بداية أود القول أنني أحترم شخص الرئيس الأمريكي الجديد "باراك أوباما" لأنني أعتقد أنه سيكون خلال ولايته عند حسن ظن الجماهير التي انتخبته ووضعته في البيت الأبيض، وهذا لا يعني بالضرورة أن يكون عند حسن ظننا، خاصة لو كانت ظنوننا قائمة على الأوهام أكثر مما تقوم على التحليل الاستراتيجي لتحركات السياسة العالمية، "أوباما" مواطن أمريكي بدرجة رئيس جمهورية منتخب وفقا لدستور الولايات المتحدة الذي يتبعه الرؤساء ولا يعدلونه وفق هواهم، أمريكي أولا وثانيا وحتى عاشرا، ولن تغير تماحيكنا هذه الحقيقة، أعني تماحيك من عينه أنه مسلم أو والده مسلم أو اسمه الحقيقي "أبو عمامة" أو أنه أفريقي الهوى ومتعاطف مع العالم العربي ... الخ، وهذه ليست أول مرة نتمحك فيها برئيس أمريكي، لمجرد أن سلفه كان مطلع أسلافنا، فهذه عادتنا منذ السبعينات، منذ أن فقدنا عزيمتنا وارادتنا الحرة وصرنا شعوبا بغير ارادة ولا كرامة ولا استقلال وطني، وهي على حد تعبير أستاذ الأساتذة "هيكل" المرة الثالثة التي يبيعون لنا فيها الوهم الأمريكي ونشتريه نحن بكل سذاجة، فتعالوا بنا نسترجع لوحة كوميدية من ماضي الوهم العربي العريق
كان الرئيس الأمريكي "ليندون جونسون" مطبقا للسياسة الأمريكية دون رطوش وبكل فجاجة ووقاحة، وكان رئيسا ديمقراطيا داعما للتدخل الامريكي في الخارج بسياسة الذراع الثقيلة، فزاد من تدخل الولايات المتحدة في حرب فيتنام والتي كان سلفه الأكثر مثالية "جون كينيدي" يخطط لانهائها، وكان على الهامش مواليا لحليفة بلده اسرائيل إلى مالا نهاية، فلم يحرص على علاقات جيدة مع العالم العربي سوى مع الحليفة الثانية للولايات المتحدة في المنطقة وهي العربية السعودية، وهكذا قمنا كعادتنا بشخصنة خلافنا معه، ولعناه في الأشعار والأزجال والكاريكاتير، وحين انتهت ولايته عام 1969م وجاء خلفه "ريتشارد نيكسون" حاول ملوك ورؤساء العرب الترويج لنيكسون على أنه "حاجة تانية خاااالص" وعن هذا كتب الفاجومي قصيدة طريفة للغاية يلخص فيها حالة التماحيك وقتها بقوله
أب ت ث جح .. ألف باء .. جونسون روح .. نيكسون جاء
قولوا هأوأو .. قولوا هاء .. على صحافتنا الغير غراء
***
ذات صباح .. يا فتاح .. بالجرانين على ريق النوم
جم على سهوه كبسوا القهوه .. وابتدأوا ف تضييع اليوم
اللي يقول النصر نميس .. ينفع تاكسي ويمشي رميس
واللي يقول الفورد يا بيه .. أجعص من أجعصها جعيص
واللي يقول جونسون دا حمار .. راجل عقله عقل صغار
راجل تيس .. من غير حيث .. ينصب ألف جنازه بطار
بس اهو راح .. وحنرتاح .. وحنتبحبح بقي ونقول
يخرب بيته ويدلق زيته .. ويعيش نيكسون لنا على طول
نيكسون عال .. ومش بطال .. وإللي يقول غير كده مقفول
شفت كلامه .. إلا كلامه .. صح كلام راجل مسئول
ولا عنيه .. يا ختي عليه .. فيهم سكس ماهوش معقول
***
ألا نجد هذا قريبا من الكلام الدوار حاليا عن "أوباما"؟ نعم الرجل له حضور واضح، وحديثه زاخر بالقيم الإنسانية التي ينهي بها نمط الواقعية السياسية السمجة لعقود، ونعم له توجهات اقتصادية مناسبة جدا للأزمة الحالية والخروج منها، برافو عليه وعلى من انتخبوه ليصلح لهم ما أفسده سلفه البليد، لكن مالنا نحن بكل هذا؟ ماذا سنفيد من قيادته أو حضوره أو ذكائه؟ لا شيء تماما إلا أن حليف عدونا التقليدي أصبح به أكثر قوة، وهو أمر يدعو للقلق، برافو على المجتمع الأمريكي الذي وصل لدرجة من النضج ينتخب فيها رئيسا ملونا، وتنافس فيها امرأة على كرسي الرئاسة فتبلي بلاء حسنا، برافو عليهم .. ويا خيبة من مازالوا يناقشون هل الدولة المدنية ومجتمع المؤسسات الدستورية تناسبنا؟ هل المصريون المسيحيون مواطنون أم ذميون؟ هل يمكن أن ننتخب قبطيا للرئاسة؟ برافو عليهم ولا عزاء لنا في عالم سريع التطور والتحور ولا يأبه بالغافلين والمأفونين وفاقدي الزمن والتمييز
10 comments:
ياريت كل العرب يفهموا الواقع ده مع انه واضح وضوح الشمس بس احنا اتعودنا على الحلم بفارس يجى ويحللنا كل مشاكلنا زى البنت زمان لما كانت تقعد تبص من المشربية مستنية الافندى اللى راكب حصانه الابيض وجاى يطلب ايديها من ابوها
انا متفقة مع انى وان
فعلا كفاية بقى مش ممكن نفضل ندور على حد يحللنا مشاكلنا كفاية علينا بقى كدة لازم نفوق نفهم ان لا يحك جلدك مثل ظفرك انما احنا احلى حاجة تشغلنا فرح هيفاء وهبى وهل سيحل المشاكل بين السنة والشيحة يسلام بقى هو دة الى هيحل المشكلة والامير العربى الى راح اشترى قصر البارون مش عارفة مين فى اوربا مش اشتر ى مصنع فى اروربا او عمل قناة فضائية توضح صورتنا صح للعالم او توريهم ما يحدث من مجازر فى فلسطين والله حرام ياريت نفوق بقى انا كنت مستغربة جدا من المتلهفين لخطاب اوباما وكانهم كانوا منتظرينة يقولهم تعالوا احكموا امريكا وينزل يبوس على راس العرب واحد واحد كفاية بقى ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم
اعتزر للاطالة
بغض النظر عن كلام اوباما كله
هو زي حضرتك ما قولت يا دكتور مجرد مواطن امريكي بينفذ سياسة بلده واللى هي دولة مؤسسات مش فرد واحد بيمشيها بدماغه حتى لو هو عايز كدا
وحتى لو هو فعلا زي ما احنا عايزينه
احنا ليه مش عايزين نفهم انه مش مخلصنا ولا منقذنا من الهلاك وان محدش بيعيش غير لو هو عايز يعيش ولو حارب علشان يعيش ويا يموت في سبيل حربه يا يعيش بحرية وبكرامه
مش عارف ليه مستنين دايما اللى يجي يطبطب علينا ويقولنا معلش يا حلوين
فلسطين بتاعتكوا خدوا اهي
والعراق هنبنيهالكوا من تاني
و و و و و ...........
هو احنا عاجزين ؟؟
ليه مش عايزين نتحرج ولا نعمل حاجة اصلا وقاعدين طول العمر مستنين عمو سام يجي يدينا الاكل لحد عندنا
نفسي نعتمد علي نفسنا وكل شخص يربي ابنه انه يعتمد علي نفسه وبس
يا رب
ما أظنش ان تغير اقدارنا سيأتى على ايدى الآخرين ولكن إذا اردنا تغير ما نحن فيه فيجب علينا تغير انفسنا فلا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وصلاح العباد من صلاح الحكام والعكس فيجب علينا ان نتغير حتى ينصلح حالنا ولا اظن ان الرئيس الأمريكى سيسعى لحل مشاكل العرب
على فكرة اللى اختار اوباما الامريكيين مش العرب فوقوا بقة
وعجبى
عزيزي الغير معرف
صدقت يا سيدي، نحن نعشق أسطورة المخلص ونتناقلها من جيل الى جيل، بينما لن يولد المستقبل من غير رحم الواقع
تحياتي وتقديري
عزيزتي أيوية
نعم يا صديقتي هذا نحن تماما كما قلت، تفاهات هيفاء وبذخ الخليج النفطي وحياة استهلاكية وحكام خاضعون
تحياتي وتقديري وشكري
عزيزي Che Ahmad
لقد وضعت يدك يا صديقي على موطن العطب الجوهري، لو أحسن كل منا في عمله وبيته لانصلح حالنا بغير بطل من خلف المحيط
تحياتي وتقديري وشكري للتعليق
عزيزي الغير معرف
مش عارف انت عاوز مين يفوق رغم ان المقال وكل اللي علقوا عليه بيقولوا نفس المضمون اللي حضرتك بتقوله! يبقى زعلان مننا ليه؟
تحياتي وشكري على كل حال
عزيزى د/إياد
انا ارى ان اوباما فعلا رجل رائع و زكى ويا بخت الامريكان بيه
فهو كرئيس لامريكا رأى اننا فشلنا فى رسم هوية او صورة لنا امام العالم فحاول ان يأتى إلينا و يفهم عن قرب
ولكن اعتقد انه اكتشف اننا لا نستطيع فهم أنفسنا ولاهوايتنا ولا قدراتنا فكيف يمكن ان نعبر عن أنفسنا
واكبر دليل واتفق معك تماما اننا نتصور ان رئيسا إنتخبه شعبه بمنتهى
الديمقراطية وورث إرثا إقتصاديا وعسكريا وداخليا مبعثرايمكن ان يضحى بهموم ومصالح من إنتخبوه[التى قدتتعارض مع مصالحنا] ليهتم بمشاكلنا لمجرد انه ألقى على مسامعنا خطابا يحوى بين طياته شيئا من الود
صديقي العزيز
نعم با سيدي .. نحن كعادتنا ننتظر السمنة من لبن النملة، فلهذا نموت جوعا للأبد، بنعمل آوتسورسينج للبطولة لما عقمنا عنها
تحياتي وتقديري وشكري
Post a Comment