين وشكري القوتلي بالوطنية والفداء وبعد الرؤية، بينما سترتبط أسماء مبارك والسادات وعبد الله بالعكس
2 comments:
هذا الكلام من اجمل ما قرأت في وصف الحالة الراهنة
سلمت يداك وقلمك
صديقي الفيلسوف
سلمت يا أخي من كل شر وسوء، أشكرك
Post a Comment